مسافة والظل يسمع جيدا

 مسافة والظل يسمع جيدًا

شعر: علاء نعيم الغول

لو عاد ظلكَ باهتا ماذا ستفعلُ

 ما الذي سيعودُ أسوأ في حياتكَ

 هل ستعزفُ ما عزفتَ مؤخرًا هل 

تستطيعُ الحبَّ أفضلَ كلما فكرتُ فيكَ

 أراكَ مضطرا لتغييرِ اتجاهاتِ الطريقِ

 لكي تلائمكَ المسافة من جديدٍ في الحياةِ

 توقعاتٌ ربما لا بد منها كلنا مستهدفون

 لغايةٍ محفورةٍ في الواقعِ المألوف

  في هذا التماهي مع ملامحنا وأشجارِ 

الطريقِ وهكذا ماذا تبقى كي

 نحاربَ مرتين وليس ينتصر

الكثيرُ فقط تسيرُ حكايةُ العشاقِ في

 لونِ الصباحِ كم التمسكُ بالحياةِ يسببُ

 الأرقَ الذي لا يكتفي بتنازلاتٍ لا تردُّ لنا الذي

 قد كان في نياتنا قبل الهجيرِ وبعدما

 هدأت تفاصيلُ الشتاءِ

 على بيوتٍ من خشبْ.

الثلاثاء 27/9/2022

رسائل لم تصل 

علامات عميقة جدا

علاماتٌ عميقةٌ جدا

شعر: علاء نعيم الغول 

في لحظةٍ في كلِّ شيءٍ

 في هواءٍ بيننا كنَّا نغيرُ في

 ملامحنا الكثيرَ من العلاماتِ العميقةِ

 نستردُّ من الشفاهِ تأوهاتٍ جاءَ

 فيها أَنَّ ما نبغيهِ من هذا الوجودِ يسرُّنا

 ويمدُّنا بالحبِّ ما نحتاجهُ من أغنياتِ

 الليلِ يسألُنا عن الماضي وما نهواهُ

 من هذا الغروبِ يردُّ فينا جذوةً فتحتْ

 مداراتِ الرحيلِ وأشعلتْ جدرانَ هذي

 الروحِ أعطتني مفاتيحَ الدخولِ إلى 

سهولِ الثلجِ للفرحِ القديمِ وبيننا كلُّ

 احتمالاتِ البقاءِ هنا متشبثَيْنِ 

برغبةٍ أخرى تساوي ألفَ بيتٍ

 من خيوطِ الصوفِ من عاجٍ يُطَعِّمُ 

شوقَ هاتيكَ الأَسِرَّةِ بالمودةِ في

 ليالي البردِ وهي تعيدُ في نياتِنا

 أسماءَنا واللحظةُ الأخرى ستملأُنا

 اختياراتٍ تناسبُنا لنحيا بين أنفسنا

 ونحيا من جديدٍ مرةً أو مرتينْ.

الإثنين ٢٦/٩/٢٠٢٢

رسائلُ لم تصلْ

 

مفردات قاسية

مفردات قاسية

شعر: علاء نعيم الغول 

لم تتضحْ بعدُ الحقيقةُ

 هكذا قال الكثيرُ ولا يزالُ العارفونَ

 يكررونَ الشيءَ أنفسَهمْ وما زالتْ

 عباراتُ التزلُّفِ والتخاذلِ تستفزُّ

 مشاعرِي جدًا عباراتٌ من الماضي

 ومن زمنِ التساقطِ والتهافتِ

 لا تزالُ تعيدُ أجواءَ الهزيمةِ

 كم نُسوِّفُ كم نقولُ سنستعيدُ

 وكم لدينا من نهاياتٍ بلا هدفٍ

 بداياتٍ بلا سببٍ فقط أيامُنا لم 

تختلفْ عما اعتقدنا والحقيقةُ لا تزالُ

 وراءَ لوحٍ من زجاجٍ معتمٍ لم تضحْ

 وأظنها ستظلُّ شاحبةً كوجهٍ

 خائفٍ كعلامةٍ مائيةٍ خلفَ الكلامِ

 وهكذا قالَ الكثيرُ ونستلذُّ بطعمِ 

هذا الإنهزامِ على طريقةِ مَنْ سبَقْ

 هل كلُّ من عاشوا قديما عايشوا

 هذا الشعورَ لربما هي سُنةٌ

 والوارثونَ يرددونَ ويتبعونْ.

السبت ٢٤/٩/٢٠٢٢

رسائلُ لم تصلْ

مساء ما وسر ما

مساءٌ ما وسرٌّ ما

شعر: علاء نعيم الغول 

في الحبِّ سرٌّ ما 

كلامٌ لا يزالُ يخالفُ المألوفَ

 يدفعُنا إلى الطرفِ البعيدِ 

ولا يزالُ الحبُّ يحملنا على تصديقِ

 أنا نادرونَ وليس يشبهُنا أحدْ

 ما زالَ يروينا بأوردةٍ عذابٍ

 من جنى الأحلامِ والشفتينِ

 من آمالِنا وعناقِ ليلٍ باردٍ

 ما زلتُ أقرأُ عنهُ حتى صرتُ نوعًا

 ما قريبًا من روافدهِ الطويلةِ في

 خفايا النفسِ والروحِ التي مُنِيَتْ

 بأقسى ما تقدمُهُ الهزائمُ وانتصاراتُ

 المسافةِ واعترافاتُ الضميرِ أمامَ 

مرآةِ المساءِ لربما في كلِّ هذا

 فرصةٌ لنرى الحياةَ بدونِ أنْ نحتاجَ

 للتأويلِ والتبريرِ كم هذا المكانُ يعاندُ

 الوقتَ السريعَ يقولُ لي في الحبِّ

 أسماءُ الشتاءِ وما تبقى

 من خريفٍ واسعٍ.

الأحد ٢٥/٩/٢٠٢٢

رسائلُ لم تصلْ    

إعتدال خريفي

إعتدال خريفي

شعر: علاء نعيم الغول 

بدأ الخريفُ

 بدأتُ في معنى الأثيرِ

 وقالَ أولُ عابرٍ بينَ الكرومِ

 لزهرِ هذا البرتقالِ حكايةٌ والبحرُ

 يشهدُ أنني خبَّأتُهُ يومًا وليلًا

 في قشورِ البرتقالةِ واعتصرتُ

 نبيذَهُ بين الظهيرةِ والضحى

 هدأَ الخريفُ على حدودِ الوقتِ 

وانتابَ الفؤادَ الحسُّ بالفرحِ البطيءِ

 تساوتِ الآن الدقائقُ بين ليلي والنهارِ

 وإنَّ أيلولَ اعتذارُ الصيفِ للرمَّانِ

 وهو يفيضُ بالنشوى ويجعلُني

 محقًا في التخلصِ من ضجيجِ 

الآخرينَ وظلَّ قلبي عامرًا بتوقعاتي صادقًا

 فيما حوى بيني وبين الحبِّ أسماءُ

 المواسمِ وانتهاكُ العُمْرِ للأحلامِ وهي

 تزيدُ في ترتيبها لمسافةٍ مرصوفةٍ بعنايةٍ

 حتى خريفٍ ليس يُعْرَفُ موعدهُ.

الجمعة ٢٣/٩/٢٠٢٢

رسائلُ لم تصلْ

   

صدى المنام ونورسة

صدى المنام ونورسةْ

شعر: علاء نعيم الغول 

لا يُستَعادُ من الذي أبدًا 

يُعادُ سوى الصدى لا ذكرياتَ 

مع التناوبِ بين لحظاتِ المنامِ 

وصحوةٍ ما مرةً جعلتْ نهاري كاملًا

 لا شيءَ يكمُلُ في المدينةِ والكتابةِ

 عن مشاعرنا وما آلتْ إليهِ الحالُ

 من حبٍّ ومن فزعٍ ومن خوفٍ على

 الآتي وأصبرُ دائمًا حتى يعودَ الماءُ 

في حوضِ البنفسجِ صافيًا حتى تفيقَ 

النورساتُ على ضجيجِ الموجِ في

 أيلولَ في هذا النهارِ وبين نفسي

 والتفاني فرصةٌ أخرى أرتبها بلا حرجٍ

 هنا إذ ليس ينقصني سوى أني هنا

 وهنا بعيدٌ عنكِ جدًّا سوفَ أفعلُ

 ما عليَّ لكي نكونَ معًا هناكَ معًا

 فصوتُ الموجِ في قلبي سيكبرُ  في

 الهدوءِ وينتهي في زحمةِ الأشياءِ

 في العبثِ الذي لا ينتهي.

الخميس ٢٢/٩/٢٠٢٢

رسائلُ لم تصلْ

  

في المنتصف

هواء المنتصف

شعر: علاء نعيم الغول 

في المنتصفْ 

في نصفِ زاويةٍ أنامُ

 أنامُ معتقدًا بأني سوفَ

 أحصي ما تبقى من نجومٍ

 ساطعاتٍ فوقَ بلدتنا الهزيلةِ

 لا أظنَّ سماءَنا ستكونُ صافيةً 

بما يكفي لهذا الليلِ ماذا في

 الهدوءِ سوى انهيارِ الصمتِ في

 اللاصوتِ ما تلكَ النجومُ اللامعاتُ

 هناكَ لستُ أظنها بيضاءَ ليستْ

 مثلما وصفوا قديمًا أنها حمراءُ

 ماتتْ قبلَ بدءِ الريحِ ماذا أبتغي 

من كلِّ هذا الإنعتاقِ ونصفُ زاويةٍ

 تنافسني على نفسي وصمتٍ

 في ثنايا الروحِ رأسي مثقلٌ بملوحةِ

 البحرِ الأخيرةِ كان يومًا قائظًا والبحرُ

 يأكلُ مفرداتِ الشمسِ والأحلامِ 

يجعلني أفكرُ مرةً أخرى

 بتركِ المنتصَفْ.

الأربعاء ٢١/٩/٢٠٢٢

رسائلُ لم تصلْ

  

فقير وأغنياء

فقير وأغنياءْ

شعر: علاء نعيم الغول 

في لحظةٍ نشتاقُ للدنيا

 وحين نفيقُ من هذا السباتِ

 نرى قبائلَ من فَرَاشٍ والطيورَ

 الجارحاتِ نرى منازلَ من بياضٍ

 والغيومَ السابحاتِ نرى الأماكنَ

 من بعيدٍ والعيونَ الفائضاتِ

 وكلما مرَّ الهواءُ بنا نرى أشياءَ

 أخرى لا نراها في المناماتِ

 الفقيرةِ والغنيُّ هو الذي امتلأتْ بهِ

 أحلامُهُ وتغيرتْ أفكارهُ حتى يعيشَ

 الحبَّ والدنيا وأفقرُ مَنْ أرى ذاكَ

 الذي لا ذكرياتَ لهُ وينسى أنهُ قد كانَ

 والدنيا سجلاتٌ مبعثرةٌ وأوراقٌ مذيلةٌ

 وأسماءٌ هنا وهناكَ والباقي من الدنيا

 علاقاتٌ مطرزةٌ برائحةِ المسافاتِ

 السحيقةِ في ثنايا الروحِ

 في ذاكَ المكانِ المستحيلِ

 ولحظةٌ أخرى تساوي ألفَ عامٍ

 من حياةٍ فارغةْ.

الثلاثاء ٢٠/٩/٢٠٢٢

رسائلُ لم تصلْ 

بعيدة هي الريح

بعيدةٌ هي الريح

شعر: علاء نعيم الغول

في البحرِ كانَ البحرُ

 يجمعُنا وكنا نستريحُ من

 الملوحةِ بالهواءِ وكنتِ تعترفينَ لي

 أنَّ السماءَ تمرُّ أجملَ فوقَ موجٍ

 ساخنٍ ما كنتُ أعرفُ ما الذي يعنيهِ

 لونُ البحرِ بين الفجرِ والفجرِ الذي

 يأتي ولستُ أريدُ من قلبي سوى 

بحرٍ صغيرٍ ليس يُغرِقُ لي قواربيَ

 الصغيرةَ ليسَ يُغرِقُني كما فعلتْ

 بي الموجاتُ في يومٍ بعيدٍ كان

 أبعدَ من بياضِ النورساتِ وصرتُ

 أنبشُ من بعيدٍ في مصيري

 والأغاني واستجبتُ لحبكِ الباقي

 هنا في مفرداتي والصدى وسحبتُ

 أنفاسي الطويلةَ من رذاذِ البيلسانةِ

 وارتعاشِ العطرِ في هذا الهواءِ

 حبيبتي ونسيتُ أني أستردُّ البحرَ

 من قلبي الذي يخفيكِ فيهِ محارةً

 تكفي لبحرٍ لا يجفْ.

الإثنين ١٩/٩/٢٠٢٢

رسائلُ لم تصلْ  

قريبة هي الشمس

قريبةٌ هي الشمسْ 

شعر: علاء نعيم الغول 

إذْ طيبٌ هذا الشعورُ 

بأنَّ لونَ الشمسِ يذهبُ للتغيرِ

 سوفَ أرسمها على وجهِ المغيبِ

 وفي سراديبِ الغيابِ لسوفَ أرفعها

 قليلًا كي يخفَّ الحرُّ عن هذي

 السطورِ لقدْ تعرَّقَ كلُّ حرفٍ في

 الكلامٍ من الذي ينتابني عند اقترابِ

 الليلِ يا شمسَ البدايةِ يا طريقَ

 النهرِ يا عطشَ الصنوبرِ للهواءِ

 وفرحةَ السروِ الطريةَ للطيورِ 

متى يكونُ لقاؤنا ومتى سأتخذُنا 

الحياةُ إلى جهاتِ الريحِ وهي تُعيدُ

 أصواتَ الذين استوقفونا مرةً

 في أولِ النفقِ الطويلِ لقد تلونتِ

 السماءُ بنورِ تلكَ الشمسِ

 واستمتعتُ أكثرَ بالوقوفِ على ضفافِ

 الزعفرانِ وخضرةِ الأحلامِ والشفقِ

 المضيءِ كما أحبْ.

الأحد ١٨/٩/٢٠٢٢

رسائلُ لم تصلْ

     

مناورات

مناوراتْ

شعر: علاء نعيم الغول 

وهذا الحبُّ

 قال الحبُّ شيئًا واختفي

 قال الحقيقةَ أم تهربَ ساحبًا

 أنفاسَنا سُحُبًا من الزفراتِ والآهاتِ

 محتميًا بنا وشجوننا متحيزًا دومًا

 ومنهارًا مرارًا فوقَ قبلاتِ الفراقِ

 وبين أوراقِ الحنينِ وجدتُهُ وقد اعتلى

 عرشًا على رأسِ الهواءِ تحيطهُ

 لذاتُهُ والشائكاتُ من القصائدِ

 والذينَ استبسلوا في أن يكونوا

 عاشقينَ على طريقتهم وكلٌّ يلبسُ 

البرَّاقَ حتى يلفتَ الأنظارَ كانَ هناكَ

 حبٌّ أم وجِدنا كي يكونَ وهكذا كُنَّاهُ

 وانتهتِ الأمورُ بأنْ تقسمتِ المشاعرُ

 بين من يعطي ومَنْ يُعطَى وصدقًا

 لا مجالَ لأنْ نغيرَ ما ترسخَ في شعائرنا

 وعاداتِ الهوى فقط اكتفت أسماؤه

 بالوردِ والصورِ الجميلةِ

 واكتفينا بالحنينْ.

السبت ١٧/٩/٢٠٢٢

 رسائلُ لم تصلْ

       

تقاطعات

تقاطعات

شعر: علاء نعيم الغول 

أنا البعيدُ 

أمِ الذي سكنَ الضلوعَ

 أمِ الذي اغتالَتْهُ أحلامُ الطفولةِ

 أم أنا وهمٌ تبددَ في رتابةِ

 ما نراهُ أمِ انتهاءُ الحبِّ في زمنِ

 الحروبِ لربما أنا ساعةٌ رقميةٌ

 محفورةٌ في رسغكِ الموشومِ بي

 أم كلُّ هذا أدعيهِ معللًا نفسي

 بشيءٍ قد يرطبُها لعلِّي لستُ غيرَ

 حكايةٍ مكتوبةٍ بتحسسٍ يكفي لتنهارَ

 الدموعُ للحظةٍ وتجفَّ بعدَ دقيقةٍ

 أم أنني ما زلتُ ذاكَ الوجهَ

 في طرقٍ مشيناها معًا 

ما زالَ يحملُ نصفَ ما يبقيهِ

 مألوفًا أنا الباقي أمامَ حدائقِ الماضي

 وأبوابِ الفصولِ أرتبُ الباقي من

 الباقي وأنشدُ ما اتفقنا أنْ يظلَّ لنا

 بعيدًا عن عيونٍ لا ترانا عن فضولِ 

العاذلينَ ومَنْ تقاطعَ مرةً معنا

 وكنا في طريقٍ ضيق جدًا.

الجمعة ١٦/٩/٢٠٢٢

رسائلُ لم تصلْ  

    

زهور متسلقة

زهورٌ متسلقةْ

شعر: علاء نعيم الغول 

تتألفُ الأوراقُ من وعدٍ يطيرُ

 ومن وعودٍ لا يغيرها اهتراءُ الوقتِ

 في جسدِ العقاربِ في حروفٍ

 من كتاباتٍ بلا معنى بلا سببٍ

 لهذا الإدعاءِ بأنني متورطٌ في قصةٍ

 حدثت قديمًا في مكانٍ ما وفي زمنٍ

 تسلقَ نفسهَ ليصيرَ سورًا يشبهُ

 اللبلابَ فوقَ نوافذِ الصمتِ القديمةِ

 في رسائلي التي تربو على الألفينِ

 لا أجدُ التي دونتُها مسترسلًا

 برتابةٍ حولَ الذين تساقطت منهم

 ضمائرهم على رمل المدينةِ وهو

 يبتلعُ القذائفَ والشظايا الغائراتِ 

جميعها في فكرة الموتِ التي رسمتْ

 تفاصيلَ البقاءِ هنا وفي الأوراقِ

 رائحةُ الأصابعِ والهواءِ ورِقَّةٌ جعلَتْ

 لها قلبًا فتيًّا نابضًا لتعيشَ

 أطولَ في ثنايا الذاكرةْ.

الأربعاء ١٤/٩/٢٠٢٢

 رسائلُ لم تصلْ

  

تجارب مؤجلة

تجاربُ مؤجلة

شعر: علاء نعيم الغول

جربتُ كم جربتُ

 صرتُ على شفا قلبي الصغيرِ

 زرعتُ مراتٍ قفارًا وانتظرتُ 

وصار لي وادٍ طويلٌ فيه طيرٌ

 بعضُ أكواخٍ موزعةٍ هنا وهناكَ

 يكفيني مكانٌ واحدٌ لأعيشَ فيهِ

 بريئةٌ نياتُ عصفوري الأخيرِ يزوروني

 في العامِ مراتٍ وينقلُ لي حكاياتِ

 النساءِ العائماتِ على البحيرةِ ناشراتِ

 الشَّعْرِ في شمسِ الصباحِ وحاملاتِ

 الوردِ في قُفَفٍ من القشِّ الرقيقِ ولمْ 

أجربْ بعدُ طعمِ النومِ في كهفٍ بعيدٍ 

صامتٍ ومعلقٍ في غيمةٍ مكشوفةٍ للبحرِ ما 

جربتُ أيضًا طعمَ أفراخِ النعامِ ولا نبيذَ 

البرتقالِ كتبتُ أكثرَ ما كتبتُ عن العلاقةِ

 بيننا منذُ التقينا في زمانٍ لم يكنْ

 يعني لنا شيئًا كما يعني لنا

 غدُنا وهذا اليومْ.

الثلاثاء ١٣/٩/٢٠٢٢

رسائلُ لم تصلْ

   

هناك

هناكْ

شعر: علاء نعيم الغول 

ما زلتُ أبحثُ عن هناكَ

 هناكَ تنتظرُ السماءُ خطاي

 كي تمتدَّ زرقتُها وفي قلبي هناكَ

 معارجُ الحبِّ الذي بدأَ اعترافًا 

أنَّ قلبي من هناكَ وقد كبرتُ

 ولا يزولُ هناكَ أو يُمحى 

سيبقى وشمَ وقتٍ ليس يكبرُ ليس

 يسبقني ولا حتى تخلَّفَ مرةً 

إني هناكَ الآنَ أبحثُ عنكِ

 أنسى كلَّ شيءٍ كي أراكِ هناكَ

 ليس يعودُ ما يمضي ولكنْ ليس

 مكتوبًا له أن ينتهي سنظلُّ ما

 عشنا هناكَ هناكَ نرسمهُ خيالًا

 واضحًا ذكرى مؤلفةً من الصورِ 

التي بقيتْ هناكَ وأنتِ لي كلِّي هناكَ

 مسافةٌ زرقاءُ باردةٌ وقلبي مرةً أخرى 

هناكَ يحيطُ بي من كلِّ صوتٍ دافىءٍ

 وهناكَ لي أشياءُ أعرفها وبعدَ غدٍ 

وصوتُ غدٍ هناكْ.

الإثنين ١٢/٩/٢٠٢٢

رسائلُ لم تصلْ 

    

إختلاف

إختلافْ

شعر: علاء نعيم الغول 

في كل يومٍ لي حديثٌ مختلفْ

 لا شيءَ يشبهُ ما فعلتُ مؤخرًا

 لا شيءَ يمكنُ أن يكونَ بديلَ شيءٍ

 عاجزٌ هذا الخيالُ عن التوقعِ

 عاجزٌ دومًا ويتركني لوحدي باهتًا 

كقصاصةٍ مبلولةٍ بالماءِ

 ليس لدي ما يُخشَى عليه الآنَ 

أما الآن أنتِ حكايتي وبدايةٌ أخرى

 مكانٌ في أقاصي اللونِ والدنيا

 وصوتٌ من وراءِ البحرِ والجبلِ الطويلِ

 وكلُّ يومٍ أنتِ لي هذا النهارُ المختلفْ

 وحدي أغامرُ في خطايَ وأعبرُ

 الوقتَ اقتداءً باليمامةِ وهي تهدلُ

 فوقَ نافذةٍ لبيتٍ ليس في هذي

 المدينةِ ليسَ مقفولًا أمامَ تأملاتي

 في الطريقِ إلى أعالي النفسِ

 وهي تقولُ لي إنَّ المسافةَ 

تستحقُّ الآنَ أغنيةً بلحنٍ مختلفْ.

الأحد ١١/٩/٢٠٢٢

رسائلُ لم تصلْ  

  

كلام في الغياب

كلامٌ في الغيابْ

شعر: علاء نعيم الغول 

في لحظةِ اللاشيءِ

 حين يصيرُ كلُّ الكونِ لونًا واحدًا

 لا صوتَ يأتي

 لا نهايةَ والبدايةُ لم تكنْ

  صمتٌ ويرتجفُ السكونُ كما اهتزازُ 

الرملِ من عطشٍ على ماءٍ يفاجئهُ

 وفي هذا الزحامِ مفاجآتٌ لا تقلُّ

 غرابةً عن لحظةِ اللاوعيِ حين تغيبُ

 في وهجِ البياضِ خطوطُ ما عشناهُ

 بين النومِ والصحوِ الهزيلِ

 وتختفي كلُّ التفاصيلِ التي التصقتْ بنا

 لا شيءَ مما نحنُ فيهِ مُعَوَّلٌ 

أبدًا عليهِ فقط ندورُ على عقاربَ

 غير مُنهَكَةٍ وينهكُنا انتظارٌ ما 

شعورٌ بالتغيرِ والترقبِ

 إننا غرقى الهواءِ محاصرونَ 

من الجهاتِ جميعها ونعيشُ في اللاشيءِ

 في هذا الضبابِ الغامقِ الممتدِّ 

منْ بابِ السماءِ إلى سماءٍ مثلها.

السبت ١٠/٩/٢٠٢٢

رسائلُ لم تصلْ    

رثاء د. محمد السحار

في رثاء صديقي د. محمد رجب السحار

توفي يوم الأحد ٤/٩/٢٠٢٢

شعر: علاء نعيم الغول 

ما أوسعَ الدنيا وأقسى لونها

 ونفرُّ منها كالطيورِ الجائعةْ

 لو كنتَ تعلمُ لالتقينا مرةً أخرى

 لنلقى نظرةً أخرى على أحلامِنا

 ونقولَ إنا العابرونَ من البنفسجِ والممراتِ

 الطويلةِ كنتَ لي طرفَ الغمامةِ وهي

 تعبرُ في الهواءِ إلى مقاهي الليلِ للفرحِ

 البريءِ وكنتَ تسبقُني إلى ظلِّ الظهيرةِ

 تاركَيْنِ الصوتَ يعبثُ في تفاصيلِ المدينةِ

 كان وجهكَ يملأُ البحرَ اتساعًا

 يجعلُ الكلماتِ طائعةً فنفتحُ فوهاتِ

 الوقتِ بالأحلامِ ثانيةً وننسى كم 

قطعنا من مسافاتٍ تحاكي زرقةَ الوقتِ

 الذي ابتلعَ الحياةَ ومُتَّ في وهجِ

 السماءِ تساقطتْ أوراقُها الكينيا عليكَ

 ويا رفيقي سوف تسقطُ دمعةٌ أخرى

 وأخرى حين أعبرُ شارعًا كنا 

نرتبهُ ونعرفهُ معًا.

الأحد ٤/٩/٢٠٢٢

رسائلُ لم تصلْ 

  

عالم آخر

عالمٌ آخرْ

شعر: علاء نعيم الغول 

ولغرفتي سقفٌ بعيدٌ

 فيه ما في نيتي والغيمِ فيهِ الضوءُ

 يلمعُ مثلما نجمٌ بعيدٌ إنه الحلمُ

 البعيدُ وراءَ أفكاري التي نبتت على 

بابِ السماءِ وأورقتْ في ألفِ عامٍ

 ألفَ قلبٍ من قشورِ الخوخِ طعمِ

 البرتقالةِ إنه السقفُ العجيبُ بزخرفاتٍ

 لا تراها العينُ هادئةٍ كظلٍّ زاحفٍ

 شيئًا فشيئًا فوقَ وجهٍ متعبٍ في الشمسِ

 هذي غرفتي مفتوحةٌ للهمسِ أيضًا

 حين أقفلها تفوحُ روائحُ النارينجِ

 منْ جدرانهاِ والسقفُ يبعدُ ثمَّ يبعدُ

 آخذًا معه حديثًا بيننا لم يكتملْ

 في الليلِ حين أنامُ يدنو من وسادتيَ

 الطريةِ يستغلُّ هدوءَها يلقي عليها

 قطعةً من غيمةٍ زرقاءَ فيها صورةٌ

 خزفيةٌ لملامحي أيامَ كان لغرفتي

 بابٌ وسقفٌ والنوافذُ مغلقةْ.

الجمعة ٢/٩/٢٠٢٢

رسائلُ لم تصلْ

      

مرايا للمديح

مرايا للمديحْ

شعر: علاء نعيم الغول 

جئنا على مهلٍ يداعبنا 

الشعورُ بأننا ورقٌ خريفيُّ الملامحِ

 والهواءِ كوردةٍ بنيةٍ ليستْ بشائعةٍ

 ولا معروفةٍ كفراشةٍ حفرت على

 لون الجدارِ كلامَ مَنْ وشموا على

 نياتهم ما لم تقله الريحُ يومًا لي 

أنا الآتي وحيدًا من شقوقِ النورِ 

من ليلٍ قديمٍ من وجودي اللانهائيِّ 

المروَّضِ في مرايا لا تقلُّ غرابةً عن فكرةِ

 اللاوعيِّ قد جئنا على وجعٍ يرافقُنا 

إلى ما بعدَ صوتِ النهرِ وهو يصبُّ

 أسرعَ في شقوقِ الماءِ في الرملِ

 المُهَابِ وفي صفاءِ الريشِ حيثُ

 مدى المدينةِ يستحقُّ البحثَ عنهُ

 ولا يُفَرَّطُ فيهِ قد جئنا لنبحثَ عن

 نهايتِنا بأنفسنا ونكتبَ ما علينا

 من دعاوى في صحائفَ من جلودِ

 ظهورِنا وظهورُنا تكفي

 لنكتبَ كلَّ شيءٍ للوجعْ.

الخميس ١/٩/٢٠٢٢

رسائلُ لم تصلْ