الجمعة، 5 نوفمبر 2021

سردية البداية والمغفرة

سرديةُالبدايةِ والمغفرة
شعر: علاء نعيم الغول 

في البدءِ قلبي للأمامِ 
ولم يكنْ شيءٌ هناكَ يشيرُ لي 
بتغيراتٍ وزنها يكفي ليوقظني مرارًا 
في الصباحِ وكنتُ ممتنَّا لذاكَ الوقتِ 
أسعفني بأنْ فتحَ الدقائقَ لي لتصبحَ 
رحلةً زمنيةً عبرَ الفراغِ وفي نوافذَ 
لم تكنْ بالفعلِ واضحةً ولكنْ قلتُ 
في نفسي سأعبرُها كما لو أنني جربتُ
 قبْلًا غيرها وتركتُ نفسي للطريقِ 
دخلتُ في ريشِ الإوزةِ حاملًا وردَ
 الحقيقةِ مؤمنًا بتوسعاتٍ في وريدِ 
الروحِ ثمَّ وجدتُ أني واحدٌ ممن 
أجادوا الإنتظارَ بلا مقابلَ وامتحنتُ 
تأملاتي في مرايا صرتُ فيها شاهقًا 
كالطودِ منزلقًا كصوتِ الثلجِ مبتسمًا 
كسنبلةٍ جرتْ فيها بقايا الشمسِ 
واستأنستُ بالصمتِ الدؤوبِ 
وهزني شوقٌ لأيامٍ مضتْ فركضتُ 
في حلمي إليها ناسيًا ما قد 
تغيرَ في حياتي ربما هي فرصةٌ 
أخرى لأعرفَ من أنا وأنا جوابُ 
الأقحوانةِ صرخةُ البلَّوْرِ بين الضوءِ
 والضوضاءِ واشتعلتْ مُنَى قلبي 
مرارًا إنني لا أحتمي بالدمعِ مِنِّي 
لا أبالغُ في اعترافاتي وبعدَ غدٍ 
سأصبحُ مؤمنًا بتنازلاتي للحقيقةِ
 صادقًا فيما اقترفتُ وصامتًا 
كنعومةِ البلوطِ وما نومي بمختلفٍ 
ولا عُمْري فراغٌ ضيقٌ والسَّرو كانَ 
تشققاتِ الأغنياتِ من الصدى 
خزفًا تكسرَ فوقَ أحلامِ الرخامِ 
وحين لملمتُ الشظايا كان يسكنُها 
جنونُ الوقتِ يلمعُ في عقاربَ 
لا تضيءُ ولا تُضَاءُ ولا تجاملُ 
في معانيها القديمةِ وانتبهتُ 
لكلِّ ما قد مرَّ واستثنيتُ رائحةَ 
الصقصلي من بقايا اللونِ 
في جرحي العميقِ وكان أمسي 
ساخنًا ومناسبًا لألومَ نفسي معلنًا 
أنَّ التفاؤلَ لحظةٌ تكفي لهذا 
الشوقِ ما من مرةٍ نافقتُ وجهي 
في المرايا لمْ أسابقْ رغبتي حتى 
وصلتُ إلى مصبِّ النهرِ مطلعًا 
على الأفقِ الرماديِّ المعلقِ 
في مزاميرِ الرعاةِ وفي كرومِ التينِ 
هل هذا اتفاقٌ بين أسماءِ الأصابعِ 
والعطورِ أمِ اختلافٌ بين نافذةٍ 
وأخرى كيفَ للحناءِ أن تخفي انبهارَ
 الشيبِ كيف تعيدُ من فرحِ البنفسجِ 
رغبةً في الحبِّ توصيفَ التسامحِ 
في حكاياتِ القبائلِ وهي تنمو
 في الرمالِ كفكرةٍ للشوكِ كالصورِ 
الطريفةِ في مساءاتٍ أرى فيها الكلامَ
 عن الحنينِ مبرَّرًا وهي الحياةُ تظلَّ 
ناقصةً ونافعةً وما في النومِ من عطشٍ 
سيُروَى بالعناقِ وبالتساؤلِ مرةً أخرى 
وهذي الروحُ سرُّ البحثِ عن أناتِ 
هذي النفسِ وهي تفيضُ حاملةً 
تراخي النارِ في جمرِ المسافةِ هبتِ 
الأنسامُ وامتزجَ الهواءُ بفرحةٍ للسوسنِ 
العاري على وجهِ البحيرةِ ممسكًا 
بالطيرِ أو لغةِ الفراشةِ وهي تلصقُ 
نفسَها في زهرةٍ صفراءَ وامتدحَ 
الخيالُ الزعفرانَ وزرقةَ الغيماتِ
 أنتِ حبيبتي دومًا وفي عينيَّ أسئلةٌ 
وفي حلقي توقفتِ الفواصلُ 
والحروفُ وصرتُ أختنقُ اجتهادًا 
في اتباعِ الهمسةِ الأولى
 ألا في الصمتِ منجاةٌ وفي هذي 
الرسائلِ جذوةٌ منقوشةٌ في القلبِ 
يتسعُ السناءُ ويرتوي من نافذاتِ 
الإنتظارِ وبعدَ أيامٍ من الليلِ الطويلِ 
كشفتُ نفسي للمرايا وانعتقتُ 
إليكِ ليس يهمني وقتٌ ولا حتى 
الدخولُ على البنفسجِ وهو يرسمُ 
للمدينةِ شارعينِ وشارعًا لمدينةٍ 
من ألفِ وجهٍ للقمرْ.
الأحد ٣١/١٠/٢٠٢١
خمسةٌ ونقطتانْ


ليست هناك تعليقات:

قناعات الطيور

 قناعات الطيور لا تكترثْ  يتسابقُ الموتى  ولا تجدُ الطيورُ لها مكانًا  في السماءِ وأنتَ قلبي دائمًا في حيرةٍ  وتطيرُ أبعدَ حيث يغلبكَ الفرحْ...