الجمعة، 26 مارس 2021

الإشارات الأولى


الإشارات الأولى
شعر: علاء نعيم الغول 

(سفر)
نتلَمَّسُ المدنَ البعيدةَ بالأصابعِ
 فوقَ أوراقٍ ملونةٍ نرى حتى الشوارعَ
 والبيوتَ وما وراءَ النهرِ نعرفُ كلَّ شيءٍ 
كلَّ شيءٍ يا رفيقي لن نضيعَ هناكَ 
نعرفُ مُسْبَقًا ما سوفَ نفعَلُ
 في المكانِ المُقْتَرَحْ 
نتلمَّسُ الأشياءَ يغوينا الشعورُ 
بأننا لطفاءُ حين نكونُ أبعدَ عن 
وجوهٍ رافقَتْنا كلَّ هذا الوقتِ
 حينَ نعودُ أنفسَنا ونبدأُ من جديدْ.
(غرق)
في البحرِ حين يكونُ هذا البحرُ ضحلًا
 أقرأُ الخوفَ الذي غلَبَ الشواطىءَ 
أذكرُ الغرقى وأولَّهمْ أنا
 في القاعِ ألفُ سفينةٍ أضحتْ ملاذًا
 للحكاياتِ التي ما مرةً صحَّتْ روايتُها
 وتأتيني النوارسُ وهي تحملُ في المناقيرِ
 الهواءَ وعندما تبتلُّ في الماءِ الخطى 
تمتصُّ أطرافُ الأصابعِ رغوةً فيها أنينُ الوقتِ
 مَنْ تركوا لنا هذا المكانَ وغادروا.
(مطر)
بعدَ المطرْ
 تأتي العصافيرُ الجميلةُ من وراءِ 
الغيمِ توقظني سريعًا
 كان يمكنُها التأكدُ أولًا من رغبتي
 في فتحِ نافذتي لها لكنها مأخوذةٌ بالحُبِّ 
ما من مرةٍ شُغِلَتْ بما ينتابُنا من غربةٍ 
مقصودةٍ وتساؤلاتٍ لا تفيدُ 
الآنَ رائحةُ الهواءِ مريحةٌ 
فيها هدوءٌ صادقٌ والنافذاتُ أخالها
 اتسعتْ لتختطفَ السماءَ من التثاؤبِ 
والمطرْ.
الجمعة ٢٦/٣/٢٠٢١
أصابع من خشب

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...