السبت، 28 يونيو 2014

رسالة كليوباترا


رسالةُ كليوباترا
شعر: علاء نعيم الغول

هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
حبَّتْكَ أنطونيو ليبقى حكمُها في مصرَ أطولَ لا لأنَّكَ رائعٌ في الحبِّ
تنعِتُها بما في شِعْرِ روما من غنائياتِ فيرجيليوسْ هزيمتُكَ السريعُةُ
لم تكُنْ يوماً بأسرعَ من عزيمتِها لِتكشفَ ثديَها لنيوبِ أفعى كي تموتَ
هناكَ عاريةً بلا ثوبٍ و لا حُبٍّ على عرشِ الخياناتِ الطويلةِ إذْ تغنَّى
المنشدونَ بما يليقُ و لا يُقالُ و أنتَ أنطونيو انتحرتَ غداةَ شائعةٍ تقولُ
بأنها انتحرتْ و كانتْ كِذْبةً و تركتَ ذاكَ البحرَ يلتهمُ الجيوشَ و قد توقعتَ
الكثيرَ من الحبيبةِ و انتهيتَ بلا مقابلَ كليوباترا استخدمَتْكَ كما تريدُ
و أنتَ لا تدري حقيقةَ ما تريدُ و كانَ قيصرُ قبلَ مقتلِهِ الضحيةَ في فراشِ
مليكةٍ تدري بما لجمالِها من فتنةٍ تكفي لتصرعَ قلبَ روما مرتينِ و لم يكنْ
في قلبِها حزنٌ عليكَ بموتِها بل خشيةَ الأسرِ المُذِلِّ أمامَ أوكتافيوسْ هي
الحربُ المليئةُ ذكرياتٍ عن خياناتٍ تفاجىءُ مَنْ يُضحِّي واهماً أنَّ القتالَ
مُبَرَّرٌ مَنْ أجلِ غاياتٍ مشرِّفةٍ دماءٌ أُهْدِرَتْ ثمناً لحبٍّ لم يكنْ في الأصلِ
عن حُبٍّ و ذاكَ العاشقُ المخدوعُ أنطونيو يؤرِّخُ كلَّ مَنْ ماتوا لحبٍّ زائفٍ.
السبت ٢٨/٦/٢٠١٤

ليست هناك تعليقات:

قناعات الطيور

 قناعات الطيور لا تكترثْ  يتسابقُ الموتى  ولا تجدُ الطيورُ لها مكانًا  في السماءِ وأنتَ قلبي دائمًا في حيرةٍ  وتطيرُ أبعدَ حيث يغلبكَ الفرحْ...