الأربعاء، 13 ديسمبر 2017

الارض اولى باهلها والوطن للجميع


الأرض أولى بأهلها والوطن للجميع
الفيلم الذي شاهدته قبل قليل في المعهد الفرنسي في غرة ضمن فعاليات مهرجان الفيلم العربي الفرنسي و الذي يحمل اسم Good Luck Algeria باللغة الفرنسية ومترجم للعربية يقع من وجهة نظري ضمن أفلام الفكرة او الافلام التي تركز على المضمون ويطرح قضية الاغتراب ومفهوم الهوية ومَنْ نحنُ من الزاوية المكانية المهاجَر إليها و تحقيق الذات و التغلب على نظرية الاندماج والانصهار التي تراهن عليها البلاد المضيفة للمغتربين و يطرح الفيلم أيضا العلاقة بين المغترب و بلده الأم وجدلية الانتماء وأن الغائب يشكل في حد ذاتهِ مشكلة حال رجوعه وأنه ليس مرحبا به إذ يرجع ليسترد ما هو في عداد ما ليس لك و من الأحق بالأرض من حافظ عليها طوال السنين أم مَن اغترب و تركها و لا يخلو الفيلم من الاشارات العنصرية التي يتعرض لها المغتربون و أن الحواجز و الفروق و شخصية العربي ستبقى عالقة و لن تستطيع نظريات الاندماج و الانصهار و التبوتق أن تتغلب عليها و الفيلم أيضاً يعرض بشكل مقصود أن هناك مبررات للهجرة و عدم امكانية تحقيق الحلم في البلد الأم وهذا يخلق حالة الانفصام في شخصية العربي المغترب و تخلق أيضا صراعاً بين جدوى العودة و جدوى البقاء ولكن في خضم الأزمة نجد أن المخرج و حل العقدة جاء من جهةِ الأرض الأم ويتعرض الفيلم بشكل سريع في لقطة واحدة للتغيرات التي أصابت المجتمع الجزائري بسبب (الملتحين) كما ورد والفيلم من الناحية الفنية نمط فرنسي بكل مكوناته من التركيز على المشهد والصورة الواحدة و غياب الموسيقى التصويرية ومحدودية المناورة بالكاميرا للحفاظ على جزئية محددة بعينها. وما دفعني لهذا الملخص هو اعادة التفكير لدى الذين تستهويهم فكرة الهجرة وترك المرورث الحضاري وما كان المجتمع الغربي لينهض الا على اكتاف العائلات المغتربة والتي قدمت اولادها و بناتها على طبق من ذهب ليكونوا وقود الالة الصناعية والمدنية وليس الحضارية لان عند المواجهة نجد أن المجتمع الغربي ينسب النهضة الحضارية لنفسه وليس للمغتربْ.          


ليست هناك تعليقات:

قناعات الطيور

 قناعات الطيور لا تكترثْ  يتسابقُ الموتى  ولا تجدُ الطيورُ لها مكانًا  في السماءِ وأنتَ قلبي دائمًا في حيرةٍ  وتطيرُ أبعدَ حيث يغلبكَ الفرحْ...