الجمعة، 23 يوليو 2021

بومة

بومة

شعرعلاء نعيم الغول 


ولما ماتَ شيخُ الحيِّ 

لم يُنْكَرْ عليهم أنهم دفنوهُ 

أبعدَ ما يكونُ وراءَ وادي الشمسِ 

خلفَ مزارعِ التبغِ الأخيرةِ عند 

بابِ النهرِ واختلفوا على عمقِ 

الضريحِ وقيلَ ظلوا يحفرونَ عشيَّتينِ 

تجاوزوا حتى عروقَ الصخرِ كان 

الخوفُ أَنْ تنهارَ جدرانُ الرمالِ 

وعندها اضطُّروا إلى إنزالهِ شيئًا 

فشيئًا حينَ سُجِّيَ لم يكُ ذائعًا خبرُ 

الوفاةِ وبعد أن رحلَ الجميعُ عن 

المكانِ تزاحمَ البومُ الطليقُ وعششتْ 

في الغيمِ أخبارُ الذين استبدلوا نياتِهمْ 

والشيخُ كانَ حكايةً عن فترةٍ زمنيةٍ

 عن قصةِ الجوعى الذين تعلقوا بالوهم 

واتخذَتْ طيورُ البومِ أمكنةً تراقبُ مَنْ 

يجوبُ الحيَّ ليلًا في الجحورِ فراخُها 

تزدادُ ريشًا لامعًا يكفي لتُنْسَجَ قصةٌ 

أخرى ورغباتٌ لناسٍ آخرينْ.

الأربعاء ٢٧/٤/٢٠٣٣

ثقوبُ الريشِ والظلْ

الخميس، 22 يوليو 2021

طاووس


طاووس
شعر: علاء نعيم الغول 
وقالَ لهمْ 
سأجعلُ من حجارتكمْ مزارًا
 سوف أُدْهِشُ مَنْ يؤمُّ ديارَكمْ
 هاتوا صبايا كاعباتٍ ألبسوهنَّ
 الشفوفَ وقدِّموا لحمَ الطرائدِ لي
 ونادوا كي يُطافَ بموكبي فأنا
 المُفَوَّهُ والمُطاعُ وصاحبُ الرأي الرشيدِ
 نعمْ وأفعلُ ما أريدُ ولا تطيشُ سهامُ 
قوسي فاحذروني بالولاءِ تزاحموا
 في طاعتي فأردَّ عنكمْ مَنْ تُسوِّلُ
 نفسُهُ يومًا لهُ إيذاءَكمْ واستقبلوني 
فاتحًا ومبشِّرًا بالخيرِ والشعراءُ
 أينَ همُ لمدحي بُكْرَةً والمنشدونَ وناقراتُ 
الدفِّ حقًّا إنني الطاووسُ مَنْ يختالُ 
مثلي لا تثيروا ما بنفسي لاأريدُ الآن 
فتحَ شهيتي للشرِّ أكثرَ سوف أتركُ 
ريشةً مني تذكركم بأني راجعٌ
 لأقولَ ما قد كنتُ أنوي فعلهُ
 والظلُّ أصدقُ منشدٍ للشمسْ.
     الخميس ٢٨/٤/٢٠٣٣
ثقوب الريش والظل     














الأربعاء، 21 يوليو 2021

نورسة


نورسة
شعر: علاء نعيم الغول 

وكانوا يذبحونَ النارَ
 في قِدْرٍ عميقٍ ثمَّ يبتهلونَ 
يا دفءُ انتحرْنا كلُّنا شغفًا 
وضعفًا دبَّ في أوصالِنا بَرْدُ 
المناجاةِ التي فقدتْ شعورَ 
الروحِ بالصِّدْقِ المُشِعِّ 
متى سترفعُنا السماءُ تُحيلُنا زبَدًا
 على رملٍ تَعِبْنا وانتظرنا المخلصينَ
 تدافعتْ نياتُنا كالعيسِ نحو مياهها
 عطَشًا وفينا رغبةٌ للعيشِ هاتِفْنا
 رجاءً يا مُحِبُّ ويا مُجيبُ
 وحين ناموا جاءهم أَنْ جَمِّعوا
 ريشَ النوارسِ واقرأوا ما سوفَ
 يظهرُ في الغيومِ ولا تعودوا للبيوتِ 
مُحَمَّلينَ بوزركمْ هذا بيانٌ موجَزٌ 
ما زالتِ النارُ الذبيحةُ رؤيةً مفهومةً
 أَنْ كلُّ نورسةٍ تمرُّ قُبَيْلَ وجهِ الشمسِ 
تُسْقِطُ ريشةً فيها رسائلُ 
بعد وقتٍ ما سيُكشَفُ كلُّها حتمًا 
ستُكْشَفُ فجأةً.
الجمعة ٢٩/٤/٢٠٣٣
ثقوبُ الريشِ والظلْ    

الأحد، 11 يوليو 2021

الدرجة الأولى

الدرجة الأولى 

شعرعلاء نعيم الغول 


لتبدأ في الصعودِ إليَّ 

خُذْ نفَسًا عميقًا وانتظرْ حتى

 أشُدَّكَ من نياطِكَ لي فتدركَ وقتَها

 أنَّ المسيرَ  مسافةٌ وأنا البعيدُ 

تحيةٌ ليستْ بكافيةٍ تحرَّرْ أولًا مما

 يسوؤكَ من عُرَى ثوبٍ تبينَ لا يناسبُ

 رحلةً علويةً وإليَّ ترتفعُ الرؤوسُ 

أنا القمرْ 

ماذا تراني فاعلًا بالساهرينَ معي 

وقد أخذوا العهودَ أمامَ وجهي أنهمْ 

لنْ يُحْدِثوا أمرًا مريبًا في الطريقِ إليَّ 

هلْ فرَّغْتَ عينيكِ اللتينِ أراهما مما

 اقترفتَ مؤخرًا لا بدَّ من ذلكْ 

وغيرْ مفرداتِ الإبتهالِ فقدْ وجدتُ 

لكَ الكثيرَ من التجاوزِ في التوددِ

 والعباراتُ التي كررتَها في كلِّ شوقٍ 

لن تفيدَكَ هكذا ستكونُ مضطرًّا كثيرًا 

لاتخاذِ مواقفٍ مكفولةٍ لتكونَ عندي 

صادقًا ومؤيَّدًا منِّي بنوري 

في طريقكَ للخلاصْ.

الجمعة ٧/٥/٢٠٢١

على درج القمر




بيت من حجر

بيتٌ من حجَرْ

شعرعلاء نعيم الغول 


لم أشترطْ يومًا

 ولستُ أريدُ مما لي سوى

 دفءِ البقاءِ وأينَ كِتْفُ حبيبتي

 منِّي وليلي شارعٌ وأنا المسافرُ فيهِ 

وحدي ربما وحدي نبشتُ الشوقَ 

طرزتُ السماءَ بزخرفاتٍ من رسومٍ 

كنتُ أرسمها على رملِ الرصيفِ 

فقطْ لديَّ الآنَ نفسي تُشْتَهَى مَنْ 

يشتري مني فراغًا بالقليلِ من الصَّدَفْ

 ما شئتُ شيئًا في زماني لم أنلْهُ فقطْ 

أريدُ رهافةَ الرفرافِ لونَ القيقبِ 

المفتوحِ في تشرينَ شَعْرَكِ 

وهو يسحبُني إلى غُرَفِ السرورِ

 بعدتُ في الدنيا بعدتُ وشفتُ

 آخرَ ما يكونُ وعدتُ أبحثُ 

عن بداياتي معَكْ يا دُرَّتي في تاجِ

 هذي الروحِ ينجيكِ السماحُ

 من اختلافِ اللونِ في وجهِ الغمامةِ

 أنتِ لي وأنا إليكِ أعدُّ نفسي باسطًا 

فرَحي وعشبًا خلفَ بيتٍ من حجرْ.

الجمعة ٧/٥/٢٠٢١

على درجِ القمرْ




إستهلال

إستهلالْ

شعرعلاء نعيم الغول 


دعني أحبُّ ودَعْ لقلبي

 الفرصةَ الأخرى ودعني أستعدُّ 

لأنْ أكونَ مناسبًا فقد امتثلتُ لفكرةٍ 

نضجتْ على مهلٍ وصرتُ بلا ذنوبٍ 

أو شكوكٍ ربما صرتُ الأقلَّ توترًا 

ومشاغباتٍ صرتُ مقبولًا بما يكفي 

لمرآتي أراني واضحًا مستمتعًا بصفاءِ 

وجهي والسريرةِ مفعَمًا بعنايةٍ روحيةٍ 

متشبثًا بتأملاتٍ ليس فيها ما يُخيفُ 

وما يعيقُ النفسَ لا أخفي هوايَ 

هي الشفيفةُ وانتظاري قِبْلتي والبحثُ 

عن ذاتي الغنيةِ بي وعيناها صباحي 

المستعادُ وشهوتي للعيشِ أطولَ 

عندها تتوردُ النبتاتُ تمتلىءُ الحياضُ 

بنا وتشتعلُ الحياةُ تحرُّقًا شغفًا ونورًا 

يا معينَ الوامقِ الوجلانِ خذْ مني وعودي 

كلُّ ما فيَّ انعتاقٌ من جديدٍ خفقةٌ تكفي 

لتبدأ فكرةٌ أخرى معًا.

الخميس ٦/٥/٢٠٢١

على درجِ القمرْ




إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...