شيئاً فشيئاً تبعدُ الدنيا وراءَ الغيمِ،
تتركُ لونَها بين السماءِ
و شارعٍ للسروِ أعرفه و أعرفُ أنَّ
لي ما ليس للطيرِ المسافر في عيون الفجرِ؛
ظبيٌ خوفُ هذي الريحِ في عينيه
يهمس في هواء الليل احلاماً
تذوبُ على شفاهِ الصيفِ دافئةً،
و أعرف أنه قد مرَّ من قلبي سريعاً
صوب نافذة البنفسجِ هادئاً؛
لمْ تنتظرْ لترى
إذا ما كنت أحتملُ المزيدَ
من العناقِ و هل شفاهُكَ دفؤها
يكفي ليقفَ العمرُ
أياماً على جفنِ المسافةِ،
و احتملت الدفءَ حين يجيئني طيفاً
يقاسمني المسافاتِ الاخيرةَ
قبل مفترق الغروبِ
هناك تحترقُ الخطى و تطير اوراقُ
الرحيلِ الى البعيدِ من السماءِ،
و تختفي أسماؤنا كالموجِ في ضوءِ القمرْ.
يا ظبيُ لو أدركتني بالامسِ
خلف ظلالِ هذا العمرِ!
كان الوردُ أقربَ للشفاهِ من المدى للعينِ،
كان الوجهُ يحتملُ ابتساماتٍ مبعثرةً
كأوراق الخريفِ على ضفاف الماءِ،
هذا الشارعُ الورديُّ أقصرُ من
مساءٍ بِتُّهُ متسائلاً كيفَ
احتميتُ بقلبِها وتركتُ نافذةَ
البنفسجِ بيننا ليطلَّ قلبانا على طرفِ
السماءِ و صفحةِ العمرِ الرقيقةِ
في صفاءِ الكستناءِ و لون عينيها
القديمْ.