الأحد، 29 ديسمبر 2019

أوداليسك




أوداليسكْ
شعر: علاء نعيم الغول 

تتوسَّدينَ تمنيَّاتِكِ
 تعبثينَ بما سنفعلُ لو تقابلنا
 على طرفِ السريرِ وقدْ نزعْتِ
 عن البياضِ اللونَ أحمرَ في شفوفٍ
 أوقدتْ نزقَ الأصابعِ وهي تلمسُ
 عاجكِ المغموسَ بالضوءِ الجريءِ
 وشهوةٍ عُصِرَتْ على شفتيكِ
 وانتعظَ الفراغُ وشدَّكِ الهمسُ الذي
 فتقَ الوسادةَ مزقَ السِّتْرَ الذي حجبَ 
الحياءَ وكان صوتُكِ ذابلًا متوردًا
 كشقائقِ النعمانِ تنبتُ بين نهديكِ ارتواءً
 منكِ دفءُ الليلِ
 فيكِ تشققاتُ اللهفةِ الملأى
 بأسماءِ النبيذِ ومغرياتِ الخندريسِ
 وحين نصعدُ في اللهيبِ نكونُ
 قد جبنا البعيدَ من الخيالِ
 ولم ندعْ سببًا لنعلو صهوةَ الشغفِ الطريةَ
 وهي تعدو في شهيَّتِنا
 وما نمنا وقد نامَ الهواءْ.
الأحد ٢٧/١٠/٢٠١٩
شغف الحرير  

السبت، 28 ديسمبر 2019

صفحات واسعة



صفحاتٌ واسعة
شعر: علاء نعيم الغول 

يتبادلُ العشاقُ صفحاتِ
 الوداعِ يُسَطِّرونَ نهايةَ الخيباتِ
 أجملَ في حواشي البوْحِ
 ينتهزونَ فرصةَ ما تبقى من
 حنينٍ غامقٍ كمذاقِ قهوتِنا
 التي بردتْ كما صورُ المحطاتِ
 البعيدةِ غير أنكِ تعرفينَ علاقتي 
بالليلِ تنتسبينَ لي من فكرةٍ 
عفويةٍ وشفاهُنا مشدودةٌ كتوتراتِ
 الجلدِ عند الخوفِ أو وقتَ التصاقِكِ
 بي هنا تتغيرُ الساعاتُ تنتقلُ
 الحروفُ من الكلامِ إلى الأصابعِ
 أو دعاءٍ خافتٍ ألا ننامَ وقد تذكرنا
 القديمَ من الغناءِ حبيبتي هذي حياةٌ
 من هواءٍ حَكَّةٌ في الظهرِ تنزعها الأظافرُ
 من بصيلاتِ التعلقِ بالبقاءِ وأنتِ لي 
معنى التمردِ واغتصابِ الوقتِ 
من دقاتِهِ الخرساءِ 
فانتبهي معي للوردْ.
الأحد ٢٧/١٠/٢٠١٩
شغف الحرير        





الجمعة، 27 ديسمبر 2019

وتر لمعزوفة واحدة



وترٌ لمعزوفةٍ واحدة
شعر: علاء نعيم الغول 

عزفٌ على جسدٍ 
ومن بينِ الكلامِ 
تطيرُ أجنحةُ اليقينِ
 بأنَّ فيكِ خرافةَ السَّهَرِ القديمةَ 
فيكِ ما تركَ البخورُ على جبينِ 
المعجزاتِ وصرتُ أعرفُ ما أريدُ 
لكي أذوقَ جناكِ أولَ ما أفيقُ
 وفي غياباتِ الحنينِ فقأتُ أفكارَ
 الغوايةِ وانهمرْتُ على شفاهكِ باهتًا
 كالوردِ في تشرينَ فارتشفي معي
 هذا التعلقَ بالصدى علَّ الذي
 بيني وبينكِ لا يصابُ بما أصيبَ بهِ
 النهارُ وربما أنفاسُكِ اقتسمتْ معي
 نصفَ اشتهائي للتشردِ فيكِ يسحبني
 الضياعُ من المكانِ إليكِ يُنسيني الخطى
 وتلفني موتًا إليكِ يداكِ يعصرُني التوحدُ
 في مساماتٍ من الشبقِ الرقيقِ على قوامِكِ
 هكذا عزفَتْ أصابعنا على وترِ الترفْ.
الأحد ٢٧/١٠/٢٠١٩
شغف الحرير   

الخميس، 26 ديسمبر 2019

ترف البياض



ترفُ البياض
شعر: علاء نعيم الغول 

ماذا تغيرَ والمسافةُ
 بين نهديكِ احتضارُ الوردةِ 
البيضاءِ تنقيةُ اتهاماتِ القرنفلِ 
من ظلالِ الطيرِ تسويفُ اقترابِ شفاهِنا
 من بعضها وترنحاتُ الفكرةِ الأولى
 عن الشغبِ الذي يفضي لأستارِ 
البياضِ ومغرياتٍ غير نائمةٍ
 وقلبٍ لا يدقُّ إلى الوراءِ كساعةٍ قطعتْ
 مجراتِ السكونِ بنظرةٍ من بين هُدْبِكِ
 واعترفتُ بأنني لا أستطيعُ الإنتظارَ
 على الحيادِ فقطْ سيغسلُني البياضُ
 وأنتشي في لحظةٍ مسكونةٍ بتساؤلاتٍ
 غير كافيةٍ عن الباقي من الجسدِ
 الذي فتحَ الطريقَ إلى اشتهاءِ الكرزِ
 وامتدتْ يدي لتلامسَ الوهجَ الذي غطى
 انحناءَ العاجِ فيكِ وفي يدي أثَرٌ 
وعطرُكِ والمزيدُ من البياضِ
 يزيدُني ترفًا وحبْ.
السبت ٢٦/١٠/٢٠١٩
شغف الحرير     

الأربعاء، 25 ديسمبر 2019

وسائد دافئة




وسائدُ دافئةْ
شعر: علاء نعيم الغول 

غاياتُنا ضوءٌ
 وفي نياتِنا وعدٌ وبين يديكِ
 آثامُ الفضيلةِ والتعلقُ بالجنونِ
 وجذوةٌ قد أشعلتْ روحَ 
المُحِبِّ وهكذا تتوقعين الآنَ 
مني الإحتراقَ كما الرسائلُ
 في أتونِ البحثِ عنكِ وحينَ يسحبُنا
 عناقٌ ما سنتهمُ الهواءَ بما اقترفنا
 سوفَ ننفقُ ما لدينا من فراغٍ
 كي نعيشَ الوَجْدَ أشواقًا نجددها
 على طعمِ الشفاهِ وفي ملامحنا
 انهيارُ الصمتِ توقيتُ التنازلِ 
عن تماسكنا أمامَ الليلِ نفقدُ ما
 اجتهدنا أن يكونَ مخالفًا للنفسِ
 والماءُ الذي في الحلقِ شَهْدُكِ
 أو رضابٌ دافىءٌ وتوقعاتي الآنَ 
أنْ نبقى معًا بين الوسادةِ والتفاصيلِ 
المُعَدَّةِ للخروجِ من الزجاجةِ
 أنتِ لي معنى النبيذِ وما تبقى
 في النهايةِ من قُبَلْ.
السبت ٢٦/١٠/٢٠١٩
شغف الحرير 

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2019

تبادلات متساوية



تبادلاتٌ متساوية
شعر: علاء نعيم الغول 

تتآكلُ القُبَلُ التي لم تكتملْ
 كم ترتخي هذي الأصابعُ حين
 يلمسها الفتورُ ولا نذوبُ كما اتفقنا
 مرةً هي لحظةٌ تكفي بياضَكِ كي
 يبادلنا التحرشَ بانعتاقٍ ممكنٍ
 هذا وبين يديَّ أنتِ الآنَ لي
 تتجمعينَ كما الشظايا
 عند رأسِ المِغْنَطيسِ
 تُقسِّمينَ الزَّهْوَ رعشاتٍ على وَقْعِ
 الزفيرِ وتنهشينَ الصمتَ ما ارتفعَ
 الشهيقُ هو الخيالُ مشاغبٌ متلوِّنٌ كفراشةٍ
 ألقتْ على بابِ الحكايةِ حِمْلَها 
وتكسرتْ بين الأنينِ ورغبةٍ في أن يطولَ 
الصيفُ أغنيةً وعطرًا للوسادةِ
 إننا لا نعرفُ الدنيا ونعرفُ أننا جبناءُ
 عن قصدٍ ومراتٍ نصدِّقُ ما نراهُ 
على المرايا أو طريقِ البيتِ
 والوقتُ الذي يمضي
 بقايا ليلةٍ لم تكتملْ.
السبت ٢٦/١٠/٢٠١٩
شغف الحرير  

الاثنين، 23 ديسمبر 2019

بهاء الحقيقة



بهاءُ الحقيقة
شعر: علاء نعيم الغول 

ولَعُ الخزامى رغوةٌ تطفو
 على شفةِ الشفقْ
 هُدْبِ الخيالِ المستفزِّ و وشوشاتِ
 الريحِ تلتصقين بي وترددين
 معي انعتاقَ الصوتِ في بهوِ
 اعترافاتِ المساءِ وفيكِ تتخذُ 
الحقيقةُ لونها وبهاءها السريَّ
 تنتعلينَ صفو الزعفرانِ
 وتلبسينَ تموُّجَ البلَّوْرِ عاجُكِ
 زخرفاتُ الإنبهارِ وقطعةٌ نزلتْ من
 الشمعِ الخرافيِّ الذي أعطى
 انسيابَكِ ما ترينَ وما أرى 
بدأ الخزامى في اقترافِ الأمنياتِ
 وصرتِ لي نهرًا على بابِ الحكايةِ
 رغبةً لا تنتهي
 هذا المكانُ لكِ البدايةُ
 والنهايةُ قصةٌ محفورةٌ بين البنفسجِ
 واصفرارِ البرتقالةِ كيف تحملنا الحياةُ
 معًا لآخرِ بقعةٍ خلفَ الطيوفِ
 وعندَ نافذةٍ نقولُ كم الحياةُ جميلةٌ.
السبت ٢٦/١٠/٢٠١٩
شغف الحرير    

الأحد، 22 ديسمبر 2019

دبيب المفردات



دبيبُ المفردات
شعر: علاء نعيم الغول 

دعني أُلملمُ ما تحطمَ 
من دبيبِ النملِ أَحرقُ فكرةً علقتْ
 بزيتٍ في سراجِ المفرداتِ
 أُذيبُ ثلجَ مشاعرٍ بدأتْ تفتشُ
 عن صقيعٍ في أناملنا الرقيقةِ 
ثم دعني أحتسي عرقَ الطيورِ 
على موائدَ بين لونِ البحرِ والشمسِ
 البعيدةِ هكذا سأجيءُ من توِّي إليكِ
 لأجعلَ الوقتَ المُقَيَّدَ في أسِرَّتِنا عناقًا
 كالمسافةِ بين همسِكِ والمجرةِ
 أنتِ تتقدينَ بين يديَّ أسرعَ 
من فناءِ فقاعةٍ تتورَّدينَ كشهوةٍ محمومةٍ
 في الجلدِ تقتسمين قلبي بين قلبكِ والعرَقْ
 وأنا هنا وهناكَ أنتِ تُأرجحينَ الليلَ
 تنتشلينَ لوني من بياضكِ 
ثم يغلبُني النعاسُ على تفاصيلِ العناقِ
 كفرصةٍ أخرى لأهربَ فيكِ
 من هذا الهدوءِ إلى الشغبْ.
الجمعة ٢٥/١٠/٢٠١٩
شغف الحرير     

الجمعة، 20 ديسمبر 2019

مدينة للقصف



مدينةٌ للقصف
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ أدعيةٌ وأيامٌ 
من الماضي وفي الدنيا اختلاقاتٌ
 وشيءٌ لا يُصَدَّقُ والشوارعُ
 كم تضيقُ بأهلها
 يا أيها البلدُ الصغيرُ
 كم احتملتَ وكم حملنا همَّكَ المزروعَ
 عوسجةً وشوكًا في مخيلةِ الجدودِ
 وفي معاني الحبِّ في هذا المكانِ
 هنا المكانُ وإننا لسنا كما نحتاجُ
 واتسعتْ صفاتُ البحرِ واتسعتْ
 نواحي الرملِ واخترنا الحقيقةَ
 أن تكونَ كما نريدُ ولا كما تجدي
 وهذا ما تبينَ بعدَ هذا الوقتِ
 وانقسمَ المكانُ وشاعَ في البلدِ الشعورُ
 بأننا لسنا من الأهلِ القدامى
 إنهُ البيتُ المُعَدُّ لما تريدُ عظاءةٌ
 وصغارُها والنارُ نارٌ والمساءُ مشابهٌ 
للنومِ بعدَ الظهرِ أو أثناءَ قصفِ 
مدينةٍ مأهولةٍ.
الجمعة ٢٠/١٢/٢٠١٩
بيت العظاءة

جمال السحر


جمالُ السَّحَرْ
شعر: علاء نعيم الغول 

ما صوتُنا إلا تسابيحُ السَّحَرْ
 يا لائمي في حبِّها ما مرةً جربتَ
 أو عشتَ الذي كم عشتهُ في قربِها
 ما مرةً خطرتْ ببالكَ فكرةٌ لتحبَّ
 فاستغربتَ واستَكْثَرْتَهُ دعني
 أرتبُ ما أرتبهُ لها منذُ الصباحِ
 إلى الرواحِ هناكَ رائحةُ الحياةِ
 وبسمةٌ منها كبابٍ واسعٍ يفضي
 لفردوسٍ برائحةِ السفرجلِ والبخورِ
 الحرِّ أعرفها كأني أعرفُ الملكوتَ من
 أبراجهِ وبروجهِ يا حاديَ اللذاتِ مُرَّ
 فبيتُنا دومًا هناكَ هناكَ تلقاني
 لأسقيها نبيذَكَ من دنانٍ أُتْرِعَتْ 
وشفاهها خَوْخٌ تخَمَّرَ في شفاهي
 طابَ مُرْتَشَفُ الهوى وتزينَتْ أحلامُنا
 حتى إذا فرغَ النهارُ رجعتُ
 للصوتِ الذي جعلَ المكانَ لنا 
نعيمًا والسَّحَرْ.
الجمعة ٢٠/١٢/٢٠١٩
أنثى اللوتس     

نبضات


نبضاتْ
شعر: علاء نعيم الغول 

نصفانِ نحنُ
 تهاوتِ الأسماءُ وانشغلَ
 الخيالُ أم الخيالُ بنا انشغَلْ
 قلبانِ نحنُ
 تداخلتْ نبضاتُنا وتشققتْ
 منها النياطُ وإنَّهُ حبٌّ وما بين
 العناقِ ولهفةٍ مغزولةٍ بحريرِ
 ملمسكِ المضيءِ وأنتِ تمتدينَ
 من نبضي لنبضي من فراغٍ
 بيننا لمسافةٍ صِفْريَّةٍ
 لا شيءَ ينزعُنا تلاصقْنا كصمغِ
 الكهرمانةِ واتحدْنا في جنونٍ واضحٍ
 حتى إذا اشتدَّ السكونُ سمعتُ
 رعشاتِ الملوحةِ بيننا
 صوتَ انكسارِ الماءِ
 في ريقِ الزُّهَيْرَةِ وهي تنتفضُ
 اتقاءً للتفاوتِ في السخونةِ واللهاثِ
 وإنَّهُ النَّضْحُ المفاجىءُ يجلبُ العطشَ
 اللذيذَ ونحنُ نصفانِ اعترفنا أننا
 في هذهِ الغرفِ الصغيرةِ
 لا نخافُ من الهوى
 كم نشتعلْ.
الجمعة ٢٠/١٢/٢٠١٩
أنثى اللوتس  


هيولى العشق


هَيُولَى العشق
شعر: علاء نعيم الغول 

أنثى
 تفاصيلُ الزجاجِ ورغوةُ
 البلَّوْرِ عاجٌ ليسَ منحوتًا على عجلٍ
 أراني و ابتسامتُها هَيُولَى
 صورتي نَسْجِي وترجمتي
 على إيقاعِ هذا الصوتِ أصبحُ
 ما أنا في لحظةٍ تجتاحُني فيها بلذَّتِها
 الجريئةِ تستبيحُ فحولةَ النظراتِ بالنظراتِ
 تسبقُني إلى نفسي بنهديها
 ويأخذني دوارُ الشهوةِ المفتوحُ
 في بحرِ اشتياقي
 يا حبيبتيَ البعيدةَ يا ابتكارَ الشمسِ
 للصَّهْدِ الذي لفحَ الوجوهَ وجفَّفَ 
الطينَ العفيَّ وفاضَ من عَرَقي على
 كفَّيْكِ ما يكفي لتنهزمَ الفحولةُ
 بين ساقيكِ اللتينِ تَمَنَّتَا ألَّا يجفَّ
 الريقُ من عطشٍ وفاءً للبياضِ وللجنونِ
 الأنثويِّ على حدودِ الكونِ فيكِ
 وأنتِ قلبي المحترقْ.
الجمعة ٢٠/١٢/٢٠١٩
أنثى اللوتس 

كان يا ما كان


كان يا ما كان
شعر: علاء نعيم الغول 

جئنا وما جئنا 
وهذا الماءُ أعسرُ ما يكونُ
 وكان يجري في عروقِ السرخسياتِ
 البعيدةِ كان يفتحُ شهوةَ الطينِ
 الغريبةَ كان ممتدَّا كريقٍ سائغٍ
 كنَّا نرتبُ قبلةً كنا عرايا والمكانُ
 مناسبٌ ليكونَ مأوى الخَلْقِ وانجذبَ
 الضعيفُ إلى الضعيفِ وكلُّ ما في
 الماءِ يجذِبُ واكتفى بالزهرِ أولَ 
ما اكتفى باللوتسِ المشقوقِ والملتاعِ
 والمنهوكِ ما كنا كما نبدو عليه الآنَ
 ما كنا سوى نارٍ تأججُ في مفاصلنا
 وكان الماءُ يطفىءُ ثمَّ يغلي ثم يلقينا
 على ظهرِ السريرِ على الأرائكِ والملاءاتِ
 النظيفةِ ربما جئنا لنعرفَ أو نظلَّ بدونِ
 أجوبةٍ وهذا ما تراهُ حياتُنا شئنا
 هنا أم لم نشأْ حتى هناكَ فقط 
سنبقى عاجزينْ.
الجمعة ٢٠/١٢/٢٠١٩
أنثى اللوتس

حبيبتي أنثى السماء


حبيبتي أنثى السماء
شعر: علاء نعيم الغول 

أنثاي أنثى من هواءِ مجرةٍ
 سالتْ نجومًا في شقوقِ الليلِ في
 قلبي الصغيرِ وفي مخيلتي التي
 لا تنتهي فيها المسافةُ أنتِ لي
 ما ليسَ يمكنُ أنْ يكونَ لوردةٍ
 أو أن تطيرَ بهِ الفراشاتُ الجميلةُ
 أنتِ وحيٌ من وراءِ المغرياتِ ومن
 خيوطِ الغيبِ تنغمسينَ في فيضِ
 الأماني الواسعاتِ وحين تتسعُ
 السماءُ أراكِ وجهًا من صفاءٍ هادىءٍ
 كالنومِ مين يجيءُ كالصحوِ الرقيقِ
 كقطرةٍ سقطتْ على وجهِ النهارِ
 وأنتِ أنثى الوقتِ هذا العمرِ تجريدُ
 الحياةِ من ادعاءاتِ الحياةِ وأنتِ
 في نفسي كما في الشمسِ سرُّ بقائنا
 يا فتنتي والنومُ أفضلٍ كم أحبكِ
 هكذا قالتْ لي الغيماتُ
 في تشرينَ في هذا المكانِ
 وفي المساءْ.
الكمعة ٢٠/١٢/٢٠١٩
أنثى اللوتس     

هدوء ما قبل السَّحَر


هدوءُ ما قبلَ السَّحَرْ
شعر: علاء نعيم الغول 

كنَّا معًا قبلَ السَّحَرْ 
ما كانَ منَّا غير أَنْ نبقى وفي
 عينيكِ ما في قلبيَ المفتوحِ
 من شغفٍ وجرَّبْنا التمادي في
 الودادِ وكان مِنَّا ما يكونُ
 وكان في عينيَّ ما في وجهكِ
 الورديِّ من صِدْقٍ وحاولنا ابتزازَ
 الشهدِ فينا كان يمكننا الوصولُ إليهِ
 لكنْ دَقَّ وقتٌ لم يُعِنَّا وانتهت قبلاتُنا
 لهَفًا ونِمْنا غير أني لم أنَمْ
 ويداي تحتضنانِ طيفَكِ تمسكانِ
 بدفئكِ الممتدِّ من ساقيكِ حتى منتهى
 جِيدٍ يذوبُ مع العناقِ وصرتُ أقربَ
 للتلاشي في أثيركِ ناسيًا أنَّي هنا
 وهناكَ أنتِ ولم نعدْ متباعدَيْنِ بلِ انصهرنا
 في مساماتٍ تحاولُ أنْ تُبَرِّدَنا 
حبيبتي الجميلةَ
 كان وجهُكِ قطعةَ القمرِ النقيةَ
 ليس أنقى من ندى نهديكِ
 ليس كزهرةِ اللوتَسْ.
الجمعة ٢٠/١٢/٢٠١٩
أنثى اللوتس  

تساؤلات ممكنة


تساؤلاتٌ ممكنة
شعر: علاء نعيم الغول 

وكم من مرةٍ سنعيشُ
 كم من وردةٍ ستكونُ بين الحوضِ
 والمَمْشَى وكم من صورةٍ بقيتْ 
على المرآةِ تعرفُنا ونعرفُها
 وهذا كلهُ قدَرٌ وأنتِ مناوراتُ
 الروحِ تنسيقُ المكانِ مع الأغاني
 غيمةٌ بيضاءُ من عِطْرٍ تصاعدَ
 في السماءِ وكم أنا وحدي وفي
 عينيكِ صرتُ الآنَ أكبرَ من فضاءِ 
الطيرِ أعرفُ مَنْ أنا وإليكِ مرتَحَلي
 وشكوايَ الأخيرةُ من فراغِ العمر فاحتملي
 شفاهي وهي ترسمُ فوقَ خدِّكِ زهرةً
 فوَّاحةً وتأملي عينيَّ حتى تهربي في آخرِ
 الموجِ الذي سحبَ الموانىءَ
 من شواطئِها وفي نفسي جراحٌ
 من جراحٍ فرصةٌ للانطلاقِ من البدايةِ
 أنتِ لي وعدُ الفراشةِ والطريقِ
 وما سيبقى في زمانٍ قادمٍ.
الجمعة ٢٠/١٢/٢٠١٩
أنثى اللوتس

إله وعبيد


إلهٌ وعبيدْ
شعر: علاء نعيم الغول 

عبَدوكَ
 ماذا فيكَ من صفةِ
 الإلهِ لكي تُنَزِّلَ رَحْمَتَكْ
 أو قُلْ عذابَكَ أيها المنحوتُ
 في حجَرٍ وجِذْعٍ في كهوفٍ
 عَظَّمَتْكَ وأنتَ عَرْشُكَ في القلوبِ
 فما السبيلُ إلى اغتنامِ محَبَّتِكْ
 والإبتعادِ عن الذي قد يُغْضِبُكْ
 هذي جموعُ العابدينَ أمامَ بابكَ
 خُشَّعٌ يتبتَّلونَ ويعرقونَ لعلَّ عينكَ
 بالرضا يومًا تفيضُ لهم خلاصًا
 في ليالي الجوعِ أو عطشِ الضمائرِ
 ما القرابينُ التي تغريكَ حتى تفتحَ
 الوادي لينبتَ زرعهُمْ
 يا أيها المعبودُ في تلكَ
 القبائلِ كيفَ تجعلهمْ كما تهوى
 تُمَجِّدُكَ الأيادي
 هَلُولُويا هَلُولُيا
 يا حبيبتيَ البعيدةَ
 قصتي هي قصَّتُكْ
 والروحُ أنتِ وما قرَأتُ أقولُهُ 
وإليكِ قرباني الذي لا ترفضينْ.
الخميس ١٩/١٢/٢٠١٩
أنثى اللوتس     

حكاية البرد


حكايةُ البداية
شعر: علاء نعيم الغول 

الوقتُ يشبهُنا وليس بمُشْتَبَهْ
 والنهدُ ليسَ خطيئتي بل صورتي 
فيكِ اشتهيتُ ولا خلافَ على
 الطريقةِ في الهوى ساقانِ من عاجٍ
 ومن ساقَيْكِ أعبرُ
 كلُّ ما في النفسِ مُتَّفَقٌ عليهِ
 ولا خلافَ على مداعبةِ الخيالِ
 توقعي مني المزيدَ 
فلا أنا مُتَغَيِّرٌ شيئًا ولا أنتِ 
اختصارُ الذاتِ
 في جسدٍ تلوَّى بين أذرعِنا
 تولَّى أيها الماءُ التودُّدَ واستبقْ
 سيلَ الغرامِ بما يليقُ بطبعكَ الشبقيِّ
 ليس النَّهْدُ آخرَ ما توقَّعْنا ولا حتى
 سننسى كيف جاءتنا البدايةُ
 في ارتعاشاتِ الحروفِ
 وقيلَ إنَّ الماءَ كانَ الروحَ يومًا ما
 وقد فقأَ الهوى جدرانَها فإذا هي
 الآن الأثيرُ وما تبقى ظلَّ فينا ساكنًا
 حتى إذا اشتدَّ العناقُ
 توهجتْ وتحولتْ ماءً ليشبعَ
 غِلْمَةَ اللوتسْ.
الخميس ١٩/١٢/٢٠١٩
أنثى اللوتس     

خرافات أخرى


خرافاتٌ أخرى
شعر: علاء نعيم الغول 

شيطانةَ الليلِ الدفينةَ
 في الخرافةِ في الحكاياتِ الغريبةِ
 كيفَ جئتِ وأيُّ أحلامٍ ستصعدُ 
من شهيتكِ التي عُجِنَتْ بماءٍ مِنْ عَرَقْ
 كيفَ انتبهتِ لِمَنْ يفيقونَ انشغالًا
 وانسجمتِ معَ التنهُّدِ لا يراكِ
 العاشقونَ فقط دبيبٌ منكِ يسري
 في خلاياهمْ فيشتعلونَ لا وعيًا ولا صمتًا 
وحينَ يكونُ نصفُ الليلِ
 تنكسرُ القواريرُ المليئةُ
 بالنبيذِ وشَهْدِ ماءٍ من حليبٍ
 قد تخثَّرَ في هواءٍ شَفَّهُ 
وتجدَّلَتْ شغفًا مفاصلُنا على عُرْيٍ
 وضَوْءٍ خافتٍ وانهارتِ اللغةُ السخيةُ
 حين مزَّقَها اللهاثُ وطارتِ الورقاءُ أعلى
 ثمَّ أعلى وانتشتْ حتى إذا بلغَتْ نهايتَها
 تعافى الليلُ وانطفأتْ قناديلُ الولوجِ
 إلى ثقوبِ الروحِ والليلُ المكانُ المُبْتَغَى.
الخميس ١٩/١٢/٢٠١٩
أنثى اللوتس           

أماكن الشمس


أماكنُ الشمسْ
شعر: علاء نعيم الغول 

ما غربتي هذا المكانُ
 ولا المدينةُ لا الشوارعُ والتسكعُ
 في محطاتِ الذين تخلصوا
 من ذكرياتِ الأمسِ لا البحرُ المهاجرُ
 في مسافاتِ النوارسِ
 والموانىءُ وهي تدفعُ بالرحيلِ
 إلى الرحيلِ وإنما نهداكِ لي ما ضاعَ
 مني في الغيابِ وفي اعترافاتي التي
 مزَّقْتُهَا شغفًا إليكِ وأنتِ أنثى الروحِ
 شمشٌ أدركتْ أني غريبٌ فانحنتْ
 دفئًا على وجهي وصدري وانسحبتُ
 من الشكوكِ إلى اليقينِ وصرتُ أعرفُ
 فيكِ أسماءَ الحقيقةِ والتجلِّي في مقاماتِ
 التوحُّدِ والتبتُّلِ غربتي في ظلِّ هذا
 التوتِ حين يذيقُني سرَّ التعافي
 من ملاحقةِ السرابِ وما تساقطَ في
 الطريقِ إلى أماكنَ لستُ أعرفها
 وأعرفُ أنني فيكِ العشيقُ المغتربْ.
الخميس ٢٩/١٢/٢٠١٩
أنثى اللوتس

شهادات قديمة



شهاداتٌ قديمة
شعر: علاء نعيم الغول 

كانوا قديمًا يقرأون الحبَّ
 يا أنثى الهواءِ
 على أظافرهمْ
 ويختصرونَ ما فقدوا من الشهواتِ
 بالرقصِ الجريءِ على ضفافِ
 بحيرةٍ زرقاءَ كان العُرْيُ طَقْسًا 
هادئًا يكفي لتكشفَ ما لديها الشمسُ
 من عبثِ الصبايا الكاعباتِ
 وكيفَ كنَّ منعماتٍ ينتشينَ
 أمامَ طلْعِ الزهرِ يستلقينَ فوقَ
 العشبِ يستمطرنَ عشقًا غامقًا
 يتلو على لونِ الجلودِ تنهداتِ الإستكانةِ
 للوجودِ وما تكررهُ الحياةُ
 وقسوةُ الدنيا الفراغُ
 ورغبةٌ تنمو كشوكٍ غائرٍ في الظهرِ
 في الحلقِ الذي جفَّ ابتهالًا
 وانثنتْ كلُّ المفاصلِ نزوةً أخرى 
على طرفِ السريرِ وفي الرؤى الحمراءِ
 كلُّ العارفينَ الآن يعترفونَ
 أنَّ الناسَ ما كانوا قديمًا محْبَطينْ.
الأربعاء ١٨/١٢/٢٠١٩
أنثى اللوتسْ 

وهذا أولا


وهذا أولًا
شعر: علاء نعيم الغول 

مأوى وسلوى
 قطعةٌ لا تُستَطَاعُ وتستطيعُ
 فلا ارتياحَ ولا سكونَ مجازفاتٌ
 منتهاها الإنزياحُ لغايةٍ فيها بداياتٌ
 وتأريخُ الهوى وتنازلاتٌ شَرَّعتْ
 متَعًا هناكَ وحرَّمَتْها في مكانٍ آخرٍ
 هي قصةٌ بسَطَتْ
 قداسَتَها وعُهْرَ القائمين على الفضيلةِ
 والرذيلةِ زهرةٌ في الماءِ من ماءٍ ودفءٍ 
كلُّ مَنْ مرُّوا عليها غادروها
 طائعينَ لها وأضحتْ قِبْلَةً
 جوعًا وشكوى
 مَرْجَمًا 
حُفَرَ العذابِ ولذةً ممنوعةً
 وتزينتْ بنقوشِها جدُرِ المعابدِ والقبابُ
 وكلما رُفِعَتْ نذورٌ للإلهِ تَعَّوذوا
 من شرِّها والسحرِ
 يا هذا الذي جمَّعْتَ أو فرَّقْتَ
 قد أضحيتَ في أسفارِ مَنْ عبدوا
 رجيمًا مَأثَمًا
 وأنا أقولُ لكَ اتسعْ في الماءِ
 إنكَ زهرةُ اللوتسْ.
الثلاثاء ١٧/١٢/٢٠١٩
أنثى اللوتس         

وهذا أولا


وهذا أولًا
شعر: علاء نعيم الغول 

مأوى وسلوى
 قطعةٌ لا تُستَطَاعُ وتستطيعُ
 فلا ارتياحَ ولا سكونَ مجازفاتٌ
 منتهاها الإنزياحُ لغايةٍ فيها بداياتٌ
 وتأريخُ الهوى وتنازلاتٌ شَرَّعتْ
 متَعًا هناكَ وحرَّمَتْها في مكانٍ آخرٍ
 هي قصةٌ بسَطَتْ
 قداسَتَها وعُهْرَ القائمين على الفضيلةِ
 والرذيلةِ زهرةٌ في الماءِ من ماءٍ ودفءٍ 
كلُّ مَنْ مرُّوا عليها غادروها
 طائعينَ لها وأضحتْ قِبْلَةً
 جوعًا وشكوى
 مَرْجَمًا 
حُفَرَ العذابِ ولذةً ممنوعةً
 وتزينتْ بنقوشِها جدُرِ المعابدِ والقبابُ
 وكلما رُفِعَتْ نذورٌ للإلهِ تَعَّوذوا
 من شرِّها والسحرِ
 يا هذا الذي جمَّعْتَ أو فرَّقْتَ
 قد أضحيتَ في أسفارِ مَنْ عبدوا
 رجيمًا مَأثَمًا
 وأنا أقولُ لكَ اتسعْ في الماءِ
 إنكَ زهرةُ اللوتسْ.
الثلاثاء ١٧/١٢/٢٠١٩
أنثى اللوتس         

الخميس، 19 ديسمبر 2019

حلوى البياض



حلوى البياض
شعر: علاء نعيم الغول 

حلوى ورائحةُ البياضِ 
تنهداتُ المِسْكِ أسرعُ بين جلدِكِ
 والقميصِ وفي المسافةِ بين نهديكِ
 الغوايةُ والطريقُ إلى غياباتِ
 الحقيقةِ رعشةٌ مكتومةٌ كالصوتِ
 في حلقِ الفراشةِ رغبةٌ ممزوجةٌ بالإنهيارِ
 على حدودِ القبلةِ الأولى وفي شغفِ
 الحريرِ تنامُ ذائقةُ الفراغِ
 وملمسُ الشهواتِ نكهاتُ النبيذِ 
وطعمُ ريقكِ والبياضُ تغيراتٌ
 في نسيجِ الليلِ قبلَ تساقطِ الآهاتِ
 فوقَ وسائدِ النومِ العفيَّةِ
 هكذا شفتاكِ تنتهكانِ أوجاعَ
 التشوِّقِ ثم تقتربانِ من شهدِ النشيدِ
 أمامَ مرآةٍ تحاولُ أنْ ترانا مرتينِ 
وبيننا ما بيننا هذا الترنُّحُ والمدى
 ذاكَ التساؤلُ واحمرارُ الكرزِ
 ثمَّ توقعي مني التناثرَ
 بينَ عطركِ واشتهائي للفرحْ.
الجمعة ٢٥/١٠/٢٠١٩
شغف الحرير 

بعث وبعث



بعثٌ وبعثْ
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ نحنُ وغرفةٌ
 من نصفِ بابٍ والخزانةُ فارغةْ
 لا شيءَ يدهشُ في الغيابِ
 ولا أنا سأعودُ مبتسمًا كما قالتْ
 لي العنقاءُ حينَ حريقُها لفَّ
 المكانَ وكنتُ وحدي في مواجهةِ
 التلاشي والخروجِ من الرمادِ وليس
 يبعثُني من الموتِ النداءُ فقط أنا
 لا موتَ لي بلْ خلْدُ هذا الكونِ
 في كونٍ يوازي ألفَ كونٍ
 لن تراني هكذا بل لن تخافَ على
 الحقيقةِ مثلما حاولتُ قبلَكَ
 أيها الساعي وراءَ الوهمِ
 في البيتِ النوافذُ لا تراعي البحرَ 
لا تخشى الهواءَ ولا احمرارَ الشمسِ
 هذا القلبُ لي والماءُ في البئرِ البعيدةِ
 ما يزالُ كما شربنا صافيًا
 والرملُ يعرفُ أننا لم نحتملْ يومًا
 غزاةً آخرينَ
 ولا سلامَ على البغيِّ المغتصِبْ.
الخميس ١٩/١٢/٢٠١٩
بيت العظاءة 

الأربعاء، 18 ديسمبر 2019

أشياء قديمة



أشياءُ قديمة
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ لي صَدَفٌ وموجُ
 البحرِ رأسُ محاربٍ في الرملِ
 أوسمةٌ من الفخَّارِ والعاجِ
 القديمِ وشعرُ عماتي العجائزِ
 في ليالي البردِ كنتُ أخافُ
 من أشكالهنَّ وكنتُ أخشى أَنْ
 يرينَ ملامحي وأنا صغيرٌ
 أشبهُ الدوريَّ رائحةَ الصقصلي
 والزرازيرَ التي كانت تهاجرُ
 في غيومٍ من بعيدٍ أسمعُ
 الدنيا ترتبُ لي مكانًا ما
 وفي البيتِ احتميتُ بذكرياتي
 كلها تقفُ العشيةَ بين مرآتي و وجهي
 ما الذي ما زالَ في قلبي ورأسي
 حولَ هذي الأرضِ حولَ مدينتي
 ورفاقِ دربي الطيبينَ
 وحين أهدأُ لا أرى شيئًا سوى
 نفسي وظلي والمكانِ وما تبقى لي
 هنا وهنا الكثيرُ من الذي لا بدَّ
 من تفسيرهِ يومًا بيومْ.
الأربعاء ١٨/١٢/٢٠١٩
بيت العظاءة     

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2019

حروف سريعة


حروفٌ سريعة
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ فوضى النهرِ 
تغييرُ احتمالاتِ الحروفِ
 تمزقُ الغيماتِ عند ظهيرةٍ 
رسمتْ على وجهِ المدينةِ صورةً 
للبحرِ في عينيكِ توقيتُ العلاقةِ 
بين أحلامِ الندى والنرجساتِ 
وهكذا بكتِ المسافةُ عطرها فوقَ
 الهواءِ وفاحَ من خطواتِنا عبقُ الطريقِ
 إلى الطريقِ وأنتِ تنتعلينَ رملَ البحرِ 
تقتربينَ من نزقِ الفراشةِ أو بقايا
 البيلسانةِ هكذا فوضى العيونِ تحوكُ
 ذائقةَ الكلامِ وشهوةَ الليلِ الطليقةَ
 في جفونٍ أيقنتْ أنَّ العناقَ مسافةٌ
 أخرى ترانيمُ احتضارٍ بين لونِ الشمعِ
 والصمتِ الطويلِ وبيننا ما لستُ أعرفُ
 ما تمنينا ولكنْ ليس يحدثُ 
أو أنا متعلقٌ بحكايةٍ مسكونةٍ بحكايةٍ
 والقلبُ أولُ صفحةٍ في الحبْ.
الجمعة ٢٥/١٠/٢٠١٩
شغف الحرير

الأحد، 15 ديسمبر 2019

حكايات البطولة



حكاياتُ البطولة
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ يجري الماءُ
 من جبلٍ بعيدٍ من قرىً تبدو
 على صدرِ التلالِ وليس من
 عطشٍ نموتُ وليس من سغبٍ 
سنفنى إنما من وعكةٍ في النفسِ
 في الروحِ التي لم تحتملْ معنى
 البقاءِ وأطلقتْ فينا العظاءةَ
 تعتلي ظهرَ المكانِ وترقبُ الماشينَ
 تتركنا بلا أهلٍ وجيرانٍ وأذكرُ
 أنني بالأمسِ كنتُ مناضلًا
 وأحبُّ رائحةَ البطولةِ في حكاياتٍ
 من الماضي وأسماءِ الذين تكوَّموا
 في ذكرياتِ الحيِّ ما من مرةٍ
 فكرتُ في تركِ المدينةِ
 لستُ مضطراً لتغييرِ اتجاهِ
 الوقتِ تبسيطِ الحقيقةِ كي أكونَ
 مشاركًا في صنعِ ما يجري
 وهذا البيتُ تجري الريحُ في جنباتهِ
 وننامُ مضطرينَ كيلا يتعبُ
 القلبُ الذي لا يهترىءْ.
الأحد ١٥/١٢/٢٠١٩
بيت العظاءة     

السبت، 14 ديسمبر 2019

عظاءات سمينة




عظاءاتٌ سمينة
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ مَنْ قالوا
 ومَنْ فعلوا ومَنْ فقدوا على طولِ
 الطريقِ صغارَهم ولسانَهمْ
 هي هكذا لم تختلفْ حتى
 الحياةُ هنا ولسنا قادرينَ على
 افتعالِ الخيرِ والتغييرِ
 قالوا وانتهت بالقولِ
 ما كتبَ الرواةُ الآنَ في الخُزُنِ
 القديمةِ في سلالِ المهملاتِ
 وبائعِ الفولِ السوداني
 وانتهينا في دوائرَ أفرغَتْنا
 من مضامينِ الوجودِ ونحنُ أفرغنا
 الصدورَ من الضمائر
 هكذا شيءٌ بشيءٍ
 لا هروبَ ولا بقاءَ ولا سكونَ
 فقط ظلالٌ غير آمنةٍ
 وفي الدنيا هنا الدنيا
 كثيرٌ من برودٍ واتكالٍ مؤسفٍ
 والبيتُ حاويةُ النقائضِ والعظاءاتِ
 السمينةِ في شوارعَ لا تفيضُ بأهلها
 فقطِ الذين تسللوا بالأمسِ صاروا
 بيننا وبيوتُنا صارتْ لهمْ.
السبت ١٤/١٢/٢٠١٩
بيت العظاءة   

الجمعة، 13 ديسمبر 2019

حقائق واضحة



حقائقُ واضحة
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ شوقٌ راحلٌ
 موتى بلا وجعٍ وبحرٌ ليس
 مُهْتَمًّا وصاريةٌ لأشرعةٍ 
من الماضي وأوراقٌ مخبَّأةٌ
 بأسماءِ الذين تآمروا واستعذبوا
 خنقَ المدينةِ والشعاراتُ التي
 غطتْ شوارعَنا تعرَّتْ من حقيقتِها
 وصرنا نعرفُ الجبناءَ والحمقى
 ومَنْ قُتِلوا على أيدي الذين استأذبوا
 في الليلِ ما هذا الذي لا ينبغي 
التحقيقُ فيهِ الآنَ هذا البيتُ
 ذاكرةٌ تساوي بينَ من مرُّوا ومَنْ
 لا يستحوون وهكذا في الحبِّ ما في
 الحربِ ما في الموتِ ما في أمنياتٍ
 لا تُحَقَّقُ والطريقُ إلى الخلاصِ
 يناسبُ الجوعى ويتهمُ الذين ينافقون
 لكي يظلُّوا ينعمونَ بدونِ أوسمةٍ
 وقد كذبَ الذينَ يصوِّرونَ الموتَ
 لوحاتٍ من المجدِ التليدْ.
الجمعة ١٣/١٢/٢٠١٩
بيت العظاءة 

الخميس، 12 ديسمبر 2019

البيت الكبير



البيت الكبير
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ عاصفةٌ
 ورملٌ غربةٌ وحديقةٌ مكسوةٌ
 بالرملِ أيضًا والدخانُ يلفُّ
 أبراجَ المدينةِ عاليًا كالريحِ منطفئًا
 كقلبٍ منكسرْ
 وأنا هنا دومًا وحيدٌ سائرٌ
 بين البيوتِ وفي شوارعَ
 سافرتْ زمنًا طويلًا في هواءٍ 
ليسَ ممتلئًا بزهرِ الصيفِ أو نيسانَ
 بيتٌ يحترقْ 
والماءُ ماءُ الملحِ
 كم عطشُ الطريقِ يصيبُني
 بالإمتعاضِ لأنني بين الحياةِ
 وكلِّ هذا الشوقِ أحلمُ بالمزيدِ
 من التوحدِ في هوائكِ يا حبيبتي
 الجميلةَ إنهُ البيتُ القديمُ وبين هذا
 الصيفِ والصيفِ البعيدِ حكايةٌ
 مكسورةٌ كزجاجِ نافذةٍ أتتها
 الحربُ من كلِّ اتجاهٍ هكذا للقلبِ
 ما للروحِ من أشياءَ تكبرُ بين جدرانِ
 المنازلِ إنهُ البيتُ الكبيرْ.
الخميس ١٢/١٢/٢٠١٩
بيت العظاءة   

الأربعاء، 11 ديسمبر 2019

عيون غير واسعة





عيونٌ غير واسعة
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ رأسٌ فاسدٌ
 عينانِ جاحظتانِ أوساخُ الطريقِ
 وناقلاتُ الجندِ والعبثِ الذي ملأَ
 المكانَ فلا هواءَ هنا ولا صوتُ 
العصافيرِ القديمِ يدورُ في شمسِ
 الصباحِ تغيرتْ هذي المدينةُ صارَ
 فيها المنتمونَ لغيرِنا والغارقونَ
 ولا ترى أحدًا من الماضي فقط أشلاءَ
 من كانوا على أبوابهم يقفونَ في
 أيديهمُ النوارُ والدوريُّ والفرحُ المليءُ
 بكلِّ ما في الروحِ من أشياءَ مفرحةٍ
 وفي البيتِ الكثيرُ من الغرورِ وعزةِ
 النفسِ الكريهةِ ما علينا لو فتحنا
 البحرَ واجتزنا الحدودَ إلى حدودِ 
الرملِ والغيمِ البعيدِ فقط نريدُ
 الإبتعادَ عن الرذاذِ وما سيؤذينا
 ومن حكموا المدينةِ لا يراعونَ الفروقَ
 ويفشلونَ متى أصابهمُ الفزعْ.
الأربعاء ١١/١٢/٢٠١٩
بيت العظاءة  

الاثنين، 9 ديسمبر 2019

مقامرون وخاسرون



مقامرون وخاسرون
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ نعرفُ كم خسرْنا
 كم تراجعنا وكم للوقتِ حجَّتُهُ
 علينا ما الذي قمنا بهِ ما هكذا
 تُبْنَى المدينةُ أو يُرَبَّى الطيرُ تجعلُنا
 العلاقاتُ الرديئةُ سيئينَ وخارجينَ
 على الحياةِ وضاعَ أجملُ ما تمنينا
 وما زلنا نجازفُ بالمزيدِ كمن
 يقامرُ مدركًا أنَّ الخسارةَ فرصةٌ
 لخسارةٍ أخرى وتبعدُنا الحدودُ
 وفي مخيلتي بقايا زهرةٍ كانتْ أمامَ
 نوافذِ الموتى ومن راحوا
 ومن رحلوا هنا بيتُ التآمرِ والخيانةِ
 واقترافِ الموبقاتِ لديَّ ما يكفي لتجارِ
 الحروبِ من اتهاماتٍ ومن قلبي
 سلامٌ للطيورِ وللرفاقِ الطيبينَ
 وبعدما اتسعَ الهواءُ سكنتُ
 في نفسي وقلبِ حبيبتي
 والحبُّ لي
 ما الماءُ للعطشِ الشديدْ.
الإثنين ٩/١٢/٢٠١٩
بيت العظاءة        



الأحد، 8 ديسمبر 2019

خشب النوافذ



خشبُ النوافذ
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ ما في البيتِ
 نعرفُ كلَّ ما يُجدي ويُؤذي
 والرواياتِ القديمةِ عنْ مواسمِنا
 ومَنْ ماتوا على مهلٍ ودونَ ترددٍ
 هذا مكانُ العارفينَ وغربةٌ
 لا البحرُ يكبرُ في النهارِ
 ولا أنا سأمرُّ عنْ ظلِّي بدون تأملاتٍ
 سوفَ يسبقني الهواءُ
 وسوف تعرفني الطريقُ
 وكلُّ ما في الأمرِ أني أستعيدُ
 تعلقي بالليلِ والبشرى وآمالي 
القديمةِ والبعيدةِ إنه بيتي الصغيرُ
 وأولُ الأشياءِ في قلبي وآخرُها
 وبين التينِ والزيتونِ رمانٌ
 ودوريٌّ على خشبِ النوافذِ
 والحياةُ هنا الحياةُ
 وفي حياتي ما لديَّ من الذي
 خبَّرْتُ عنهُ وما تزالُ الريحُ باردةً
 وما زلنا نصدقُ أننا لا ننتمي
 إلا لهذا الحيِّ والحبِّ الذي
 نحتاجهُ لنعيشْ.
الأحد ٨/١٢/٢٠١٩
بيت العظاءة 

الخميس، 5 ديسمبر 2019

حقيقة ما همس به الناسك



حقيقةُ ما همسَ به الناسكْ

شعر: علاء نعيم الغول 


الصافراتُ الآنَ تأتي من وراءِ

 مزارعِ القطنِ البعيدةِ في بلادِ

 الماءِ والشمسِ التي لم تنتبهْ 

للبوصِ وهو يجفُّ كان الطيرُ أجملَ

 حين كنتُ بدونِ أمزجةٍ وكنا

 مؤمنين بأننا لا نستحقُّ سوى القيامةِ

 وهي تفتحُ سلمَ الغيمِ الطويلَ إلى

 الفراديسِ العليَّةِ

 حاديَ الروحِ انتظرْ

 ماذا عليكَ لو انتظرتَ فقد تركتُ

 صحيفتي في الريحِ كيما ينشفُ

 الورقُ المُحَبَّرُ باتهاماتي لنفسي 

والذي لم أستطعْ تفسيرهُ بالأمسِ

 وانتظري معي فلنا شرانقُنا وألوانُ الحريرِ

 تلفُّنا بنسيجها القمريِّ تنبجسُ الينابيعُ

 العميقةُ من خطانا واغمسي ظلِّي وظلَّكِ

 في كؤوسٍ أُتْرِعَتْ بلهاثِنا وعذوبةِ

 الريقَيْنِ هذا أنتِ نحنُ لنا اجتهاداتُ

 المسافةِ بيننا وتلامساتُ الشوقِ في

 غرفٍ أصابتنا بأنفسِنا تعالَيْ نحتسي

 صمتي وطعمَ تلامسِ الدنيا بنا

 تتصاعدينَ كما الدخانُ وتختفين وراءَ

 سِتْرٍ من أثيرٍ قرمزيِّ القدِّ ممشوقٍ

 كأنثى عابثٍ كالعشبِ تنقسمينَ منِّي

 قطعةً مغموسةً في شهوةٍ جُنَّتْ بطعمِ

 النزوةِ البيضاءِ تلتصقينَ أكثرَ بي

 فتُسْقِطُنا اللزوجةُ من أصابعها قطيراتٍ تعرَّتْ

 من براءتها وصارتْ نطفةً صمغيةً في رحمِ

 هذا الليلِ لا تتكاثرُ النيَّاتُ لن تُحْصَى ارتعاشاتُ

 الضميرِ ونحنُ نلعَقُنا بألسنةٍ كما الإسفَنْجُ

 تمتصُّ الفجاجةَ وازديادَ الملحِ في الماءينِ

 لا أنتِ الغريقةُ في اللهاثِ ولا أنا سيضيعُ مجدافي

 بعيدًا في مصبِّ النهرِ فانتهكي أمامي ما لديكِ

 من الفتونِ وجرأةٍ مفتوحةٍ معنا كأنكِ

 تمنحينَ الليلَ حرَّ الشمسِ تنزلقينَ في بهوِ

 اللهيبِ وتستبيحينَ المناماتِ التي قفزتْ

 إلى سقفِ المخيلةِ الطريِّةِ أنتِ تغتربينَ

 في أسمائكِ الأخرى وتبتلعينَ طعمَ تأوهاتكِ

 خلفَ أمزجةِ النوافذِ هكذا تتسابقينَ

 مع الطيورِ وتنهلينَ من الينابيعِ الخفيِّةِ

 بين غاباتِ الظنونِ معًا تشظَّيْنا

 على وجهِ الرخامِ ولمْلَمَتْنا الريحُ ثانيةً ولولاها

 لكُنَّا في مناقيرِ الطيورِ وحوصلاتِ فراخها 

ماءً وقوتًا كان يمكننا التناثرُ كالبذورِ

 نضيعُ في طينٍ تشققَ تحتَ حرِّ الشمسِ

 هل قنواتُنا شَعْرٌ تلاصقَ بيننا

 كَمْ فِضْتَ فيها يا نُهَيْرَ الوَجْدِ واستبدَلْتَ

 آسنَ مائها بلذيذِ جِعَّتِكَ التي ملأتْ جنونَ

 شفاهنا همسًا تبللَ هكذا ويذيبني أني

 أجدِّلُ عاجَكِ المائيَّ بين يديَّ أقترفُ

 اشتهاءَكِ ممسكًا وَلَعَ الفضولِ

 أظافري تغتالُهُ في وشوشاتكِ لا تنامُ ولا تُنيمُكِ

 هكذا حتى إذا ارتفعَ النشيجُ عصرتُ

 قلبَ الوردِ إذْ يتمزقُ العشاقُ ينتهزونَ فرصةَ

 أنهم موتى فيبتلعونَ طعمَ الخيبةِ الأولى

 ويفترشون حسرتَهم أمامَ مصبِّ نَهْرٍ

 جارفٍ فيُرَوَّضونَ كذئبةٍ شَبقَتْ على مرأى

 من الجوعى ومن جَرَّ القطيعَ فأجهدوها

 مرةً عدوًا ومراتٍ من النزوانِ

 وانهمرتْ على رملِ الغواياتِ الفضيلةُ

 وهي تلهجُ بالدعاءِ حبيبتي نستنطقُ الشبعَ

 القديمَ فلا نموتُ ولا يموتُ لتنبتَ القمحاتُ

 من وجعِ الترائبِ وانهمالِ الماءِ من حقويكِ

 حتى يستفيقَ الرَّحْمُ تنشغلَ البطانةُ

 بارتشافِ عصارةِ الدَّفْقِ المعدَّةِ 

لابتهالاتِ الفحولةِ في أتونِ العتمةِ الملأى

 بتوقيتِ القيامةِ واحتمالاتِ المصيرِ كما يراهُ

 الربُّ مَعْبَرُنا معًا جدرانُ معبدِكِ المُصابِ

 برعشةٍ قدسيةٍ صرَعَتْ مساماتي

 وأوقفتِ الشهيقَ للحظةٍ و وجدتُ أنكِ

 تغمسينَ سوادَهُ الجلديَّ في حوضِ الحليبِ

 تُعٍمِّدينَ عظامَهُ أم ساقَهُ العرجاءَ

 وهي تخضُّ زُبدَتَكِ الطريةَ قد بلغتِ الشَّأوَ

 حين على الشفيرِ هدَأتِ وانبجستْ

 فقاعاتُ ارتوائكِ رغوةً فُضِحَتْ بطعمٍ

 من غضيضِ اللوزِ لا لا  تبحثي في

 المعجزاتِ تفاءلي حتى نروِّضَ فكرةً

 نقتاتُ منها المَنَّ والسلوى تهانينا لهذا

 الشوقِ كيفَ تورَّدَتْ أشواكهُ وتناثرتْ

 بيني وبينكِ واقبلي أنْ نعتلي صهواتِ هذا

 المَدْحِ حتى سِدْرَةِ السَّهَرِ الكثيفةِ ما الذي

 ملأَ القناةَ بكلِّ هذا الماءِ غيَّرَ فكرةَ المَجْرَى وأنهكَ

 نزعةَ الفرحِ البريئةَ بيننا تتجرعينَ توسلاتِ

 الريقِ ترتفعُ السخونةُ حين ننتفضُ انتباهًا

 للمسافةِ كيف تُضْمِرُ نيَّةً منزوعةً من قِشْرِها

 لتظلَّ عاريةً ألا تتماسكينَ مع اللزوجةِ تصعدينَ

 إلى ذرى الليلِ الهلاميِّ المُطِلِّ على فصولكِ

 والمُشَبَّعِ بالتوقِّعِ ثمَّ يتركُني لأسقطَ فوقَ

 مهجعكِ الأنيقِ بجرأةٍ متروكةٍ

 لتسيلَ مُرْتَشَفًا لعابَ محارةٍ بيضاءَ

 هل هذا اشتعالكِ أم أنا حين التصقنا فجأةً

 وتغيرتْ إذاكَ فينا غايةُ الجِلْدِ القديمةُ

 عودُ كبريتٍ سيشعلُ غابةً وأنا الحريقُ

 وهكذا في كلِّ أسئلةِ البقاءِ ستعجنينَ

 رغيفَ وحدتكِ الأخيرَ على صفيحٍ

 من لهاثكِ سوفَ ينضجُ حاملًا سرَّ

 اختماركِ بين رائحتي وماءٍ منكِ

 قد كانَتْ أظافركِ الطويلةُ قد تغذَّتْ منهُ

 دافئةَ النصالِ وحين يأتي الليلُ يغرزُ نابهُ 

الشبقيَّ فينا مثلَ نابِ الصَّلِّ ثم نغيبُ

 عن وعْيٍ تسرَّبَ من مفاصلنا الطريةِ

 فاهدأي حتى نجربَ رعشةَ البدءِ التي

 تهبُ الحياةَ وما الذي فينا اختلفْ

 ما ليس لي ذاكَ الذي ما ليس لي 

كلُّ الكلامِ محرَّمٌ ما دامَ حقي ليس لي

 وأنا هنا ذاك الغريبُ توقفي يا معجزاتُ

 عن انتهاكِ حقيقتي فأنا سليلُ الماءِ والطينِ

 المبارَكِ صاحبُ الهالاتِ والروحِ السخيةِ

 أحملُ الكونَ الصغيرَ كخاتمٍ في إصبعي

 مَنْ ذاكَ مثلي دائمُ الصلواتِ في جوفِ

 المجرةِ والكهوفِ أرى القيامةَ دائمًا طبقًا

 أمامي لامعًا وأرى طيورًا تحملُ

 الأرواحَ تلقيها على نُتَفِ الغيومِ وفي يدِي

 البيضاءَ كلُّ صحائفي أما رفاقي الطيبون

 فقد تنادوا بينهمْ هيا إليهِ يأمُّنا لخلاصنا

 ما أجملَ الدنيا وأقسى الشوقَ

 غاياتي مؤجلةٌ وأحلامي معجلةٌ

 وفي قلبي شظايا قلبها حينَ اقترفنا

 ما اقترفنا لا عليكِ حبيبتي فأنا دليلكِ

 للنهاياتِ المصابةِ بالتوردِ حين ينكشفُ

 المغيبُ أمامنا بابًا بلا بابٍ سنعبرهُ

 إلى غرفِ الخلودِ بدونِ أسرجةٍ وقد فُرِشَتْ

 لنا بُسُطُ السكينةِ واغترفنا من نعيمٍ باذخٍ

 شهدًا وطلَّاً أيها الملكوتُ ياهذا الفراغُ

 السرمديُّ تعالَ نقتسمُ الكمالَ أنا البدايةُ

 ثم أنتَ بدايةٌ للوردِ في ذاكَ السكونِ

 حبيبتي سنعيدُ تجريدَ العقاربِ

 من دقائقها ونهمسُ في وسادتنا بشيءٍ

 فاضَ فينا إننا سرُّ البقاءِ وغايةُ الكونِ

 القديمةُ والجحيمِ وما على سررِ الفراديسِ

 البهيةِ من نعيمٍ كلُّ ما في الروحِ روحٌ غير

 كافيةٍ وتطعننا النهايةُ مثلما النظراتُ

 تخذلنا الحياةُ وبعدَ هذا كلهِ نلقي صحائفنا

 على ماءِ البحيرةِ فانقذيني يا حبيبتي

 الشهيةَ من قشورِ الملحِ في جسدِ الفقاعةِ

 أخرجيني من شرانقِ هذهِ الدنيا مَنْ يلومُ

 لو اتخذتِ طريقَكِ المفتوحَ خلفَ فراشةٍ

 بيضاءَ تعرفُ أننا جئنا كما جاءتْ وحين

 نفيقُ من هذا السباتِ ستنمحي عنا الخطايا

 لن نفكرَ بعدها في البوحِ أكثرَ لن نخافَ

 من اقترافِ القُبلةِ الأولى

 ولستُ بناسكٍ إنْ لم أكنْ كونًا وجناتٍ

 وفي قلبي القيامةُ والحسابُ وقبلها الرؤيا

 وما في الشهوةِ الأولى من الفجواتِ نملأها

 على مهلٍ ونقرأُ من نقوشِ وجودنا ما ليس يُمحَى

 من أظافرنا وشهقاتِ العناقِ وللبدايةِ ما لنا

 يا أيها القلبُ النقيُّ إليك وعدُ الربِّ

 أنكَ مضغةٌ من مِسْكْ.

الجمعة ٦/١٢/٢٠١٩

 فطامُ الناسك                 











































قناعات الطيور

 قناعات الطيور لا تكترثْ  يتسابقُ الموتى  ولا تجدُ الطيورُ لها مكانًا  في السماءِ وأنتَ قلبي دائمًا في حيرةٍ  وتطيرُ أبعدَ حيث يغلبكَ الفرحْ...