الأربعاء، 1 فبراير 2017

نشيد الزائر و المرتحل


نشيدُ الزائرِ و المرتحلْ
شعر: علاء نعيم الغول 

إنْ لم أَمُتْ سأكونُ شيئاً من إلهٍ أو نبيٍّ ربما الشيطانٓ لا أدري أنا فيَّ التناقضُ و انعدامُ الخيرِ أحياناً و فيَّ البائسُ المُعْتَرّ والمتروكُ في الدنيا يرتبُ نفسَهُ بمشقةٍ يحتالُ كي يبقى و يبدوَ لائقاً فيَّ الجحيمُ و ماردٌ من نارها يقتادُني للشرِّ للعبثِ الذي يدعُ الذنوبَ تزيدُ يوماً بعدَ يومٍ لا أجاهدهُ فأعصي ما يريدُ و غالباً أزدادُ في الغِيِّ اللذيذِ بدونِ تأنيبٍ يخففُ من جموحِ النفسِ فيَّ وراعةُ القدِّيسِ و الفيضُ الالهيُ المضيءُ ورغبتي في أنْ أكونَ إمامَ قومٍ صالحينَ تحفُّني منكَ السكينةُ يا إلهي و الملائكةُ الشدادُ و أرتقي بين السمواتِ التي عرجَ النبيُّ المُصطفى فيها إليكَ و كلما أسندتُ رأسي للسريرِ تطوفُ بي لحظاتُ عُمرٍ شبه عائمةٍ على وجهِ الحقيقةِ و الخقيقةُ أنه لا قتلَ ينفعُ إنْ أردتِ الانتقامَ أو الخلاصَ و ليس يجدي أن أموتَ و لا أزالُ أمامَ عينيكِ الفراغَ  أو الهواءَ يحركُ الأشياءَ حولَكِ جرِّبي أن تُوقِفي في الصدرِ قلبَكِ أو شهيقاً حاملاً وقتاً أقلَّ منَ انقباضِ القلبِ مراتٍ و تقتلُني أنا الأشياءُ حين أريدُها فقفي معي يوماً طويلاً ننتقي منها حياةً لم نعشْها للنهايةِ لم نرتبها معاً بطريقةٍ عفويةٍ نحنُ ابتدأنا ما علينا من مواجهةٍ لنقتلَ كلَّ يومٍ طائراً لم يعطِنا فرَحاً يدومُ و سوفَ يقتلُنا انتظارٌ كان يمكنُ أن يُحقَّقَ غير أنَّ الجُبْنَ أحياناً يعيقُ مبادراتٍ لو بلغنا نصفَها سنكونُ أجملَ كنتُ وحدي كانَ هذا البردُ يدفعُني لأقضي الليلَ منتبهاً لصوتِ الريحِ وحدي أسمعُ المطَرَ العنيدَ على السطوحِ و خلفَ حائطِ غرفتي ما كنتُ أعرفُ كيف أجعلُ أغنياتي متعةً للروحِ وقتَ أفيقُ من نومٍ طويلٍ فارغٍ و مشتَّتٍ و تحيطُ بي رغباتُ نفسٍ أوهمتني ربعَ قرنٍ بالهدوءِ و حينَ جئتِ تنازلتْ عينايَ عن صورٍ معلقةٍ أمامي لم أعدْ أهتمُّ بالماضي الذي أكلَ العلاقةَ بينَ أحلامي و ما أنجزتُ حتى الآنَ ذاهبةٌ بنا الأيامُ أبعدَ لا خَيارَ لنا سوى التركيزِ في أسمائنا و تذاكرِ السفرِ البعيدِ و لم نجدْ بعدُ المحطةَ و الصباحُ محطةٌ يقفُ النهارُ على الرصيفِ محمَّلاً بنداءِ ساعاتٍ تمرُّ و تنقضي و الحبُّ يكفي دائماً للانعتاقِ من الخياراتِ القليلةِ دائماً في الحبِّ ذاكرةٌ مؤقتةٌ و أخرى شبهُ دائمةٍ لنعرفَ أينَ صرنا و احتراقُ الشمعِ بينَ الليلِ و الليلِ الذي في غرفتي يمتدُّ حتى نرتخي في الدفءِ يجعلَنا العِناقُ كما نريدُ مجهزينَ لما يجيءُ من احتمالٍ قائمٍ لننامَ أعمقَ كي نرواغَ بعضَ أحلامِ الشتاءِ بأغنياتٍ لا تقاومُ رغبةً فينا لنحيا صادقينَ و آمنينَ حبيبتي أشتاقُ معترفاً و بي شغَفٌ إليكِ و لستُ أفلحُ في التخلي عنكِ أنتِ كقطعةٍ موشومةٍ في الجلدِ  يخفيها القميصُ و لا يزالُ الوشمُ أقوى من مياهِ البحرِ تغسلُنا و يبقى الوشمُ أكثرَ خضرةً من عشبهِ المِلْحِيِّ يا وشمي الذي دونتُ فيهِ بقيتي و مسافةً للعيشِ من غير اشتباهٍ في حقيقتنا التي لا شيءَ يُخفيها و يُذهبُ لونَها جربتُ أن أنسى و أتركَ ما اقترفتُ من الوعودِ فشلتُ أكثرَ حينَ قلتُ غداً سأنسى من جديدٍ و احتملتُ تشظياتِ الروحِ وهي تبثُ في جسدي من الأوجاعِ أسوأها و عدتُ إليكِ منصهراً كألواحِ الرصاصِ و قطعةِ الذهبِ النقيةِ كم تبقى لي لأعلنَ أنني أحرقتُ نفسي كي أضيءَ أمامَ مرآتي الحقيقةَ أعتلي ظهرَ الكلامِ بما نحبُّ من العباراتِ الأنيقةِ في زمانٍ لا يراعي الحبَّ و السهرَ المعلقَ في ستائرَ لا تبوحُ بسرِّ من فتحوا نوافدَهمْ لأولِ زهرةٍ في الشمسِ قُلْ ما شئتَ لكن لا تشككْ في عنادِ الماءِ للرملِ الذي شقَّ البحيرةَ ضفتينِ و لم يقاومْ حرَّ تموزَ المفاجىءَ  نحنُ ماءٌ دافقٌ في الوقتِ نروي ما تشققَ من نشافِ الريقِ من عطشِ السؤالِ و رغبةٍ محمومةٍ لنفيضَ بوحاً صادقاً و مسالما و تقولُ أبراجُ السما من زُهْرةٍ في صحبةِ المريخِ و القمرِ القريبِ جميعهم يتناوبونَ شهيةً فيها و تحملُني على تصديقِ أنَّ لزوجةَ الشبَقِ الرقيقةَ أوقدتها شعلةٌ بين النجومِ و ليسَ دفءُ شفاهِها و نعومةٌ في جلدِها وقتَ العناقِ لربما هي جذوةٌ مسؤولةٌ عما تراهُ من انهياراتِ الجليدِ و أكلِ أطرافِ الشواطىءِ كلما واجهتُها بالحبِّ تفتحُ لي نوافذَ للهروبِ من الاجابةِ تستبدُّ بكلِّ ما في القلبَ ترهبُهُ برقةِ صوتِها و لديَّ اثباتٌ بأني لم أخنْها مرةً و لديَّ ما يكفي لتعرفَ أنها عبثتْ بقلبي بازدراءٍ فاضحٍ و عرفتُ أني قد أموتُ مناسباً للوقتِ أو توقيتِها اليوميِّ  أو طولِ العباراتِ التي بينَ القصيدةِ و الشفاهِ و طولِ أغنيةٍ تفجرُ ذكرياتٍ كيفَ ندفنها ككيسٍ من نقودٍ تحتِ رملِ كافرٍ و الرملُ مثلُ القلبِ يخفي ما لدينا من مخاوفَ أو ظنونٍ و اتهاماتٍ تدينُ من اعتقدنا أنهم هم أبرياءُ الأمسِ فاشلةٌ مساعينا الأخيرةُ لاختلاقِ مساوماتٍ غير عادلةٍ لننجو من مساءلةِ الضميرِ لنا حيالَ نفوسِن لو كان ينفعُ أن أنافقَ لاستزدتُ من الذنوبِ و رحتُ أكذبُ باقتدارٍ مقنعٍ و أقولُ إنَّ  البحرَ كانَ من البدايةِ جرةً مملوءةً بالماءِ فانكسرتْ على جنبِ الطريقَ و أنَّ أولَ قُبْلةٍ كانتْ شفاهاً قد تورطَتِ النساءُ بدون قصدٍ في اختبارِ الدفءِ ليلاً مع شفاهٍ غير ناعمةٍ و يكفي أنني ما مرةً بادلتُها القلقَ الذي بثَّتْهُ فيَّ و قد أكونُ مغالياً في جعلِ نفسي خالياً من أيِّ لومٍ غالباً أسهمتُ في تعطيلِ أجواءِ الحوارِ بصورةٍ مقصودةٍ و خلقتُ لحظاتٍ من الفوضى لأهربَ من تساؤلِها المُلحِّ و لم أكنْ يوماً ملاكاً ربما عندي الكثيرُ لكي أصنفَ صالحاً أو عند أخواني النصارى راهباً متعبداً لكنَّ شيطاني الصغيرَ يديرُ شيئاً من سلوكي باحتيالٍزلا أحسُّ بهِ و أعرفُ في النهايةِ  أنني أذنبتُ أو لوثتُ شيئاً ناصعاً لا بدَّرىن تنظيفِ أسناني قليلا 
 كي أنامَ بلا حراكٍ ربما في النومِ متسعٌ لنكشفَ ما لدينا من خبايا لا تُفسَّرُ ربما بيني و بينكِ مغرياتٌ غير معلَنةٍ و حبٌ باردٌ و مهيأٌ للاعترافاتِ الجريئةِ قرِّبي شفتيْكِ من طعمِ المُرَبَّى قد نواجهُ مشكلاتِ البردِ عندَ الفجرِ يقلقنا المناخُ اليومَ حيثُ الريحُ تصفرُ في الشقوقِ و في ثقوبِ النملِ تكسرُ بعضَ أفرعِ شجرةِ التوتِ القديمةِ عندَ مدخلِ حارةٍ ليستْ بقادرةٍ على تأمينِ أسماءِ الذينَ استشهدوا في الحربِ نجهلُ كيفَ صرنا الآنَ أجملَ عاشقَيْنِ و أبتغي من رحلتي ترتيبَ ذاكرةٍ تناسبُ حجمَ قلبي و المعاناةِ التي جربتُها في البعدِ عنكِ و في اصطناعِ تفاؤلاتٍ لم تساهمْ في التحسنِ كان وضعي سيئاً ومعرضاً ليطولَ عاما آخراً كان الشتاءُ كما توقعتُ امتداداً لاختلافٍ في قضايا لا علاقةَ للمناخِ بها و قد عانيتُ من قلبي كثيراً وقتها و وجدتُ أني قد أموتُ بدونِ جوٍّ صاخبٍ و مؤثرٍ و نجوتُ كي أنجو و أعشقَ أو أعوضَ ما تساقطَ من سنينٍ غير مثمرةٍ و لم تكنِ الحياةُ مليئةً بتوقعاتٍ أو أمورٍ أستطيعُ الاعتمادَ على مفاصلها كثيراً و انتهيتُ الى قناعاتٍ تأقلمُني مع الوضعِ المكررِ و الرتيبِ و كان للحبِّ الكثيرُ من المساحةِ في الحوارِ المستمرِ مع الذي دوَّنتُهُ و كتبتُهُ و عرفتُ أني أستطيعُ الالتزامَ بأي وعدٍ صادقٍ و مضيتُ لا ألوي على قلبٍ يعادلُ أمنياتٍ لا تناسبُ واقعاً متوتراً و منافياً لشروطِ غزةَ يومَ كانت حرةً كالبرتقالةِ و المكانُ يضيقُ يوماً بعد يومٍ و الوجوهُ تقلُّ أيضاً حيثُ يأكلها الغيابُ و ذكرياتي قد تكدَّسَتِ الحكاياتُ الكثيرةُ بين أرففها و قلتُ أنا أحبُّكَ وقتَها من غير تفسيرٍ و رغباتٍ تبررُ ما اعتقدتُ بأنهُ حبٌّ سيجعلني بريئاً مرةً أخرى من الألمِ الذي عانيتُ منهُ و كانَ قلبي موجَعاً أيضاً و يهربُ من ضفافِ النهرِ للسَّفحِ البعيدِ و من رصيفٍ باردٍ لمدينةٍ مغمورةٍ بالماءِ قلبي لم يبدَّدْ نفسَهُ و استطاعَ أن يعتاشَ مما ظلَّ ينبضُ فيهِ من قلقٍ و فوضى أكسبَتْهُ مرونةً أحتارُ في تقنينِها و ملأتُ قلبي منكِ و اتخذَ الهواءُ حيالَنا أمراً غريباً حينَ أوقعَنا معاً في الظلِّ أوقفَنا على بابٍ صغيرٍ ثمَّ أغرانا لندخلَ فاتحَيْنِ أمامَنا وقتاً شهياً واسعاً كالروحِ حينَ تطيرُ عابرةً حدودَ الأقحوانةِ و السفرجلِ و انتبهتُ لصورتي في الماءِ تشبهُني و تعطيني احتمالاً آخراً لأحبَّ فيكِ بدايتي محكومةٍ لمراهناتٍ قد تكافؤنا و تنقلُنا الى الطرفِ الجميلِ من الحكايةِ ثمَّ كانَ الكوخُ أولَ ذكرياتِ الليلِ أنسبَ ما وجدنا كي نلملمَ ألفَ أغنيةٍ و نحرقَ ما لدينا من شموعِ الوقتِ نكتبَ جملتينِ و نكتفي بعلامةِ الوقفِ الصغيرةِ كي نتيحَ لقُبْلَةٍ شيئاً من الزهوِ المفاجئ لم نكنْ متاخاذلَيْنِ عن البقاءِ لساعةٍ أخرى و لم نشبعْ و تأتي ليلةٌ أخرى بدفءٍ آخرٍ و فضيلةٍ منسيةٍ بينَ السطورِ و في شفاهٍ جفَّ فيها الصمتُ و استعذبتُ أني كنتُ حيَّاً أو أقلَّ بدقةٍ في القلبِ لم أسمعْ سوى نفسي و صوتِكِ في الأثيرِ السرمديِّ و في اغترابِ الليلكِ الوسنانِ عندَ البابِ يأخذنا التعلقُ بالذي سيكونُ بعدَ مرورِ عامٍ واحدٍ و الوقتُ يلتهمُ المكانَ و ما لنا بشهيةٍ مفتوحةٍ و شهيتي لأكونَ جنبكِ لم تمتْ و جمعتُ أسماءَ القصائدِ و اقتبستُ لها كلاماً منكِ كنتُ أراكِ فَتْحَاً ممكناً للروحِ ذائقةً لأولِ موسمٍ للخوخِ رملاً ناعماً في ظلِّ غيماتٍ ستمطرُ بعدَ آخرِ همسةٍ و وجدتُ فيكِ النارَ و الثلجَ المقيَّدَ في البياضِ المرِّ يأسرني انتقاؤكِ لي و يقتلني اشتباهُكِ في عواطفِكِ الحبيسةِ مثل عصفورٍ صغيرٍ و اختنقتُ أنا بنفسي و انكفأتُ على فراغي هارباً في حفرةٍ مفتوحةٍ لا قاعَ ينهي رفرفاتِ جناحيَ المعطوبِ أحتاجُ ارتطاماً وقتها لأضيعَ في حلمِ النهايةِ كان قلبُكِ قاسياً متورماً بالخوفِ أو ما لستُ أعرفهُ و يقسو كلما أمعنتُ أكثرَ في التقربِ منكِ قالت لي قديماً مرأةٌ لا تنتظرْ حتى تموتَ و لا تبادلْ مَنْ يضنُّ عليكَ بالحبِّ اشتياقاً أو كلاماً أنتَ وحدكَ من يقدِّرُهُ و جاءَتْ سكرةُ الحبِّ التي ما فقتُ منها و انتبهتُ لشعرةٍ في الصدرِ تكبرُ كلَّ يومٍ طولها دقاتُ قلبٍ فائضٍ بالذنبِ و الوجعِ النقيِّ و لونُها القمرُ الذي اعتصَرَتْهُ فينا نيةٌ لنحبَّ لكنْ ليسَ ينفعُ أن تحبَّ و لا تبوحُ و هكذا للكوخِ نافذةٌ بحجمِ الأمنياتِ و وردةٍ كانت لنا فتحولتْ في الصيفِ دوريَّاً و في صيفي أنا صبارةً و الشوكُ نصفُ الرملِ نصفُ الحرِّ نصفُكَ أيها القلبُ المقدَّدُ مثل لحمٍ مالحٍ و مدينتي لم تتنصرْ في الحربِ يوماً و انتصرنا نحنُ في تأمينِ موتى يائسينَ و ما نشاءُ من الجنازاتِ التي ما مرةً ضَمِنَتْ لهم جناتِ عدْنٍ كلنا موتى و لكنْ أيُّنا سيكونُ أجملَ عند أبوابِ القيامةِ نصفُ من أحببتهم ماتوا على مهلٍ و في صخبِ القذائفِ تحتَ أنقاضِ البيوتِ و عندَ منعطفٍ و في ثلاجةِ الموتى و تزدحمُ الشوارعُ بعدَها بالقائلينَ بأنهم شهداءُ و الأحياءُ أيضاً يعرفونَ اللهَ يقتربونَ منهُ و مرةً كان الجنودُ يحوِّطونَ البيتَ أسمعُ ركلَهم للبابِ ضابطهمْ يقول"افتاخْ هَدِيْلِتْ" و انتظرتُ لكي أموتَ بطلقةٍ في الرأسِ (سامي) لم يكنْ في البيتِ و انتهتِ البنادقُ بانسحابِ الجندِ خارجَ حيِّنا و عرفتُ أنَّ الموتَ يختارُ الرفاقَ بدقةٍ و يقولُ لي دوِّنْ رسائلَهمْ و ما قالوهُ في الحبِّ الذي ما جربوهُ رقيقةٌ لكنَّ في أحشائها وحشاً صغيراً قد تسللَ فيكِ ينمو بين كرهٍ نائمٍ و هواجسٍ مفلوتةٍ لا جوعَ يكبحهُ و لا فيضٌ غزيرٌ يجرفُ السوءَ المركَّبَ في أظافرهِ التي لم أستطعْ تخليصَ لحمي دونَ نزع الجلدِ عنهُ رقيقةٌ و تسيرُ بي فوقَ الحبالِ و تحتَنا وادٍ سحيقٌ لا تراعي أنني ما مرةً جربتُ موتاً بينَ أنيابِ التماسيحِ التي في النهرِ ألقت بي على وجهي و قالت لا تحدثْ بالذي قلناهُ ليلاً و امتطتْ خيلَ الغوايةِ و اعتلَتْ قلبي بطعنةِ رمحِها و نسيتُ أنْ أفشي لها سراً بأني لا أموتُ بآلةٍ مسنونةٍ فلتنتصرْ في الوهمِ في أحلامٍها و العجْزِ مهما أنكرتْ ستظلُّ مرآةً تنظفُ نفسَها مع كل تصفيفٍ لشعرٍ قد كنتُ طفلاً لستُ مختلفاً و لستُ مبرَّأً و وجدتُ أني أستطيعُ الحبَّ أو شيئاً من العبثِ النقيِّ و ظلتُ معتقداً بأني سوف أبقى هكذا و نسيتُ أنَّ الوقتَ يكبرُ فيَّ ينمو مثلما الليفُ الكثيفُ و كان لي بحرٌ صغيرٌ غرفةٌ جربتُ فيها الاعترافَ بأن أولَ مرأةٍ أحببتها لم تثن قلبي عن ملاحقةِ الفراشةِ و انتهيتُ الى حقيقةِ أنني سأحبُّ حتى أنتهي لحبيبةٍ هي كلُّ شيءٍ تأخذُ الماضي و تذهبُ  بي إلى نفسي التي غادرتُها من مدةٍ  لا شيءَ أجملُ من حياةٍ كلها مرهونةٌ للحبِّ  جاري قبل ساعاتٍ يُسِرُّ إلي كيفَ أبوهُ يجبرهُ على وأدِ العلاقةِ بينهُ و حبيبةٍ وعدتهُ دوماً بالزواجِ و ما ضمانُكَ أنْ تُحبَّ و لا يخونُكَ من تركتَ لحبهِ ما كنتَ تجمعهُ و أسقطَ ذكرياتكَ في و هكذا لا قتلَ ينفعُ إنْ أردتِ الانتقامَ أو الخلاصَ و ليس يجدي أن أموتَ و لا أزالُ أمامَ عينيكِ الفراغَ  أو الهواءَ يحركُ الأشياءَ حولَكِ جرِّبي أن تُوقِفي في الصدرِ قلبَكِ أو شهيقاً حاملاً وقتاً أقلَّ منَ انقباضِ القلبِ مراتٍ و تقتلُني أنا الأشياءُ حين أريدُها فقفي معي يوماً طويلاً ننتقي منها حياةً لم نعشْها للنهايةِ لم نرتبها معاً بطريقةٍ عفويةٍ نحنُ ابتدأنا ما علينا من مواجهةٍ لنقتلَ كلَّ يومٍ طائراً لم يعطِنا فرَحاً يدومُ و سوفَ يقتلُنا انتظارٌ كان يمكنُ أن يُحقَّقَ غير أنَّ الجُبْنَ أحياناً يعيقُ مبادراتٍ لو بلغنا نصفَها سنكونُ أجملَ كنتُ وحدي كانَ هذا البردُ يدفعُني لأقضي الليلَ منتبهاً لصوتِ الريحِ وحدي أسمعُ المطَرَ العنيدَ على السطوحِ و خلفَ حائطِ غرفتي ما كنتُ أعرفُ كيف أجعلُ أغنياتي متعةً للروحِ وقتَ أفيقُ من نومٍ طويلٍ فارغٍ و مشتَّتٍ و تحيطُ بي رغباتُ نفسٍ أوهمتني ربعَ قرنٍ بالهدوءِ و حينَ جئتِ تنازلتْ عينايَ عن صورٍ معلقةٍ أمامي لم أعدْ أهتمُّ بالماضي الذي أكلَ العلاقةَ بينَ أحلامي و ما أنجزتُ حتى الآنَ ذاهبةٌ بنا الأيامُ أبعدَ لا خَيارَ لنا سوى التركيزِ في أسمائنا و تذاكرِ السفرِ البعيدِ و لم نجدْ بعدُ المحطةَ و الصباحُ محطةٌ يقفُ النهارُ على الرصيفِ محمَّلاً بنداءِ ساعاتٍ تمرُّ و تنقضي و الحبُّ يكفي دائماً للانعتاقِ من الخياراتِ القليلةِ دائماً في الحبِّ ذاكرةٌ مؤقتةٌ و أخرى شبهُ دائمةٍ لنعرفَ أينَ صرنا و احتراقُ الشمعِ بينَ الليلِ و الليلِ الذي في غرفتي يمتدُّ حتى نرتخي في الدفءِ يجعلَنا العِناقُ كما نريدُ مجهزينَ لما يجيءُ من احتمالٍ قائمٍ لننامَ أعمقَ كي نرواغَ بعضَ أحلامِ الشتاءِ بأغنياتٍ لا تقاومُ رغبةً فينا لنحيا صادقينَ و آمنينَ حبيبتي أشتاقُ معترفاً و بي شغَفٌ إليكِ و لستُ أفلحُ في التخلي عنكِ أنتِ كقطعةٍ موشومةٍ في الجلدِ  يخفيها القميصُ و لا يزالُ الوشمُ أقوى من مياهِ البحرِ تغسلُنا و يبقى الوشمُ أكثرَ خضرةً من عشبهِ المِلْحِيِّ يا وشمي الذي دونتُ فيهِ بقيتي و مسافةً للعيشِ من غير اشتباهٍ في حقيقتنا التي لا شيءَ يُخفيها و يُذهبُ لونَها جربتُ أن أنسى و أتركَ ما اقترفتُ من الوعودِ فشلتُ أكثرَ حينَ قلتُ غداً سأنسى من جديدٍ و احتملتُ تشظياتِ الروحِ وهي تبثُ في جسدي من الأوجاعِ أسوأها و عدتُ إليكِ منصهراً كألواحِ الرصاصِ و قطعةِ الذهبِ النقيةِ كم تبقى لي لأعلنَ أنني أحرقتُ نفسي كي أضيءَ أمامَ مرآتي الحقيقةَ أعتلي ظهرَ الكلامِ بما نحبُّ من العباراتِ الأنيقةِ في زمانٍ لا يراعي الحبَّ و السهرَ المعلقَ في ستائرَ لا تبوحُ بسرِّ من فتحوا نوافدَهمْ لأولِ زهرةٍ في الشمسِ قُلْ ما شئتَ لكن لا تشككْ في عنادِ الماءِ للرملِ الذي شقَّ البحيرةَ ضفتينِ و لم يقاومْ حرَّ تموزَ المفاجىءَ  نحنُ ماءٌ دافقٌ في الوقتِ نروي ما تشققَ من نشافِ الريقِ من عطشِ السؤالِ و رغبةٍ محمومةٍ لنفيضَ بوحاً صادقاً و مسالماً و تقولُ أبراجُ السما من زُهْرةٍ في صحبةِ المريخِ و القمرِ القريبِ جميعهم يتناوبونَ شهيةً فيها و تحملُني على تصديقِ أنَّ لزوجةَ الشبَقِ الرقيقةَ أوقدتها شعلةٌ بين النجومِ و ليسَ دفءُ شفاهِها و نعومةٌ في جلدِها وقتَ العناقِ لربما هي جذوةٌ مسؤولةٌ عما تراهُ من انهياراتِ الجليدِ و أكلِ أطرافِ الشواطىءِ كلما واجهتُها بالحبِّ تفتحُ لي نوافذَ للهروبِ من الاجابةِ تستبدُّ بكلِّ ما في القلبَ ترهبُهُ برقةِ صوتِها و لديَّ اثباتٌ بأني لم أخنْها مرةً و لديَّ ما يكفي لتعرفَ أنها عبثتْ بقلبي بازدراءٍ فاضحٍ و عرفتُ أني قد أموتُ مناسباً للوقتِ أو توقيتِها اليوميِّ  أو طولِ العباراتِ التي بينَ القصيدةِ و الشفاهِ و طولِ أغنيةٍ تفجرُ ذكرياتٍ كيفَ ندفنها ككيسٍ من نقودٍ تحتِ رملِ كافرٍ و الرملُ مثلُ القلبِ يخفي ما لدينا من مخاوفَ أو ظنونٍ و اتهاماتٍ تدينُ من اعتقدنا أنهم هم أبرياءُ الأمسِ فاشلةٌ مساعينا الأخيرةُ لاختلاقِ مساوماتٍ غير عادلةٍ لننجو من مساءلةِ الضميرِ لنا حيالَ نفوسِنالو كان ينفعُ أن أنافقَ لاستزدتُ من الذنوبِ و رحتُ أكذبُ باقتدارٍ مقنعٍ و أقولُ إنَّ  البحرَ كانَ من البدايةِ جرةً مملوءةً بالماءِ فانكسرتْ على جنبِ الطريقَ و أنَّ أولَ قُبْلةٍ كانتْ شفاهاً قد تورطَتِ النساءُ بدون قصدٍ في اختبارِ الدفءِ ليلاً مع شفاهٍ غير ناعمةٍ و يكفي أنني ما مرةً بادلتُها القلقَ الذي بثَّتْهُ فيَّ و قد أكونُ مغالياً في جعلِ نفسي خالياً من أيِّ لومٍ غالباً أسهمتُ في تعطيلِ أجواءِ الحوارِ بصورةٍ مقصودةٍ و خلقتُ لحظاتٍ من الفوضى لأهربَ من تساؤلِها المُلحِّ و لم أكنْ يوماً ملاكاً ربما عندي الكثيرُ لكي أصنفَ صالحاً أو عند أخواني النصارى راهباً متعبداً لكنَّ شيطاني الصغيرَ يديرُ شيئاً من سلوكي باحتيالٍزلا أحسُّ بهِ و أعرفُ في النهايةِ  أنني أذنبتُ أو لوثتُ شيئاً ناصعاً لا بدَّ من تنظيفِ أسناني قليلاكي أنامَ بلا حراكٍ ربما في النومِ متسعٌ لنكشفَ ما لدينا من خبايا لا تُفسَّرُ ربما بيني و بينكِ مغرياتٌ غير معلَنةٍ و حبٌ باردٌ و مهيأٌ للاعترافاتِ الجريئةِ قرِّبي شفتيْكِ من طعمِ المُرَبَّى قد نواجهُ مشكلاتِ البردِ عندَ الفجرِ يقلقنا المناخُ اليومَ حيثُ الريحُ تصفرُ في الشقوقِ و في ثقوبِ النملِ تكسرُ بعضَ أفرعِ شجرةِ التوتِ القديمةِ عندَ مدخلِ حارةٍ ليستْ بقادرةٍ على تأمينِ أسماءِ الذينَ استشهدوا في الحربِ نجهلُ كيفَ صرنا الآنَ أجملَ عاشقَيْنِ و أبتغي من رحلتي ترتيبَ ذاكرةٍ تناسبُ حجمَ قلبي و المعاناةِ التي جربتُها في البعدِ عنكِ و في اصطناعِ تفاؤلاتٍ لم تساهمْ في التحسنِ كان وضعي سيئاً ومعرضاً ليطولَ عاماً آخراً كان الشتاءُ كما توقعتُ امتداداً لاختلافٍ في قضايا لا علاقةَ للمناخِ بها و قد عانيتُ من قلبي كثيراً وقتها و وجدتُ أني قد أموتُ بدونِ جوٍّ صاخبٍ و مؤثرٍ و نجوتُ كي أنجو و أعشقَ أو أعوضَ ما تساقطَ من سنينٍ غير مثمرةٍ و لم تكنِ الحياةُ مليئةً بتوقعاتٍ أو أمورٍ أستطيعُ الاعتمادَ على مفاصلها كثيراً و انتهيتُ الى قناعاتٍ تأقلمُني مع الوضعِ المكررِ و الرتيبِ و كان للحبِّ الكثيرُ من المساحةِ في الحوارِ المستمرِ مع الذي دوَّنتُهُ و كتبتُهُ و عرفتُ أني أستطيعُ الالتزامَ بأي وعدٍ صادقٍ و مضيتُ لا ألوي على قلبٍ يعادلُ أمنياتٍ لا تناسبُ واقعاً متوتراً و منافياً لشروطِ غزةَ يومَ كانت حرةً كالبرتقالةِ و المكانُ يضيقُ يوماً بعد يومٍ و الوجوهُ تقلُّ أيضاً حيثُ يأكلها الغيابُ و ذكرياتي قد تكدَّسَتِ الحكاياتُ الكثيرةُ بين أرففها و قلتُ أنا أحبُّكَ وقتَها من غير تفسيرٍ و رغباتٍ تبررُ ما اعتقدتُ بأنهُ حبٌّ سيجعلني بريئاً مرةً أخرى من الألمِ الذي عانيتُ منهُ و كانَ قلبي موجَعاً أيضاً و يهربُ من ضفافِ النهرِ للسَّفحِ البعيدِ و من رصيفٍ باردٍ لمدينةٍ مغمورةٍ بالماءِ قلبي لم يبدَّدْ نفسَهُ و استطاعَ أن يعتاشَ مما ظلَّ ينبضُ فيهِ من قلقٍ و فوضى أكسبَتْهُ مرونةً أحتارُ في تقنينِها و ملأتُ قلبي منكِ و اتخذَ الهواءُ حيالَنا أمراً غريباً حينَ أوقعَنا معاً في الظلِّ أوقفَنا على بابٍ صغيرٍ ثمَّ أغرانا لندخلَ فاتحَيْنِ أمامَنا وقتاً شهياً واسعاً كالروحِ حينَ تطيرُ عابرةً حدودَ الأقحوانةِ و السفرجلِ و انتبهتُ لصورتي في الماءِ تشبهُني و تعطيني احتمالاً آخراً لأحبَّ فيكِ بدايتي محكومةً لمراهناتٍ قد تكافؤنا و تنقلُنا الى الطرفِ الجميلِ من الحكايةِثمَّ كانَ الكوخُ أولَ ذكرياتِ الليلِ أنسبَ ما وجدنا كي نلملمَ ألفَ أغنيةٍ و نحرقَ ما لدينا من شموعِ الوقتِ نكتبَ جملتينِ و نكتفي بعلامةِ الوقفِ الصغيرةِ كي نتيحَ لقُبْلَةٍ شيئاً من الزهوِ المفاجئ لم نكنْ متاخاذلَيْنِ عن البقاءِ لساعةٍ أخرى و لم نشبعْ و تأتي ليلةٌ أخرى بدفءٍ آخرٍ و فضيلةٍ منسيةٍ بينَ السطورِ و في شفاهٍ جفَّ فيها الصمتُ و استعذبتُ أني كنتُ حيَّاً أو أقلَّ بدقةٍ في القلبِ لم أسمعْ سوى نفسي و صوتِكِ في الأثيرِ السرمديِّ و في اغترابِ الليلكِ الوسنانِ عندَ البابِ يأخذنا التعلقُ بالذي سيكونُ بعدَ مرورِ عامٍ واحدٍ و الوقتُ يلتهمُ المكانَ و ما لنا بشهيةٍ مفتوحةٍ و شهيتي لأكونَ جنبكِ لم تمتْ و جمعتُ أسماءَ القصائدِ و اقتبستُ لها كلاماً منكِ كنتُ أراكِ فَتْحَاً ممكناً للروحِ ذائقةً لأولِ موسمٍ للخوخِ رملاً ناعماً في ظلِّ غيماتٍ ستمطرُ بعدَ آخرِ همسةٍ و وجدتُ فيكِ النارَ و الثلجَ المقيَّدَ في البياضِ المرِّ يأسرني انتقاؤكِ لي و يقتلني اشتباهُكِ في عواطفِكِ الحبيسةِ مثل عصفورٍ صغيرٍ و اختنقتُ أنا بنفسي و انكفأتُ على فراغي هارباً في حفرةٍ مفتوحةٍ لا قاعَ ينهي رفرفاتِ جناحيَ المعطوبِ أحتاجُ ارتطاماً وقتها لأضيعَ في حلمِ النهايةِ كان قلبُكِ قاسياً متورماً بالخوفِ أو ما لستُ أعرفهُ و يقسو كلما أمعنتُ أكثرَ في التقربِ منكِ قالت لي قديماً مرأةٌ لا تنتظرْ حتى تموتَ و لا تبادلْ مَنْ يضنُّ عليكَ بالحبِّ اشتياقاً أو كلاماً أنتَ وحدكَ من يقدِّرُهُ و جاءَتْ سكرةُ الحبِّ التي ما فقتُ منها و انتبهتُ لشعرةٍ في الصدرِ تكبرُ كلَّ يومٍ طولها دقاتُ قلبٍ فائضٍ بالذنبِ و الوجعِ النقيِّ و لونُها القمرُ الذي اعتصَرَتْهُ فينا نيةٌ لنحبَّ لكنْ ليسَ ينفعُ أن تحبَّ و لا تبوحُ و هكذا للكوخِ نافذةٌ بحجمِ الأمنياتِ و وردةٍ كانت لنا فتحولتْ في الصيفِ دوريَّاً و في صيفي أنا صبارةًو الشوكُ نصفُ الرملِ نصفُ الحرِّ نصفُكَ أيها القلبُ المقدَّدُ مثل لحمٍ مالحٍ و مدينتي لم تتنصرْ في الحربِ يوماً و انتصرنا نحنُ في تأمينِ موتى يائسينَ و ما نشاءُ من الجنازاتِ التي ما مرةً ضَمِنَتْ لهم جناتِ عدْنٍ كلنا موتى و لكنْ أيُّنا سيكونُ أجملَ عند أبوابِ القيامةِ نصفُ من أحببتهم ماتوا على مهلٍ و في صخبِ القذائفِ تحتَ أنقاضِ البيوتِ و عندَ منعطفٍ و في ثلاجةِ الموتى و تزدحمُ الشوارعُ بعدَها بالقائلينَ بأنهم شهداءُ و الأحياءُ أيضاً يعرفونَ اللهَ يقتربونَ منهُ و مرةً كان الجنودُ يحوِّطونَ البيتَ أسمعُ ركلَهم للبابِ ضابطهمْ يقول"افتاخْ هَدِيْلِتْ" و انتظرتُ لكي أموتَ بطلقةٍ في الرأسِ (سامي) لم يكنْ في البيتِ و انتهتِ البنادقُ بانسحابِ الجندِ خارجَ حيِّنا و عرفتُ أنَّ الموتَ يختارُ الرفاقَ بدقةٍ و يقولُ لي دوِّنْ رسائلَهمْ و ما قالوهُ في الحبِّ الذي ما جربوهُ أنا الذي جربتُ حبَّاً لم يكنْ متعاوناً لم تغترفْ وجعي و تلقِ الدلوَ في البئرِ القديمةِ لم تُعِنْ قلبي على تغييرِمجرى حزنهِ و تنازلتْ عن كلِّ شيءٍ و اكتفتْ بالذكرياتِ و لم تلاحقني و لكن لاحقتْ ظلي المكسَّرَ مثلَ أعوادٍ من الكبريتِ يشعلها احتكاكُ الصوتِ من شفتيكِ في أذنيَّ تلتهبُ المشاعرُ فجأةً يمتدُّ حرُّ لهيبِها للروحِ للجلدِ الرقيقِ لكلِّ شيءٍ قابلٍ للحرقِ للتغييرِ أعطتني مقابلَ ما اعترفتُ عبارةً جوفاءَ مثل الطَبْلِ أقرأها مراراً قمَّ أفقدَّ طعمها لا شيءَ فيها غيرَ أنَّ حياتَها ليستْ مهيأةً لحبٍّ واضحٍ أو مُلزِمٍ تحتاجُ حباً لا يطالبُها بشيءٍ تبتغي قُبَلاً بلا طعمٍ و همساً دونما معنىً و قلباً ليس ينبضُ هكذا ستكونُ عاشقةً من الورقِ المقوَّى من بقايا الفحمِ تحتَ رمادِ موقدِها الشتائيِّ الأخيرِ و حينَ تخبو النارُ أعرفُ أنها احترقتْ تماماً و استعادتْ موتَها شيئاً فشيئاً ليس يجديها التطاهرُ بالبراءةِ من مشاعرِها و يؤذيها التكلُّفُ في العباراتِ التي تجترُّها وقتَ العتابِ أو الفراقْ ،،،
                 
يتبع

اللوحة Georgy Kursaov
 

قناعات الطيور

 قناعات الطيور لا تكترثْ  يتسابقُ الموتى  ولا تجدُ الطيورُ لها مكانًا  في السماءِ وأنتَ قلبي دائمًا في حيرةٍ  وتطيرُ أبعدَ حيث يغلبكَ الفرحْ...