الجمعة، 16 فبراير 2018

مذاقات على غصون دافئة


مذاقاتٌ على غصونٍ دافئة
شعر: علاء نعيم الغول 

الصوتُ ذائقةٌ وطعمٌ نكهةٌ وروائحُ
 الليمونِ أو ما شئتِ من هذي البراري
 رغبةٌ معجونةٌ بين الشفاهِ ولحظةٍ يهتزُّ فيها
 الريقُ تهربُ نبرةٌ معلولةٌ بالجمرِ يشعلُ
 لهفةَ كنسائمِ الليلِ الطريةِ بينَ رعشاتِ الفِراشِ
 وما تبقى من بخورِ الغرفةِ الملأى بنشواتِ 
التأملِ والتغاضي عن ضجيجِ القلبِ
 صوتُكِ حينَ ينتفضُ احمرارُكِ هائجاً
 كالعاجِ تحتَ الشمسِ يربكُني وينذرُني
 بنارٍ من هواكِ لظىً فيحملُني على طوْفٍ أحاولُ
 فيهِ قطعِ النهرِ وهو يفيضُ منكِ أنا الغريقُ
 وقشةٌ وأنا الصريخُ ولوعةٌ أنتِ احتضاري
 والبراءةُ كلُّ أربطةِ التحلي بالهدوءِ تنسَّلَتْ وانتابني
 هذا الدوارُ تبتَّلي بالصَّفْحِ وانتشلي نقائي
 من أتونِكِ واخلعي نعليكِ إنكِ في حمى
 نفسٍ تمنَّتْ فاستباحتْ أوهمتني فاستغلَّتْ
 جردتني فانتهيتُ بها طريدَكِ والغريبَ
 فسيفساءَكِ والنقوشَ على جداركِ والمداخلِ
 فافرشي لي وردةً حمراءَ أو ضمي إلى نهديكِ شوقي
 واعتذارَ الماءِ واعتصري انغماسَ اللهفةِ الحرَّى
 بعيداً عن نداءِ ضميرِكِ المنسوجِ من وجعِ الترددِ
 واهتراءِ ستائرِ البوحِ الأخيرةِ صوتُكِ التيهُ
 الذي طمسَ الحدودَ فلا طريقَ ولا وهادَ ولا سبيلَ
 لعودةٍ وأنا قبلتُ فأينَ مني المَنُّ والسلوى وأسفارُ
 التهجدِ في سكونِ الليلِ صوتُكِ نشوةُ الخروبِ تدفعني
 لأجعلهُ نبيذاً سائغاً كالشهدِ يسعفُني بلا ثمَلٍ 
ويُسْليني بلا عتَبٍ وأزرعُ في هوائكِ نخلةً للصيفِ
 نجهضها برغباتٍ مضرجةٍ بآهاتِ الصباحِ
 ولذعةٍ في طعمِ رشفتِنا الأخيرةِ من شفاهِ الحبِّ
 صوتُكِ عُرْيُ ما في نيتي أو شهوةٌ مبثوثةٌ كالصوفِ
 تحتَكِ فاضمني أني نزيلُكِ ليلةً أخرى ورافعُكِ المعلقُ
 في سقوفِ العطرِ في نجَفٍ يضيءُ الروحَ
 من عتماتِها في صوتِكِ ابتدعَ القرنفلُ صورةَ الدنيا
 بلا وجعٍ ونياتٍ ملفقةٍ كهذا البحرِ وهو يقيسُ ما بيني
 وبينكِ بالغروبِ وريشِ نورسةٍ تطايرَ فوقَ ملحِ الموجِ
 في نهديكِ ما لا أستطيعُ الإرتجالَ هنا وأهربُ فيهما
 مني وأعذرُني لأني أجهلُ التفريقَ بينَ اللوزِ والتفاحِ
 والماءِ الذي في قشرةِ الدراقِ والعنبِ الشهيْ.
الثلاثاء ٦/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة    


ليست هناك تعليقات:

قناعات الطيور

 قناعات الطيور لا تكترثْ  يتسابقُ الموتى  ولا تجدُ الطيورُ لها مكانًا  في السماءِ وأنتَ قلبي دائمًا في حيرةٍ  وتطيرُ أبعدَ حيث يغلبكَ الفرحْ...