الأحد، 31 يوليو 2022

ما زال نوم بيننا


ما زال نومٌ بيننا
شعر: علاء نعيم الغول 

في النومِ ألفُ هناكَ
 ألفُ حكايةٍ ومخابىءُ الأحلامِ 
والنياتِ أوسعُ عالمٍ أيضًا هناكَ 
وأضيقُ الغرفِ المضيئةِ ألفُ معترَكٍ
 هناكَ بلا انتصاراتٍ تشرفنا وتُرجِعُ
 بلدةً نُهِبَتْ وأوطانًا لنا سُلِبَتْ
 فقط في النومِ أذكارُ الهروبِ وخدعةُ
 العقلِ المراوغِ والضعيفِ وبعضُ واحاتٍ
 لمن تعبوا على درجِ الصعودِ إلى ثقوبِ 
النومِ ماذا لو عرفنا أنَّ خيلًا تُمتَطَى
 في النومِ تشبهُ قفزةً عن حفرةٍ مملوءةٍ
 بالماءِ في صحوٍ نظيفٍ
 حين تفترقُ الشفاهُ ولم يعدْ حُبٌّ 
وتصحو بعد عامٍ ما ونصفٍ من ثنايا
 النومِ تنفضُ عن رموشكَ ما تراكمَ
 من ندى لترى طريقًا قد تغيرَ
 ما الذي سيقالُ في هذي السطورِ
 عن الحقيقةِ والخيالِ عن الوعودِ وما ترتبَ
 بعدها هذا ويبقى نومُنا متقطعًا وندوبُنا
 محفورةً في الوجهِ واضحةً وهذا الحبُّ
 بيتُ النملِ ثقبٌ واحدٌ يكفي لتخرجَ منهُ
 تدخلَ فيه ليس يعيبنا أنا فرائسُ هذه
 الأحلامِ لذتها التي تمتصنا حتى 
إذا صرنا على بابِ الحقيقةِ ننتهي وعيوننا 
مفتوحةٌ في السقفِ مفتوحٌ كتابُ النائمِ
 المدفونُ بين جزيرتينِ تعالَ نقرأُ منهُ ما قد كانَ
 يومَ أتى النهارُ وحين جاء الليلُ كيفَ تمكنَ
 الموتى من الهربِ الأكيدِ وتابعَ الأحياءُ 
رحلتَهم إلى ما خلفَ وادي الريحِ 
أما الآنَ فاسمحْ لي بتذييلِ الكتابِ
 بأنَّ ما قد جاءَ فيهِ تأملاتي
 في الظهيرةِ في ظلالِ الزنزلختْ.
الإثنين ١/٨/٢٠٢٢
كتابُ النائمْ  


السبت، 30 يوليو 2022

آخر صهوات الماء



آخر صهواتِ الماءْ
شعر: علاء نعيم الغول 

في النومِ نُعطى كلَّ شيءٍ
 كلَّ ما نحتاجهُ ونريدُ 
نرتعُ في جنانٍ عرضها ما شئتَ
 من ترفٍ وما عيناكَ أبصرتاهُ
 من بحرٍ وسهلٍ 
ليس يبقى في خزائنهِ لنا ما
 يُشتهى إلا وصار لنا متاحًا
 غير أنا حين نصحو لا نرى معنا من
 البذخِ الذي عشناهُ في ذاكَ الأثيرِ
 سوى الذي نجنيهِ من صورِ المرايا الواسعاتِ
 وهكذا الدنيا نغادرها بلا شيءٍ 
وبين الحلمِ والدنيا اتفاقٌ مسبَقٌ 
ألا نغادرَ حاملينَ سوى ما مرةً جئنا بهِ 
هي شهقةٌ تأتي بنا وتعيدُنا
 في النومِ كُلْ ما طابَ واشربْ ما يلذُّ 
وعانقِ البيضَ الحسانَ وعشْ زمانًا 
لا تُحاسَبُ ما فعلتَ عليهِ
 واكتبْ بعد ذلكَ ما رأيتَ وما فعلتَ
 ولا عليكَ إذا نسيتَ مجددًا.
السبت ٣٠/٧/٢٠٢٢
كتابُ النائمْ  

 


الجمعة، 29 يوليو 2022

مفاجآت في السرد



مفاجآتٌ في السردْ
شعر: علاء نعيم الغول 

في النومِ أنبشُ في الهواءِ 
وأحرثُ الريحَ العميقةَ أجمعُ الصدفَ
 الملونَ من عيونِ الطيرِ أسحبُ
 ظلَّ صاريةٍ من الموجِ المعلقِ في 
السخونةِ هكذا بيدي أمشطُ شعرَ
 أولِ مرأةٍ ستموتُ أيضًا في الشتاءِ
 وأحتسي عرقَ الظباءِ على سفوحٍ 
أجهدتها الشمسُ أصنعُ قبةً ثلجيةً
 للصيفِ ثمَّ تذوبُ في وهجِ العناقِ
 على سريرٍ لا يلامسُ زعفرانَ الأرضِ
 أغرسُ في شقوقِ اللونِ شتلاتٍ
 ستصبحُ زرقةً للغيمِ في تشرينَ
 تطرحُ شهوةً تكفي لقشرِ الخوخِ
 كي أقتاتَ منهُ على الطريقِ إلى
 مزاراتِ الفَراشِ إلى جذورِ الصوتِ
 في مزمارِ راعيةٍ هناكَ أتتْ من الماضي
 ومن فرحٍ قديمٍ في مكانٍ
 لا يُرى في النومْ.
الجمعة ٢٩/٧/٢٠٢٢
كتابُ النائمْ  


الخميس، 28 يوليو 2022

تقسيمات أخرى


تقسيمات أخرى
شعر: علاء نعيم الغول 

في النومِ أولُ جرأةٍ حدثتْ
 ويحدثُ أنْ نكونَ ضحيةً من
 أي نوعٍ ليس مطلوبًا من الموتى 
التحررَ قد ترتبَ أمرُهمْ في 
اللاوجودِ الآنَ فاقتطفي لقلبكِ
 وردةً أخرى ولي أنْ أملأَ الكأسَ 
الكبيرةَ بالنبيذِ وأكتبَ الجزأَ الأخيرَ
 من الحكايةِ في هدوءٍ عند نافذتي
 الصغيرةِ هكذا أو ربما وأنا أقلبُ
 باحثًا عن لوحةٍ للحبِّ والغرفُ الكبيرةُ
 دائمًا سفَرٌ وشيءٌ يستحقُّ الإنتباهَ لهُ
 وفي عينيكِ تتضحُ المسافةُ من جديدٍ 
أشتهي أن نأخذَ الدنيا ونهربَ
 خلفَ نهرٍ ما بعيدًا حيثُ تقتربُ السماءُ
 من الشفاهِ وتصبحُ الشمسُ الكبيرةُ 
موعدًا بين الظهيرةِ والضحى
 وأنا أفكرُ فيكِ معترفًا بأني فجأةً
 أحتاجُ نومًا كافيًا.
الخميس ٢٨/٧/٢٠٢٢
كتابُ النائمْ  


الأربعاء، 27 يوليو 2022

أزمنة مختلفة


أزمنة مختلفة
شعر: علاء نعيم الغول 

في النومِ ننزلُ من على سطحِ
 البنايةِ دونما صوتٍ ونهربُ خلسةً
 والنائمونَ حقيقةً لن يعرفوا
 ماذا فعلنا كلُّ ما في النومِ
 يبقى صالحًا لحكايةٍ لا ندعي
 فيها الرعونةَ والتقى لا نستطيعُ 
البتَّ في أحداثها حتى الشخوصُ 
علامةٌ مرسومةٌ بين الخيالِ ورغبةٍ
 في أن يكونوا مثلنا متحررينَ
 من الفراغِ ومن دوائرَ كلها
 وهمٌ وصمتٌ هكذا في النومِ نصبحُ 
فكرةً مغسولةً من أيِّ تأويلٍ ونسبحُ 
في أثيرٍ ليس مربوطًا بقلبٍ نابضٍ
 رئةٍ تحاولُ أنْ تظلَّ بدونِ وخزٍ مؤلمٍ 
جهةَ اليسارِ هي الحقيقةُ لا يغيرها 
الفضولُ ولا يناسبها التكيفُ مع وجودٍ
 غير معروفٍ ويبقى النومُ تجربةً 
مكررةً ولغزًا من زمانٍ مختلفْ.
الأربعاء ٢٧/٧/٢٠٢٢
كتابُ النائمْ 


الأحد، 24 يوليو 2022

صورة نمطية



صورة نمطية

شعر: علاء نعيم الغول

في النوم أحسبني وحيدا
 أشتهي حقا بقائي كل هذا 
الوقت وحدي بين نفسي والشعور
 بأنني أحتاج وقتًا كافيًا لأعيشَ
 هذا الحلمَ مفتونًا بلونِ الصمتِ في
 عينيَّ لونِ الرملِ وهو يضيىءُ في وهجِ
 الظهيرةِ صامتًا كهواءِ تموزَ المعلقِ
 في خوافي النورساتِ ودائمًا وحدي
 أصيدُ فراشتين على الطريقِ وأرسمُ
 الدراقَ ممتلئًا بحمرتهِ الشهيةِ تاركًا
 دومًا لنفسي الأمنياتِ بكلِّ ما فيها
 من الصدقِ القديمِ حبيبتي في النومِ
 عاداتٌ تناسبنا معًا سنحبها ببراءةٍ
 نمطيةٍ وتوقعاتٍ غير واسعةٍ ويبدو النومُ 
ساعاتٍ وعمرًا بيننا كفراشتين على
 غصَينٍ في مكانٍ ما وفي الماضي
 الذي في القلبِ والجملِ التي لا تنتهي.

الأحد ٢٤/٧/٢٠٢٢

كتاب النائم


الأربعاء، 20 يوليو 2022

قبعة الناسك


قبعة الناسك
شعر: علاء نعيم الغول 

ويأتي من وراءِ الليلِ معتمرًا 
بريقًا واسعًا من لونِ نارٍ بين أشجارٍ
 مُصابًا باختناقاتِ الصعودِ إلى
 أعالي الوَجْدِ منقسمًا على رغباتهِ
 في أَنْ يكونَ صريعَ شهواتٍ تقودُ
 إلى نهاياتٍ ترتبُ نفسَها لتأوهاتِ 
النفسِ بين الليلِ والليلِ الذي يبتزُّ
 لونَ الجلدِ بالضوءِ المفاجىءِ بالتعرقِ
 بعد هزاتِ الهواءِ على سريرٍ طافحٍ بالعطرِ
 رعشاتِ الستائرِ في ثنايا الصوتِ 
في ذاكَ السكونِ المستباحِ يجيءُ ناسكُنا
 القديمُ ليحتسي كأسًا لعِنَّابٍ تخمَّرَ
 في شفاهٍ أطلَقتْ ورَعَ الرضا عذبًا 
يسيلُ كما الدماءُ على مذابحِ معبدٍ
 فتحَ المصاريعَ القويةَ للقرابينِ الشهيةِ
 لاهثًا كي تنتهي في العينِ حَيْرَتُها
 وفي القلبِ التمسكُ بالمدينةِ وهي تَخْفَقُ 
كلَّ يومٍ في الهروبِ مع النوافذِ من بيوتٍ
 لم تعدْ أسرارُها سِرًّا وعرَّتْها السماءُ على
 الطريقِ وقبعاتُ القشِّ ألوانٌ بحجمِ الشمسِ
 والشوفانِ لونِ البرتقالةِ والصناديقِ الغنيةِ
 بالثيابِ المزهراتِ وأنتِ تغتسلينَ مثلي
 بين جدرانٍ مقطعةٍ كما الأناناسُ في 
طبقٍ يشدُّ مذاقُهُ فينا ارتخاءَاتِ الأصابعِ 
ثمَّ نرجعُ للتسامي مرةً أخرى على همساتِ
 ما يُروَى نرددُ جملةً صوفيةً لا وِزْرَ فيها
 لا تُحَمِّلُنا ضميرًا مرهَقًا بالذنبِ نحنُ نفيضُ
 من أرواحنا ونذوبُ في نياتِنا البيضاءِ 
نبحثُ في تفاصيلِ اللقاءِ عن الثقوبِ المرمريةِ
 وهي تلمعُ حولنا وندورُ في فلكٍ عجيبٍ
 من هدوءٍ نازفٍ بالمسْكِ طَيَّبَ بالرياحينِ المساءَ
 وصارَ فينا شهقةً محمومةً ويدقُّ بابَ
 الصومعاتِ الناسكُ الآتي بسمرتهِ 
العميقةِ مُشْهِرًا أسماءهُ في رقعةٍ جلديةٍ 
خُطَّتْ بنورٍ باليراعاتِ الفتيةٍ في أيادٍ أتقنَتْ
 معنى الشعورِ بنشوةٍ مفتوحةٍ حتى 
جذورِ البوحِ حتى القُبلةِ الملأى بناياتٍ من
 الريحِ التي سكنتْ مغاويرَ الخيالِ 
وألهبتْ جمرَ التشوقِ في ليالي الصيفِ 
عاريةٌ حبيبتي الحقيقةُ هكذا في العُرْيِ
 يكتسبُ المكانُ قداسةَ الأفكارِ حين تكونُ
 جامحةً وناضجةً كنهدٍ مثل رأسِ القطِّ 
منغمسًا بماءِ الوردِ معلولًا بشهدٍ يشبهُ 
الراحَ التي ذهبتْ قديمًا بالعقولِ هي المدينةُ
 من قريبٍ تشبهُ اليعسوبَ وهو يطيرُ
 في سربٍ طويلٍ للبحيرةِ إذْ هناكَ يعادُ فهمُ 
الوقتِ تُنتَزَعُ المرايا من وجوهِ الغائبينَ تُعادُ واضحةً
 إلى جدرانها ليموتَ فيها الآخرونَ وهكذا 
ما زالَ يطرقُ رأسهُ بالبابِ مكتسبًا
 تماسكهُ العنيدَ من اشتهاءٍ يأكلُ الحلوى 
الطريةَ من أماكنها اللذيذةِ 
ناسكُ الأحلامِ يأتي دائمًا في الصحوِ
 مختالًا بقبعةٍ تجرأَ تحتها بالقولِ 
إنَّ الماءَ يدعو الماءَ دفءَ الجلدِ
 ينبضُ في غرائزَ أيقنتْ معنى البقاءِ
 بلا حدودٍ في شرايينِ الحقيقةِ 
لا هروبَ حبيبتي من فكرةِ النارِ التي 
فينا وجذواتِ التعلقِ واشتهاءاتٍ مثلما 
ثمرٌ على شجرٍ سَقَتْهُ النشوةُ الأولى
 وغذتْهُ الطبيعةُ بالفضولِ ولا يزالُ القلبُ
 يرغبُ في الصعودِ إلى شفاهِ الحلمِ
 يرتشفُ الصفاءَ من المصباتِ
 التي تركتْ سبيلَ النهرِ يجري فائضًا 
حتى إذا صرنا على طرفِ الجنونِ تمزقتْ
 فينا العروقُ وهاجتِ الرؤيا لتدفعَنا 
لنعرقَ في أسرَّتِنا الطريةِ والشبيهةِ باللحاءِ
 تسيلُ منهُ عصارةُ التينِ الغزيرةُ 
ناسكٌ مصباحُهُ فتحَ الظلامَ وبددَ الخوفَ
 الذي بدأتْ بهِ الدنيا وسيقانُ الهوى
 مفتوحةٌ للبحرِ للعشبِ المملَّحِ إننا موجُ
 النهارِ ورغوةٌ مسكونةٌ بتخيلاتٍ لا تفارقنا
 وتنهشنا على مرأى من الطينِ الذي
 سمعَ النداءَ وقالَ لستُ بمنكرٍ أني غوايتُكمْ
 وأني فاتحُ اللذاتِ حاديكم إلى بلدِ المسراتِ
 الوحيدِ فقطْ لديكم فرصةٌ للعيشِ
 للتحليقِ في أَثَرِ الفَراشِ وفوقَ تلاتِ
 الحياةِ حبيبتي هيَّا نعُدُّ لآلىءَ الوقتِ
 الذي نرجوهُ نجعلها لنا سمطا يطوقُ
 جِيدَ ليلتنا الطويلةِ واللقاءُ هناكَ ليس هناكَ
 حيثُ نرى البدايةَ من جديدٍ ليس يمنعنا
 من التغييرُ خوفٌ أو مكانٌ لا يزالُ الناسكُ
 الرعويُّ يذرعُ ما تبقى من مسافاتِ 
الندى مستبسلًا حتى يرى الضوءَ البعيدَ
 ويمسحَ العرقَ الذي ينتابهُ من بعدِ ما يجتازُ 
هاتيكَ المسافةِ تاركًا وجعَ التوددِ والتقربِ
 عند بابٍ قيلَ عنهُ المانعَ الحامي 
وترتكبُ المدينةُ كلَّ يومٍ ألفَ مجزرةٍ
 وتخنقنا بما فيها من التسويفِ والعجزِ
 المقيمِ حبيبتي ستقودنا الأحلامُ يومًا
 للطريقِ وتنتهي كل العذاباتِ البعيدةِ
 قابليني خلفَ ذاكَ النهرِ عند محطةٍ
 شهدتْ هروبَ الوقتِ منها واتركي نصف
 الحقائبِ للمقاعدِ كي ندونَ ذكرياتِ الحبِّ
 في سحبِ الطيورِ وفي مناديلِ النساءِ الملهَماتِ
 الموقناتِ بسحرِ ما في الجلدِ رمقٍ يعيدُ حياةَ
 ليلاتٍ طوالٍ جرَّدَتْكَ النارُ مما فيكَ من نزقٍ
 وأعطتكَ اشتعالَكَ وارفًا كالظلّ فيكَ فلا عليكَ
 إذا انتشيتَ وكان وجهُ الليلِ منطفئًا
 وكانَ الصوتُ يُضمرُ رغبةً تكفي لتجعلَ
 منكَ صهواتٍ مجنحةً تحلقُ في نهاياتِ 
الرحيقِ وتلتقي بالعالمِ العلويِّ بين الروحِ 
والجسدِ الطهورِ حبيبتي عنقاءُ هذا الليلِ
 شاحبةٌ ويذكيها الرمادُ كما الصقيعُ يمسُّ 
جلدًا دافئًا والنارُ باردةٌ إذا فترَ الحنينُ إذا 
الوسادةُ أسلمتْ لمساتها للنومِ يَا هذا المدى
 فينا لماذا أنتَ تركضُ في ملامحنا وتنسانا 
على هذي السفوحِ فلا نرى ما قد كتبنا في 
رسائلَ بيننا ويجيءُ ذاكَ الناسكُ المحجوبُ 
في عزمِ الدخانِ وينفثُ الرغباتِ صاعدةً
 كما تلك الفقاعةُ في سماءِ الجذبِ والشجبِ 
المُلِحِّ تصاعدي أنفاسَنا واستبشري بالراحةِ
 الكبرى تباركَ ليلُنا وتنازلتْ فينا الأماني
 بعد هذا كله ونزلتِ في قلبي سريعًا أحتويكِ
 بقبلةٍ وتلهفٍ يستوجبُ التمييزَ بين
 السُّكْرِ والصحوِ المزينِ باللهاثِ على 
مضاجعَ أورقتْ في نرجساتٍ لا تحاسبنا 
على شيءٍ ولا تشكو من الفزعِ الكثيفِ 
على مداخلِ ليلةٍ شهقتْ عميقًا ثم أعمقَ 
إننا نصطفُّ منذُ غدٍ على عتباتِ بابِ الناسكِ
 المشمولِ بالخيراتِ والدعواتِ نرجو منهُ
 ألا يرتخي في عزمهِ عند التقاءِ الجمرِ 
بالثلجِ المضرجِ بالخطى والبحثِ عما 
يستعيدُ الروحَ والنشواتِ هاتيكَ الحياةُ 
حياتُنا والعمرُ ورداتٌ ملونةٌ وقطراتٌ من العنابِ
 في الصيفِ الطويلِ تبلُّ ريقًا ناشفًا 
يقتصُّ من ذاكَ اللهاثِ المرِّ عند مصبِّ 
نهرٍ دافقٍ والأمرُ متروكٌ لهاتيكَ المدينةِ حيثُ 
تعرفُ مَنْ تلاحقهُ ومَنْ لها في بيتهِ ليلٌ قصيرٌ
 تعرفُ الماضي وأطرافَ الحكايةِ وحدها 
تستنزلُ الرغباتِ تلقيها على بابِ الهواءِ 
لمن يمرُّ ومَنْ لديهِ شجاعةُ الدوريِّ في فتقِ 
الصباحِ ونشرِ أصواتِ التأملِ في فِناءِ 
الروحِ يا هذا المكانُ عليكَ أنفاسُ الأسرَّةِ
 قد تناثرتِ الرؤى والقبعاتُ وسافرتْ تلكَ الجموعُ
 إليكَ ناسكَنا المقيمَ هناكَ حيث هناكَ من راحوا
 ومن قعدوا على درجِ الحكايةِ سادرينَ وغافلينَ
 حبيبتي ليديكِ هذا الملمسُ السريُّ رائحةُ 
الخزامى دائمًا وأراكِ في قلبي وبين الغيمِ والنوارِ 
حاملةً صناديقَ البخورِ وصورةً مملوءةً بالبحرِ
 والغرفِ المضيئةِ فاقبلي هذا الجنونَ 
معي هناكَ ولن نضلَّ وقد تلاقينا على مهلٍ
 وجئنا من طريقِ الناسكِ المخبوءِ تحتَ القبعةْ.
الأربعاء ٢٠/٧/٢٠٢٢
فطام الناسكْ  

       

الجمعة، 15 يوليو 2022

إغتصاب



إغتصاب
شعر: علاء نعيم الغول 

في النومِ نُغْتَصَبُ اضطرارًا
 في الإرادةِ والملامحِ في مسرَّتِنا
 ولحظاتِ التألمِ ليس فينا وقتها 
التفكيرُ في إبطالِ دقاتِ البقاءِ
 هناكَ والقفزُ السريعُِ إلى عقاربِنا
 البطيئةِ أيها القلبُ الجسورُ فعلتَ 
ما لمْ نستطعْ في الصحوِ
 واستقبلتَ ما في النومِ من عرْضٍ
 هزيلٍ لا يساوي الإنتظارَ على الوسادةِ
 كي ننامَ وقد تركنا خلفنا ما ليسَ
 يُترَكُ ثم نتركُ بعدها ضوءَ الشموعِ
 على جدارٍ باردٍ 
في النومِ نَغتَصِبُ الهدوءَ من انقطاعِ 
الصمتِ في رأسٍ ثقيلٍ بين أستارٍ
 من الريحانِ والصوفِ النقيِّ 
وفي سماءِ الروحِ ترتصفُ المسافةُ
 بالصدى وبراءةِ الصفصافِ
 باللوزِ الذي ملأَ المدى
 لكنه لم يحترقْ.
السبت ١٨/٦/٢٠٢٢
كتابُ النائمْ 

    

الجمعة، 8 يوليو 2022

ثقوب في دوائر لا تُرى


ثقوب في دوائر لا تُرى
شعر: علاء نعيم الغول 

في النومِ لا نحتاجُ أكثرَ
 من دقائقَ كي نسافرَ في ثقوبٍ
 في عوالمَ ليس فيها ما عهدنا
 من حياةٍ كلها مكتوبةٌ برموزها
 والضوءِ نفنى في مجاهيلِ التقلبِ
 بينَ أحرفها بلا جدوى ولا تصلُ الحقيقةُ 
مطلقًا كيف السبيلُ إلى التخلصِ من
 براثنها وننعمُ في هدوءٍ مطلقٍ لا خوفَ
 فيهِ ولا قلقْ
 في النومِ تتسعُ الثقوبُ
 لنا وننفذُ في نعومتها الوثيرةِ نحوَ
 شيءٍ يُشتَهَى في الصحوِ نعرفُ
 أننا في الحلمِ نحزنُ وقتَها ونرى
 الحواجزَ من جديدٍ بل نرى وجع
 البقاءِ بلا بقاءٍ بل نرى كذب المرايا 
والصقيعَ على خطى لا بدَّ منها إننا
 أبدًا ندورُ وفي أماكننا سنبقى
 غير أنا لا نكفُّ عن المسيرْ.
الخميس ١٦/٦/٢٠٢٢
كتابُ النائمْ 


الخميس، 7 يوليو 2022

جفاف الشوك


جفاف الشوك
شعر: علاء نعيم الغول 

في النومِ كان النومُ ينشبُ
 في الرؤى أظفارهُ العمياءَ ينهشُ
 في الظنونِ وفي مدى العينينِ
 كان يثيرُ نقعًا في الخطى
 ويشدنا لحياضِ شوكٍ جفتِ
 الأحلامُ فيهِ وكان فعلًا قاسيًا ما 
مرةً كانَ اقترابُ النومِ منا موجعًا 
أو مؤلمًا ثارتْ حفيظتهُ وصرنا نستعدُّ
 لليلةٍ ليلاءَ صرنا نستجيرُ بكلِّ
 نجمٍ طالعٍ وبأي ضوءٍ مارقٍ
 زاغتْ عيونُ الحائرينَ كأننا في
 لحظةٍ سبقتْ تفاصيلَ القيامةِ 
ما الذي في النومِ يجعلُ كلَّ هذا ممكنًا
 كحقيقةٍ لا بدَّ منها والسلامُ على الذين
 تسللوا من تحتهِ وتسابقوا نحو الخلاصِ
 وفازَ من تركَ الطريقَ ولاذَ بالعشبِ
 الطريِّ وعَبَّ من ماءٍ نميرٍ
 إنها لحظاتُ نومٍ زائفٍ ومحيرٍ.
الأربعاء ١٥/٦/٢٠٢٢
كتابُ النائمْ    

الأربعاء، 6 يوليو 2022

مسافات ناعمة


مسافاتٌ ناعمة
شعر: علاء نعيم الغول 

في النومِ أبذلُ كلَّ ما عندي
 وقالتْ لي مدينتُنا الصغيرةُ إنَّ
 سورًا ما سيجعلها تحيطُ بنا جميعًا
 سوفَ يدفعُ ذكرياتِ البحرِ دومًا للوراءِ
 وصرتُ أفهمُ ما تحاولُ أنْ ترتبهُ المدينةُ
 بينما نحنُ الذين نحبُّ ما في التوتِ
 من صيفٍ وما في الصيفِ من
 أشياءَ باردةٍ وصافيةٍ وما بينَ المواسمِ
 من علاقاتٍ نمتْ واستأثرتْ بالريحِ
 في نومي مسافاتٌ من القطنِ الطريِّ
 أسيرُ منتعلًا نعومتَها ومتخذًا من
 الوقتِ انتصارًا واضحًا أني أفرقُ
 بينَ نفسي والذي أشتاقهُ
 بين الصداقاتِ القديمةِ والوعودِ كما
 قرأناها معًا في ليلةٍ قمريةٍ أو
 أمسياتٍ كلها تحتاجُ توقيعًا من 
الوردِ الذي كتبَ القصيدةَ من جديدْ.
الثلاثاء ١٤/٦/٢٠٢٢
كتابُ النائمْ  


الثلاثاء، 5 يوليو 2022

من غير زيادة أو قص


بدونِ زيادةٍ أو قَصْ
شعر: علاء نعيم الغول 

في النومِ أقصُدُ ما أقولُ
 ولا أفكرُ في استعاراتٍ تحمِّلُ مفرداتي
 غير ما أعنيهِ لا أبغي التلاعبَ بالحروفِ
 ولا مخارجها وأرغبُ في الوضوحِ 
كما المرايا مثلما الماءُ النقيُّ على شفاهِ
 بحيرةٍ تحتَ الصقيعِ لطالما حاولتُ
 تفسيرَ انطباعاتي عن الأشياءِ
 من غير اعتمادٍ لي على لغةٍ منمقةٍ
 وأفكارٍ مباغتةٍ فقط أحتاجُ توصيلَ 
الذي عندي كما أرجوهُ أَنْ يعطي
 انطباعًا واضحًا عني أنا المتروكُ بين
 المفرداتِ بدونِ قولبةٍ لها كم متعبٌ
 هذا التأني في اختيارِ عبارةٍ لا تحملُ
 التأويلَ تنقذني من التشويهِ تدفعني
 لأبقى قادرًا حقًا على تبليغِ قصدي دائمًا
 من غير تفكيرٍ يراودني عن المعنى
 الذي قد لا يصلْ.
الإثنين ١٣/٦/٢٠٢٢
كتابُ النائمْ

  

الاثنين، 4 يوليو 2022

نسيج ناعم جدا


نسيج ناعم جدا
شعر: علاء نعيم الغول 

في النومِ تجتمعُ العظاءةُ
 والذينَ تسللوا في جحرها والليلُ
 يجمعُ ما تيسرَ من بقايا الحرِّ
 والقلقِ المليءِ بمفرداتِ البحثِ
 عن شيءٍ مريحٍ ما الذي ستقولهُ
 للمُتْعَبينَ هناكَ ما الأمرُ الذي
 جعلَ الوصولَ إلى العظاءةِ مُلْزِمًا
 ومنافيًا لطبيعةِ الأشياءِ تنقلبُ
 الحقيقةُ في ثنايا الحلمِ تتخذُ
 الكنايةُ من دلالاتِ المكانِ تغيراتٍ
 لم تكنْ مقبولةً لكنَّ في هذا الوجودِ
 الحُرِّ لا تأتي الحقيقةُ بالهدوءِ
 ولا التصالحِ مع تفاصيلِ الخضوعِ
 لمعطياتِ النومِ كم في النومِ منْ صورٍ
 تُجَرِّمُنا وتنتهزُ اضطرابًا واضحًا
 بين البقاءِ ومغرياتِ الحلمِ بين الموتِ
 والدنيا البعيدةِ في خيوطٍ تنسجُ العبثَ
 الذي يفضي لهاتيكَ الحقيقةِ
 بالمعاني الواضحةْ.
الأحد ١٢/٦/٢٠٢٢
كتابُ النائمْ 


الأحد، 3 يوليو 2022

سماء والطواويس


سماءٌ والطواويسْ
شعر: علاء نعيم الغول 

في النومِ أولُ ما نراهُ من الخلودِ
 وما تسربَ في خدودِ شقائقِ النعمانِ
 من ماءٍ ونورٍ حُمْرَةٌ للعالمِ الوهميِّ
 والمخفيِّ أوزارُ الصباحِ تُرَى
 هناكَ وتنمحي أيضًا هنا وعلى
 يسارِ القلبِ بابٌ للسماءِ على يمينِ
 الروحِ ساحاتٌ بحجمِ علاقةِ النوارِ
 بالوروارِ في نومي الأخيرِ وجدتُ
 نفسي في سماءٍ من طيوبٍ
 بين ريشٍ والطواويسِ الكبيرةِ كانَ
 يحملني هواءٌ وانحنيتُ لكي أمرَّ 
من الشعيراتِ الطويلةِ
 في يدي قلمي وأكتبُ ما أرى
 ما كنتُ أعرفُ ما الذي يجري وأهدتني
 الطيورُ طريقها ونشيدَها وصعدتُ 
حتى لم يعدْ غيري هناكَ
 وفي السماءِ قرأتُ ما قد كان
 مني في حياتي الفانيةْ.
السبت ١١/٦/٢٠٢٢
كتابُ النائمْ  

 

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...