الأربعاء، 31 مارس 2021

وجع اللغة

وجع اللغة

شعرعلاء نعيم الغول 


(مفعول لأجله)

للبدءِ في التأويلِ جمَّعْتُ

 المعاني في سطورٍ بينها ما بين 

غزةَ والسماوةِ من أماكنَ أصبحتْ 

متروكةً للموتِ ثمَّ رفعتُها ليرى

 الجنودُ كم الذي قُتِلوا لهُ لا يستحقُّ

 الإنبهارَ بهِ ولا حتى البكاءَ عليهِ

 واستثنيتُ من هذا الحديثَ عن 

الإساءاتِ التي فتحت شهياتِ الذينَ 

يرونَ فينا فرصةً تُسْتَثْمَرُ الأحلامُ 

فيها مرةً أخرى ويَثْرَى البائعونْ.


(جملة اعتراضية)

ويتمُّ تدويرُ الطِّباعِ كسلعةٍ 

فقدتْ صلاحيَّاتِها وكذا المشاعرُ

 والتقاليدُ التي اهترأتْ وأفسَدَها 

الركودُ ونحن أيضًا عرضةٌ لملاحقاتٍ

 ربما تُنْهِي صلاحيَّاتِنا كمواطنينَ

 توقعوا أشياءَ تُوصلهمْ إلى البرِّ

 القريبِ من البحيرةِ فَلْنُزَوِّرْ يومَ 

مولدِنا وتاريخَ البلوغِ فقط علينا 

ما على الباقينَ في هذي المدينةِ 

من شعورٍ بالهبوطِ ومرةً 

بتهيجاتٍ في الرئةْ.


(مصدر مؤول)

قد سرَّني ما قالَ لي ظِلِّي

 وقالَ من الحكاياتِ الكثيرَ 

وكلها كشفتْ غشاءً واحدًا

 كشفتْ رعونةَ ما يدورُ وما 

انتهتْ أحوالُنا دومًا إليهِ مدينةٌ

 مشبوكةٌ بعُرَى القميصِ مدينتي 

صورٌ لها ما ليسَ يعرفهُ سوايَ

 فقدْ رسمتُ على الجدارِ علاقتي 

بالرملِ والرمانِ نافذتي وبابًا واسعًا

 ماولتُ موهُ الإنطلاقَ إلى فضاءٍ ما 

إلى عمْري الذي لا أعرفهْ.

الأحد ٢٨/٣/٢٠٢١

أصابع من خشب 

أيام وأيام

أيامٌ وأيامْ

شعرعلاء نعيم الغول 


(اليوم الأول)

أيامَ كنتُ مناسبًا لتقلباتِ العمْرِ 

كانَ البحرُ يشبهُ من بعيدٍ 

ربما ذاكَ السرابَ الأزرقَ الممتدَّ

 بين الحَرِّ والشفتينِ 

كنتُ على يقينٍ أنني لستُ 

الذي لا يقرأُ الخطواتِ كيفَ

 تصيرُ آثارًا كما طينُ العباداتِ 

القديمةِ في بلادٍ من هنا حتى أقاصي

 الريحِ أبدو الآن عاديًا كأفراخِ 

القطارسِ في شتاءٍ قارسٍ سأظلُّ 

أقرأُ فوقَ هاتيكَ الشواطىءِ رغبتي 

في أنْ أعيشَ مناسبًا في أن أحبَّ 

بدونِ علمِ الآخرينَ ورأيهمْ.


(اليوم الثاني)

أيامَ قالوا كلُّ مَنْ بلغَ الفطامَ 

سيصبحُ المَلِكَ المُفَدَّى صارَ للمدنِ 

الكثيرُ من الخنادقِ والبنادقِ صارتِ

 الأسوارُ عاليةً ولونُ الرملِ أحمرَ 

داكنًا وبغتْ على المدنِ الصغيرةِ 

طغمةٌ نشبتْ أظافرَها عميقًا في جلودِ 

الطيرِ والموتى وألواحِ الهواءِ وجاءَ

 نصفُ الأنبياءِ ليشهدوا أنَّ الذي

 بدأَ الحكايةَ كان يكذبُ كي يزيدَ

 النسلُ كي تزدادَ آمالُ القطيعِ 

ويكثرَ القتلى وتتسعَ المدنْ.


(اليوم الثالث)

أيامَ كانَ الحبُّ وردًا كنتِ 

أنتِ وكان وجهي واضحًا وكتبتُ 

أولَ ما كتبتُ على دفاترَ من رسائلَ

 لم تعدْ مقروءةً جربتُ أنْ أنسى 

وأهجرَ ذكرياتِ النومِ لكنْ لا سبيلَ

 إلى الهدوءِ بدونِ صوتكِ كانَ مَشْهَدُنا

 الأخيرُ معًا بياضًا مدهشًا كمفاجآتِ 

الإنتظارِ كفكرةٍ عبثيةٍ ملأتْ سكونَ 

الفِكْرِ إنكِ لي وإنا في المسافاتِ التي 

حتمًا بحبٍّ تقتربْ.

السبت ٢٧/٣/٢٠٢١

أصابع من خشب

صباح دافىء جدا

صباحٌ دافىء جدا

شعرعلاء نعيم الغول

 

(نعناع)

هل أنتَ مضطرٌ لهذا

 أيها النعناعُ كُنْ مثلي بسيطًا 

ليس مدعوَّا على حفلِ العَشاءِ 

وليس في نياتِكَ استخدامُ نفسِكَ 

في سبيلِ الجَمْعِ بين الأمسِ والآتي 

فقطْ سنكونُ أجملَ لا تفكِّرْ خارجَ 

الصندوقِ حتى لا تواجَهَ بالحقيقةِ 

مرتينِ ولا تُقسِّمْ نصفَ قلبِكَ بين 

مَنْ مرُّوا بدونِ تحيةٍ والغائبينَ بدونِ 

أَنْ يُزجوا رسائلَ ليسَ يعلمُ مَنْ أنا 

إلاكِ يا فرَحًا يحلقُ بي ويا دنيا

 تناسبُ ما تعودنا عليهِ معًا وأنتِ 

مسافتي والوقتْ.


(وعود)

و وعدتُ نفسي بالوعودِ جميعها 

ما مرةً جنَّبْتُها الأحلامَ دومًا أفتحُ 

الماضي وأبوابَ السماءِ كأنني حقًا 

أجيدُ الحبَّ في الزمنِ الرديءِ 

وليستِ الأشواقُ ضيقةً إلى حدِّ 

النكوصِ وقطعِ أوردةِ الخيالِ وإنها 

نفسي الجليلةُ رافَقَتْني في الدروبِ 

لطيفةً كانتْ وتُسْعِفُني متى مَنَّيْتُها 

هي غربتي والمنتدَى وعلاقتي بتغيراتِ 

الآخرينَ وما لدي من الوعودِ المُسْبَقَةْ.


(مكاشفة)

ورأيتُ في عينيكِ أَنِّي أقطَعُ الوادي 

على ظهرِ الفراشةِ كم طويلٌ شارعُ 

البحرِ المجاورِ للبساتينِ الغنيةِ 

بالهواءِ وكان في عينيكِ شوقٌ 

ناعمٌ كقطيفةٍ زرقاءَ كالصوتِ 

المناسبِ للهروبِ من المواقفِ

 بيننا فُرَصٌ نلاحقها قريبًا نستعيدُ

 بها الذي قد كانَ يمكنُ أنْ نعيدَ

 الوقتَ لو شئنا فقط نحتاجُ شيئًا 

من إرادتنا وفي قلبي حنينٌ بيننا

 في كلِّ شيءٍ منكْ.

السبت ٢٧/٣/٢٠٢١

أصابع من خشب

الجمعة، 26 مارس 2021

الإشارات الأولى


الإشارات الأولى
شعر: علاء نعيم الغول 

(سفر)
نتلَمَّسُ المدنَ البعيدةَ بالأصابعِ
 فوقَ أوراقٍ ملونةٍ نرى حتى الشوارعَ
 والبيوتَ وما وراءَ النهرِ نعرفُ كلَّ شيءٍ 
كلَّ شيءٍ يا رفيقي لن نضيعَ هناكَ 
نعرفُ مُسْبَقًا ما سوفَ نفعَلُ
 في المكانِ المُقْتَرَحْ 
نتلمَّسُ الأشياءَ يغوينا الشعورُ 
بأننا لطفاءُ حين نكونُ أبعدَ عن 
وجوهٍ رافقَتْنا كلَّ هذا الوقتِ
 حينَ نعودُ أنفسَنا ونبدأُ من جديدْ.
(غرق)
في البحرِ حين يكونُ هذا البحرُ ضحلًا
 أقرأُ الخوفَ الذي غلَبَ الشواطىءَ 
أذكرُ الغرقى وأولَّهمْ أنا
 في القاعِ ألفُ سفينةٍ أضحتْ ملاذًا
 للحكاياتِ التي ما مرةً صحَّتْ روايتُها
 وتأتيني النوارسُ وهي تحملُ في المناقيرِ
 الهواءَ وعندما تبتلُّ في الماءِ الخطى 
تمتصُّ أطرافُ الأصابعِ رغوةً فيها أنينُ الوقتِ
 مَنْ تركوا لنا هذا المكانَ وغادروا.
(مطر)
بعدَ المطرْ
 تأتي العصافيرُ الجميلةُ من وراءِ 
الغيمِ توقظني سريعًا
 كان يمكنُها التأكدُ أولًا من رغبتي
 في فتحِ نافذتي لها لكنها مأخوذةٌ بالحُبِّ 
ما من مرةٍ شُغِلَتْ بما ينتابُنا من غربةٍ 
مقصودةٍ وتساؤلاتٍ لا تفيدُ 
الآنَ رائحةُ الهواءِ مريحةٌ 
فيها هدوءٌ صادقٌ والنافذاتُ أخالها
 اتسعتْ لتختطفَ السماءَ من التثاؤبِ 
والمطرْ.
الجمعة ٢٦/٣/٢٠٢١
أصابع من خشب

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...