الأحد، 11 ديسمبر 2016

ما قد يقال عن الرحيل


ما قد يُقالُ عن الرحيل
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ فاتحةُ الرحيلِ و هجرةٌ
 أخذتْ قُرَىً منِّي و أعطتني طريقاً
 ليس يُعذَرُ مَنْ يضلُّ هناكَ و الصورُ 
القديمةُ بيننا هي بيننا دوماً سنبقى هكذا
 قلباً على قلبٍ لنا جسداً يلاصقُ ظلَّهُ 
فينا و جرحاً غائراً في الظهرِ طلقاتِ
 الرصاصِ من المسافاتِ القريبةِ لن نفرطَ
 في دقائقَ بيننا بل لن نخافَ هي الحياةُ 
لمن تجرأَ و استباحَ حدودَهُ هرباً من القيدِ 
المراوغِ و المدينةُ أولُ الضعفاءِ في الحربِ
 التي ستقومُ يوماً ما و أنتِ ملاذُ قلبٍ قد تجرأَ
 ناسياً ما قد يُقالُ على لسانِ الزهرةِ
 البيضاءَ وقتَ الغارةِ الأولى و حين تصيرُ
 نافذةُ المساءِ شظيةً تكفي لبترِ
 البيلسانةِ في نهارٍ واحدٍ.
تركوازْ   
 


حدود الفراشة


حدود الفراشة
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ نصفُ فراشةٍ و النصفُ لا يُرضي
 و نصفُ الكأسِ قلبٌ ممتلىءْ 
و أرى بريقاً حينَ أغفو فجأةً
 و كأنَّ كوناً من بعيدٍ ينفجرْ
 لا بدَّ من أمرٍ يفسرُ لي نزوعي للغريبِ
 من المكانِ و للبلادِ المستحيلةِ أيها الحبُّ
 انتشلني من فراغِ البحثِ عن ذاتي
 و عن صوتٍ يراودُني لأسكبَ نصفَ
 قلبي في وعاءٍ من ورقْ 
و الحبُّ أسورةٌ ملونةٌ و دنيا عرضُها مِقْعَدْ 
نبادلُ بعضَنا فيهِ التأكدَ من ملامحِنا
 التي لم تختلفْ لم نختلفْ أيضاً
 و يبدو البحرُ قبلَ الليلِ أنثى لا تفكرُ
 في الذين استوقفوها عند بابِ الوردِ
 ترسمُ في الشفاهِ حدودَ نجمٍ في السماءِ
 و لونَ خوخٍ باردٍ و فراشةً أخرى.
تركوازْ       
 

السبت، 10 ديسمبر 2016

كتابات باهتة


كتاباتٌ باهتة
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ آثارُ البخورِ على جدارٍ باردٍ 
جرحٌ أصابَ صبيةً كانت تُحبُّ فأقسمَتْ
 أنَّ الطيوفَ حقيقةٌ و العشقُ زادَ مع الجفافِ
 و قلةِ النومِ التي قبلَ انتصافِ الشهرِ
 ما هذي الكتاباتُ التي قتلتْ ألوفَ المؤمنينَ
 و قد تبينَ أنها حُفِرَتْ بلا هدَفٍ و لا معنى
 أخيراً سوفَ تتركُنا الحياةُ على الطريقِ
 فما يفيدُ الآن تضييعُ الذي بيني و بينكِ 
في العتابِ بلا قُبَلْ 
هيا نحبُّ و لا نفكرُّ 
نختفي عن أعينِ العسسِ انتصاراً للتَرَفْ
 قلبي وعاءٌ للعنبْ
 و الوشمُ يجعلُ ظهرَكِ العاري نقوشاً مُلْغِزَةْ
 و أنا أحبُّ و لا أبالغُ في قصيدتيَ
 التي خبَّأتُ في نهديكِ نقرأها معاً
 في غفلةِ المرآةِ في الغُرَفِ
 التي لا تشتهي ما نشتهي.
تركوازْ     
 


الباقيات الزائفات


الباقياتُ الزائفات
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ ساعةُ حائطٍ فيها عقاربُ زائدةْ
 فيها ثوانٍ للوراءِ و أخرياتٌ لم تصلْ
 للوقتِ و انغلقَ الزمنْ
 لا دقةٌ في القلبِ تدفعهُ قليلاً هكذا
 لا القاطراتُ صفيرُها يلغي الهدوءَ
 على تماثيلِ الرخامِ و كلُّ شيءٍ ثابتٌ
 و الموجُ يُنذرُ بالتوقفِ لستُ أعرفُ كيفَ
 يقفُ الماءُ لكنْ لا حياةَ تأجلتْ مع كلِّ هذا
 زخرفاتٌ في جدارِ العمر تبهرُنا تفاصيلُ
 البدايةِ غيرُ مُلزمةٍ لأقبلَ من يجاملُني
 و أعرفُ أنّني متحاملٌ شيئاً على نفسي
 و أذكرُ أنني اوقعتُها في ذكرياتٍ لم تكنْ
 تستحملُ الخَلْطَ الذي أحياهُ منذُ وُلِدْتُ
 حتى الباقياتُ الزائفاتُ من الحكايا
 لا أودُّ الاحتفاظَ بها و طبعاً أهلَها
 كلُّ الذينَ تزلَّفوا لم يُقنعونْ.
تركوازْ    
 







قشور و سناجب


قشورٌ و سناجب
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ قشرُ اللوزِ بندقةٌ تلاحقُها
 السناجبُ غرفةٌ مملوءةٌ ورقاً قديماً
 شاحناتٌ تحملُ الخشبَ المقطَّعَ للمدافىءِ
 كلما قلَّمْتُ أظفاري أحسُّ بملمسِ
 الحناءِ موشوماً على كِتْفيكِ عصفوراً 
و أحرفَ من لغاتٍ لا تراعي لونَ جلدِكِ
 فاتركي للعطرِ لونَ أظافرٍ مطليةٍ بالوردِ
 يا هذي القواريرُ النظيفةُ ما الذي لا ينبغي
 الاسراعُ في تفسيرهِ فأنا البسيطُ المُسْتَغَلُّ
 و قريتي امتلأتْ أناساً سيئينَ و مُدَّعينَ
 و ملمسُ الحناءِ يشبهُ زيتَ لوزٍ فوقَ 
شعرٍ قد تبللَ بالقليلِ من الصباحِ و بالكثيرِ
 من الهواءِ الرطبِ سوفَ نغيبُ عن هذا المكانِ
 معاً و نلحقُ بالشوارعِ في مدائنَ من بلادٍ
 خلفَ هذا البحرِ تدعونا فنلحقُ بالمراكبِ خلفها.
تركوازْ  
 

خيوط المعجزات


خيوطُ المعجزات
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ أرصفةُ الثلوجِ
 علاقةٌ بينَ البقاءِ و مَن يُغيرُ قلبَهُ
 للنارِ رائحَةُ الخشَبْ
 و البرتقالةُ حينَ تُحرَقُ أسمعُ الصَّدْعَ 
الذي في الكهفِ و السورِ المجاورِ
 نبتةٌ قد أزهرَتْ
 تعني الحياةُ حقيقةً ستزولُ
 شمسٌ أشرقت
 أعني أنا لستُ الذي أغوى الغزالةَ للهربْ
 رجلٌ يمرُّ بدونِ ظلٍّ ليس يعنيني بشيءٍ
 أَنْ أراكِ
 أكونُ بعد الأنبياءِ مهيَّأً لأردَّ ألفَ قبيلةٍ ضلَّتْ
 و أصبحَ سيداً للمعجزاتِ و قلبِ عِفريتٍ 
 هنا يأتي إليَّ بألفِ عرشٍ آخرٍ
 قلبُ الفتى نصفٌ و نصفٌ ما يقولُ*
 و ما تبقى بيننا يبقى طويلاً غائراً كالماءِ
 في بئرٍ قديمٍ ليس يمنعُنا النهارُ من الوصولِ
 الى المساءِ مُحَرَّرَيْنِ و صادقَيْنِ
 و كلُّ شيءٍ فيكِ يعني أننا لم نفترقْ.
تركوازْ   
اشارة الى بيت زهير بن ابي سلمى: لسان الفتى نصفٌ و نصفٌ فؤادهُ ،،، فلم يبق الا صورة اللحمِ و الدمِ
 

الجمعة، 9 ديسمبر 2016

سردية قصيرة


سرديةٌ قصيرة
شعر: علاء نعيم الغول 

نتاشا
كيف يمكنُ أن نروحَ و لا نكونُ معاً
 و نقفلُ كلَّ بابٍ بيننا بل كيف يمكنها
 الحياةُ السيرُ أبعدَ من خطىً معدودةٍ 
أنتِ انتظاري و الذي لا ينتهي أنتِ الصباحُ 
المستمرُّ لك السلامُ من الطيورِ و ملمَسُ 
البلورِ في الثوبِ المُقصَّبِ أنتِ نافذتي و نايُ 
مواسمِ العشبِ الغنيةِ أنتِ ناقوسُ الظهيرةِ 
و اكتمالُ البدرِ في أيلولَ أنتِ مصبُّ نهرٍ دافقٍ 
و مدينةٌ مفتوحةٌ للصيفِ فيكِ وجدتُ أحلامي 
و كنتُ على يقينٍ أننا لغةٌ ستكتبُنا على ورقٍ 
يطيرُ و في قصائدَ لن تموتَ و كلما أمسيتُ 
أبصرُ في عيونكِ مهجعي و الفجرُ في عينيكِ
 أوضحُ من نجومٍ لألأتْ و تناثرت خلف
الغمامةِ مُنيَتي و وسادتي و الحبُّ أنتْ.
الكمعة ٩/١٢/٢٠١٦
الى نتاشا مع خالص الحب 
 

الليل يولد صامتا


الليلُ يُولدُ صامتاً
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ نافذتا فَنارٍ حيثُ مَلَّ الليلَ
 و استثنى النوارسَ من ملاحقةِ المدينةِ
 يا شوارعَ أفرغَتني من بيوتِ الحيِّ
 اينَ الغائبونَ من الرفاقِ و اينَ من أحببتُ
 لا أجدُ الذرائعَ كي أغادرَ كيف لي
 تجريدُ نفسي من أماكنَ عاهَدتني
 بالحفاظِ عليَّ أعواماً أُخَرْ
 و حبيبتي صنعت وروداً من شراشفَ لوَّنَتْ
 ليلي على ضوءِ القمرْ
 ليلي بحجمِ زجاجةٍ للعطرِ
 أسكُبُهُ على طرفِ السَّمَرْ 
و الحبُّ ليس موفقاً في النَّرْدِ يفشلُ
 غالباً كمقامرٍ و يصيبُنا وجعُ
 الدوارِ ندورُ في عجَلِ الروليتْ 
شكواي أني لا اراكِ الآن لا أجدُ الطريقَ
 إليكِ ثمَّ أنامُ لا أقوى على دَرْءِ الظنونِ
 و دائماً في الليلِ تتكىءُ السماءُ على الشجرْ.
الجمعة ٩/١٢/٢٠١٦
تركوازْ    
 

في الطريق الى السماء


في الطريقِ الى السماء
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ صامتتانِ أشرعةُ الطواحينِ القديمةِ
 سُلَّمانِ تواعدا سرَّاً على سورِ الحكايةِ
 ما الذي خلفَ السماءِ و زُرقةٍ  محمولةٍ في كيسِ
 قشٍّ في خواءِ القبعاتِ تطيرُ من رأسٍ لرأسٍ
 ليتني أتسلقُ الدنيا ببطءٍ آخذاً قلبي رهينتيَ
 الثمينةَ قاطعاً كلَّ المسافةِ سابحاً في شعركِ
 المفلوتِ في جسدي سيولاً من هواءٍ ناعمٍ
 متوسِّداً نهديكِ في هذا الفراغِ المستوي
 كالبحرِ مُتخذاً غرائزَكِ الطريةَ ريشَ أوسدةٍ
 نعانقُها معاً ليتي أرى سقفَ السماءِ 
كما أراك الآن عاريةً سأُرضِي الذاتَ حين أَعُدُّ 
كم درجاً صعدتُ بلا ارتياحٍ كم مغامرةً فشلنا
 في تجنبها و عشنا ما نريدُ
 و كم تأوَّهنا أمامَ المِدفأةْ.
الجمعة ٩/١٢/٢٠١٦
تركوازْ     
 

رموش ناعسات


رموشٌ ناعساتْ
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ عصفورٌ تبللَ و انتفضْ
 تركَ الرذاذَ كما الرموشُ الناعساتُ و طارَ
 في عينيكِ طيفاً من غَسَقْ
 مُدِّي يديكِ تثيرُنا رغباتُنا 
تحتِ الغشاءِ تلونتْ رعشاتُنا و تسللتْ
 نيّٓاتُنا لجلودِنا عرقاً و رائحةً
 كذلكَ قالتِ الشفتانِ عَنَّا 
لا حدودَ لمن يريدُ و لا اعتذارَ عن القُبَلْ
 مهلاً حبيبتي الصغيرةُ
 باركي دفءَ البللْ
 صوتٌ كما الماضي عميقٌ
 يحفرُ الصمتَ الذي يغشى الصعودَ
 إليكِ أعلى ثمَّ يُمهلُني العناقُ لأنتشيْ
 معنى التلاقي لا يُقابَلُ بالسؤالِ
 و لا يُؤجَّلُ كلُّ ما في دفتري يوحي
 بأني صرتُ أقربَ للخروجِ من الفضاءِ
 إلى شفاهِ البيلسانةِ مُفعَماً بتهوراتٍ لا أراها سيئةْ
 قلبي يناورُ من بعيدٍ ثم يتركُني لأفقدَ كل يومٍ فرصةً.
الجمعة ٩/١٢/٢٠١٦
تركوازْ  
 

تحولات مفاجئة


تحولاتٌ مفاجئة
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ جُندٌ أُنهِكوا و تورطوا في الحبِّ
 لم يجدوا الرسائلَ مثلما كانت قُبيلَ الحربِ
 أوجعني اغترابي و ابتعدتُ عن الذين
 تغيروا كاللونِ تحتَ الشمسِ أحملُ كلَّ
 أوجاعي و أرحلُ غير أنكِ تأخذينَ ملامحي
 مني أنا جسدٌ تشرَّبَ في المساماتِ اعترافَكِ
 و اشتهاءَكِ و الحياةُ قِلادةٌ عُنُقُ الزجاجةِ
 و اخضرارُ البحرِ في أيارَ ناعمةٌ ملامحُنا
 أمامَ عيوننا و غريبةٌ وقتَ الكلامِ عن الذي
 في القلبِ تغمرُنا ملامحُ لا تبددُ ما بداخلِنا
 و أحلمُ أنني صرتُ الهواءَ و فجأةً أغدو ضباباً
 قاتماً ماذا أريدُ الآن لا أدري سوى أني
 أحوِّلُ رغبتي ما شئتُ كي أبقى شفاهُكِ
 قطرةُ الشهد التي امتزجَتْ بماءِ الكأسِ
 أرتشفُ الحياةَ كأغنيةْ.
الجمعة ٩/١٢/٢٠١٦
تركوازْ          
 

ملاامح شقية


ملامحُ شقية
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ تشتعلانِ بي ومَقَاً تبينَ بعدها شبقاً
 فلا عتبٌ على ظنٍّ و لا لومٌ على نفسٍ
 ترومُ و لا تنالُ و مَنْ يحنّٰ إليَّ غيرُكِ 
منطقُ الأشياءِ يجعلُنا نفكرُ في الفروقِ 
كما نفكرُ في الذي يغتالُنا في اليومِ مراتٍ
 نقاومُ ثم ينهكنا التشبثُ بالذي لا نستطيعُ 
الاعتمادَ عليهِ دنيانا فراغٌ مُقلِقٌ عبَّادُ شمسٍ 
من بعيدٍ لوحةٌ زيتيةٍ بيدٍ ترددتِ الكثيرَ 
قُبَيْلَ توقيعٍ صغيرٍ قرِّبيني من هوائِكِ و امنحيني
 منكِ آهاتٍ  تغيِّرُ نكهةَ التوتِ التي طُبِعَتْ 
على كأسِ الحليبِ و بدلتْ صحوي بدفءٍ
 لا يُرَدُّ هو العناقُ المستعادُ من التخَيُّلِ 
من ملامحِنا الشقيةِ و هي تفضحُنا و تكشفُ 
ما نُبَيِّتُ بعدَ وشوشةٍ نجاهدُ في احتضانِ
 اللحظةِ الملأى بما يكفي لنبقى دافئَيْنْ.
الخميس ٨/١٢/٢٠١٦
تركوازْ     
 




الخميس، 8 ديسمبر 2016

أحلام مكلفة


أحلامٌ مُكلفة
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ وعدٌ لم يكنْ كذِباً
 و كنا قبل ذلكَ عائدينِ بلا حقائبَ
 و الطريقُ كما الشتاءُ تظلُّ تربكُنا
 و نحملُ فترةَ العمرِ القصيرةَ مثل طفلٍ
 جائعٍ كتشققاتِ الظهرِ بعدَ النومِ عاماً
 كاملاً و الحبُّ ظلُّ الأنبياءِ علاقةٌ موجوعةٌ 
و القُرْبُ منكِ كنزعِ قشرِ الموزِ يمتلىءُ
 الهواءُ به و يدفعُنا لنأخذَ حظَّنا مما تبقى
 من رضابِكِ أو رذاذِ الفلِّ في شفتيكِ
 تدفعُنا الحياةُ عن الجَبَلْ
 تتكوَّرُ الأحلامُ في نظراتِنا و تدورُ
 مسرعةً دواليبُ الغمامِ و ينتهي صيفٌ
 و ندخلُ في تخومِ الروحِ من وجعٍ لننسى
 ما علينا من كلامٍ دائماً أشتاقُ عن قصدٍ
 كثيراً ثم أحلمُ بالذي لا أستطيعُ
 الآن تأويلاً لهُ و البوحُ أمرٌ مُكْلِفٌ.
الخميس ٨/١٢/٢٠١٦
تركوازْ        
 


الأربعاء، 7 ديسمبر 2016

غوايات عارية


غواياتٌ عارية
شعر: علاء نعيم الغول 
 
عيناكِ أنِّي لا أمانعُ نزهةً مفتوحةً
 خلف المراعي و انهيارِ الثلجِ ننسى
 حيثُ لا نخشى القبيلةَ ثمَّ نزهو لا نعاندُ
 رغبةً مسكونةً فينا تحررنا أمامَ الوردِ
 تُجْهدُنا الغوايةُ في انتظارِ القُبلةِ الأولى
 لنأسرَ بعضَنا وجهاً لوجهٍ نقتفي أثرَ الذين
 تنافسوا في الحُبِّ نحلمُ إذْ نرى في النومِ أنا
 عاريَيْنِ كرغوةٍ متلاصقينِ كريشةٍ في الصمغِ
 نتركُ نفسَنا لنطيرَ أعلى و القليلُ من الكلامِ
 يثيرُنا و البوحُ عذبٌ وقتما نصحو معاً
 و الدفءُ ليس مفاجئاً همساتُنا تكفي لنشعلَ ليلةً
 بالمِسْكِ نتركهُ يذوبُ على مساماتٍ مرتبةٍ
 كعزفٍ مُنْهَكٍ و النومُ فوهةٌ بحجمِ الانتظارِ
 و لهفةٍ محبوسةٍ في الصدرِ منذُ الليلِ أو أكثرْ.
الأربعاء ٧/١٢/٢٠١٦
تركوازْ    
 
    

عطور باذخة


عطورٌ باذخة
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ أوسعُ مرتينِ من استدارةِ 
ساعةٍ بين الأريكةِ و الأريكةِ مرتينِ من
 الغمامةِ و هي ترمُقُ من يسيرُ على
 رصيفٍ غير متسعٍ لظلٍّ عابرٍ
 و يفوحُ منكِ العطرُ يُذْهِبِ بي كأني
 لستُ أعرفُ سرَّ أن تقفي أمامي بابتسامتكِ
 التي تختارُ من قلبي أماكنَ مُتْعَبَةْ 
و العطرُ أخطرُ ما يصيبُ القلبَ 
فانتبهي لعطركِ و القِ بي في النهرِ
 حتى أُنهِكَ الطيرَ المحلقَ فوقَ رأسي
 عانقيني في مصبِّ النهرِ و اغتسلي معي
 في الشمسِ لا الأسماءُ تعرفُنا
 و لا حتى المكانُ سيكترثْ 
أين المفاجئةُ المثيرةُ حين تغريني ملامحُكِ
 الرقيقةُ حين يأخذُنا الكلامُ فلا أرى إلا الذي
 سأراهُ منكِ حبيبتي
 و النهرُ يشبهُنا معاً.
الأربعاء ٧/١٢/٢٠١٦
تركوازْ       
 

على درج و عتمة


على درَجٍ و عتمة
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ من صُنْعٍ الندى
 قُبَلٌ على درَجٍ بلا ضَوْءٍ
 ألا لسنا معاً لكنه لا بدَّ منكِ
 و غالباً تستسلمُ الأيدي على كتفيكِ
 أنظرُ في عيونكِ علَّني أستحضرُ الترَفَ
 الذي بين الشفاهِ و نكهةٍ تُغري و عاداتُ 
التوددِ لا تزالُ تطيعنا و نطيعها ترفُ العناقِ
 فضيلةٌ في العشقِ يمكننا معاً تبديلُ
 لونينا على ضوء الشموعِ قبالةَ المرآةِ 
أو بابِ الحديقةِأو على رملٍ أمامَ البحرِ
 بين الليلِ و العبَثِ الذي ملأ الأصابعَ 
بارتعاشاتِ اللقاءِ بدونِ قصدٍأو بعيداً تحتَ ظلِّ
 السورِ مُخْتَلِفَيْنِ حول إعادةٍ و إعادةٍ 
و نهايةٍ لم تكتملْ أو للعناقِ توقعاتٌ لا تراعي
 ما الذي في نيَّتي و الحبُّ أولهُ الذي
 بين العيونِ و ما يظلُّ من القُبَلْ
الأربعاء ٧/١٢/٢٠١٦
تركوازْ          
 

وسائد مؤلمة


وسائدُ مؤلمة
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ وقتٌ ليس يكفي لاجتيازِ المفترقْ
 سأظلُّ في عينيكِ أفضلَ 
ربما غدُنا طويلٌ مثلما ظلُّ السنونوةِ
 الصغيرةِ لم أصِدْها مرةً كانت تراوغُني
 و لم تكذبْ و كان الصيفُ يأتي حين تظهرُ
 من بعيدٍ دائماً في الحبِّ ما في الحربِ
 لا ندري النهايةَ و الخسائرَ و الحياةُ خسارةٌ
 في الأصلِ نعطيها و تأخذُنا و بين النهرِ
 و الصفصافِ شيئٌ من قديمِ القولِ
 ينفعُ للحكاياتِ التي لا بدَّ منها للشتاءِ
 و مغرياتِ الكستناءِ لنا الكثيرُ من التساؤل
 و الاجاباتُ القليلةُ غير مُلزِمةٍ و لا تكفي
 لنعرفَ كيفَ ذابَ الثلجُ و اختفتِ البحيرةُ
 كيف ماتَ الأصدقاءُ و لم نعدْ نحن المدينةَ
 يوم كانت شبه آمنةٍ بنا نتسولُ الأحلامَ
 من ألمِ الوسائدِ نستجيرُ برغبةٍ لا تنقضي.
الاربعاء ٧/١٢/٢٠١٦
تركوازْ    
 

جلود مزهرة



جلودٌ مُزهرة
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ مائلتانِ أكثرَ للنعاسِ
 و للهدوءِ الآن صوتٌ مُجهِدٌ مُتعثِّرٌ كشفاهِنا 
وقتَ الكلامِ عن اهتزازِ الوردِ من وزنِ الفراشةِ
 ليس يقتلُنا الحنينُ و لا يصدِّقُنا الغيابُ
 بأننا لم نقترفْ ذنباً و في النفسِ ارتعاشاتٌ
 كماءٍ فوق ظهرٍ دافىءٍ ما أبردَ الوقتَ انتظاراً
 ما أشدَّ الاعتمادَ على لقاءٍ مُرْتَقَبْ 
متوهجٌ وجهُ الصبيةِ في الظهيرةِ
 ما الذي يخفيهِ هذا الجِلْدُ عند الابتسامةِ
 كيف يقنعُنا بما في الآخرينَ من اختلافٍ
 في الملامحِ و الظنونِ أحبُّ نفسي فيكِ أهجرُ
 وسوساتِ وسادتي و أُعيدُ عصفوري
 المهاجرَ في أغانيكِ التي التصقتْ مراراً
 بالنوافذِ و الصباحِ و بابِ غرفتيَ الصغيرةِ
 دائماً و الحبُّ يبدأُ في تمامِ السادسةْ.
الثلاثاء ٦/١٢/٢٠١٦
تركوازْ        
 

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

حب على ورق الشجر


حبٌّ على ورق الشجر
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ كهفٌ فاضَ فيهِ البحرُ
 نامَ فيه الخائفون و أحرقوا للدفءِ
 ما كتبَ الرعاةُ على الشجرْ
 و تداركتْ عيناي الوانَ الطيورِ العائداتِ
 الى القرى وقتَ الحصادِ رأيتُ فيها ما
 فقدنا خلفنا و الطيرُ ذاكرةٌ تحُطُّ على
 أماكنَ لا تناسبُ ما نريدُ و ما اتفقنا
 أن يكونَ كم المدينةُ مُغريةْ 
و كم الطريقُ تضيقُ يوماً بعدَ يومٍ هكذا
 لم نستطعْ تفسيرَ معنى أن نعيشَ مهددين
 بأننا سنموتُ يا حبي الصغيرُ كفَرْخِ عصفورٍ
 سبقتُكَ بالأغاني و استمعتُ اليكَ في نومي
 و تبقى بيننا كل الحكايا مُقْفَلةْ
 كيف العناقُ لو التقينا
 فجأةً في الظلِّ أو تحتَ المطرْ
 كيف التحررُ من  نوازعِنا أخيراً بالقُبَلْ.
الثلاثاء ٦/١٢/٢٠١٦
تركوازْ  
 

الاثنين، 5 ديسمبر 2016

قميص بزر مختلف


قميصٌ بزرٍّ مختلفْ
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ فجْرُ مدينةٍ بعد انتهاءِ الحربِ
 قافلةٌ تباطأَ خَطْوها فتناثرت في الحرِّ
 قوماً بالغوا في العِشْقِ يُنصفُني المَغيبُ
 و يعتريني وقتهُ دفءٌ و تُنذرُني السماءُ
 و أستهينُ بما فقدتُ على الطريقِ لكي
 أظلَّ كما أنا متماسكاً و مُصَدِّقاً
 أنا معاً و أنا أحبكِ و اسألي
 مَنْ شئتِ كانَ الأمسُ تذكرةً مُكَرَّرَةً
 لبابٍ واحدٍ زرَّ القميصِ المُختَلِفْ
 وقتي غبارٌ من بعيدٍ لا أرى الأشياءَ
 منهُ و عاصفٌ كالحبُّ مُعتَلُّ كقلبي
 أيها الوردُ المبارَكُ دُلَّني إنْ شئتَ و اغفرْ لي
 مقاومتي لعِطْرِكَ و انتبِهْ لي حينَ أغفو
 بين ظلكَ و الصنوبرِ و البيوتِ المُستباحةِ
 بالهدوءِ أنا أسيرُكَ أيها الوقتُ الذي لا ينتظرْ.
الاثنين ٥/١٢/٢٠١٦
تركوازْ      
 

مفاجآت قاسية


مفاجآتٌ قاسية
شعر: علاء نعيم الغول 

ما الفرقُ بين زجاجةٍ ملأى و أخرى فارغةْ
 قلبٍ تمنى و انطفأْ و حكايةٍ لم تكتملْ
 يبدو السكونُ علامةً قصوى
 على درجِ العتابِ و لم أكن يوماً سوى
 طفلٍ تأذَّى من ملاحقةِ الفراشةِ 
لا أزالُ ألاحقُ الطرقَ التي كم بعثَرَتْني 
و امتلأتُ كحفرةٍ بالماءِ تغمرُني نداءاتٌ مُشَتَّتَةٌ
 و رائحةُ الكرومِ و صوتُ آبائي القدامى
 كم انا شيءٌ يعاني روحَهُ و الوقتَ
 هذا الاتساعَ بدونٍ فائدةٍ 
و بين حبيبتي و أنا شوارعُ لم تصِلْنا مرةً
 أخرى بمقهىً نستعيدُ البحرَ منهُ 
و لا نزالُ معاً نفتِّشُ في نسيجِ شفاهِنا
 عمَّا يُطمئِنُ أننا يوماً ستجمعُنا الشموعُ 
بلا مقابلَ أو أقلَّ بشمعةٍ متعانقَيْنِ
 و في الحياةِ مفاجأتٌ قاسيةْ.
الاثنين ٥/١٢/٢٠١٦
على وسادةٍ واحدةْ     
 

أجراس الذاكرة


أجراسُ الذاكرة
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ أن تصلَ الطيورُ مع المساءِ
 و أنْ نكونَ معاً أمامَ البحرِ أن نُطوي رسائلَ
 ثم نتركها و نرجعُ كي نرى أثرَ المسافةِ
 في خطىً منسيةٍ هذي حقيقةُ من رأى شمساً
 و قال أنا أحبُّ و لم يكنْ قد قال شيئاً و اختفى
 تقفُ الحياةُ على حدودٍ مبهمةْ
 النافذةْ
 عبثُ التحررِ و العبورُ الى سماءٍ
 لا نراها لا نرى شيئاً و نخذلُ بعضَنا بالوهمِ
 ذاكرتي كبرميلٍ من البارودِ أجراسٌ معلقةٌ
 على شجرٍ فلا هربٌ و لا أشياءَ تنقذُني
 من الماضي سنبقى هكذا متلاصقَيْنِ
 كقطةٍ فوق الوسادةِ أو بقايا القشِّ بعدَ السيْلِ
 نجمعُ نفسَنا من أمنياتِ العُمْرِ
 نجعلُها نذوراً للشتاءِ و رغبةً أخرى
 و هذا الحبُّ شمعٌ يمترقْ.
الاثنين ٥/١٢/٢٠١٦
تركوازْ   
 


الأحد، 4 ديسمبر 2016

منامات دافئة


مناماتٌ دافئةْ
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ أوجاعُ التظاهرِ بالرضى
 و تساقطي عشباً رقيقاً ليس مُبْتَلَّاً و لا متهيئاً
 ليجفَّ قلبانا محاراتٌ موزعةٌ كما الجزرُ
 البعيدةُ كالطيورِ على غصونٍ نائماتٍ
 في السماءِ هنا البقاءُ كساعةٍ تحتَ الوسادةِ
 أسمعُ الوقتَ ارتطامَ حصىً بقاعِ البئرِ
 كيف لنا التظاهرُ بالهدوءِ و في المدى
 ما في المرايا من فراغٍ موحشٍ و البردُ يأكلُ 
في الهواءِ و بعد وقتٍ ما سنفتقدُ الكثيرَ
 و ليس بسعفنا الندمْ لسنا كهذا البحرِ
 لسنا جائعين لكلِّ شيءٍ ربما بعد المحطةِ 
قريةٌ مأهولةٌ بالودِّ و الزنبقْ
 و ليس لديَّ غيركِ دائماً وحدي و أبحثُ عنكِ
 في عينيكِ مراتٍ و في شفتيكِ أكثرَ و اللقاءُ
 كساعةٍ في معطفٍ لا دفءَ فيها غير دقاتٍ
 تعيدُ لي الفراغَ و في المرايا دائماً  وجهي
 أمامي أو أنا و بقيةٌ تُدعَى ملامحَ هادئةْ.
الأحد ٤/١٢/٢٠١٦
تركوازْ
 

السبت، 3 ديسمبر 2016

حكايات بعيدة


حكاياتٌ بعيدة
شعر: علاء نعيم الغول 

أين اجتمعنا مرةً
 كنا نحبُّ و كان يسمعُنا الهواءُ
 و لم نكن متوقعين متى سنتركُ كلَّ شيءٍ
 خلفنا كان الشتاءُ بلا ملامح أو يزيدُ بحوضِ
 وردٍ باردٍ قلبي رسائلُ من ورقْ
 وقعت على غصنٍ و طار عبيرُها حتى نوافذِنا
 و أنتِ معي هناكَ على مقاعدَ باردةْ
 و العمرُ أسئلةٌ و أحلامي استطاعتْ كَسْبَ
 وقتٍ للتحررِ من زجاجةِ عطركِ الدافىءْ
 تعالَيْ مرةً أخرى لنحفرَ في الهواءِ علامتينِ
 و في مقاعدِنا قليلاً من حروفٍ لا تَشابهَ
 بينها فقطِ اتركي أسماءَنا للنارِ تأكلُها
 برفقٍ باردٍ و بأغنياتٍ كم تلاحقُنا و كم نحتاجُها
 لنعودَ ثانيةً اليها قادريْنِ على اعتناقِ مسافةٍ
 بدأت هناكَ و تنتهي أيضا هنا و عناقُنا
 فقطِ اعترافٌ بالذي لا ينتهي بيني و بينكِ
 أيها البحرُ انتظرْنا كلَّ عامٍ مرتينْ.
الخميس ١/١٢/٢٠١٦
على وسادةٍ واحدةْ 
اللوحة للرسامة Daria Petrilli
 

نهار الكستناء


نهارُ الكستناءْ
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ نهرٌ لم يصلْ للبحرِ 
أدعيةٌ تلاحقني فأصعدَ في سمائكِ
 باحثاً عنِّي بذورُ الكستناءِ منابتُ الروحِ
 الصغيرةِ فانبتي في أمنياتي أورقي في الأوردةْ
 قدري انتظاركِ بين ورداتٍ و نارٍ
 و الحياةُ توقعاتٌ نصفها وجهي و نصفٌ أنتِ
 فانتظري معي مطراً بقربِ النافذةْ 
هذي حياةٌ أوقفتنا عند مفترقٍ و لم تُكملْ ملامحنا
 و لم نكمل طريقاً ظلَّ يأخذنا بعيداً و اقتربنا
 من حدودِ البحرِ فانتبهي معي للموجِ
 و هو يفيضُ فينا مغرياتٍ دافئةْ 
تبدو الحياةُ مناوراتٍ للنجاةِ و ليس ينجينا
 سوى ما عاشَ فينا صامتاً و الشاطىءُ
 الممتدُّ يبدأُ من نوافذِنا و تحملهُ الطيورُ
 و في عيونكِ يا حبيبتي النهارُ و دفءُ ليلٍ باردٍ.
السبت ٣/١٢/٢٠١٦
تركوازْ  
 


في الأسر يختلف الوجع


في الأسْرِ يختلفُ الوجع
شعر: علاء نعيم الغول 

اهداء الى صديقي د. ناهي الزهيري

ماذا بوسعكَ أن تكونَ و لن تكونَ
 سوى الذي قد كان قبلكَ فانتظرْ ما شئتَ
 طيراً من بعيدٍ وردةً أو ما تريدُ
 أنا المَدينُ و دائماً أبقى مُداناً
 لا سبيلَ إلى الهروبِ من الحقيقةِ
 أيُّهذا الأَسْرُ يا كوناً كبيراً ليس لي
 خذْ ضعفيَ البادي و دعني لا أعاني
 قهرَ أني لا أغيرُ مَنْ أنا
 لا أصنعُ الأشياءَ
 ما الذي سأكونُهُ إنْ عِشتُ أطولَ مِنْ لُبَدْ
 وجعُ الحياةِ هو الحياةُ و ما الحياةُ
 سوى مرايا في أماكنَ قد تُبدلنا
 و تبقى أمنياتي عاجزةْ
 معنى الندى أني أحبُّ الزهرَ أكثرَ
 استظلُّ بغيمةٍ و أرى بعيداً ساحلاً
 في رملهِ الذهبُ و في أمواجِ شاطئهِ
 كثيرٌ من خُطَىً متروكةٍ
 و العاشقون تبادلوا ألمَ الغيابْ.
الأربعاء ٣٠/١١/٢٠١٦
على وسادةٍ واحدةْ    
لُبد نسر للنبي سليمان عليه السلام يقال أنه عمَّرَ طويلاً
 




الجمعة، 2 ديسمبر 2016

بعيداً لا يرانا الليل


بعيداً لا يرانا الليل
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ لي وجعُ الأغاني
 قطفُ أوراقِ البنفسجِ
 من سماءٍ لم تكن زرقاءَ يوماً لم تُعِدْ للطيرِ
 أجنحةَ المواسمِ و احترقنا في المسافةِ بين عينَيْنا
 أنا شجرٌ و أنتِ من الهواءِ لِمَ الأماكنُ
 غير واسعةٍ و في نيَّاتِنا ما في البنفسجِ
 من خطوطٍ للكتابةِ فوقَ أوراقٍ نبعثرُها
 أمامَ مواقدِ البردِ القديمةِ هل تحبينَ العناقَ
 و هل لديكِ موانىءٌ أخرى بعيداً ثم أبعدَ 
ربما سنكونُ يوماً في مدائنَ لا تجاملُنا
 و تنسى أننا غرباءُ تحفظُنا مقاهي الليلِ
 تتركُنا المحطةُ للرحيلِ و في حقائبِنا فراغُ
 الذكرياتِ و ما تبقى من غيابٍ سوف نحملهُ
 ألا إني أراكِ الآنَ دافئةً كقطٍّ في فراشٍ
 للشتاءِ و في شفاهكِ بَسمةٌ أو دعوةٌ
 أو وشوشاتٌ مُربِكةَ.
الجمعة ٢/١٢/٢٠١٦
تركوازْ    
 

الوقت خاصرة الوجع


الوقتُ خاصرةُ الوجع
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ مُعْتَرَكٌ
 وصوتٌ من بعيدٍ في شرانقَ نائمةْ
 فزَعُ الطيورِ الباحثاتِ عن المكانِ
 و مَنْ يُظِلُّ القلبَ من حرِّ النداءِ سوى التحفُّظِ
 و اندلاعُ النارِ مرهونٌ بقلبٍ قُدَّ من قَشٍّ
 و وردٍ ناشفٍ و الهمسُ مراتٍ يثيرُ النائماتِ
 من الظنونِ تساقطتْ أوراقُ صيفٍ كاملٍ
 و وجدتُ نفسي فيكِ جذعاً من نخيلٍ باسقٍ
 لِمَ كلُّ شيءٍ في الحياةِ مُعانِدٌ و الشرنقاتُ
 فراشةٌ و فراشةٌ و الظنُّ خاصرةُ الوجعْ
 قَسَمَاتُ وجهِكِ واحةٌ منسيةٌ أعني فراغاً 
ليس يملأهُ الكلامُ و لا تفاجئهُ القُبَلْ
 أعني ستائرَ أُسْدِلَتَ في الليلِ أو وقتَ الظهيرةِ
 لست أعني أنني لم أنتظرْكِ هناكَ بين البحرِ
 و الشارعْ و أحياناً أحققُ أمنياتٍ باقيةْ.
الجمعة ٢/١٢/٢٠١٦
تركوازْ 
 

هدوء البرتقالة


هدوءُ البرتقالة
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناكِ وقتُ اللوزِ قبلَ دقيقةٍ
 عيناكِ آثمتانِ فيَّ تطوقانِ القلبَ أسرعَ 
هكذا سينالُ مني البحرُ يجعلُني أسيرَكِ
 فجأةً و أقلَّ بؤساً في الشتاءِ مدينتي متروكةٌ
 للاحتمالاتِ القليلةِ بينما عيناكِ تنتظرانِ
 ليلاً ما ليهربَ فيهما قمرٌ و تسكنَ فيهما غيمةْ
 بعيداً في السماءِ أرى بقايا البحرِ
 تنثرهُ الطيورُ على البيوتِ و فوقَ كرماتٍ
 تميلُ إلى هدوءِ البرتقالةِ في شفاهكِ
 طعمُها و الدفءُ هلْ لي مرةً من رشفةٍ
 عيناكِ تائهتانِ أبعدَ في بياضِ النورساتِ 
و بين أنفاسي و دقةِ قلبِكِ الهادىءْ 
بعيداً كلُّ شيءٍ بات يغريني و في عينيكِ
 ما يكفي لأهدأَ مرتينِ و أختفي و القلبُ
 وقتٌ ربما يكفي لينبضَ فيكِ وقتاً ما.
الخميس ١/١٢/٢٠١٦
ْتركواز     

 

الاثنين، 21 نوفمبر 2016

لحظات طيبة


لحظاتٌ طيبة
شعر: علاء نعيم الغول 

أيقَنتُ أني لم أخُنْ 
و الحبُّ كان مُدَلَّلا أنثى بلا قلَقٍ
 و طِيبٌ طابَ لي نومُ الصباحِ على المطَرْ
 دفءٌ فلا أحتاطُ من شيءٍ يُسيءُ
 و نيَّتي بيضاءُ تشبهُ نيَّتي أيضاً
 أطيرُ مُنَعَّمَاً لا خوفَ قد زالت عن العين
 الغشاوةُ أو تبينَ أنَّ مرآتي زجاجٌ وسَّخَتْهُ
 شوائبٌ كانتْ تراوغني كظلِّ فراشةٍ 
أيقنتُ أنَّ الأغنياتِ ستائرُ الروحِ الطويلةُ
 هادىءٌ صوتُ الهواءِ من النوافذِ لا أبالي 
وقتَها بالذكرياتِ العابرةْ 
و العابرون توقفوا عند الغيابِ و غادروا 
أيقنتُ أنكِ تجعلين البحرَ أشهى
 لونُ شعركِ و اندياحُ الشدوِ من شفتَيْكِ
 في عينيكِ أسئلةُ الغمامةِ و السماءِ 
و لا يقينَ كأنْ يطوِّقنا العناقُ 
و أن يبللنا المطرْ.
الاثنين ٢١/١١/٢٠١٦
على وسادةٍ واحدةْ        
 






الاثنين، 7 نوفمبر 2016

خيارات غير واضحة


خياراتٌ غير واضحة
شعر: علاء نعيم الغول 

نتاشا
فاجأَتنا الحربُ لكن لم أمُتْ
 و غرِقْتُ سهواً و انتظرتُ الموتَ لكنْ
 ظَلْتُ حياً و ارتطَمْتُ بحائطٍ في القلبِ
 أفقدَني الحضورَ و لم أمتُ
 كم كان يمكنني السقوطُ عن الجبلْ
 لا بدَّ أنَّ هناكَ أمراً ما تأجَّلَ كم نجوتُ
 و لا أزالُ مهيَّأً للعيشِ أطولَ لستُ أعرفُ
 كيفَ لكن في الحياةِ نرى النهايةَ 
مثل شاخصةٍ على جنبِ الطريقِ
 حبيبتي سمراءُ عيناها المدينةُ في الشتاءِ
 و شعرُها غيمٌ بعيدٌ صوتها متعلقٌ بالموجِ
 أكثرَ فاجأتني الحربُ قبلَ الليلِ و انطفأَ
 المكانُ كمرأةٍ كانت ترتبُ نفسها لتحبَّ أفضلَ
 و انتهتْ في صورةٍ مطويةٍ في الجَيْبِ
 في عينيكِ ما أخشى و في قلبي
 كلامٌ عنكِ لكن لم أقُلْهْ.
الاثنين ٧/١١/٢٠١٦
الى نتاشا مع خالص الحب     
 

السبت، 23 يوليو 2016

بذور القرنفل


بذورُ القرنفل
شعر: علاء نعيم الغول 

علاءُ
رسائلي لم تكتملْ و مدينتي وَسِعَتْكَ
 و اتسعَ الهواءُ بنا و ما أقسى الطريقَ
 و ما أشدَّ الليلَ في عينيكَ وجهي في مدينتِكَ
 الصغيرةِ أغنياتي فانتظرني فيكَ صيفاً
 أو مكاناً بيننا و إليكَ قلبي ما ارتحلتُ
 و ما اقتربتَ من المرايا في الكلامِ تحيةٌ
 و القلبُ نزفُ حكايةٍ نُسِجَتْ من الفرحِ القليلِ
 و منكَ أحياناً و مني في ليالي لا تراعي 
الفرقَ في نياتِنا و إليكَ حبي منكَ بذْراتُ
 القَرَنفلِ و الندى جعلَ الرسائلَ مرةً أخرى
 رحيقاً لا يغادرُ شرفتي يا أيها المسكونُ بي
 يا آخرَ الموجاتِ في بحري أحبكَ رغمَ أنَّ الحبَّ
 منكَ نوارسٌ أخدتْ من الغيمِ المسافةَ رغم أنكَ 
لا تحبُّ النومَ من غيري بقربكَ سوفَ أبقى فيكَ
 زهراتٍ مبللةً و دنيا لا تغادرُها و أنتَ مدينتي
 و لسوفَ تأخذُنا الطريقُ إلى البحيرةِ في المساءْ.
السبت ٢٣/٧/٢٠١٦
رسائل من تتريت  
 

الأربعاء، 8 يونيو 2016

وشوشات مفاجئة


وشوشاتٌ مفاجئة
شعر: علاء نعيم الغول 

تتسابقُ الأوقاتُ تصلبُني على ظلٍّ تآكلَ
 لا تُعيدُ ليَ الذي وفَّرْتُهُ من أغنياتِ الصيفِ
 تتركُني أمامَ البحرِ وحدي عاجزاً عن شَدِّ 
أولِ موجةٍ تدنو بطحلبها الهزيلِ تجمَّعَتْ
 في الروحِ أصداءُ الأماني و الغيابِ و كم
 أخافُ من الذي في القلبِ يُفْزِعُني بدقاتٍ
 تقولُ أنا أحبكِ فاعذري تَرَفِي قليلاً و املأيني
 منكِ وقتاً غير هذا و اسكنيني في مواقيتِ 
الندي و الوشوشاتِ أنا اعترفتُ بما لديَّ و في 
شفاهكِ رقةُ التفاحِ طعمُ الخوخِ أطلقتِ المدينةُ
 مرةً أنفاسَها فتسربتْ كل الحكاياتِ الرديئةِ
 من نوافذنا و صرْنا بين أنفسِنا عراةً صامتينَ
 و لا يزالُ الموجُ يفلتُ من شباكي عائداً للريشِ
 فوقَ الماءِ يقذفهُ على قدميَّ يجرفُني كرملٍ
 فاقدٍ للوزنِ فاقتربي قليلاً كي أعيدَ الوشوشاتِ 
ونحتمي بالأغنياتِ من الضجرْ.
الأربعاء ٨/٦/٢٠١٦
يحدثُ في مدينةٍ ما   
 

















مصادفات في نهار واضح


مصادفاتٌ في نهارٍ واضحٍ
شعر: علاء نعيم الغول 

في العُمْرِ أوقاتٌ تصيبكَ بالترددِ و التخاذلِ
 ربما في العمر من صُدَفٍ تِريكَ لِمَ السماءُ
 نهايةٌ و البحرُ وجهٌ صامتٌ و حكايةٌ لا تنتهي
 هل صُدْفةٌ أنا التقينا أننا شيءٌ تدبَّرَ في هواءٍ
 غيرِ هذا ربما عيناكِ لونُ بدايتي و نهايةُ الأحلامِ 
مَنْ أوحى لنا بالبدءِ في تبريرِ هذا المشهدِ
 العفويِّ في أنا هنا منذُ استدارَ الكونُ
 أو أضحى مُلاءاتٍ مزركشةً ألا في العُمْرِ تنكشفُ
 الرؤى عيناكِ تقتربانِ مني الآن أنظرُ فيهما
 و أرى الينابيعَ البعيدةَ غابةً ملأى بأسماءِ 
الظهيرةِ و الصباحِ و فيهما صُوَرٌ تلاحقُني
 و تنسبُني إلى هذي المدينةِ و هي تقذفُ بي
 بعيداً ربما عيناكِ واضحتانِ أكثرَ من ظنوني
 حول نفسي هكذا سنظلُّ أجملَ في البدايةِ
 قادرَيْنِ على التحملِ و اعترافاتٍ نؤجلُها 
و ننسى ما إذا نحنُ التقينا صدفةً.
الثلاثاء ٧/٦/٢٠١٦
يحدثُ في مدينةٍ ما   
 

تأملات دافئة


تأملاتٌ دافئة
شعر: علاء نعيم الغول 

كم دافىءٌ هذا التأمُّلُ
 دافىءٌ ما بيننا و الدفءُ صوتُكِ دائماً
 لا أستطيعُ العيشَ حتى أستطيعَ الموتَ
 أكرهُ أن نكونَ معاً و تخذلُنا المسافةُ ننتهي
 في الحُلمِ عصفورينِ صوتُكِ لي مناراتُ النوارسِ
 غرفةٌ مملوءةٌ بالريشِ نافذةٌ على كتفِ البنفسجِ
 هل لديكِ مدينةٌ أخرى تقينا البردَ تنقذُنا
 من الوجعِ المفاجىءِ في ضمائرنا و يؤلمُنا التسكعُ
 في جهاتِ العُمْرِ أنسى كيف جئتُ و جاء
 بي قلبي إليكِ و أشتهي من دفءِ صوتِكِ همسةً
 أخرى تحررُني أخيراً من قيودِ الانتظارِ
 و ما الذي نحتاجهُ لنفرَّ من أسمائنا 
لا أكتفي بالبوحِ يلزمنا اعترافٌ واحدٌ
 قلبي يراكِ الآن ينسيني الذي قد مرَّ 
من زمنٍ بلا جدوى و أعرفُ أنَّ صوتَكِ
 دافىءٌ أيضاً و صوتي ضائعٌ في أغنياتِكِ
 هكذا أبدو مُحِباً دائماً و بلا شروطْ.
الأربعاء ٨/٦/٢٠١٦
يحدثُ في مدينةٍ ما    
 



الاثنين، 6 يونيو 2016

Everything's Gonna Be Alright



Everything's Gonna Be Alright
شعر: علاء نعيم الغول 

النافذةْ.
 و الشمسُ هادئةٌ و بوب مارلي
 و أغلفةُ المجلاتٍ الجميلةِ ثمَّ كوبُ الشاي
 بعد تناولِ الجاتو
 و تبدأُ نشوتي للبحرِ بعدَ التاسعةْ
 صيفٌ و مقهى
 أو شتاءٌ و المحطاتُ الأخيرةُ
 ثمَّ إلقاء التحيةِ من بعيدٍ 
هكذا قد أكملتْ هذي المدينةُ ما عليها نحونا 
و النافذةْ
 و الليلُ يجعلُنا أَرَقَّ 
و للأغاني ما يُبرِّدُ حرَّ أشواقٍ تعالت 
ثمَّ أولُ مشهدٍ في الفيلمِ
 يبقيني إلى ما بعدَ نصفِ الليلِ
 خلفَ النافذةْ
 ما هذه الأضواءُ ما الصمتُ
 الذي أخذَ النيامَ إلى السماءِ المعتمةْ 
كيف استطاعَ النائمونَ الانعتاقَ
 من المدينةِ و التحررَ من قيودِ الوقتِ
 و الضجرِ المباغتِ
 كوستاريكا قهوتي
 و مُحمدَ السحَّارِ 
في مقهىً يجاملُنا برائحةِ النساء المُفرحاتِ 
و للمكانِ من الرفاهيةِ التي تفضي 
علينا مغرياتٍ طارئةْ.
الثلاثاء ٧/٦/٢٠١٦
يحدثُ في مدينةٍ ما       
 
     








هروب الليل و ظل القمر


هروبُ الليلِ و ظلُّ القمر
شعر: علاء نعيم الغول 

الليلُ يتركُنا و يهربُ أينَ لا ندري
 و لكنْ حظُّنا أنا نظلُّ مع القمرْ
 لا شيءَ يجبرُنا على تأمينِ مَمْشَى بيننا
 للظنِّ نخجلُ من وساوسِنا و نتركُها تعاني
 وحدها لا الصمتُ يتعبُنا و لا بوحٌ ينالُ 
من اعترافاتِ الصباحِ و بحرِنا يا بحرُ 
يا وجهَ التي أحببتُها و نذرتُها للقلبِ ساقيةً 
و تذكاراً لعمرٍ سابحٍ كالظلِّ فوقَ الأقحوانةِ
 ما لديكَ الآنْ كي نبقى معاً متصالحينَ
 ألا ترى أنا نحبكَ فاعترفْ أينَ اختبأتَ 
غداةَ أصبحتِ المدينةُ مِلْكَنا و حفرتَ فينا
 فوهاتٍ للبراكينِ التي انفجرتْ بنا 
و خذلتنا في الصيفِ أكثرَ قلتَ فينا 
ما تحبُّ من الاساءةِ و احتملنا ملحَ ظنِّكَ
 و استطعتَ الآنَ جعلَ الليلِ أجبَنَ مرتينِ
 و هكذا سيظلُّ يهربُ ما استطاعَ
 و ما استطعنا سوف نبقى تحتَ ظلِّكَ يا قمرْ.
الاثنين ٦/٦/٢٠١٦
يحدثُ في مدينةٍ ما       
 

الأحد، 5 يونيو 2016

مغريات بلا ضمير


مغرياتٌ بلا ضمير
شعر: علاء نعيم الغول 

الوقتُ ثقبٌ ضيقٌ 
عينٌ من الماءِ الذي احترفَ اختلاقَ
 جداولٍ لم تنقطعْ و الوقتُ يأكلُني كظبيٍ
 بين عشبٍ قد تجاوزَ عتبةَ البابِ الصغيرِ
 و كيف يمكنُ أنْ يصيرَ الوقتُ أوراقاً
 نكوِّرها و نقذفها رسائلَ في نوافذَ
 لا تنامُ و يستبدُّ الوقتُ بي يحتلني كمدينةٍ
 مكشوفةٍ يبتزني بالذكرياتِ لكي أغيرَ 
ما كتبتُ و مرةً طاوعتُ نياتي فصرتُ مطارَداً 
بالمغرياتِ لكي أحققها بدونِ منغصاتٍ
 للضميرِ و ما الضميرُ حبيبتي إلا التردد
 و اجتناب الكشفِ عما لا نطيقُ
 من الخبايا و الضميرُ يعيقُ أحلامي
 كثيراً فليمتْ يوماً طويلاً ثم يرجع عندها
 سأكونُ قد تممتُ ما بيني و بينكِ أيها
 الوقتُ انتظرْ و انسَ الاساءةَ بيننا فأنا
 سأعرفُ كيف أفلتُ منكَ يوماً ما.
السبت ٤/٦/٢٠١٦
يحدثُ في مدينةٍ ما 
 


السبت، 4 يونيو 2016

الزجاجات الأنيقة


الزجاجاتُ الأنيقة
شعر: علاء نعيم الغول 

أنتِ لي جسدٌ و روحٌ أيها الجسدُ المصفى
 مثل خمرٍ في الزجاجاتِ الأنيقةِ ما دهاكَ
 و أنتَ تُثْمِلُني بدفئكَ بارتعاشٍ لاذعٍ
 فكرتُ أني لا أحبُ الخوخَ أكثرَ من فِراشٍ
 مُترفٍ فوجدتُ نفسي مستثاراً بالهدوءِ
 على شفاهكِ أيها العصفورُ من أعطاكَ صوتَ
 النهرِ لونَ البيلسانةِ و السماءِ تعالَ نخفي
 خوفَنا و ننامُ ما بين المساءِ و وشوشاتِ
 الموجِ بابُ الكوخِ يُفضي للنهارِ و أنتِ يُنْبِتُكِ
ِ الهواءُ حكايةً ملأى بما ذقناهُ من ألمِ الترقُّبِ
 ما اسمُكِ الآنَ اعطِني منه الحروفَ و جردي
 صيغَ المناداةِ الجريئةَ سوف يقتلُني التوقعُ
 في حروفكِ أبجدياتُ الهوى منظومةٌ لا تنتهي
 من مفرداتٍ لا تعينُ على التحملِ أنتِ لي ما ظلَّ
 لي من هذه الدنيا و من أسماءِ مَنْ رحلوا
 و غابوا في مواسمَ صافيةْ.
الجمعة ٣/٦/٢٠٢٦
يحدثُ في مدينةٍ ما     
 ا



الجمعة، 3 يونيو 2016

أحلام مشوشة


أحلامٌ مشوَّشة
شعر: علاء نعيم الغول 

في غابةٍ مقهورةٍ بالصمتِ كانتْ ذئبةٌ
 تعوي و كان الليلُ يحشرُ نفسهُ في رأسِ
 أفعى و امتثلتُ لما يقولُ الحارسُ المربوطُ
 في جذعِ الصنوبرةِ العجوزِ و كانَ صوتي
 يسحبُ القمرَ الخفيفَ إلى تلالِ الغيمِ
 تتبعني الخيالاتُ الجموحةُ لم أكنْ
 وحدي و أغراني المكانُ بلونهِ الطينيِّ
 بالهمسِ المبجَّلِ في دعاءِ الطيرِ أحلامي
 الأخيرةُ كلها سوداءُ عاريةٌ و مخجلةٌ
 و تنذرُ بالنهارِ و لم أرتبْ ما أحبُّ أمامَ 
بابِ الغابةِ الظمأى و في عينيَّ ضوءٌ خافتٌ
 من شُرْفةٍ ملأى بناسٍ يلغطون و يقسمون
 بأنهم جوعى و مسجونونَ في أوقاتهم
 و أنا سجينُ الحُبِّ و الليلِ الطويلِ و لا أفضِّلُ
 فَهْمَ شيءٍ من حكايا المتْعَبين فكلنا ضعفاءُ
 يرهقُنا التأملُ ثم يُبكينا انتظارٌ لا يكافِؤنا
 و هذا ما أراهُ الآنَ في نومي و فوق وسادتي.
الثلاثاء ٣١/٥/٢٠٢٦
من مجموعة أكاذيب الدمية   

الخميس، 2 يونيو 2016

ترجمات غير واضحة


ترجماتٌ غير واضحة 
شعر: علاء نعيم الغول 

أستوعبُ التوقيتَ  تُخرجُني المدينةُ
 من علاقتِها بغيري ثم أتركُ بعضها في
 الذكرياتِ و خلفَ شجراتِ الطريقِ أرى
 خيالي مُتْعَباً لا بدَّ أني لم أُعِنْهُ على اعتلاءِ
 السورِ أو جدرانِ قريتِنا الصغيرةِ دائماً
 لا أستفيدُ من العلاقاتِ التي بيني و بينَ
 قصائدي عن راحلينَ و آخرينَ سقطْتُ من أوراقهم
 أستوعبُ النيَّاتِ حين تصيرُ مؤذيةً و قادرةً
 على قلبِ الحقيقةِ لا حياةَ بدونِ أوهامٍ نلاحقها
 و نقبلُ أن نصدقَها لهذا أجعلُ الأحلامَ ممكنةً
 و خاليةً من التأويلِ لا أبدو سوى نفسي و أرفضُ
 غير ذلكَ أيها الوقتُ المُقسَّمُ وردتينِ و قطعةً
 من كَرْزَةٍ لا بأسَ في أنْ نقتني أسماءَ تقبلُ 
ترجماتٍ كلها مشتقةٌ من أغنياتٍ أوقفتْ إيقاعَها
 و تشبثتْ بمدينةٍ لم تَحْمِ يوماً أهلَها 
و العاشقينَ على الطريقْ.
الاثنين ٣٠/٥/٢٠١٦
يحدثُ في مدينةٍ ما   
 


الثلاثاء، 31 مايو 2016

أمام يعفور صغير


أمامَ يعفورٍ صغير
شعر: علاء نعيم الغول 

الحبُّ ماءٌ باردٌ رأسٌ على رمحٍ
 و قلبٌ فوقَ قرنِ غزالةٍ و الحبُّ أنتِ و شوكةٌ
 تنمو على مهلٍ و ننتظرُ الرحيلَ معاً ألا إني
 أفضِّلُ ما تبقى بيننا يا حُجَّتي وقتَ الصباحِ
 و رغبتي لأكونَ مثلَكِ بارداً كفراشةٍ أو ثائراً 
ضدَّ القبيلةِ أنتِ لي صبَّارةٌ و أنا بعيدٌ
 عن شفاهكِ لا أظنُّ الأمرَ أصبحَ سيئاً
 فلنتفقْ أَنْ نلتقي سراً و نفتحَ نافذاتِ البيتِ
 دون تخوُّفٍ فالخوفُ أولُ مغرياتِ الموتِ
 آخرُ ما يظلُّ من الحقيقةِ أنتِ أغنيتي و قطٌّ
 في الصباحِ على نوافذَ أغرقتها الشمسُ بالريشِ
 النقيِّ و باليمامِ و هكذا للبحرِ منكِ حكايتي 
و البحرُ يذكرُ كيفَ كنا ندفنُ الأحلامَ فيهِ و ندفنُ
 الأشياءَ عن حُبٍّ و في هذا النهارِ حبيبتي كلُّ الذي
 نحتاجهُ فقطِ املأيني منكِ و اعترفي بحبكِ
 فجأةً و أمامَ يعفورٍ صغيرْ.
الأحد ٢٩/٥/٢٠١٦
يحدثُ في مدينةٍ ما 
 




السبت، 28 مايو 2016

نداءات عارية


نداءاتٌ عارية
شعر: علاء نعيم الغول 

لا أنتقي الأشياءَ أو لا أشتهي شبَهي
 و أبقى هادئاً حتى الظهيرةِ أبتغي ما لم يعدْ
 متوفراً أيامَ كنتُ مشاكساً للطيرِ متخذاً 
من التوتِ العفيِّ ذريعةً للنومِ في أفيائهِ وحدي
 و يا قلبي المُحَرَّرُ من وساوسهِ القديمةِ قلْ 
سلاماً خمسَ مراتٍ لها ثم اتسِعْ لمشاكساتِ
 الحبِّ منها ربما هي مَنْ سيفتحُ بيننا الأحلامَ
 تستعدي علينا البحرَ في تشرينَ تجعلهُ وديعاً 
ربما هي مَنْ أحبُّ على طريقتِنا الوحيدةِ أننا
 سجناءُ في هذي المدينةِ نحتسي أوجاعَنا 
بالصمتِ نقتلُ أمنياتِ الروحِ بالخوفِ المُدَبَّرِ
 من دعاةِ الموتِ في أحيائنا لا أكرهُ الأشياءَ 
من حولي و لا يجدي التباكي بعدما سقطَ 
القناعُ عن الوجوهِ حبيبتي لكِ ما عليَّ من
 الوعودِ و لي عليكِ الوردُ قبلَ جفافهِ 
و على المدينةِ رحمةُ اللهِ الرحيمْ.
السبت ٢٨/٥/٢٠١٦
يحدثُ في مدينةٍ ما    
 


الجمعة، 27 مايو 2016

ذكريات جائعة


ذكرياتٌ جائعة
شعر: علاء نعيم الغول 

يتضوَّرُ الموتى اشتياقاً للحياةِ 
يطالبون فناءَهم بالروحِ كي يصلوا إلينا 
تائبين عن الذي لم يفعلوه و ما الذي سيكونُ
 اسوأَ من رحيلٍ لا إيابَ يليهِ نائيةٌ هي
 الروحُ التي لا فهمَ يجعلُها تصدقُ أننا ضعفاءُ
 جرحى موجَعونَ من البدايةِ ضائعونَ مع النهايةِ
 و الطريقُ تضيقُ يوماً بعد يومٍ أيها الموتى
 الرفاقُ تصالحوا فيما اقترفتم بينكم لا تنبشوا 
وجعَ الذين سيلحقونَ بكم قريباً أيها الموتى
 الذين استعذبوا معنى الغيابِ السرمديِّ تجنَّبوا
 التحديقَ في القمرِ البعيدِ تجنَّبوا أسماءَنا كيلا
 تحلَّ بكم هزائمُنا الكبيرةُ ما لديكم بعدما
 صاح المنادي كي تُساقَ رحالُكم لا تقلقوا 
سنكونُ دوماً أوفياءَ لكم فقط موتوا كما تتوقعون
 و سارعوا في ترْكِنا متعلقينَ بما تبقى من هواءٍ 
باردٍ شيئاً و ذاكرةٍ بما لا نشتهي.
الجمعة ٢٧/٥/٢٠١٦
من مجموعة أكاذيب الدمية   
 





احتياجات بسيطة


احتياجاتٌ بسيطة
شعر: علاء نعيم الغول 

متورطٌ في الأمنياتِ و غارقٌ في الحبِّ
 منشغلٌ بمن ماتوا و أحلمُ بالفصولِ على سياجِ
 مدينتي و أخافُ من نفسي و عاداتِ القبيلةِ
 و الطقوسِ و أشتهي نوماً على رملٍ و أنظرُ
 في السماءِ و كلُّ مَنْ حولي تلاشوا في بيوتٍ
 لا تحبُّ البيلسانَ و أعتني بالوردِ أكثرَ من
 صداقاتي القليلةِ أسمعُ الليلَ المُصَفَّى مثلَ شهدٍ
 سالَ من سِدْرٍ قديمٍ أحتمي بحكايةٍ صدَّقْتُها 
عن عاشقاتٍ يستمعنَ لوشوشاتِ الريحِ أو همسِ
 النوافذِ أعشقُ الغيماتِ في تشرينَ أرسمُ 
وجهَ مَنْ أحبَبتُ معترفاً بأني لا أزالُ محاصَراً
 بتساؤلاتي عن مصيرِ الغائبينَ و لهفتي للعيشِ
 خلفَ حدودِ هذا البحرِ أنتزعُ الموانىءَ من ظلالِ 
النورساتِ و من هواءٍ مالحٍ أحتاجُ نفسي من جديدٍ
 كي أمارسَ ما عليَّ من الغناءِ و ما عليَّ من السَّفَرْ.
الجمعة ٢٧/٥/٢٠١٦
يحدثُ في مدينةٍ ما   
 


الخميس، 26 مايو 2016

أشباح الليل تنهض هادئة


أشباحُ الليلِ تنهضُ هادئة
شعر: علاء نعيم الغول 

هي هكذا الأشباحُ تنهضُ بعدَ نصفِ الليلِ 
تأكلُ نفسَها و تصيرُ ورداً في الصباحِ 
تصيرُ أمنيةً تحققُ نفسَها في طفلةٍ تلهو
 بدميتِها و نرجعُ نحنُ أكثرَ عرضةً للانقراضِ
 و غرسِ شوكٍ في قشورِ التينِ نغفو بين
 أجراسٍ تعاندُ ظلمةَ التفكيرِ في خدْشِ
 الهواءِ لتلعقَ الروحُ الندى و ليرتوي رملُ
 الطريقِ و تصبحَ الخطْواتُ عاريةً مبللةً
 و بين النومِ و الأحلامِ ما يكفي لنخسرَ 
كلَّ يومٍ فرصةً لنعيشَ أطولَ تعرفُ الأشباحُ
 نيَّتَها و تسرقُ من نوافذِنا الفَراشَ و تقذفُ
 القمرَ الخجولَ على فِراشِ العاجزينَ عن الكلامِ
 هنا و حَرْثِ نسائهم ليضيءَ شيئاً من وعورةِ
 ما نفكرُ فيهِ حين ننامُ حين نفيقُ أقدرَ مرتينِ
 على التأفُّفِ و التحرشِ بالهواءِ المُرِّ بالوجعِ الذي
 يكفي لنصبحَ كلُّنا أشباحَ ليلٍ فاترٍ.
الثلاثاء ٢٤/٥/٢٠١٦
من مجموعة أكاذيبُ الدمية      
 






الثلاثاء، 24 مايو 2016

أدعية قصيرة


أدعيةٌ قصيرة
شعر: علاء نعيم الغول 

قالوا المدينةُ لا تعينُ على البقاءِ 
و آخرُ الصفصافِ ظلَّ مقيداً في الماءِ
 أما إخوتي فتوزعوا كلٌّ على جبلٍ 
يطلُّ على خيامٍ تحتها نَفطٌ نضبْ 
سيؤولُ كلٌّ للبدايةِ و البدايةُ أنهكت لغةَ
 التأملِ في شفاهِ الحالمين
 و في المرايا كلُّ شيءٍ يحتضرْ
 يا لوعةَ العشاقِ يا وجهَ الحبيبةِ 
قبلَ تغييرِ المواسمِ كيف يمكنني التهربُ 
من سؤالِ الليلِ من صوتي و أدعيتي
 القصيرةِ من مناداتي لنفسي لستُ 
أحتملُ ادعاءَ الأغنياتِ بأنها جلبتْ
 إليَّ صباحَها و الوردُ ينكرُ ما يقولُ 
العابرونَ عن الهوى و الحبُّ أمنيتي
 و سلوايَ الوحيدةُ في الزمانِ المرِّ 
في هذا اليبابِ و حرِّ صيفٍ فاقدٍ للوعي 
ما جدوى البقاءِ هنا و تنهرُنا المدينةُ
 عندَ مدخلها الصغيرِ و لا نزالُ
 مقيدينَ على طريقٍ واسعٍ.
الثلاثاء ٢٤/٥/٢٠١٦
يحدثُ في مدينةٍ ما    
 


الاثنين، 23 مايو 2016

على نوافذ آثمة


على نوافذَ آثمة
شعر: علاء نعيم الغول 

في النارِ يصبحُ كلُّ شيءٍ مُفزِعاً
 و الغائبونَ عن الحقيقةِ يركضونَ وراءَ ظلٍّ 
في شوارعَ أنهكتْها الريحُ أصواتُ السلاسلِ
 في رقابِ المُتْخَمينَ بصمتهم و أرى بعيداً
 هاربينَ بلا ملامحَ نسوةً لا يتَّشِحْنَ بأيِّ لونٍ
 عارياتٍ في حقولِ الصيفِ ينشُدْنَ الهواءَ
 و حفْنةً مما تبقى في السنابلِ هؤلاء الفاقدونَ
 لما تريدُ الروحُ يختلفون عمَّنْ أنجبتهم أرضُنا
 و النارُ صادقةٌ و تفقدُ لونَها في سُمْرةِ الموتى
 و أحذيةِ الجنودِ القادمينَ بدونِ دعواتٍ
 و تقبلُنا المدينةُ مثلما شاءتْ و تتركنا حفاةً
 مُبْلِسين  و مُنهكينَ أمامَ أبوابِ البيوتِ نجرجرُ
 الوقتَ المُيَبَّسَ في مآقينا الهزيلةِ في الدعاءِ 
بلا خشوعٍ كي يُجابَ لنا بأن نبقى و نبقى
 غائبينَ بلا عتابٍ أو عقابٍ بالغٍ و النارُ تهبطُ
 في المساءِ على نوافذَ آثمةْ.
الأحد ٢٢/٥/٢٠١٦
أكاذيبُ الدمية         
 















قناعات الطيور

 قناعات الطيور لا تكترثْ  يتسابقُ الموتى  ولا تجدُ الطيورُ لها مكانًا  في السماءِ وأنتَ قلبي دائمًا في حيرةٍ  وتطيرُ أبعدَ حيث يغلبكَ الفرحْ...