السبت، 30 ديسمبر 2017

ما فعلته المسافة


ما فعلَتهُ المسافة
شعر: علاء نعيم الغول 

شبَقُ الكلامِ توترٌ في الروحِ يأخذني
 ويأخذكِ استلاباً من مخيلةِ الجسدْ
 شبَقُ الحروفِ نداءُ ما في النفسِ نسمعه معاً
 فنذوبُ في لونِ النبيذِ يُرَاقُ فوقَ الجلدِ 
يأكلُ في مساماتِ الأصابعِ وهي تلهثُ
 فوقَ ظهرِ الليلِ تحرثُهُ كثورٍ في حقولٍ أجدَبَتْ
 شبقُ العباراتِ الطويلةِ دبَّ في ورقِ القصيدةِ فارتعشْ 
ما بالها اللغةُ التي سالتْ على شَفَتيكِ أرشفُها
 كأني ظامىءٌ من ألفِ سطرٍ في كتابِ العشقِ في لغةِ
 الهوى ما ليسَ في لغةِ المساءاتِ التي ليستْ لنا
 وهنا أنا وهناكَ أنتِ نجرُّ أشلاءَ المسافةِ علنا 
نجتازُ سلكاً شائكاً ذاكَ الجدارَ فنزدري 
لعناتِ هاتيكَ الحدودِ فإنَّ فينا ما لنا ما نعرفهْ.
لأني أعرفك     


توازنات في اللغة


توازناتٌ في اللغة
شعر: علاء نعيم الغول 

في لحظةٍ تتوقفُ الدنيا 
وبينَ الحبِّ والقدرِ اتفاقٌ واحدٌ أو هدنةٌ
 مكتوبةٌ وتنازلاتٌ لا توازنَ بينها والحبُّ
 نصفُكِ شُرْفَةٌ في الشمسِ فيها مقعدانِ
 وحين يأتي طائرٌ يبقى هناكَ إلى المساءِ
 ليحملَ الورقَ الذي كُتِبَتْ عليهِ رسائلُ الشوقِ
 الطويلةُ ثمَّ نصفي أمنياتٌ بيننا منحوتةٌ بالماءِ
 بالورعِ الذي يكسو جدارياتِ الروحِ بالألمِ
 الذي يكفي لشجوٍ بارعٍ في قَلْبِ معنى العشقِ
 تغييرِ الحروفِ لتجعلَ الجملَ انتحاراً للغةْ
 في لحظةٍ تتباطأُ الخطواتُ
 تتركُ في الشوارعِ ما يدلُّ على المللْ
 والحبُّ منكِ هو البداياتُ الأكيدةُ
 نافذاتٌ عجلتْ صحوَ النهارِ وباركتْ
 صوتَ الهواءِ على الشجرْ
 في لحظةٍ أخلو بقلبي يشتهيكِ ويعرفكْ.
لأني أعرفك    



زوارق الشوق


زوارقُ الشوق
شعر: علاء نعيم الغول 

شوقي إليكِ
 وإنَّ يومي ليس يوماً إِنْ بَعُدْتِ دقيقةً 
إذْ منكِ ما بي كانَ حباً أو جوىً
 مرآةُ قلبي صفو عينيكِ الذي كشفَ
 الحقيقةَ لي فأمسي كان ينهبُ خافقي وجعاً
 وما ثمَّرْتُ منه سوى اتهاماتٍ وأنتِ الحاضرُ
 الآتي إليَّ كزورقٍ من خلفِ أشجارِ الضبابِ
 كأنني في النهرِ أنشدُ شاطئاً وإليكِ 
هذا المَقْصِدُ المملوءُ دفئاً وانتظاراً إنما عمري
 دقائقُ أسرعتْ في عدوها شيئاً وما أنْ 
أبطأَتْ حتى وجدتكِ في خيالي وردةً وأمامَ
 عينيَّ السؤالَ عن الطريقِ وفي شفاهكِ قد
 وجدتُ إجابتي لا شيءَ يشبهُ ما احتملتُ
 كم الحياةُ الآنَ واسعةٌ وتأتي نفحةٌ من عطركِ
 الغافي على وجهِ الوسادةِ كي تقولَ لي الكثيرَ
 وإنَّ وجهَكِ أعرفهْ.
لأني أعرفك 


الجمعة، 29 ديسمبر 2017

علاقة حب


علاقةُ حب
شعر: علاء نعيم الغول 

قبلَ المغيبِ
 تودعُ الغيماتُ بالشفتينِ طعمَ سمائها
 قُبَلاً ويشكو البحرُ لوعاتِ الفراقِ لكوكبِ الزُّهْرَةْ 
سماءٌ حُبُّها شفَقٌ وشمسٌ تنطفىءْ
 هل أستطيعُ السعيَ خلفَكِ في نداءِ
 النورساتِ لبعضهنَّ هو الرحيلُ إذاً
 وليلٌ قادمٌ وتمنياتٌ مُبْهَمَةْ 
قُبَلُ الغيومِ تصدعاتُ الملحِ قبلَ العاصفةْ
 قُبَلُ السماءِ 
تفتحُ النوارِ ثانيةً وقَبْلَ الليلِ يُنْتَهَكُ الشفقْ
 أما أنا فالشاطىء الممتدُّ يُنذرُني بتأنيبِ
 الضميرِ إذا ابتعدتُ عن المكانِ ولا أباركُ
 للسماءِ الحبَّ للغيماتِ لحظاتِ العناقِ
 وللنوارسِ شاطئاً للنومِ أنتِ حبيبتي كلُّ السماءِ
 بغيمِها و النجمةُ الأولى على وجهِ الشفقْ 
ما أجملَ الدنيا وقدْ تركتْ لنا أسماءَ بحرٍ نعرفهْ.
الجمعة ٢٩/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك  


نايات ساحرة


ناياتٌ ساحرة
شعر: علاء نعيم الغول
 
صوتُ المزاميرِ البعيدةِ يملأُ الغاباتِ 
صوتُ النايِ سحرٌ ليسَ من إنْسٍ
 وهمسُ الريحِ في تشرينَ يدعو ساكناتِ
 الليلِ من خلفِ البيوتِ ليجمعوا للزهرِ عِطْراً 
من خدودِ النائماتِ وأغمضُ العينينِ بحثاً
 عن مكانِ الصوتِ حينَ يغيبُ أين يروحُ
 يبدو ربما في حنجراتِ العاشقاتِ 
وفي شفاهِكِ في الصباحِ وقبلَ نومي 
كم شقيُّ مَنْ يضيِّعُ سحْرَ هذا الكونِ نوماً 
إنما الغاباتٌ روحٌ لا تموتُ وكلما فكَّرتُ فيكِ 
أعودُ صوفياً تخلتْ عنهُ دنياهُ التي حُفَّتْ بغيمٍ
 ليس يُمطرُ ضاعَ فيها القلبُ مراتٍ وهل في صوتِ
 هذا الموجِ حُلْمٌ من مخيلتي وهل قلبي وقلبُكِ توأمانِ
 تناوبا فتحَ النوافذِ للأثيرِ وصوتِ ما لا نعرفهْ.
الجمعة ٢٩/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك   

أوجاع الليل


أوجاع الليل
شعر: علاء نعيم الغول 

الليلُ يألَمُ 
طفلةٌ صنعت لها من بؤسها دميةْ
 ويبكي الليلُ أسمعهُ وقد نزلَ المطرْ 
والليلُ يؤذي نفسَهُ بنشيجهِ ويقولُ لي نامَ
 الذينَ استقدموا في الحلمِ أشباهي
 ويسقطُ شَعْرُ هذا الليلِ ينحَلُ مسرعاً حتى
 يطلَّ الفجْرُ ثمَّ أنا الوحيدُ أمامهُ كبنايةٍ تحتَ القمرْ
 والليلُ أجراسٌ من الخشبِ المبللِ ليسَ
 يُوقِظُ ليسَ يبدو كافياً ليحبَّهُ العشاقُ ليسَ
 كما اعتقدتُ مؤخراً والليلُ يُدهشُني قليلاً
 حينَ يعبرُ نافذاتِ النائمينَ بخفةٍ وحبيبتي 
لعيونِها غنتْ قصائدُ من ورقْ 
صوتُ الحنينِ رنينُ خلخالٍ بكاحلكِ الرقيقِ
 وحين يأتي الليلُ تتسعُ السماءُ لهُ وأبدأُ
 في قراءةِ ما تبقى من كتابٍ جنب رأسي
 عن زمانٍ أعرفهْ.
الجمعة ٢٩/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك   


الخميس، 28 ديسمبر 2017

يحدث في المنام


 يحدثُ في المنام
شعر: علاء نعيم الغول 

سِيقَتْ قلوبُ الظامئينَ وبُلِّغَ العشاقُ
 عن نبعٍ فماتوا في الطريقِ ولهفةً 
صدَقَ الفوادُ بما اعتنَقْ
 قالَ الذين استنكفوا عن لحظةِ البوحِ
 الحياةُ طويلةٌ ومملةٌ شيئاً وقالَ المستهامونَ 
اكتفينا بالقليلِ من الشغفْ 
ما بالنا لا نستفيقُ ولا يعاتبنا السهرْ
 قِيلَ الذينَ استعذبوا وجعَ الرسائلِ 
لم يعودوا مؤمنينَ بما تقدمَ أو تأخرَ
 في الملامِ وسيقَ أولهم وآخرهم ليومِ الحشرِ
 بين الوردِ والشاطىءْ
 وبينَ الماءِ والعطشِ الكثيرُ من التفاؤلِ
 والسؤال الآن ليسَ عن الهوى بل عن طقوسِ النومِ
 سيقَ النائمونَ إلى أماكنِ حلمهم فتساقطوا
 كاللوزِ في عسلٍ مُصَفَّى غارقينَ بلذةٍ 
ليست بكافيةٍ لهم أبداً وليسوا يعرفونْ.
الخميس ٢٨/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك    



متاهات


متاهاتْ
شعر: علاء نعيم الغول 

العقلُ فوضى
 تُنجبُ الفوضى الترددَ والتنقلَ
 بينَ فاتحةٍ وأخرى أستطيعُ القولَ إني
 لم أعدْ متهيئاً لمفاجآتٍ غايةً في جعلِ 
قلبي خِرْقَةً مُبْتَلةً 
تتكورُ النياتُ تجري في قناةٍ ضيقةْ 
هذي المتاهةُ فرصةٌ ليظلَّ قلبي مصيدةْ
 ما مرتِ الأشياءُ منه وأفلتَتْ
 هو مقبرةْ
 لا بعثَ فيهِ لِمَنْ يموتُ على ثراهُ الفُستقيِّ
 هو الحياةُ لمن تنشَّقَ فجرَهُ طِيْبَاً 
هو الساعاتُ لا تمشي معاً فتراهُ منشغلاً
 بترتيبِ العقاربِ ربما عقلي أتونٌ مِرْجَلٌ
 يغلي وتنصهرُ الفراشةُ لو تناستْ أنها ورقٌ 
تلونَ كالشفاهِ سعيرُها أيضاً يلوِّنُ وجهَ هذا الليلِ
 قلبُكِ قطعةُ الاسفَنْجِ تمتصُّ الفراغَ
 كأنهُ ماءٌ على سطحِ الرخامِ كأنه لا يعرفُكْ.
الخميس ٢٨/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك  


الأربعاء، 27 ديسمبر 2017

اعترافات مربكة


اعترافاتٌ مربكة
شعر: علاء نعيم الغول 

إنَّ اعترافَكِ لي سيربكني قليلاً 
بل سيمنحني المزيدَ من الترفْ
 هو يشبهُ السمكَ الذي في الحوضِ 
والتفكيرِ في تغييرِ نوعِ الشايِ والتمييزِ 
بين الليلِ وقتَ ننامُ والليلِ الذي للحبِّ
 في هذا اعترافٌ لاذعٌ كالخلِّ في السردينِ
 وهي تُعَدُّ ساخنةً وكالليمونِ في قُبَلٍ تنادي
 في الشفاهِ الدافئةْ 
كان اعترافُكِ غابةً لا خوفَ فيها
 غير أني لا أحبُّ السيرَ ليلاً بين أشجارٍ
 من السروِ القديمِ وهكذا سأحبُّ فيكِ البحثَ
 عني في سطورِ العشقِ في أصواتِ من غنُّوا
 لساعاتِ اللقاءِ ولحظةِ البُعْدِ القصيرةِ 
ربما في الاعترافِ مكاشفاتٌ لا تفيدُ
 وموجوعاتٌ لا ترممُ ما اهترأْ 
هي كلها أشياءُ تأنذُ ما نحبُّ ونعرفهْ.
الأربعاء ٢٧/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك   


علامات ملونة


علاماتٌ ملونة
شعر: علاء نعيم الغول 

لا تحترقْ لا تنفطرْ سُهْداً
 فُديتَ بما غلا أو مُتْ بريئاً ما اتُّهِمْتَ
 بهِ تجاوزَ ساعةَ النومِ اعتنقْ ألوانَها
 لتصيرَ زائرَها المفضلَ طيفُها نصفانِ
 نصفٌ قطعةٌ نقديةٌ مشقوقةٌ وأنا وأنتِ حبيبتي 
وجهانِ يصْفَرَّانِ تحتَ الشمعِ يحمرانِ
 وقتَ الثلجِ يستاءانِ من حر الظهيرةِ
 يا شَرَقْرَقُ خذْ لها من غزةَ الورداتِ رتبْ
 للصباحِ شفاهها ثمَّ ابتسمْ
 هل قبلةٌ تكفيكَ خذْ من موجةٍ ما ليسَ يُوجِعُ 
واغترفْ صدفَ الشواطىءِ في سلالِ الريحِ
 وافرِشْ بابها بالبحرِ إنَّ الوقتَ عصفورٌ أمامَ النافذةْ
 ولديكِ ما يكفي لأكبرَ شارعينِ ولوزةً وأنامَ أطولَ
 باعتناقكِ ساعتينِ ومُتَّكَأْ
 لا حُلْمَ بعدَكِ صادقٌ كوني معي 
ريشُ الوسائدِ يعرفُكْ.
الأربعاء ٢٧/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك  


اسرار من خزف


أسرارٌ من خزف
شعر: علاء نعيم الغول 

إنَّ الغوايةَ لحظةٌ 
في القلبِ سرٌّ من خَزَفْ
 حاذرْ
 فقاعُ القلبِ صلبٌ ليس رملاً
 كانَ ماءً قبلَ بدءِ البوحِ جفَّ ملامةً
 أضحى هواءً ساخناً لا سرَّ يكشفُ نفسهُ
 لا بدَّ من أشياءَ تدخلُ بين لبِّ اللوزِ والقِشْرَةْ
 وبينَ القلبِ والتفكيرِ بين الأرضِ والقمرِ
 الكثيرُ من الفراشِ وصارياتٌ في اتجاهِ 
الشاطىءِ الهادىءْ
 ألا إنَّ الغوايةَ تشبهُ الدُّميةْ
 لماذا لستُ أعرفُ
 هكذا تبدو أمامي لا أفسرُ ما أرى 
فقطِ انتبهتُ لوجهكِ الصافي كمرآةٍ
 تناسبُ غرفةً للحبِّ يشبهُ نكهةَ الصابونِ
 وهي تفوحُ من لونِ النهارِ على زجاجٍ باردٍ
 إنَّ الغوايةَ نسخةٌ ورقيةٌ للحبِّ للشغفِ 
الذي ملأَ السطورَ وفكَّ سرَّ القلبِ حتى يعرفكْ.
الأربعاء ٢٧/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك    


الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

حديث الليل


حديثُ الليل
شعر: علاء نعيم الغول  

الليلُ ذائقةُ الخروجِ عن الذي قالَ النهارُ
 ففاضَ من شبقٍ وسال على جسدْ 
فتحَ الحكاياتِ اللصيقةَ بالتذمُّرِ والتباهي
 بالنعاسِ وعلقَ الدنيا على خطَّافِ نافذةٍ
 ومرَّ بلا كلامٍ ثم عاد الليلُ يأكلُ من حصادِ
 النائمين ومن هشيمِ الوَجْدِ ينتهزُ الشموعَ
 فيعبرُ الأحلامَ ينهشها وينهسها
 ويسقطُ فوقها دمعةْ 
ويحملُ نفسَهُ ظلاً يأرجحهُ القمرْ
 والليلُ عادتهُ التصابي والتوجعُ وافتعالُ
 الحبِّ حتى مطلعِ النوارِ هذا الليلُ يسمعُ
 مَنْ يفيقُ فيشتهي لو يشهدُ التغييرَ
 في العينينِ يصبحُ كأسَ ماءٍ للشفاهِ المستميتةِ
 في ارتشافِ الصحوِ همساتٍ وصوتاً ناعماً
 والليلُ أنتِ ووشوشاتٌ تعرفكْ.
الثلاثاء ٢٦/١٢/٣٠١٧
لأني أعرفك                  

دهشة البياض


دهشةُ البياض
شعر: علاء نعيم الغول 

الدهشةُ اقتبستْ بياضَ النارِ
 وامتدتْ على جسدٍ نَحَتُّ من الحليبِ
 فصارَ أنثى نائمةْ 
لم يرتسمْ لي غير معنىً واحدٍ
 أني بريءٌ دائماً أو مُتهَمْ 
هذا أنا أجزاءُ من أجزاءَ أجهلها وأعرفُ
 بعضَها سأظلُّ أبحثُ عن معاني الوشمِ
 في كَفَّيْكِ أو قدميكِ وانتبهي لخطواتٍ 
تركتِ وراءَ ظلِّكِ إنما روحي طريقُكِ
 من عجينٍ مختمرْ 
سيري فلا الأفقُ البعيدُ بضيقٍ والدهشةُ
 امتصتْ من الشغفِ الكثيرَ أراكِ ريشاً
 بيلساناً زهرَ لوزٍ لا أصدِّقُ ما أرى
 هذا البياضُ خِداعُنا 
لونانِ ليسا في الطيوفِ سوادُ شعْرِكِ والبياضُ
 كم افتقدتُكِ في الحنينِ إليكِ فاعتصري
 بياضَكِ واغمريني علَّني أجدُ الطريقَ
 فكلُّ طيفٍ يعرفُكْ.
الثلاثاء ٢٦/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك    

الاثنين، 25 ديسمبر 2017

تفاصيل بعيدة


تفاصيل بعيدة
شعر: علاء نعيم الغول 

الآن وحدي كلُّ شيءٍ ساكنٌ
 صوتُ البدايةِ والنهايةِ لا ضجيجَ ولا صخبْ
 عبثُ السكونِ يفيضُ في رأسي
 كأني في الفراغِ المتسعْ 
أغمضتُ عينيَّ اتقاءً للدوارِ وللهروبِ
 كفكرةٍ تمتصني فأضيعُ فيها هكذا في الليلِ
 ينقفلُ الضميرُ وأستعيدُ علاقتي بالحبِّ
 أقرأُ في تفاصيلي البعيدةِ كلُّ شيءٍ 
قد مضى وأنا هنا أستجمعُ الباقي لأصنعَ
 قارَباً من وسوساتي عابراً بحراً بحجمِ الماءِ
 في كأسِ العصيرِ وشاطىءُ القلبِ الظنونُ
 وعاصفٌ رأسي بأسئلةٍ أُفَضِّلُ أنْ تظلَّ بدونِ
 أجوبةٍ فلستُ بحاجةٍ لأعيدَ تفنيدِ الاجابةِ
 هادىءٌ ليلي وأنتِ وصمتُنا مُسْتَقطَعٌ من لحظةٍ
 جربتُ فيها النومَ لكنْ لا سبيلَ لأنْ تبددَ
 دفءَ ليلٍ يعرفكْ.
الاقنين ٢٥/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك       


اجراس المدينة


أجراسُ المدينة
شعر: علاء نعيم الغول 

هذا المطرْ 
قُدَّاسُ مَنْ مروا هنا لكِ أنبياؤكِ
 يا بلاداً قال عنها البحرُ إنَّ الأرضَ 
عطشَى والطريقَ طويلةٌ هُزِّي إليكِ تساقطِ
 الأجراسُ أدعيةً وترتفعِ المآذنُ بابتهالاتِ
 البيوتِ وأهلِها إذْ نحنُ هذا الساحلُ المطويُّ
 في مَتْنِ الأناجيلِ الصحيحةِ في عُرَى
 القرآنِ يا اللهُ كنا منذُ أَنْ كانتْ تلالُ الرملِ 
عاريةً وزيتُ الكرملِ العالي وحيداً حين يلمعُ
 في سراجِ الطارقينَ ليعبدوكَ هنا
 لِيَرْحَلْ كلُّ مَنْ ألقى هنا دَنَساً وداسَ على ثرى
 اللوزِ الذي باركتَ حولَ كرومِهِ وتقدَّسَ اسمُ الربِّ
 في المدنِ العتيقةِ جَلَّ في عليائهِ وروى قلوباً باسمهِ
 والحبُّ ماءُ الربِّ يُنزِلُهُ علينا صَيِّباً مطراً
 وهذا ما لديَّ وأعرفهْ.
الاثنين ٢٥/١٢/٢٠٢٧
لأني أعرفك     



أريد الآن أريد غدا


أريدُ الآن أريدُ غداً
شعر: علاء نعيم الغول 

أنا لا أريدُ ولا أريدُ ولا أنامُ لكي أفيقَ
 توددي في الحبِّ عن قصدٍ وخطواتي
 هي المجهولُ ما خلَّفْتُ من ذكرى سيُنْسَى
 لاحقاً وغدي بعيدٌ كالخرافةِ حاضري
 هو مَنْ أكونُ الآنَ قالوا الحربُ والطوفانُ 
والنيرانُ تسكنُ في مخيلةِ الوجودِ ونحنُ 
نسكنُ نفسَنا وأنا أُحبُّ فلا تلُمْني مات
 أكثرُ مَنْ عرفْتُ وشاعَ أني مُتْرَفٌ شيئاً
 وبالي هادىءٌ لِمَ لا تصيرُ النافذاتُ غمامةً
 بيضاءَ قلبي للفراشةِ بوصلةْ والصِّدْقُ
 أجملُ دائماً كالبحرِ بعدَ الليلِ أمشي غالباً
 وحدي ووحدي دائماً أتوقعُ الأفضلْ لهذا
 لا أكونُ لكي أكونَ وما أريدُ الآنَ أبعدُ من 
مخيلتي وتأتيني السماءُ بما تمنيناً معاً
 وأحبُّ فيكِ وأعرفكْ.
الاثنين ٢٥/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك     

تحت أوراق المطر


تحت أوراقِ المطر
شعر: علاء نعيم الغول 

أنا هاربٌ مما أحبُّ لِمَن أحبُّ 
تركتُ ما عندي لأغْنَى بالذي عندَكْ
 سلامٌ من ورقْ
 وتحيةٌ من ريشةٍ
 قَلبُ المُحبِّ مراكبُ المرفأْ
 صيامٌ ليس يفسَدُ بالعناقِ
 ولا يدومُ الحبُّ بالشكوى نهاري أنتِ قالت
 وردةٌ حمراءُ ليلِي أنتِ قالَتْ زهرةٌ أخرى 
وأهربُ طائعاً وأنامُ مبتورَ الأماني أقرأُ
 الدنيا عيونَكِ أفهمُ الأشياءَ أوضحَ حين
 أسمعكِ الظهيرةُ باردةْ 
والشمسُ باردةٌ وقلبُكِ دافىءٌ قلبي يدحرجهُ 
الهواءُ كقشةٍ وحصىً صغيرٍ لا علاقةَ
 بينَ طعمِ البرتقالةِ والحنينِ ولا المسافةُ دائماً 
هي مَنْ يبررُ مخرجَاتِ الحبِّ أهربُ من ظنوني
 خلسةً وأعودُ ليلاً للترفْ
 هل ترغبينَ السيرَ مثلي تحت زخاتِ المطرْ
 مطرُ الظهيرةِ يعرفكْ.
الاثنين ٢٥/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك    


الأحد، 24 ديسمبر 2017

قلوب لا تنام


قلوبٌ لا تنام
شعر: علاء نعيم الغول 

لا شيءَ يُعطي وصفَ هذا القلبِ
 أوغلَ في السُّهادِ ولم ينَمْ هلْ من هوىً 
أم أنهُ نسيَ الدقائقَ في أتونٍ الوقتِ 
أغرقَ نفسَهُ في لحظةٍ أخذَتْهُ حتى أفقَدَتْهُ 
الحِسَّ بالأشياءِ طالَ بهِ السُّهادُ حبيبتي
 وانهارَ سورُ الليلِ فوقَ الصمتِ جرَّدَهُ التغلغلَ 
في نسيجِ النومِ في عينيكِ تسكنُ فرصةٌ لنكونَ 
أجرأَ أَنْ نغيرَ عُرْفَ ذاكرتي ونصبحَ أول 
العشاقِ في تغييرِ مزولةِ القلوبِ ندورُ
 عكسَ الوقتِ نسرقُ ظلَّ هذي الشمسِ نعجنهُ
 ليصبحَ قالباً من طوبِ أولِ عَتْبةٍ في الحبِّ 
هل هذا السهادُ تورُّمُ الآهاتِ زفراتٌ تلاحقُ
 بعضها بعضاً وما قلبي سوى جرحٍ قديمٍ 
غائرٍ كالنصلِ في ظلي الذي لا أعرفهْ.
لأني أعرفك 


السبت، 23 ديسمبر 2017

رشفات دافئة


رشفاتٌ دافئة
شعر: علاء نعيم الغول 

ما بيننا كان اختياراً كلُّ شيءٍ بيننا
 مُتوقَّعٌ كلُّ الذي نرجوه ليس هو الذي
 قالوه عنا والحكايةُ بيننا ماءٌ وحلوى طلقةٌ
 في القلبِ أو وشمٌ على ظهري وما اعتدنا
 عليه الآن أغوانا وأغرقَنا وألقانا أمام النارِ
 وزَّعَنا على الطرقاتِ أشلاءً نلملمها مساءً
 أو هنا والأمرُ ليس حبيبتي شوكولا ورشفةَ
 قهوةٍ بل قسوةَ البحرِ الذي انتزعَ الطيورَ 
من المسافةِ رعشةَ الجلدِ التي افتتحتْ ليالي
 البردِ أغنيةَ الصباحِ ولحظةَ التفكيرِ في معنى
 البدائلِ والتحررِ من ضميرِ الوقتِ من أسمالِ
 عُمْرٍ مرَّ مهترئاً قليلاً أو كثيراً لا يهمُّ سوى التشبثِ
 بالقناعاتِ التي امتلأتْ رضاً وأمامَ هذا كلهِ سنظلُّ
 نحنُ بما ارتضينا أن يكونَ وما يقيناً نعرفهْ.
لأني أعرفك 


بطاقات السفر


بطاقاتُ السفر
شعر: علاء نعيم الغول 

الحبُّ تنقيةُ المسافةِ من ذنوبٍ لا تعودُ لنا
 ومن أشياءَ جاءتْ من هنا وهناكَ
 من زمنٍ بعيدٍ لا يمتُّ لنا بحبٍ أو وصالٍ
 ثم جاءتْ صيحةُ القلبِ انقلاباً كي نكون معاً
 وتنقذَنا على مهلٍ من الفوضى ورائحةِ الدخانِ
 وموجعاتِ الظنِّ منْ نومٍ تحللَ في الفِراشِ بنكهةِ
 الموتى وآثارِ الذين تفرقوا بدداً سمائي من سمائكِ 
من عناقيدِ الغرامِ وذبذباتِ الصوتِ وقتَ
 الهمسِ لا أعني سوى هذا الذي بيني وبينكِ
 كلما سافرتُ فيكِ أزيدُ مفترقاً وأنسى كم
 تركتُ من المدنْ 
وأعودُ فيكِ وقد حملتُ معي مسافاتٍ أُخَرْ 
ما ضرني عبثُ الطريقِ ولا الخروجُ
 مبكراً فقط انتظرتُكِ كلَّ هذا الوقتِ
 يا حلمي الذي لا أعرفهْ.
لأني أعرفك  



هارب من شرنقة


هاربٌ من شرنقة
شعر: علاء نعيم الغول 

للنومِ رائحةُ الطلاءِ على الخشبْ
 تترنحُ الصورُ التي في الرأسِ لا تبدو
 مرتبةً ولا تحتاجُ ما يُزعِجْ
 ولا أبدو بحالٍ يجعلُ التفكيرَ متزناً
 لذلكَ عائدٌ للنومِ منكفئاً على الأحلامِ تبدو
 قوقعاتُ الليلِ قاسيةً وتحجبُ صوتَ شرنقةِ
 الصباحِ وقد تصدعتِ استباقاً للهواءِ
 وسقسقاتِ الطيرِ والشمسِ التي تتوقعُ الأفضلْ
 ألا والنومُ غَيبٌ ليس يُعرفُ حين أفهمهُ
 أتوهُ وتنزلُ الأفكارُ من رأسي وأدركُ كيفَ
 ترتسمُ الحياةُ على جدارِ الوقتِ تنحتُ نفسها
 بعيوننا وخطىً نُنَقِّلُها ببطءٍ عابثٍ متخبطٍ
 ونرى بعيداً ظلَّنا قد أوقَفَتْهُ الربحُ عند البحرِ
 يسبقُنا إلى ما ليسَ نعرفُ تعرفينَ حبيبتي
 أني الغريبُ ألوذُ بالذكرى ودفءِ
 الحبِّ منكِ وما تبقى نعرفهْ.
لأني أعرفك   


الجمعة، 22 ديسمبر 2017

أخبار


أخبار
شعر: علاء نعيم الغول 

البابُ يضمنُ أنَّ بيتي آمنٌ شيئاً
 وأجزمُ أنَّ طعمَ الشاي ليس كما أحبُّ
 وجارُنا من مدةٍ رجعت إليهِ القطةُ السوداءُ 
بعد هروبِها من شدةِ الجوعِ الذي ضربَ
 الشوارعَ فاختفتْ من حاوياتِ الحيِّ 
أكياسُ القمامةِ ما أذيعَ اليومَ يبدو مزعجاً
 فخطوطُ نقلِ الكهرباءِ تحولتْ بدلاً من الجدرانِ
 أحبالاً ليُنشَرَ فوقها نصفُ الغسيلِ وبائعُ
 الكعكِ الذي سرقوه قبلَ الأمسِ يتهمُ
 المصلينَ اعتباطاً والتشدقُ بالكلامِ هو الذي
 سيضيعُ الباقي من الأرضِ التي نسكنْ 
وحينَ قرأتُ قانونَ التقاعدِ بتُّ مقتنعاً بأنَّ
 الناسَ يخشونَ التسولَ بعد ذلكَ 
كيف أنتِ الآنَ هل ما زلتِ تحتاجينَ بعضَ النومِ
 أما الحبُّ فهو الآن فرصتُنا ودربٌ نعرفهْ.
الجمعة ٢٢/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك      


من روايات القلق


من رواياتِ القلق
شعر: علاء نعيم الغول 

من أين يغزونا القلقْ
 هل كلُّ ما فينا ثقوبٌ غير آمنةٍ
 إذاً لا النومُ ينقذُنا ولا حتى الهربْ
 أجمَعْتُ أمري وانكشفتُ على الحياةِ ولم أخفْ
 لا بدَّ من بَتْرِ الأيادي العابثةْ 
واجهْ قرينَكَ في الطريقِ ونافقِ الوقتَ
 الذي يعدو وراءكَ أينما وليتَ وجهكَ لن ترى
 شيئاً يُثيرُ هي الحياةُ تكررتْ وتكررتْ
 حتى قميصي لا أغيرهُ كثيراً لا لشيءٍ
 بل لأني أتركُ الأشياءَ تَبْلَى فِيَّ
 تنسى نفسَها وتصيرُ أمراً لا يَهمُّ 
حبيبتي سيظلُّ في قلبي هواؤكِ حاملاً ألَقَ
 المسافةِ دافئاً وكما البراءةُ هادئاً يكفي ليأخذَ
 من ضميرِ البحرِ نيتَهُ ليُغري النورساتِ ويفضحَ
 المدنَ التي نامتْ على أحلامِها حتى الظهيرةِ
 كم سعيدٌ أنَّ موجَ البحرِ أضحى يعرفكْ.
الجمعة ٢٢/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك        


نقاء العاج


نقاءُ العاج
شعر: علاء نعيم الغول 

نهداكِ تسويةُ الأمورِ على لحاءِ الموزِ
 تصفيةُ الحسابِ مع القمرْ نهداكِ ذائقةُ
 الحليبِ وعنفوانُ الزهرةِ البيضاءَ بين الشوكِ
 يندلقانِ من خلفِ الترقُّبِ مثلما كرةُ الزجاجِ
 على أصابعِ ساحرٍ نزعَ الغطاءَ فشعَّ نورٌ
 يأخذُ العينيْنِ يقتربانِ من خط اشتعالِ 
العطرِ يبتهلانَ من نجوى ومن نشوى وظللَ 
شعرُكِ المسفوحُ وجهَ العاجِ أغواني و علَّقَني
 على بابِ الليالي بين نفسي واشتهائكِ غائمانِ
 كلوحةٍ زيتيةٍ تصفُ السماءَ وناعمانِ كملمسِ 
الفروٍ الذي يكسو الوسادةَ جائعانِ كهدهدٍ
 متورطانِ كنصِّ شِعْرٍ مُغْرِقٍ في الرمزِ هذا 
ما تبينَ لي وما في القلبِ أكثرُ دافئانِ
 كنيَّةٍ بيني وبينَكِ عن لقاءٍ نعرفهْ.
الجمعة ٢٢/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك  

وهكذا تبدو العيون


وهكذا تبدو العيون
شعر: علاء نعيم الغول 

كلُّ الذي قد قيلَ في العينَيْنِ
 يشبهُ بعضه بعضاً وفي عينيكِ ما في الخَلْقِ
 من أشياءَ نجهلُها وأجهلُ أنَّ آخرَ نجمةٍ
 في الليلِ تلمعُ من عيونِكِ توقظُ الكونَ 
المجففَ في فراغٍ جائعٍ للضَّوْءِ في عينيكِ
 نِصفي الآدميُّ رحيلُهُ ذوبانهُ ثم التلاشي
 في غياباتِ السكونِ وكستناءِ البحثِ
 عن لونِ البدايةِ إنَّ في عينيكِ ضعفي
 والجنونَ وغربتي في لحظةِ الغرقِ الطويلةِ
 فيهما سِرْبُ الغرانيقِ التي غطتْ مروجَ
 الروحِ تبهتُ في السماءِ بعيدةً وبعيدةً
 وأنا أفتشُ عن نهاياتِ الحياةِ وفي عيونٍكِ
 رحلةُ النهرِ التي مرتْ من الغاباتِ تسحبُني
 إليكِ وحينَ يقفُ النهرُ أدركُ وقتَها 
أني أحبكِ ثم ينكشفُ الذي لا أعرفهَ.
الجمعة ٢٢/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك   


تشبيهات عشقية


تشبيهات عشقية
شعر: علاء نعيم الغول 

العشقُ لونٌ غامقٌ
 كِتَّانُ هذا البردِ في كانونَ أدمغةٌ 
تحاولُ أن تفيقَ فلا ترى في السقفِ
 غير دوائرِ النومِ السريعةِ إنما العشقُ
 انحباسُ الماءِ بين الطينِ والعطشِ الذي
 أكلَ الغصونَ هو ارتياحٌ باردٌ في القلبِ برميلٌ
 من البارودِ في قبوٍ يحاصرهُ الجنودُ ومروحياتُ
 العدوِّ تسلَّقَتْني النفسُ سرواً باسقاً سوراً
 عليهِ العَبْهراتُ تفوحُ منها الذكرياتُ كأنها نَشْرُ
 الكحولِ يُعَقِّمُ الطرقاتِ في مشفىً حكوميٍّ وضيعٍ
 يستبدُّ العشقُ بي يبتزني كالماءِ يبتزُ الشفاهَ
 هو انهيارِ الرملِ فوقَ مزارعِ التوتِ
 انتظرتُكِ في الصباحِ وصوتُكِ العاجيُّ يمنحني
 نهاراً واسعاً لا بدَّ أنَّ العشقَ صوتٌ يعرفُكْ.
الجمعة ٢٢/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك  


الخميس، 21 ديسمبر 2017

سقف من خشب


سقفٌ من خشب
شعر: علاء نعيم الغول 

الحبُّ سقفُ الروحِ ناصيةٌ سيأخذُنا
 الزمانُ بها ويتركُنا المكانُ لها وهذا الحبُّ
 تجربةُ الحياةِ ومدرَكاتُ القلبِ وهمٌ ناتىءٌ
 كالشامةِ السمراءَ ضوءٌ ساخنٌ كالوشوشاتِ
 ولاذعٌ كعصارةِ العنبِ القديمةِ
 لا تقاومْ لحظةَ الترفِ الأنيقةَ لا تغادِرْ
 قاعةَ الصخبِ التي تغتالُ صمتَكَ
 واعترفْ بمرارةِ الشكوى وتأنيبِ المسافةِ
 بين قلبكَ واشتهائكَ بين عينيها وذائقةِ الغيابِ
 وإنَّ هذا الحبَّ سقفٌ من خشبْ
 فالشمسُ تلهو فوقهُ والبردُ يلسعهُ ويثقبهُ
 الهواءُ وأنتِ تقتربينَ من طرفِ الحقيقةِ
 والحقيقةُ أنتِ عاريةٌ كهذا اللوزِ جامحةٌ
 كمعنىً ليس يُفْهَمُ ثمَّ يأخذني احتراقي
 فيكِ للدنيا التي لا تُشتَهى إلا معَكْ
 وأنا حبيبتي الجميلةُ من قديمٍ أعرفُكْ.
الخميس ٢١/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك    


وجوهٌ وفقاعات


وجوهٌ وفقاعات
شعر: علاء نعيم الغول 

أنا وجهُ الفقاعةِ كلُّ شيءٍ في الحياةِ فقاعةٌ
 والكونُ منتفخٌ سيفقؤهُ الالهُ وتختفي
 كلُّ السخونةِ والهواءِ سنختفي أيضاً بعيداً
 في مكانٍ ما وكونٍ غير هذا واسعٍ أيضاً
 يلامسُ وجهَ مرآةٍ كوجهِ المِلعَقَةْ
 وجهي ووجهكِ وردتانِ فراشتانِ
 أنا ألاحقُ خيطَ شمسٍ واهنٍ
 وتلاحقينَ مذاقَ دراقٍ نضجْ 
هل تفهمُ العينانِ معنى اللونِ في ريشِ
 الإِوَزَّةِ في شفاهٍ زُيِّنَتْ بالأرجوانِ وفي عيونٍ
 أوغلتْ في الظنِّ
 وجهُكِ لذَّةُ التخمينِ فيما قد يكونُ
 وإنَّ وجهي ليس مختلفاً 
فلي عينانِ
 أنفٌ لا أراهُ
 فقط أراكِ وحين أصحو تنزعينَ غشاوةَ
 الأحلامِ عن عينيَّ تلتصقينَ بي وأذوبُ 
حتى تبدأَ الساعاتُ في تفسيرِ ما لا نعرفهْ.
الخميس ٢١/١٢/٣٠١٧
لأني أعرفك  


حوارات ساخنة


حوارات ساخنة
شعر: علاء نعيم الغول 

ماذا يدورُ برأسكَ الآنَ 
الحقيقةَ كلُّ شيءٍ
 هل تمانعُ أنْ نبادلَ بعضَنا قُبَلاً تثيرُ
 حقيقةً سيكونٌ ذلكَ ممتعاً ومفاجئاً أيضاً
 وهل ستحبُّني وتقولُ لي أشياءَ تجذبني إليكَ
 حقيقةً سأحبُّ فيكِ أنوثتَكْ
 من أينَ تبدأُ
 ربما الرمانُ أشهى ناضجاً
 لكنَّ لونَ التوتِ يغري أولاً 
ماذا ستفعلُ بعد ذلكَ
 لن أفكرَ في الاجابةِ
 نكهةُ التفاحِ طاغيةٌ سأقسمُها إلى نصفينِ
 أقرأُ فيهما رَسْمَ الغواياتِ الطليقةِ
 هل ترى شفتيَّ ناعمتَيْنِ
 لو أغمضتِ عينيكِ القليلَ سأعرفُ الباقي لوحدي
 ما الذي تنويهِ قُلْ ما شئتَ
 أنتِ حبيبتي ويدورُ في رأسي الكثيرُ
 وأشتهيكِ بدونِ تأويلٍ وأنتِ نزيلةُ القلبِ الصغيرِ
 وكلُّ ما في جوفِ قلبي يعرفكْ.
الخميس ٢١/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك   


أسباب مرتبة


أسبابٌ مرتبة
شعر: علاء نعيم الغول 

إنَّ ارتقائي والصعودَ إليكِ رهنُ الريحِ
 تقديرُ الحمامةِ واختيارُ الموجِ والهربُ 
الكبيرِ إليكِ أمنيةُ البنفسجِ رغبةُ النارينجِ
 أحلامُ الوسائدِ والتخلي عن شجونِ النفسِ
 طيفٌ منكِ آثارُ الغيومِ على السماءِ علاقةٌ 
بينَ الشفاهِ وقطرةِ الشهدِ الأخيرةِ واقتسامُ
 الحبِّ ما بيني وبينكِ صورةٌ للشمسِ خلفَ
 السروِ خيلٌ من بعيدٍ تسبقُ الصوتَ المسافرَ
 شهوةٌ تزدادُ في نظراتنا والبحثُ عنكِ
 تجلياتُ الروحِ بعد الليلِ تغييرُ اتجاهِ الظلِّ
 صوبَ النبعِ ترتيبُ المدينةِ شارعينِ وشارعينِ 
ولونُ عينيكِ اعترافُ الكستناءِ تحيةٌ من غير
 تفسيرٍ ونارٌ أشعلتْ لونَ البخورِ وما الحياةُ
 حبيبتي غير الصباحِ وخفقُ قلبٍ يعرفُكْ.
الخميس ٢١/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك  


الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

نار من هناك


نارٌ من هناك
شعر: علاء نعيم الغول 
 
النارُ  مرآةُ السماءِ
 و لا تمسُّ النارُ ذائقةَ الخشبْ
 كم مدهشٌ هذا التعلقُ بالحياةِ 
فقد نكون بدونها أفضلْ
 قريباً ما نحبُّ سينتهي بالحبِّ أيضاً
 رغم أن الوقتَ يسمح بالقليلِ من التساؤل
 والكثيرِ من التجاوزِ  وانهياري فيكِ
 أسرعُ من بقاءِ الثلجِ فوق الماءِ
 هل هذا التلاقي بيننا نصفُ
 التخاذلِ أم علاقةُ عاشقٍ بالنومِ
 والنارُ احتمالٌ واحدٌ أنا سنكبرُ
 مرتينِ ونستغلُ الصمتَ أطولَ مدهشٌ
 هذا التمادي في البراءةِ والتغني
 بالجنون وبيننا ما نعرفه.
الأربعاء ٢٠/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك
   

الخاتم الماسي


الخاتم الماسي
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي الحياةُ الآن تشبهُ نفسَها
 ما مرةً أحسستُ أني أشبه الأشياءَ فيها
 هكذا والخاتَمُ الماسيُّ يبدأُ حين يكتملُ الكسوفُ
 وحين يلمسُ نهدُها طرفَ المسافةِ بيننا
 لا وقتَ للتركيزِ في أمرينِ كلُّ المغرياتِ
 تقولُ إنَّ الحبَّ معنىً واحدٌ والقلبَ رأسُ 
الحَرْبَةِ المغروزُ في ظهرِ الخطيئةِ لا مكانَ لكلِّ
 هذا الاجترارِ ولا علاقةَ بين ما نهواهُ والمفروضِ
 واقعُنا كقاعٍ البئرِ ينفعُ للهروبِ وليس ينفعُ للغناءِ
 ولا أقولُ سوى الذي في النفسِ منكِ وغالباً 
نياتُنا متشابهةْ 
والخاتَمُ الماسيُّ يلمعُ في البياضِ وعتمةِ 
التفكيرِ في ما قد يؤولُ إليهِ أمرُ الليلِ 
رأسي تحتَهُ نصفُ الوسادةِ تكتفي عيناكِ
 بالتحديقِ في وجهي ووجهي يعرفكْ.
الأربعاء ٢٠/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك       


الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017

عظاءات المدينة


عظاءاتُ المدينة
شعر: علاء نعيم الغول 

حبيبتي هذي العظاءاتُ الصغيرةُ
 في الشوارعِ والبيوتِ جميعها فقستْ هنا
 ما من سبيلٍ لاحتواء الزاحفينِ وسحبهم
 من فوق أسطحنا ومن بين الشقوقِ هي الكثيرةُ
 والعنيدةُ باردٌ دمُها وتلعقُ دفءَ جدرانِ المنازلِ
 تستعينُ على المدينةِ بالنهارِ تسوَّروا أبراجنا
 يتلصصون على النيامِ ويركضونَ وراءَ
 ضوءٍ خافتٍ هم يكبرونَ و ينفذونَ 
من الشقوقِ بخفةٍ ممقوتةٍ وأنوفهم ملأى
 برائحةِ الجلودِ وحاوياتٍ للقمامةِ أفسدوا وجهَ
 الصباحِ وزاحموا أحواضَنا والبيلسانةَ
 أيقنوا أنا سنبقى فاقتفوا أثرَ الحياةِ هنا
 ألا تلكَ السحالي لا تموتُ حبيبتي بدعائنا
 والنومِ فهي سمينةٌ ومصابةٌ بالجوعْ.
الأربعاء ٢٠/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك


مشاهد تكررت


مشاهدُ تكررت
شعر: علاء نعيم الغول 

الرأسُ رأسُ رصاصةٍ وقطارٌ شحنٍ مسرعٌ
 من ذاكَ يمكنه اعتراضُ النهرِ 
ثعبانُ البُوا اعتصرَ الغزالةَ كي يمرَّ
 ومَنْ يؤكدُ أنهُ بالفعلِ كان محاصراً ليجوعَ
 ناقلةُ الجنودُ تجوبُ أرجاءَ المدينةِ لونها الزيتيُّ
 يلمعُ في مصابيحِ الشوارعِ والنيامُ العاطلونَ
 عن الحياةِ يضاجعون نساءهم متجاهلينَ القصفَ
 منجبلينَ بالعرقِ الذي مزجَ السجائرَ والدخانَ
 بكلِّ شيءٍ سائلينَ نساءهم عما سيجري
 والمدينةُ نصفُ قاحلةٍ وداميةٍ تحبُّ البردَ 
أحياناً وتنسى أنها عَرِيَتْ كثيراً واستغلتْ ضعفنا
 في الليلِ في أحلامِنا وتوقعت من الكثيرَ بلا مقابلَ
 وانثنيتُ أنا على قلبي قليلاً أحتوي حبي برفقٍ
 والمدينةُ غالباً لا تعرفكْ.
الثلاثاء ١٩/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك       


قريبا من النهر


قريباً من النهر
شعر: علاء نعيم الغول 

مَنْ قال إنَّ القلبَ ليس بنبتةٍ ورقاً وزهراً 
سنبلاتٍ حملُها يا طِيبُهُ عندَ العناقِ
 رأيتُهُ فعجِبْتُ كيفَ نموتُ
 هذا القلبُ أولُ زنبقاتِ الحبِّ
 أعرفُ أنَّ دفْقَ دمي ريحقُكِ لاذعٌ كالزنجبيلِ
 ودافئٌ نعناعُ قلبكِ قالَ قلبي لا تخفْ
 قُلْ ما تريدُ فكلُّ ما تخفيهِ يؤذيني
 ويحبسُ نبضةً بيضاءَ 
لا تدعِ الحبيبةَ بين نبضِكَ والترددِ
 كلما كاشَفْتَها أجَّلْتَ فيكَ العُمْرَ لن يجري
 وقلبي ظلُّ جُمَّيْزٍ قديمٍ كنتُ أقطفهُ ودوريِّ الصباحِ
 لكِ السلامُ بكِ الحياةُ وإنَّ قلبَكِ زعفرانُ النهرِ
 نورُ البيلسانةِ غيمةُ الحبقِ الصغيرةُ
 قالَ قلبي لا تنَمْ حتى الضحى وخذِ النهارَ
 من البدايةِ من شفاهِ الوردةِ الحمراءَ 
من أشياءَ باتت تعرفُكَ.
الثلاثاء ١٩/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفُكْ       


الاثنين، 18 ديسمبر 2017

أجراس النحاس


أجراسُ النحاس
شعر: علاء نعيم الغول 

البحثُ عما لم يكنْ فينا سيُغْرقُنا
 لأنَّ القلبَ لا يطفو ولا الآلامُ تصبحُ قشةً
 والخوفُ ليس لأننا جبناءُ 
هذا الوقتُ جزءٌ من مؤامرةٍ وقنبلةٌ تفككُ
 هيمناتِ الروحِ تُحدِثُ ربكةً في الصمتِ
 تشرخُهُ كجذعٍ ناشفٍ والحبُّ آثارُ الجفافِ
 على وجوهِ القانطينَ محايدٌ بتوجعٍ ومهادنٌ
 كالمُتعَبينَ من اجتيازِ النهرِ بحثاً عن مكانٍ
 آمنٍ والبحثُ عن أسرارِنا يحتاجُ رأساً مُصْمَتاً
 فِكْراً يُحَسُّ ككعبِ أنثى فوقَ شوكٍ ساخنٍ
 ما هذه الأصواتُ في رأسي كأنَّ مطارقَ الفولاذِ
 تقرعهُ كأجراسِ النحاسِ ودائماً متشوقٌ 
لأكونَ نفسي لا يهمُّ الآخرين وما يرَوْنَ فقط
 سأبحثُ في ركامٍ مزعجٍ كبنايةٍ تنهارُ 
فيها ألفُ شخصٍ يعرفُكْ.
الاثنين ١٨/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك  


بينوكيو كاذبا


بينوكيو كاذباً
شعر: علاء نعيم الغول 

ونتوبُ عما ليسَ ذنباً بل عن الوقتِ الذي
 كم ضاعَ قلبٌ واحدٌ من ألفِ نازعةٍ وبابٍ
 مرَّ منهُ الكونُ خيطاً من دخانٍ كيف أضحى
 غيمةً بيضاءَ هذا القلبُ كأسٌ من حليبٍ
 باردٍ نومٌ على ظهرِ الهواءِ وغابةٌ لا تنتهي
 ظلماتُها ومفاجآتُ الليلٍ فيها في الصباحِ
 نطهِّرُ الشفتينِ من كلماتِها بالبوحِ عما جالَ
 فينا هكذا القلبُ الصغيرُ جزيرةٌ لم تُكتَشَفْ
 ونتوبُ أفضل ثم أفضلَ بعد نوباتِ التجلي 
في براءةِ ما نقولُ وما نحبُّ وقلبها كأسُ
 الحليبِ تقولُ لي لا تُوقفِ الكذبَ اللذيذَ ودعهُ 
يكبرُ ثم يكبرُ أنتَ أنبهُ من بنوكيو لا تَتُبْ بل
 غُصْ عميقاً في حروفكِ فُضَّ ما اسطعتَ البكارةَ
 عن معانيها التي منها عشقتَ المعرفةْ.
الاثنين ١٨/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك 


الأحد، 17 ديسمبر 2017

حياة لا تعرف أحد


حياةٌ لا تعرف أحد
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي الحياةُ بلا وعودٍ فلنكنْ وعداً
 وإنَّ الموتَ مسكونٌ بنا يتفقدُ الأحياءَ بالقبلاتِ
 يتركهم نياماً ثمَّ يمضي مثقلاً بالحزنِ لكن
 لا نراهُ ومفعماً فرحاً ولكن مَنْ سيعرفُ 
والحياةُ تسيرُ حافيةً على حدِّ العقاربِ لستَ
 تسمعُ وقعَ خطواتِ الدقائقِ كلُّ شيءٍ
 صامتٌ إلا من الصخبِ الذي جئنا بهِ فلنتفقْ
 أنا سنعلو صادقينَ على الأسى ننسى
 الاساءاتِ التي كانت بقصدٍ والتي من 
غير نياتٍ مبيتةٍ وتحتَ الغيمِ نحنُ وفوقهُ نجدُ
 السماءَ بلا رتوشٍ لا تفرقُ بين شارعِنا و مَن
 مروا من الطرقِ البعيدةِ دائماً سيكونُ حبي
 واضحاً لكِ دافئاً ينحازُ للفرحِ الذي كم شعَّ
 في عينيْكِ هذا الحبُّ يأخذُني إليكِ لأعترفْ.
لأني أعرفك
من وحي فيلم The Book Thief (2013)   



سفرجلة وهوى


سفرجلةٌ وهوى
شعر: علاء نعيم الغول 

وأحبها لا شرطَ في الحبِّ اعترفتُ لها
 وزاد الشوقُ بي بل عشتُهُ أبغي المزيدَ
 تعطُّشاً نياتُ قلبي عندها أيضاً تزيدُ ولا
 غضاضةَ في العناقِ لطالما ظلَّ الهوى يرجو
 شفاهاً ذابَ فيها الصمتُ شهداً يا شفاهاً
 لونها طعمُ السفرجلِ طعمُها لونُ العسلْ
 في صوتِها سحرٌ بطيءٌ يأخذُ الأنفاسَ يختبرُ 
استجاباتِ الجوارحِ لا أقاومهُ ويُلقي بي على
 طرفِ الأريكةِ فائضاً بالنشوةِ الملأى لهيباً
 جائعاً وأحبها متوقعاً أنْ تبدأَ الأيامُ دورتَها
 وتفتحَ للصباحِ النافذاتِ وللفراشةِ بابَ هذا
 البيتِ وفي قلبي هدوءُ أواخرِ الليلِ النقيِّ ومنكِ
 تبدو لي الحياةُ مراهناتٍ لا تخيبُ وهكذا
 سأظلُّ أعرفُ عنكِ أني أعرفكْ.
الأحد ١٧/١٢/٢٠١٧ 
لأني أعرفك


السبت، 16 ديسمبر 2017

أفوكادو


أفوكادو
شعر: علاء نعيم الغول 

من أين يأتي الحبُّ هل من وردةٍ حمراءَ 
بين الشوكِ من شفتينِ ناضجتينِ تغتالانِ طعمَ 
الليلِ من ألمِ انتظاركَ والسهرْ 
أنا من قديمٍ أعشقُ المانجو وأفوكادو
 الصباحِ وأشتهي عسلاً بطعمِ البرتقالةِ 
كلما فكرتُ في حبي أراكِ قريبةً من كلِّ شيءٍ
 ثم يغلبني النعاسُ فيعتريني منكِ إحساسُ
 الغريقِ بأنَّ رائحةَ الهواءِ ثمينةٌ
 والقربُ منكِ الآن أثمنُ
 أيها الحبُّ الذي شقَّ القلوبَ كأنه برقُ 
الغيومٍ المستفيضةِ بالتوعُّدِ هل تركتَ لنا صحائفَ 
أو وصايا كي تدلَّ عليكَ يا أَسْرَ الفؤادِ 
ووأدهِ في زعفرانكَ هل أتيتَ من الحياةِ أم الحياةُ 
تنزَّلَتْ من غيمتِكْ 
من ذا يقولُ لنا الحقيقةَ والذي لا نعرفهْ.
لأني أعرفك       


مشاهد قديمة


مشاهد قديمة
شعر: علاء نعيم الغول 

ما عدتُ موجوعاً تبين أنَّ آلامي القديمةَ
 لم تكنْ لتكونَ لو كنا معاً منذ البدايةِ 
أين كنتِ وكيف ضاعَ الوقتُ هذا كلهُ 
كيف اهتدينا للطريقِ فكل أسئلتي تظلُّ بدونِ
 أجوبةٍ لهذا كيف أنتِ الآنَ هل بدأ النهارُ 
كما أردتِ وهل لديكِ الآن وقتٌ كي نحبَّ
 معاً نهاراً كاملاً هل بابُ بيتكِ مُقفَلٌ
 في الليلِ قبل النومِ تأتي قطةٌ بيضاءُ 
شخصٌ ما يضيءُ لها السلالمَ ثم تخرجُ قطةٌ
 سوداءُ من باب البنايةِ بعدها أصواتُ أقدامٍ 
وأطباقٍ تُهَشَّمُ بعضُ ضحكاتٍ مفاجئةٍ وشخصٌ
 ما يصيحُ بتمتماتٍ لا تِفَسَّرُ من بعيدٍ غير أنَّ المشهدَ
 المقطوعَ هذا قد تكررَ مرةً أو مرتينِ حبيبتي
 في النومِ أو فلمٍ قديمٍ أعرفهْ.
لأني أعرفك                 

الطوفان


الطوفان
شعر: علاء نعيم الغول 

لكِ طائرٌ تركَ الخرافةَ واعتلى ظهرَ القمرْ
 نادى بعيداً أيها العشاقُ لا تهِنوا فأنتم نسلُ
 هذا الليلِ هبوا أنتمُ الباقونَ فانبجستْ من الأرضِ
 العيونُ وفاضتِ الأشواقُ وانهمرتْ من الغيمِ
 ابتهالاتٌ وحالَ الحبُّ بينَ المُدَّعينَ فأغرقوا
 في عتمةِ النسيانِ يا طيراً من الأحلامِ جئتَ وأنتَ
 يا حادي القلوبِ ألا ترى في البعدِ شيئاً لي 
وشيئاً للحبيبةِ أين نحنُ قد اقتسمنا القلبَ لي 
من نبضها فرحُ الصباحِ لها الصباحُ كما يراها
 أيها القمرُ اقتبسْ من نورِنا شيئاً يضيؤكَ
 في ليالي الغيمِ واستوتِ القلوبُ على زهورِ
 اللوزِ غارَ الماءُ وابتهلَ الهوى والطائرُ
 الليليُّ ذابَ مع النهارِ وحينَ يأتي الليلُ
 يرجعُ من مكانٍ نعرفهْ.
لأني أعرفك 


الجمعة، 15 ديسمبر 2017

مراكب صغيرة


مراكبُ من ورق
شعر: علاء نعيم الغول 

قالتْ سيثمرُ ما انتظرتَ وقلتُ باقٍ 
وانتظارُكِ غايةٌ لعبورِ هذا النهرِ يجرفني
 إليكِ كمركبِ الورقِ الصغيرِ تفيضُ فيَّ
 الأمنياتُ وأغمضُ العينينِ بحثاً عنكِ
 أهربُ فيكِ بحثاً هكذا عني ونمضي
 مثلما جسدُ الفراشةِ في الهواءِ نطيرُ 
في أنفاسِنا ونعيشُ أشواقَ البدايةِ والبدايةِ
 نلمسُ الرعشاتِ فينا دفءَ روحٍ أشعلت فينا
 الجوى شبقاً ونشوى دبَّ في أوصالنا 
هذا الحنينُ ولم تنم فينا الحياةُ وإنها لحظاتُ
 حبٍّ نالَ منا ما يريدُ وكلما نلنا المزيدَ
 نصيرُ أجملَ صاعدَيْنِ إلى العُلا يتساقطُ 
التوتُ الشهيُّ ونستطيعُ الحبَّ مراتٍ 
ومراتٍ ويثمرُ ما نقولُ وفي مكانٍ ما ويوماً
 ما سيأخذُنا العناقُ إلى الذي لا نعرفهْ.
الجمعة ١٥/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك    


حياة شيقة


حياةٌ شيقة
شعر: علاء نعيم الغول 

وحدي وظهري للجدارِ وتحت نافذةٍ 
من الخشبِ القديمِ وبيننا ليلٌ رقيقٌ 
مثل شاشٍ مهترىءْ 
لا صوتَ غير أنينِ أفكارٍ برأسي لستُ
 أدري كيف جاءتْ كيف جئتُ إلى هنا
 في هذهِ الغرفِ التي لا شيءَ فيها غير
 أخيلةٍ تبدلُ نفسها في زاوياتٍ أيقنتْ
 أن المكانَ يسيرُ عكسَ عقاربِ الوقتِ انتظاراً
 للنهايةِ مُثقَلٌ رأسي برأسي كلُّ شيءٌ فيهِ يؤلمني
 ويغريني بألا أفتحَ العينينِ هذي لحظةٌ مسكونةٌ
 بتوجساتٍ غير مقلقةٍ ولكن مزعجةْ
 ماذا عليَّ الآن كي أعدو مع النسيانِ أفقدَ
 شعرةَ العقلِ التي تصلُ المشاعرَ بالزمنْ 
وحبيبتي وردُ الصباحِ حكايتي
 وأنا بها أجد الحياةَ من البدايةِ شيِّقَةْ. 
الجمعة ١٥/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك   

الخميس، 14 ديسمبر 2017

متتالية فيبوناتشي


متتالية فيبوناتشي
شعر: علاء نعيم الغول 

لا أفقهُ اللغةَ التي تروي بها الأرقامُ
 ما يجري هنا وهناكَ لكنْ أعرفُ المعنى
 الذي يزدادُ فيهِ الحبُّ والحجمَ الذي سيكونُ
 أجمعُ قُبلةَ الأمسِ القريبِ وقبلةَ اليومِ الصغيرةَ
 هكذا غداً المساءَ نصيبُنا سيكونُ حتماً قبلتين
 ثلاثَ قبلاتٍ لبعدِ غدٍ وخمساً للذي سيليهِ
 ها كم قبلةً سنعدُّ آخرَ ليلة في شهرنا القمريِّ
 يا قمري المضيءُ أراكِ خلفَ الكونِ أسراراً 
و لغزاً كم يحيرني لهذا أُعْمِلُ التفكيرَ فيكِ
 وأختفي في غيمةٍ ملأى بما لا ينتهي
 من رغبةٍ في كشفِ ما تُخفينَ من أشياءَ
 تدهشُني و تأخذني بعيداً حيثُ أغرقُ في معاني
 الحبِّ أحفظها فلا أنسى وأكتبها
 على جسدِ الهواءِ إذا تنسَّمَ أعرفُكْ.
الخميس ١٤/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك    

اشارات معرفية


إشارات معرفية
شعر: علاء نعيم الغول 

ما من مصالحةٍ ستبقى النارُ تلتهمُ الحطبْ
 والنهرُ ما من مرةٍ ذابتْ على أمواجهِ حِزَمُ الخشبْ 
والماءُ يمحو ما على الورقِ انكتبْ 
والرملُ يدفنُ كلَّ شيءٍ ينتهي في جوفهِ ما قد بدأْ
 ما من مصالحةٍ لأنَّ الموتَ يضحكُ من بعيدٍ ينتظرْ
 والراكضونَ وراءَ مصلحةٍ توارو في الخفاءِ 
كأنهمْ ظلُّ الخفافيشٍ التي ملأتْ سماءَ الليلِ
 كيفَ سيلتقي السيفانِ في غمدٍ صغيرٍ
 أيها الملحُ ابتعدْ فلعابُ أيِّ فمٍ يُذيبُكَ 
ثم تصبحُ حارقاً في الحلقِ
 كيفَ ستطمئنُّ وفي فِراشي
 خِنْجَرٌ لكَ ما اضجعتَ سيقتلكْ
 ما من مصالحةٍ وفي عُرْفِ الضعيفِ
 الغدرُ و الأقوى التعنتُ 
هكذا قالَ الحكيمُ ولم أقلْ ما يَعْرفهْ.
الخميس ١٤/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك     


الأربعاء، 13 ديسمبر 2017

قبل قليل


قبل قليل
شعر: علاء نعيم الغول 

الجو ليس بباردٍ وأسيرُ وحدي والشوارعُ
 شبه فارغةٍ وأضواءُ الطريقِ سقيمةٌ وملوحةُ
 البحرِ القريبِ تصيبُها بالنومِ بالوَهنِ الذي
 غطى الرصيفَ أسيرُ وحدي مدركاً أنَّ الهدوءَ
 مزيَّفٌ كالغيمِ يعبرُ فوقَ أسطحنا بخيلاً 
ضامراً سوءاً ويرحلُ لا هواءَ ولا مطرْ 
وأظلُّ وحدي عابراً من شارعِ الشهداءِ
 خلفي البحرُ والميناءُ مفترقٌ ومفترقٌ ورأسي
 فيهِ مثل دبيبٍ نملٍ جائعٍ شيءٌ يضايقُني
 لأني لا أفكرُ في الرواحِ مبكراً
 وأمرُّ منتعلاً ظلالَ اللافتاتِ كأنها الأشباحُ
 تعترضُ المكانَ كأنها تنوي على شيءٍ
 أحبكِ أنتِ دوماً في خيالي أنتِ حاملةً مصابيحَ
 الطريقِ هلِ الذي في الكستناءِ هو الشتاءُ ويعرفكْ.
الأربعاء ١٣/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك   


اصابع صغيرة



أصابعُ صغيرة
شعر: علاء نعيم الغول 
 
لا تختبرْ قُبَلَ التي ستحبها سلفاً
 وجربْ أن تفيقَ قبيلَ رائحةِ الهواءِ ففي
 الندى سكن الهوى سراً وحاولْ أن تجربَ ما 
فعلتُ فسوف تضمن أنَّ وقتَكَ لا يضيعُ سدىً
 ولا تحتاجُ للتجريبِ أكثرَ واخْتَرِ المدنَ القريبةَ
 من هديرِ البحرِ في عينيَّ نصفُ الأبجديةِ لافتاتٌ
 لا تضيءُ ولا تقولُ عن الشوارعِ ما تريدُ
 فقطْ عباراتٌ بخطٍ واضحٍ جربْ أصابعَها قليلاً
 حين تنوي البحثَ عما في دواخِلها برفقٍ موجِعٍ
 ومباغتاتٍ لا تسيءُ ولا تريحُ وكنْ جريئاً لا تخفْ
 إنْ فاجأتْكَ بأن تقولَ لكَ المساءُ يكونُ أنسبَ للقُبَلْ
 لكَ أنْ تجربَ ما تحبُّ هي المدينةُ أسرعتْ في خلقِ
 شيءٍ مربكٍ هي فكرةٌ من ألفِ ليلٍ نعرفهْ.
الاربعاء ١٣/١٢/٢٠١٧
لأني أعرفك  


الارض اولى باهلها والوطن للجميع


الأرض أولى بأهلها والوطن للجميع
الفيلم الذي شاهدته قبل قليل في المعهد الفرنسي في غرة ضمن فعاليات مهرجان الفيلم العربي الفرنسي و الذي يحمل اسم Good Luck Algeria باللغة الفرنسية ومترجم للعربية يقع من وجهة نظري ضمن أفلام الفكرة او الافلام التي تركز على المضمون ويطرح قضية الاغتراب ومفهوم الهوية ومَنْ نحنُ من الزاوية المكانية المهاجَر إليها و تحقيق الذات و التغلب على نظرية الاندماج والانصهار التي تراهن عليها البلاد المضيفة للمغتربين و يطرح الفيلم أيضا العلاقة بين المغترب و بلده الأم وجدلية الانتماء وأن الغائب يشكل في حد ذاتهِ مشكلة حال رجوعه وأنه ليس مرحبا به إذ يرجع ليسترد ما هو في عداد ما ليس لك و من الأحق بالأرض من حافظ عليها طوال السنين أم مَن اغترب و تركها و لا يخلو الفيلم من الاشارات العنصرية التي يتعرض لها المغتربون و أن الحواجز و الفروق و شخصية العربي ستبقى عالقة و لن تستطيع نظريات الاندماج و الانصهار و التبوتق أن تتغلب عليها و الفيلم أيضاً يعرض بشكل مقصود أن هناك مبررات للهجرة و عدم امكانية تحقيق الحلم في البلد الأم وهذا يخلق حالة الانفصام في شخصية العربي المغترب و تخلق أيضا صراعاً بين جدوى العودة و جدوى البقاء ولكن في خضم الأزمة نجد أن المخرج و حل العقدة جاء من جهةِ الأرض الأم ويتعرض الفيلم بشكل سريع في لقطة واحدة للتغيرات التي أصابت المجتمع الجزائري بسبب (الملتحين) كما ورد والفيلم من الناحية الفنية نمط فرنسي بكل مكوناته من التركيز على المشهد والصورة الواحدة و غياب الموسيقى التصويرية ومحدودية المناورة بالكاميرا للحفاظ على جزئية محددة بعينها. وما دفعني لهذا الملخص هو اعادة التفكير لدى الذين تستهويهم فكرة الهجرة وترك المرورث الحضاري وما كان المجتمع الغربي لينهض الا على اكتاف العائلات المغتربة والتي قدمت اولادها و بناتها على طبق من ذهب ليكونوا وقود الالة الصناعية والمدنية وليس الحضارية لان عند المواجهة نجد أن المجتمع الغربي ينسب النهضة الحضارية لنفسه وليس للمغتربْ.          


قناعات الطيور

 قناعات الطيور لا تكترثْ  يتسابقُ الموتى  ولا تجدُ الطيورُ لها مكانًا  في السماءِ وأنتَ قلبي دائمًا في حيرةٍ  وتطيرُ أبعدَ حيث يغلبكَ الفرحْ...