الخميس، 26 مارس 2020

بداية الماء وغربة اللوتس



بدايةُ الماءِ وغربةُ اللوتسْ
شعر: علاء نعيم الغول 

صَدَّقْتُ فيكِ الباعثَ الطينيَّ 
نَوْرَتَكِ التي عَلَتِ ارتفاعَ الغابِ 
واستثنيتُ ظِلَّكِ من تَسَلُّقِ سورِ هذا
 البيتِ بيتِ الريحِ والحبِّ المُدَلَّلِ والسكونِ
 بكِ احتملتُ تنَفُّسَ الليلِ الثقيلِ
 ورغوةَ الموجِ التي شقَّتْ ملوحَتُها
 اتساعَ الرملِ فيكِ تناسلَتْ خفقاتُكِ الملساءُ
 كالخدِّ الأسيلِ كمرمرٍ هطلتْ عليهِ
 المُزْنُ دافقةً عليكِ من السلامِ مرورُ 
طيرٍ بين رائعةِ النهارِ وحُمْرَةِ الشفقِ
 المُضَبَّبِ كلَّما صارَ الهوى صوتًا وصرْنا
 نظرةً وتسارعتْ خطواتُنا نحو البدايةِ
 صارتِ الدنيا ملائمةً لأولِ صورةٍ جمعتْ
 وجوهَ الصاعدينَ إلى روابي العشقِ
 في قلبي اشتعالٌ مُرْبِكٌ والنارُ ذاكرةُ
 السؤالِ وفكرةٌ تغتالُ ذائقةَ البرودةِ في
 ليالٍ بَلَّلَتْنا بالكلامِ وأغرقَتْنا بالتثاؤبِ
 غير أني الآنَ أغرقُ فيكِ أعتصرُ المسافةَ
 بيننا تتكوَّرينَ كقطةٍ مسكونةٍ بالنومِ تختزلينَ
 بين أصابعي رعشاتِنا وتوظفينَ حنينَكِ
 المائيَّ حتى لحظةِ الشبَقِ الرقيقةِ تحتَ
 جلدِكِ والهواءُ حبيبتي يستنزلُ الآهاتِ 
يقتطعُ المسافةَ لمسةً وحكايةً فيها كتَبْنا ما
 لدينا من جنونٍ ساخنٍ ومغامراتٍ لا حدودَ 
لزحفها العِشقيِّ يا زهراتِ هذا الدَّغْلِ يا شجَرًا 
تطاولَ وارتقى يا طائرَ السمَّانِ في عبقِ 
الخريفِ متى سننسى ما تمنينا ولم نَسْطِعْ له
 فهمًا وفي وِسْعي ارتداءُ حريرِكِ الليليِّ
 حملُكِ كي نرتبَ للوسادةِ فرصةً منزوعةً
 من منهِكَاتِ الطيفِ يا هذا المكانُ متى
 الرحيلُ متى التحررُ من تفاصيلِ الملاماتِ 
التي جعلتْ مرايا القلبِ واسعةً كضفَّاتِ
 البحيرةِ والصداقاتِ النبيلةِ هكذا تبدو الحياةُ 
جميلةً وقتَ العناقِ وحينَ تنفتحُ الحياةُ على
 هواءِ السروِ في شفتيكِ ما في الشهدِ في
 قلبي ارتياحٌ دافىءٌ نورٌ يراودنا وهذا
 ما أريدُ الآن بحثًا عنهُ في ورقٍ تناثرَ 
بينَ روحي والتلاشي بين أروقةِ الحنينِ وما
 تبقى بين أشواكِ الأماني كم غريبٌ
 ما نراهُ وكم لدينا الآنَ من أشياء 
تجعلنا نفكرُ في الغيابِ وفي البقاءِ 
حبيبتي هذي المحطاتُ التي في الغيمِ
 مسرعةٌ وهذا أنتِ تبتعدينَ عن حُفَرٍ
 تغطي شارعًا بين المدينةِ والكرومِ وفي المدى
 ماءٌ وفي أقلامنا حبرٌ وفي أسمائنا أشياءُ تكبرُ
 كلَّ يومٍ كي نعيشَ كما نريدُ وفي السماءِ 
توقعاتٌ لا تزالُ سريعةً والروحُ تكبرُ
 ربما من قبلةٍ وعلى السريرِ تمددتْ هذي
 الطيوفُ وصرتُ ألمسُ عاجَكِ المصقولَ 
أعبثُ بالظنونِ وأنتشي بالذكرياتِ وبالخيالاتِ
 الجريئةِ تذكرين كم احتملنا البردَ والماضي 
قصيرٌ والكلامُ يثيرُ ذائقةَ اللقاءِ وبعد أنْ نشتاقَ
 أكثرَ نستحمُّ معًا على مرأى من الشغفِ
 المرافقِ للهاثِ وللمرايا الناعساتِ وفي الصباحِ
 نصيرُ ما نرجوهُ دومًا في المساءِ وهكذا
 انتهتِ الحكايةُ بالحكايةِ آخرُ الكلماتِ
 أنتِ بدأتُ من قلبي قليلًا بعدها اتسعَ الذي
 بيني وبينكِ
 واعتنقنا زهرةَ اللوتسْ
 ومن ثَمَّ اقتربْنا صاعدَيْنِ إلى العلا
 وحدائقِ التوتِ التي كَمْ تُشْتَهَى.
الخميس ٦/٢/٢٠٢٠
أنثى اللوتس                  

ليست هناك تعليقات:

قناعات الطيور

 قناعات الطيور لا تكترثْ  يتسابقُ الموتى  ولا تجدُ الطيورُ لها مكانًا  في السماءِ وأنتَ قلبي دائمًا في حيرةٍ  وتطيرُ أبعدَ حيث يغلبكَ الفرحْ...