الخميس، 17 ديسمبر 2020

قبل النهار بنافدة

قبلَ النهارِ بنافذة
شعر: علاء نعيم الغول 

في الليلِ
 حين يكون هذا الليلُ أنتظرُ القمرْ 
دومًا وأنتظرُ المزاراتِ الأخيرةَ 
من طيوفٍ أستريحُ لها ويبقى 
النومُ أمنيةً مؤقتةً وتعرفُ أنني
 وحدي ألملمُ عن نوافذيَ
 الهواءَ وبعضَ أوراقِ المطرْ 
لا بدَّ من حبٍّ ليهدأَ كلُّ شيءٍ 
هكذا أستقبلُ الدنيا وقلبي غربةٌ
 مفتوحةٌ ستمرُّ منهُ إليَّ ننتظرُ السفَرْ 
كم ألفُ بابٍ خلْفَنا كم مرةً سنعيشُ
 كم نحتاجُ من وقتٍ لننسى ما تمَنَّيْنا
 وقلبُكَ ربما قلبٌ لنورسةٍ وقلبي علبةُ 
الكبريتِ واشتعلتْ نداءاتُ القدَرْ
 جرِّبْ معي ألَّا نفكرَ في تفاصيلِ
 الذي لم يكتملْ بيني وبينكَ 
لا نفكرَ في القلقْ 
سأكونُ أكثرَ جرأةً لو قلتَ لي 
كيف استطعتَ القفزَ عن ظلِّ 
الفراشةِ واستجبتَ لصوتيَ المسموعَ
 من خلفِ المسافةِ والزجاجِ المنكسِرْ.
الجمعة ١٨/١٢/٢٠٢٠
أشواق المدن وشوك المسافة

لحظة أخرى


لحظةٌ أخرى
شعر: علاء نعيم الغول 

ستُحِبُّني أم بعدَ عامٍ 
لن تجيبَ على سؤالٍ مثل هذا
 كيف يبدو الجوُّ عندكَ 
باردٌ هذا النهارُ وصامتٌ قلبي 
كقطٍّ نائمٍ لا بدَّ أنكَ هادىءٌ أيضًا 
تفكرُ في التخلصِ من رفاتِ النومِ مثلي
 كيف يمكننا امتصاصُ الذبذباتِ
 بدونِ رعشاتٍ تهزُّ أصابعي
 وعلى الشفاهِ تكلَّسَتْ حتى الحروفُ
 وفي السماءِ أرى ندوبًا من غيومٍ 
قد تكونُ بطيئةً في غيثها لكنني
 أحتاجُ منكَ لقصةٍ بيضاءَ تحملُني 
إليكَ مع الخيالِ إلى أعالي الريحِ 
والقممِ البعيدةِ والحياةُ رتيبةٌ جدًا
 بدونِ مغامراتٍ بيننا كلُّ الذي
 سيكونُ حتمًا لن يثيرَ تحفظاتِ 
النفسِ حولَ الوقتِ ترتيباتُ 
هذا القلبِ تكشفُ أنني لم أستطعْ 
تدوينَ ذاكرتي بما يكفي وأقبَلُ 
أَنْ تكونَ لنا محطتُنا هناكَ 
وحبن تصحو باكرًا.
الخميس ١٧/١٢/٢٠٢٠
أشواق المدن وشوك المسافة


أسئلة عن الوقت

أسئلةٌ عن الوقْت
شعر: علاء نعيم الغول 

سيكونُ وعدٌ 
والوعودُ تناسبُ الغرباءَ أيضًا
 هل تفكِّرُ في المواقيتِ التي تختارُنا 
لا بأسَ في أنْ نحتسي دفءَ المقاهي
 في الطريقِ إلى طريقٍ ربما تكفي
 لنختبرَ الذي في القلبِ
 كيف سنلتقي لو كان ينفعُ
 أنتَ مثلي لا تفكرُ في استباقِ
 الوقتِ فالأشياءُ تعرفُ ما عليها
 كم سيبلغُ عمرُنا بعدَ الشتاءِ 
وحيدةٌ أحلامُنا وغريبةٌ نياتُنا 
ويقولُ هذا البحرُ إنَّا أبعدُ
 العشاقِ عنهُ وفي الدقائقِ قبل
 أنْ نغفو نعيدُ الذكرياتِ بسرعةٍ
 ونحبُّها بطريقةٍ نختارُها 
وننامُ أسرعَ حين يرهقُنا الفراغُ 
وحين نصبحُ عرضةً لنهايةٍ أخرى 
تعالَ معي لنعبرَ غيمةً أخرى 
نَعَمْ سيكونُ أفضلَ لو تعلقنا معًا
 بفراشةٍ ماذا عليكَ لو استمعتَ 
اليومَ لي وتركتَني أختارُ أغنيةً
 تناسبُنا وتسحبُنا المسافةُ فجأةً.
الخميس ١٧/١٢/٢٠٢٠
أشواق المدن وشوك المسافة

شتاء أول

شتاءٌ أوَّلْ
شعر: علاء نعيم الغول 

ما مرةً كنا معًا
 لا أنتَ تعرفُني ولا حتى التقينا 
سوف نبقى هكذا بين المسافةِ
 والحكايةِ بين أوهامِ المكانِ ورحلةٍ
 مفتوحةٍ متواعدَيْنِ مع الحقيقةِ
 هاربَيْنِ من الوجوهِ كصافراتِ 
محطةٍ هربتْ بعيدًا بالحقائبِ 
لا وجودَ لنا مع الماضي
 فقط سأراكَ في هذي الحروفِ
 وأنتَ تسمعُني متى حاولتَ 
فتحَ النافذاتِ مع الصباحِ 
ولستُ أعرفُ ما إذا الوقتُ 
الذي يغتالُنا سيكونُ أفضلَ 
لو تقابلنا وإنكَ تستطيعُ الآنَ
 فهمَ علاقتي بتحولاتِ القلبِ 
في المدنِ البعيدةِ في بلادٍ أَنْكَرَتْنا 
في البدايةِ واختلفنا في النهايةِ 
مع ضمائرنا وماذا سوف تكتبُ 
حين تقرأُ وجهيَ المنحوتَ في هذا
 السكونِ وحين يدركُنا المساءُ 
نكونُ قدْ صرنا أشدَّ تعلقًا بغدٍ 
سيأتي واسعًا لنعيدَ فيهِ
 حديثَنا عن كل شيءْ.
الخميس ١٧/١٢/٢٠٢٠
أشواق المدن وشوك المسافة

الاثنين، 7 ديسمبر 2020

المشهد الثاني

(في تلك الأثناء والإله مردوخ ينظر من شرفته يرى في الأفق النسر يحمل الإله تليبينو غاضبا يعبر في الضبابِ وينفذُ من البرق ويقف على حافة الشرفة البيضاء قائلًا:)

أنا ارتضيتُ الجُّوعَ للجوعى
 وقد جاؤوكَ من كلِّ الفجاجِ 
توسَّلوكَ وجِئْتَ بي لأعيدَ في 
الأرحامِ ما فقدوهُ أجعلُ في 
سنابلهمْ رؤوسًا مُشْبَعَاتٍ كيف
 هذا يا إلهَ المعجزاتِ وقد نسوكَ
 ألا ترى أنِّي نصيرُكَ يومَ كانوا 
يعصرونَ الخمرَ وامتلأتْ من 
الترفِ النهودُ تآمروا واستُنْصِروا 
فتخاذلوا والآنَ ماذا تنتظرْ دعني
 أعودُ لكي أذيقَ صغارَهمْ
 ما ليس في حسبانهمْ فأنا 
بطانتُكَ التي توليكَ طاعتَها 
ونحنُ الدائمونَ وهمْ قريبًا 
يهلكونَ فقطْ سأجعلها ديارًا
 بلقعًا ينمو بها القصوانُ تملأها
 الحصى والشمسُ حقًّا لست 
مضطرًّا لهمْ يستمطرونَكَ هكذا
 من ذلةٍ لا خاشعينَ ولا تراهمْ 
مؤمنينَ بأنَّ ما قدَّمْتَ كانَ عطيةَ
 الربِّ الذي فتحَ السماءَ لهمْ 
وأنجاهمْ وظلوا في الغوايةِ سادرينْ.
الإثنين ٢٦/١٠/٢٠٢٠
رؤوس من ورق
٢. (ملاحظة: تليبينو إله المناخ والخصب عند الحوثيين)

المشهد الأول

(يظهرُ مردوخْ في شرفةِ معبدهِ وحيدًا ينظرُ في الإتجاهات البعيدة بعد أن وضعَ نظامًا جديدًا للعالم)


(المشهد الأول)

أنا مردوخْ 

أقيكمْ شرَّ أنفسكمْ بنفسي 

واهبُ النعماتِ والنقماتِ 

أعرفكمْ وأعرفُ من أنا ستكونُ

 أرضٌ ليس فيها مَنْ يغيرُ 

أو يُبَدِّلُ ما سَنَنْتُ وما أَسُنُّ 

وحيدُكمْ وجموعكمْ من فرَّ 

منكم واختفى أو عادَ عن غِيٍّ

 إليَّ أو اهتدى لكمُ الحياةُ 

مشيئةً مني أُطاعُ ولا أُطيعُ

 أخذتُ بالشرِّ الولاءَ تركتُ 

للضعفاءِ كلَّ الخيرِ فانتفعوا 

بهِ زلفى إليَّ كما نقمتُ عفوتُ 

فالتمسوا على بابي الرجاءَ

 أنا شفارُ سيوفكم وأنا الطرائدُ 

والسماءُ وزمهريرُ الليلِ والماءُ 

الذي يجري ورائحتي جلودكمُ 

التي نضجتْ على سفُّودِ ما شرَّعْتُ 

فاقتسموا بأمري كلَّ أمرٍ ليس يخفى

 ما ضمرتمْ فاقنعوا بالظلمِ 

يا من تسمعونَ أنا هنا والريحُ 

والخيراتُ جَلَّ إلهكم 

وعلا وخاب المرجِفونْ.

الأحد ٢٥/١٠/٢٠٢٠

رؤوس من ورقْ

١.(ملاحظة: مردوخ كبير الآلهة في بابل وقد كان المنافس الأوحد والأقوى للإلهة عشتار فى المدة من (2067 -2025) قبل الميلاد، ومع امتداد حجم مملكة بابل ازداد نفوذ (الاله مردوخ) الذى قفز إلى مرتبة العظمة أيضا وامتص نفوذ جميع الآلهة المحيطة بها فسلبها قوتها وحكمتها.)

تمهيد


(رؤوسُ من ورقْ)

مسرحية غير حوارية من مائة مشهد تدور في اللامكان واللازمان واللاتسلسل تقول كل شيء وتخفي كل شيء تحاكي زماننا وكل زمان هي نحن والسابقون ومن سيأتي فقط علينا أن نستقبل أنفسنا بين سطورها بدون ضجر أو خوف هي ملحمة البداية والنهايات جمال البدايات ورهبة النهاية ...


(تمهيد)

نحن الحقيقةُ والبقاءُ

 ونحن قلبُ الوردةِ الحمراءِ

 من شوقٍ سننمو من تصالحنا

 مع الدنيا سنبقى لا جنونَ ولا إساءاتٍ 

فقط في وردةٍ ننمو معًا في غابةٍ

 عطريةٍ بين الهدوءِ وملمسٍ 

لا يخدشُ الحناءَ أو ظهرَ الفراشةِ 

والتقينا هكذا لنكونَ أو لنظلَّ 

أقربَ للهواءِ وللفرحْ.

الصادقون يراهنون على القليلِ 

يراهن العشاقُ ما اسطاعوا على 

أوراقهم في الماءِ أو تحت الرمادِ 

وكلما فقد الرفاقُ تحيةً ضاعوا 

بدون ترددٍ فُقِدَ الكثيرُ ولم يعد 

في الحبرِ لونٌ للتحققِ من ملائمةِ

 الحروفِ لما نقولُ هي اعتباراتٌ 

نساهمُ في تبادلها لنعرفَ هل 

ستتسعُ الروايةُ للمزيدِ من الشخوصِ 

فقط لدينا فرصتانِ وليلةٌ.

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...