السبت، 30 نوفمبر 2019

عابرون كما الهواء



عابرون كما الهواء
شعر: علاء نعيم الغول
 
في البيتِ قومٌ عابرونَ
 وليس يشبههمْ أحدْ
 يتكاثرونَ كنبتةٍ ملعونةٍ يتسلقونَ
 السورَ ينتعلونَ أرواحَ الصغارِ
 ويأكلونَ السُّحْتَ ليسوا من نسيجِ
 الشمسِ بل من حلكةِ الليلِ الضريرةِ
 كارهونَ وناقمونَ وحينَ يرتفعُ
 النداءُ إلى الحدودِ يرتبونَ وجوههمْ 
ويبادلونَ الموتَ نغماتِ الرصاصِ
 كأنهم وكلاءهُ واللهُ يعرفُ أننا في
 الأرضِ من هذا الترابِ ومن مياهِ
 البحرِ قد جئنا وكُنَّا وانغمسنا في 
مراجلَ لم تُذِبْنا ذابَ من عبروا ولسنا
 كالهواءِ هنا القيامةُ وارتفاعُ ابتهالاتِ
 الرجاءِ وعند بابِ البيتِ لوحٌ من رخامٍ
 يحملُ الموتى ومن تركوا لنا شيئًا يذكرنا
 بأنَّ الأرضَ أرضٌ والذين يناسبونَ
 الموتَ لن يبقوا ولن يصلوا.
السبت ٣٠/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة 



الجمعة، 29 نوفمبر 2019

هزائم البيت



هزائمُ البيت
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ أوزارٌ
 وناسٌ لا يراعونَ التغيرَ وانتهاءَ
 الأمسِ و الماضي ومن رحلوا
 بما فعلوا هنا أصحابُ هذا
 الإرثِ ضيَّعَنا وحمَّلَنا دماهُ 
وأرضَهُ و وصيةَ الموتى وهذا بيتُنا
 المحفورُ بين الريحِ والبحرِ الكبيرِ
 وبين أغنيةٍ وأحواضِ القرنفلِ
 مَنْ يراعي أننا عِشْنا نرتبُ فكرةً
 للعيشِ نزرعُ سروةً أخرى وفي هذا
 ارتضينا أنْ نظلَّ على حدودِ الموتِ
 والنارِ احتملنا الليلَ وهو يصبُّ شهوتَهُ
 على وجعِ المداخلِ إنه البيتُ الذي
 دفعَ السماءَ لأنْ تظلَّ بعيدةً
 لا وقتَ يكفي لاجترارِ هزائمِ
 الماضي وتبييضِ اتهاماتِ الذين 
تلاعبوا بنذورِنا واستعذبوا هذا الضياعَ
 وإنهُ البيتُ الذي ملأ العيونَ دموعَها
 وتوقعاتٍ خاسرةْ.
الجمعة ٢٩/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة    

الخميس، 28 نوفمبر 2019

حنين البحر



حنين البحر
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ منعطفٌ
 وما عادتْ دروبُ السابقينَ
 هي الطريقَ ولم أعدْ نفسي 
هنا ماذا أرى غير الذي أخشاهُ
 كان البحرُ أوسعَ والشواطىءُ
 تسمعُ الشمسَ البعيدةَ وهي
 تنضجُ في اخضرارِ التينِ في
 طعمِ الصباحِ وحمرةِ الخوخِ
 الشهيةِ كانَ لي رملٌ وبيتٌ كاملٌ ورفاقُ
 وقتٍ ليس يُنسى والكلامُ الآنَ يرهقني
 كثيرًا إنها لحظاتُ تفكيرٍ وتغييرِ 
اقتباساتٍ تلاشتْ في المخيلةِ 
الضعيفةِ إنه حبي لأحلامي القديمةِ
 يوم كنتُ أرى الطيورَ على فروعِ
 السروِ والنعناعَ يكبرُ في حياضِ البيتِ 
والقلبُ الذي عرفَ المدينةَ لم يزلْ
 يحتاجُ أكثرَ كي يعودَ البحرُ والرملُ
 البعيدُ وحين يأخذُني
 الحنينُ يحنُّ هذا البحرُ لي.
الخميس ٢٨/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة  
  

الأربعاء، 27 نوفمبر 2019

حاجات قديمة




حاجاتٌ قديمة
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ ألواحُ الزجاجِ
 هشاشةُ التفاحِ والوردِ النديِّ
 كنا قديمًا نقرأُ الأيامَ واضحةً
 كلونِ سمائنا في آبَ كالماءِ
 الذي غذَّى جذورَ البرتقالةِ
 لا هواءَ يعيدُ لي قلبي ولا أسماءَ
 من كانوا ومَنْ رحلوا وهشٌّ طعمُ
 هذا التوتِ كم للبيتِ من أشياءَ
 أعرفها ونعرفها وحين يحينُ تشرينُ
 القديمُ نصيرُ أقربَ للقلقْ
 مطرٌ ونارٌ غيمةٌ وتنهداتُ الليلِ
 أصواتُ الصغارِ و وشوشاتُ الريحِ 
كم هشٌّ ضميرُ المؤمنينَ وباردٌ قلبُ
 العشيقةِ والحياةُ هنا اعتباراتٌ مناسبةٌ
 لمن كانوا ومن ذهبوا وفي البيتِ الحياةُ
 كما السماءُ طريةٌ وبعيدةٌ
 وأنا سأشهدُ أنني ما مرةً 
شاهدتُ خيلًا في المدى 
أو قافلاتٍ من بعيدٍ واضحةْ.
الأربعاء ٢٧/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة      




الثلاثاء، 26 نوفمبر 2019

حواكير قديمة




حواكيرُ قديمة
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ حرَّاسُ الفضيلةِ
 نسوةٌ وعجائزُ الطرقاتِ أسماءُ
 الحواكيرِ القديمةِ شارعٌ متفرعٌ
 من ذكرياتِ الرملِ أسوارٌ من
 الطوبِ القديمِ و حين أغفو
 تارةً أخرى وهذا ما تبقى
 أو سيبقى لا خلافَ على الحقيقةِ
 لا مكانَ لمن يموتُ ومن يعيشُ
 فقط فراغٌ صاخبٌ ونهايةٌ
 مرسومةٌ بنهايةٍ أخرى ويبقى البيتُ
 فاتحةَ المخاوفِ والأماني فرصةً
 للطامحينَ ومن يريدون المدينةَ 
أنْ تغيرَ ما عليها من ملامحَ لم تكنْ
 بالأمسِ هذا ما تبقى من ركام البيتِ
 أعرفُ أنها الأشياءُ تدفعني لهذا
 والمسافةُ بين ذاكرتي وهذا البيتِ أقربُ
 من شفاهي لارتشافِ الكأسِ
 من ظمأٍ وفي قلبي كثيرٌ لا يُقالْ.
الثلاثاء ٢٦/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة   

الاثنين، 25 نوفمبر 2019

مزولات وساعات





مزولاتٌ وساعاتْ
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ ساعاتٌ معلقةٌ
 على الأبوابِ والجدرانِ أسمعها تتكُّ 
بلا انتظامٍ مزعجٌ هذا الضجيجُ
 وما أراهُ هنا وفي بابِ المدينةِ
 مزولاتٌ لا تراكَ ولا تراها
 غير أن الطيرَ تجعلها علاماتٍ 
لأولِ غيمةٍ ولزهرةٍ في الصيفِ
 يا هذا الفراغُ تعالَ نقتسمُ
 الهدوءَ ونرتخي لا أنتَ تعرفني ولا
 قلبي يدقُّ كساعةٍ في البيتِ ساعاتٌ
 من الرملِ الخفيفِ تمرُّ من عنقي
 وأعرفُ أنني لا أبلعُ الوقتَ الرتيبَ
 ولا أنا أستطعمُ الماءَ المملحَ هكذا
 سنحبُّ أنفسنا ونكرهُ أنْ نقاتلَ
 مرةً بينَ المداخلِ مرةً خلف الحدودِ
 هي المدينةُ أصبحتْ لا ترعوي
 لا تتقنُ الإبصارَ تتركنا لما يأتي
 وما يأتي سيجعلنا أقلَّ
 تفاؤلاً وتساؤلًا.
الإثنين ٢٥/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة

الأحد، 24 نوفمبر 2019

قشور البرتقال



قشورُ البرتقالْ
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ توقيتُ الحصادِ
 وحفرُ أسماءِ الطيورِ على قشورِ
 البرتقالِ وفي جذوعِ الزنزلختِ
 وبينَ أحواضِ القرنفلِ فوقَ 
أسطحنا القديمةِ تحتِ هذا الرمل
 هل هذي اتجاهاتُ الحياةِ أم المكانُ 
تغيرتْ أبعادهُ وأنا الوحيدُ أنا
 على مرمى النجومِ وغيمةٍ ومجرةٍ 
ممحوةٍ والقلبُ راقَ لهُ ارتقاءُ
 الماءِ فهمُ الموتِ والتحليقُ أبعدَ هكذا
 تتقلبُ الأحلامُ ما من مرةٍ فرَّقْتُ 
بين اللوزِ والنعناعِ بين الجارِ والبيتِ
 المجاورِ كلُّ أبنيةِ المدينةِ لا تراعي
 أنني أمشي وحيدًا هادئًا
 وأنا أنا والبحرُ كانَ لي الحياةَ
 وكان موتي مرةً والنورساتُ البيضُ تشهدُ
 أنني لم أختبرْ نفسي وملحَ العشبِ
 والحبُّ الذي في القلبِ شيءٌ مختلفْ.
الأحد ٢٤/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة 

الجمعة، 22 نوفمبر 2019

انا ونصف البيت



أنا ونصفُ البيت
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ أعمدةٌ وناسٌ
 يعجنونَ الرملَ أرغفةً وناسٌ
 يسرجونَ الليلَ خيلًا خلفَ أوهامِ
 القبيلةِ نسوةٌ يسمعنَ عنِّي قبل
 أنْ آتي فيستقبلنَ ظلِّي مرةً بظهيرةٍ
 مكشوفةٍ للشمسِ مراتٍ بعطرٍ باردٍ
 هذا أنا وجهُ الحياةِ ورغوةٌ تطفو على
 كأسِ النبيذِ مذاقُها تشرينُ
 رائحةُ المدافىءِ والأزقةِ 
لم أمُتْ من قَبْلُ كنتُ مشاغبًا
 وحفرتُ في لونِ الصباحِ طريقَ دوريٍّ
 صغيرٍ واستعرتُ البحرَ من نفسي
 ولم أرْجِعْهُ هذا البيتُ نصفُ
 الحبِّ أروقةٌ وناسٌ يركضون ويذهبونَ
 أنا الأخيرُ هنا
 وقلبي نصفهُ المُحْتَلُّ والمخبوءُ
 بين السروِ والزيتونِ أهربُ في ندى
 الوروارِ ثم أعودُ من بابٍ ونافذةٍ
 وأعرفُ أنني الممتدُّ في هذا المكانِ
 ولي جذورٌ لا تقفْ.
الجمعة ٢٢/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة

الخميس، 21 نوفمبر 2019

حكايات متكررة



حكايات متكررة
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ كررتُ الحكايةَ
 وانتبهتُ لكلِّ هذا الإغترابِ
 ونحنُ قومٌ كانت الدنيا لنا وكنا
 بينها نستحضرُ الأحلامَ نوشمها
 على ظهرِ الفقاعةِ والصغارِ نرتبُ
 النعناعَ في حوضٍ وظلِّ البيتِ
 واختلفتْ حكايتنا على أيدي 
الذينَ تسببوا في هجرةِ الوروارِ
 تضييقِ المسافةِ بين نورسةٍ ورملِ
 البحرِ وانتهتِ الحكايةُ بالكثيرِ
 من الكلامِ عن الذي قد قيلَ في
 تأبينِ من ماتوا ومن قُتِلوا وتختلفُ
 الروايةُ دائمًا عما سمعنا سابقًا
 هي هكذا تتبدلُ الأيامُ تخذلنا ونكرهُ
 أنْ نعيدَ تنازلاتِ اللوزِ نجعلَ من نداءِ
 الليلِ أوجاعًا تساوي كلَّ هذا الإنزلاقِ
 وراءَ أروقةِ الحكاياتِ التي لا تنتهي
 فيها الكنايةُ واستعاراتُ الكلامْ.
الخميس ٢١/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة

الأربعاء، 20 نوفمبر 2019

موتى ويكذبون





موتى ويكذبون

شعر: علاء نعيم الغول 


في البيتِ يكذبُ كلُّهمْ

 يتسابقونَ إلى انتهاكِ القيمةِ الأولى

 لما عشنا له وتحللَ العشاقُ من

 أحلامهم والشوقِ

 وانتهتِ الحكايةُ بيننا

 هذي اتجاهاتُ الذين تفرقوا في

 الريحِ في طرقٍ تناستْ أننا كنا

 هنا يومًا وكان الطيبونَ وكان قلبي

 واضحًا كزُهَيْرَةِ الريحانِ

 مختلفًا كلونِ الرملِ في أيارَ

 يا بيتَ الكلامِ وخوفَنا من أنْ نظلَّ

 ندورُ في فلَكِ الحكاياتِ العليلةِ

 والتي لم تكتملْ يومًا 

وإني أعرفُ المدنَ التي لا تحتمي من

 حرِّ هذا الصيفِ من وجعِ الأسرَّةِ

 وهي تعصرُنا على وقعِ الخطى

 في الليلِ في هذا المكانِ المعتمِ المملوءِ

 بالموتى وأشلاءِ الطيورِ وما يجفُّ

 من النارينجِ على الشجرْ.

الأربعاء ٢٠/١١/٢٠١٩

بيت العظاءة      

موتى ويكذبون


موتى ويكذبون

شعر: علاء نعيم الغول 


في البيتِ يكذبُ كلُّهمْ

 يتسابقونَ إلى انتهاكِ القيمةِ الأولى

 لما عشنا له وتحللَ العشاقُ من

 أحلامهم والشوقِ

 وانتهتِ الحكايةُ بيننا

 هذي اتجاهاتُ الذين تفرقوا في

 الريحِ في طرقٍ تناستْ أننا كنا

 هنا يومًا وكان الطيبونَ وكان قلبي

 واضحًا كزُهَيْرَةِ الريحانِ

 مختلفًا كلونِ الرملِ في أيارَ

 يا بيتَ الكلامِ وخوفَنا من أنْ نظلَّ

 ندورُ في فلَكِ الحكاياتِ العليلةِ

 والتي لم تكتملْ يومًا 

وإني أعرفُ المدنَ التي لا تحتمي من

 حرِّ هذا الصيفِ من وجعِ الأسرَّةِ

 وهي تعصرُنا على وقعِ الخطى

 في الليلِ في هذا المكانِ المعتمِ المملوءِ

 بالموتى وأشلاءِ الطيورِ وما يجفُّ

 من النارينجِ على الشجرْ.

الأربعاء ٢٠/١١/٢٠١٩

بيت العظاءة      

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2019

لا تعود ولا نعود




لا تعودُ ولا نعود
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ نفقدُ ما تخيلناهُ يبقى
 كلُّ شيءٍ باتَ منقوصًا
 وبتنا نحتسي أوجاعَنا من أيِّ كأسٍ
 واختلفنا حولَ رائحةِ النبيذِ
 فقط سيثمِلُنا التباكي والتباهي
 وانتظارُ الوقتِ كي يأتي بشيءٍ ما
 يغيرُنا ونبقي عاجزينَ عن التنفسِ 
خلفَ هذا السورِ والماءُ الذي في
 الحلقِ يبقى عالقًا كالرملِ لا يقوى
 على بلْعِ النجيعِ فقط سنبقى
 هكذا نشكوا ونهربُ في تلافيفِ
 الدخانِ وذكرياتٍ لا تعودُ ولا تُعيدُ
 لنا أماكننا ونحنُ العاجزين
 عن ارتكابِ تأملاتٍ نرتخي في ظلها
 يومًا طويلًا هذه الدنيا التي جعلت
 ملامحنا أخيرًا غير واضحةٍ
 وهذا ما نخافُ الآن من تصديقهِ 
أنَّا بلا وجهٍ ولا بيتٍ ولا حتى يدَيْنْ.
الثلاثاء ١٩/١١/٢٠٢٩
بيت العظاءة    

الاثنين، 18 نوفمبر 2019

حياة صامتة



حياةٌ صامتة
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ ناسٌ صامتون
 وغرفةٌ للنائمينَ وللعظاءةِ وقتُها
 بين الصغارِ وكلُّ من في البيتِ
 يعرفُ أنَّ أيامَ الخريفِ تطولُ 
أوقاتَ التفاؤلِ لا تدومُ كما تريدُ
 نساؤنا وأنا قريبٌ من نوافذنا وأسمعُ
 ما يدورُ على شفاهٍ أنهكَتْها الأغنياتُ
 وكلما حاولتُ تغطيةَ الحقيقةِ ألتقي
 بوجوهِ من كتبوا على السورِ البدايةَ
 والنهايةَ إننا نتخيلُ الآتي ونهربُ
 من تفاصيلِ الغيابِ وفي الحياةِ
 مساحةٌ للحبِّ للتفكيرِ أبعدَ من شفاهٍ
 لا تجيبُ على سؤالٍ واحدٍ حولَ 
الذي سرقَ المدينةَ واختفى بين الأزقةِ
 والشواطىُ وحدها لا تستطيعُ الفهمَ
 والتغييرَ والبيتُ الصغيرُ تحيطهُ
 هذي الحكاياتُ التي لا تنتهي.
الإثنين ١٨/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة  

الأحد، 17 نوفمبر 2019

تفاحة واحدة



تفاحةٌ واحدة
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ وزرُ العابثينَ بنا
 وذنبُ الهاربين من الحقيقةِ كلُّنا
 رهنُ العظاءةِ وهي تزحفُ دون
 أن ندري على جدراننا ونوافذِ الليلِ
 الصغيرةِ ما الذي يجرى هنا
 وهناكَ عند حدودنا والرملِ
 كان البحرُ أقربَ للمدينةِ كان
 عمالُ البساتينِ القدامى يعرفونَ
 الزهرَ والليمونَ ثمَّ أتى الشتاءُ
 كفكرةٍ مجزوءةٍ كنهايةٍ للوقتِ هذا
 بيتنا والكلُّ يعرفُ أننا لم نتفقْ يومًا
 على يومٍ ليصبحٍ عيدَنا والنارُ تعرفُنا
 وصوتُ الموتِ نسمعهُ متى مرَّ الجنودُ
 وفي أياديهمْ بنادقُ لاصطيادِ الليلِ
 من بينِ النيامِ وفاحتِ التفاحةُ الحمراءُ
 في طبقِ الصباحِ كأنها صيفٌ
 بأكملهِ وهذا كلُّ ما في الأمرِ
 يا قلبي فدعني أستريحْ.
الأحد ١٧/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة





السبت، 16 نوفمبر 2019

تشيتشيكوف



تشيتشيكوف*
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ أنفسُنا تُباعُ 
ونحنُ موتى أو ونحنُ نسيرُ
 بين أزقةٍ عمياءَ نعرفها وتنكرُنا
 ونخشى أن نظلَّ كما قرأنا أو
 تناقلهُ الغزاةُ بأننا أرضٌ بلا أرضٍ
 وناسٌ يعرفونَ صغارهم في الليلِ
 ثمَّ يغادرونَ نساءهمْ عند الظهيرةِ
 واشتهينا البحرَ أن ينسى وينسى
 كيف حاصرتِ المدينةُ أهلها وتسلقتْ
 أسوارهم ليلًا وفي أحلامنا هذا الذي
 نحتاجهُ لنحبَّ من ماتوا ومن باعوا القرى
 هم يعرفونَ قبورَنا والراحلينَ وحين
 تسألنا السماءُ عن السماءِ نصيرُ أوراقًا
 مبعثرةً وأشجارًا تحاولُ أن تحاكي
 الشمسَ لكنْ في مدينتنا الكثيرُ من التفاؤلِ
 واخضرارٌ في ملامحنا ولكنْ للعظاءةِ
 رأيُها فيمن يموتْ.
السبت ١٦/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة  
*بطل رواية الأنفس الميْتةَ لنيكولاي غوغول

الجمعة، 15 نوفمبر 2019

ما لم نقله وقاله الناسك



ما لم نقُلْهُ وقاله الناسكْ
شعر: علاء نعيم الغول 

قد لا نكونُ هنا ولا حتى هناكَ
 ولا أرى ظلي ولكنْ بين نهديكِ
 الطريقُ أنا الضليلُ هداي حَصْدُكِ عاريًا
 أمشي وشمعتي المضيئةُ نَزَّ من
 جدرانِها ماءٌ سخينٌ قد تجمَّعَ في
 حياضِ الشوقِ في شبقِ المساماتِ
 الصغيرةِ إنه ماءُ الفضيلةِ والخطيئةِ
 يشعلُ الروحَ الفتيةَ ينتهي أو ننتهي فقط
 المصيرُ يدلُّنا أو نحنُ نعرفُ في الخطى
 وجهاتِنا لا تعرفينَ وتعرفينَ
 أنا نذرتُكِ لي على بابٍ بلا درَجٍ 
وعندَ مصبِّ نهركِ صرتُ أنتفضُ
 اقتداءً بالشرايينِ التي فيها تدفقتِ الحياةُ
 وما من لذة إلا وقد أخذتْ لها حظًا هنا
 في الليلِ كان الليلُ ينبتُ فوقنا ويلفُّنا 
بغشائهِ المِسْكيِّ نفرغُ فيهِ ما في الماءِ
 من شبقٍ تمكَّنَ منْ مفاصلِنا وكانَ يدبُّ
 في رعشاتنا لهفًا وصِدْقًا
 إنهُ ليلُ الضحايا المقبلينَ على ولائمَ
 من أنينٍ واشتعالاتٍ تؤثثُ فكرةً عمَّا يسببهُ
 العناقُ من اغتيلاتٍ على طرفِ الأصابعِ
 والشعورِ بأننا نحتاجُ أكثرَ كي يمدَّ
 الليلُ أرففنا بألوانِ الوسائدِ ربما
 هي لحظةٌ أو ألفُ آهٍ غير معلنةٍ
 وإنا المترفونَ بما لدينا نستطيعُ النَّيْلَ
 من فوضى اجتياحاتِ الضميرِ ورغبةٍ
 مفتوحةٍ كشهيةٍ عرفت تفاصيلَ المذاقاتِ
 الغنيةِ بالذي جعلَ المواسمَ متعةً
 لمَ كلما لمست يداي حدودَ مائكِ جرَّني
 بحرٌ إليكِ وماجَ بي هذا الومَقْ
 لِمَ أنتِ فاتحةُ البهاءِ وفي ارتشافكِ تصعدُ
 الغاياتُ حتى سدرةِ البوحِ المقشرِ 
مثلما لوزٌ على شفتيكِ ترتسمينَ نقشًا فوق
 جلدي حاملًا بذخَ البداياتِ النبيلةَ
 واشتهاءاتِ الفحولةِ في زمانٍ كان
 فيهِ الماءُ يدفقُ من مصبِّ النهرِ حتى
 ملتقى الشفتينِ أو قالوا كذلكَ كانتِ الدنيا
 وكانتْ هكذا ولأننا بين الفراغِ وشهوةِ
 الطينِ القديمةِ سوفَ نلعقُ زهرةً سالتْ
 على بتلاتِها قطراتُ ماءٍ لاذعٍ 
والحبُّ فيكِ نهايةٌ أخرى وبُعْدٌ في اتجاهِ 
مجرةٍ مكشوفةٍ للريحِ حتى أمتطيكِ كفكرةٍ
 ملأتْ خيالي نشوةً بيضاءَ تلهبُ صهوةَ 
الشغبِ الذي نحتاجهُ لنفيضَ من عليائنا
 نتتبعُ الرعشاتِ فينا نزعةً نحو التحررِ
 من قيودِ الماءِ هذا المستبدِّ وحاملِ الغرقى
 وعشاقِ الطحالبِ رغوةٌ تطفو على وجهِ الملوحةِ
 إنها وجهُ التزلفِ للرغائبِ وهي تنهشُ
 في جلودِ المنهكينَ على فراشِ الليلِ
 والضجرِ المصابِ بلعنةٍ زحفتْ على فخذِ
 الغزالةِ وانزلقتُ على مخاطِ شهيةٍ بردتْ
 وجرتْ خلفها أطرافَنا مرخيةً تغتالُنا إذْ بعدما
 سالَ اللحاءُ على مخيلةِ الملاءاتِ النظيفةِ
 هكذا وجعُ التفافِ الساقِ بالساقِ الضريرةِ
 لا ترى ما تحتها من خرمشاتِ الشوقِ
 من ترفِ التصاقِ أظافري بالدفءِ واحمرتْ
 جلودٌ أيقنَتْ أنٍّ اعتلاءَ النارِ ينضجها 
على مهلٍ ويجعلها تقطَّرُ مثلما عرقٌ على
 وجهِ القماشِ وهكذا تتحولينَ إلى صفيحٍ
 ساخنٍ متوهجٍ كخدودِ كاعبةٍ حميراءَ اشتهتْ
 ركضًا على رملِ الظهيرةِ في يديكِ توتراتُ
 البحثِ عن شوكٍ تناثرَ في وشاحِ الصوفِ
 في ضيقِ المسافةِ بين جلدكِ والقميصِ
 وحين يأتي الليلُ تنهارُ الغشاواتُ الثقيلةُ 
تبدأُ الفوضى كأنفاسِ الطيورِ على شبابيكِ
 المدينةِ واحتويتُكِ ممسكًا يدكِ الصغيرةَ واقتربنا
 من سلالمَ تصعدُ الغيماتِ تأخذنا إلى غرفِ
 الملائكةِ التي تركتْ رؤوسَ الريحِ
 واختارتْ أثيرًا ليس لي
 وإليكِ تنتبهُ اليعافيرُ الجميلةُ
 وهي تعدو في المدى الشمسيِّ في هذا
 الفراغِ المُسْتَثارِ وفي يديكِ أناملي حتمًا
 سيأخذها دوارُ الزحفِ أعلى ثمَّ أعلى
 كي تباغتَ حبةَ التوتِ المليئةَ بالسكونِ المُستَباحِ
 وعندها يتفصَّدُ الرمانُ يندلقُ النبيذُ على النبيذِ
 وبعدَ أنْ فقدتْ أصابعُنا التساؤلَ 
سالَ بين عروقِها ألمُ التسللِ خلسةً لأماكنِ 
الدراقِ والتينِ المجففِ للبراءةِ وهي تفقدُ
 زهوها تحتَ اللسانِ برشفةٍ وبكلْمةٍ
 بين المذاقِ وما تبقى في المذاقِ جنونُ أخيلةٍ
 تبيحُ الإنصهارَ بدونِ توريةٍ 
وهذا ديدنُ الليلِ المُدٍجَّنِ مثل أنثى
 أيقظتْ في لحظةٍ جسدًا تشكلَ بالقليلِ
 من الحليبِ و وشوشاتِ الزعفرانِ 
ولسعةِ النحلِ التي كشفتْ لها عسلَ الأعالي
 بين ساقيكِ المجرةُ والمعارجُ والتحررُ وانصياعُ
 النهرِ للمجرى ونصفُ الليلِ قرصُ العجوةِ
 المجدولُ نأكلهُ وتأكلُنا العذوبةُ كالضميرِ
 الحيِّ وهو يُذيبُ أفكارًا تضللهُ على مهلٍ
 وفي عينيكِ فوهةُ الغوايةِ واشتعالُ رسائلي
 شبقًا وقالَ القلبُ لي أنتَ اكتمالُ 
تعرجاتِ الماءِ تعرفُ أينَ تجدُ الوحشَ
 كيف تميتُهُ شبعًا وتأسرهُ طليقًا 
في المتاهةِ ناسيًا أينَ البدايةُ والنهايةُ
 هكذا تتغوَّلُ النيَّاتُ تفترسُ الأسرَّةَ والوسائدَ
 تنهشُ الضوءَ الذي غذَّى الشموعَ بجُبْنِها 
لتذوبَ مصغيةً لأناتِ الأظافرِ
 في الثنايا الذابلاتِ وفي انحناءاتٍ تبينَ
 أنها أخذتْ من العزمِ العزيمةَ
 من ملامحنا التماسكَ 
وانسلخنا من فراغٍ طاعنٍ في الوقتِ
 كنَّا قادريْنِ على التجدُّلِ والتماهي
 في سخونتنا الشبيهةِ بالعلاقةِ بين قشرةِ
 خوْخَةٍ ولزوجةِ الموزِ المريحةِ
 هكذا تتقرَّبُ الأشياءُ من أشباهها
 والحبُّ لي كرةٌ تدحرجُنا على عشبٍ 
تبللَ بالصباحِ ولا نزالُ الآنَ بينَ الشمسِ
 والصفصافِ يغسلُنا الندى
 نهداكِ أولُ جرأةٍ في الخَلْقِ 
نبشٌ في تجاويفِ المروءةِ والرعونةِ
 لحظةٌ تحتاجُ تحييدَ الضميرِ لكي يُعَادَ
 الفهمُ للأشياءِ فاقتربي لأقرأَ في مفاتنكِ
 انهيارَكِ وارتقائي للعلا في مفرداتكِ
 واقترافي للمزيدِ من التداعي والتلاشي
 عند نهركِ حيثُ تنعدمُ العلاقةُ بين ما يجري
 ويجري والشفاهُ صريعةٌ تحت الشفاهِ
 وهكذا تتمايلُ الغُصُنُ الرقيقةُ
 كُنْ ملاذي أيها البهوُ المُعَدُّ للذَّةٍ مصقولةِ 
الجدرانِ عاليةٍ كرأسِ محاربٍ غطى بقبعةٍ
 ملامحهُ فدعني الآنَ أصعدكَ اعترافًا
 أنني لغةٌ وماءٌ رعشةٌ وتنازلاتٌ كلُّ شيءٍ
 في الهواءِ هواءُ هذا البهوِ
 يا زهوَ المكانِ تحركت فيَّ الحكايةُ
 قادني للشوقِ شوقٌ واستعنتُ بما لديكِ
 الآنَ يا أنثى الليالي الواسعاتِ وجذوةِ
 النارِ المصابةِ بالتعنتِ والتفرُّدِ
 خُذْ يدي أنا ناسكٌ فقدَ الطريقَ وضاقتِ
 السبلُ الكثيرةُ بي على درجِ الغوايةِ
 والتملقِ للرحيقِ على شفاهكِ 
ما استطعتُ سوى اتباعكِ عالقًا بين
 المصبِّ وغرفةِ التحقيقِ أو بهوِ الخلاصِ
 خلاصُنا أنا معًا وثباتُنا في الليلِ
 أصبحَ ممكنًا وتلاصقتْ منا القشورُ وزادنا
 في العشقِ أولُ رعشةٍ فتحتْ مساماتِ التمادي
 والتهادي وانغمسنا في حياضِ المسكِ
 في طستٍ حوى ماءً وماءً وانتهينا جلدُنا
 غضٌّ ورائحةُ القرنفلِ تملأُ الليلَ ارتباكًا
 باردًا أو دافئًا فقط الحقيقةُ في الحقيقةِ
 والخيالُ مضلِّلٌ جدّاً وما في القلبِ يكفي
 كي أعودَ إلى البدايةِ ناسكًا أخفي من النياتِ
 ما تخفيهِ يا بهوَ الغواياتِ التي لا تنتهي
 خدني إليكَ كما اتفقنا أنْ أرتبَ فيكَ أصداءَ
 الشهيقِ وصورةً للحبِّ واضحةً وهذا ما لديَّ
 الآن هذا مصعدُ الأشواقِ تكوينُ اشتهاءاتي
 وعيناكِ احتراقُ الزهرِ توقيتُ اشتعالي في أتونكِ
 وانهياري في ردودكِ فاقرأي ما قد تبقى
 من مزاميرِ النهايةِ والخلاصْ.
الجمعة ١٥/١١/٢٠١٩
فطامُ الناسكْ                                                  






الخميس، 14 نوفمبر 2019

قرية أخرى


قريةٌ أخرى
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ شيءٌ ما يهاجرُ
 تاركًا ما ليس متروكًا وينسى فجأةً
 ما ليس يُنسى إنه الوجعُ الذي
 قتلَ الفراشةَ في الطريقِ
 وحين نرحلُ تبدأُ الريحُ الغريبةُ
 في اختيارِ أماكنِ الموتِ البعيدةِ
 إنهُ بيتُ الرسائلِ والقيامةِ والصباحِ
 وغرفةٍ مملوءةٍ ما ليس يعرفه سوى
 من يرحلونَ وما رحلتُ ولم أفكرْ
 مرةً في أنْ أرتبَ فكرتي عن قريةٍ أخرى
 تبيعُ لي الحياةَ وباتهاماتٍ بما يكفي
 لأصبحَ بعدها رقمًا بلا رقمٍ
 وفي البيتِ الصغيرِ تنافسَ الموتى
 وقتلى الحربِ والجوعى وعمالُ الوكالةِ
 والنساءُ وصبيةُ السوقِ الذين تشردوا
 جوعًا وفي قلبي سلامٌ للذينَ
 تباعدوا والنارُ أكبرُ من كلامٍ
 لا يفيدُ ومن رسائلَ لا تصلْ.
الجمعة ١٤/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة

الأربعاء، 13 نوفمبر 2019

شرفات عالية



شرفاتٌ عالية
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ مَنْ يقفونَ خلفكَ
 أو أمامَكَ لا أفكرُ في الذي أخذَ
 المدينةَ من على ظهرِ المجرةِ
 واستباحَ سماءها وبيوتَها
 هذي مدينتُنا الصغيرةُ بقعةٌ منسيةٌ
 في الضوءِ في هذا الفَناءِ المستحيلِ
 هي الحياةُ قصيرةٌ والسقفُ يدلفُ
 محدثًا صوتًا يئنُّ كفكرةٍ ثقبتْ
 جدارَ الريحِ والبيتُ الذي نحتاجهُ
 سيكونُ من هذا الترابِ ومن بقايا
 السروِ والليمونِ مَنْ ماتوا لهم أحلامهم
 والموتُ حافلةٌ على بابِ المدينةِ
 والطريقُ إلى الصباحِ بعيدةٌ شيئًا
 ولونُ الملحِ أبيضُ من غيومٍ لا تناسبُ
 ما تأمَّلْنا لهذا صارَ هذا البيتُ نافذةَ
 الهروبِ وشرفةً للطيرِ عاليةً
 على مرمى من الطلقاتِ والسحبِ
 التي امتلأتْ دخانًا ساخنًا.
الأربعاء ١٣/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2019

ممرات وحرب طويلة



ممراتٌ وحربٌ طويلة
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ جندٌ منهَكونَ
 بدونِ أحذيةٍ وستراتٍ تقيهم
 بردَ تشرينَ الطويلِ وإنها الحربُ
 التي لا تنتهي لا تعرفُ التأويلَ
 والجندُ النيامُ توقعوا ألا يعودوا
 في المساءِ غدًا يموتُ المتعَبونَ علي
 الرصيفِ وتنتهي هذي النوافذُ بالرحيلِ
 وراءَ رائحةِ العفونةِ في هواءٍ باردٍ
 والموتُ خارطةُ الظلالِ على البيوتِ
 على الممراتِ الطويلةِ
 كلُّ ما في الأمرِ أني لا أرى
 نفسي كما كانت قديماً
 كلما فكرتُ فيما قد فعلتُ
 أتوهُ بين الذكرياتِ وما اقترفتُ
 ولم يعدْ بيتي سوى هذا البناءِ 
بلا بقايا أو ملامحَ
 وانتظرتكَ أيها الفرحُ الطويلُ كما
 انتظرتُ فراشةَ الصيفِ الأخيرةَ 
لا أظنُّ العمرَ أجملَ والحياةُ
 تمرُّ شيئًا من وجعْ.
الثلاثاء ١٢/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة      


الاثنين، 11 نوفمبر 2019

واحات مالحة



واحاتٌ مالحة
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ أدعيةٌ معلقةٌ 
وجوهٌ للحقيقةِ واختبارِ الذاتِ
 رَفٌّ للمناديلِ التي اتشحتْ
 بها تلكَ النساءُ العائداتُ من الدروبِ
 وسطوةِ الماءِ الذي نضحَ الفحولةَ
 من جذوعٍ أرهقَتْها أمنياتُ الليلِ
 هذا البيتُ حاويةُ اتهاماتٍ وتجديفٍ
 وشيءٍ من نفاقٍ
 والعظاءةُ تلعقُ العرقَ الذي
 غطى أصابعَنا الطويلةَ وهي تعبثُ
 في مصيرِ القادمينَ وحين ينغلقُ
 الشتاءُ على النوافذِ نُسْتَبَاحُ
 من انهيارِ الليلِ فوقَ جفوننا وعلى
 وسائدنا الثقيلةِ بالنعاسِ وما اقترفنا
 من إساءاتٍ أمامَ مواقدِ الطينِ القديمةِ
 حين كنا نستطيعُ الحبَّ واخترنا طريقَ
 الملحِ هذا البحرُ ما كان
 ادعاءً لم يكنْ متحاملًا يومًا
 وقلبي واحةٌ للطيرْ.
الإثنين١١/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة         









الأحد، 10 نوفمبر 2019

بنادق وصور




بنادقُ وصوَرْ
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ لوحاتٌ لبحرٍ
 كان خلفَ السروِ 
مَنْ ماتوا لهم صورٌ معلقةٌ على
 جُدُرٍ من الخشبِ القديمِ وقشرةِ
 الإسمَنْتِ مَنْ ظلُّوا هنا لا ينعمونَ 
بما يراهُ البحرُ من أشياءَ تجعلنا
 أقلَّ توترًا تتنازلُ الأحلامُ عن صورِ
 الذينَ يناورونَ ليصبحوا بسطاءَ
 أو قتلى على درجِ البنايةِ 
والبنادقُ لا ترى
 بل لا تفارقُنا
 لأنا لا نفكرُ في الخلاصِ
 من الخلاصِ فقط نرى ما ليس ينفعنا
 ونهربُ من أماكننا الجميلةِ
 لا شتاتَ كأنْ تفكرَ في الرحيلِ
 وأنتَ تعرفُ أنَّ قلبكَ في هواءِ
 التوتِ في غرفٍ تمارسُ ما نمارسهُ
 أمامَ صغارِنا هذي المرايا أصبحتْ
 عمياءَ تخشى أن ترانا بعدما هربت
 ملامحُنا وصرنا صورةً ليست لنا.
الأحد ١٠/١١/٢٠١٩
بيت العظاءْ     

السبت، 9 نوفمبر 2019

روايات للسفر



رواياتٌ للسفر
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ بعضُ حقائبِ السفرِ
 المُعَدَّةِ للرحيلِ وخلفَ ذاكَ البابِ
 أكياسٌ وأحذيةٌ وشكوى من
 أنينٍ وانتظارٍ ينقصُ الخلانُ يومًا بعد
 يومٍ مَنْ سيبقى للروايةِ واجتيازِ
 الرملِ نحوَ مدينةٍ للأنبياءِ
 وفي الطريقِ إلى النهايةِ حائطٌ
 أعلى من النارينجِ أصلبَ من شفاهٍ
 أُرْغِمَتْ يومًا على التقبيلِ واتسعَ
 الفراغُ وسادَ صمتُ اللحظةِ الملأى
 بخطواتٍ ترتبُ نفسها لتكونَ عند البابِ
 تنزلُ للممرِّ وتنتهي والناسُ يتهمونَ 
أنفسَهمْ وينتبهونَ بعدَ الليلِ كم هذا
 الحديثُ عن الرحيلِ يزيدُ في تضليلِ
 أسماءِ المحطاتِ القليلةِ إنهُ البيتُ
 المحاطُ بكلِّ ما في الأمرِ من وجعٍ
 وفوضى والحياةُ محاطةٌ أيضًا 
بشيءٍ من فرحْ.
الجمعة ٩/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة  

الجمعة، 8 نوفمبر 2019

بروميثيوس خائفًا




بروميثيوسْ خائفًا
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ تتسعُ الخطيئةُ
 آثمونَ يرتبونَ حياتَنا والسقفُ
 من قَشٍّ وحرٌّ ما سيشعلُ نصفَهُ
 يا سارقَ النورِ الإلهيِّ اقتربْ
 من مدخلِ النوَّارِ من هذا الكيانِ
 لكي تخلِّصَ وردةً والفلَّ
 أم تخشى احتراقكَ بيننا
 أم هكذا وُشِمَ المصيرُ معًا على
 جلدِ العظاءةِ إنهُ الوروارُ سيدُ ما
 تبقى من بلادِ اللوزِ والشمسِ الطليقةِ
 إنه الآتي وما يأتي سيجعلنا نفتشُ
 عن سقوفٍ غير آثمةٍ لهذا أستطيعُ
 الآن تبريرَ اتهامي لي بأني مذنبٌ
 أو لم أجدْ سببًا لأهربَ من ثقوبِ الليلِ
 من بين المداخلِ علَّني أجدُ المساحاتِ 
البعيدةَ في صفاءِ الروحِ في الحلمِ
 الذي غطى المدينةَ ليلةً أخرى
 وغادرَ عندما جاءت مدينتُنا
 بأحذيةِ العسَسْ.
الجمعة ٨/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة   





الخميس، 7 نوفمبر 2019

لون غريب



لونٌ غريب
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ صندوقٌ
 وخلفَ النهرِ جرنُ القمحِ 
هذا ما تناقلهُ الرواةُ عن الذي
 بين الحكايةِ والضميرِ
 كم السماءُ تصيبُنا بالحبِّ
 تجعلنا أقلَّ تسابقًا
 وبيوتُنا مملوءةٌ بالماءِ بالأحلامِ
 والسُّررِ القصيرةِ
 بيننا هذا التألمُ والمخاوفُ كلها
 ليست كما يبدو لهذا سوف أمضي
 هادئًا هذا أنا وأنا المواطنُ دائمًا
 عيناي مجهدتانِ أقرأُ في جرائدَ
 غير واضحةٍ وأبحثُ عن حقيقتي
 التي صارتْ تناسبُني أخيرًا
 لا مكانَ لكلِّ هذا لا حياةَ وأنتَ
 تنتظرُ الحياةَ ولا المدينةُ تعرفُ 
الآتي ولا الأبوابُ ضيقةٌ لهذا سوف نبقى
 خائفين من الجنودِ ومن عظاءاتِ الطريقِ
 وقد تسوَّرَتِ البيوتَ
 وبانَ تحت جلودها لونُ الفزعْ.
الخميس ٧/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة

الأربعاء، 6 نوفمبر 2019

حياة وعيون



حياةٌ وعيون
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ غرفتُنا الكبيرةُ
 هل ترى شيئًا من الماضي وفي
 قلبي احتمالاتٌ لما يأتي
 وتأتي لحظةٌ تكفيكَ كي تشتاقَ
 أو تنسى وهذا البيتُ يشبهني
 قليلًا والنوافذُ فكرةٌ عنا وعن
 أحلامنا والموجُ كان لكلِّ بحرٍ فكرةً
 ولنا الكثيرُ من التحايا والذي
 نحتاجه نحتاجهُ أيضًا لهذا لن
 أحبكَ مرتين ولن أقول لكَ الوداعَ كما
 تريدُ فقط لديكَ الآن ما عندي وعندكَ
 أيهذا البيتُ لا تخفي العظاءةَ
 عن عيونِ صغارِنا لا تعطِها هذا
 الذي نحتاجه لنعيشَ أفضلَ
 والحياةُ حبيبتي مرهونةٌ أيضًا بنا
 والبيتُ أفكارٌ ودنيا غير واسعةٍ
 وحين ننامُ تنفصلُ المدينةُ عن ملامحنا
 وبعد غدٍ سنصبحُ قادرينَ
 على اغتنامِ مسافةٍ لا تنتهي.
الأربعاء ٦/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة  

الثلاثاء، 5 نوفمبر 2019

أشجار قديمة



أشجارٌ قديمة
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ قومٌ يُرزَقونَ
 ويعرفونَ ويُعرَفونَ وحين مرَّ
 الجندُ من بين الأزقةِ كانَ لونُ
 وجوههم متغيرًا كانوا جميعًا يلبسونَ
 القبعاتِ السودَ ينتقمونَ من صوتِ
 العصافيرِ البعيدِ بطلقةٍ ويغادرونَ 
وقد تشوهتِ الشوارعُ من ملامحهم
 وتعرفهم عظاءاتُ الشقوقِ
 تَشَرَّقَتْ فوقَ البيوتِ تلصُّصًا
 وكَبرتُ وازدادَ الهواءُ توقُّدًا حتى إذا
 جاءَ النهارُ نكونُ قدْ صرنا أخيرًا
 قادرينَ على اقتناءِ الغيمِ
 والصفصافِ تجفيفِ الدموعِ وزرعِ
 ما يكفي ويكفي من هواءِ
 البيلسانةِ من فضاءِ الزنزلختِ ومغرياتِ
 السروِ واللوزِ الطليقِ كما الفيافي
 والبساتينُ الجميلةُ كلُّ من في البيتِ مرُّوا
 من هنا والحبُّ ليس كما يجبْ.
الثلاثاء ٥/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة       

الاثنين، 4 نوفمبر 2019

بقايا الوقت



بقايا الوقتْ
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ ناسٌ خائفونَ
 وفي عيونهمُ اتهاماتٌ وأسئلةٌ
 وعند البابِ خطواتٌ وأحذيةٌ وفي
 غرفِ النهارِ وسائدُ الأهلِ
 القدامى والصباحُ ينيرُ رملَ
 الشارعِ الآتي من البحرِ الذي لم
 يتسعْ لسفينةٍ أخرى ومرَّ الوقتُ 
بين الموجِ والأحلامِ هذا الوقتُ
 يكبرُنا بنصفِ حديقةٍ والوردُ كان
 مناسبًا لتقلباتِ الصيفِ أما الحبُّ
 فالماضي يحاولُ أن يغيرَ فيه أسماءَ
 الفراغِ ورغبةً في أن يكونَ ملائمًا
 في البيتِ ناسٌ لم يفيقوا من غبارِ النومِ
 من سفَرٍ طويلٍ من علاقاتٍ تحاولُ
 أنْ تعيدَ لهمْ قليلًا من تفاصيلِ المدينةِ
 إنهُ الوجعُ الذي أخذَ الحياةَ من الحياةِ
 وصارَ يسري في عظامِ الليلِ
 في لونِ العظاءاتِ التي سبحتْ
 على جُدُرِ الظهيرةِ فجأةً.
الإثنين ٤/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة 

الأحد، 3 نوفمبر 2019

كارهون وغادرون



كارهون وغادرون
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ ماءٌ والهواءُ
 تسابقوا كي يسرقوا زيتَ الشتاءِ 
وحنطةً للصيفِ هذي جرةٌ والقلبُ
 خابيةُ النبيذِ وفي سلالِ القشِّ
 وردٌ ناشفٌ والبرتقالُ
 ومزَّقوا الجدرانَ واختنقتْ بهم 
هذي الحياةُ 
الكارهونَ القاتلونَ المنتمونَ
 لغيرنا والخارجون الباهتونَ
 عليهمُ غضبُ الطيورِ ولعنةُ الطيُّونِ
 هذا البحرُ أجملُ من بعيدٍ
 ربما المدنُ القديمةُ تستريحُ من 
التآكلِ من مخاوفها التي تركتْ نوافذنا
 أمامَ الملحِ واتخذتْ من البيتِ العظاءةُ 
موئلًا تحت الأسرَّةِ في الجحورِ
 وبين أكوامِ الصناديقِ الصغيرةِ 
لا نراها والمدينةُ تعرفُ الأيامَ تكتبها
 على جدرانِها ومواقدِ النارِ التي انطفأتْ
 ونام الهادئونَ القائمونَ الصادقونْ.
الأحد ٣/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة       

السبت، 2 نوفمبر 2019

هاربون بلا كلام



هاربون بلا كلام
شعر: علاء نعيم الغول 

في البيتِ ما في قصةٍ
 كانتْ تُرَدَّدُ عن مواسمِنا القديمةِ
 كانَ أهلُ الحيِّ يختلفونَ عن أهلِ
 الشواطىءِ والذين يغادرون مبكرًا
 كانتْ لنا أيامُنا والبرتقالُ
 وكان طعمُ الملحِ أشهى
 في ليالي البردِ هم قالوا لنا
 إنا سنصبحُ طيبين بما سيكفي
 غير أني الآن أعرفُ ما عليَّ
 وما سأفعلُ دائمًا للحبِّ ذاكرةٌ
 وفي البيتِ القديمِ نهايةٌ للصيفِ
 للوجعِ الذي قد طال نحن هنا 
وما زلنا وبعد غدٍ سنبقى خائفين
 من الطريقِ إلى المحطةِ كلُّ من قدروا
 على تركِ المدينةِ يهربون من السماءِ
 ويسقطون على الرصيفِ ويأكلونَ
 من الفتاتِ ويحلمون بما يريدُ 
الصمتُ والدنيا هنا دنيا
 وفي القلبِ الذي لا تعرفونْ.
السبت ٢/١١/٢٠١٩
بيت العظاءة   

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...