السبت، 30 نوفمبر 2013

بحرٌ و سوسنةٌ و فراشة



كلامٌ إليها

٤

بحرٌ و سوسَنةٌ و فراشة


ماذا وجدتِ الآن بعد فراقِهِ و تخَثَّرتْ دقاتُ قلبِكِ

في وريدِ الإنتظارِ على النوافذِ و ارتَضَيْتِ الاختباءَ

بلا مُبَرِّرَ خلفَ أجوبةٍ مُغَلَّفَةٍ تساورُني الشكوكُ بأنَّ قلبَكِ

صارَ ينبضُ عكسَ ساعاتٍ معلَّقةٍ على بابٍ عَبَرْنا منه نحوَ

الشمسِ نحوَ بدايةٍ رسَمَتْ بياضَ الثلجِ في ورقِ الرسائلِ أنتِ

هاربةٌ كما قالتْ عنادِلُ شجْرةٍ كانتْ تُكَثِّفُ ظِلَّها لنغيبَ فِيهِ عنِ

العيونِ أنا اعْتَرَفتُ متى سَنَقْتَسِمُ السماءَ و نزرعُ الحبَقَ الشَّهِيَّ

على حدودِ الليلِ يكفي البحر أنَّ الريحَ تمسحُ عنه آثارَ الغمامةِ

و التَّجاعيدَ التي ارتَعَشَتْ بِلَمْسةِ ريشةٍ من طائرٍ لم ينتَبِهْ لهشاشةِ

الوجهِ الذي وسِعَ المدى في زُرْقةٍ أبديَّةٍ كيفَ افتَرَقنا هكذا و على

يدَيْنا نَقْشُ دِفْءٍ لا يزالُ يعيدُ ذاكرةً و يفتحُ موجةً و يقولُ ما لا

ينبغي الإفصاحُ عنه أمامَ سَوْسَنةٍ و قطْراتِ الندى و كما تبيَّنَ

أنتِ تلتَقطينَ عن شَفَتَيْكِ شهْدَ فراشةٍ مرَّتْ على اللَّعسِ الرطيبِ

و غابَ في عَيْنَيْكِ فَجْرُ الأربعاءِ و هزَّكِ الحبُّ الذي لا ينتهي.

الاحد ١/١٢/٢٠١٣

الجمعة، 29 نوفمبر 2013

في الطريق بحثاً عنك





كلامٌ إليها

٣

في الطريقِ بحثاً عَنْك


اليومَ بردٌ و الطريقُ إليكِ يجعلني أفكِّرُ في التأخرِ

ريثما تصفو السماءُ و تهدأُ الريحُ التي لم تكتَرٍثْ

لحياضِ وردٍ عند مدخلِ شارعٍ كنا على جنباتِهِ نَلْقي

مقاعدَ كان مَنْ يرتادُها يشكو هواهُ لِنَفْسٍهِ و العاشقونَ

هناكَ ليسوا مَنْ تسبَّبَ في انحسارِ العُشْبِ يبدو أنني

لا زلتُ أحملُ إرْثَ ماضٍ تاه في أوراقِهِ معنى الوقوفِ

على تفاصيلِ العتابِ و أوِّلِ النظراتِ يبدو أنَّني أشتاقُ

أكثرَ مِنْكِ للمطرِ الذي فتحَ الرسائلَ عُنوَةً ليسيلَ من شفَتَيْكَ

شهْدَ البَوْحِ أرشُفُ دِفْأَهُ متسائلاً كيفَ استطعنا الانتظارَ

معاً و نَزْعَ الشوكِ من وردِ المواعيدِ التي طارَ النهارُ بها هواءً

و المساءُ بها وداعاً و الطريقُ حبيبتي تشتَدُّ فيه الأمنياتُ إليكِ

أُسْأَلُ عَنْكِ دورِيَّ السطوحِ و لونَ مَنْتورِ الصباحِ و فُلَّةً فاحتْ

عبيراً طيَّبَ اللمساتِ أنتِ كما عَهِدْتُكِ غير خائفةٍ و في عَيْنَيْكِ

 خوفي من هروبكِ فجأةً و أنا أفَتِّشُ عنْكِ متَّخذاً طريقا آخراً.

السبت ٣٠/١١/٢٠١٣


الخميس، 28 نوفمبر 2013

دعوةٌ للحبِّ و السفر



كلامٌ إليها

٢

دعوةٌ للحبِّ و السَّفَرْ


ماذا عليكِ لو اتفقنا أنْ نرتِّبَ ما مضى شيئاً

و نبدأَ رحلةً من زهرتينِ و قارَبٍ و نطيرَ تحتَ الغيمِ

في ورقٍ بلونِ الشمسِ أو عُشْبِ البراري قَدْ نصادفُ

إنْ مَشَينا شاطئاً هربَتْ نوارسُهُ بعيداً و اختَفَتْ خطواتُنا

في الرملِ ماذا لو حفرنا في جدارِ الريحِ باباً للعبورِ إلى

عوالمَ لا تُثيرُ الخوفَ فينا كي نظلَّ معاً و نسكنَ في المحاراتِ

الكبيرةِ لا يهمُّ متى كَبِرنا موسمَيْنِِ و شَجْرَتينِ على ضفافِ النَّهْرِ

سوفَ نمرُّ عنْ أكواخِ غاباتٍ منَ الحنّْاءِ ماذا لو كتَبْنا في الفراغِ

هناكَ عن أيامِنا في الصيفِ كيفَ تساقطَتْ في الكَأسِ رَشْفاتٍ

و طعماً لم يكُنْ للخَوْخِ فِيهِ النصفُ من طعمِ الشفاهِ و في يدَينا

جمرةٌ تكفي لجعلِ القلبِ مشتعلاً كألسنةِ الشموعِ تذوبُ شوقاً

تارةً و تذوبُ خوفاً بينَ رغباتِ العناقِ و بينَ قبلاتِ الوداعِ و حينَ

صرْنا عالِقَينَ على المسافةِ صارتِ الرغباتُ أكثرَ و الهواءُ أقَلَّ

هيَّا للتصالحِ مع بقايانا و صوتِ الأمسِ هيَّا ربما غدُنا لنا أيضاً.

الجمعة ٢٩/١١/٢٠١٣


الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

هي و المغيب



كلامٌ إليها

١

هي و المغيب


لمْ أنتبِهْ للشمسِ و هي تغيبُ في عَيْنَيْكِ

و اسْتَعْذَبْتُ وجهَكِ هادئاً و أنا أحبُّ الليلَ

حينَ يصيبُهُ دفءُ الرذاذِ على الشواطئِ ربما

في آخرِ الطرقاتِ مقعدُنا القديمُ و آخرُ الكلماتِ

قبلَ رحيلِنا خلفَ الطيورِ و بينَ غاباتِ الهواءِ و عِندَ

ذاكرةٍ كأدراجِ المعابدِ لا تراعي العُمْرَ و هو يطيرُ مثلَ

دخانِ أعوادِ البخورِ أحبُّ وجهَكِ و هو يُلهمني بأسماءِ

النجومِ و ما سأكتبُ في رسائلَ غالباً أحتارُ في التوقيعِ

أين يكونُ أعرفُ عنْكِ كيفَ هربتِ آخذةً من اللغةِ الحروفَ

و من ينابيعِ الربيعِ فقاعةَ الصيفِ المليئةَ عطرَ نرجسةٍ و لونَ

حمامةٍ في قمَّةِ السروِ الوحيدِ على طريقٍ لستُ أعرفُ كيفَ

صارَ معلَّقاً في الغيمِ يسحبُ خلفهُ صُوَرَ الخريفِ و مرأةً

تَرَكَتْ نوافِذَها على كتفِ الصباحِ و أقفلَتْ بابَ الكلامِ

وراءها و مشتْ بعيداً في أماكنَ كانَ فيها الوردُ يوماً موعِداً.

الخميس ٢٨/١١/٢٠١٣

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

حكاياتٌ في كتب قديمة



خرافات

٣

حكاياتٌ في كُتُبٍ قديمة


لمَ دائماً حوريَّةُ البحرِ الصغيرةُ تحملُ الأسرارَ تأسرُ

مَنْ تراهُ و لمْ يعُدْ زوجٌ لزوجتِهِ و تحتَ الماءِ قصرٌ فارهٌ

و جدائلُ الذهبِ الطويلةُ تسحبُ الليلَ البعيدَ الى النوافذِ 

كي تضيءَ نجومُهُ غرفَ الزجاجِ و بعد نصفِ الليلِ تسقطُ

نجمةٌ في الماءِ تحفرُ في جدارِ الموجِ أسماءَ الَّذِينَ تجَمَدُّوا

في البَهْوِ ينتظرونَ عودتَها لتُطْلقَهم و مرَّ العامُ تلوَ العامِ 

و القمرُ الصَّموتُ يدورُ فوقَ الغابةِ السوداءِ يحملنا الخيالُ

إلى بلادٍ أهلُها لا يأكلونَ الطيرَ يقتسمونَ طعمَ الريحِ 

يفترشونَ عُشْبَ الشمسِ تحت البُنْدُقِ المَكسوِّ بالمِلْحِ الطريِّ

يا حوريةَ الكتبِ القديمةِ ما سَمِعْنا مرةً مِنْ أينَ جِئْتِ و مَنْ

أبوكِ و هلْ على شفتَيْكِ لونُ الكَرْزِ قيلَ بأنَّ قُبْلَتَكِ الأخيرةَ

سارَعَتْ في جعلِ أولِ شاطئٍ في الغيمِ أطولَ مِنْ جدائِلكِ

التي حملَتْ قلوبَ العاشقينَ و علَّقَت أشواقَهم ثمراً على 

شجرِ الصباحِ و في رؤوسِ الطيرِ و الجَبَلِ البعيدْ.

الاربعاء ٢٧/١١/٢٠١٣     

الاثنين، 25 نوفمبر 2013

هكذا بدأ المكان




خرافات

٢

هكذا بدأَ المكان


لمَ في الحكاياتِ القديمةِ ليس يعنينا المكانُ و لا يهمُّ

متى استطاعَ الفارسُ المجهولُ حمْلَ السيفِ يقطعُ رأسَ

ساحرةٍ و يبقُرُ بطنَ عِفريتٍ ليأتي بالزُّمُرُّدةِ الأخيرةِ مٍنْ 

مغاراتٍ على أبوابِها تقفُ السباعُ و دائماً في الليلِ 

ينزلُ مِنْ أعالي النَّهْرِ عَسَلٌ لا يذوبُ الماءُ فيه و رَشْفةٌ

تكفي لتَرجعَ للحياةِ أميرةُ القصرِ التي عَشِقَتْ فقيراً

مرَّ عنها بعدَما سَحَرَتْهُ نظرَتُها المليئةُ مغرياتٍ دائماً

في الليلِ تنكشفُ الحقيقةُ في السكونِ و يهربُ القمرُ

المُدَلَّلُ في ضفائرِ طفلةٍ تَلهو بعيداً عن طريقِ البيتِ

تحملُها النسورُ إلى ضواحي الريحِ تُطْعِمُها بياضَ

اللوزِ تُلْبِسُها بقايا الريشِ في الليلِ الطويلِ يصيرُ

طعمُ الكَرْزِ أشهى مِنْ شفاهِ الوردِ في نَيْسانَ أمَّا

البحرُ فهو الغائبُ المَنْسِيُّ تعبرهُ الحكايةُ مرَّةً في

الغيمِ ثمَّ على قُشُورِ الموجِ و هي تسوقُ زبَدَ الليلْ.

الثلاثاء ٢٦/١١/٢٠١٣ 

الأحد، 24 نوفمبر 2013

اليكانتو




خرافات

١

أليكانتو


أقتاتُ من ذهبِ الجبالِ و فضَّةِ الرَّملِ القديمِ على شواطئَ

رتَّبَتْها الريحُ لي و أنا هنا في الليلِ أنشرِ من جناحايَ 

الضياءَ و مَنْ يراني سوفَ يَثْرَى مَنْ أراهُ فسوفَ يشقَى

ثمَّ يَهْلَكُ في عرائي بين أكوامِ الحجارةِ سوفَ تأكلُهُ العظاءاتُ

النحيلةُ و هي تسحبهُ إلى ظلِّ الكهوفِ و في جحورِ الموتِ

لا أدري متى سأموتُ يبدو أنني سأظلُّ ألمعُ في السماءِ 

كما أرادَ المؤمنونَ بأنني ما عُدْتُ مِنْ نِسْجِ الخيالِ و أختفي

عند الصباحِ كما يريدُ الخائفونَ من الخرافةِ لا تُصَدِّقْ 

أنَّ لونيَ مثلَ لونِ البحرِ أو ريشِ النعامةِ لا تُحلِّقْ خلفَ 

أوهامِ العجائزِ في بيوتِ القشِّ و احملْ ما تريدُ من الحقيقةِ

حينَ يفنى آخرُ البُسَطاءِ لنْ أبقى بعيداً في الهواءِ و لا

قريباً من بحيراتِ البدايةِ كلُّ شيءٍ هالكٌ ماذا يفيدُ الوهمُ

و الشمسُ الغنيةُ بالحكايةِ لا تزالُ هناكَ تطوي الناسَ

تاركةً على آثارِهمْ لونَ الفناءِ و آخرَ الصورِ الدفينةِ في الرمالْ.

الاثنين ٢٥/١١/٢٠١٣

اليكانتو طائر خرافي في الثقافة التشيلية  


السبت، 23 نوفمبر 2013

اعترافاتٌ في الشمس



حوارات

٩

إعترافاتٌ تحت الشمس

و وجَدْتُ أنِّي دائماً متورطٌ في الاعتمادِ عليكِ ثم أعودُ

أنسى كيفَ أغوَتْني ابتسامَتُكِ الأخيرةُ كي أظلَّ معلَّقاً

و وجدتُ أنَّكِ دائماً لا شيءَ يُمْكِنُ أَنْ يغيرَ فيكِ طبعَ

الاحتماءِ وراءَ ألفاظٍ أُفكِّكُها نهاراً ثمَّ أفشلُ في معانيها

مساءً و الهروبُ اليكِ يشبهُ قَفْزَةً عن سَطْحِ بيتٍ لستُ

أعرفُ ما النتيجةُ و اقترابي منكِ أصبحَ دعوةً للانكِفاءِ

على الهزيمةِ رابطاً نفسي بقَيْدٍ عادَ بي للَّيْلِ أَسْهَرُهُ

و أكتُبُهُ على عَيْنَيَّ نَظْراتٍ و أسئلةً منَ التعبِ المُقيمِ على

الجفونِ و لا مُقابلَ قد يخففُ غُصَّتي و أنا الذي ما

عُدْتُ أفبلُ كلَّ هذا سوفَ أمنعُ عنْ شفاهيَ طَعْمَ

ما ردَّدْتُهُ مِنْ إسْمَكِ المسمومِ بالكذبِ الصريحِ و كَمْ

تحَمَّلْتُ انتظاري تحتَ نافذةٍ و حرُّ الشمسِ يحفرُ

في شفاهي قُبْلَةً جَفَّتْ نهايتُها كما فَتَرَتْ بدايتُها

و وحدي قد عرفتُ نهايتي و نهايةَ الليلِ البطيءْ.

الأحد ٢٤/١١/٢٠١٣

الجمعة، 22 نوفمبر 2013

كتابٌ على حافَّةِ الرَّف



حوارات

٨

كتابٌ على حافَّةِ الرَّفْ


و أصبحتِ القراءةُ غالباً نوعاً من التَّرَفِ المبالغِ فيه صرتُ

كقطعةٍ أثريةٍ من أولِ التاريخِ تُنكرُني يداكَ و تزدري وجهي

القديمَ و لا تمانعُ في ارتكابِ جريمةٍ و تُذيبُ جسدي في لهيبِ

النارِ كي تعطي يديكَ الدفءَ إنْ جاء الشتاءُ فأنتَ تجهلُ كيفَ

غيرتُ الحضاراتِ البعيدةَ و و استعدتُ عروشَ أقوامٍ تناثرَ أهلها

بين السلالاتِ الكثيرةِ كم رفعتُ مَمالكاً و خفضتُ أخرى حين

 ضيَّعتِ الرفوفَ و أبدَلَتْها بالدفوفِ و بينَ أغلِفَتي سرَتْ تلك العفونةُ

غير آبهةٍ بما في داخلي من وافرِ الذهبِ الذي أغرى الغزاةَ و فجَّرَ

الجبلَ الأشَمَّ و أنتَ تهزأُ بي و تُغْري بي صغارَ الناسِ كي أبقى 

بعيداً لا يراني المُسْتَنيرُ فيعرفَ الماضي و كيف يكونُ حُكْمُ الأَرْضِ

فاقرأْني و طِرْ خلفَ الغيومِ و سابقِ الريحَ العتيَّةَ و اكْتٌبْني على 

الفُلْكِ التي تجري و أعمدةِ المعابدِ و الكهوفِ و زُجَّ بي لأُحرِّرَ

السجناءَ من أوهامِ هذا الليلِ و الماشينَ في الطرقاتِ من ضجرِ

المدينةِ و الميادينِ الفسيحةِ عندها ستقولُ فعلاً مَنْ أنا.

السبت ٢٣/١١/٢٠١٣ 

الخميس، 21 نوفمبر 2013

تطلبُ منه الرحيل



حوارات

٧

تطلبُ منه الرحيلْ


و أعرفُ أنَّ للسفنِ البحارَ و للقلوبِ النَّارَ تحترقُ انتظاراً

أو فراقاً غيرَ أني لمْ أُكَلِّفْكِ الكثيرَ غداةَ قلتُ أنا أحبكِ تاركاً

وجعي على قلمٍ كتبتُ بهِ عهوداً كُنْتُ  آمَلُ أنْ تحرِّكَ فيكِ ما 

يحتاجهُ قلبُ الغريبِ و في الشتاءِ الليلُ كانَ يقولُ لي أنتِ

اخْتَلَفْتِ معَ الرسائلِ و احترقتُ أنا بضوءِ الشمسِ

يدفعُني إلى غُرَفٍ تشَبَّثَتِ الستائرُ بي طويلاً و الحقائبُ

عِندَ بابِ البيتِ تنتظرُ الرحيلَ بلا رجوعٍ و اجتَهْدْتُ لكي

أودِّعَكِ اعترافاً آخراً مني بأني مَنْ أعادَ اليكِ ورد الصيفِ

أكثرَ حُمْرَةً و نسيتُ أنَّكِ قَدْ قَفَلْتِ نوافذَ الصُّبْحِ التي امتلأتْ

هواءً آخراً غير الذي خبَّأتُه في ظلِّ سوسنةٍ و لستُ الآنَ أنكِرُ

ما اعترفتُ بهِ و ما أنْكَرْتِ من سَهَري و أغنيةٍ أحاولُ أنْ 

أعيدَ بها المكانَ و ذكرياتٍ لا يُغيرها المكانُ و أنتِ تنتظرينَ

 مني الآنَ أنْ أمحو بقايا الحبِّ أيَّتُها البريئةُ مِنْ عهودٍ عمرُها

هذي الحروف و عُمْر هذا البحرِ و الدنيا مكانٌ للفراقِ و للقاءْ.

الجمعة ٢٢/١١/٢٠١٣ 


الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

نهاياتٌ صريحة



حوارات

٦

نهاياتٌ صريحة


دعني أفكِّرُ ليس سهْلاً أنْ أقررَ مُسْبَقاً و أقولَ

شيئاً قد يكلِّفني كثيراً بعد ذلكَ لا تُمارسْ أيَّ ضغطٍ

كي أريحَكَ باعترافٍ مُكْرَهٍ نزعُ الكلامِ من الشفاهِ أشدُّ

مِنْ شَوْكٍ تخلَّلَ بينَ ظهرِكَ و الثيابِ دعِ الحروفَ تُفَكِّكُ

اللغةَ التي فقدتْ معاني ما كتبتَ و ما قرأتُ و ما سمعتُ

و ما بِنِيَّتِكَ الدفينةِ في عيونِكَ كلُّ شيءٍ واضحٌ ما عاد ينفعُ

أنْ نُرَقِّعَ في مشاعرَ ثَقَّبَتْها نَظْرةُ الشكِّ المُريعةُ شَعْرةٌ بين

النهايةِ و البدايةِ بينَ هذا القلبِ و الفولاذِ ما أقسى الظنون

و كُنتَ أبرعَ مَنْ يعذبني بها ليلاً و يشقيني بها عِندَ

الصباحِ و في يدي جَمَّدْتُ أوردَتي لِأُبقِي دِفْءَ أيامٍ

خَلَتْ فأنا وَعَدْتُكَ مرَّةً و وَعَدْتَني حتَّى مَلَلْتُ و ضِقْتُ

بالأعذارِ و اسْتَحْيَيْتُ مراتٍ لأُفْصِحَ عن مشاعرَ قَدْ

تٌزَعْزِعُ فيكَ وجهَكَ في مراياكَ الكثيرةِ دَعْكَ مِنِّي الآنَ

و اذهبْ حيثُ شئتَ مَكَلَّلاً بالغيرةِ العمياءِ و الألمِ الطويلْ.

الخميس ٢١/١١/٢٠١٣


الثلاثاء، 19 نوفمبر 2013

وردةٌ على نافذةٍ مغلقة




حوارات

٥

وردةٌ على نافذةٍ مُغْلَقَة


أنا صرتُ أجملَ غير أنَّ العاشقينَ اليومَ يرتحلونَ

أسرعَ يتركونَ نوافذَ المطرِ الصغيرةَ شِبْهَ مُغْلَقةٍ متى

سيعودُ أولُهم و آخرُهم لأرجعَ في رسائلِهمْ لماذا كلما

أُرْسِلْتُ تتَّهمينني بتعاطفي معْ مَنْ يحبُّكِ قال لي بالأمسِ

كيفَ تشققتْ شفتاهُ صمتاً و هو يفترشُ الندى و العُشْبَ

منتظراً متى سأعودُ مِنْكِ بقُبْلةٍ و أنا هنا في البردِ أعصرُ

شوكَ هذا الساقِ عطراً كيف تحتملينَ قسوةَ ما تَرَيْنَ كأنَّ

قلبَكِ قُدَّ مِنْ نارِ البراكينِ التي هدأتْ و لمْ تهدأْ حناياهُ التي

قذفتْ بها حممُ الحنينِِ اليكِ تبتعدينَ عنهُ و تُنْزلينَ ستائرَ

الماضي التي امتلأتْ نسائمَ من مواسمَ كُنتُ فيها أشهدُ

الكلماتِ و هي تطيرُ بينكما فراشاً لوَّنتْها الشمسُ ماذا

لو فتَحْتِ القلبَ شيئاً كي أبلٍّغهُ التحيةَ و البقيةُ سوفَ

تبدأُ في التفتُّحِ تحتَ قطراتِ الشتاءِ كزهرةٍ قد أشبَعَتْها

الريحُ خوفاً تحت نافذةٍ عليها نِمْتُ أحملُ نبضَ قلْبٍ مُتْعَبٍ.

الاربعاء ٢٠/١١/٢٠١٣

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

عاشقةٌ و صعلوك



حوارات

٤

عاشقةٌ و صعلوك


أشْبعْتَني وصفاً لنفسِكَ و اعتناقِكَ للتصعلُكِ

كي تعيشَ كما تحبُّ بلا قيودٍ غالباً هي نفسها

تلكَ التي طوَّقْتَني بخيوطِها لأكونَ ملْكَكَ أيها الغازي

كلاماً سوفَ أُشبِعُ فيكَ ما أشْبَعْتَنيهِ و أعتني ببلاغةِ

الصورِ التي زيَّنْتَ صوتَكَ و السطورَ بها ماذا جنيتُ

من انتظارِكَ عند عتباتِ الضياعِ و تحتَ أضواءِ الشوارعِ

في الشتاءِ و بين أروقةِ المقاهي لم تُغامرْ مرةً ليعودَ لي 

ما راح من وجهي على المرآةِ أعرفُ أنَّ آخرتي تحدِّدُها

رسالتُكَ الأخيرةُ و اشتهاؤكَ للتأكُّدِ مِنْ بقائي تحتَ نافذتي

مبلَّلَةً لأثبتَ كم أحبُّكَ كلُّ تضحيةٍ تكلفني هواءً من بقايا

شهقةٍ كادتْ لتودِي بي على عجَلٍ تقَبَّلْ ما أقولُ و لا تحاولْ

فتحَ ذاكرتي بِشِعْرٍ مات فيه القلبُ بحثاً عن قوافي لا تحرِّكُ

غيرَ أيامٍ تطيرُ هاربةً و شَعْري خلفها متناثراً و انا هنا

أحتاجُ عمري أن يسامحني و أنسى أنني أحبَبْتُ ثمَّ فَشَلْتْ.

الثلاثاء ١٩/١١/٢٠١٣ 

الأحد، 17 نوفمبر 2013

شخوصٌ في جدارية بالية


حوارات

٣


شخوصٌ في جداريةٍ بالية


يا ناقِشَ الجُدُرِ القديمةِ كي تخلٍّدَنا أمامَ الريحِ

و الشمسِ العظيمةِ كيف لمْ تجعلْ لنا وجهاً نغيرهُ

أمامَ العابرينَ و في المواسمِ كيفَ لوَّنتَ الهواءَ على 

ملامِحِنا التي فقدَتْ هدوءَ الموتِ في ضوضاءِ هذا

الشارعِ المنهوكِ بالصورِ التي امتلأتْ غباراً خانقاً

للضَّوْءِ مِنْ أعطاكَ حقَّ الاعتداءِ على التفاصيلِ التي

ارتسمتْ على قسماتِنا كيفَ اجْتَرَأتَ على الشفاهِ و رُحْتَ

تعطيها ابتساماتٍ تجمَّدَ فوقها نبضُ الحياةِ و آخرُ الكلماتِ

أنتْ أسَرْتَنا و حرَمْتَنا طعمَ الفناءِ و دهشةَ النسيانِ هذا

الحائطُ البالي مكانٌ لا يُريحُ الروحَ نشعرُ بالتشرِّدِ في 

عراءٍ فاضحٍ مَنْ أنتَ حتى تستبيحَ صدى الزمانِ بحفرِنا

في صخرةٍ لا تستحي في الليلِ من عوراتِنا و هشاشةِ

المِلْحِ الذي أكلَ الجفونَ هنا سنبقى صامتينَ كما تريدُ

مُجرَّدينَ من المسافةِ في شقوقٍ غير آمنةٍ و واضحةٍ.

الاثنين ١٨/١١/٢٠١٣

السبت، 16 نوفمبر 2013

لصٌّ أمام نفسه


حوارات

٢

لصٌ أمام نفسه


هل أنتَ مَنْ سرقَ المدينةَ و استغلَّ بساطةَ الفقراءِ

ثم تركتها لا شيء يُسْرَقُ بعد ذلك؟ كيف تدفعُ عنكَ

تهمةَ أنَّكَ المسؤولُ عن عددِ النساءِ و نُدْرةٍ الملحِ النقيِّ

و كثرةِ القططِ السمانِ على سطوحِ بيوتِنا؟ هل كُنتَ تعرفُ

أنَّ زوجتَكَ استفادتْ من وجودِكَ عارياً في شقةٍ مفروشةٍ؟

هذي الاجابةُ لا تبرِّرُ ما فعلتَ فنحنُ نعرفُ كيف يقفُ

الابرياءُ و لا تحاولْ زجَّ أسماءِ السياسيينَ في صفقاتِ

تجارِ السلاحِ لكي تخففَ من جرائمِكَ الكبيرةِ في شعوبٍ

لم تُرَتِّبْ نفسَها للموتِ و التهجيرِ أعرفُ أنَّ أهلَ الشامِ

صفقتُكَ التي فيها الغنائمُ و السبايا و الحرامُ عليكَ

من دمِهم و صوتِ صغارِهمْ في النارِ تلفحهُ هناك و أنتَ

تحملُ فوق صدرِكَ كلَّ أوسمةِ الخيانةِ و الفجورِ و لسْتَ

تُخْفي ما بنيَّتِكَ القديمةِ حول تفتيتِ الحدودِ و زرعِ

ألغامِ الطوائفِ تحتَ أسوارِ المساجدِ و الكنائسِ و المُدُنْ.

الأحد ١٧/١١/٢٠١٣

الجمعة، 15 نوفمبر 2013

صنارةٌ و سمكة



حوارات

١

صنارةٌ و سمكة


أنا حينَ أُلْقَى كي أصيدَكِ لا يكون الأمرُ شخصيِّاً لديَّ

و حينَ تخْتَنِقينَ خارجَ مائِكِ المُمْتَدِّ أشعرُ بارتجافِ الروحِ

و هي تمرُّ من نَصْلي إلى خيطٍ يُحرِّكُ في يَدَيْهِ الرُّوحَ مُبْتَهِجاً

صُنِعْتُ لمِثْلِ هذا و الحياةُ كما تَرَيْنْ مصائدٌ و حبائلٌ و أراكِ

تَبْتَلِعينَ هذا الطُّعْمَ أَسْبَقَ مِنْ صُوَيْحِبةٍ نَجَتْ و تراكِ تلْتَهمينَ

شيئاً كان يُمْكِنُ أنْ يكون لها انْتَظَرْتُكِ كانَ في عَيْنَيْكِ لَهْفَةُ

مَنْ تَهوَّرَ قَبْلَ ذلكَ لا أُلامُ لما فَعَلتُ هنا القويُّ سيأكلُ الضعفاءَ

حظُّكِ أنَّ موتَكِ لمْ يكُنْ مُتَوَقَّعاً أو ليس فيه بطولةٌ كالآخرينَ

النازِفينَ على فكوكِ القِرْشِ موتُكِ هاديءٌ لم يشْعُرِ السِّرْبُ الكبيرُ

بما جرى و غريبةٌ عيناكِ تحتَ الضَّوْءِ تعتصرانِ آخرَ صورةٍ 

قبلَ النهايةِ لا أُلامُ و لستُ أملكُ أنْ أُجَنِّبَكِ الهلاكَ المُرَّ ذنْبُكِ

لستُ أحملُهُ سأحملُ جسمَكِ الفضِّيَ للشَّمسِ التي فيها 

البريقُ على زعانفِكِ الهزيلةِ كيفَ لي أنْ أمنعَ الموتَ المحيطَ

بنا و هذا البحرُ قَبرٌ غامضٌ و أنا هنا لأرى النهايةَ مرَّتينْ.

السبت ١٦/١١/٢٠١٣ 

الخميس، 14 نوفمبر 2013

أسماء الفراشة و الصباح



و حينَ أُمْسِكُ وردةً أجدُ الحياةَ بسيطةً و كما أحِبُّ

و من بعيدٍ حين أُبصرُ طائراً في الشمسِ أعرفُ أنَّ معنىً

آخراً خلفَ المدينةِ ثمَّ حين تقولُ لي كانتْ تراقبُ نافذاتِ الليلِ

أكتبُ في الرسالةِ أنَّ طَعْمَ اللوزِ طعمُ شفاهِها و أنا سأنتظرُ

 النجومَ على الطريقِ غوايةً ليطلَّ قمَرُ الصيفِ مُتَّشِحاً بلونِ البحرِ

في أيَّارَ أعرفُ أنَّ لونَكِ صارَ أوضحَ و الصباحَ على يديكِ يُساقِطُ

الورَقَ النَّدِيَّ و آخرُ الكلماتِ لا تكفي لفتحِ مسافةٍ بينَ الحروفِ لكي 

يمرَ بياضُ صوتُكِ عارياً كالفُلِّ يهمِسُ لي بأسماءِ الفراشةِ كلَّما هبَّ

الهواءُ من الشمالِ و كلَّما احْتَمَتِ الظهيرةُ بالكرومِ و برتقالٍ تحتَ ظلِّ

سحابةٍ علَّقْتُ فيها العُمْرَ يسبحُ في الفراغِ و زرقةِ الآتي إليَّ من السماءِ

 و في البدايةِ وردةٌ أخرى أراها تفتحُ الدنيا برائحةٍ تعيدُ لي انتظاري

عند منعطفٍ و مقهىً فارغٍ  و مَشَيْتُ وحدي دائماً لا أشتهي وجعَ

الصداقاتِ التي لا تنتهي بصداقةٍ و هنا أنا لا بدَّ أني صرتُ أعرفُ

ما عليَّ تجاهَ ذاكرتي و قلبي و ابتسامتكِ المليئةِ مغرياتٍ واسعة.

الجمعة ١٥/١١/٢٠١٣ 

      

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

شفاهٌ متألِّمة



سيُقالُ عني ما يُقالُ و من شفاهِ اللاغطينَ سيقْطِرُ

القيحُ القديمُ و في الكلامِ تهافتَ الرُّعَناءُ و انتهتِ

المروءَةُ مثلما سقطَ الذبابُ على الرمائمِ حاملاً معه

الوباءَ إلى فراشِكَ و الشرابِ و حين يُعييكَ الكلامُ

فسوفَ تلمَسُ في الشفاهِ ترَهُّلاً و تقرحاتٍ سوفَ

تؤلمُ حينَ تحكي من جديدٍ لا تخفِّفْ مِنْ همومِكَ

بالكلامِ أضَعْتُ من وقتي الكثيرَ اليومَ حيثُ وجدتُ

أني فوضويٌّ حينَ أصِلُ البحرَ وحديَ خالعاً نَعْلَيَّ

أُحصي الرَّملَ في صَدَفٍ تعلَّقَ في طحالِبَ ظلَّلَتها

غيمةُ المطرٍ القريبةِ من شقوقِ الريحِ في شجَرِ الأكاسي

لا تُقَلِّدني فمثلي قد تمرَّسَ في التَّخَفِّي مِثْلَ طيرٍ عائدٍ

مِنْ غير سِرْبٍ و الحديثُ يطولُ عنْ سِعْرِ الوَقودِ و كُلْفةِ

الدَّفْنِ الرخيصةِ في مقابرِنا التي امتلأتْ سماسرةً

و أشكالاً من العاداتِ نعرفُ بعضَهامِنْ كَثْرَةِ الموتى هناك.

الخميس ١٤/١١/٢٠١٣


الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

من يوميات محقق فضولي




و احْتَرْتُ أكثرَ حين فتَّشْتُ المكانَ و لم أجدْ ما أستَدِلُّ به على

عنوانِهِ و مكانِ سكناه الجديدِ و جدتُ مفتاحَ الخِزانةِ جنبَ صورةِ

بنتِهِ الملقاةِ فوقَ وسادةٍ كانت على طرفِ السَّريرِ عرفتُ أنَّ البيتَ

كانَ مُرَشَّحاً للاحتراقِ ففي المكانِ الغازُ قد ملأَ الستائرَ و الثيابَ

هناكَ شيءٌ ما تسبَّبَ في الشجارِ و كسْرِ أطباقِ الزجاجِ أمامَ

بابِ المِطَبَخِ المفتوحِ جلَسْتُ و في يدي تفاحةٌ مغسولةٌ و أنا أقلِّبُ

بعضَ أوراقٍ ممزقةٍ و أغراني الفضولُ لأحفظَ الأرقامَ و الاسماءَ

كانَ عليَّ كشفُ حقيقةِ التَّخْريبِ و التهديدِ أين الآخرونَ و كيف

تركوا البيتَ لا تبدو علاماتٌ على الجدرانِ يدفعُني المكان لأخذِ

حمَّامٍ هناكَ و شرْبِ شايٍ ساخنٍ مع كَعْكتَينِ بنكهةٍِ مِنْ قٍرْفَةٍ 

أو شومَرٍ سأنامُ إنْ حلَّ المساءُ على الأريكةِ فاتحاً ألبومَهُ أيامَ

كانَ بصُحْبةٍ الشقراءِ في سَهْراتِ سانْ ريمو و آخرِ حفلةٍ في 

يَخْتِهِ لِمَ كلَّما زادَ الثراءُ تزيدُ حالاتُ الهروبِ هنا المكانُ تحيطهُ

الأضواءُ و الشجرُ الكثيفُ و بعضُ  أحواضِ البيتونيا و التيوليبْ.

١٣/١١/٢٠١٣

سانريمو: مدينة شمال غرب إيطاليا 

 

الاثنين، 11 نوفمبر 2013

حوار مع وجهي الأخير




أستقبِلُ الدنيا صباحاً غير مستاءٍ هنا ك و غير مضطرٍّ لتبريرِ

انطباعي حولَ وجهيَ و هو يبدو مثلما هُوَ في مرايا أنتَ

تعرفُ لا تجاملُ كيف لا أبدو سعيداً و هو يكبرُ حاملاً معهُ

التفاصيلَ التي لا تنمحي مِنِّي و أعرفُ أنَّ فِيهِ الاعترافاتِ

النقيةَ حولَ أسوإِ مرَّةٍ جرَّبتُ فيها النومَ خارجَ منزلي و تناولَ

الوجباتِ دونَ مُقَبِّلاتٍ في مطاعمَ أشْبَعَتْها الواجهاتُ إضاءةً

من كلِّ لونٍ أيها الوجهُ المغامرُ أنتَ تنفعُ لي و تُنْقذُني كثيراً

في مواقفَ لا يجوزُ الاعتمادُ على ثيابي وحدَها و حذائيَ البُنِّيِّ

و العِطْرِ الذي لا ينبغي قولُ الحقيقةِ عَنْهُ طُفْتَ معي كثيراً بينَ

مُدُنٍ لم نصادفْ مرةً فيها شبيهاً كي نحمِّلَهُ البطاقاتِ التي في

الدٌّرْجِ كي تبقى نظيفاً بارعاً ما كانَ قولُ أبي و أمي حينَ جِئْتَ

الى الهواءِ و فيكَ كلُّ ملامحِ السَّفَرِ البعيدِ؟ تقولُ لي ما لستُ 

أعرفُهُ و لمْ أسمعْ بهِ و أنا أصدِّقُ فيكَ نظرَتَكَ التي التَصَقَتْ

بملمَسِ كلِّ مرآةٍ و ذاكرةٍ و أعرفُ أنني لا إسْمَ لي إلا معَكْ.

الثلاثاء ١٢/١١/٢٠١٣

الأحد، 10 نوفمبر 2013

كلام أكملت فيه الحلم



في أسوأِ الأحوالِ يُمْكِنُ أنْ تصيبكَ طلقةٌ في الرأسِ

تُفرِغُ منهُ أجملَ ذكرياتِكَ عن حياةٍ تنتهي في لحظةٍ هي

آخرُ الوجعِ المخيفِ و أوَّلُ الصمتِ البعيدِ شوارعٌ مفتوحةٌ

للموتِ في مدنِ الحرائقِ و الخرابِ و في قرىً مسحوقةٍ تحتَ

الضرائبِ و الوباءِ و إنْ حَظِيْتَ بفُسْحَةٍ في العيشِ فاعلمْ أنَّ

أهلَكَ يحسدونكَ ربما سيُعادُ فهمُكَ حيثُ تُصبِحُ بعدها سبباً

لفَقْرِ قرىً مجاورةٍ و بينَ الحبِّ و الفشَلِ الكثيرُ من العلاقاتِ

المثيرةِ قد أبالغُ فجأةً فيما أقولُ و أتركُ الكلماتِ مُبْهَمةً و لكنْ

كلما اتسعَ الفراغُ تزيدُ ثرثرةُ النساءِ و يقتلُ المَلَلُ الرجالَ

و تَفْسَدُ الأشياءُ أكثرَ كلما انتشرتْ وساوسُنا تجاه نفوسِنا

و معي دليلٌ أنني مزَّقْتُ آخرَ صفحةٍ فيها الهواتفُ و العناوينُ

التي دوَّنتُها و أنا صغيرٌ لستُ أعرفُ ما إذا سيكونُ لي حظٌ

فأعبر مرةً أخرى محيطَ الأطلسي و أنا أصورُ صفحةَ الماءِ التي

  تُفضي لآخرِ ساحلٍ نزلَ الغزاةُ عليه يوماً ما و ماتوا كلهم أيضاً هناكْ.

الاثنين ١١/١١/٢٠١٣


السبت، 9 نوفمبر 2013

دعوة للرحيل و اللقاء



عادَتْ تفولُ ليَ ابتَعِدْ و خُذِ الدقائقَ و المطَرْ

و خُذِ اعترافَكَ و ارتَحِلْ مِنْ شارعٍ ما مرَّةً سِرْنا

بهِ و خُذِ الهواءَ منَ النوافِذِ و انْسَ وجْهيَ و ابتساماتٍ

لنا كانتْ و غيِّرْ في ملامحِ صورتي لأصيرَ غيريَ لا 

تحاولْ أنْ تراني في منامكَ و امحَ ذاكرةَ الرسائلِ مِنْ

خيوطِ الليلِ و استَبْعِدْ لقاءً قَدْ يجدِّدُ أغنياتٍ أيقَظَتْ فيَّ

الصباحَ و إنْ مرَرْتَ ببيتِنا يوماً فلا تكتبْ على ظلِّ النخيلِ

بدايةً للحبِّ و احرِقْ في السطورِ حروفَ أسمائي الكثيرةِ

لا تعانِدْ أنتَ أسوأُ عاشقٍ إذْ لا تفكِّرُ مرةً في أنْ تحقِّقَ 

فرصةً لِأَمَلَّ مِنْكَ و أكرهَ السَّهرَ الطويلَ و أختفي بين الوسادةِ

و القصاصاتِ القديمةِ خْذْ مواعيدَ البنفسَجِ و اسْتَعِدْ منها

الزمانَ و أوَّلَ النَّظراتِ في تشرينَ و اترُكْ لي سؤالي عَنْكَ

إنْ صادَفْتُ مَنْ عرِفوا متى كُنَّا معاً و اترُكْ هناك و حينَ تترُكُني 

 العناوينَ التي ستكونُ فيها أيُّها المسكونُ بي و ارحلْ وراءَ الرِّيحْ.

الأحد ١٠/١١/٢٠١٣   

 

الجمعة، 8 نوفمبر 2013

حوارٌ مع قلب جريء.




و لستُ أنا بمختلفٍ عن الباقينَ لي قلبٌ يناكفُني و يفضحُ

ما بنيِّتِهِ و قد طاوَعتُهُ بالأمسِ أكثرَ حين قالَ هناكَ وردٌ لا يجِفُّ

و أغنياتٌ لم تُعدْ تعني سوى ما كُنتُ أكتبُهُ لها و أطَعْتُهُ حتى تمكَّنَ

مِنْ مساومَتي على أسماءِ عُمْرِيَ أيها القلبُ الصغيرُ كمِ احتَمَلتُكَ

و انتَظَرْتُكَ و اشْتَبَكْتُ مع الظنونِ لكي أخَلِّصَ مِنْكَ آفاتِ التردِّدِ 

و انتَصَرْتُ أنا لأني أعرفُ الماضي و أعرفُ حينَ تضْعُفُ تاركاً 

ألمَ الهزائمِ لي و كَمْ حذَّرْتُ فيكَ الاندفاعَ و خِفْتُ منكَ و أنتَ تطرُقُ

نافذاتٍ ليس فيها مَنْ نُحِبُّ و كُنْ عطوفاً و انتَبِهْ لوجودِها في نبضِكَ

المُمْتَدِّ فيَّ كبٍرْتَ أَمْ كبُرَ الزمانُ فما يهمُّ هو التعلُّقُ ما خَفَقْتَ بصوتِها

و هوائِها و دعِ المغامرةَ التي أبْلَيْتَ فيها و انتَشَلْتُكَ مِنْ جراحِكَ  أيها

القلبُ القديمُ تعالَ و اسمَعْ نَبْضَها لتصيرَ أهدأَ و اسْتَعِدْ ألَقَ اللقاءاتِ

التي كانتْ و لا زالتْ تُعينُكَ حينَ تَعْلَقُ في مناورةٍ تكلِّفُنا الكثيرَ مِنَ

الرسائِلِ و اختلاقِ مبرِّراتٍ للتراجعِ و الحساباتِ الثقيلةِ كي تحافظَ

مرةً أخرى على أسمائكَ الأولى و تأخذَ من شفاهِ الوردِ وَعْدَاً آخراً.

السبت ٩/١١/٢٠١٣  

الخميس، 7 نوفمبر 2013

رواياتٌ قديمة




و ما سأقولُهُ سيكونُ أسوأَ كلُّ هذا جرَّني للصمتِ 

تكثُرُ في المدينةِ ثرْثراتٌ لا يعيها البعضُ حولَ تغيُّراتٍ

في الحكومةِ كُنتُ أحلمُ دائماً بتغيرٍ في مفرداتِ الحبِّ 

كم يتشابهُ العشاقُ في استثمارِ لوعاتِ الفراقِ على الرسائلِ

و ابتزازِ مشاعرٍ كُشِفَتْ غداةَ البَّوْحِ فتَّشْتُ المعاجمَ و انتهيتُ 

بكِلْمَتَيْنِ تغيرَّتْ بهما الحياةُ : أنا أُحبُّ، و بعدها حملَ الهواءُ 

النَّارَ أبعدَ ثم أبعدَ و اشتَهَيْتُ الاقتباسَ من الرواياتِ القديمةِ

فاصطدَمْتُ بما أقولُ الآنَ لا تغييرَ في لغةٍ أحاولُ فضَّها بسهامِ

عينَيْها و حُرْقَةِ صوتِيَ المدفونِ في حَلْقي طويلاً لم أجدْ أيضاً

بديلاً عن سؤالِ النادِلاتِ لمَ التوابلُ دائماً حرَّيفةٌ في صلصةِ

الرَّانْتشِ الغريبُ هنا المكانُ ملوُّنٌ بالقُبَّعاتِ و أفضلٌ الاوقاتِ 

كانتْ حينَ أعبرُ حيَّ هوجِرْ كورتِ مُتَّخِذاً طريقَ القَيْقَبِ الغَرْبِيِّ

أعرفُ أنَّ هذا لا يهمُّكَ قارِئي أبَداً و لكنْ ربَّما يوماً ستعرفُ أنَّ

في الدنيا مسافاتٍ و حباً لسْتَ تعرفُ كيفَ صرتَ تعيشُهُ لٍيَعِيشْ.

الجمعة ٨/١١/٢٠١٣ 

الأربعاء، 6 نوفمبر 2013

شيركو بيكه س



ياأيُّها الكُرْدِيُّ أنتَ و بندقيتُكَ القصيرةُ في جبالِكَ

و المنافي صرتَ تُشَبهني و تحفرُ في هوائِكَ ما حَفَرْتُ

على غصونِ اللوزِ في غَوْرِ البدايةِ صورةَ الوطنِ المشرَّدِ

في قصائدِنا التي اشتَعَلَتْ كما البارود في وجهِ الخياناتِ

القديمةِ و التي في عُلْبةِ السيجارِ أنتَ تموتُ في بلدِ الثلوجِ

و في حديقةِ بيتِكَ الشمسُ الصغيرةُ تُنْبِتُ اللبلابَ فوقَ السورِ

تَعْرفُ أنَّ مَنْ قُتِلوا لهم حقٌّ سيأتي في رِكابِ الخَيْلِ و الغيمِ

الذي سيصبُّ شَهْوَةَ نارِهِ يوماً و يكتبُ كيفَ ضاعتْ أجملُ 

المدنِ التي انْتُهِكَتْ على ورقِ اتفاقياتِ سايكِسْ و الَّذِينَ 

يهللونَ له كَتَبْتَ و لمْ تَخُنْ في وَجْهِكَ النُّدَبَ التي رَوَتِ 

اشتهاءَكَ للرجوعِ الى ديارِكَ ربَّما جرَّبْتَ كيفَ يصيرُ إسمُكَ

في لغاتٍ لسْتَ تعرفُها و كيفَ تحيةُ الغرباءِ تنزعُ  ما تُحِبُّ

منَ الحروفِ ترَكْتَ خلفَكَ ألفَ أغنبةٍ و صاريةٍ و ألفَ حكايةٍ

للموتِ خارجَ لوحةٍ في البيتِ فيها وجهُ أمِّكَ أو أبيكَ و أخوتي.

الخميس ٧/١١/٢٠١٣

الإشارة الى الشاعر الكردي شيركو بيكه س ١٩٤٠-٢٠١٣

الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

الشمس




في الليلِ نبقى وحدَنا تصحو الخرافاتُ الجميلةُ و الحكاياتُ

التي ولِدَتْ من الشَّجرِ الغريبِ و حوصلاتِ الطيرِ أعشَقُ كلَّ

ما قالَتْهُ عمَّتي التي كانت تنامُ لوحدِها و أنا صغيرٌ عنْ بيوتِ

الجِنِّ و النهرِ الذي يجري بطيئاً تحت قريتِنا و أنَّ هناكَ ماءً 

للخلودِ و غابةً في الغيمِ تسكُنُها نساءٌ عارياتٌ يفتَرِشْنَ الضَّوْءَ

يحرُسُهُنَّ عِفريتٌ على كَتِفيهِ نَسْرٌ أبيضٌ و حمامةٌ خضراءُ تعرفُ

أينَ تختبئُ النجومُ و مرَّةً في العامِ تظهرُ بعد نصفِ الليلِ حاملةً

الى الجبلِ البعيدِ النَّارَ كي تطهو عليها قلْبَ قردٍ قيلَ أنَّ الشَّمسَ

تطلعُ بعدها يوماً طويلاً يختفي في ضَوْئها سِحْرُ العجائزِ و البخورُ

الشمسُ ساحرةٌ عجوزٌ قالَ إدواردو أنا لا زلتُ أسمعُ عن بيوتٍ لا تُباعُ

ففي نوافِذِها العتيقةِ يحفرُ الجنُّ المخابئَ ثم يدفنُ نفسَهُ مِنْ فوقِهِ ذَهَبُ

الكهوفِ أنا غريقُ خرافةٍ و البحرُ أوَّلُ ما عَرَفْتُ من الحكاياتِ التي لا

تنتهي و الشمسُ سرُّ اللهِ نقرأها كثيراً في نقوشِ الغابرينَ و مفرداتِ

العِشْقِ في آشورَ و الكتبِ التي فيها السماءُ بعيدةٌ و الشمسُ تُرْضِعُها هناكْ

الأربعاء : ٦/١١/٢٠١٣

إدواردو غاليانو صاحب كتاب :أفواه الزمن

   

قناعات الطيور

 قناعات الطيور لا تكترثْ  يتسابقُ الموتى  ولا تجدُ الطيورُ لها مكانًا  في السماءِ وأنتَ قلبي دائمًا في حيرةٍ  وتطيرُ أبعدَ حيث يغلبكَ الفرحْ...