الجمعة، 31 يوليو 2015

تتريت

تتريت
شعر: علاء نعيم الغول 

علاءُ 
كنتُ صغيرةً و جهي بنفسجةٌ و زهرةُ لوزةٍ
  و الشمسُ تعبثُ بي على سفحٍ قريبٍ جنبَ بيتيَ 
يومَ كان أبي يراني نجمةً أخرى تضيء سماءَ
 قريتِنا البعيدةِ يومَ كنتُ مَدينةً للريحِ و الجبلِ المحيطِ 
بقلبيَ الممزوجِ بالنوارِ و الليمونِ يوم رأيتُ أني لن أفارقَ 
وادياً علقتُ فيهِ فراشةً لطفولتي و سحابةً للصيفِ تأخذني 
الى أعشاشِ طيرٍ لا تغادرُ نافذاتِ الحيِّ كنتُ صغيرةً 
و الليلُ يسكنُ في هواءِ النخلِ و الدنيا التي أحببتها يوماً 
و ذاتَ  عشيةٍ قطعوا ضفائري الطويلةَ في مكانٍ ليس يشبهني 
و باعوا وجهي المسكونَ بالضوءِ الغنيِّ لشارعٍ يمتدُّ في ليلٍ
 تغيرتِ الحياةُ على جوانبهِ و صارَ الوردُ يهربُ من نداءاتِ
 الصباحِ أنا التي لم يكتملْ فيها النهارُ و ضاعَ بي 
قمرٌ بعيدٌ ردَّني لهناكَ و اغمرني بقلبكَ في مكانٍ واسعٍ.
الخميس ١٦/٤/٢٠١٥
من مجموعة رسائل من تتريت 

I Have a Confession to Make


I Have a Confession to Make
(مشهد من فيلم قصير لممثل رديء)
شعر: علاء نعيم الغول 

إلهي في السماءِ و كلِّ شيءٍ
 ليسَ يخفى عنكَ ما سأقولُ أهربُ دائماً
 بالاعترافِ إليكَ مُمْتَنَّناً  لنوركِ حينَ يأخذُني
 و ينزلُ بي إلى نفسي التي كالبئرِ للروحِ
 التي أوجَدْتَها و نفختَها في الكونِ 
في هذا الهواءِ و كلِّ أوردتي التي 
امتلأتْ بدفئِكَ أنتَ تُحصي كم لديَّ 
من الذنوبِ و كم سأذنبُ كم تبقى لي 
و تعرفُ أنَّ بي قلباً يرافقُني و يمنعُني كثيراً
من مواجهةِ الحقيقةِ  دونما جدوى و أكشفهُ
 أمامَ النفسِ ألهَجُ بالدعاءِ الآنَ معترفاً بأنكَ 
مَنْ يُجيبُ أحبُّها و الحبُّ منكَ و قد قضيتَ الأمرَ
 في الدنيا وأجهلُ ما بآخرتي و تعرفُ 
أنَّ حبي لا يسيءُ  و لم يكنْ يوماً 
لغاياتٍ تنافي ما جُبِلْتُ عليهِ يا ربَّ 
الحقيقةِ و الظنونِ و ما أُحاطُ بهِ 
و أقربُ ما أكونُ إليكَ حينَ أحبُّها .
الجمعة ٣١/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى 

الخميس، 30 يوليو 2015

ضحايا و مضلِّلون


ضحايا و مضلِّلون
شعر: علاء نعيم الغول 

ماذا ترتبُ للضحيةِ  أيها القلبُ المعبأُ
 بالهواءِ المرِّ بالترفِ المفاجىءِ و الغناءِ المُسْتَمَدِّ
 من التأوُّهِ بالتخوُّفِ من مباغتةِ الحقيقةِ في عناقِ الليلِ
 بالصَّدَفِ المصفَّفِ فوقَ رملٍ مُدهشٍ بتنازلاتٍ 
كنت تعقدُها لوحدِكَ مع ضحيتِكَ البريئةَ من ظنونِكَ
 أيها القلبُ الذي مارستَ شعوذةَ القبيلةِ في طقوسكَ
 كيفَ تحملُني على تضليلِ ذاكرتي و تغييرِ 
اتجاهِ عقاربٍ ملأى بدقاتٍ مؤجلةٍ و توسيعِ 
العلاقةِ بينَ هذا البحرِ و الورقِ الذي أضرمتُهُ 
و تصاعدتْ منهُ القصائدُ غائماتٍ في سماءٍ شمسُها
 عيناكِ يا أملي الذي سيظلُّ أجملَ دائماً 
يا قلبُ يا لونَ المِدادِ على رسائلِها التي لم تُعْطَ حظاً
 للوصولِ مبكراً أنتَ الضحيةُ دائماً 
و أنا المُصابُ و ليس ينفعني سوى أنْ أقتفي
 أثري لأعرفَ أين كنتُ و كيف جئتُ إلى هنا.
الخميس ٣٠/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى 

علبة المكياج

علبة المكياج
شعر: علاء نعيم الغول 

علاءُ 
لمَسْتُ قلبيَ في المساءِ كعُلْبةِ الماكياجِ تكسوها القَطيفةُ
 كان ملمسهُ كجيدٍ حولَهُ عُقدٌ بلونِ اللازِوَرْدِ و ريشةٍ 
تركتَ جناحَ نعامةٍ في شمسِ نيسانَ الخجولةِ
 كان قلبي مترفاً شيئاً بنبضِكَ و هو يسري في عروقي 
مثلما سالت عصارةُ تينةٍ وقتَ الصباحِ على شفاهي 
ملمَسُ الحبِّ الشهيِّ كرقصةٍ في الليلِ تحتَ الضوءِ
 بينَ نوافذٍ مكشوفةٍ لا شيءَ يشبهُ لمستي و أنا أرتبُهُ كريحٍ رتبتْ 
كلَّ الشواطىءِ كي تهبَّ عشيةً و البحرُ ليسَ ضحيةً أخرى
 أحبكَ مثلَ لمسةِ قارَبٍ للماءِ فوقَ بحيرةٍ تركتْ لنا أملَ
 الوصولِ إلى مكانٍ هادىءٍ و أنا أرتبُ علبةَ الماكياجِ يأخذُني
 البنفسجُ ثم يغريني اتساقُ اللونِ يشبهُ لوحةً جرَّدْتُها بيني و بينكَ
 أنتَ لي هذا المكانُ المخمليُّ أراكَ دونَ تحفظٍ في القلبِ
  في نفسي و رائحةِ القطيفةِ بين عطري و المكانْ.
الخميس ١٦/٤/٢٠١٥
من مجموعة رسائل من تتريت 

ملامح متغيرة

ملامحٌ متغيرة
شعر: علاء نعيم الغول 

أنا وجعٌ و ريشٌ كم تناثرَ في خطايَ
 و في السماءِ و كلما لملمتُ أجنحتي يكسرُها 
الهواءُ على نوافذَ أقفلتْ في الوجهِ أولَ أغنياتِ
 العُمرِأقفِلُ راجعاً لبدايتي فأرى النهايةَ أولاً
 و أرى انحناءاتِ الطريقِ توقعاتٍ لا أصدقُ 
أنها ستكونُ يوماً ما أفكرُ دائماً فيما أراهُ 
و كلما أيقنتُ أني لستُ مختلفاً ألملمُ ما تبقى
 لي من الأسماءِ أفرزُها على عتباتِ بيتي ثم أجعلها
 نداءاتِ الفصولِ أنا بعيدٌ مرةً و أنا قريبٌ كلَّ 
يومٍ لا أغادرُ بقعتي في الظلِّ أعرفُ مَنْ أنا
 و أنا الذي كانتْ تقاسمهُ الحياةُ تنهداتِ الليلِ 
و الوجعَ الذي لا ينتهي و خطاي تحملُ صورتينِ
 تغيرتْ كلُّ الملامحِ فيهما و تبعثرَ الريشُ الملونُ 
في الهواء ِو ظَلْتُ وحدي سائراً متردداً 
شيئاً و أعرفُ أنني وجعٌ و نافذةٌ.
الخميس  ٣٠/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى 

الأربعاء، 29 يوليو 2015

محاولات في البدء

محاولاتٌ في البدء

علاءُ 
منِ الذي بدأَ البدايةَ بيننا
أنتَ البعيدُ أم انتظاري فيكَ في غيبٍ خفيٍّ 
هل هروبي من زماني و المكانِ ام اعتناقُكَ
لي خلاصاً من فراغٍ ليس يملأهُ سواي 
مَنِ الذي فتح الهواءَ أمامَ قلبيْنا ندياً موغلاً
فيما نُحبُّ معاً نحاولُ رَتْقَ ذاكرةٍ مشوهةٍ 
و فَتْقَ ستائرِ الليلِ السميكًةِ للصباحِ 
مَنِ الذي كتبَ اعترافاتِ البدايةِ أنتَ أم عيناي 
أم شيءٌ بحثنا عنهُ في نياتِنا و وجدتُهُ متشبِّثاً 
فينا كطفلٍ لا يغادرُ ذيلَ أمٍّ أرضَعَتْهُ الصيفَ و الحبقَ المبلَّلَ
هل تحبُّ يديَّ أم وجهي المجاهرَ بابتسامٍ يسرقُ الشمسَ الصغيرةَ 
هل أنا أنتَ الذي اتخذتْ شفاهي منهُ طعمَ البوح
ليلاً أو نهاراً هل بدأنا صدفةً أم أننا كنا معاً 
في غيرِ هذا الوقتِ نحملُ إرثَنا معنا
و نذهبُ حيثُ تخذلُنا الإجاباتُ الهزيلةُ و الكلامْ.
الاربعاء ١٥/٤/٢٠١٥
من مجموعة رسائل من تتريت


بدايات واضحة

بداياتٌ واضحة

شعر: علاء نعيم الغول 

علاءُ
الحربُ لم تكنِ الأخيرةَ و الدخانُ يلوِّنُ الأفقَ 
الصغيرَ و كنتَ مضطرباً تفتشُ عن سمائكَ في هواءٍ
لا يعينُ على التفاؤلِ لم تصدِّقْ وقتَها أني جميلتُكَ
التي لا شيءَ يشبهُها و كنتُ على يقينٍ أنَّ صوتيَ سوفَ
يأسرُ فيكَ قلباً مُتعَباً هل تذكرُ الجملَ التي بدأتْ على
صفحاتِنا وقتَ المساءِ و أولَ الهمساتِ في صوتٍ حملْنا
فيهِ أحلاماً نحاولُ أنْ نلاحقَها على عجلٍ نسينا وقتَها أنَّا 
أمامَ البحرِ نجمعهُ من الوقتٍ القليلِ و نشتهي أن نحتويهِ معاً
و نعبرَ في المسافةِ بيننا و وجدتُ كم كانت عيونُكَ تسكبُ 
الفرحَ الحزينَ و رقةً مصدومةً بحصارِ بلدتِكَ التي غرقتْ 
أمامَكَ في أتونِ الموتِ و الحربِ التي لا تنتهي و وجدتَ 
فيَّ ملاذَكَ المنسيَّ في بلدٍ بعيدٍ عنكَ تسمعُ عنهُ في أسماءِ
من كانوا هنا يوماً و تحلمُ أن ترافقَني 
إلى جبلٍ نرى فيهِ المدينةَ من بعيدْ.
الثلاثاء ١٤/٤/٢٠١٥
من مجموعة رسائل من تتريت


من تتريت أولا

من تتريت أولاً

شعر: علاء نعيم الغول 

علاءُ 
مَن قالت لأمكَ يومَ جئتَ أنا سآخذُ منكَ وجهَكَ 
أفتحُ الدراقَ في شفتيكَ لوناً فاتحاً و أذيبُ فيها مفرداتٍ 
لم ترتبْها قديماً قال لي رجلٌ مُسنٌّ فيكِ نافذةُ اغترابٍ 
لا تطلُّ على هنا و فتحتُها لتمرَّ منها حاملاً نخلاً سأجني منهُ 
طعمَكَ في مساءاتٍ من الفرحِ الذي أجلتُهُ 
هل أنتَ تعرفُني كما قالوا أمامي أنتَ أوراقي و سطرٌ كاملٌ 
منذ البدايةِفي صحيفةِ مولدي و وثيقةِ السفرِ المؤكدِ 
أنتَ صوتٌ كان يفضحُ فيَّ أحرفكَ الكثيرةَ 
هل تراني الآن كيفَ أراكَ في مرآةِ غرفتيَ المليئةِ بالهواءِ
و عطرِ قافلةٍ تمرُّ أمامَ بيتي من بلادٍ كنتُ أسمعُ 
أنها خلفَ الرمالِ وراءَ بحرٍ واسعٍ 
قالوا كثيراً لي ستأتي في زمانٍ دافىءٍ و مشاغبٍ 
تشتاقُ فيَّ إلى مكانٍ لا ترى فيه السماء بعيدةً و قديمةً
و تحبُّني من غير أسئلةٍ تعيقُ الخفقةَ الأولى.
الأثنين ١٣/٤/٢٠١٥
من مجموعة رسائل من تتريت


فواصل منقوطة و أخرى عارية


فواصل منقوطة و أخرى عارية
شعر: علاء نعيم الغول 

هذا الهواءُ أتى بزهرِ الكستناءِ
 أتى برائحةِ البذورِ و للبدايةِ دائما ًما ينبغي 
التفكيرُ فيهِ و ينبغي الاسراعُ في تنفيذهِ 
لا شيءَ يكفي كي أقولَ أنا أحبكُ و اعترفتُ 
بكلِّ شيءٍ مثل متهمٍ أُدينَ و لم يجدْ أملاً لينكرَ  
دائماً للقلبِ أجوبةٌ و لي سببٌ لأسألَ ما الذي 
نحتاجُهُ لنقولَ إنَّ الحبَّ فاصلةٌ على سطرِ طويلٍ 
في الحياةِ و كلما أيقنتُ أني في الطريقِ إليكِ 
يُقنعُني الهواءُ بفكرةٍ أخرى تقربُنا مسافةَ قُبْلَتَيْنِ
 و نافذاتٍ لا تزالُ مليئةً بالنومِ هذا الحبُّ فاصلةٌ 
نُنَقِّلُها برفقٍ كي نرتبَ جملتَينِ لنا بمعنىً واحدٍ 
و الكستناءُ بزهرِها تعطي لنا لوناً يُضافُ للونِ 
أولِ زهرةٍ نبتتْ بما يهوى الهواءُ حبيبتي هيا نعيشُ
 الحبَّ في صمتٍ و لا نؤذي بهِ ورداً يحيطُ بنا 
و يُسْقَى من ندى هذا النهارِ أنا أحبُّكِ مرتينْ.
الأربعاء ٢٩/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى 

الثلاثاء، 28 يوليو 2015

حياةٌ في جدائل طويلة

حياةٌ في جدائلَ طويلة
شعر: علاء نعيم الغول 

خوفي يزيدُ كما يزيدُ الحبُّ 
تُنْكِرُني الحياةُ كما تقاسمُني اختياراتي
 التي لم تكتملْ حتى التقيتُكِ و الهواءُ 
علاقةٌ مشبوهةٌ بالليلِ تسكنُني الهواجسُ 
مثلما سكنَ الفراغُ بكلِّ شيءٍ أشتهي 
أنْ تهدأَ الأيامُ تأخذَنا بعيداً حيثُ نعرفُ 
وقتَها من كان أصدقَ يوم جاء الحبُّ من بابِ
 البدايةِ حاملاً ورقاً ندوِّنُ فيهِ أسماءَ الفَراشِ 
و نصفَ ألوانِ السماءِ و كلَّ ما نحتاجهُ لنعودَ
 أجملَ أو أقلَّ توتراً متصالِحَيْنِ مع النهايةِ 
و الطيورِ على فروعٍ لم تعدْ تمتدُّ أبعدَ من نوافذِنا
 التي كنا نرى منها الصباحَ و أنتِ تتهمينني 
بتلذذٍ و أنا أدافعُ عاجزاً و أحبُّ أن أبقى نقياً 
من ظنونِكِ تاركاً خوفي ورائي و الهواءُ 
هو الذي أغوى جدائلَكِ الطويلةَ كي ينامَ
 الليلُ فيها وحدَهُ و أنا أحبُّكِ دائماً.
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى 

الاثنين، 27 يوليو 2015

إعترافٌ مفاجىء



إعترافٌ مفاجىء
شعر: علاء نعيم الغول 

اليومَ قالتْ لي أحبكَ 
ثم قالَ البحرُ لي صدقْ و قل شيئاً 
يبادلُها الذي قالتْهُ في أذن الهواءِ إليكَ 
يوماً ما ستعرفُ أنَّ نورسةً تموتُ و تختفي أخري
 إذا لم تعترفْ هيَ بالذي كتَمتهُ من عامٍ و نصفٍ 
منذ أنْ وضعتْ على قلبِ الهواءِ فراشَتَينِ من الخريفِ
 و غيمتينِ من الشتاءِ و صورتَيْنِ لنا على وجهِ
 المسافةِ كلما فكرتُ فيكِ يُصيبُني هذا الهواءُ
 بحالةٍ لا بدَّ من تفسيرِها  من غيرِ اختلاقِ
 مبرراتٍ للهروبِ من الاجاباتِ التي نحتاجُها 
لنكونَ أصدقَ ربما لنكونَ أقربَ للحقيقةِ 
لم يكنْ هذا الذي قلناهُ يوماً صدفةً أو تحرباتٍ
 غير كاملةٍ جئنا معاً لنكونَ قلباً واحداً صوتاً
 يرددنا بعيداً أو قريباً هكذا قالتْ أحبُّكَ فانتَشَتْ
 صبارةٌ في رملِها و الصيفِ و امتلأ النهارُ 
بوردةٍ تهتزُّ حاملةً هواءً صافياً.
الاثنين ٢٧/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى 
ل

بينوكيو


بينوكيو
شعر: علاء نعيم الغول 


ما كنتُ أعرفُ
 أنَّ في كيسِ الهديةِ دميةً خشبيةً
 أو ماريونيتْ إنْ شئتَ أنْ أبدو دقيقاً
 باختصارٍ كان بينوكيو الهديةََ حاملاً قدمينِ
 من خشبٍ و قبعةً من الخبزِ الرقيقِ و أنفهُ
 يمتدُّ مندفعاً يحاولُ أنْ يقولَ لنا الحقيقةُ
 و الخرافةُ عملةٌ من ألفِ وجهٍ ما تراهُ الآنَ
 صعباً مستحيلاً فجأةً يبدو متاحاً لستَ تعرفُ
 كيف لستَ مخوَّلاً لتنوبَ عما قد تفسرهُ الحياةُ
 لوحدها سترى الكثيرَ و لن توفَّقَ في صياغةِ 
أيّ معنىً واضحٍ و الحبُّ يخلو من هواءٍ صاخبٍ
 يعطيكَ لونَ الشَّعْرِ يخفي عنكَ طعمَ البرتقالةِ
 دميةٌ تعني الحقيقةَ لي أعلقها أمامي مدركاً
 أني أرى فيها انتظاراً آخراً و بدايةً أخرى
 لنا فيها الكثيرُ من المفاجأةِ التي لا تنتهي 
فيها ابتساماتُ اللقاءِ أمامَ بابٍ واسعٍ.
الإثنين ٢٧/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى 








الأحد، 26 يوليو 2015

كلبٌ على مدخل البيت



كلبٌ على مدخل البيت
شعر: علاء نعيم الغول 

الكلبُ يُشْعِرُهُ الهواءُ بأنه سيعيشُ أطولَ
 يرتخي عيناهُ في عينيَّ ينتظرُ انتحارَ
 الوقتِ أسرعَ  و هو يطردُ عن أظافرهِ الذبابَ
 أمامَ بابِ البيتِ يجعلُني أفكرُ كيفَ  لا يبدو 
الهواءُ معلقاً في القلبِ كالبندولِ في بهوٍ خلا
 من كلِّ شيءٍ  حينَ تدركُنا السماءُ بحرِّها و نصيرُ
 نلهثُ خلفَ ظلٍّ باردٍ و الكلبُ يلهثُ  و المدينةُ كلُّها
  و الموتُ ليس بمزعجٍ للكلبِ فهو مُدلَّلٌ لا ذكرياتَ له 
و لا معنى لوقتٍ مرَّ  يا هذا الهواءُ و قدْ حملتَ البحرَ
 من حِقْوَيهِ كيف ترى النوافذَ و هي تغري فيكَ رقتَكَ
 الطريةَ في شهيقٍ واسعٍ كالصدرِ نحنُ مقيَّدونَ 
بما نُحبُّ و هاربونَ لما نريدُ و ليس في مقدورِنا تركُ
 المكانِ لغيرنا  و الكلبُ يُتعِبُني بعينيهِ اللتينِ تلاحقانِ
 ذبابةً أخرى تنازعُهُ الهدوءَ و في النهايةِ 
أغمضَ العينينِ في نومٍ بلا هدفٍ.
السبت ٢٥/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى 
ا

السبت، 25 يوليو 2015

المسافة صفر


المسافة صفر
شعر: علاء نعيم الغول 

الحبُّ رائحةُ الهواءِ اليومَ حيثُ الصيفُ 
ورداتٌ  و حرٌّ و اللقاءُ الآنَ حلمٌ خاطفٌ مُتَوَقَّعٌ
 و مفاجىءٌ و أنا أراكِ بقيتي و العمرُ في عينيكِ يبدأُ
 من جديدٍ فاتحاً أملاً مريحاً و اعترافاً ممتعاً 
بمسافةِ الصفرِ التي نحتاجُها لنقولَ إنا هكذا نرتدُّ 
عن أوجاعِنا و نلاحقُ الفرحَ الصغيرَ و جرعةٌ تكفي 
لتبدأَ دورةُ القمرِ الذي جعلَ السماءَ لنا كتاباً
 في بدايتهِ الفصولُ و في أواخرهِ المواسمُ ثمَّ 
أنتِ بوجهِكِ الفضيِّ تشتاقينَ فيهِ لأغنياتي 
بعد نصفِ الليلِ أو قبلَ المساءِ و بعدَ أنْ صرنا
 معاً من قبلِ عامٍ أو يزيدُ بقبلتينِ و شارعٍ 
و قصيدةٍ مفتوحةٍ كحكايةٍ فيها التقينا طائرَيْنِ 
على غصونٍ في حديقتِكِ البريئةِ أنتِ لي و أنا
 أحبُّكِ أنتِ لي ما ليس يعرفُهُ سواي
 و أنتِ لي حبَقٌ و أغنيةٌ.
السبت ٢٥/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى 

الجمعة، 24 يوليو 2015

فانتازيا صباحية



فانتازيا صباحية
شعر: علاء نعيم الغول 

لا أستطيعُ الآن فتحَ البابِ يبدو أنني سأظل أنتظرُ المساءَ لكي يخفَ الحرُّ شيئاً ثم أتركُ نافذاتِ البيتِ مقفلةً و أخرجُ قاصداً مقهى قريبا فيه نافذةٌ تطلُّ على الطريقِ و سوف أكتبُ وقتها عما تراكمَ في مخيلتي من الأشياءِ لا أحتاجُ أكثر من هدوءٍ غارقٍ في نكهةِ الشاي المُحَلَّى أو مذاقِ القهوةِ المسؤولِ عن جعلي سريعاً في الكتابةِ و التراجعِ عن مهاتفةِ الرفاقِ مبكراً أحتاجُ ترتيبَ النهارِ مجدداً من غير تضييعِ لوقتٍ طالما قاومتُ ألا ينقضي من غير فائدةٍ على التفكير في أسماءِ من كتبوا رواياتِ المراهقةِ المليئةِ بالاباحياتِ أو أفلامِ تينتو براسَ و الجمل ِالقصيرة عن نهاياتِ الحياة و غانياتِ الليل ترهقني الحياةُ الآن بعد الحربِ و التفتيشِ عمن لم يموتوا تحت أنقاض البناياتِ الكبيرةِ كل هذا و النهارُ هو النهارُ كما أراه مقسماً بيني و بين الآخرين و شاشةِ التلفازِ و الأيبادِ و الصورِالكثيرة في مجلاتِ النجومِ و ناسيونالِ جيوغرافيكِ و آخر الأزياء و الغرقى أمام شواطىء شهدت فرار اللاجئين من الحروب و بطش من حرقوا المدينةَ جاعلين الدينَ واجهةً تذكرني أنا بمحاكمِ التفتيشِ أو قتل النساء بتهمة التدجيل في (سالمْ مساشوسيتسْ) يعجُّ الرأسُ بالفوضى و يشبه ما يكون الحالُ بعد كوارث الاعصارِ كم أحتاج بحراً واسعاً و هواءَ شرفاتِ الصباحِ بصوت سامي كلاركْ و أبدأُ كلَّ يومٍ هكذا متفائلاً و مناضلاً و مهيئاً لأكونَ قديساً صغيراً رغم أني غارقٌ حتى فمي فيما تراهُ حبيبتي نزواتِ شيطانٍ أزاحمهُ على الدنيا سأنهضُ من فراشي إنْ ضمنتُ وجودَ تيارٍ و ماءٍ ساخنٍ أو جبنةِ الفلامنكِ و الزيتون و الخبز المحمصِ مع وجودِ الزيتِ و الزعترْ.
الجمعة ٢٤/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى 

الخميس، 23 يوليو 2015

أن تصبح أسوأ من ذي قبل


أن تصبحَ أسوأَ من ذي قبل
شعر: علاء نعيم الغول 

كم سيءٌ أنْ تُوجِدَ الدنيا و تُنكِرَها معاً 
و تسيءُ أكثرَ حينَ تهربُ من وجودِكَ لا ترى 
حلُماً يقودكَ أو مسافاتٍ تسوقُكَ حيثُ تبعُدُ 
خلفَ ما قدْ صرتَ تألفُهُ و تثأرُ من رتابتِكَ التي 
كم أرهقَتْكَ و أنتَ تنظرُ في ملامحكَ المصابةِ 
بالتصحرِ يختفي منها اندهاشكَ بالذي حقَّقْتَهُ
 متنقلاً ما بينَ قلبِكَ مرةً و حبيبةٍ تعطيكَ معنى
 الانعتاقِ من التقاليدِ البليدةِ أنتَ مرتبكٌ كقطٍّ ليس
 يعرفُ أين يهربُ عند فتح الضوءِ في عينيهِ 
يخنقكَ الهواءُ أمامَ ظلكَ ثمَّ تفقدُ ماءَ ريقِكَ كالذي 
سيموتُ منتظراً نفاذَ رصاصةٍ من رأسهِ كم سيءٌ
 أنْ تمتطي فرساً كبيراً ثم تعجزُ عن ملاحقةِ الذينَ 
تجاوزوكَ بوردتَيْنِ و عاشقيْنِ على الطريقِ و أنتَ أنتَ 
كما ستبقى دائماً متذمراً و مقيداً و يداكَ 
خلفَ الظهرِ في عينيكَ أسئلةٌ بلا معنى.
الخميس ٢٣/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى 

الأربعاء، 22 يوليو 2015

ظهيرةٌ ساخنة

ظهيرةٌ ساخنةٌ 
شعر: علاء نعيم الغول 

أنا و أنتِ هواءُ غرفتيَ الصغيرةِ
 هل لديكِ حكايةٌ تكفي ليمضي الليلُ أسرعَ 
هل لديكِ كما لديّ توقعاتٌ تجعلُ البسماتِ أوسعَ
 ساخنٌ هذا النهارُ و مُنْهِكٌ عرقُ المسافةِ 
بين بيتيَ و المحطةِ و الظهيرةُ غالباً متهومةٌ
 بالنومِ أطولَ فوقَ أسطحِنا و تلصقُ جلدَها
 الناريَّ بالجدرانِ و الماءِ الذي في الحلقِ يا تموزُ
 يا عبثَ الهواءِ تدحرجُ الشمسَ الشهيةَ فوقَ أظهرِنا
 و تلسعُنا بألسنةٍ من اللهبِ التي لعِقَتْ من العرقِ 
الكثيرَ كأيِّ كلبٍ لاهثٍ عَطِشٍ يحاولُ أنْ ينامَ
 أمامَ قصَّابٍ يناولهُ عظاماً شبه ناشفةٍ
 كهذا الريقِ في تموزَ تزدادُ السخونةُ حينَ تبصرُ 
آخرينَ معلقينَ بظلهمْ متباعدينَ كأنهمْ جَرَبٌ 
سيعدي من يمرُّ الحرُّ أسوأُ ما يجيءُ 
بهِ الهواءُ إلى قرانا و المدينةِ و البيوتْ.
الأربعاء ٢٢/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى 

الثلاثاء، 21 يوليو 2015

صورةٌ ورقية


صورةٌ ورقية
شعر: علاء نعيم الغول 

شيءٌ من الماضي و شيءٌ لا أحبُّ الآنَ
 و امرأةٌ أعيشُ لها البقيةَ مما سوف يأتي
  هكذا رتبتُ نفسي صورةً  ورقيةً في 
جيبِ بنطالٍ وراءَ البابِ أطويها و أفردها
 مراراً فوق منضدةٍ من الخشبِ القديمِ
 أرى الزمانَ على جوانبِها كسلكٍ شائكٍ 
كبحيرةٍ مسدودةٍ أوهمتَني بالحبِّ يا هذا الهواءُ
 لكي أحلقَ فوقَ هذا السلكِ أجتازَ البحيرةَ
 واقفاً في الظلِّ أنتظرُ التي ستكونُ لي و أكونُ 
آخرَ مَنْ تُحِبُّ الآنَ وقتٌ ضائعٌ و الأمسُ مرَّ 
كأنهُ ما كان و الآتي هواءٌ لم يصلْ للقلبِ بعدُ
 الآنَ حافلةٌ تسيرُ و ما مضى عبءٌ يخفُّ
 و أنتَ تحذفُ ذكرياتكَ بالتساوي و الذي سيجيءٌ
 وقتٌ قد يكونُ مفاجآتِكَ كلها و تعيدُ طيَّ الصورةِ
 الأولى وراءَ البابِ في بنطالكَ المتروكِ للصُدْفَةْ.
الثلاثاء ٢١/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى 

الاثنين، 20 يوليو 2015

بين الأظافر رملة



بين الأظافرِ رملةٌ

شعر: علاء نعيم الغول

هذي مدينتيَ التي فيها وُلِدْتُ
 صديقتي و أحبها كم مرةً كانت خيانتُنا
 معاً للبحرِ تكشفُ أنَّ حبَّاً ما يبررُ ما نقومُ
 بهِ لنبقى أوفياءَ لبعضِنا كم مرةً بعنا شوارعَها
 الثمينةَ بالرخيصٍ لغاصبٍ كي نحتسي كوباً
 من الشاي النقيِّ أمامَ شاطئها المقسمٍ مثل
 حاناتِ البغاءِ عواءُها متوفرٌ ليكونَ عراباً لأطولِ 
أغنياتِ الليلِ منفتحاً على آمالِنا منذُ البدايةِ
 هكذا تبدو مدينتي الصغيرةُ لي مكاناً عالقاً
 في الكفِّ يشبهُ رملةً مبلولةً بين الأظافرِ
 يا مدينتيَ التي أحببتُها لسنا معاً دوماً
 و لكن دائماً عندَ الحريقِ نكونُ أول من يُزَجُّ
 بنا و آخر من يُكافَأَ حين تنصفُنا الحياةُ 
و بين قلبي و المدينةِ شفرةٌ تكفي لتقطعَ كلَّ 
أوردتي إذا لم أنتبهْ لمشاعري وقتَ العتابِ
 و قولِ رأيي في الذي يجري ليصبحَ نصفُ 
أهلِكِ مقعَدينَ و عاطلينَ عن العملْ.

الأثنين 20/7/2015

من مجموعة متى قال الهواءُ كفى 

الأحد، 19 يوليو 2015

عطر و رائحة


هواءٌ و رائحة
شعر: علاء نعيم الغول 

ما كان يمكنُ أنْ يكونَ العطرُ 
لولاهُ الهواءُ  يصيبُنا بالذعرِ مراتٍ برائحةِ
 الخرابِ و ما تبقى من ثيابِ الجندِ تحتَ 
القصفِ بالغازِ المُسيِّلِ للدموعِ و طائراتِ الرشِّ
 فوقَ مزارعِ القطنِ الكثيفةِ بالموانىءِ بعد يومٍ عاصفٍ
 لولا الهواءُ دليلُنا لتشابهتْ كلُّ النساءِ جلودُهنَّ
 و لونُ ما في الوجهِ من نمشٍ خفيفٍ يا هواءً مرَّ 
بي بالأمسِ في نيسانَ أنتَ الآنَ في تموزَ تحرقُ ملمسَ
  الوردِ الرقيقِ و تحتسي عرقَ الجباهِ على طريقٍ
 واسعٍ أو ضيقٍ لولاكَ لانقطعَ التكاثرُ في حدائقَ
 أشبعتْ هذا المكانَ بلوحةٍ مرسومةٍ باللونِ 
تجعلُني أفكرُ كيفَ تنتقلُ الحياةُ بدوننا و تسيرُ
 ثابتةً على درجِ المواسمِ لا نراكَ و فيكَ نبصرُ 
ما عليهِ حياتُنا من مغرياتٍ غير كاذبةٍ و صادقةٍ.
الأحد ١٩/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى 

السبت، 18 يوليو 2015

حياة واسعة و حائط قصير



حياةٌ واسعة و حائطٌ قصير
شعر: علاء نعيم الغول 


إذْ ليسَ توقفهُ الحدودُ و ليس يحملُ همَّ أوراقِ السفرْ
هذاالهواءُ مشاكسٌ و يغيظُني
 و يقولُ لي غيرْ مسارَكَ حينَ تجدُ السورَ 
أعلى من حزامِكَ لا تعاندْ حائطاً لا بابَ 
فيهِ و لم تعلِّقْ مرةً صوراً عليهِ لِمَنْ تُحبُّ 
و كنْ جريئاً في اختياركَ فالطريقُ تُريكَ 
ما يغريكَ دون الالتفاتِ اليكَ يشعرُني
 الهواءُ بأنَّ ثمةَ مأزقٌ في الروحِ 
يمنعها التخلصَ من رفاتِ العيشِ 
في كنفِ التقاليدِ المعيقةِ للحياةِ 
أحبَّ أن أحيا و أحملَ وزرَ ما أختارهُ 
وحدي أصوغُ نهايتي بيدي بريئاً من مشاركةٍ 
تغيرُ من مصيرِ الآخرينَ مراوغٌ هذا الهواءُ 
و حاملٌ معنى التحررِ و القيودِ و عطرَها
 ذاكَ الذي جعلَ المكانَ متاهةً مفتوحةً 
من غير أسوارٍ و يبقيكَ الأسيرَ على الوسادةِ 
أو على صدرٍ يحيطكَ مرةً أخرى بها
 و الروحُ تعرفُ أنَّ ثمةَ حائطٌ يعلو حزامَكَ مرتينْ.
السبت ١٨/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى 

شطيرة من زبدة الفستق



شطيرةٌ من زبدةِ الفستق
شعر: علاء نعيم الغول 


شيئانِ يحتاجانِ قلباً من خشبْ
نارٌ يزيدُ لهيبُها ألقاً على وجهِ الرمادِ
 و نَملَةُ التِرْمايتِ تنخرُ فيهِ تأكلهُ و تجعلهُ
 ثقوباً للهواءِ يمرُّ منها حاملاً منه القليلَ 
أو الكثيرَ عميقةٌ في القلبِ آلامُ المُحبِّ و صادقٌ
 هذا الصباحُ بوردةٍ في شَعْرها يدُها الجميلةُ 
أمسكتْ بالضوءِ و هو يمرُّ من ريشٍ لدوريٍّ صغيرٍ 
قلبُها صندوقُ حلوى 
نبضهُ عذبٌ بطعمِ شطيرةٍ من زبدةِ الفُستُقْ 
أنا في الليلِ أشبهُ بومةً بيضاءَ
 صامتةً على بيتٍ قديمٍ
 هكذا أبقى وحيداً أحتسي ظلي
 و أرسمهُ على القمرِ البعيدِ كطائرٍ
 متشبثٍ في الريحِ بالأسلاكِ
 ماذا بعدما أصبحتُ أكبرَ و اكتفيتُ 
بحبِّها لأعيشَ أهدأَ 
ربما هي لا تصدقُ ما أقولُ و لا تُلامُ 
لربما هي لا يزالُ القلبُ فيها من خَشَبْ.
السبت ١٨/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى 

الخميس، 16 يوليو 2015

قبل الساعة السادسة




قبلَ الساعة السادسة
شعر: علاء نعيم الغول 

ما بعد نصفِ الليلِ حتى السادسةْ
يبقى الهواءُ مسالماً متشبثاً
 بنوافذٍ مقفولةٍ شيئاً و أخرى لا تراعي
 أنَّ فيها نائمينَ تفضَّلوا في الحرِّ
 أو ظلوا عراةً في انتظارِ نسائمٍ مبلولةٍ
 و البحرُ يهجرُ غيمَهُ و يصيرُ أنثى 
لا تطيقُ الصمتَ قومي يا جميلتيَ النؤومُ 
نرى الشواطىءَ وقتَها و هواءُها أنفاسُها 
تغتالُنا حتى العناقِ هناكَ ننسى أننا 
سجناءُ ما نخشى و نحلمُ بالذي سيكونُ 
لي إنْ لامستْ يدُنا الهواءَ تنازلاتٌ كلها
 مكتوبةٌ بتساؤلاتٍ حولَ معنى أن نحبَّ 
و لا نكونُ و أن نكونَ و لا مكانَ لنا هنا
 لنحبَّ أفضلَ حائرٌ هذا الهواءُ و نحنُ أكثرُ 
حيرةً لا شيءَ يسعفُنا و لا نجدُ الطريقَ 
و نحتمي دوماً بما عشنا له للآنَ 
رغمَ ظن ننا و الخوفْ.
الجمعة ١٧/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى 

الأربعاء، 15 يوليو 2015

في شعرها أسرارٌ و ليل



في شعرِها أسرارٌ و ليل
شعر: علاء نعيم الغول 

سأنامُ في هذا الهواءِ كشجرةٍ
 مسكونةٍ بالظلِّ أعرفُ أنها لحظاتُ صمتٍ
 لا يُحَبَّذُ أن تُشابَ بوسوساتٍ لا تغيرُ 
مجرياتِ اليومِ يجعلُني الهواءُ الآنَ مختلفاً 
أرى الدنيا كما لو أنها عصفورةٌ ضلَّتْ 
على غصنٍ صغيرٍ بيننا نظراتُ صمتٍ لا تُفَسِّرُ
 أيَّ شيءٍ كلُّ شيءٍ قد أنيطَ بنسمةٍ تأتي على
 سهوٍ تريحُ الوجهَ تأخذُ منهُ  لونَ الليلِ أين تنامُ 
يا هذا الهواءُ و تختبي هل في الشقوقِ أمِ الكهوفِ 
و غابةٍ نبتتْ على كتفِ السماءِ و ظهرِ نورسةٍ
 تطيرُ إلى شتاءٍ واسعٍ هل مرةً في شَعْرِها
 خبأتَ سرَّا لا تودُّ الكشفَ عما فيهِ من غيمٍ  
و أسئلةٍ و لونٍ غامقٍ من كستناءِ الليلِ و الدفءِ
 الذي نحتاجهُ لنحبَّ أكثرَ كلما هبَّ الهواءُ تزيدُ 
أعينُها اتساعاً و الشفاهُ تودداً و أنا مسافاتٍ لأقطعَها.
الخميس ١٦/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى 

الثلاثاء، 14 يوليو 2015

فقاعات على كأس فارغة


فقاعاتٌ على كأسٍ فارغة
شعر: علاء نعيم الغول 

ما عدتُ أعرفُ هل ستنفجرُ الفقاعةُ
 أم سيحفظُها الهواءُ من التمزقِ و الحياةُ فقاعةٌ 
و القلبُ أيضاً دائماً أستوقفُ الأشياءَ أسألها لأعرفَ
 ما الذي سيصيرُ لكن لا إجابةَ تستقرُّ النفسُ فيها
 ثم أسألُ مرةً أخرى و وحدي بين جدرانٍ تحاصرُني 
و تحجبُ ما يدورُ و راءها ليلي طويلٌ مرةً و يطولُ
 مراتٍ و تؤذيني صراحتي التي أخفيتُها عمن يسيءُ
 الاستماعَ لهاقديماً قلتُ إني ساعةٌ رمليةٌ و الليلُ 
يقلبُها لأبقى ضابطاً للوقتِ أطولَ مدةٍ متفانياً 
في جعلِ قلبي صافياً متسامحاً كالرملِ وقتَ 
تهبُّ عاصفةٌ  و تلصقهُ بأرصفةِ الطريقِ فقاعةٌ 
هذي المدينةُ غالباً ستظلُّ طافيةً على وجعِ الخريطةِ
 قارَباً من ورْقةٍ مطويةٍ بعنايةٍ تجري بما تهوى
 السياساتُ التي جعلتْ لنا وطَناً تفتَّقَ قطعتينْ.
الأربعاء ١٥/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى 

آلام في رئات جائعة

آلامٌ في رئاتٍ جائعة
شعر: علاء نعيم الغول 


هذا الهواءُ دمٌ تبخرَ من شفاهٍ 
أوجَعَتْها قُبلةٌ فتشبَّثَتْ برضابِها ألماً
 يزيدُ أمامَ بحرٍ جرَّدَ الرئتينِ من أنفاسِ
 يومٍ مُجْهَدٍ هذا الهواءُ إعادةٌ للحفلِ تسمعُ
 فيهِ صوتاً واحداً متقطعاً كدعاءِ شريرٍ أمامَ
 الربِّ يجعلُنا جياعاً مثلما القططُ الكثيرةُ 
عند حاويةِ القمامةِ عندَ حانوتٍ لبقَّالٍ سخيٍّ 
سيءٌ هذا الهواءُ و أنتَ تسحبُهُ عميقاً في فراغٍ
 ضيقٍ يعطيكَ قيمَتَكَ التي قد تنتهي لو لم تجدْ
 نَفَسَاً يُعيُد إليكَ بهجتَكَ المُلِحَّةَ للبقاءِ هو الهواءُ
 و تحتَ رحمتِهِ تسيرُ بأي وجهٍ زائفٍ هو نكهةٌ 
من غير رائحةٍ تصيبُكَ بارتخاءٍ مُفْرحٍ و مُساوِمٍ
 يُنسيكَ أنكَ فرصةٌ مضمونةٌ للموتِ أسرعَ
 فرصةٌ محسومةٌ منذُ التقيتَ بظلكَ المفتونِ
 في ردهاتِ هذا العُمرِ يا هذا الهواءُ
 خذِ النهايةَ مثلما قدمتَ للوجهِ البدايةَ مرةً.
الثلاثاء ١٤/٧/٢٠١٥
من مجموعة متى قال الهواءُ كفى  

الأحد، 12 يوليو 2015

طاولةُ القمار


طاولةُ القمار
شعر: علاء نعيم الغول 

أنا و أنتِ و هؤلاءِ
 أنا و أنتَ و آخرونَ جميعُناً
 ثمنٌ تدينُ بهِ الحياةُ لتستمرَ نموتُ نحنُ
 لكي تظلَّ الشمسُ عاليةً لنا ما نفعُها
 إنْ لم نكنْ فيها نبتنا من ترابٍ مُثْقَلٍ 
بالضَّعْفِ تفتِكُ غيمةٌ بالرملِ تجرفُهُ و تتركُهُ
 مصاباً بالذهولِ كما نُصابُ أمامَ ما لا نستطيعُ
 لهُ مقاومةً و نبقى نحنُ أوراقَ الخسارةِ في 
مقامرةٍ يراها الوقتُ رابحةً لهُ لِمَ كلُّ هذاهل 
نُعذَّبُ كي تصيرَ الأرضُ أجملَ و الترابَ أقلَّ
 بؤساً في الشتاءِ معادلاتُ بقائنا أحياءَ
 تضمنُ أننا سنموتُ من غير اختلافٍ لن 
يكونَ الموتُ يوماً مُتْرَفاً أو شائناً هو نفسُهُ 
منذ البدايةِ و النهايةِ نفسهُ للأنبياءِ و بائعِ الخمرِ
 المُرابي قد خُدِعْنا يا أخي و انظرْ لنفسِكَ يومَ
 جئتَ و كيف تبدو الآنَ  لم  نشعرْ 
بما يجري لانا نقطعُ الأوقاتَ مُسْرعةً معاً.
الاثنين ١٣/٧/٢٠٢٥
من مجموعة أولُ الماءِ و نصفُ الخرافة 
ل

حديث النار و مرأة لا تُشْتَهى


حديثُ النارِ و مرأةٌ لا تُشْتَهى
شعر: علاء نعيم الغول  
 
النارُ تأكلُ نفسَها و النارُ سيدةُ 
المرايا و الزجاجِ و ما نرى في الحبِّ 
و الحربِ التي بدأَ الوجودُ بها و حتماً ينتهي
 برمادِها المعجونِ بي و بكلِّ من كانوا هنا
 و النارُ فاكهةُ الشفاهِ و متعةُ الليلِ الذي يجدُ
 العناقَ وسيلةً ليقولَ إنا واحدٌ و لديَّ أسمائي
 الكثيرةُ منذ أن علَّقتُ نفسي في مساميرِ 
السماءِ مدينتين و قريتينِ و صورةً للعابرينَ 
و كلما قلبتُ في أوراقِ هذا العمرِ ترتعشُ الفراشةُ
 في هوائي ثم تلسَعُني ذكورُ النحلِ من قدَمَيَّ
 تغويني الغزالةُ كي أرافقها وراءَ السَّفحِ حتى أعرفَ 
التقويمَ كيفَ يمرُّ من بين الفصولِ كمرأةٍ لا تُشْتَهَى 
و النارُ هذا الصمغُ يُلصِقُنا بأغطيةِ الشتاءِ
 ودفءِ هذي الأرضِ واسعةٌ هي الأحلامُ 
حين نعيشُها و نريدُها لنمرَّ كالتقويمُ 
من ورقٍ تساقطَ  فوقَ ماءِ بحيرةٍ.
الأحد ١٢/٧/٢٠١٥
من مجموعة أولُ الماءِ و نصفُ الخرافة 

خوفٌ قديمٌ و عودةٌ مفاجئة



غداً


تجدُ السماءُ


على وسادتي الندى


و بحيرةَ الفضة.


( و كانوا يجمعون الفضةَ


الأولى من البسطاء و الموتى


و آبار التخومِ و قريتي و الماءْ)


فيا أشباحَ


هذا المدفنِ الشتوي


عودوا للمحارةِ و اغرسوا


في هُدْبِها عودَ


البخورِ و نرجسَ القُبَلِ الأخيرةِ


و ارجعوا،


الوقتُ ليس بحاجةٍ للموتْ.


(و لما عدتُ كانوا مؤمنين


و يذكرون الله قبل نسائهمْ)


تغيرت الحياةُ و إنْ


تشابهتِ الأماكنُ و العباداتُ


البسيطةُ و المواقيتُ


المُعَدَّةُ للوفاةِ كما يريدُ اللهُ،


لكنْ كل شيءٍ


ينتهي في وقته،


و لديَّ أسئلة تناسبني،


و تكفي للصغارِ إذا أشاروا


للسماءِ و لم تكنْ


في كوخها تستدرجُ الطرقَ


القديمةَ


يوم كانت توصِلُ


الساري


الى أبياتنا الرعويةِ الأولى.


(و كانت فترةُ الحربِ انحساراً


للشيوعيين و استثنيتُ رحلتيَ


القصيرةَ في كثيرٍ من نساءٍ لم


أعُدْ في صدرهنَّ سوى تنهيدةٍ


مُتَرَهِّلةْ)


و طالت غيبتي،


و تركتُ أكوامَ الرسائلِ


فوق رفٍّ


قد أذابَ الوقتُ


ألوانَ الفصولِ على طوابعِها،


و باقية أساميهم


و قد قُبِروا،


و عدتُ الى أماكن صبوتي


علِّي أرى أثراً


أعيشُ عليه أياماً و أتركُه،


و أنسى أنني عدَّيتُ


مضطراً كهذا الليلْ.


(و صاروا عند أولِ كل شهرٍ


يذبحون من الصبايا ما يبرِّدُ في


المساءِ غريزةَ الملكِ السقيمِ


و سيفِهِ المبحوحْ)

السبت، 11 يوليو 2015

بقعة الزيت و خوف مفاجىء


بقعةُ الزيتِ و خوفٌ مفاجىء
شعر: علاء نعيم الغول

لا ذكريات الآن خوفي بُقعةُ كالزيتِ تكبرُ فوقَ
 وجهِ الماءِ يبقيني وحيداً لا أخالطُ غيرَ أجزائي القليلةَ
 مَن أنا و القلبُ يحتكرُ الاجابةَ وحدهُ يخفي حقيقةَ 
مَن أكونُ أضيعُ في نفسي كثيراً لا أرى معنىً يوضحُ 
ما بوجهي من ملامحَ لا تريحُ و حين أفلتُ فجأةً 
من بين أظفارِ التساؤلِ يعتريني الخوفُ أكثرَ
أشتهي ألا أكونَ هنا الذي عرفَتهُ مرآتي التي ما 
مرةً كشفت أمامي صورةً أخرى سأهربُ حين يأتي
 الوقتُ أهرب ليس وحدي سوفَ أسألُ أينَ أنتِ 
لكي نواجهَ وقتَنا بحقيقةٍ أخرى و نصبحَ ما نريدُ 
و إنْ وجدنا البحرَ أصغرَ مركبَيْنِ و موجةً و تباعدت 
أزهارُ هذا الفلِّ حوضاً ضيقاً و تقاسمت هذي المدينةُ نفسها
 بيتاً و حاراتٍ موزعةً على أشلاءِ من وثقوا بها 
و أنا البعيدُ أنا القريبُ أنا الذي لا بدَّ منهُ
 لكي أكونَ حكايةً و نهايةً. 
الأحد ١٢/٧/٢٠١
من مجموعة أول الماء و نصف الخرافة

أيامٌ باردة

أفُقٌ رماديٌّ و تقتربُ الغيوم من السطوح، و في ثيابِ الدفءِ


أسمعني أحادثُ هاتفاً يأتي إليَّ من الوراءِ و شرفتي مكشوفةٌ للريحِ،


يبتعدُ الزمانُ و فجأةً تهتزُّ ذاكرتي و ثَثْبُتُ حين تصبح لافتاتُ الأمسِ واضحةً:


(نهارٌ باردٌ و شوارعٌ رمليةٌ تصلُ البيوتَ ببعضها،


و نوافذٌ مقفولةٌ، أجتاز أرصفةً تغطيها المياهُ،


و معطفي الجلديُّ ينتهزُ الشتاءَ


لتنزعَ القطراتُ رائحةِ الخزانةِ عنه . . .)


كنتُ هناك لا أنسى تفاصيلَ البدايةِ، لا أنسى صفاءَ العمرِ،


يذكُرُنا المكانُ بأننا لم نعْطِهِ وعداً بما يكفي؛ خرجنا منه نحو غدٍ،


و ليس غداً يجيءُ بدون ذاكرةٍ. أراكِ الآن في لونِ السماءِ قريبةً منِّي


كأفكارِ الهروبِ الى المكانِ. أنا وحيدٌ أعبرُ الدنيا بأقدامٍ سعت في كلِّ


شيءٍ، غير أني لم أجدْ بعدُ الطريقَ اليكَ يا قلبي.


تعبتُ و آن لي أن تهدأَ الأمواجُ فيكَ على الأقلِّ الى مساءٍ ممطرٍ،


إذ سوف تعبُرُني إليك طيوفها مشدودةً لدمي؛


فافتحْ نوافذَكَ الكبيرة، و ابتكرْ شيئاً من اللغةِ القديمةِ


في جراحِكَ كي يصيرَ البحرُ فاتحةَ الكلامِ.


لمنْ يدقُّ القلبُ و هي بعيدةٌ و يداي تحت الرأسِ غائبتانِ؟


أملأُ حين يندي الجوُّ أوراق القصيدةِ بالضبابِ،


و أفتدي بالشمسِ صوتَ الريحِ كي تجري إلى أجفانها بالفجرِ.


أرجعُ للسؤالِ: لمن يدقُّ؟ و ينبغي ألا تكون إجابتي بالصوتْ.

أسئلة سريعة كما تحبها


أسئلة  سريعةٌ كما تحبها 
شعر:  علاء نعيم الغول  


هل مرةً جربتَ أنْ تبقى محباً ساعتينِ
 بلا حراكٍ تحت ظلٍّ واسعٍ و تنامُ يوماً كاملاً
 من غير أحلامٍ تعيدكَ للحياةِ و أنْ ترتبَ أغنياتكَ
 حسبما تقضي المساحةُ في شفاهكَ للغناءِ 
و هل ترى عينيكَ واسعتينِ حين يفيضُ 
ضوءُ الشمسِ من شباكِ بيتكَ ما الذي ستقوله
 لو مرةً حاولتَ تقبيلَ الحبيبةِ و هي نائمةٌ أمامكَ
 في فراشٍ هادىءٍ من ذاكَ يعرفُ عنكَ أسراراً
 حفظتَ بها كثيراً من معارفِكَ القدامى و الذين
 تركتَهم يتعثرون بذكرياتكَ في منامِهمُ الوحيدِ
 و هل لديكَ الآن أسئلةٌ لتعرفَ ما الذي يجري
 وراءَ رموشِها في نومِها كم مرةً حاولتَ شقَّ البحرِ
 أنصافاً لتأخذَ حصةً من لونِهِ و ركبتَ أحلاماً
 تطيرُ بلا حدودٍ في سماءٍ لا تُحَدُّ و أنتَ وحدَكَ 
لا يراكَ الآخرونَ  كما تراهم بائسينَ و عاجزينَ 
كم افتقدتَ السيرَ في ليلٍ محاطٍ بالهواءِ و في النجومِ
 تلاصقت كل الفراغاتِ التي تحمي السماءَ من التلصصِ 
هل ترى ما لا تراهُ الآن أم عيناكَ قاسيتانِ مثل الضوءِ
 في غُرَفٍ من الاسمنتِ تحتقنانِ بالأرقِ المُدَبِّرِ فجأة 
و تنامُ بعض دقائقٍ و تفيقُ أكثر عرضةٍ للموتِ من ضيقٍ
 بصدركَ كنتَ تكتمهُ مساءً هل ترى من قطعةٍ نقديةٍ 
مخبوءةٍ في غرفةِ الصالونِ فلا تفتشْ مرتينِ 
أنا سأفشي السرَّ حالاً ،،،،، فانتظرْ.
السبت ١١/٧/٢٠١٥
من مجموعة أولُ الماء و نصف الخرافة





الجمعة، 10 يوليو 2015

أصداف على رمال مالحة


أصدافٌ على رمالٍ مالحة
شعر: علاء نعيم الغول 

على صدَفٍ نسيرُ و يشتهيها البحرُ
 لا يبدو بريئاً و هو يسحبُها إليهِ كرغوةٍ 
لم يبتلعْها الملحُ يغويها برملٍ كان فيه الماءُ
 يلمسُ جلدَها بتوسلاتٍ شبه خادعةِ تلاحقُها
 بخطواتٍ بعيداً أيها البحرُ الجريءُ بسيطةٌ هي 
أمنياتُ القلبِ فيها أنتَ و السَّهرُ القليلُ و عطرُها
 في الريحِ في أيامِ تشرينَ السريعةِ أشتهيها
 وردةً أشتمها ليصيرَ قلبي واسعاً خذنا معاً في 
صَدْفَةٍ مفتوحةٍ دعها تكونُ لنا مكاناً آمناً خذنا 
بعيداً فيكَ ننسى مرةً هذا الفراغَ الموحشَ المصنوعَ 
من صخَبِ الشوارعِ و الوجوهِ هنا هواءُكَ دافىءٌ
 شيئاً يباغتُنا و يعرفُ أننا لا ننتمي إلا قليلاً
 للحياةِ و  ننتمي للبحرِ أكثرَ صَدْفَةٌ تكفي لنُولَدَ
 مرةً أخرى على أطرافِها نقتاتُ من صوتِ النوارسِ 
و الرذاذِ المرتخي فوق الشفاهِ بلذةٍ متروكةٍ للمِلْحْ.
الجمعة ١٠/٧/٢٠١٥
من مجموعة أولُ الماءِ و نصفُ الخرافة 

الخميس، 9 يوليو 2015

فرص قديمة

فرصٌ قديمة
شعر: علاء نعيم الغول 

الحبُّ فرصتُنا الأخيرةُ 
مثلهُ الماءُ القليلُ لنبتةٍ في الحرِّ 
فرصتُنا لنكبرَ دونما ألمٍ و نهربَ دونما
 خوفٍ بعيداً حيثُ تنتقمُ الحياةُ من الفراغِ 
برقصةٍ مفتوحةٍ كمظلةٍ تجدُ المحيطَ تحيةً زرقاءَ 
واسعةً بما يكفي لتصبحَ غيمةً و الحبُّ فرصتُناالمليئةُ
 بازديادٍ واضحٍ في الانتظارِ و رغبةٍ في أن نقولَ
 َ كم الحياةُ شهيةٌ و غنيةٌ أيضاً بنا و الحبُّ فرصتُنا
 العنيدةُ مثلما الصبَّارُ في شُرَفِ النوافذِ بعدما علِقَتْ
 على أشواكهِ شمسُ النهارِ و صوتُنا في الليلِ 
نعرفُ كيف ننقذُ ما تبقى من أغانينا البعيدةِ و القريبةِ
 كيف نصبحُ واجهاتٍ للطريقِ و مقعدَينِ على المحطةِ 
و اختباراً للصمودِ أمامَ هذا البحرِ و هو يمدُّ ألسنةَ 
الغوايةِ في شفاهِ الموجِ في رملٍ يداعبُ 
جلدَ أقدامٍ تسيرُ هناكَ حافيةً.
الجمعة ١٠/٧/٢٠١٥
من مجموعة أولُ الماءِ و نصفُ الخرافة 

تشظيات ساخنة




تشظياتٌ ساخنة
شعر: علاء نعيم الغول
 
قلبي المكابرُ حين تعشقُ دائماً 
لا تشتعلْ بثقابِ غيركَ فيكَ نارُكَ 
وحدها تكفيكَ كي تغدو لهيباً فاغراً
 فمَهُ كأفعى أو كبركانٍ تشظى في جروحكَ 
مثلما النابالْمُ في أجسادِ جُندٍ صدقوا
 أنَّ الذي يجري سيخلقُ بلدةً أخرى و قلبُكَ
 صارَ بوتقةً تذيبُ توقعاتِكَ و الذي عانَدْتَ فيكَ
 و قبلَ أنْ تهوى بيومٍ واحدٍ و الحبُّ ماءٌ خاثرٌ
 يجري بطيئاً في عروقكَ كي يذوبَ برقةٍ تحتاجُ 
أن تبقى قريباً من شفاهِ حبيبةٍ تركَتْ على مرآتِهاً
 وجهاً يكلفُكَ الكثيرَ لكي تراهُ و حين تعرف أن قلبكَ
 وجهها حطمْ مراياكَ الكثيرةَ هكذا سترى الحياةَ قريبةً
 من وردتينِ و شجرةٍ للظلِّ تجعلُ منكَ معشوقاً كما تهوى 
و يجعلُها فراشتَكَ التي لن تختفي عن ناظريكَ إلى الأبدْ.
الخميس ٩/٧/٢٠١٥
من مجموعة أولُ الماءِ و نصفُ الخرافة 

الأربعاء، 8 يوليو 2015

رهانات سريعة


رهانات سريعة
شعر: علاء نعيم الغول 

ماذا ستفعلُ بي أنا يا وقتُ
 يا هذا المشاكسُ و المراوغُ فيكَ تنطلقُ
 الرهاناتُ السريعةُ مثلما الخيلُ التي في الحربِ
 تصهلُ بين طلْقاتِ الرصاصِ و منكَ نصبحُ 
مرغمينَ على التذكُّرِ و الحفاظِ على العلاقاتِ 
القديمةِ أنتَ في الصورِ التي جمَعَتْ أناساً لم يعودوا
 بيننا و نسيتُ أسماءً لهم لولاكَ ما كانتْ تهمُّ الذكرياتُ 
و طعمُ قبلاتٍ يراوحُ ريقُها مجرى الشفاهِ 
أحبُّ أن نبقى هنا ورَقاً على غصنٍ نجفُّ معاً 
و نورقُ مرةً أخرى نُحاطُ بما نُحبُّ و نكتفي
 بوجودِنا في بقعةِ الضوءِ الصغيرةِ أيها الوقتُ المُضَيَّعُ
 كيف تنظرُ للدقائقِ و هي تذهبُ دون فائدةٍ و ليس
 هناكَ من يقوى على ايقافِ وهمكَ هكذا الفانونَ
 ليس لهم مشيئةُ أنْ يكونوا خارجَ الوقتِ الذي
 نحتاجُهُ لنحبَّ أكثرَ ما نريدْ.
الأربعاء ٨/٧/٢٠١٥
من مجموعة أولُ الماءِ و نصفُ الخرافة  

الثلاثاء، 7 يوليو 2015

اكتفاء ذاتي



إكتفاء ذاتي
شعر: علاء نعيم الغول 


لأني لا أناكفُ أستطيعُ العيشَ أهدأَ 
لا أفكرُ في معاني ما يقولُ الآخرونَ و هل لديَّ 
الحقُّ في تبريرِ نفسي حين أرغبُ في اجتيازِ حواجزِ
 المألوفِ أدركُ أنني لستُ الأخيرَ فقد تساءلَ مَنْ يفكِّرُ
 حول جدوى أن نعيشَ مُحمَّلينَ بعبئِنا كالثورِ
 يرزحُ تحتَ نِيرٍ للدِلاءِ و ليس يُسْقَى شَرْبَةً منها 
لأني لا أزاحمُ أستطيعُ الانتفاعَ بكلِّ وقتي 
فاتحاً قلبي لهذا البحرِ يلقي فيهِ أصغرَ موجةٍ 
و ينامُ فيهِ لساعتينِ لأنني لا أشتهي ما يُشْتَهى 
لا شيء يدهشُني و أسمعُ أغنياتٍ غير صاخبةٍ
 كما أني تجاوزتُ العتابَ فلا ألومُ و أكتفي بالابتسامِةِ
 تاركاً لهمُ التساؤلَ و الظنونَ لأنني أحبَبْتُها
 وسَّعْتُ نافذتي لتصبحَ ساحةً للشمسِ و الحبقِ 
القديمِ و طائرٍ سمَّيْتُهُ  الدُّريَّ تعرفهُ الفصولُ 
و يختبي في معطفي وقت الشتاءْ.
الأربعاء ٨/٧/٢٠١٥
من مجموعة أولُ الماءِ و نصفُ الخرافة 

ذكريات الماء و نكهة الرمل


ذكرياتُ الماءِ و نكهةُ الرمل
شعر: علاء نعيم الغول 

الماءُ يحملُ ذكرياتِ مَنِ انتهوا عطَشاً
 و جذعاً ناشفاً في ظلِّ بيتٍ غادروهُ 
الماءُ نشربُهُ و فيهِ عذوبةٌ من روحِ من عطشوا
 له يوماً و لم يجدوهُ قطراتُ الندى أرواحُ طيرٍ 
هاجرتْ و ذَوَتْ على رملٍ و ماءُ النهرِ ليسَ سوى
 احتضارِ الأرضِ تُخْرجُ روحَها هذا الزلالَ ليرتوي
 منه البنفسجُ و اخضرارُ السَّروِ مَنْ يُنسيكَ أنكَ ترتوي
 من روحِ غيركَ سائراً في الحرِّ أو بينَ الكرومِ الروحُ 
سرُّ اللهِ في ماءٍ يسيلُ هنا و نملأُ منهُ كأساً فارغاً
 كم ماتَ من نفرٍ هنا ظمأً كقشرِ اللوزِ تحتَ الشمسِ
 ناعمةٌ جلودُ المرتوينَ و غضةٌ أوداجهم و التينُ حين
 يجفُّ يشبهُ وجهَ شيخٍ شحَّ منه الماءُ و انكمشَ 
الهواءُ و غادَرَتْهُ نضارةُ الترفِ الذي يبدو على طرفِ 
الشفاهِ و حمرةٍ في الخدِّ تكعلهُ شهياً وارفاً كالظلْ.
الثلاثاء ٧/٧/٢٠١٥
من مجموعة أولُ الماءِ و نصفُ الخرافة 

الاثنين، 6 يوليو 2015

معاً على رمال باردة




معاً على رمالٍ باردة
شعر: علاء نعيم الغول 


دوماً تقولُ أنا قريبٌ كيف أعرفُ 
ما الذي تعنيهِ تغمرُني بما لا أستطيعُ له اتقاءً
 ثم تأخذُني إليها في معانٍ كلها للحبِّ تأسرُني
 بأسئلةٍ على أبوابِها نصفُ اعترافاتي الأخيرةِ ثم 
تأخذني هناكَ لكي نسيرَ على رمالِ البحرِ نحملُ
 أمنياتِ الماءِ في أقدامِنا و يذوبُ ملحُ الصمتِ في 
خطواتِنا و نسيرُ أبعدَ ثم تأخذُنا الطريقُ لما نُحبُّ 
لعلنا نجدُ المكانَ بدونِ أشواكٍ و أحجارٍ مدببةٍ حفاةً 
ظلُّنا يمتدُّ فينا فكرةً لنطيرَ أعلى من سقوفِ بيوتِنا
 و نظلَّ أهدأَ في  شوارعَ أرهقتها الحربُ و اقتسمتْ
 نوافذها بدونِ تحفظٍ دوماً تقولُ تعالَ نخرجُ من هنا
 متسلقَيْنِ غمامةً متعلقينِ بطائرٍ و أنا أقولُ هي 
القريبةُ لي أبادلُها اشتهاءً صامتاً و توهجاً 
في القلبِ يجعلُنا نحبُّ بدونِ خوفْ.
الثلاثاء  ٧/٧/٢٠١٥
من مجموعة أولُ الماءِ و نصفُ الخرافة 




تعويذات غريبة

تعويذات غريبة
شعر: علاء نعيم الغول 

لو كنتَ يوماً سيئاً سأكونُ ممتَنَّاً
 سأصبحُ قابلاً للصَفْحِ عنكَ و هكذا أغدو
 نبياً صالحاً و تصيرُ أنتَ الدُّنْيَويَّ المُبْتَلى بالإثمِ 
طيبةٌ حكاياتُ النساءِ عن الليالي الزاهراتِ و كيفَ
 يستعملْنَ خُبْثَ ميولهِنَّ لقُبلةٍ مفتوحةٍ و متى 
بعولتهنَّ لا يجدونَ أيةَ حيلةٍ للنومِ كنْ مثلي بعيداً 
مثل سنجابٍ يسيرُ على خطوطِ الكهرباءِ و كن قريباً
 مثلَ قطٍّ في فراشكَ واغتربْ ما شئتَ حتى يكتبَ
 العشاقُ حولكَ سيرةً مجزوءةً و نهايةً لا تنتهي 
للقادمينَ و بعدما فتشتُ في جيبي وجدتُ 
قصاصةً ملفوفةً و قديمةً و نسيتُ أني مرةً دونتُها
 لتكونَ لي تعويذةً و نسيتُ أيضاً ما بداخلِهاو ارفضُ 
أن أعيدَ قراءتي لسطورِهاحتى أنامَ مظنةً أني أنامُ 
محصناً من أي سوءٍ و قد تكونُ وريقةً فيها 
هواتفُ من لهم دَيْنٌ عَلَيْ.
الثلاثاء ٧/٧/٢٠١٥
من مجموعة أولُ الماءِ و نصفُ الخرافة 

مقاييس نسبية

مقاييس نسبية
شعر: علاء نعيم الغول 

لا شيءَ يزعجُني فرغتُ الآنَ 
من وجعي و صرتُ كما اشتهيتُ محلقاً 
من دونِ آلامٍ و فِكْرٍ حائرٍ أخليتُ نفسي 
من عذاباتِ الظنونِ و موجعاتِ الشكِّ عدتُ كقطرةِ
 الماءِ التي لا لونَ فيها فوقَ شعْرِ صبيةٍ تمشي
 مع المطرِ الخفيفِ الآنَ صدري واسعٌ للبحرِ يأخذُ
 منهُ أولَهُ و نصفَ هوائهِ و عبيرَ حوضٍ فائضٍ
 بالفلِّ قلبي الآن يشبهُ غيمةً متروكةً فوقَ المدينةِ 
غير آبهةٍ بما يجري على الطرفِ البعيدِ من الحدودِ 
كمِ الحياةُ غنيةٌ بالدفءِ حينَ تكونُ خاليةً ككيسٍ
 في الهواءِ و قشةٍ في الريحِ لا تخشى مكانَ 
هبوطِها و أناأحاولُ أن أكونَ مناسباًلمواسمِ
 الفرحِ التي أرتادُها طوعاً أنيقاً خالياً مما يُريبُ
 و ما يعيقُ الابتسامةَ كلُّ شيءٍ هادىءٌ و محيرٌ
 أيضاً لأني فُقْتُ من نومي لتوِّي مُفْزَعاً
 مما تلوتُ على مسامعِكُمْ هنا.
الاثنين ٦/٧/٢٠١٥
من مجموعة أولُ الماءِ و نصفُ الخرافة 

الأحد، 5 يوليو 2015

قميص و إوزَّة و هي قبل دقيقة



قميصٌ و إوزةٌ و هيَ قبل دقيقةٍ
شعر: علاء نعيم الغول 

قلبُ الإوزَّةِ كان قلبي ثم قالَ ليَ اختلقْ 
شيئاً يناسبُها و سمي ما ابتدعتَ القلبَ
 سميهِ الخزانةَ حين تحشرُ ما بها قسراً وراءَ البابِ
 تدفعُ عنوةً قمصانكَ الأولى هناكَ تفتقتْ أزرارُها 
متتبعاً أصواتَها فوقَ البلاطِ يطيرُ قلبي لستُ
 أعرفُ هل لهُ جُنْحُ الإوزةِ أم تلاشى وزنهُ أضحى
 على ماءِ الشفاهِ فقاعةً بيضاءَ تأسرُني البدايةُ 
بيننا و تشدُّني الألوانُ في جسدِ الفراشةِ لا أحبُّكٍ
 بل أحبُّكِ منقذاً لغةَ القصيدةِ من فتورِ قصيدةٍ لم تكتملْ
 و الصوتُ ماءٌ مثلما دمُكِ الذي عرفَ الطريقَ إلى 
عروقِ القلبِ من غيرِ اختباراتٍ لألوانِ الهواءِ و شهقةٍ 
في الصدرِ تحملُ ريشةً أو ريشتينِ أنا أحبُّكُ لا أحبكِ
 و اكتفيتُ بأنْ عشِقْتُكِ تاركاً قلبي يطيرُ اليكِ 
في لونِ الإوزَّةِ أو على لونِ الفراشةِ موجَعَاً.
الاثنين ٦/٧/٢٠١٥
من مجموعة أولُ الماءِ و نصفُ الخرافة 

Graffiti


Graffiti
شعر: علاء نعيم الغول 

لا تُعْطِ أكثرَ 
كُنْ مُقِلا حين يعجبُهم كثيراً
 ما تقولُ و لا تفكرْ في الذي ينوونهُ و تغيروا 
من أجلهِ و ابْقَ الذي أحببتَ أن تبقى عليهِ و خذْ 
حبيبتَكَ الجميلةَ إنْ وجدتَ الوقتَ يسمحُ عند 
شجْراتٍ و جسرٍ فوقَ نهرٍ و انتظرْ وقتَ الظهيرةِ 
كي ترى ظلَّ الطيور معلقاً في الشمسِ كنْ ماءً 
ترَ الأشياءَ صاديةً و تعطشُ دائماً تجدِ الحقيقةً
 في عيونٍ كلها مفتوحةٌ وقت اللهاثِ و موعدي معها
 هنا قبل المساءِ بقُبْلةٍ عندَ الصباحِ بوردةٍ و يُقالُ 
إني عادةً ما أحمل الدنيا معي في دفترٍ دونتُ فيهِ 
متى وُلِدْتُ و كيفَ صرتُ أحبها و على جدارٍ آخرٍ لونتُ 
وجهيَ بالطباشيرِ التي ألقى بها ولدٌ من الصفِّ 
الأخيرِ على فتاةٍ ربما هي مَن يحبُّ و من ستلهمُهُ 
بأولِ جملةٍ في الحبِّ يرسلها لها سراً.
الأحد ٥/٧/٢٠١٥
من مجموعة أولُ الماءِ و نصفُ الخرافة 

السبت، 4 يوليو 2015

منشفات فوق أحبال الغسيل



منشفاتٌ فوق أحبال الغسيل
شعر: علاء نعيم الغول 

العطرُ ماءٌ ذابَ في جلدِ الغزالةِ
 سالَ في سيقانِها فتقافزَتْ عن سورِ وردٍ 
وحدها و العطرُ ماءٌ للفضيحةِ ليسَ ينفعُ كاتماً 
للسرِّ وقتَ تكونُ ممسكةً بياقتِكَ النظيفةِ
  حينَ تلثمُ فاهَهَا بشراهةٍ كالقطِّ ثم تراكَ عيناها
 مطيعاً كاشفاً نَهَمَ التصاقِكَ  بالمسافةِ بين جلدِكَ
 و الهواءِ  و لم أجدْ عطراً يحاكي الماءَ و هو يفوحُ 
في خصلاتِ شعرِكِ بعدَ حمَّامِ المساءِ و حينَ تُنْشَرُ
 منشفاتُكِ فوقَ أحبالِ الغسيلِ يعودُ بي مِسْكُ الغزالةِ
 للحكاياتِ التي بدأتْ على دُرُجِ المعابدِ و الكهوفِ 
و كيفَ أدركتِ النساءُ غوايةَ الماءِ الذي في الفلِّ 
في أنفاسِ قشرِ البرتقالةِ هكذا صرنا أخيراً مرهَفينَ 
و قادرينَ على التغيُّرِ نشتهي عمراً طويلاً كي يفيضَ
 الماءُ أكثرَ تحتَ أرجلنا و بينَ شفاهِنا نهراً.
الأحد ٥/٧/٢٠١٥
من مجموعة أولُ الماءِ و نصفُ الخرافة 

الجمعة، 3 يوليو 2015

استنتاجات

استنتاجات
شعر: علاء نعيم الغول 


لأنَّكَ لا تجيدُ الاعتذارَ تقولُ أكثرَ
 لا تجيدُ الحبَّ تفشلُ في استضافتِها 
لمقهىً فيه تخطفُ قلبهامن بينِ عينيها 
لأنكَ لا تُشَكِّلُ في القراءةِ لن تفرقَ بين 
إسمكَ و اسمِ جارِكَ حين تستلمُ الرسالةَ
 لا تحبُّ الشايَ تنسى وقتَها
 طعمَ الصباحِ و أغنياتِ العشقِ 
تخشى أن تكاشفَها ستفقدُ ذكرياتِكَ
 فجأةً و تصيرُ حاويةً لشيءٍ آخرٍ
 و لأنَّ في شفتيكَ رعشةَ خائفٍ ستظلُّ 
تخبرُها بأنكَ لا تزالُ تحبُّها بعبارةٍ مُجْتَرةٍ
 تأبى التجردَ من علاقتكَ القديمةِ سوفَ تفشلُ
 في إنارةِ مدخلِ البيتِ الذي قابلتَ فيهِ حبيبةً منسيةً
  و لأنني جربتُ كيفَ أموتُ تحتَ البحرِ
 أتركُ عندَ أولِ موجةٍ قدَمَيَّ عاجزتينِ فوق الرملِ 
تلتصقُ الطحالبُ بالأظافرِ ثمَّ  أدفنُ جحرَ
 سرْطانٍ صغيرٍ بعدها أمشي بعيداً حافياً.
السبت ٤/٧/٢٠١٥
من مجموعة أولُ الماءِ و نصفُ الخرافة 

تحرشات ساخنة


تحرشاتٌ ساخنة
شعر: علاء نعيم الغول 

قلبي صغيرٌ
 نقطةُ الماءِ التي لمست صفيحاً ساخناً
 و تفتحتْ من تحتها أوجاعُ عمرٍ ظلَّ
 يقصُرُ مثلما عودُ البخورِ و أنتَ يا وجهي
 المكابرُ تعرفُ الدنيا و تفهمُ أنها أنثى لعوبٌ
 أفرغتْ أثداءَها في الظلِّ و اتخذتْ لها شَعراً
 تلونُهُ بزهرٍ فاجأتهُ الشمسُ فانتشرَ الفَراشُ
 على مفاتِنها و أخشى أنْ يراني الماءُ حين أكونُ 
وحدي عارياً أخشى تحرشَهُ الذي يبتزُّني لأُزيلَ 
عن نفسي التوترَ وقتَما  يزدادُ حرُّ الليلِ ماذا
 بعد أنْ فتحَ النهارُ النارَ في وجهي و حمَّلَني أمانةَ 
أنْ أدوِّنَهُ على جسدي و في ريشٍ أجمِّعهُ عن السورِ 
الذي في البيتِ وحدي يا حبيبتي البعيدةُ ليس بي 
صوتٌ سوى هذا قطرات دمعٍ بللتْ وجهي 
القديمَ و أيقظتْ منها صفيحاً ساخناً.
الجمعة ٣/٧/٢٠١٥
من مجموعة أولُ الماءِ و نصفُ الخرافة 
 

طروادة

طروادة
شعر: علاء نعيم الغول 
 
 
الماءُ لم يحمِ المدينةَ 
جاءها بالموتِ في خُوَذِ الجنودِ و في مراكبَ 
كالتوابيتِ الأخيرةِ كان لون الماءِ يبدو من بعيدٍ
 قاسياً و بزرقةٍ متهومةٍ ببهائها الوحشيِّ 
تشبه خاتمَ الصَّفِّيرِ في يدِ ناثراتِ الوردِ و المسكِ
 الذي خَضَبَ الترابَ و يُغسَلُ الموتَى بماءٍ فاترٍ يخفي 
على أجسادِهم معنى النهاياتِ الأكيدةِ ينقلُ 
البحرُ الجنودَ لتنتهي طروادةُ القَصَصِ البعيدةِ 
و الحصونِ المستحيلةِ و السماءُ تقولُ في غيماتِها ترنيمةً
 أخرى  و تُتْلَى بينَ أيدي النائحاتِ و ينزلُ المطرُ النقيُّ مُغَيِّباً
 فوضى الحروبِ على شواطىءَأحسنتْ ترتيبَ موتٍ دافيءٍ
 يا أيها الماءُ اقتربْ من حُلْمِنا شيئاً لنعرفَ كيف نقتسمُ
 الكلامَ الحرَّ و الشمسَ النقيةَ كي نمرَّ على 
طريقِ المِسْكِ ورداً فائضاً بحكايةٍ لا تنتهي.
٣/٧/٢٠١٥
من مجموعة أولُ الماءِ و نصفُ الخرافة 
ع

قناعات الطيور

 قناعات الطيور لا تكترثْ  يتسابقُ الموتى  ولا تجدُ الطيورُ لها مكانًا  في السماءِ وأنتَ قلبي دائمًا في حيرةٍ  وتطيرُ أبعدَ حيث يغلبكَ الفرحْ...