الجمعة، 16 فبراير 2018

وطن وقط وأغنية


وطنٌ وقطٌّ وأغنية
شعر: علاء نعيم الغول 
 
صورُ الرفاقِ الغائبينَ حكايةُ الوطنِ
 الذي ألقتهُ في الجُبِّ النساءُ الصائماتُ
 عن التفوِّهِ بالذي يجري على مرأى من الليلِ
 الغَيورِ وصورتي بالأمسِ عندَ البحرِ تنبشُ
 ذكرياتِ الحبِّ والغرقِ البعيدةِ
 دائماً في كلِّ شيءٍ ذاهبٍ نبكي على شيءٍ
 نُحِبُّ وغربتي كانتْ هروباً مرةً بحثاً عن الآتي
 مراراً أختفي في كلِّ شيءٍ كي أرى
 ما ليسَ يبصرهُ سوايَ أنا الدُّوريُّ فوقَ الشوكِ
 في قَسَمِ الشتاءِ بأننا خُنَّا ضحايانا ومَنْ
 سقطوا على بقعٍ من الحِبْرِ الذي كتبَ
 الخيانةَ وانطوتْ صفحاتُ ماضٍ ليس يكذبُ
 نحنُ جوعى الشَّمسِ أطرافُ المدينةِ وهي تضمرُ 
في الصقيعِ وخوفُنا ليس اعترافاً بالهزيمةِ
 بل لأنا نكرهُ الموتَ الذي لا يعطي ثماراً
 أثمنُ الأشياءِ أنْ تحيا وتتركَ ما يقولُ مرَرْتَ يوماً
 من هنا والرملُ ليسَ بممسكٍ بالماءِ والدنيا
 كذلكَ غير مخلصةٍ لنا فلنقتسِمْ أنا سنرحلُ باردينَ
 وطافحينَ بما فعلنا بين أنفسِنا وبينَ الآخرينَ
 أنا مَدينٌ للمسافةِ بيننا وللحظةٍ فيها تخلصنا
 أخيراً من علاماتِ النفاقِ وما يحرِّمُهُ الذين توقفوا
 عن حبِّهِمْ وعن الحياةِ ففيكِ دنيا لم أعِشْها قبل هذا
 فَلْنَسِرْ أنَّى نريدُ متى نشاءُ وكيفما يحلو لنا 
فالآخرونَ مهدَّدونَ بضعفهم والخوفِ 
من فهم الذي عشناهُ حتى الآنَ فاشتعلي
 معي ليفوحَ منا الزعفرانُ ويرتوي في الظلِّ
 لونُ الأيهُقانِ ونكتسي بالهالةِ البيضاءَ
 نَعْرَى كالحقيقةِ بين نفسَيْنا ورائحةِ الستائرِ
 وهي تغرقُ في البخورِ ورغوةِ الظنِّ المباحِ
 عن الليالي المُنهَكاتِ عن الترانيمِ الخفيةِ في أنينِ
 الشمعةِ الحمراءَ والوطنُ الذي أحببتهُ متكوِّرٌ كالقطِّ 
تحتَ البردِ يبحثُ عن مكانٍ دافىءٍ بين الوسائدِ
 تحتَ أغطيةِ الصغارِ الضائعينَ على حدودِ
 الحلمِ والبذخِ الذي في مفرداتِ منافقٍ متشَدِّقٍ
 بمناقبِ الموتى الذين قَضَوا دفاعاً عن مداخلِنا
 وفي الوطنِ الصغيرِ مكاننا لنعيشَ أجملَ
 هكذا قالتْ ليَ الورداتُ قالتْ لي عيونُكِ 
في الصباحِ فهل لديكِ الآن أغنيةٌ تحاكي نصفَ
 قلبي والمُنَى في النفسِ يا وطني الذي لا يُنْتَسى.
الجمعة ٩/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة   


ليست هناك تعليقات:

قناعات الطيور

 قناعات الطيور لا تكترثْ  يتسابقُ الموتى  ولا تجدُ الطيورُ لها مكانًا  في السماءِ وأنتَ قلبي دائمًا في حيرةٍ  وتطيرُ أبعدَ حيث يغلبكَ الفرحْ...