الأربعاء، 11 نوفمبر 2009

كتابٌ على طاولة العَشاء

قلقٌ هنا، قلقٌ هناك
و ليس خلف الليلِ غير الابيض
المنسوج من شفقٍ يلامسُ خضرةَ
البحرِ الطويلِ
و بين غزةَ و الحياةِ توقعاتٌ غير واضحةٍ
و يعصرني احتراقُ البرتقالةِ في الهواءِ
و بين ذاكرتي و قلبي زنبقٌ و شواطئُ الرملِ الاخيرِ
و كان لي ما لم يكن لسواي،
أحتملُ اقترابَ الريحِ من شفتيَّ،
لكن قبلةٌ من ظلِّ طيرٍ تُلهبُ الأشواقَ،
غزةُ في دمي و لها السماءُ
و ما يدورُ على شفاهِ اللوزِ،
تحضنها الغيومُ و دفؤها للوردِ يفتحُ
فكرةً ليعيدَ فهمَ الاختلافِ على حدودِ الابتسامةِ،
كنتُ فيما كنتُ أول من يرى صيفاً
على طرفِ المدينةِ حاملاً سرْوَ الطريقِ
الى صغارٍ لم يعودو يعرفونَ متى سيرجعُ
في حقائبهم و بين بيوتهم،
و أنا كما بالامس لم أكملْ قراءةَ
ما تبقى من كتابٍ فوقَ طاولةِ العَشاءْ.
بلومينجتون، انديانا ‏29‏/10‏/2009

الاثنين، 19 أكتوبر 2009

سؤالٌ على مقعدٍ بارد



كلٌّ يسافرُ و المقيمُ أنا، و حيداً أحرسُ الماضي
،
وحيداً لا أرى غيري يطيلُ الانتظار على دروبٍ
لا تحاولُ مرةً تركَ المسافةِ عند هذا المفترقْ.
حتى هنا لا أستطيع الانتظارَ كما أريدُ
و لا بوسعي أن أرتبَ ما اقترفتُ من ابتساماتٍ
لأبدوَ هادئاً عند المحطةِ؛
هؤلاء القادمون بدون أتربةٍ على أسمائهم و هوائهم
يستقبلون الشمسَ أفضلَ،
يعرفونكَ من بلادٍ اسمُها في لونِ عينكَ،
يتركون لكَ السؤالَ على مقاعدَ تختفي تحت الظلالِ،
يرون فيكَ تحيةً من خلفِ غاباتِ الخريفِ
تروحُ تاركةً مكانكَ فارغاً،
متناثراً كالصوتِ في حلقِ الفراشةِ،
هكذا و الريحُ يحملُ لونها شيئأ اليكَ
من البعيدِ، يريكَ وجهكَ في السماءِ مبللاً
و يداك تحتملان بردَ الاعترافِ بأنَّ
معطفكَ الطويلَ بلا جيوبٍ كافية.
alaaghoul@hotmail.com
(بلومينجتون، انديانا ‏19‏ تشرين الأول‏، 2009)

الأحد، 11 يناير 2009

غزةُ و نوافذ غير كاملة

البحر ينقصُ كل يوم موجة،
و خطاي تنقصُ كل يومٍ شارعاً،
و أنا كما لو أنني من قريةٍ أخرى
و غزةُ ذكرياتُ العمرِ أحملُها
و فيها كلُّ من عاشوا معي و ماتوا
طيبين على ترابِ الرتقالِ
و صورةِ الوطنِ الجميلِ،
و لا أصدق أنَّ غزةَ لم تعُدْ
تلك التي في خاطري
أيامَ كان الزنبقُ البريُّ منشغلاً
بألوانِ الفراشِ و عدِّ أجنحةِ السنونو،
يومَ أصبحَ للحياةِ توقعاتٍ
شبه مفرحةٍ،
و صار على دروبِ الوردِ وردٌ
باردٌ مثل السماءِ و دافئٌ كالغيمِ؛
غزةُ أنْ تسيرَ بنصفِ قلبٍ
داعياً ألا تعودَ بدونِ
أعوادِ الثقابِ الى صغارٍ
ينظرون الى نوافذَ غيرِ كاملةٍ
بأعينَ لا تعي معنى الفراغِ
و أنْ يصيرَ الموتُ أوراقاً على الجدرانِ؛
غزةُ أنْ تسيرَ على طريقٍ ضيِّقٍ
و تراهُ متسعاً و تعرفُ أنَّ بيتَكَ
ليس في هذي الطريقِ،
و بعدما تجتازُك الدنيا
تحسَّسْ أين قلبك كي تسيرَ
بنصفِهِ الآخرْ.
و غزةُ أنْ تصادقّ كل يومٍ فكرةً
و تعيشَ مُمْتَنَّاً لأنك لا
تموتُ لمرَّةٍ كالآخرينْ.

قناعات الطيور

 قناعات الطيور لا تكترثْ  يتسابقُ الموتى  ولا تجدُ الطيورُ لها مكانًا  في السماءِ وأنتَ قلبي دائمًا في حيرةٍ  وتطيرُ أبعدَ حيث يغلبكَ الفرحْ...