الثلاثاء، 30 يونيو 2015

غوايةُ الماء


غوايةُ الماء
شعر: علاء نعيم الغول 

الماءُ يأخذُ حظَّهُ من جلدِنا
 هذا المدافعِ عن حدائقَ أورَقتْ من عهدِ عادَ
 و لا تزالُ الآنَ ورافةً لهذا الماءِ أسئلةٌ لنا
 حولَ الذي نبغيهِ منهُ و لا إجابةَ عند عطشى
 متعبينَ سوى امتصاصِ الروحِ و هي تسييلُ
 فينا منهُ كنا قطعةً من طينِ هذي الأرضِ فانبجستْ
 عيونٌ حولنا فتحركتُ فينا البدايةُ ثم صرنا كائناتٍ
  نذرعُ الغاباتِ بحثاً عن نساءٍ عارياتٍ يختبئنَ 
على رؤوسِ النخلِ بين فروعِ هذا التينِ صرنا
 عاشقينَ على طريقتنا التي لا شيء يشبعُها
 و يبقى جلدُنا غضاً شهياً في الندى متشققاً
 كقروحِ مصلوبٍ أمامَ النارِفاقتربي بمائكِ
 من سخونةِ جرحيَ المفتوحِ و انسكبي عليهِ
 كدفقِ نهرٍ جائعٍ و تلمَّسي بيديكِ موضعَ ماتَرَيْنَ
 لكي يصيرَ الجلدُ ملمسَ وردةٍ لمستْ شفاهَ النهرْ.
الثلاثاء ٣٠/٢٦/٢٠١٥
من مجموعة أول الماء و نصف الخرافة

الاثنين، 29 يونيو 2015

مياهٌ ملونة

مياهٌ ملونة
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ
قالَ اللهُ للماءِ الملوَّنِ كنْ نقياً
 كي يمرَّ الضوءُ أنقى كي يُريها المِلْحَ أبيضَ 
و الكساءَ على مفاتِنِها قريباً من فتورِ الزعفرانِ
 و زرقةِ الريشِ الذي جعلَ المَكاوَ طيورَ حبٍّ فوقَ 
أشجارِ الماهوجَني كي ترى الأشياءَ مغريةً على مرآتِها
 و شفاهِها و تقولَ للوردِ انتظرْني قبلَ فتحِ الشمسِ نافذةَ 
السماءِ على المدينةِ كي تصدِّقَ أنها أنثى لها شعرٌ يطولُ
 لرِدْفِها العاجيِّ يملأها اشتهاءَ الكستناءِ و ملمسَ الخروبِ
 ما عيناكِ إلا نبعُ ماءٍ فاضَ في نيسانَ يحملُ سرَّ أولِ 
مرأةٍ نظرتْ عميقاً فيهِ و انتظرَتْ هناكَ فراشةً من لونِ
 عينيها لتَفْتِنَهُ و يكشفَ و جهَها في لونِهِ السريِّ 
هذا الماءُ فاتحةُ الخرافةِ و البدايةُ 
كي تكونينَ المواسمَ في سطورِ قصيدتي 
و الماءُ في عينيكِ فيضُ خواطري و الروحْ.
الاثنين ٢٩/٦/٢٠١٥
من مجموعة أولُ الماءِ و نصفُ الخرافة

السبت، 27 يونيو 2015

ما بعد ألف قصيدة


ما بعدَ ألف قصيدةٍ
شعر: علاء نعيم الغول 

عامانِ مرَّا نصفُ عامٍ آخرٍ
 و أنا أدوِّنُ كل يومٍ نزفَ قلبٍ واحدٍ
 في القلبِ ألفُ قصيدةٍ و مدينةٍ
 ألفُ انتحارٍ عالقٍ في الوردِ في أسماءِ 
من عاشوا معي هذا الطريقَ
 كتبتُ عن نفسي التي لم أختلفْ معها
 على وجهي المكرَّرِ عن نساءٍ كنَّ أجملَ قبل
 معرفتي بهِنَّ و عن أخي و الميتينَ كتبتُ للفوضى
 و حربٍ لا تزالُ على الحدودِ و للذينَ يقاتلونَ
 الوهمَ كي يجدوا مكاناً آمناً للعيشِ عشتُ قصائدَ
 العشقِ النقيةَ مثلما عاشت كازابلانكا معي أيامَها
 و رسمتُ في قلبي نتاشا زهرةً و حكايةً و تعبتُ أكثرَ بعد
 نصفِ الليلِ من ماتوا معي كانوا معي دوماً رفاقاً 
بائسينَ و حالمينَ رسائلُ التاريخِ كانت بيننا وجعاً قديماً
 عن نساءٍ قُلنَ للتاريخِ ما قالتهُ لي عيناكِ في هذا المساءِ
 كتبتُ عن حبي الذي لا تعرفونَ كم احترقتُ أمامهُ 
و وجدتُ فيهِ حقيقتي هل كنتُ أعرفُ عن كازابلانكا الذي لن 
ينتهي في القلبِ هل كانت حبيبتي البعيدةُ تشعلُ
 الشمعَ الجميلَ على نوافذِها لتقرأَ ما كتبتُ 
سألتُ أكثرَ ما أجبتُ و لا أزالُ أنا القريبُ كما تقولُ 
لسوفَ أبقى دائماً طيفاً و يشبهُني الغجرْ.
السبت ٢٧/٦/٢٠١٥

نهايةُ بعد نصف الليل


نهايةُ بعد نصف الليلِ 
شعر: علاء نعيم الغول

 
هذي نهايةُ بعد نصفِ الليلِ 
تأخذني إلى حيث البدايةِ حين كان الجُندُ 
يقتسمونَ أضواءَ المدينةِ و الذي في القلبِ
 كان معلقاً كالزهرِ في غصنٍ صغيرٍ كنتُ وحدي 
بين نافذةٍ و أسئلةٍ تكلفُني إجاباتٍ مرتبةً بما لا ينبغي
 و عرفتُ أنَّ الليلَ يجعلني بريئاً من ظنونِكِ أيهذا
 القلبُ أنتَ هناكَ بينَ يديكِ أعرفُ كيف جاء الليلُ
 أينَ ينامُ حين أكون أكثر جرأةً و أراكِ فيَّ كما أرى
 نفسي على مرآةِ هذا القلبِ نصفُ الليلِ يبقى قطعةَ
 الحلوى التي سيذوبُ أولُها على شفتيكِ ثم يذوبُ
 آخرُها على شفتيكِ أيضاً مفرداتٍ كلُّها للحبِّ نجمعُها 
لنصفِ الليلٍ كي نشتاقَ أكثرَ للبدايةِ دائماً و إليكِ
 أهدي ما كتبتُ و ما سأكتبُ لاحقاً و أنا و أنتِ 
رهينتانِ لنصفِ هذا الليلِْ.
السبت ٢٧/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

وردة على جلود دافئة



وردةٌ على جلودٍ دافئة
شعر: علاء نعيم الغول 

هل وردةٌ تكفي لتستُرَ عُرْيَ ظهركِ
 يختفي من تحتها جلدُ الغواياتِ الذي فضحَ
 الخيالاتِ العميقةَ أشعلَ النيَّاتِ دون تحفُّظٍ 
و الليلُ يسرعُ كي يدوِّنَ فوقهُ ترفَ العناقِ و ملمسَ
 الرغباتِ قبلَ بلوغِها و الليلُ حبرٌ ساخنٌ يمتصُّ
 لونَ العُرْي أسرعَ ترتخي لغةُ اليفاعةِ في لزوجتهِ الأنيقةِ
 في مسامكَ أيها الظهرُ الذي حملَ ادعاءاتِ الأنوثةِ 
في ليالِ الانتظارِ على فراشٍ باذخٍ و ملوحةِ العرقِ القديمةِ
 في ظنونكَ أيها الجلدُ الذي فتحَ الكلامَ لنا شفاهاً 
ضارياتٍ وردةٌ تكفي لتعصرَ دفءَها ماءً يسيلُ على عظامِكَ
 أيها الظهرُ الرقيقُ كلميةٍ خجْلَى تحسُّكَ باشتهاءٍ
 حائرٍ و مشبّعٍ بغوايةٍ ليستْ تُرَى و الليلُ أولُ مَنْ يُرينا
 جلدَهُ متفتحاً للوردِ و القُبَلِ التي غرقتْ بريقٍ دافىءٍ.
السبت ٢٧/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

شياطين و أقنعة


شياطينُ و أقنعة
شعر: علاء نعيم الغول 

لا تجعلِ الشيطانَ يكبرُ خلف وجهِكَ 
خلف أقنعةٍ تحاولُ أن تسوِّقَ نيةً للآخرينَ 
و أنتَ تعرفُ أنَّ وجهكَ غير هذا فاقتلِ الشيطانَ 
فيكَ أمامنا بمكاشفاتٍ لا تساعده على تمزيقِ 
روحكَ مثلما قطعٌ من الكتانِ باليةٌ تجردْ من مخاوفكَ 
الدفينةِ بالتحررِ و ابْقَ أنتَ كما يراكَ اللهُ ما ذاكَ الذي 
تخشاهُ من شيطانكَ المخبوءِ فيكَ من زمنٍ هو الأَوْلَى
 بأن يخشاكَ حين تزيحُ عنهُ غطاءَكَ المنسوجَ بالليلِ المخاتلِ
 فيكَ ليلٌ غامقٌ كالخوفِ جربْ أن تفكَّ اللونَ عنهُ بأي ضوءٍ
 واضحٍ و اقتلْهُ مراتٍ على مرأى من القلبِ الجريءِ
 و لا تدعهُ يروغُ منكَ قلِ الحقيقةَ كي تفاجئهُ بأنكَ لم تعدْ متعلقاً
 بحبالهِ و اهجرْ ترددَكَ المقيتَ و خذْ بروحِكَ للفضاءاتِ 
المليئةِ بالغيومِ البيضِ و الوردِ الذي من لونِ كرزٍ وافرٍ.
السبت ٢٧/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

الجمعة، 26 يونيو 2015

رذاذ على عاج دافىء


رذاذٌ على عاجٍ دافىء
شعر: علاء نعيم الغول 

كم مالحٌ هذا الرذاذُ
 و دافىءٌ نصفُ الهواءِ و غامقٌ رملُ
 الشواطىءِ في المساءِ و حينَ تلمسُ رغوةٌ
 في الموجِ ساقَكِ تنتهي فيها الملوحةُ ثمَّ 
تعترفُ السماءُ بأنها عفويةٌ كشفاهكِ الملأى
 بما أحتاجُ من طعمٍ لهذا الصيفِ كيف 
الماءُ في ساقيكِ حين يميلُ هذا الغيمُ نحو
 الشمسِ واسعةٌ هي الدنيا و تكبرُ حين نحملُها
 معاً و الليلُ يسرقُ من أنوثتكِ انحناءاتٍ من 
العاجِ الشهيِّ و أشتهي في الليلِ أنْ نبقى 
قليلاً دونما قلقٍ يغيرُ فيكِ صوتَكِ حين يأتي البوحُ 
هذا البحرُ أنتِ أراكِ في ألوانهِ سفراً يطولُ و رغبةً 
ممتدةً حتى شفاهكِ فامنحيني الآنَ زرقةَ غيمهِ في ضمةٍ
 يلتفُّ فيها الكونُ بين يديَّ مثل وسادةٍ بيضاءَ عطرُكِ 
ذائبٌ فيها عميقاً مثلما الجرحُ الذي في القلبِ مِنْكْ.
السبت ٢٧/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

ليل للتشرد و ليل للحب


ليلٌ للتشردِ و ليلٌ للحب
شعر: علاء نعيم الغول 

الليلُ طفلٌ ضائعٌ ألِفَ التشردَ 
و اكتفى بالعطفِ في نظراتِ من يعطونه 
خبزاً و سقطَ متاعهم سيدورُ أكثرَ في بيوتٍ 
لا تردُّ السائلينَ و نحن بيتٌ لم يصلْهُ الليلُ بعدُ 
و عندها سيكونُ فتنَتَنا المباحةَ لاصطيادِ فراشتينِ
 و فتحِ أزرارِ القميصِ أمامَ ضوءٍ خافتٍ و يدورُ أكثر
 ما يدورُ حديثُنا حول الذي في القلبِ من زمنٍ و حول 
المُبتَغى و الحلمِ هذا الليلُ يبقى تائهاً لا الغيُّ يُرجِعُهُ 
و لا صدْقُ الظنونِ و لا ابتهالاتُ المصابِ بسوءِ نيتِهِ 
أحبكِ زهرةً بريةً نبتتْ قريباً من حجارةِ سورِ بيتٍ كان
 يسكنهُ مُسِنٌّ عاشقٌ و على نوافذهِ تعششُ بعضُ أفراخٍ
 من الدوريِّ يا هذا المكانُ متى ستجمعني بها يوماً
 و نطلقُ أغنياتِ القلبِ عاليةً كصوتِ الموجِ في 
ليلٍ يسابقُهُ سريعاً نحو أولِ نجمةٍ في الغربْ.
الجمعة ٢٦/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

في الليل نصبح طائرين


في الليلِ نصبح طائرين
شعر: علاء نعيم الغول 


يا ليلُ دعْكَ الآنَ 
ريشُكَ لم يكنْ يوماً لطيرٍ مرَّ عن بابِ الحبيبةِ 
لستَ تملكُ ما يعينُكَ كي تطيرَ بنا و تحملَنا 
مسافةَ قُبْلتَينِ  لنا الهواءُ و خفْقُ أجنحةِ النوارسِ 
و هي تحملُ ظلَّها ملحاً نهاراً في المساءِ حكايةً 
موجوعةً و الليلُ مِقْبَضُ بابِ غرفتِنا عليه حمامتانِ 
بلونِ وجهينا و أول زهرتينِ على طريقٍ مُهْمَلٍ 
و أنا و أنتِ توقعاتٌ كنتُ أعرفُها و أقرأُها على 
صفحاتِ ليلٍ قابلٍ للانكفاءِ على وسادتِهِ المليئةِ بارتجافاتِ
 العناقِ و نشوةٍ محبوسةٍ في ريشِها المعجونِ بالعطرِ 
المُراقِ على جلودٍ غير آثمةٍ و رغباتٍ نغلفُها أمامَ زجاجِ 
نافذةٍ و مرآةٍ نبادلُها مجاملةَ الوضوحِ و أنها لا تكشفُ 
المخفيَّ في نياتِنا يا ليلُ دعنا نستبيحكَ مرةً و نُميتُ قلبَكَ 
كي يغضَّ الطرفَ عن أوجاعِنا و مرارةٍ في قُبلةٍ مسروقةٍ.
الجمعة ٢٦/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

الخميس، 25 يونيو 2015

طرق في ظهيرة واسعة


طرقّ في ظهيرةٍ واسعة
شعر: علاء نعيم الغول 

ما أجملَ الطرقَ القديمةَ و هي تخلو
 في الظهيرةِ من مشاةٍ باردينَ و مُفرَغينَ 
من الحقيقةِ كم لها في القلبِ من وصفٍ يريحُ 
وجدتُ نفسي في مداخلِها الكثيرةِ و البعيدةِ 
كان لي فيها رفاقٌ طيبون و يعرفونَ البحرَ مثلي 
ماتَ أكثرُهم و وحدي أحملُ الظلَّ الثقيلَ 
و لا أزالُ أرى خطانا مثلما كانت و قد فتح الشتاءُ 
الغيمَ و انكسرَ النهارُ على البيوتِ بوحشةٍ تعطي
 النوافذَ ما يبررُ للهجوعِ بدونِ تفكيرٍ ترافقُني 
الظهيرةُ ذكرياتٍ لا تروحُ و لا يجفُّ البحرُ فيها كم
 لها فيَّ الذي ما مرةً بدَّلتُهُ ما أجملَ الطرقَ التي فيها
 مشيتُ كأنها قدري الذي لا بدَّ منه و سوف أحملُها معي 
أنَّى رحلتُ هي الحقيقةُ لي و طعمُ الروحِ 
حين تطيرُ في هذا الفراغِ الحرِّ و الشمسِ 
التي أسمَعْتُها قلبي يدقُّ بحرقةٍ و تخوُّفٍ.
الخميس ٢٥/٦/٢٠١٥

الأربعاء، 24 يونيو 2015

تحدياتٌ جائزة


تحدياتٌ جائزة
شعر: علاء نعيم الغول 

لا شيءَ يقهرُني 
منيعٌ مثلما سدٌّ أمام السيلِ لا أخشى
 سوى نفسي أنا غولٌ أتيتُ من الخرافةِ من جدائلِ
 مرأةٍ كانت تضاجعُ ليلَها حتى الصباحِ و جدتُ 
نفسي هكذا متضوراً جوعاً أغذي وحدتي بالوقتِ 
أكسو عري ظهري بالمزيدِ من الترقبِ مِتُّ مراتٍ 
كأفعى ضللتْ صيادَها دهراً و صادفتُ الكثيرَ
 و لا يزالُ الليلُ لي أرجوحةً مقطوعةً تقوى 
على حملي أنا غولٌ وجدتُ البحرَ منطفئاً فأشعلتُ 
المدينةَ كي يراها من بعيدٍ شمعةً ليضيءَ رملاً
 واسعاً و البحرُ لي كهفٌ مليءٌ بالتشردِ و القليلِ 
من التحررِ كيف أنتِ حبيبتي و الوقتُ يحجزُنا وراء السورِ
 أسرى  أو أناساً عاجزينَ سنستطيعُ الالتفافَ عليهِ 
مراتٍ و مراتٍ لنقهرَ ضعفَنا و نزيلَ عبءَ 
الانتماءِ لكل مفردةٍ معقدةٍ.
الخميس ٢٥/٦/٢٠٢٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

أمام ليل جائع



أمام ليل جائع
شعر: علاء نعيم الغول 

كرغيفِ خبزٍ في يدِ الطفلِ المشردِ
 يرسمُ الليلُ البئيسُ وجوهَنامتسولاً يجدُ
 الطريقَ له مكاناَ يسألُ الغرباءَ فيه عن الذي
 سيكونُ بعد هنيهةٍ عن شهوةٍ جعلتهُ أسوأ سائلٍ 
عيناه واضحتانِ فينا كالبدايةِ و النهايةِ كالنهارِ على غصونٍ 
في مكانٍ دافىءٍ و أنا أسيلُ كقطرةِ الزيتِ الثخينةِ فوق 
جلدٍ أسودٍ لصبيةٍ في الحرِّ عاريةً أمام بحيرةٍ و أنا
 أعيدُكِ لي كضوءٍ خافتٍ في حافلاتٍ تحملُ الجرحى 
و عمالَ المساءِ إلى قرىً مرهونةٍ لليلِ مثلي قرِّبيني 
منكِ أكثرَ و اجعليني ليِّنا كشافهنا  و مُحَصَّناً 
من لسعةِ الليلِ المقسمِ قطعتينِ من الفطيرِ على العشاءِ 
أمامَ حشدٍ من جياعِ الليلِ و اقتربي كثيراً لم تعدْ تكفي 
التحيةُ من بعيدٍ و اكتبيني في خيوطِ 
الليلَ ليلاً آخراً من غير سوءْ.
الاربعاء ٢٤/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

الثلاثاء، 23 يونيو 2015

تانتالوس



تانتالوس
شعر: علاء نعيم الغول 

لِمَ كلُّ شيءٍ فيكِ يؤلمُ 
و اشتهاءُكِ مؤلمٌ أيضاً كأنْ تمشي 
على قِطَعِ الزجاجِ و أن تنامَ على جليدٍ أو يلامسَ
 جلدُكَ العاري صفيحاً ساخناً و تجرَّ حملاً 
صاعداً جبلاً بلا شجرٍ يريحكَ مؤلمٌ كالرملِ 
في عينيكَ أو شوكٍ بحلقِكَ لستَ تعرفُ كيف تقلعُهُ 
بإظفركَ القصيرِ و لا بطولِ لسانِكَ الممتدِّ يؤلمُ  مثل
 ضوءٍ ساطعٍ في العينَ عند محققٍ في غرفةِ التحقيقِ 
يتعبكَ الدُّوارُ و تفركُ العينينِ علكَ تتقي شيئاً 
من الوجعِ المفاجىءِ مؤلمٌ كالارتطامِ بحائطٍ في
 الليلِ أو بالبابِ حين تفيقُ وقتَ وقوعِ قطعِ الكهرباءِ
 حبيبتي كم مؤلمٌ أنْ نشتهي الأشياءَ و هي قريبةٌ 
منا كأنَّا تانتالوسْ في بركةِ الماءِ النميرِ و ليس 
يملكُ أن يبلَّ الريقَ منها حوله شجرُ الحياةِ 
و ليس في مقدورهِ لمسُ الثمارِ بكفِّهِ.
الثلاثاء ٢٣/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

 تانتالوس ملك سيبيلوس في فريجيا أو ليديا وكان صديقا حميما للآلهة الذين كان ينضم إلى مائدتهم ولكنهم عاقبوه لعدة جرائم أساء فيها تفضيل الآلهة له أولها أنه أعطى البشر أسرار السماء وثانيا أهان الآلهة بذبح ابنه بيلوبس وتقديمه لهم ليختبر قوة ملاحظتهم وثالث أعماله سرق الرحيق وطعام الخلود وكانا طعام الآلهة وأعطاهما لأهل الأرض. وكان عقابه أن يظل للأبد في تارتاروس مقيدا والماء تحت ذقنه وغصون الفواكه فوق رأسه حيث يظل ظمآنا جائعا كلما أراد أن يشرب من الماء أو يأكل من الثمار تبتعد عنه.
(منقول حرفيا عن الويكيبيديا)

الاثنين، 22 يونيو 2015

رداء ضيق و جلد رقيق


رداءٌ ضيقٌ و جلدٌ رقيق
شعر: علاء نعيم الغول 

النارُ مُشعَلةٌ و قلبي جمرةٌ
 لا أستحقُّ الاكتواءَ به و دربي و اسعٌ 
و الظلُّ أكبر من يديَّ فأحتويهِ و أغنياتي
 بدلتْ فيَّ المواقيتَ التي أحببتُها فيها و مسرعةٌ
 تفاصيلُ النهارِ و محبطاتُ الليلِ و الدنيا رداءٌ
 ضيقٌ تحتارُ كيفَ تنامُ فيهِ و للمواسمِ ما تُفضِّلُ 
أيها الجلدُ الرقيقُ هواءُ هذا الليلِ أبردُ مرتينِ
 و قد كبِرْتَ على ردائكَ فاحتمي برداءِ من أحببتَها 
و دعِ الفصولَ تمرُّ عنكَ و قد نعِمْتَ بدفئها و رضيتَ 
بالترفِ الذي في ظلِّها و القلبُ مفترقٌ يقاومُ كلَّ 
يومٍ رغبةً و تضيعُ منهُ دقائقٌ سقطتْ أمامكَ مثلما 
قطعُ النقودِ على الرخامِ و قد تضيعُ دقائقٌ إنْ رحتَ 
تجمعُها  و هذا القلبُ قطٌّ خائفٌ  يتلمَّسُ الطرقَ 
التي لا ظلَّ يفزعُهُ على أبوابِها و أنا ألملمُ ما 
تبقى من ثمينِ العمرِ كي أحياهُ أفضلَمرتينْ.
الثلاثاء ٢٣/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

قلوب صغيرة و عودة قريبة



قلوبٌ صغيرةٌ و عودةٌ قريبة
شعر: علاء نعيم الغول 

أنَّى نظرتُ أرى التي لا بدَّ منها كي أكونَ
 و أشتهي لو مرةً تُلغي المسافةُ نفسها و الليلُ
 يأخذُنا معاً خلفَ المدينةِ و الفراغِ يزيدُ بي وجعي
 و أرفضُ أنْ أسلِّمَ بالحقيقةِ واسعٌ جرحي كصدعٍ 
في الجدارِ و غالباً سأظلُّ منتظراً على حجَرٍ و وحدي
 أعرفُ الألمَ الذي دونتُهُ في صوتي المبوحوحِ أناتٍ
 و في ورقي قصائدَ و الذي في القلبِ أكبرُ من كلامٍ
 لا يُفَسِّرُ حرقةً مكبوتةً يا سيِّدِ الجوِّ الذي لا ينتهي يا طيرُ 
بلِّغْها الذي عرِفَتْهُ منِّي و اقتربْ من بيتِها و سريرِها 
المكشوفِ للشمسِ البريئةِ أيها الدورِيُّ يا قلبي الصغيرُ
 و ذكرياتي قلْ لها إني هنا و لها أعيشُ و لن يكونَ
 الوقتُ أكبرَ عائقٍ سنكونُ يوماً حيثُ 
قُلْنا في المكانِ الحرِّ نحيا عائدَيْنِ لبعضِنا 
و على الذي في القلبِ دوماً بيننا.
الاثنين ٢٢/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 


ليل بلا ذاكرة




ليلٌ بلا ذاكرة
شعر: علاء نعيم الغول 


الليلُ يُنقذُ نفسَهُ من أي لومٍ 
حين يبدأُ دون ذاكرةٍ و يتركُنا و قد نسيَ 
الذي بيني و بينكِ ثم يرجعُ تارةً أخرى ليبدأَ 
من جديدٍ تاركاً فينا امتعاضاً منهُ يجعلُنا 
نحبُّ البوحَ أكثرَ أيها الليلُ المراوغُ لستَ منَّا حين
 تتركُنا عراةً بائسينَ نخافُ من وجعِ الصباحِ و نحتمي 
بسوادِ ثوبِكَ من بياضِ الاتهاماتِ الكثيرةِ حولنا و تصيبُنا
 حمى البقاءِ على حدودكَ حاملينَ الوردَ و الوترَ الرقيقَ
 و لستَ منَّا حينَ تدعونا لانجمكَ التي أحصتْ ملامحنا 
مراراً و استعدت للتخلي عن مكانٍ نلتقي فيه اتقاءً
 للذي يغتالُنا وضحَ النهارِ هنا نكونُ معاً بلا خوفٍ
 و نعرفُ أننا نحتاجُ وقتاً لا يرانا فيه غيرُكَ 
لستَ منَّا حينَ تفشي سرَّنا و تقولُ إنكَ 
لا ترانا حين تأتي فجأةً و تروحُ عنا فجأةً.
الاثنين ٢٢/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

الأحد، 21 يونيو 2015

وجه كما تبدو البحيرة



وجهٌ كما تبدو البحيرة
شعر: علاء نعيم الغول 

لكِ وجهُ وردٍ رائقٍ 
وجهُ البحيرةِ و هي تهدأُ بعد أولِ نسمةٍ
 مرت بها قبلَ الظهيرةِ حينَ أنظرُ في شفاهِكِ
 تستكينُ الروحُ تبعثُ بي بقايا أغنياتٍ 
لا تزالُ غنيةً بالشمسِ و الليلِ الذي يضعُ
 المدينةَ عند مفترقٍ مضاءٍ بالنوافذِ
 أينَ لي منكِ ابتسامتُكِ  التي لا تختفي
 منها السماءُ و لا تغادرُها الفصولُ بزهوِها
 و أنا أرى فيكِ اختصاراً للهدوءِ و رقةٍ
 ليست كأيةِ رقةٍ كتبَ الرعاةُ على طريقٍ 
فيهِ تتسعُ الحياةُ بكلِ شيءٍ و الحياةُ بسيطةٌ تمتدُّ 
في عينيكِ أبعدَ من نجومٍ لا تغادرُ صفحةَ الصيفِ 
النقيةَ فاجعليني جنبَ وجهكِ شرفةً 
من ظلِّ سوسنةٍ و عطرِ بنفسجاتٍ جنبَ 
سورٍ بينَ بيتِكِ و الصباحِ و شجرةٍ أخرى 
تلاحقُ فيكِ وجهاً ناعماً و مفاجِئاً كحكايةٍ .
الثلاثاء ١٩/٥/٢٠١٥

اجابات و أسئلة



إجاباتٌ و أسئلة
شعر: علاء نعيم الغول 

مَنْ ذاكَ  يعرفُ عن عيونِكِ ما عرَفْتُ
  و ما بقلبِكِ من مكانٍ ليس يشبهُهُ الهواءُ و غادياتُ الصيفِ
 في عينيكِ تتسعُ الحياةُ 
و في شفاهِكِ تنتهي كل المسافاتِ النقيةِ
 أنتِ لي عيدٌ و حبٌّ 
كم أحاولُ فكَّ سرِّ تعلقي بحروفهِ  و قيودِهِ
 لكِ صوتُ منشدةٍ أمامَ العشبِ و الريحِ البعيدةِ
 فيكِ أصواتُ البداياتِ التي أعطتْ هديرَ
 البحرِ متسعاً ليصبحَ سيدَ الرملِ المُبلَّلِ 
فيكِ ما لا ينتهي منِّي و ما لا يختفي من ضوءِ ثغركِ 
حين تبتسمينَ لي و لديَّ أسئلةٌ أحاولُ فهمَ كم عيناكِ
 تحتملان أجوبةً لأعرفَ كيفَ جئتُ إليكِ من هذا الضجيجِ
 لأستريحَ على يديكِ و في دثاركِ
 كيفَ أصبحَ للمساءِ تحولاتٌ كلها للحبِّ
 و السهرِ المباركِ كالطقوسِ على ضفافِ بحيرةٍ
 مزهوةٍ بالغانياتِ و عازفاتِ الوردِ
 أحلمُ حين أسمعُ منكِ صوتَكِ بالتلالِ  
و بيتِنا بينَ الغصونِ و تحتَ أوراقِ الخريفِ
 أمامَنا ذاكَ الندى و هدوءُ هذا الغيمِ و الدنيا التي لا تنتهي.
السبت ١٤/٢/٢٠١٥ 

مفردات في كتابة بطيئة


مفرداتٌ في كتابة بطيئة
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ تقتسمانِ ظليَ
 تأخذانٍ هواءَ وجهيَ
 تسلبانِ توقعاتي في فضاءٍ واسعٍ
 مَنْ أنتِ في هذا التجلِّي الحرِّ
 مثل فراشةٍ ضلَّتْ طريقَ الوردِ
 و اتخذَتْ طريقاً فيه أنتِ و فيهِ صوتُكِ عائداً
 من موجةٍ فتحتْ مسافاتِ الصباحِ على الرمالِ
 و فيهِ زهوُ شفاهِكِ الولهَى
 و أجملُ ما على نهديكِ من دفءِ الرياحينِ البسيطةِ
 أنتِ يومٌ آخذٌ في الاتساع كغيمةٍ
 تمتدُّ في آذارَ فوقَ بيوتِ قريتِنا القديمةِ
 في يديكِ تناثرتْ أسماءُ هاتيكَ الحكاياتِ
 التي امتلأتْ برائحةِ البخورِ
 و عِطْرِ أولِ زهرةٍ في الصيفِ
 يا لغتي التي لا تحملُ ُالضجرَ
 اجعليني مفرداتٍ لا تلائمُ غير سطْرٍ
 فيه ألفُ حكايةٍ للحبِّ
 فيهِ الموجُ يكتبُني بطيئاً
 في رسائلَ أوشكتْ أن تستبيحَ بقيَّتي
 و تذيبَني كالملحِ في ريش النوارسِ
 مَنْ يراكِ كما أراكِ 
و مَنْ يحبُّكِ مثلما أحببتُ لونَكِ
 لونَ ورداتٍ و زهرٍ يافعٍ.
الثلاثاء ١٠/٢/٢٠١٥

وسائد لاغنيات هادئة



وسائدُ لأغنياتٍ هادئة
شعر: علاء نعيم الغول 

شفتاكِ زهرةُ لوزةٍ و بدايةٌ للماءِ
 حينَ يسيلُ عن عشبِ البراري و السفوحِ
 أراكِ فيَّ مسافةً ما بينَ قلبي و احتضانكِ
 في مساءٍ مُسرفٍ في الدفءِ
 حين أراكِ تندفعُ السماءُ بعُرْيها و تلاحقُ الطيرُ
 الغيومَ إلى فضاءٍ واسعٍ كجفونِ عينَيْكِ اللتيْنِ  أراهما
 كهفي الصغيرَ و موطني بعد الهروبِ من المدينةِ
 أنتِ لي ذاكَ الذي لا زلتُ أبحثُ عنهُ في عينيْكِ
 في لمساتِ نهديكِ التي أحتاجُها ليذوبَ
 فيَّ الثلجُ أسرعَ كي أطيرَ كما أريدُ و فيكِ ذاكَ الموجُ
 حينَ يهيجُ في آذارَ يقذفُ بي إلى رملٍ على الصدفِ الغنيِّ
 بصوتِ قلبَيْنا تعالَيْ تحت ظلِّ البرتقالةِ
 كي نبادلَ بعضَنا قُبَلَ الظهيرةِ و العناقَ الحرَّ
 بين الشمسِ و البوحِ الذي لا ينتهي
 في الليلِ نعرفُ أننا نحتاجُ ليلاً واسعاً و تخيلاتٍ
 لاختطافِ الوقتِ من دقاتِ هذا العمرِ
 كي نحيا بعيداً حيثُ أنتِ بدايتي و انا انصهارُكِ
 في وسائدَ نصفُها همسٌ و نصفٌ أغنياتٌ هادئة.
الاحد ٨/٢/٢٠١٥

رجل بدائي و مرأة مترفة



رجل بدائيٌّ و مرأةٌ مترَفة
شعر: علاء نعيم الغول 

لكِ أنْ ألاحقَ فيكِ أولَ ما رأتهُ الشمسُ منكِ
 و آخرَ الترفِ الذي أشتاقهُ في لونِ عينيكِ
 الذي أعطى المسافةَ َخضرةَ البحرِ البعيدةَ
 فيكِ لونُ البحرِ يصبحُ بارداً كهواءِ قلبكِ
 نادراً كهدوءِ بسمتِكِ الثريةِ بالسكونِ
  و واسعاً كضفافِ نهرٍ بينَ جفنيكِ
 اعْطِني يدَكِ التي فيها البدايةُ و النهايةُ
 كي أصافحَ أولَ الحبِّ النقيِّ 
و آخرَ الليلِ المطيعِ لنا تعالَيْ نجعلُ التاريخَ
 يكبرُ صفحةً أخرى و نكتبُ في حواشيها
 الذي قلناهُ وقتَ عناقِنا و نعيدُ فيها البوحَ مراتٍ
 أحبُّكِ مدركاً أني بدائيُّ التفاصيلِ التي تحتاجُها
 الأنثى لتصبحَ ثورةً أنهارُ فيها ملقياً نفسي عليكِ 
و تاركاً قلبي ليسمعَ منكِ وعداً آخراً 
و بدايةً لا تنتهي للحبِّ
 يا هذي النقيةُ كالسماءِ
 تحرَّري شيئاً لتأخذنا المعابرُ للرحيلِ 
و للمسافاتِ التي سنحبُّها خلف المدينةِ
 و الحكاياتِ الرتيبةِ   و الظهيرةِ و السَّأمْ.
الجمعة ٦/٢/٢٠١٥

جلد برائحة الخرافة



جلدٌ برائحةِ الخرافة
شعر: علاء نعيم الغول 

رقيقٌ جلدُها
 و مراوغٌ كالمسْكِ في قاعِ الزجاجةِ
 فائضٌ كالماءِ حين يصبُّ في نهْرٍ بدائيٍّ
 يسوقُ هواءُهُ عبَقَ النساءِ العارياتِ على الضفافِ
 و منهكٌ بعد العِناقِ كوردةٍ في الشمسِ خانَتْها الظهيرةُ مرتينِ
 و حين ألمسُهُ يضوعُ كصدرِ أنثى باغتتهُ فراشةٌ
  كانتْ تبللُ نفسَها بالضوءِ
  عرافاتُ وادي الوردِ قالتْ لي تعالَ أريكَ كيف الجنُّ
 يعجنُ نفسَهُ حبَقَاًو ينثرُ ثوبَهُ آساً بلونِ قرنفلاتِ الصيفِ
 يكسو جلدَها ليصيرَ شمعاً هادئاً كهواءِ أروقةِ المعابدِ
 أيهذا اللونُ تجعلُني مُحِقَّاً في انتشائي دافئاً 
و مجرداً منْ وسوساتِ النومِ
 يا هذي الخرافةُ عبِّئيني في قواريرِ العطورِ
 و بلِّلي ذاكَ البياضَ بما يرومُ القلبُ و الجسدُ الشهيُّ
 على فراشِ الأمنياتِ و علِّقيني في قلائدِها
 التي تكسو بياضاً يُشعِلُ الفوضى برائحةٍ المسافةِ بيننا.
الأثنين ٢/٢/٢٠١٥

ساقان كما تشتهي الحرب



ساقانِ كما تشتهي الحرب
شعر: علاء نعيم الغول 

ساقاكِ شمعٌ لا يذوبُ و معبرٌ لقبيلةٍ جوعى و نهرٌ
 حوَّلتْ مجراهُ عاصفةٌ من الرملِ المباغتِ فيهما شبَقٌ
 يسيلُ كواحةٍ في الظلِّ ألمسُ فيهما بردَ المعابدِ
 حينَ يكسوها الخشوعُ و حينَ تقتسمُ الظهيرةُ
 دفءَ ذاكَ العاجِ في لونيهما و أنا أرى وهجَ المجراتِ
 البعيدةِ في انسيابِ  بياضِكِ الناريِّ كم ساقاكِ تبتدعانِ
 مرآةً تُرَى فيها البداياتُ السحيقةُ من نساءٍ غيرتْ سيقانُهنَّ
 المفرداتِ و كم عبَثْنَ بمجرياتِ الحربِ في ساقيكِ لونٌ
 تنتهي فيهِ الفراشةُ عند زهرِ البرتقالِ و فوقَ غصنِ اللوزِ
 ينتهزُ الهواءُ مرورَهُ بمسامِ ساقيها ليصبحَ مُتْرَفاً بالعطرِ
 و البذخِ الملوَّنِ بالشفافيةِ العنيدةِ فيهما يا رنةَ 
الخلخالِ عندَ الكاحلِ العفويِّ كوني رعشةً تنهارُ
 رائحةُ الرخامِ على أظافرِها المضاءةِ منكِ كوني
 ما أريدُ من الغوايةِ كي أقولَ الشِّعْرَ أكثرَ فيهما.
الخميس ٢٩/١/٢٠١٥  

وردة على شامة غامقة


وردةٌ على شامةٍ غامقة
شعر: علاء نعيم الغول 

هي شامةٌ أم دعوةٌ للوقتِ كي ينسى المكانَ و تفتحَ
 الدنيا الستائرَ لاكتشافٍ لا يُكَرَّرُ شامةٌ أم نقطةٌ في الكونِ
 تنجذبُ المداراتُ البعيدةُ نحوها فتصيرَ رائحةُ العناقِ أشدَّ
 إقناعاً لليلٍ فاترٍ هي شامةٌ أم طعمُ شيءٍ ليسَ يُعرَفُ بالكلامِ
 و ليسَ يوصفُ كلما أبصرتُها أجدُ الطريقَ إليكِ واسعةً كما
 هذا الفراغُ و رغبتي في أنْ أضمَّكِ ساعتينِ و ليلةً من
 غيرِ أسئلةٍ تعيقُ مسافةً بيني و بينَكِ شامةٌ أم لسعةٌ
 في الجلدِ تدهشُني و تطلقُ فيَّ دفئكِ حينَ تجمعني يداكِ
 إليكِ تأخذُني فأنسى أنَّ هذا الليلَ يقصرُ في الشتاءِ 
و أنَّ شامتَكِ التي امتلأتْ بقايا العطرِ منكِ هي التي
 لا يُسْتَهانُ بطعمِها إنْ مرةً ذبلتْ على شفتيَّ تاركةً على
 أطرافِها وجعَ انتظاري كي نرتبَها معاً بتوقعاتٍ لا تصادرُ رغبةً
 فينا و لمسةَ وردةٍ منِّي لها ورقٌ تناثرَ فوقَها شَبِقاً يغطي
 شهوةَ اللونِ الذي يغتالُني فيها بطيئاً دونَ أنْ أدري.
الثلاثاء ٢٠/١/٢٠١٥

شفاه بين حبق و نار


شفاهٌ بين حبقٍ و نار
شعر: علاء نعيم الغول 

يا قلبُ هل يغريكَ من فِيها الشفاهُ و لونُها
 و النهرُ حين يفيضُ أعمقَ فيكَ يكشفُ نيةً
 للإنعتاقِ بقُبلةٍ من ماءِ هذا الفيضِ و الشهدِ
 البدائيِّ الذي صفَّاهُ هذا الصيفُ في شمسِ النهارِ
 و ظلِّ  وردٍ هادىءٍ شفتاكِ تنتظرانِ  منِّي الليلَ تعترفانِ
 بي من غيرِ شرطٍ في شفاهكِ ذائبٌ حبقُ الصباحِ و غائمٌ 
وجهُ الظهيرةِ و ابتسامتُكِ النقيةُ بانَ فيها العُمْرُ أوضحَ
 و انتبَهتُ أنا البعيدُ لما تقولُ النارُ حينَ تُقَبِّلينَ هواءَ
 يومِكِ تجعلينَ من السماءِ مساحةً لأنوثةٍ تكفي ليصبحَ
 وجهُكِ النوَّارَبعد شتاءِ يومٍ فوقَ سورٍ مُتْرَفٍ بالياسمينِ لكِ
 الذي في القلبِ منْ وَلَهٍ بوجهٍ يفتحُ الدنيا على هذي الشفاهِ 
و ما تخبىءُ من مفاجأةٍ تساوي ألفَ أغنيةٍ و أعرفُ
 أنَّ طعمَ شفاهكِ ابتدَعَتْهُ أنسمةٌُ بحجمِ
 البحرِ و الوادي المعلَّقِ في جناحِ الطيرْ.
الاحد ١٨/١/٢٠١٥

في الظل نسبق ظلنا


في الظلِّ نسبقُ ظِلَّنا
شعر: علاء نعيم الغول  

لهذا لا أرى ظلِّي و أتعبُ حين يسحبُني العراءُ
 إليهِ ينزعُ من شفاهي اللونَ يأخذُني رهينتَهُ التي لا تُفْتَدَى
 و الظلُّ أثمنُ ما لديَّ هو الوجودُ و عودتي للبيتِ قبلَ الليلِ 
أسكنُ فيهِ مُمْتَنَّاً لهذا الغامقِ الشَّبَحِيِّ أحملُهُ على ضعفٍ
 و يحملُني بكرهٍ واضحٍ و أمرُّ عن صبَّارةٍ فتصيبُ ظليَ 
بالخدوشِ و حين أسحبُهُ أرى شيئاً تبقى لا يُعادُ أنا هنا
 ظلٌّ ألملمهُ لأصبحَ كاملاً و مُصَنَّفاً في الحيِّ شيئاً قابلاً 
للعيشِ دونِ تدخلٍ من شرطةِ الآدابِ يا هذا العراءُ كم استبَحْتَ
 توقعاتي بعد هذا العمرِ دعني أُكْملُ الوقتَ القصيرَ بما أحبُّ
 و ما يمكِّنُ ظليَ النائي منَ التجريبِ هل نبقى معاً أم سوف
 يفصلُنا مكانٌ غير هذا في زمانٍ لا يراعي من أنا يا ظلُّ لستُ
 أنا العدوُّ فلا تخفْ إنْ  صِرْتَ أقصرَ في الظهيرةِ لا تلُمْ فيَّ اشتهائي
 للبقاء مُرَمَّمَاً بعدَ انتهائي من حروبٍ لا تشابهُ بعضها و الخاسرون أنا
 و أنتَ فكنْ معي لنخوضَ آخرَ ما تبقى لي هنا من أمنياتٍ عادلةْ.
الخميس ٢٥/١٢/٢٠١٤  












همهمات بدائية



همهماتٌ بدائية
شعر: علاء نعيم الغول

بدائيٌّ بلونٍ كانَ يعرفُهُ البدائيونَ مثلي كنتُ أهربُ بين َ أحراشِ
 السراخسِ و السهولِ و أعتلي جبلاً بعيداً لستُ أذكرُ كيفَ كانَ البحرُ
 يكبرُ من وراءِ السَّرْوِ كيفَ توسَّعتْ عينايَ حتى صرتُ أشبهُ طائراً لم يبقَ
 منهُ الآنَ غيري كنتُ أعرفُ أنَّ أوَّلَ مرأةٍ قالتْ أحبُّكَ لم تكنْ قدْ فكرتْ
 مثلي بطعمِ الكرْزِ قبلَ القبلةِ الأولى و بين شفاهِنا علقَ الكلامُ بهمهماتٍ
 لم تُلَوَّثْ بعدُ بالنَّحْوِ الركيكِ و حينَ أدركتُ الحقيقةَ حولَ نفسي كنتُ
 قدْ مارستُ كلَّ مساوئي و فتحتُ باباً آخراً للبيتِ و استغنيتُ عن إسمي
 الوحيدِ و لم أعدْ متشوقاً لنهايتي هذا البدائيُّ الصغيرُ يحبُّ أنْ  يأتي
 الصباحُ و في يديهِ هديةٌ أخرى ليومٍ لم يكنْ متواطئاً كالأمسِ تشبهُني
 عيونُكِ و الكتاباتُ التي فقدتْ مؤلفَها و عاشتْ في أناشيدِ الطواحينِ
 القديمةِ ها أنا وحدي بدائيٌّ بما يكفي لتبدأَ أولُ القصصِ التي انتشرتْ
 على ضفَّاتِ نهرٍ غيرتهُ الريحُ مراتٍ لماذا كلما أحببتُ وجهَكِ تصبحُ الدنيا
 أخيراً شارعاً من غيرِ أرصفةٍ طويلاً ينتهي في شاطىءٍ و حقيبةٍ رتبتُها
 يوماً ليومٍ سوفَ أتركُ فيهِ  وجهي عند كلِّ إشارةٍ للانعطافِ إلى اليسارْ.
الاربعاء ٢٤/١٢/٢٠١٤

قطة في فراش باذخ



قطةٌ في فراشٍ باذخ
شعر: علاء نعيم الغول 

و ماذا بعدَ أَنْ فتحَ الهواءُ الروحَ أشعلَ مفرداتٍ
 لا تراعي الضعفَ في تفسيرِها وقتَ الكلامِ و قد تغلغلَ دفؤنا
 في الجلدِ فاحَ البرتقالُ من الفِراشِ و صارَ لي في لونِ وجهِكِ
  ما أحبُّ من التساؤلِ و اندفاعي نحو ما تخفينهُ في صوتِكِ
 الممزوجِ بي و القلبُ يسقطُ أولاً في الحربِ يعجزُ عن ملاحقةِ
 الفراشةِ في شفاهِكِ لا أحبُّكِ بل أحبُّكِ حينَ تجعلني قيودُكِ موهَناً 
و مُبَاغَتَاً و عليَّ طعمُكِ ذائباً و أراكِ أقربَ حينَ تدهشُني عيونُكِ مرةً 
أخرى أرى الأشياءَ فيكِ قريبةً و يداي تلمسُها برفقٍ بالغٍ و بكِ احتياجي
 للخرافةِ حينَ تجعلُني سريعاً في التهامِكِ قطةً مكسوةً بالشَّعْرِ
 حتى آخِري و دعي خيالي أولَ القتلى و آخرَ من يراكِ الفجرَ
 أو وقتَ التمرُّغِ في فراشٍ مُنْهَكٍ بالعطرِ و البذخِ العفيِّ و ما يحركُ
 شهوةَ الصمتِ الطويلةَ بيننا و عليَّ إثمُكِ إنْ تركتُكِ هكذايا قطةً
 تركت أظافرهاالنقيةَ في بياضِ الجلدِ في ظهرِ الغوايةِ كم أحبُّ
 الليلَ فيكِ و أغنياتٍ لا تفرقُ بيننا
من مجموعة شارع في الشمس.
الثلاثاء ٢٣/١٢/٢٠١٤

تعريفات لحياة قديمة


تعريفاتٌ لحياةٍ قديمة
شعر: علاء نعيم الغول

خُذي قلبي خذي الأشياءَ لا تَدَعي ورائي ما يُعَرِّفُني
 أنا المجهولُ أبحثُ عن وجودٍ في التعاريفِ القديمةِ للحياةِ 
أنا المغامرُ لا أرى أُفُقاً بعيداً أو مخيفاً هذهِ الدنيا الصغيرةُ
 لاتُعَرِّفُنا و قد خذَلتْ قديماً كلَّ مَنْ ماتوا و دوماً تقتفي أثرَ الذينَ
 يجدِّلونَ الشوكَ أمراساً لجرِّ الشمسِ من أقرانِها نحو الطريقِ
 أنا المقامرُ في يدي ما ليسَ لي مِنْ أينَ جِئْتُ بكلِّ هذي الإعترافاتِ
 المُدينةِ لي كأني المُذنبُ الموقوفُ أنتظرُ النهايةَ هادئاً و يدايَ مثقلتانِ
 أعرفُ أنني علقتُ نفسيَ في الهواءِ و لم تزدْني الريحُ غيرَ تفحُّمٍ في حرِّ آبَ
 و كلِّ صيفٍ ظَلْتُ أنظرُ في فراغٍ لا يُقَاوَمُ علَّني أجدُ الطريقَ إلى البدايةِ
 واسعاً و مُطالَبٌ قلبي بوصفِ البحرِ يوماً آخراً و مطالَبٌ بالإنتحارِ أمامَ هذا
 المعبرِ المقفولِ لا تبدو السماءُ بريئةً و مُطالبٌ بالإعترافِ أمامَها أني أرى للرملِ
 لوناً لا يناسبُ لونَ أحذيةِ الجنودِ و هم يجوبونَ الشوارعَ باحثينَ عنِ الذينَ
 يخبئونَ التَّبغَ بين نهودِ نسوتهمْ و في لونِ البنادقِ نكهةُ الموتِ السريعِ خذي
 الذي تبغينَهُ مني و قولي مرةً كيفَ استطعنا الحبَّ رغمَ الحربِ و الجبناءْ.
الاثنين ٢٢/١٢/٢٠١٤











نيكتار


نيكتار
شعر: علاء نعيم الغول

يدُكِ التي لمَسَتْ شفاهيَ أوقفتْ عمري قليلاً بين وجهي و الهواءِ
 أمامَ عينيكِ انتظاراًً للذي سيكونُ بعد عناقِنا و تركتُ في يدكِ اعترافاتي
 المليئةَ بالذي سأقولُ يوماً عنكِ وقتَ يصيرُ هذا اللوزُ فاتحةً لقلبِكِ واختصاراً
 للنبوءاتِ التي تمتدُّ في عينيكِ ماءً فوقَ أجفانِ القرنفلِ أنتِ وجهٌ آخرٌ للكونِ
 و هو يدورُ في مرآةِ هذا الليلِ أنتِ الهمسُ يسري في خلايا الروحِ يحعلُ
 أغنياتِ الصيفِ رملاً عند أبعدِ شاطىءٍ للأطلسيِّ و أنتِ أبعدُ كوكبٍ و ظهورُ 
أطرافِ المجرةِ في السماءِ و كلما فسرتُ شيئاً منكِ أفشلُ في احتضانكِ مرتينِ
 و تنتهي فيَّ الظنونُ و لستُ أقبلُ أن يكونَ هناكَ غيركِ في حكاياتِ الشتاءِ
 على وسائدَ أيقنتْ أني بسيطٌ أعرفُ الحبَّ الذي  أحتاجُهُ للنومِ بين يديكِ 
أهدأَ و المكانَ المُبْتَغَى لنظلَّ أجملَ أنتِ طعمٌ يستطيعُ الليلُ سحبَ النارِ منهُ
 و جعلَ نيكتارِ الحقولِ مذاقَ أولِ قُبلةٍ يدكِ التي أخدتْ شفاهيَ لا تزالُ كما
 عرَفتُ نقيةً من كلِّ شيءٍ موجعٍ و أراكِ في عيْنَيَّ فينوسَ التي لا بدَّ منها
 كي يصيرَ الكونُ أوسعَ للذين يغامرونَ وراءَ حبٍّ جامحٍ و حكايةٍ أخرى و عُمْرٍ
 كان يمكنُ أن يطولَ بقُبْلةٍ فيها المساءُ أنا و أنتِ و وردةٍ لا ينتهي فيها الكلامْ.
الثلاثاء ١٨/١١/٢٠١٤

تساؤلات في مدينة حالمة


تساؤلات في مدينةٍ حالمة
شعر: علاء نعيم الغول

مَنْ نحنُ في هذي المدينةِ من لديه إجابةٌ عن أولِ الموتى أمامَ البحرِ
عن فقراءِ قريتِنا الذينَ استحدثوا وجعاً يصيبُ اللونَ في ورقِ القرنفلِ
عن نساءٍ يجتمعنَ أمامَ أبوابِ المعوناتِ المُشعةِ كاليُرانيومْ عن مكانٍ قال
عنه الربُّ ينفعُ للصلاةِ فحرَّقوهُ عن الشواطىءِ كيفَ جرُّوا الرملَ نحو
مدينةٍ أخرى و قالوا إننا لا ننتمي للموجِ عن أسمائِنا كيف اختفى منها
الحنينُ و بدلوها بالبنادقِ و الغبارِ عنِ الصبايا الحالماتِ على طريقِ الوردِ
كيفَ تراجعتْ في وجههنَّ الأمنياتُ و يتهمنَ الآنَ مرآةَ الصباحِ عنِ الذي
غنُّوهُ يوماً ما بحبٍّ ثمَّ قالوا اللحنُ يفتحُ للشياطينِ الهواءَ فصادروا منها
الكلامَ عنِ السنابلِ و هي تبحثُ في سماءِ الصيفِ عن يومٍ طويلٍ جرَّدوا
هذا المدى من كلِّ عشبٍ أخضرٍ عن سورةِ الزيتونِ عن معنى المعارجِ 
و القيامةِ عن مداخلِنا التي شهدتْ وفاةَ الأنبياءِ و شنقَ أصغر ثائرٍ هذي
المدينةُ لم تَعِدْنا مرةً بل أرغَمَتْ فينا الكثيرَ على الهروبِ و أوقَفَتْنا عند
حاجِزِها الطويلِ و لم تقلْ شيئاً يريحُ و لم نَقُلْ شيئاً يثيرُ الحبَّ في قلبِ
الصبيةِ لم أجدْ سبباً لأبقى مولَعاً بالشمسِ في هذي المدينةِ من جديدْ.
الجمعة ٢٤/١١/٢٠١٤ 
  

هرميز عند النهر


هِرميزُ عند النهرْ
شعر: علاء نعيم الغول 

أنا الطريدةُ أنتِ هِرْميزُ السماءِ و زرقةُ الريشِ الذي في السهمِ
منِّي القلبُ منكِ الإنتشاءُ أمامَ آلهةِ النهارِ على رفاتي يا ابنةَ الريحِ
التي فتحتْ شهيةَ غابةٍ للبحرِ و اتخذتْ شفاهي شاهداً لتقولَ هل شهْدُ 
الحبيبةِ من زهورِ الصيفِ أم هبةُ الهواءِ قرأتُ عن نفسي كثيراً دونَ فهمٍ
للذي بعد الفواصلِ و اتهمتُ يدَ الذي كتبَ البدايةَ لي و قالَ أنا بريءٌ
فانسحبتُ من المرايا تاركاً وجهي يلملمُ نفسهُ و الماءُ يهزمني أمامكِ لا
يزالُ النَّهْرُ فيَّ معرَّضاً ليصيرَ أنثى شعرُها يأتي بنهرٍ آخرٍ و أنا الطريدةُ
مرةً أخرى أراوغُ سهمَكِ الممتدَّ حتى القلبِ تدهشُني ابتسامتُكِ التي فتحتْ
لنا غيمَ الفصولِ و سافرَتْ فينا المدينةُ شارعينِ و مفرقاً و أنا الذي لا بدَّ منه
على طريقِ البحرِ تدعونا المقاهي كي نرى موجَ البدايةِ واضحاً متلاشياً 
و نرى بعيداً موجةً كُسِرَتْ على صوتِ النوارسِ من بعيدٍ كلُّ شيءٍ لا يفاجِىءُ
و الحياةُ تسيرُ نحو الرملِ أسرعَ من خُطَى الكَرْكَنْدِ أعرفُ أنني منَّيْتُ نفسي
بالحياةِ على ضفافِكِ و اتخذتُ الموتَ فيكِ رسالةً للطيرِ يا وجعي البعيدُ أنا
البعيدُ كما تبينَ أنتِ هِرْميزُ الذي ألقى أمامكِ قلبَهُ ليقولَ إنَّ الحبَّ سهمٌ لا تراهْ
 من مجموعة شارعٌ في الشمس .
الاربعاء ١٢/١١/٢٠١٤          



مغامرة على رمل و ثلج




مغامرةٌ على ثلجٍ و رمل
شعر: علاء نعيم الغول

هيا نغامرُ بعد أن نضعَ الحقيبةَ جانباً 
و نرى مكاناً ليس ينفعُ
للتراجعِ كي نعريَ طائرَينِ أمامَنا
 و نذوقَ طعمَ الأسكدنيا بعد
عشرِ دقائقٍ من ركضِنا حولَ البحيرةِ
 تخلعينَ الظلَّ عنكِ و ألتقيهِ
بظليَ الممتدِّ تحتكِ تشعلينَ الجلدَ
 فوق حدودهِ و تُكَوِّرينَ الرملَ رماناً
على جنباتِهِ عَرَقُ العناقِ
 و لذةُ التأجيلِ في تجفيفهِ بشفاهِ هاتيكَ المُلاءةِ
فاستفيقي الآنَ من شبقِ التسكعِ في هواءِ الليلِ
 يا هذا الفراغُ الأقحوانيُّ
انتظرنا عند أبوابِ الطريقِ 
لربما تحتاجُ منَّا بعضَ هذا الحُبِّ أو نصفَ
التغرُّبِ في فراغٍ ساخنٍ لا يشتهي
 توسيعَ دائرةِ الظهيرةِ ربما تحتاجُ ذاكرةً
لآخرِ وردةٍ نبتتْ على كتفِ المحطةِ
 لونُها عيناكِ في أيلولَ يا حبِّي المليءُ 
بوشوشاتٍ غير كاملةٍ 
تركنا ما لدينا و اغترفْنا الريحَ
 جربنا التحررَ من
خيوطِ العنكبوتِ تسدُّ وجهَ الليلِ 
تكتبُ في بياضِ الثلجِ أسوأَ ما يُقالُ عن
الحياةِ الآن وقتُ الإغتسالِ من الغبارِ 
و فتحُ أوسعِ نافذاتِ الشمسِ ما بيني
و بينكِ يا رفيقةَ أغنياتِ الانعتاقِ
 من الوعودِ و من سريرٍ باردٍ
 و صراخِ أحرفِنا
القليلةِ في قصائدَ لا تعيدُ الغائبينَ
 و لا تبررُ قُبلةً و تغيراتٍ في معانٍ لا تَصِلْ.
من مجموعة شارع في الشمس
الاثنين ١٠/١١/٢٠١٤
     






كوني لي أكُ لكِ رغوةً

فلاح كفر الهنادوة


فلاح كفْر الهنادوة
في رثاء أحمد رجب و مصطفى حسين
شعر: علاء نعيم الغول 

رحلا معاً و الموتُ يُنكِرُ ما فعلنا كي نُخَلَّدَ في مآثِرِنا
الصغيرةِ ساخراً مثلَ الرسوماتِ التي ناضلتُما فيها
طويلاً و الحقيقةُ لا تموتُ فأيها اللونُ الذي فتحَ الشهيةَ
للكلامِ و بللَ الورقَ المكرَّرَ بالحكاياتِ التي جعلتْ من
الفقرِ الطويلِ حكايةً أوجدتُما للباحثينَ عن المساواةِ الفقيدةِ
ثائرينَ على الرصيفِ و في مقاهٍ أُتْخِمَتْ بالعاطلينَ عن
الحياةِ و كيفَ بالقلمِ البسيطِ نكونُ أقربَ للفتوحاتِ التي
نحتاجُها لبلوغِ ما يُرْجَى هنا و لِقَطْرةِ الحبرِ النقيةِ فوقَ هذا
الابيضِ الممتدِ في ورقِ الجرائدِ فِعْلُ ما لمْ تستطعْهُ بنادقُ
الحربِ الضروسِ رَحَلتما و تركتما هذا الفراغَ و عبءَ مَنْ
ضحُّوا و ماتوا للحقيقةِ مثلما ناجي العليّ و غيره من أجلِ 
عَدْلٍ لا يقومُ بساعدٍ بَتَرَتْهُ آلاتُ الخيانةِ و المصالحِ أيها
البسطاءُ قوموا من سباتكمُ الذليلِ و فتشوا عن حقكم بين
الركامِ و في جيوبِ المُتْخَمينَ بمالِكُمْ و حقوقِ أوطانٍ تضيعْ.
السبت ١٣/٩/٢٠١٤  
   

  






طوطميات


طوطميات
شعر: علاء نعيم الغول 

 قلنا مراراً منذُ أَنْ صِرْنا نحبُّ و منذُ أنْ فاضَ الهوى
لسْنا بقايا كوكبٍ متناثرٍ جئنا هنا نبغي الهدوءَ و ليسَ
 في نيَّاتِنا تجريدُ هذي الأرضِ مِنْ ألوانها غرباءُ تمنعُنا 
الطريقُ من الوصولِ إلى مفارقَ عندها قد نلتقي بالعائدينَ
 و بالذين تشردوا من قَبْلُ لسنا مِنْ قبائلَ أوغلتْ في العُرْيِ
 تحتَ لهيبِ شمسٍ لا تُجاملُ مَنْ يكاشِفُها بوجهٍ غادَرَتْهُ 
ملامحُ الفرحِ التي تمتصُّها منا الظنونُ و لا نحبُّ الآنَ
 تجميلَ النهارِ ببسمةٍ مرسومةٍ بعنايةٍ كي نقنعَ الماشينَ
 أنَّا مثلهمْ لا تُرْجِعونا هكذا للطَّوْطمياتِ القديمةِ و اتركونا 
طيبينَ كما وُلِدْنا و ارفعوا سيفَ القبيلةِ عن رقابِ الطامحينَ
 إلى الحياةِ و غيروا هذي الثيابَ بغيرِها لسنا هنا لنموتَ
 قبلَ تفتحِ اللوزاتِ في السفحِ القريبِ من البحيرةِ لا تكونوا
 السيئينَ و من أظافركم تسيلُ دماؤنا لسنا هنا لِنُبَاعَ
 أفراداً و أوطاناً لمنْ في جيبِهِ ثمنُ الخيانةِ  و الوَهَنْ.
السبت ٦/٩/٢٠١٤ 



   

الحرب تدعو الحرب



الحربُ تدعو الحربْ
شعر: علاء نعيم الغول 

وردٌ و مِشْنَقَةٌ و نارٌ بعدها الاسفَلْتُ يجري بين أحياءِ
المدينةِ كالشرايينِ التي جفَّتْ و قطَّعها التَّيَبُّسُ
غُرفَةٌ و بنايةٌ بيتٌ و ساحاتٌ خَلَتْ من أهلِها و تغيرتْ 
أسماؤها و تبدلتْ فيها المحطاتُ القديمةُ كلُّها
ماءٌ و أرغفةٌ و ملحٌ بعدهُٰ تقفُ السماءُ بغيمةٍ فوقَ القرى
و الجائعونَ على البطاقةِ يسحبونَ وجوهَهمْ بتكلُّفٍ
أُمِّي و نسوةُ حارتي و البائعونَ على الطريقِ و غيرهم
يتناقلونَ متى سيُسْمَحُ بالرجوعِ الى بيوتٍ أحرقَتْها الحربْ.

 ②
شيءٌ تبقَّى لمْ تُهَدِّمْهُ المدافعُ لمْ يمتُ كالأخرينَ و لمْ يُرَعْ
من صافراتِ الحربِ شيءٌ كنتُ أعرفهُ قديماً لا أزالُ اليومَ
أسمعهُ هنا و على سطوحٍ أرغمتْهُ على الهروبِ و كنتُ
أرسمُهُ على ظلِّ النساءِ العائداتِ بكيسِ أطعمةٍ مغلفةٍ 
عليها شارةُ الغَوْثِ التي لمْ أَنْسَها شيءٌ هو الحبُّ الذي لا
ينتهي في صوتِ دوريٍّ أتى من آخرِ الشمسِ البعيدةِ من
بقايا التينِ في زمنِ الضياعِ متى سترجعُ أيها الطيرُ الصغيرُ
و قدْ وجدتَ بقيَّتي فيما ترى بين الركامِ و عند مفترقٍ صغيرْ.

 ③
كَثُرَ الكلامُ عنِ احتياجاتِ الذين تشردوا و متى ستُبْنى قريةٌ
أخرى لهم و البحرُ يعرفُ أنَّ لونَ الموجِ مرهونٌ بألوانِ الصخورِ
و ما تجودُ بهِ السماءُ من الغيومِ تسللتْ أنباءُ تبييضِ السجونِ
و فتحِ صفحاتٍ بلا ماضٍ هنا فمدينتي مسكونةٌ بتوقعاتٍ ليس
في نيَّاتِها ترتيبُ شيءٍ مفرحٍ و المغرياتُ لكي نعيش تقلُّ يوماً
بعد يومٍ و احتياجاتُ الذين تشردوا مرهونةٌ ببطاقةِ التموينِ لا
أدري متى سيعودُ هذا البحرُ مفتوحاً لأشرعةٍ تسافرُ دونما 
خوفٍ و تفتحُ صدرَها للريحِ تحملُنا إلى غاياتِنا و موانىءٍ أخرى.
الثلاثاء ٢/٩/٢٠١٤ 

لاتينيات عشرية



لاتينيَّات عشرية
شعر: علاء نعيم الغول 

روما هنا مَنْ هؤلاءِ القائلونَ بأنهم جندُ
 الإلهِ يذبِّحونَ الآمنينَ و يزحفونَ الى المدينةِ
يسرقونَ و ينشرونَ الخوفَ ليس اللهُ ما رسموهُ
فوقَ رمالِنا بدمائِنا و دموعِ صبيتِنا الذينَ
تشردوا بين الخيامِ على الحدودِ و في ملاجىءَ
أنكرتْ معنى الحياةِ و مفرداتِ العيشِ تحتَ ظلالِ
تينِ الصيفِ عندَ النهرِ و الماءِ النقيِّ مَنِ الذي
أعطاهمُ حقَّ انتهاكِ الكاعبِ العذراءَ في وضحِ النهارِ 
أمامَ إخوتِها و جُندٍ ينهشونَ الثَّدْيَ منها كي ينالوا البرِّ
في الجسدِ العفيفِ مظنةً أنَّ الإلهَ أعدَّ جنتَهُ لهمْ؟

روما لها ما ليسَ لي 
لهمُ الذي ما ليسَ يبقى و الحروبُ 
عدوةُ التاريخِ و الحبِّ الذي جعلَ الحياةَ
حكايةً مفتوحةً للمؤمنينَ بأنَّ أوراقَ الرسائلِ
تجعلُ الأوقاتَ أطولَ تذكرُ eالموتى بخيرٍ بعد أنْ دُفِنَتْ
بقايا الذكرياتِ الآنَ وقتُ الفَصْلِ بينَ الموتِ و العيشِ الذي
لا ينبغي التفريطُ في معناهُ ما روما سوى هذا الذي قسمَ
المدينةَ شارعينِ و فِرْقَتَيْنِ و أطفأَ الأنوارَ عمداً كي يعيثَ 
الثائرونَ على الحقيقةِ حاملينَ سيوفَ روما المستميتةِ في استعادةِ
قُبْحَ ما اقترفَتْ قديماً في قُرانا و السهولِ و غَرْسِ راياتِ الهزيمةِ بيننا.

روما على عتباتِها تُلِيَتْ مواثيقُ الخيانةِ و اسْتُبيحَ
الشرقُ مراتٍ ليقتسمَ المرابونَ الذي نهبوهُ من فقرائِنا
و الجائعينَ و لا تزالُ تُذيقُنا طعمَ التخاذلِ و التشرذمِ و امتهانِ 
النفسِ في تقبيلِ أيدي المانحينَ الخبزَ للجوعى من القمحِ الذي
في شمسِنا لمعتْ قوائمُهُ البهيَّةُ كلما فكرتُ في ألمي أرى روما هنا
في الجرحِ تحشو مِلْحَها و أنا أكذبُ ناظِرَيَّ لكي أؤمِّنَ خُبْزَ أطفالي
و أعرفُ أنها تلكَ الحكاياتِ التي لا تنتهي و الآنَ وقتُ الانتصارِ
لما تبقى من كراماتٍ ممزقةٍ هنا شيئاً و عندَ قصورِ من قبضوا المُقابلَ
كي ترى روما السيوفَ على الرقابِ و في مراسيمِ الخيانةِ تسمعَ
الجوقاتِ تهتفُ باسمِها حدَّ الخشوعِ الهلولويا هلولويا هلولويا.
السبت ٣٠/٨/٢٠١٤    

قوقعات بطيئة


قوقعاتٌ بطيئة
شعر: علاء نعيم الغول 

الوقتُ هذا الصامتُ المأجورُ 
دربٌ في اتجاهٍ واحدٍ هو قوقعاتٌ فوقَ جذعٍ
 لستَ تعرفُ كيفَ يسبقُ نفسَه و أنا أحاولُ 
أنْ أنامَ الليلَ أهربَ منه أسرعَ أيهذا الوقتُ 
أنتَ الوهمُ في ثوبِ الحقيقةِ أيُّ عبءٍ مثل أنْ تحيا 
و تعرفَ أنَّ بعد مسافةٍ ستكونُ وحدكَ في مكانٍ
 لستَ تعرفُ أينَ تلكَ نهايةٌ حتميةٌ و العبءُ يكبرُ
 حين يتسعُ الفراغُ عليكَ تشبهُ رأسَ دبوسٍ على جلدٍ 
رقيقٍ هكذا و الوقتُ ساعتُكَ القديمةُ و اعترافُكَ 
بالهزيمةِ و انتبهْ لليلِ و هو يقودُ قاطرةَ البدايةِ
 و استمعْ لصفيرها قبلَ النهارِ و أنتَ وحدكَ
 في مقاعدَ كلها تُرِكَتْ قديماً سيءٌ هذا المزاجُ اليومَ 
يشبهُ أيَّ شيءٍ في حكاياتٍ عن الليلِ الذي أكلَ
 النجومَ و أحرقَ القمرَ الصغيرَ على مداخلِ 
غابةٍ منسيةٍ في الصيفْ.
الأحد ٢١/٦/٢٠١٥

السبت، 20 يونيو 2015

تفاهمات راسخة



تفاهماتٌ راسخة
شعر: علاء نعيم الغول 

ما زلتُ مُمْتنَّاً لنفسي 
لم تعاندني و أعطتني الكثيرَ بلا مقابلَ
 هكذا و استسهلَتْ ما في الحياةِ لكي أعيشَ
 مغامراً يوماً و حراً ما استطعتُ تقولُ لي خذ 
من حياتكَ كلَّها و اتركْ لهم ظلاً طويلاً منكَ 
لا تدعِ التساؤلَ في عيونِ الآخرينَ يعيقُ سعيكَ 
خلفَ أحلامٍ رصفتَ لها الطريقَ بلونِ قلبكَ و انتظاركَ 
لا تزالُ تطيعُني و تمدني بمبرراتٍ تجعلُ التفكيرَ
 أكثر جرأةً و أنا أصارحها برغبتيَ الملحةِ في اختطافِ 
حبيبتي و الوقتُ يوماً ما سيسعفُني و يفتحُ معبراً 
للطيرِ تأخذُني إليها شاءتِ الشمسُ البعيدةُ أم أبَتْ 
فأنا الذي أسعى وراء الأمنياتِ و شمسُنا مربوطةٌ 
في نفسها كالقطِّ في طوقٍ بسلسلةٍ من الذهبِ 
الرخيصِ و لي هنا كلُّ الذي سيكونُ لي.
الأحد ٢١/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

إليها ينتهي الرحيل

إليها ينتهي الرحيل
شعر: علاء نعيم الغول 

لا بدَّ أنكَ لم تحققْ ما تريدُ 
و لم تجدْ سبباً لتبقى مدةً أخرى 
و تحملُ في حقيبتِكَ الذي لن يذكروهُ هنا 
طريقُكَ لم تعدْ تمتدُّ أكثرَ فانتزعْ ذكراكَ من وجعِ 
انتظاركَ في قلوبِ الآخرينَ و لا تغامرْ بالبقيةِ من بشاشتكَ
 التي أحبَبْتَها فهناكَ قلبُ حبيبةٍ يكفيكَ أكثرَ و اسْقهِ 
مما جمعتَ من الندى و انثرْ على أطرافهِ بتلاتِ وردٍ 
لستَ ممنْ يهملونَ الوقتَ ينتقمونَ منه بأنْ يعيشوا هكذا
 من غير حبٍّ يجعلُ العينَيْنٍ أبهى و المدينةَ فرصةً للعيشِ 
أفضلَ و انتظرْها تحتِ ظلِّ الزيزفونةِ عند نبعٍ صادقٍ 
و على حدودِ الصيفِ عيناها النهايةُ و البدايةُ و اعترافُكَ 
بالذي تخفيهِ من ولعٍ بها و الليلُ مفترقٌ تصادفهُ كثيراً
 في منامكَ و انتظاركَ حين ترسمُها على جذعٍ 
و في غيماتِ تشرينَ القديمةِ و اسمُها لكَ دونَ 
غيرِكَ فاحترقْ في صوتهِ شمعاً و لونَ فراشةٍ حمراءْ.
السبت ٢٠/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

نملٌ على سطوح قديمة



نملٌ على سطوحٍ قديمة
شعر: علاء نعيم الغول 

أشياءُ نعلنُها و تبقى في القلوبُ نوازعٌ
 أخرى نُكمِّمُها كمن يغتالُ شخصاً ما 
بقطعِ هوائهِ تبقى كوخزٍ مؤلمٍ و القلبُ مثلُ الليلِ
 شيءُ ما تحسُّ بهٍ و تعجزُ عن إعاقتهِ تحاولُ 
أن تراهُ فلا ترى شيئاً يقودكَ ثم يفلتُ منكَ 
هذا ما وجدتُ أمامَ ما قالتهُ مرآتي القريبةُ
 من عيوني بائسٌ وقتُ المحبِّ و ليس في مقدورهِ تغييرُ
 أسماءِ التفاصيلِ التي تنتابهُ أرقٌ طويلٌ يعتريني الآنَ 
يسحبُني إلى أعماقهِ و يشدني متزامناً مع طيفِها 
الآتي إليَّ كما الرذاذُ على وجوهِ النائمينَ 
كزحفِ نملٍ فوقَ أسطحِنا القديمةِ في نهارٍ صائفٍ
 لا بدَّ أني مولعٌ بالليلِ و هو يذوبُ مثلَ الملحِ 
يبلَى كالثيابِ و يختفي كدخانِ سيجارٍ
 و يبقى القلبُ ليلاً لا تفارقهُ و تحملهُ كعبءٍ
 لا يريحُكَ في النهارِ و في المساءْ.
السبت ٢٠/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

الجمعة، 19 يونيو 2015

رهائن الليل




رهائنُ الليل
شعر: علاء نعيم الغول 


الليلُ معتَقَلٌ 
و مُتَّهمونَ أسوارٌ و جندٌ 
يحملونَ النَّطْعَ و السيفَ الثقيلَ و غرفةُ التحقيقِ قلبٌ
 في سراديبِ الغوايةِ و السباقِ مع الوحوشِ الضارياتِ
 على بقاياكَ الجريئةِ  ما الذي يبغيهِ هذا الليلُ منَّا 
و الذي نبغيهِ ليس من اتهاماتِ الحياةِ لكي تلاحقنا
 الاداناتُ السريعةُ لم أكنْ يوماً محباً للتساؤلِ و اختلاقِ 
مبرراتٍ لاختطافكِ و الهروبِ إلى مكانٍ واسعٍ لو في يدي 
لقسمتُ هذا الليلَ أبنيةً لنا و جعلتُهُ باباً لمقهى أو نوافذَ
 يشتهيها البحرُ في أيلولَ هذا الليلُ يفتحُ كلَّ يومٍ شارعاً
 و يقولُ لي ما كنتُ يوماً ذَنبَها و الحبُّ يأخذُنا يباغتُنا
 و يجعلُنا رهائنَ ليلِهِ و أنا أحبُّكِ حاملاً كلِّي إليكِ 
و ملقياً قلبي أمامَكِ قطعةً ممضوغةً بالوقتِ 
و الألمِ الذي يجترُّ ذاكرتي و عمري دائماً.
الجمعة ١٩/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

أفكار مرتبكة



أفكار مرتبكة
شعر: علاء نعيم الغول 

في البدءِ كانَ الليلُ طفلاً كاملاً
 ينمو كظبيٍ لا يرى في العشبِ آثاراً لنمرٍ فاتكٍ 
و أراكِ فيَّ كما أرى نفسي على لوحِ الزجاجِ
 و أتقي قلقي بوجهكِ تختفي فيَّ الهمومُ 
ببسمةٍ فيها شفاهُكِ أولُ الغيماتِ في تشرينَ 
وردٌ بللتهُ الشمسُ شيئاً من ندى أيارَ ثم يفيضُ 
هذا الليلُ مرتبكاً يحاولُ أنْ يكونَ مبادراً بحكايةٍ
 ليست مرتبَةً و أبدو الآن مضطرباً و بي فرحٌ غريبٌ 
لستُ ممن يعرفونَ النومَ في وسَعِ النهارِ و أكتفي 
بالارتخاء على سريرٍ واسعٍ عيناي مغمضتانِ أبصرُ فيهما
 عبثَ المسافاتِ التي اجترأتْ على أسمائِنا 
و أنا هنا وحدي أفكرُ في الهروبِ إليكِ نختطفُ
 الطريقَ و ننتهي حيثُ المكانُ كما نريدُ 
حبيبتي هيا نعيدُ لنا الحياةَ و نسبقُ الوقتَ 
الذي أخذَ الكثيَرَ بدونِ أن يعطي القليلْ.
الخميس ١٨/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

خاصرة ضعيفة




خاصرةٌ ضعيفة
شعر: علاء نعيم الغول 

الليلُ أولُ من تنصَّلَ من قوانينِ البدايةِ
 سَنَّ نيَّتَهُ و قال أنا بريءٌ و امتلأنا بعدها
 بالانتظارِ و زاد فينا الشوقُ أكثرَ و اختلفنا حولَ
 من عيناهُ أجملَ و اقتسمنا إثمَ فهمٍ خاطىءٍ للحبِّ 
هل في القلبِ ركنٌ لا يعي شيئاً و ركنٌ جردتهُ
 الأمنياتُ من الحقيقةِ و اكتفيتُ أنا بركنٍ منهُ يعرفني
 و يقسمُ أنني لا أستحقُّ النومَ في قلقٍ و في  
إثمٍ بريءٌ منهُ خاصرتي الضعيفةُ أنتِ يا وجعي
 الذي أضحى فصولاً في كتابٍ مزقتْهُ الريحُ
 في يومينِ و ابتلعتْهُ أمواجُ الظهيرةِ أيهاالليلُ
  انتظرني عند بابِ حبيبتي و اقفلْ وراءَكَ بحركَ المفتوحَ
 للألمِ الذي لا ينتهي بفراقِهاو اقبلْ ْ معي تفسيرَ لونكَ 
في حروفِ قصيدتي و خُذِ الهواءَ إلى نوافذِها
 و دعني عندها أبداً هناكْ.
الأربعاء ١٧/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

وسادة من عطرها



وسادةٌ من عطرها
شعر: علاء نعيم الغول 
رتبتُ أوراقي المساءَ و قلتُ في نفسي أحبُّكِ
 و اكتشفتُ علاقتي بالليلِ منكِ و لا أزالُ أرى
 لوجهِكِ صورةً لجميلةٍ كانت تسيرُ على ضفافٍ وحدَها
 و خجلتُ من صوتي أمامَكِ بعدما علقتْ بهمستِكِ
 الفراشةُ  و امتدحتُ البحرَ في عينيكِ مراتٍ 
و نمتُ بلا حراكٍ تحتَ ظلِّ الأسكدنيا ساعتينِ أعيدُ
 نفسي فيكِ في حلمٍ طويلٍ و المدينةُ بيننا ورقُ الرسائلِ
 و انقطاعُ الكهرباءِ و رغبةٌ في كوبِ شايٍ عند نافذةٍ
 تطلُّ على بنفسجةٍ و حوضِ قرنفلٍ و كتبتُ عنكِ برقةٍ
 و عرفتُ في اللغةِ الذي لا يعرفونَ لكي أصوغَكِ جملةً
 تكفي لأصبحَ حُجَّةً في الحبِّ أنتِ قريبةٌ قُرْبَ الوسادةِ
 لي متى أشتمُّ عطرَكِ في حواشيها النقيةِ و الحكايةُ 
بيننا أيضاً حكايةُ عاشِقَيْنِ تقابلاً سراً هناكْ.
الثلاثاء ١٦/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

تساؤلات قاسية




تساؤلاتٌ قاسية
شعر: علاء نعيم الغول 

كم مالحٌ طعمُ احتضاركَ  
و انتصارُ الموتِ عجزُ وجودِنا 
و تبادلٌ للدورِ قُلْ لي مَن أنا و الآخرونَ
 و نحنُ لا نقوى على تغييرِ شيءٍ من نواميسِ 
الحياةِ و ليسَ في مقدورِنا جعلُ الجنوبِ هو اتجاهُ
 البوصلاتِ و ليس فينا أن نُعيدَ الراحلينَ و أول الموتى 
من العشاقِ مرٌّ طعمُ صيدِكَ أيها الموتُ الممددُ مثل 
أشجارِ السيكويا و المجعدُ مثل قشرِ الجَّوْزِ و المشدودُ
 كالسلكِ المجَدَّلِ فوقَ جدرانِ السجونِ  و خانقٌ في الليلِ 
صمتُكَ و انتظارُكَ و الفراغُ هو انتصارٌ آخرٌ لا شيءَ 
نملكهُ لنفلتَ منهُ ماذا نحنُ حين ننامُ ثم نفيقُ 
هل كنا هنا أم في فراغٍ آخرٍ و الليلُ يزعجني متى أجدُ
السماءَ بلا نجومٍ تجعلُ الجوزاءَ أوضحَ ما الذي تخفيهِ تلكَ
النجمةُ الملأى بضوءٍ خافتٍ و لها ملامحُ مرأةٍ أحببتُها يوماً.
الثلاثاء ٢٦/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

يداكَ مكتوفتان


يداكَ مكتوفتان
شعر: علاء نعيم الغول 

الواقفونَ على يمينِكَ باردونَ كدبَّةٍ قطبيةٍ
 و النائمونَ على يساركَ متعبونَ كقطةٍ فوقَ الغسيلِ
 و من ورائكَ قريةٌ منفوخةًٌ بالعاطلينَ  ككيسٍ قشٍ  
مِنْ أمامكَ وجهُها قبل المساحيقِ الثقيلةِ مثل جلدٍ مرتخي 
و الليلُ ضدُّكَ دائماً و الليلُ يقطِرُ فوقَ ظهركَ
 مثل سمنٍ ذائبٍ  و الظلُّ أسفلَ منكَ تكرهُ أنْ يُداسَ
 بعابرينَ تجاوزوكَ بظلِّهمْ  كم أنتَ محصورٌ 
تواجهُ كلَّ هذا أعزلاً و يداكَ منهكتانِ من ترميمِ
 نفسكَ بعد كلِّ خسارةٍ محتومةٍ و الخاسرونَ يفكرونَ 
و ظهرهم للسورِ لا يجدونَ أيةَ فرصةٍ للقفزِ عنهُ
 هي الحياةُ بكلِّ ما فيها أخيراً لا توضحُ لي حقيقةَ
 أنْ أقاومَ مغرياتِ الليلِ وحدي ناقماً
 كالبائسينَ على الرتابةِ و التصرفِ بالطريقةِ نفسِها
 و أنا الذي ثمَّنتُ نفسي عالياً،
الاثنين ١٥/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

سفرجلات ناضجة



سفرجلاتٌ ناضجة
شعر: علاء نعيم الغول 

الليلُ رائحةُ اختمارِ التينِ 
طعمُ سفرجلاتٍ ناضجاتٍ و اقتناصُ غزالةٍ 
فرَّتْ إلى سفحٍ بعيدٍ فيهِ نعرَقُ مجهَدينَ و نلتقي 
بنفوسِنا مترددينَ و كلما انفتحَ الهواءُ 
نزيدُ من رغباتِناو نصيرُ أحوجَ للتحررِ من غشاءِ
 مدينةٍ تتكاثرُ الزوجاتُ فيها و الاساءةُ 
و التزاحم في شوارعَ شيَّعَتْ  جُلَّ الرفاقِ
 إلى مقابرَ غير واسعةٍ يطولُ الليلُ حين تكونُ 
وحدَكَ فاتحاً عينيكَ تجعلُ منهما نظارتَيْنِ
 بلا زجاجٍ معتمٍ و ترى الذي لا ينبغي متحركاً 
كالطيفِ كالشبحِ المخاتلِ لستَ تعرفُ ما الذي
 في الليلِ حتى تخلعَ الخوفَ المَقيتَ و تلبسَ 
الفوضى التي بدأتْ بها الدنيا لتسمعَ أولَ الأصواتِ
 في بوقِ البدايةِ و النداءاتِ التي جعلتْ رياحَ البحرِ تصفِرُ 
في نوافذِنا و يبقى الليلُ شيئاً كنتُ  أعشقُ فيهِ وجهَكِ دائماً.
الأحد ١٤/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

وشم في أصابع صغيرة


وشمٌ في أصابع صغيرة
شعر: علاء نعيم الغول 


الليلُ يأخذُ منكَ قلبكَ 
ترتقي في إثمِهِ حتى عظامِ الصدرِ 
تسمعُهُ دبيباً في مسامِكَ مثلَ نملٍ فوقَ رملٍ ساخنٍ 
و الليلُ وشمٌ في أصابعكَ القصيرةِ غالباً ستراهُ أغمقَ
 حين تدعو كي يقيكَ الربُّ نفسَكَ و النساءَ السيئاتِ 
و حين تكثرُ أمنياتُكَ تشتهي يوماً بدون توقعاتٍ 
كي تنامَ الليلَ أهدأَ و الحقيقةُ أنَّهُ لا ينبغي تفسيرُ
 ما يجري بقلبي في المساءِ يشدُّني أضحى بجسمي 
مضغةً مشبوهةً  تكفي لتفرزَ فرحةً مشبوهةً أيضاً 
و ليلي قطعةُ الجبنٍ الأخيرةُ عند فأرٍ جائعٍ لا ينبغي تبديدُها 
في لحظةِ الجوعِ الشديدِ و هل أنا إلا أنا و زجاجةُ الماءِ 
النقيَّ و كوبُ شايٍ في صباحٍ و الجريدةُ في يدي 
مفتوحةٌ و أنا أفكرُ كيفَ يمضي اليومُ مختوناً 
و يتركُني كشيءٍ زائدٍ في غرفةٍ مقفولةٍ.
السبت ١٣/٦/٢٠١٥
من مجموعة حدث بعد نصف الليل 

قناعات الطيور

 قناعات الطيور لا تكترثْ  يتسابقُ الموتى  ولا تجدُ الطيورُ لها مكانًا  في السماءِ وأنتَ قلبي دائمًا في حيرةٍ  وتطيرُ أبعدَ حيث يغلبكَ الفرحْ...