الأربعاء، 25 يوليو 2018

أول النشيد


أولُ النشيد
شعر: علاء نعيم الغول 

سترَوْنَ أني أعرفُ الموتى 
الذين تزلَّفوا لينالَهمْ شيءٌ قديمٌ دنيويٌّ
 والمؤكدُ أنهم حنُّوا إلينا
 لانهياراتِ الجمالِ ولذةِ الأشياءِ
 حين تؤولُ حتماً للخرابِ وللفناءِ
 وإنَّ قيمةَ ما نعيشُ تَبينُ في الموتِ
 الذي هو نعمةٌ مفتوحةٌ لتأملاتِكَ يا محاربُ
 أيها المخدوعُ بالنصرِ المزيفِ
 حين تقطعُ رأسَ جنديٍّ سينعمُ بالخروجِ
 من الشرانقِ سوفَ يلهو في غيابٍ لولبيٍّ 
في النشيدِ الغامقِ الممتدِّ في أسفارِ
 وَعْدٍ ليس معروفاً شبيهٍ بالتوابيتِ
 التي امتلأتْ نذوراً وانعداماً للعلاقةِ 
بينَ ما يَفْنى وما قدْ صارَ خلفَ الحَدْسِ
 لا تبحثْ عن المثوى وأين المَيْتُ يلقى المَيْتَ 
فكرْ في خلاصكَ من عواءِ الليلِ
 من قمرٍ تحيطُ بهِ خيوطُ الزرقةِ العمياءُ
 فهيا يا بدائيَّ الملامحِ
 أنتَ إنسيٌّ تراودكَ الرؤى والمعجزاتُ 
هلاكُكَ المشروطُ ليس مفاجئاً 
فقطِ انتظرْ كبيادقِ النومِ التي زحفتْ 
إلى الربعِ الأخيرِ من الهزيمةِ
 وانتظرْ لترى الحقيقةَ واضحةْ.
الأربعاء ٢٥/٧/٢٠١٨
قمر العسيس  




الجمعة، 13 يوليو 2018

فراغات جائعة


فراغاتٌ جائعة
شعر: علاء نعيم الغول 

(الحَلْ)
هو نفسهُ البلدُ القديمُ
 شوارعُ الرملِ الطويلةُ
 كان لونُ الخِرْوعِ الزيتيِّ يفردُ ظلهُ
 وأنامُ فيهِ وتحت رأسي أسمعُ
 الموتى ومن حفروا هنا آبارَ
 ماءٍ أشبعتْ أيامنا بالإنتظارِ
 و رَوَّتِ الطينَ المشققَ تحتِ
 شمسِ الصيفِ في هذي البلادِ خرافةٌ
 وحقيقةٌ دنيا وفوضى واحتمالاتٌ
 بلا هدفٍ لهذا لم نصلْ للحلِّ
 لن نُعطى المفاتيحَ الثقيلةَ والتي كانت
 معلقةً على بابِ القُرى
 وحكايةُ الليمونِ تروي أننا لم نستطعْ
 تبريرَ أفعالٍ لنا في الأصلِ مُخزيةٍ
 توالت بعدها كلُّ الهزائم والبلادُ هي
 البلادُ ونمتُ في الظلِّ الذي لم يستمعْ
 إلا لصوتِ الريحِ والدوريِّ للبحرِ 
المجاورِ والكرومِ وأغنياتٍ لا تساومُ أهلها.

(شبابيك)
الوقتُ ينفدُ
 كلما فاضَ الغرامُ تكاثرَ الورقُ المُجَرَّحُ
 بعدما يتساقطُ الزهرُ
 الصغيرُ يدقُّ بابي سائلٌ
 والحبُّ كأسُ الماءِ قبلَ النومِ أو بعد
 ارتشافِ القهوةِ السمراءِ ثمَّ يحينُ
 موعدُ آخرِ الأفلامِ بعدَ العصرِ يمكنُ
 أن أظلَّ كما أنا حتى الصباحِ ولم تصلْ
 بعدُ الرسائلُ أعرفُ الأحلامُ ثائرةٌ
 وتدفعُ أهلَها للبدءِ في التنقيبِ عما لم
 يكنْ في القلبِ موجوداً لذلكَ كلما
 أمعنتُ في فهمِ الرواياتِ القديمةِ
 لا أوفقُ في الوصولِ إلى خيوطٍ بينها
 لا بدَّ أني مؤمنٌ بتساؤلاتي وانحيازي للحياةِ
 بلونها الورديِّ أكرهُ أنْ ألاحقَ في الطيورِ
 صغيرَها وأحبُّ أصواتَ العنادلِ
 والزرازيرِ التي انتشرتْ على وجهِ الضحى
 وتركتُ نفسي للتفاصيلِ الكبيرةِ
 والصغيرةِ كي أظلَّ رفيقَ نفسي
 في طريقٍ مسرعةْ.   
 
(سحر أسود)
البيضةُ السوداءُ تفقسُ حين تسقطُ
 دمعةٌ في الكأسِ أو عند اشتعالِ
 الجُرْنِ تسمعُ بعدها قطاً يموءُ
 ومرأةً تصرخْ
 وتبدأُ قصةُ الشرِّ الملوثِ في التحرشِ
 بالنساءِ الآمناتِ وبالصغارِ النائمينَ
 وتطفَأُ الأنوارُ عن عمدٍ ويخشى الناسُ 
أرصفةَ المدينةِ أن تكونَ ملاذَ أرواحٍِ
 تلاحقُ كلَّ صوتٍ بين أشجارِ المكانِ
 وفي البيوتِ المستطيلةِ والمصابيحُ الضعيفةُ
 غير كافيةٍ لطردِ الخوفِ من بين النوافذِ
 من طيورِ الليلِ من نياتِ سكانِ المدينةِ
 والذين تآمروا كي يستطيعوا النيلَ
 من قدَرِ المدينةِ والمكانْ.
الجمعة ١٣/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة  



الخميس، 12 يوليو 2018

مكان العصافير


مكانُ العصافير
شعر: علاء نعيم الغول 

(شروق)
كلُّ الذي تتخوفينَ الآن منهُ سينتهي
 ستلاحظينَ الفرقَ بينَ القهوةِ
 الشقراءِ والطعمِ المفاجىءِ في مزيجِ 
البُنِّ من نوعينِ أو أكثرْ
 لديكِ مبرراتٌ للمذاقاتِ القريبةِ
 من شفاهِكِ كم أفضِّلُ أن أشاركَكِ
 المساءَ أو الشروقَ أمامَ هذا البحرِ
 في مقهى صغيرٍ هادىءٍ هل سرُّ
 هذا العُمْرِ يحوي أننا لا نبلغُ الأشياءَ
 حين نحبها لِمَ دائماً أحلامُنا مرهونةٌ 
للمعجزاتِ ولحظةٍ غيبيةٍ لِمَ لا نساهمُ 
دائماً في صنعِ ما يحلو لنا لا بدَّ أنا 
نستحقُّ ظروفَنا أنْ نستعيدَ بها العلاقةَ 
بيننا ملأى بلونِ البحرِ هادئةً كأولِ رشفةٍ 
تحكي تفاصيلَ التآلفِ بين روحٍ تستعدُّ 
لأنْ تراودَ نفسَها وبساطةِ الدنيا
 التي نحتاجها.

(مشاهد)
المشهدُ المرسومُ غاباتُ الصنوبرِ
 في الخريفِ وفي الشوارعِ لا أحدْ
 وحدي أسيرُ على الرصيفِ
 محاولاتي للبقاءِ كما أنا تحتاجُ مني
 أنْ أفيقَ مبكراً والقيقبُ البنيُّ يغسلُ لونَهُ
 بالطَّلِّ أو مطرٍ رقيقٍ بعد نصفِ الليلِ
 وحدي في المكانِ أحبُّ هذا المشهدَ الصامتْ
 سأبقى هادئاً
 كوبٌ من الكاكاوِ يُشعرُني بأني واحدٌ
 ممن لهم قلبٌ وحيدٌ 
أعرفُ المايا وأسماءَ القبائلِ والذين تآمروا
 كي ينتهي الفقراءُ عن أحلامهم
 والشاطىءُ المفتوحُ في قلبي غريبٌ مُقلِقٌ
 وبه الصَّدَفْ
 قدماي تنتعلانِ آثارَ النهارِ على الطريقِ
 ودائماً متورطٌ في أنني لا أستسيغُ البحثَ
 عن أشياءَ تأخذُني إلى ما لستُ أعرفُ
 هكذا هو مشهدُ الشجرِ الذي لا يشبهُ
 الصورَ التي في الرأسِ
 وحدي للحياةِ سأنتصرْ.

(عصافير)
 عودٌ من الكِبريتِ برميلٌ من البارودِ
 أروقةٌ مهددةٌ بأن تنهارَ أصواتٌ تهزُّ
 الطابقَ العلويَّ في مبنى الوزاراتِ القديمِ
 مناوشاتٌ شَرْقَ غزةَ بين مُحْتَلٍّ وأطفالٍ
 حريقٌ في مكانٍ ما وغيمٌ عابرٌ يضفي
 على وجهِ المدينةِ مسحةً مهجورةً من أهلِها
 والليلُ ينذرُ باشتعالِ الحربِ أو هدمِ البيوتِ
 وليس يبدو الأمرُ سهلاً في الضواحي
 فالعصافيرُ التي تحتلُّ أعلى سروةٍ ستظلُّ
 آمنةً لبعضِ الوقتِ حتى الطلقةِ الأولى
 ورائحةُ الهواءِ مليئةٌ بالبرتقالِ وموجةِ 
السمكِ التي غطتْ طريقَ الساحلِ الممتدِّ
 منذُ بدايةِ الحبِّ المليءِ بذكرياتِ البحرِ 
والموتى ومن عصروا لنا زيتاً وخمراً 
وانتهوا في مفرداتٍ تائهةْ.
الخميس ١٢/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة   

الأربعاء، 11 يوليو 2018

بورنوغرافيا


بورنوغرافيا
شعر: علاء نعيم الغول 

هم يستطيعون التملصَ منكَ
 أنتَ مراوغٌ لكنهم يستهدفونَكَ مدركينَ
 مدى احتمالكِ للصمودِ أمامَ توبيخِ الضميرِ
 ضميرُكَ المثقوبُ يوشكُ أنْ يُسَرِّبَ مُدخَلاتِ
 الأمسِ كنتَ تغيظُ نفسَكَ بالمرورِ على 
محطاتِ الإثارةِ ناسياً شباكَ غرفتِكَ 
الصغيرِ موارباً فرأتْكَ جارتُكَ الجديدةُ
 عارياً ما كنتَ منتبهاً وعيناها اللتانِ تلاحقانِ
 الضوءَ تابعتا انشغالكَ بالقراءةِ كان
 يمكنُكَ ادعاءَ النومِ لكنْ ظَلْتَ تعبثُ
 في مؤخرةِ الكتابِ بطرفِ إصبعكَ الصغيرِ
 سَهِرْتَ حتى لم تعدْ متردداً في وصلِ ليلِكَ
 بالنهارِ أخذتَ تشربُ ما تبقى من خفيفِ 
الشايِ كي تنسى انهيارَكَ في أتونِ الليلِ
 في هذا المزاجِ الفوضويِّ وأنتَ تقرأُ ما عثرتَ
 عليهِ من وقتٍ طويلٍ بين أكوامِ الجرائدِ هذهِ الكتبُ
 الجريئةُ أوغرَتْ نياتِكَ العرجاءَ لا تعفيكَ
 من زيفِ العلاقةِ بينَ ما تحتاجهُ من مغرياتٍ 
والذي تحتاجهُ لتظلَّ أنتَ بدونِ أوجاعٍ وتأبى
 أن تنامَ قبيلَ تبريرِ انتقائكَ للعناوينِ التي
 ملأتْ رفوفَكَ واتخذتَ مؤلفيها قدوةً لكَ واتبعتَ
 النكهةَ العمياءَ في صفحاتِ آخرِ ما قرأتَ 
عن الفضيلةِ والرذيلةِ وانتهاءِ البحثِ عن غاياتِنا
 في الإشتهاءِ وثورةِ الجسدِ التي عصفتْ
 بأفكارِ الصغارِ المحبطينَ أمامَ شباكِ التذاكرِ
 في المجلاتِ التي كانت تُهَرَّبُ في صناديقِ
 النبيذِ وفي بطاناتِ الحقائبِ ثم جارتُكَ
 التي حفِظَتْكَ عند شرب الشاي أدمنَتِ
 التعاطفَ مع ملامحكِ التي التصقتْ بأغلفةٍِ
 تداعبُ نفسَها في ناظرَيْكَ وما تزالُ
 محطةٌ أخرى تحركُ فيكَ نزعتَكَ البريئةَ نحو فهمِ
 الذاتِ واستبدالِ رائحةِ المكانِ بلذةٍ ذهنيةٍ نزَعَتْكَ
 من كلِّ الذي يبتزُّ رأسكَ واعترافَكَ بالتماهي
 مع شخوصٍ أوجَدَتْكَ لكي تمارسَ نفسَكَ
 الشوهاءَ رغبتَكَ المقيمةَ في منامكَ والمخيلةِ
 الشقيةِ تستطيعُ النيلَ مما في المحطاتِ الكثيرةِ
 بالتهامكَ ما بها في الليلِ في خلواتِكَ الصفراءِ
 حينَ يصيرُ شربُ الشايَ عادتَكَ الأخيرةَ هذهِ
 الكتبُ الغنيةُ بالمراوغةِ استغلتْ طعمَكَ المتروكَ
 في عينيِّ كارتِكَ الشهيةِ
 وهي ترسمُ فيكَ بعضاً من خيالٍ ظامىءٍ.
الأربعاء ١١/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة
        






الثلاثاء، 10 يوليو 2018

جاهليات


جاهلياتْ
شعر: علاء نعيم الغول 

لم أعترفْ إلا بما آمنتُ بهْ 
كلُّ الذينَ تبوَّأوا آثامنا قالوا كلاماً 
ليسَ يقنعنا ولا يُفْهَمْ
 وآلهةُ المدينةِ يذنبونَ كما الرعيةُ 
يشبعونَ من النساءِ ويهبطونَ إلى القرى
 ليعاقروا أشياخها خمرَاً ونشوى
 يكتبونَ شرائعَ الحكمِ الرشيدِ وهم عرايا
 أمرهم نجوى لذا قد بانَ في سوءاتهمْ 
ما كان من نياتِهمْ واستثمروا في الغيِّ
 أكثرَ ما لدى فقرائهم فاصبرْ وصابرْ يا مُريدُ 
لك الرضا مَنٌّ وسلوى وابتهلْ سيجيىءُ
 عامٌ كي يُغاثَ المعسرونَ ويعصرونَ 
تحسسوا من ريحِ يوسفَ وارجعوا
 بقميصهِ ألقوا بهِ فوقَ الوجوهِ لعلَّ من حزنوا
 يعودُ إليهمُ البصرُ الحسيرُ مُنَعَّماً
 لِمَ لا تراودنا المدينةُ لا أراها أنصفتْ أشياعها 
واستأثرتْ بالمُترَفينَ يغوثُ أعلى من هُبَلْ
 طوفوا وغنوا قائظينَ وهائمين
 (عَكٌ إليكَ عانيةْ)* 
ومن المدينةِ للمدينةِ لعنةٌ يتوارثُ الأبناءُ
 أسفاراً تفسرُها ولكن يغفلونَ عن الحقيقةِ
 يرجعونَ إلى البدايةِ دائماً يتهيبونَ البحثَ
 عن كلأٍ لقطعانٍ تجوعُ أمامَ آلهةِ المدينةِ 
وهي تلهو في خدورِ الغانياتِ وبينَ جناتٍ
 بها نهرٌ من العسلٍ المُصَفَّى يتركونَ فتاتهم للبائسين
 لهم عروشٌ من جماجمِ من بنوا لهمُ القلاعَ وزينوا
 لهم المعابدَ كي يظلوا في بروجٍ شُيِّدَتْ لتطوفَ
 حولهمُ بطاناتُ النفاقِ
 متى ستُدْفَنُ في الترابِ الآلهةْ. 
الأربعاء ٢٧/٦/٢٠١٨
كلمات متقاطعة           
*نشيد في الجاهلية أثناء الطواف حول الكعبة المشرفة: "نحن غرابا عك عك، عكٌ إليكَ عانية،،، عبادكَ اليمانية ،،، كيما نحج الثانية"

شيء للحب


شيءٌ للحبْ
شعر: علاء نعيم الغول 

هو ربما قلبي ولكنْ لا تكنْ متسرعاً
 في لمسهِ هو نصلُ خنجركَ الذي لم تنتبهِ
 كيفَ انتشى من غمده حينَ استبحتَ 
محارمي في الروحِ في نفسي ونمتَ
 على يدي تلهو بنبضٍ كانَ منكَ وكنتَ 
تمنعه من البوحِِ المُدَجَّنِ في شفاهي والكلامِ
 وفي الرسائلِ والدعاءِ متى التقينا كي يكونَ
 لنا العناقَ مكافئاتٍ لليالي الدافئاتِ 
وللأماسي المدهشاتِ بلونها والفيضِ
 يا هذا الذي عذبتَني كيف امتلأتَ تشوقاً
 وغرقتَ في نجواكَ فارحمْ أنني بكَ غِبْتُ
 عن نفسي ومرآتي تركتُ بشاشتي في لونِ 
عينِكَ والتزمتُ النومَ حتى ضلَّتِ الأحلامُ
 وجهتَها ولم ترأفْ بدمعاتي على خدٍ توردَ
 مُحْزَناً كم جئتَ تنقذني لأهلكَ في جنونكَ
 والغرورِ وأنتَ تعبثُ بالرموشِ الذابلاتِ بنظرتينِ
 وقلتَ إنكَ راحلٌ فوجدتُ أني أسبقُكْ.
الأربعاء ٢٧/٦/٢٠١٨
كلمات متقاطعة      


نهاية وبداية


نهايةٌ وبداية
شعر: علاء نعيم الغول 

أنا من هنا أو من هناكَ
 الأرضُ لم تكبرْ ولم تصغرْ
 ويا أرضَ الهواءِ تلاقحتْ معكِ السماءُ
 فجاءَ من جاؤوا وجئنا كي نكونَ ولا نكونَ
 نُحَمِّلُ الدنيا مقاليدَ الحياةِ ونحملُ
 الأوزارَ والرؤيا ونكبرُ في الخرافةِ ثمَّ يسحبُنا
 اليقينُ إلى مدارِ الروحِ مسلوبينَ من
 أسمائنا ومعذبينَ بضعفِنا والموتِ 
آلهةٌ وفوضى ميِّتونَ وربما أنصافُ آلهةٍ
 تعلمنا الذي لا بدَّ منهُ لكي نُتَبَّرَ في النهايةِ 
ما علا مما بنينا ثم يأتي غيرُنا ليعيدَ دورتَنا
 ونحلمُ أننا سنكونُ يوماً ما نراهُ مناسباً
 لنصيرَ أبهى أو أقلَّ خسارةً قبل القيامةِ
 وانتظرتُ بدايتي ونسيتُها وعرفتُ أنَّ الحبَّ
 أولُ تهمةٍ قد أسفرتْ عن وردةٍ بيضاءَ واتخذتْ 
غروبَ الشمسِ أغنيةً على أنغامها بدأتْ
 مراسيمُ النهايةِ والسماءُ ضحيةُ التفكيرِ
 في أشياءَ أبعد من ملامحها وزرقتِها
 وقلبي زورقٌ تحتَ القمرْ.
الخميس ٢٨/٦/٢٠١٨
كلمات متقاطعة    



حب وحب


حبٌّ وحرب
شعر: علاء نعيم الغول 

سأعدُّ ألفاً من حروفٍ يستوي فيها 
الكلامُ وألفَ أغنيةٍ لنهربَ من هنا وعلى
 الطريقِ الآن ثكناتٌ لجيشٍ مُرتَزَقْ 
ومنَ الغروبِ إلى النهارِ نعيشُ بين معادلاتٍ 
من ضميرٍ واقفٍ بينَ الجليدِ وعلبةِ البارودِ 
والأوهامِ حين تصيبُنا بالوهمِ أيضاً والحياةُ
 حبيبتي تمتدُّ فينا غيرَ آبهةٍ بنا والليلُ
 جندٌ يفقدونَ جلودَهم في الثلجِ ينتعلونَ 
ما تركَ البياضُ على الخطى واستثمرَ العشاقُ
 جلَّ الحبِّ في لونِ الرسائلِ والتفاني في 
التناسي واعتنقتُكِ مذهباً لا غَوْلَ فيهِ أفيقُ
 أقوى في عيونِكِ أيها الجندُ انسحبنا مثلكم 
من ساحةٍ للحربِ واخترنا البقاءَ كما البيادقُ
 في يدٍ أعلى من الأحلامِ للحربِ الرخيصةِ دائماً
 أمراؤها وحكومةٌ في الظلِّ تنهبُ خِفْيةً وتذوبُ
 أيضاً خلسةً والناسُ يمتلؤونَ حباً فجأةً يتحولونَ
 إلى أفاعٍ بغتةً هي هكذا الدنيا مراوغةٌ نفتشُ 
عن ثقوبِ النملِ فيها  عن صداقاتٍ مؤقتةٍ 
وصرحٍ سامقٍ وأنا أحبكِ رغم أني لا أخافُ 
ولستُ مضطراً لأخشى ما يخالجُني من الومقِ
 الغنيِّ بوشوشاتكِ واختلقتُ مناوراتٍ كي أجنبنا
 الرتابةَ والشعورَ بأننا جوعى وأسرى اللحظةِ
 العجماءِ كم في الحربِ من أشياءَ تصبحُ مفرداتٍ
 لا تُطاقُ ولا تُريحُ وبيننا هذا التعاطي مع تفاصيلِ 
المسافةِ والبقاءِ معاً وإنكِ تعرفينَ معي كم
 الدنيا لها أبوابُها والحبُّ في عينيكِ أبهى مرتينْ.
الخميس ٢٨/٦/٢٠١٨
كلمات متقاطعة     

أفكار مقنعة


أفكار مُقْنِعَة
شعر: علاء نعيم الغول 

حتى الذين يفكرون يراهنون
 على اختلافِ الناسِ في فهمِ الحقيقةِ 
يركنون إلى فروقٍ بينَ مَنْ يقضي ومَنْ
 يُقْضَى عليهِ كم التنقلُ بين موروثٍ 
وموروثٍ يشككني كثيراً في علاقتنا ببعضٍ
 كالعلاقةِ بين يوسفَ والذين تمكنوا
 من رميهِ في الجُبِّ
 والرؤيا وتعبيرِ المنامِ
 ودائماً في الرأسِ أسئلةٌ تدورُ ولستُ
 مقتنعاً بأنَّ إجابةَ الأحياءِ مقنعةٌ عن 
الموتى لهذا أستزيدُ من التحررِ في العلاقةِ
 بين نفسي والمصيرِ وبين روحي وانضباطِ
 القلبِ في تفسيرهِ للحبِّ مدهشةٌ بناياتُ
 الخيالِ طويلةٌ كبنايةٍ أخرى على مرمى البصيرةِ
 واشتهيتُ مسافةً بيني وبينكِ حجمها حجمُ 
المجرةِ في المجرةِ نصفُها لونُ السفرجلِ طعمها
 يُنسِي ويُذهبُ كلَّ فرقٍ بين فاكهةٍ وأخرى إنما
 الحبُّ اعتذارُ الشمسِ عن ورقٍ يجفُّ أمامها
 تبديلُ رائحةِ الجلودِ بنكهةٍ غيبيةٍ هو صَلْيةٌ في
 الحربِ تعرفُ أنها قتلتْ من الطيرِ الكثيرَ على
 خطوطِ الكهرباءِ وأربكتْ أهل المدينةِ أنشبتْ في
 القشِّ ناراً لا أفكرُ غير في هذا المربَّعِ قد تساوتْ
 أضلعُ التفكيرِ والدنيا قِطاعٌ هندسيٌّ بالغُ التعقيدِ
 أعرفُ أنني متساهلٌ في فهمها ولذا أعيشُكِ
 يا حبيبتيَ الجميلةَ بين ما أرجو وأخشى بين 
طلقاتِ الرصاصِ ورغبةٍ في العيشِ خلفَ النهرِ
 منفصلاً عن البدخِ الذي في مفرداتِ الشوقِ
 أتبعُ ما بقلبي إنهُ القلبُ الذي لا يشتكيْ.
الجمعة ٢٩/٦/٢٠١٨
كلمات متقاطعة       



شعرة بيضاء


شعرةُ بيضاء
شعر: علاء نعيم الغول 

حتى الكلامُ معرَّضٌ للإبتذالِ 
متى اختفتْ منه المساحاتُ الخفيَّةُ 
في تلافيفِ المخيلةِ المضيئةِ كالمصابيحِ
 البعيدةِ في مؤخرةِ الوسادةِ
 حين ألقي رأسيَ المعجونَ بالضوضاءِ
 والليلِ المقطَّعِ مثلما جزَرٌ صغيرٌ
 في حساءٍ باردٍ 
تلكَ المساحاتُ التي أحتاجها
 لأعودَ من نفسي إلى نفسي كثقبٍ
 أسودَ ابتلعَ السكونَ إلى سكونٍ
 لستُ أعرفُ والحقيقةُ أننا في البحرِ 
ننظرُ في المدى فنرى الفنارَ كخيمةٍ مثقوبةٍ
 في رأسها ماذا هناكَ سوى البريقِ
 المستفزِّ وشاطىءٍ فقدَ الحدودَ أمامَ
 رائحةِ النوارسِ أو ظلالِ الغيمِ تحدونا 
إلى غاياتِنا نياتُنا والبحرُ لي ولكِ
 الصعودُ إلى شفاهِ المِسْكِ للشرفاتِ 
واضحةً تطلُّ على بقايانا وزهرِ اللوزِ
 ما نفعُ البدايةِ والنهايةِ في وجودٍ لا يدومُ 
ولستُ أعرفُ ما الذي بعدَ الفناءِ وكيف تنفصلُ
 الحياةُ عن الذين قَضَوا وراحوا في بياضٍ
 مُبْهِرٍ تتآمرُ اللحظاتُ تأخذُنا وتتركُ فجأةً 
حبلَ النجاةِ وهكذا تتقلبُ الأشياءُ تمنعنا
 من التعبيرِ عن وجعِ التعلقِ والترقبِ وانتهزتُ
 الآن فرصةَ أنني متفائلٌ فغرقتُ في حبٍّ يساوي
 ألفَ نقشٍ غامقٍ في معبدٍ متوهجٍ بالزخرفاتِ
 وطافحٍ بالابتهالِ وبيننا هذا الجنونُ ومغرياتُ 
الإعترافِ بأننا شيئانِ يقتربانِ قبل الإرتطامِ
 بشعرةٍ بيضاءَ تفصلُ بينَ آخرِ لحظةٍ في 
الموتِ والفوضى ونسبحُ في الغيابِ كفركتين
 وقاربٍ جدَّفْتُ فيهِ على الهواءِ ومرَّ من نفقِ
 الغوايةِ للغوايةِ واحتسيتُ نبيذَكِ الفطْريَّ
 مشتهياً وجودَكِ بين نفسي والتفاصيلِ الطريةِ
 في المسافةِ بيننا تتعمدُ الأحلامُ تبذيرَ الهواءِ
 بصورةٍ لا تحملُ التفسيرَ أكثرَ من كلامٍ هامسٍ
 ومبالغٍ في الإقتضابِ وبعدَ نصفِ الليلِ
 نحملُ نصفَنا الآخرْ.
السبت ٣٠/٦/٢٠١٨
كلمات متقاطعة       

شهيق الزعفران


شهيقُ الزعفران
شعر: علاء نعيم الغول 

اللونُ أضحى برتقالياً أمامي
 مثل ذاكرةٍ ستُصْدَمُ فجأةً 
وأنا أفكرُ فيكِ مأخوذاً بما أبدو عليهِ الآنَ
 رثَّاً أو أنيقاً لستُ أعرفُ فالمرايا لم تعد
 هي نفسها وأنا أراهنُ أنَّ شيئاً ما بدائياً 
سيبقى في ملامحنا ودققْ في وجوهِ الناطرينَ
 على المقاعدِ كلهم متشابهونَ كأنهم متلازماتٌ 
تعبثُ الجيناتُ في أزماتنا وبياضِ أسنانِ
 النساءِ العاقراتِ وحجمِ رأسِ القطةِ السوداءِ
 لونِ لسانِكِ الممتدِّ يلعقُ باشتهاءٍ خلسةً
 ما لذَّ من ماءِ الغزلْ 
أنا لا أفكرُ غير في جدوى التصالحِ
 مع بقائي هكذا بين المسافةِ والهروبِ
 وبين نفسي والذي للآن لم أفعَلْهُ
 فاتخذي سلالمكِ الطويلةَ من شهيقي
 واصعدي نحو اشتياقي أو فراغٍ في فراغٍ
 كيف نفهمُ أننا لسنا هنا
 لسنا على الطرفِ المريحِ من الحكايةِ 
إننا لغةُ الخلافِ على المعاني
 غربةٌ مما نراه ونزعةٌ للبحثِ عن أرواحنا
 بين القشورِ وفي دروبٍ لا ترانا بل نرى
 فيها السرابَ كبقعةِ الماءِ النقيةِ
 كالمرايا الناعساتِ أمامَ وجهٍ لا تغيرهُ 
ابتساماتُ الصباحِ ولا تجاعيدُ الشقاءِ 
وحين تتقدُ الشموعُ يحينُ وقتُ الإنزياحِ 
إلى ضميرٍ نائمٍ وتوقعاتٍ لا تميلُ إلى التشاؤمِ
 فابعثي فيَّ الغرامَ ونافقيني كي أموتَ
 على يديكِ مبرأً مما ارتكبتُ وما تبقى
 في أجنداتٍ كتبتُ لألفِ عامٍ بعدها سيكونُ طوفانٌ
 بلا غرقى وأرض غير جاهزةٍ لتبلعَ ماءها
 لا رملَ إلا ما نراهُ هناكَ عند الشاطىءِ العاري
 كصدرٍ صبيةٍ تعدو بعيداً بين خطِّ الإستواءِ
 ونكهةِ الأنناسِ بين رحيقِ ساقيها وأمواهِ
 الأنوثةِ في ملامحها التي توحي بأنا
 فكرةٌ مجنونةٌ تعدو على ظهرِ المخيلةِ النحيلِ
 وتسبقُ الشبقَ الذي يغتالنا بصفاقةٍ 
ويداكِ أنعمُ من يديَّ لذا انسجي 
حولي حريرَكِ والمسي جلدي ليطرى
 واغمسي قدميكِ في دفءِ النبيذِ
 ليحتسيهِ الليلُ يُثْمِلنا على صوفٍ وريشٍ 
إنما الدنيا اختصاراتٌ وجند منهَكونَ
 تساقطوا صرعى رسائلَ لم تصلْ
 بقيت تسيلُ وفي حقائبهم تئنُّ على ضفافِ
 الثلجِ أو بين الخنادقِ فاملأي مني جرارَكِ وانثريني
 في هوائكِ زعفراناً أو رذاذاً من بقايا العَنْبَرِ
 المسكونِ بالنعناعِ والفوضى 
ورائحةِ السكونِ مع الضبابْ.
الأحد ١/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة            

خصيلات


خُصَيْلات
شعر: علاء نعيم الغول 

السِّحْرُ أوجههُ المثيرةُ لم تعدْ مضمونةً
 لا أستطيعُ الآنَ منحكَ كلَّ ما ترجوهُ
 يا قلبي المغيبَ في شقوقِ الوهمِ
 لن تجدَ الحياةَ كما تريدُ 
فقطْ ستدهشُكَ الحكايةُ نفسها
 لكنَّ شيئاً ما سيبقى غائباً عن مشهدِ
 التسليمِ أنتَ ستأخذُ الفرصَ التي تحتاجها
 وأنا سأقبلُ بالنتيجةِ
 فلنعدْ لحديثِنا عما يدورُ الآنَ
 بين مدينتي والمعجزاتِ وبين ساقيها
 وما قالَ الهواءُ عن اندلاعِ النارِ
 في الحقلِ المجاورِ بين عينيها وآثارِ انسحابِ
 الجيشِ من غير اتفاقٍ معْلَنٍ
 وأنا سأصبحُ واحداً ممن تنادوا 
بالخروجِ على الضجيجِ وسحبِ أنفسهم
 من النفقِ الطويلِ وغزةُ الآنَ السقيفةُ
 للذينَ يقسمونَ غنائمَ الحربِ الأخيرةِ
 قصةٌ لم تكتملْ فيها التفاصيلُ التي 
يحتاجها نَصٌّ طويلٌ 
ربما نحنُ الذين استأجروا أسماءهم
 واستهدَفَتْهُمْ نيَّةُ الجيرانِ بالحسدِ
 المُبَيَّتِ وانتظرنا خارجَ الوقتِ اعتقاداً أننا جندُ
 السماءِ القادرين على انتزاعِ الشرِّ من
 عينِ الوحوشِ الضارياتِ وفي الحقيقةِ كلنا
 رهناءُ للموتِ الذي فقدَ الوداعةَ في ملامحهِ
 القديمةِ لم يكنْ متواطئاً لكنَّ شيئاً ما تغيرَ
 فيهِ بعدَ الحربِ غزةُ من بعيدٍ رأسُ مِدْيوسا
 ومن خلفِ الزجاجِ وشاحُ 
غانيةٍ تبيتُ الليلَ عند المفترقْ 
وأنا أُفضِّلُ أن نكونَ معاً 
طويلاً في تمامِ السادسةْ 
هل تستطيعينَ التنازلَ عن خُصيلاتٍ لتزيينِ
 الصباحِ وفتحِ معجزةِ اللقاءِ بقبلتينِ وهمسةٍ.
الإثنين ٢/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة       



TAU


TAU
(مجرد فكرة رقمية وقلب من ورق ،،،،،)
شعر: علاء نعيم الغول 

سأشبهُ كلَّ شيءٍ فجأةً 
ولسوف يشبهُ بعضنا بعضاً 
يقيناً أنَّ فرقاً بيننا سيظلُّ كيلا
 تحدثَ الفوضى ونفقدَ ما لدينا
 في التشابهِ وانتبهْ 
قد لا أنامُ الآن أنتظرُ انقطاعَ الكهرباءِ
 وبعدها أحتاجُ نافذةً أرى منها السماءَ
 وضوءَ مصباحٍ بعيدٍ
 ربما هو بيتُها لكنها ليست هناكَ
 الآن فابنتُها سمعتُ ستمكثُ الساعاتِ
 في المشفى وجنبي صورةٌ لمحاربٍ قتلوهُ رمياً
 بالرصاصِ أمامَ تلكَ الأبرشيةِ مثلما فعلوا
 بآخرِ أصدقائي الغائبينَ أمامَ بابِ 
الجامعِ الغربيِّ 
كان الفيلمُ يروي كيفَ يمكنُ أن يصادقَنا
 افتراضيُّونَ ليسوا في مكانٍ ما بلا أسماءَ
 أو حتى علاقاتٍ من الحبّ القديمةِ 
كيفَ للأشياءِ أن تبدو لنا خُدَعاً 
و وهماً في فراغٍ ساخنٍ.
الإثنين ٢/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة     
TAU
 فيلم أجنبي انتاج عام ٢٠١٨

عبث الصباح


عبثُ الصباح
شعر: علاء نعيم الغول 

سيظلُّ ما بيني وبينكِ نادراً
 أو قابلاً للإشتعالِ وفجأةً يمتدُّ مثل
 مُذَنبٍ فتحَ السماءَ بومضةٍ 
لا بدَّ أنكِ تعرفينَ علاقتي بالماءِ
 بالطقسِ البدائيِّ الذي جعلَ اغتسالي
 لحظةً لا بدَّ من توريثها للباحثين 
عن البداياتِ البعيدةِ 
أكثري من زيتِ جوْزِ الهندِ
 شَعْرُكِ متعةٌ للنورِ أو طُهْرِ الوسادةِ
 سوفَ يفتعلُ المساءُ مناوراتٍ كي نظلَّ 
مُعَلَّقيْنِ على خيوطِ الهمسِ ننسجَ ليلَنا بمهارةٍ
 محمومةٍ والآخرون مُغَيَّبونَ عن الحقيقةِ 
فالحياةُ حبيبتي عبثُ النعيمِ على الجسدْ 
حرثُ الهواءِ بعطرِ جلدكِ والبَرَدْ
 تقبيلُ ما جادت بهِ شفتاكِ
 ثمَّ أعودُ أخطىءُ في العددْ 
وأراكِ في عينيَّ أجملَ حينَ يوقظنا
 الصباحُ ونوقظُ الدنيا معَهْ.
الثلاثاء ٣/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة  

صفاء الملح


صفاءُ المِلْح
شعر: علاء نعيم الغول 

الراكبون البحرَ غرقى لا محالةَ
 والهواءُ المالحُ الثُّمِلُ الثقيلُ
 يزيدُ وزنَ الرأسِ ينذرُ بازديادِ
 الحبِّ بين الماءِ والعطشى وما تلك
 السواحلُ بالتي تهوى رفاقاً قادمينَ 
من البعيدِ ولستُ ممن يرحلونَ 
هنا سأبقى أو هناكَ أمامَ بابِ مدينتي
 متناسياً ما كان منها هكذا سأحبُّ نفسي
 فيكِ أعرفُ أنَّ عينيكِ انتصارُكِ وانهياري
 نورساتُ الليلِ تعرفُ كيف تخفي نفسها
 والبحرُ أيضاً في النهارِ يصيبُني بالزَّهْوِ
 يجعلني محقاً في البقاءِ هنا مصيباً
 في القناعاتِ التي كونتُها عن ذكرياتي
 ثمَّ أنتِ ترينَ أني أستحقُّ تأملاتي
 في أنوثتِكِ التي سكبتْ على جسدي
 وعاءً فيه غَرْفاتٌ من البحرِ الذي
 حجبَ الحقيقةَ وانتظرْ.
الثلاثاء ٣/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة 

أصوات متداخلة


أصواتٌ متداخلة
شعر: علاء نعيم الغول 

سأكونُ أجرأَ
 فالعصافيرُ التي هجرتْ أماكنها
 تموتُ على الطريقِ
 أنا أقبلُ كفتيكِ 
وحين يبدو البحرُ مخضرَّاً
 تلاحقهُ السما والخرشناتُ
 وجيدُكِ العطرُ الغَوِيُّ أشمهُ فأذوبُ
 تحملها الظهيرةُ للصواري والفناراتِ
 القصيرةِ فوقَ جُرْفٍ من صخورِ الرملِ
 يجهدُنا العناقُ آمامَ مرآةِ المساءِ
 كأننا لا ننتمي للشمعِ
 يغدو الموجُ منتشياً على ظلِّ الغمامةِ
 ناسياً أن الهواءَ يجفُّ أيضاً
 ثمَّ أهمسُ في شفاهكِ بالمزيدِ من العتابِ
 أو التوددِ كي يحررنا المكانُ
 وحين تنفتحُ السماءُ تكونُ أسطحنا
 الضعيفةُ عرضةً للماءِ والوجعِ الثقيلِ
 وبعدما نشتاقُ للسهرِ الطويلِ 
أعودُ للعطرِ الذي لا يُشتَهَى ألا معَكْ.
الثلاثاء ٣/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة
 


خطوط المشاة


خطوط المشاة
شعر: علاء نعيم الغول 

ولأننا صرحاءُ تبقى الرغوةُ البيضاءُ
 لونَ زهورِ لوزِ الحيِّ أعرفُ أننا نستقبلُ
 الدنيا معاً ونمرُّ من نفقٍ يضيقُ متى
 نظرنا للوراءِ هي الحياةُ نُعيدُها في اليومِ
 مراتٍ ونحفظُها كشاراتِ المرورِ كأننا
 نمشي على خطِّ المشاةِ وحين يصدمنا
 الهواءُ تعودُ تظهرُ مزعجاتٌ غير مدركةٍ
 لمعنى أننا لم نتسعْ للآخرينَ ولا نجادلُ
 في الذي أعطى لنا هذا التوحدَ كي نظلَّ 
معاً ولن أحيا بعيداً عنكِ قالتها
 البنفسجةُ الصغيرةُ ثم رددتِ الحمامةُ
 وِرْدَها اليوميَّ فوق غصوننا يا أيها الوقتُ
 القصيرُ لكَ الخياراتُ الكثيرةُ لي مكانٌ 
واحدٌ ولها الأماكنُ كلها وأنا الوحيدُ المختفي
 بيني وبينكِ فاسمعي صوتَ النوافذِ 
حين يقفلها الهواءُ على حديثِ الليلِ وحدكِ
 تعرفينَ كم احترقنا واشتعلنا وارتأينا أنْ 
نحبَّ مسافةً ليستْ بواضحةٍ ولا عمياءَ
 هذي مفرداتُ الحبِّ تأخذُ في ابتكارِ توقعاتٍ
 لا تبالي بالذي في الوجهِ بالفوضى التي
 ترعى الحياةَ بلذةٍ مبتورةٍ ولنا الخياراتُ 
التي لا تنتمي للوقتِ أيضاً لا نحبُّ الخوضَ
 في نياتِ مَنْ مروا بنا هم سادرونَ ونحنُ نعرفُ
 أننا بسطاءُ أو صرعى الأماني والتعلقِ بالسماءِ 
وزرقةٍ فتحتْ بهاءَ الإنتظارِ لنا وفي عينيكِ أقرأُ
 سِفْرَ أيامي الخوالي كلَّ ما أحتاجهُ لأكونَ
 أجملَ مرتينِ وهكذا صرحاءُ نحنُ وباردونَ
 كما الضحى قبلَ النهارِ 
و وردةٌ حمراءُ زاهيةٌ
 وإنكِ حبُّ قلبي الملتصقْ.
الأربعاء ٤/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة   

طعم الخل


طعمُ الخل
شعر: علاء نعيم الغول 

أنا لا أريدكَ
 أن تكونَ سوى الذي آمنتُ بهْ
 أنتَ اختياري والنهايةُ
 أنتَ ذائقتي وبعضُ الوردِ والفَلَقُ
 الذي كتبَ الصباحَ على الشجرْ
 أعني أنا ما عدتُ أعرفُ كيف صرْنا
 عاشقيْنِ كم الفراغُ مظنةٌ للعشقِ
 كم في الليلِ من أشياءَ فارغةٍ وأسئلةٌ
 ورائحةٌ تدلُّ على انهيارٍ ما وماءٍ فيهِ
 طعمُ الخلِّ والأسماءُ لا تعني لنا شيئاً
 فقط نحنُ الخلافُ مع الدقائقِ والشواطىءِ
 والذي في القلبِ منكِ مُرشَّحٌ ليصيرَ
 ثوراتٍ على بابِ الفصولِ وكلما
 أوغلتُ في عينيكِ أدركُ كم أنا متحيزٌ
 لأكونَ ظلَّكِ بل رموشَكِ بل بهاءَ الشعْرِ 
منكِ لربما هذي الدقيقةُ بيننا عُمْرٌ بحجمِ محطةٍ
 لا تكتفي بمدينتينِ على الطريقِ
 وراكبٍ بحقيبةٍ.
الأربعاء ٤/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة

تقاطعات ملونة


تقاطعاتٌ ملونة
شعر: علاء نعيم الغول 

إذ دائماً لك ما يُخيفكَ 
ما تحبُّ وبعضُ عطْرٍ لم يكن متوقعاً
 وتظلُّ مُمْتنَّاً لشيءٍ لستَ تعرفُ
 لا تقاومُ فيكَ رغبتَكَ السريعةَ
 في التخلصِ من فتورٍ لا يعينُ
 على اتباعِ فضائلِ النومِ المبكرِ
 والنهوضِ على طبولِ الحربِ 
تسمعُ في الهدوءِ مناوراتِ العقلِ 
مع وهمٍ يصورُ أنَّ أبطالَ الملاحم
 كلهم في غرفةٍ يتظاهرون بأنهمْ
 أولى بنافذةٍ ترى روما وحكامَ الأمازيغِ
 القدامى بحرَ غرةَ أو أُروكَ
 فقط ستبقى هكذا متلفعاً بتخيلاتِكَ
 ناسياً أنَّ الذي قد راحَ ما عاد انتصاراً
 فالحياةُ شريطُ نومٍ زئبقيٌّ 
دفءُ أحلامِ الشتاءِ يمدُّهُ ويعيدهُ
 وكأنَّ ميزانَ الحرارةِ لا يغادرُ ذكرياتِ
 الحبِّ والتفكيرُ في آثارِ هذا الصمتِ يصفعكَ 
اجتناباً للدوارِ أمامَ مرآةِ الصباحِ
 وأنتَ تقرأُ في عيونِكَ آخرَ الأنباءِ عن ترفِ
 المدينةِ واقترابِ البدءِ في قطفِ العِنَبْ
 تموزُ أولهُ الهواءُ وآخرُ الساعاتِ داليةٌ
 بصيفٍ كاملٍ تكفي لتُسْكِرَ قريةً
 ويفيضَ فيها العشقُ 
في هذي البلادِ مجازفاتٌ لستَ تفهمها
 ولا تأتي بسوءٍ أو بخيرٍ 
غير أنَّ الشمسَ ما زالتْ تُقَلِّبُها كأهلِ
 الكهفِ تبعثها عُزَيْراً ليس يعرفُ كيف عادَ
 إلى الحياةِ وهكذا حتى إذا جاء المساءُ 
تعودُ في نظري رميماً بارداً كالظلِّ
 كم هذي التفاصيلُ التي في القلبِ تدفعني
 لأفصحَ عن ذنوبي حين كنتُ ملائماً
 لعلاقةٍ بيني وبينَ دفاتري وخزانةِ
 الكتبِ التي امتلأتْ بساعاتٍ من السهرِ
 الغنيةِ بالتثاؤبِ وانهياراتٍ من الفِكْرِ
 الجريءِ على بساطٍ من قصاصاتِ الملابسِ
 كان فيها كلُّ جدرانِ المخيمِ واكتنازُ
 الحُلْمِ بالوجعِ القديمِ وهجرةٍ طالتْ
 وما زالت قرانا في أماكنها سترجعُ
 والحنينُ لها كلونِ الزنزلختِ ومعصراتِ
 الزيتِ عندَ البحرِ للآتينَ من خلفِ النوارسِ
 من فراغِ البحثِ عن مأوى 
وغزةُ ساحةٌ مفتوحةٌ لتأملاتِ الجندِ 
عن جدوى التشردِ واشتهاءِ النومِ
 هذا الحبُّ وقتٌ خارجٌ عن مفرداتِ الموتِ 
عن تأويلِ رؤيا الخائفاتِ من التزينِ بالحريرِ
 ورسمِ قوسٍ في السماءِ بألفِ لونٍ أو يزيدُ
 بوردةٍ بيضاءَ تحملها الفراشةُ
 للنهارِ وشَعْرِكِ المفتوحِ للعشقِ المطرزِ بالفرحْ.
الخميس ٥/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة                


طباع وبدائل


طباعٌ وبدائل
شعر: علاء نعيم الغول 

الحبُّ يشبهنا
 لذا لا لومَ إنْ حلَّ الجنونُ
 مبكراً أو زادَ حجمُ البرتقالةِ 
واستمعنا جيداً لمشاغباتِ القلبِ
 وهي تعيثُ بي فرحاً أمامكِ
 ليسَ هذا مقلقاً حقاً
 ضعي رأسي على نهْدٍ وغيبي
 في ارتباكاتِ الزفيرِ تعلقي
 بصداقتي مع مفرداتِكِ وهي تعتزمُ 
التحرشَ بي لذا كوني أقلَّ مخافةً
 مما سيأتي بعدَ أولِ قُبلةٍ
 واستودعيني لذةً فيكِ اعترفتِ
 بأنها عفويةٌ تحتلُّ ذائقةَ العناقِ
 ونشوةَ الهمسِ المثيرِ كرغوةٍ في الكأسِ
 وانبعثي من الورداتِ واختبئي معي
 في ليلةٍ دهماءَ تنذرُ بالرعودِ وعندها
 سيكونُ هذا مدهشاً ومحركاً للغايةِ
 الأولى وأفكارِ احتوائكِ بين نفسي
 والتمردِ بين طعمٍ دافىءٍ وملاحقاتكِ 
للجنونِ وفي فضائي تسبحينَ
 كقطرسٍ حرثَ السماءَ بما يفتشُ عنهُ    
أما الماثلون أماميَ الآن اختصاراتٌ
 رموزٌ كالتي في لوحةِ الحاسوبِ تخدمُ
 غايةً في النصِّ تظهرُ لي وجوهاً غير كاملةٍ 
تحاولُ أن تكونَ ليَ البديلَ عن التفاصيلِ
 التي في الرأسِ كيف تغيرُ الأشياءُ
 من أشكالها وطباعِها وتصيرُ عبئاً 
قد يطولُ تغيرتْ حتى قوانينُ التعارفِ
 أوقعتني في شقوقِ الإمتثالِ لرغبتي
 والبحثِ عنِّي لن أراني مثلما أحببتُ نفسي
 أن تكونَ فقط علاقاتٌ تزاحمُ نفسها
 في ناظِريَّ يحقُّ لي تقطيعُ ذاكرتي
 إلى قِطَعٍ من السوشي لتلتهمَ المخيلةُ الصغيرةُ 
بعضها ويجفَّ أكثرها على طبقِ التأملِ
 في مصيرٍ غير متعوبٍ عليهِ
 مؤلفٍ من فكرتينِ وخطوتينِ 
غريبةٌ هذي الحياةْ.
الجمعة ٦/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة    

في عام ٢٩٦٧م


في عام ٢٩٦٧م
شعر: علاء نعيم الغول 

ستبقى أنتَ آفتكَ الوحيدةُ أنتَ
 تَقْشُرُ جلدَكَ الملفوحَ عن ماءٍ تخثرَ
 في عروقكَ كيف تصمدُ عارياً وتحبُّ
 نفسَكَ رغم أنكَ عاجزٌ عن سحبِ 
صوتِكَ خارجاً وتنامُ وحدكَ في عراءٍ 
كالحٍ متوعكٍ تستاءُ منه ولا يُسَاءُ إليهِ
 ثم تسيرُ 
في قدميكَ ظلُّكَ
 حافياً متشققاً لا شيءَ يُدْلي بالحقيقةِ 
عن وجودكَ هكذا في الشمسِ
 تعجزُ عن متابعةِ اختباراتِ الحياةِ 
وليس يُفشِلُكَ الغرامُ كما اعتقدتَ 
بلِ انشغالُكَ بالذي ينجيكَ من وسواسِكَ 
اليوميِّ هل أنتَ المُصيبُ أم المسيءُ
 وهل ستفلتُ في النهايةِ من ضميركَ 
أم ستبقى عالقاً في غربةٍ ممزوجةٍ بالركضِ
 خلفَ مفاجآتٍ قد تريحكَ أو تزيحُ 
العبءَ عنكَ إلى الأبدْ. 
الجمعة ٦/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة  



مشاغبات مريحة


مشاغباتٌ مربحة
شعر: علاء نعيم الغول 

الناسُ ليسوا أنتَ
 ليسوا مجبرينَ على التفاؤلِ
 واتباعِ رؤاكَ ليسوا قادرينَ على
 التكيفِ مع جنونكَ حين تجهَرُ بانفلاتكَ
 من قيودِ الواقعِ المعتَلِّ من أزماتِ قريتِكَ
 التي ترَكَتْكَ وحدكَ موهَناً 
ويداكَ ناعمتانِ تجهلُ كيفَ تمسكُ مرةً
 بالشوكِ من جهةٍ وبالبابِ الذي يفضي
 لمهربِكَ الأخيرِ من الجهاتِ الأخرياتِ
 وليس في عينيكَ غير البحرِ
 تحسبهُ خلاصكَ غير أن الماءَ دوماً
 ما يساومنا على أرواحنا غرقى وعطشى
 جاهزين لأنْ نوقعَ ما تبقى
 من وثائقَ للرحيلِ وأنتَ تبحثُ في جنونكَ
 عن خيوطِ الصحوِ عن عقلٍ
 يضحي بالذي قد فاتَ كي تصلَ
 الحياةُ إلى اتفاقٍ واضحٍ مع ذكرياتكَ
 والنهاياتِ البعيدةِ بُعْدَ وجهكَ
 عن ملامسةٍ لمرآةٍ تناقشُ ما عجزتَ
 عن التملصِ منهُ في هذي الشوارعِ
 إذْ تلاحقُ فيكَ ظلَّكَ وارتكابكَ للعلاقاتِ
 الجميلةِ مع عهودٍ أفقَدَتْكَ تعاطفَ الموتى مَعَكْ
 وأراكَ منكباً على تمزيقِ آخرِ ما كتبتَ
 من الرسائلِ حيثُ لا تدري لمن كُتِبتْ
 ولا حتى حَفِظْتَ بيوتَ من عشقوكَ يوماً
 هكذا تتغربُ الأحلامُ تنزلقُ الخطى
 في زحمةٍ حكَمَتْ عليكَ بأن تظلَّ مهادِناً 
ومؤرَّقاً حتى تغيرَ مجرياتِ الحبِّ
 تفتحَ فكرةً في القلبِ تعطيكَ انتعاشاً
 جاهزاً ليعيدَ فيكَ النومَ مضطراً 
وتنقشَ في جوانبهِ الرموزَ المستعارةَ
 عن تفاصيلِ الوجودِ وكيفَ يمتدُّ
 البقاءُ لفترةٍ مشدودةٍ وتراً على عنقِ
 المسافةِ بينَ قلبكَ والتي عشِقَتْكَ 
واتخذَتْكَ فارسَها المضيءَ بخوذةٍ تحميكَ
 من وجعِ الوساوسِ تستعيدُكَ من ملامحكَ
 القديمةِ أنتَ منقذُها الجريءُ وصاحبُ
 الرمحِ الطويلِ أمامَ مطحنةٍ تدورُ 
ولا تصدُّقُ أنها ليستْ عمالقةً تباغتُ
 نومَكَ العِطْريَّ تنهشُ حِسَّكَ المفتولَ
 كاللبلابِ تحبسُكَ اعترافاً أنَّ موتَكَ
 ليس عادياً ولا حتى يغيرُ هجرةَ
 السردينِ في أيلولَ هذا الحبُّ مقترنٌ
 بدائكَ فاتخذْ من كَرْزَتينِ نبيذَكَ الليليَّ
 وارتشفِ النعاسَ من الشفاهِ لعلَّ رأسكَ
 يستريحُ من التآمرِ وافتعالِ مجازفاتٍ
 لا تناسبُ ما بقلبكَ من هدوءٍ ناعمٍ
 والناسُ ليسوا ما اعتقدتَ وما ظننتْ.
السبت ٧/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة           

مصابيح خافتة


مصابيحُ خافتة
شعر: علاء نعيم الغول 

إذْ بِتَّ تعرفُ ما عليكَ 
سيبدأُ العدُّ البطيءُ ستسحبُ الأشياءُ
 منكَ بنفسِها آثارَها في ذكرياتِكَ
 كي تفكرَ من جديدٍ كي ترتبَ
 عالماً متصالحاً مع ما فقدتَ مؤخراً
 وتحبَّ وجبتَكَ الخفيفةَ في مكانٍ
 ممتعٍ وتردَّ حرَّ الشمسِ عن عينيكَ
 هذا يومُ تذييلِ اتفاقٍ بين قلبكَ
 وانتهاءِ المعجزاتِ وفتْحِ أولِ صفحةٍ
 في الوَعْدِ نفِّذْ ما عليكَ من العهودِ
 لكي تموتَ محارباً أو تستقيلَ ملائماً
 للبيتِ تحتَ السورِ تنهي منجزاتِكَ
 بالتغَنِّي واقتباسِ مناشداتِ الحبِّ تحتَ
 النافذاتِ وسدِّ أقنيةِ الخيالِ فلا تحاولُ
 رسمَ صورةِ مرأةٍ في شِعْركَ الرعويِّ
 تعدو خلفَ أمنيةِ الغزالةِ في نشيدِ المسكِ 
تحلمُ أنها سكنتْ بروجاً شُيِّدَتْ لتكونَ
 أدفأَ في الشتاءِ حبيبتي قلبٌ بقلبٍ 
وانحيازٌ للرفاهيةِ التي بيني وبينكِ
 للدقائقِ حين تنزعُ قِشْرَها الملحيَّ 
عن أبداننا ونُعيقُها بالوشوشاتِ وقطعِ 
أوردةِ التساؤلِ لا مفرَّ من اعتناقِ مبادراتٍ
 أنهكَتْها لذةُ التفتيشِ فيها عن جنونٍ
 لاذعٍ يكفي ليشعلَ رغبةً ومغامراتٍ أوصدَتْ
 أبوابَها بالشمعِ فامتلأَ المكانُ مداعباتٍ
 ألهمَتْنا الإعتذارَ عن الذي لم نستطعهُ معاً 
وإنكِ تجعلينَ الوقتَ مكشوفاً نلاحقُ 
عُرْيَهُ فينا على مرأى من الفوضى التي
 لم تستطعْ تغييرَ لافتةِ الطريقِ لكي
 تصيرَ لنا اتجاهاً واحداً والحبُّ يطرحُ
 فكرةً أخرى لفتحِ زجاجةِ العطرِ الأخيرةِ 
وانتشالِ القلبِ من بين الأظافرِ حين 
تأخذنا الغوايةُ خلفَ صوتِ الماءِ في كأسٍ
 مسائيِّ العبيرِ هي المدينةُ مرةً أخرى 
شروعٌ في انتهاكِ الاحتمالاتِ الجميلةِ في
 الحياةِ على يدِ الأمراءِ والعسسِ الذين 
استنزفوا سهَرَ الشوارعِ تحت أعمدةِ الإنارةِ
 واعترفتُ بأنني شاركتُ في قذفِ المدينةِ 
من على ظهرِ الصباحِ تدحرجتْ حتى 
استقرتْ عند خطِّ الإستواءِ وفي جيوبِ 
الموسرينَ وبين أثداءِ اللواتي يستطعنَ الحملَ 
أسرعَ أو بذائقةٍ أقلَّ من التي في قطعةِ
 التفاحِ خطُّ الإستواءِ يمرُّ من بين البيوتِ
 يُشاعُ أنا لنْ نخوضَ النهرَ حتى الضفةِ
 الأخرى سننتظرُ ارتفاعَ الماءِ كي يعلو
 سقوفَ بيوتنا في الليلْ.
الأحد ٨/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة       

الرأس يسقط مرتين


الرأسُ يسقطُ مرتبن
شعر: علاء نعيم الغول 

الرأسُ كوْنٌ من غلافٍ
 لا يتيحُ لكَ الهروبَ ولا الصداقاتِ
 المطَمْئِنةَ القصيرةَ مع وجودٍ غير هذا
 هكذا ستظلُّ منشغلاً بما أنجزتَ
 في هذا الوعاءِ وحين تُغمضُ عينكَ اليمنى
 ترى ظلاً يطولُ وحين تفتحُ عينكَ اليسرى
 ستدهشُكَ البنفسجةُ التي في الكأسِ
 رأسُكَ دورقٌ لم يمتلىءْ
 لا بدَّ أنكَ لا تفكرُ جيداً فيما تبقى 
ليس يكفي أنْ تسيرَ ولستَ تطفحُ 
بالتساؤلِ والعتابِ وشهوةِ الفرَحِ المصابةِ
 بالترهلِ والتراخي ليس رأسُكَ مركزَ
 الثقلِ الذي يحميكَ من ألمِ السقوطِ 
على البلاطِ كطائرٍ شغَلَتْهُ رائحةُ الهواءِ
 وعندها قَنَصَتْهُ فوهةُ المسدسِ وارتمى
 في الحوضِ رأسكَ جاهزٌ ليسيلَ منه الصمغُ
 فوقَ غصونِ قلبِكَ كي يحيلَ الحبَّ فيهِ إلى 
حصىً من كهرمانٍ لامعٍ ويقيكَ من عدوى
 التآكلِ من رُؤىً مجذومةٍ وأحبُّ فيكَ
 تصدياتِكَ للفقاعاتِ المليئةِ بالشقوقِ
 تفوحُ منها مغرياتٌ أسفرَتْ عن فتحِ رأسِكَ
 لاجتياحاتِ الخيالاتِ الشهيةِ أنتَ تُبْلي
 جيداً في الإستياءِ من العلاقةِ بين دنياكَ
 الصغيرةِ واحتياجكَ للتنازلِ كي تعيشَ
 على حدودِ الصيفِ أو لونِ الخريفِ
 قصيرةٌ هي قصةُ الشغفِ التي ربطتْ
 مواهبنا ببعضٍ واشتبكتُ مع الأماني مرةً
 و وجدتُها بلهاءَ أيضاً 
لا صداقةَ في المنامِ ولا انتصارُ الموتِ
 يُحدِثُ أيَّ فرقٍ فالنهايةُ لا تُناقَشُ هكذا
 إذْ نحنُ للدنيا وميضٌ هاربٌ في الرأسِ
 أفكارٌ تؤجلُ نفسَها عن أن تصيرَ توقعاتٍ
 لاجتيازِ النهرِ حبُّكِ جرأةٌ مائيةٌ تروي المفاجأةَ
 التي تنمو بطيئاً أنتِ يمكِنُكِ انتقاءُ أريكةٍ أخرى
 تُعيدُ الإنعتاقَ لنا وتفتحُ فوهاتِ الإشتهاءِ
 وحين فاضَ الرأسُ بالفوضى انتبهتُ لِصِدْقِ
 ما في القلبِ نحوكِ موقناً أنَّ الخلاصَ مؤكَّدٌ
 والحبُّ في عينيكِ يشبهُ ما اتفقنا أنْ يكونَ
 وحين أقرأُ في شفاهكِ همسةً تتساقطُ
 الزهراتُ أسمعُ وقعَ أقدامِ الفراغِ على
 الفراغِ وفي مياهِ النهرِ ينقصُنا المكانُ
 ونشتهي لغةً تساومُ وقتَنا وتذيبهُ كالثلجِ أولَ
 ما تطلُّ الشمسُ هذا الرأسُ يحملُ نفسهُ
 متوقعاً ألا تعاندَهُ الحياةُ مجدداً.
الإثنين ٩/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة       

دوائر في الفراغ


دوائرُ في الفراغ
شعر: علاء نعيم الغول 

يبدو الفراغُ مراوغاً
 لا تُلْقِ فيهِ الآن شيئاً لا تدعهُ
 يفيقُ من غلوائِهِ الوهميِّ أنتَ ضحيةٌ
 لسكوتِهِ عما يصيرُ بدونِ علمِكَ
 أيها الموجودُ مشدوداً بوجهٍ شاحبٍ
 من ذاكَ يضمنُ أَنْ تظلَّ محايداً في مفرداتِكَ
 في اختياركَ للبقاءِ بلا نفاقٍ مع ورودِكَ
 وازدهارِ تمنياتِكَ بعدَ صحوكَ باكراً بالأمسِ
 هل يكفيكَ ملءُ القلبِ نوراً كي تغادرَ
 كوكبَ الأرضِ الجميلَ بدونِ حِمْلٍ زائدٍ
 لكَ ما تريدُ هنا لتشحذَ همةً مثقوبةً
 وتعيدَ نفسكَ من ثقوبِ الليلِ مبتهجاً كقطٍّ 
مُترَفٍ والآن أنتَ مزارغٌ أيضاً تسابقُ لمعةً
 في عينكَ اليمنى وتركضُ خلف ظلٍّ لم يعدْ
 متسامحاً مع طولِكَ الممتدِّ فوقَ رصيفِ هذا
 الحيِّ كم أشتاقُ مثلكَ للبقاءِ بزونٍ شيءٍ مزعجٍ
 أستقبلُ البحرَ الجسورَ بريشةٍ من طائرٍ
 سقطتْ على وجهي وأذكرُ أنها كانت
 تحبُّ الوردةَ الصفراءَ تجعلُ شَعْرَها أشهى
 بأنْ تخفي جنونَ الريحِ في ألوانهِ وتحبَّ
 أغنيةً أحاولُ فهمَها بتوقعاتٍ غير ملزمةٍ
 لها بالنومِ أبكرَ دائماً صوتُ الفراغِ يثيرُ
 أجملَ ما بداخلِنا لهذا فلْنَعِشْ في قاعِ
 وادٍ واسعٍ تتجاوبُ الأصواتُ في جنباتهِ لنذوقَ
 طعمَ الإنعزالِ عن كلِّ ما هو مرهقٌ ما عدتُ
 أدري ما الذي لا أستطيعُ الآن تبريراً له لا بدَّ 
من طَرْحِ القيودِ لتظهرَ الأشياءُ أوضحَ هكذا
 مَنْ يقمعُ الأفكارَ يُفقدها المرونةَ والتنوعَ
 والحقيقةُ لا تُقَابَلُ بالجحودِ ولا بصمتٍ طائشٍ
 كرصاصةٍ تجتاحُ خزانَ الوقودِ وأشعَلتْكِ مدينتي
 أفكارُ مَنْ وشموا الحياةَ بجُملتينِ وأشبعوكِ 
تنازلاتٍ لا تُعيدُ لكِ القديمَ ولا البعيدَ وحين 
أمشي في الشوارعِ أسمعُ الماضي كأجراسٍ
 على بابِ الحوانيتِ الصغيرةِ ليس في قلبي
 سوى قلبي وأنتِ ولستُ ممتناً سوى للوقتِ حين
 أتاحَ لي هذا الفراغَ أكونُ وحدي فيهِ أسبحُ بين
 ضِفاتٍ تؤرقني وتسحبني إليها معطياً كُلِّي لها
 متسائلاً هل كلُّ ما أنجزتهُ يكفي لأبدأَ 
من جديدٍ في اختيارِ البحرِ يوماً والموانىءِ
 بعضَ أيامٍ وزهرِ اللوزِ كلَّ الوقتِ يا قلبي
 الصغيرَ ملأتني بالحبِّ ثم تركتني
 أجترُّهُ من وردةٍ وقصيدةٍ.
الثلاثاء ١٠/٧/٢٠١٨
كلمات متقاطعة          



الأربعاء، 4 يوليو 2018

إضاءة في قصيدة "عيناه" للشاعرة ناهدة الحلبي



إضاءة في قصيدة "عيناه" من ديوان "أبعد من وحدتي" للشاعرة اللبنانية ناهدة الحلبي
بقلم: علاء نعيم الغول 

أتابع قصائد للشاعرة ناهدة الحلبي منذ عام ٢٠١٤ متزامنا مع ما قرأت لها أول ما أنتجته بعنوان "خوابي الروح". في هذه الإضاءة سأركز فقط على ما يسمى بصورة المذاق Gustatory image أو الصورة التي تستفز الدماغ ليستدعي صوراً تقطر في لعاب المخيلة فتستدعي مذاقات تهدم المذاقات القديمة لتبنيها من جديد في إحساسات المتلقي. فالصورة الحسية الأولى للشفاه وإن كانت نمطية كاحدى مفردات العشق إلا أنها تعتبر المدخل الأهم للعبورِ ألى الأنثى وجمالها والإلتقاء باللذةِ التي تحركها ذائقة متخيلة أعلاها طعم العسل وأدناها بلل الريق وفي الحالتين هناك غاية من التقاء الشفاه ألا وهو استدرار غدد العقل الجافة لتغدق على ثغرٍ متهيىءٍ لذلكْ.
ويبدو أن هذه الصورة الذهنية للمذاق هي حاسة وظيفية تتعلق بنظرية إيفان بافلوف المثير والإستجابة المبنية على فلسفة السلوك البشري ودراسة فسيولوجية بحته يتحكم بها العقل عن طريق اقترانات محايدة بين اثارة المذاق والإقبال عليه وهكذا تتكون الصورة الحسية في الشكل النهائي للقبلة التي تسري في نسيج النص الشعري بطريقة غير واعية لهذه العلاقة الوظيفية بين العقل وحاسة التذوقْ.
وتستمر الشاعرة في استدعاء الصورة نفسها عن افتعال مذاق آخر هو طعم الخمر الذي توجده الصورة الاستعارية في كلمة خوابي ولا بد من الإشارة إلى العلاقة بين صورة المذاق والخلايا العصبية المتعلقة بالشم olfactory cells وهذا يسحبنا مرة أخرى للعلاقة الوظيفية بين المثيرات اللفظية في النص الشعر والنتائج الحسية التي يرسمها الخيال بدون الخوض في المتاهة الفسيولوجية والسلوك البشري المغلف بمشاعر وقشور عاطفية ناعمة تخفي تحتها تلك العلاقات المحايدة التي يكملها العقل وينسج منها صوراً شاعريةً غايةً في الرقة.
هذه ليست صورة تجريدية للتجربة الاشقية التي ترمز لها القللة وتحركها الشفاه بل عي صورة للسلوك البشري المبني على علاقات شعورية انسانية من حب واحساسات متبادلة تجعل من الحياة واقعا يمكن التعايش معه والتغلب الى تعقيداته من خلال الوهم واللذة الجميلة التي يفرزها العقل في أعضاء الجسم المسؤولة عن خلق كل تذه المعادلة الممتعة.

القصيدة
  عَيْناهُ ما هَفَتا لِغَيْرِ حَبِيبَةٍ
إذْ إنَّهُ في الحُبِّ لونُ تَمَرُّدِي

تِلْكَ الشِّفاهُ فليْسَ يَسْتُرُ عُريَها
والشَّهدُ يَهْمي فَوْقَ ثَغْرٍ أَغْيَدِ

قبَّلتُهُ يا طِيبَ ما سَكَبَ الهَوَى 
هَلْ في اعتِرافٍ صِدْقُ مَا لمْ أَشْهَدِ

لو كُنْتُ راهِبةً لَبُحتُ بِسِرّهِ
فَالعِشْقُ يَفْضَحُهُ دُعاءُ العُبَّدِ

أَفْرَغْتُ في جَوْفِ الخَوابي خَمْرةً
قَد يسْتَفيقُ على أُجَاجِ المَشْهدِ

ما بَيْنَنا خجَلٌ تَساقَطَ تَمْرُهُ
أَقْصَى عَنِ الخَدَّينِ لونَ تَوَرُّدي

قَلبٌ طُفولِيٌّ كَطِفْلِ مَغارَةٍ
في خافِقي مَرْساهُ كالغُصْنِ النَّدي

ترِبَ المَكَانُ، فَعاطِرٌ مِنْ رَوْضِهِ
حُلْمٌ يُشِعُّ بِخاطِرٍ مُتَوَقِّدِ 

وَكَما الشِّفاهُ إِذا دنَوْتُ لِقُبْلةٍ
أرْوَتْ فَمِي عَسَلاً عَلَيْهِ تَغْتَدِي

أتُراهُمُ الشُعَراء يَذْرونَ الهَوَى
في العَينِ- لا في القَلبِ- ما مِنْ عُوَّدِ!

ناهدة الحلبي
من ديوان:  "أبعدُ من وحدتي"
---------------------------       



الثلاثاء، 3 يوليو 2018

إضاءة في قصيدة "للقدس معراج" للشاعرة ثريا نبوي


إضاءة في قصيدة الشاعرة ثريا نبوي "للقدس معراج"
بقلم: الشاعر علاء نعيم الغول 

 الشاعرة ثريا نبوي في هذه القصيدة تُظهرُ مدى انتمائها للقضية الفلسطينية المتمثلة بالقدس جوهر الصراع في المنطقة والمحك الذي تختبر عليه انتماءات الشعوب في المنطقة لقضاياهم المصيرية. والقصيدة تتبع أهمية القدس منذ حكايتها الأولى أيام كانت عاصمة ملك سليمان حتى هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ المنطقة التي أعلنت فيها القدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني. 
تتسلح الشاعرة بلغتها القوية ومعرفتها غير العادية بقواعد اللغة وصرفها وتقنيات السرد الشعري ذي النفس الطويل الذي نلمسه واضحاً في معظم القصائد العمودية الكلاسيكية والتي اتضحت معالمها مؤخرا بشكل معاصر تقريبا في قصائد شوقي والبارودي والجارم وعلي محمود طه و بشارة الخوري والجواهري وغيرهم.
مواكبة الشاعرة للتغيرات السياسية وحالات التصعيد في المنطقة واضحة في القراءة الأولى وتتخلص من الخطاب السياسي المباشر من خلال الاتكاء على التصوير والمحسنات التي تساهم في فصل القارىء عن اللغة اليومية التي تخلو من الدهشة والجماليات المقصودة التي تميز وتؤثث القصيدة العمودية. 
لا تخلو القصيدة في جوها النفسي من المسحة الدينية وكأنها بيان واضح أن جوهر الصراع ديني عقائدي وعدم الاعتراف بذلك يساهم في تضليل الرأي وحرف القضية عن مسارها. والدين في المنطقة محور جميع التجاذبات السياسية والأقليمية حتى وإن تغلفت بطابع مختلف فالصراع على القدس كرمز ديني يشكل الباعث الرئيس للتحديات في المنطقة بأسرها بغض النظر عن الأجندات المتعددة والتي وعمل لصالح قوى غير وطنية ولا تصب في مصلحة الأمة العربية إلا أن الحق لا ينام عنه صاحبه ولا بد من أن تأتي لحظة الحسم التي ترد فيها الحقوق الى أهلها، هذا ما توضحه القصيدة من خلال عبارات التفاؤل والثقة في مقدرة الشعوب على الدفاع عن مقدساتها وحقوقها المغتصبة.
وما لفت نظري في أن الشاعرة ثريا تستخدم الشكل البصري للقصيدة في خلق جسد انسيابي مقصود للنص ينتهي بكلمة واحدة وكأنها تشكل رأس الذنب في الزوبعة وكأن كلمة "المتخاذلين" سواء أكانت مقصودة أم من اللاوعي المعرفي لدى الشاعرة تخدم الواقع السياسي والديني للقصيدة بأن المتخاذلين هم من أوصلوا المنطقة لهذه النقطة. وهذا الشكل البصري يندرج تحت مسمى Visual Poetry والذي عبر Dick Higgins في أواسط الستينيات من القرن الماضي بأنه انفصال عن سطوة اللغة التعبيرية المهيمنة للغة مع ظهور تجارب الشعر الملموس في الخمسينيات من القرن نفسه. ويسهم هذا التزيين بالمفردات في رسم حالة نفسية تساعد القارىء على الاندماج في النص مع أن القصيدة عند الشاعرة ثريا لا تعتمد الشعر البصري بكل تقنياته.
هذه إضاءة سريعة علها تسهم في إعطاء المهتمين بشعر ثريا نبوي نبذة عن الخيوط التي كونت بنية القصيدة.
يمكن للقارىء الرجوع الى القصيدة عن طريق الرابط الذي يقود الى مدونة الشاعرة 
   http://thorayanabawi266.blogspot.com/search?updated-max=2018-02-10T18:46:00-08:00&max-results=7

              


قناعات الطيور

 قناعات الطيور لا تكترثْ  يتسابقُ الموتى  ولا تجدُ الطيورُ لها مكانًا  في السماءِ وأنتَ قلبي دائمًا في حيرةٍ  وتطيرُ أبعدَ حيث يغلبكَ الفرحْ...