الخميس، 17 ديسمبر 2020

قبل النهار بنافدة

قبلَ النهارِ بنافذة
شعر: علاء نعيم الغول 

في الليلِ
 حين يكون هذا الليلُ أنتظرُ القمرْ 
دومًا وأنتظرُ المزاراتِ الأخيرةَ 
من طيوفٍ أستريحُ لها ويبقى 
النومُ أمنيةً مؤقتةً وتعرفُ أنني
 وحدي ألملمُ عن نوافذيَ
 الهواءَ وبعضَ أوراقِ المطرْ 
لا بدَّ من حبٍّ ليهدأَ كلُّ شيءٍ 
هكذا أستقبلُ الدنيا وقلبي غربةٌ
 مفتوحةٌ ستمرُّ منهُ إليَّ ننتظرُ السفَرْ 
كم ألفُ بابٍ خلْفَنا كم مرةً سنعيشُ
 كم نحتاجُ من وقتٍ لننسى ما تمَنَّيْنا
 وقلبُكَ ربما قلبٌ لنورسةٍ وقلبي علبةُ 
الكبريتِ واشتعلتْ نداءاتُ القدَرْ
 جرِّبْ معي ألَّا نفكرَ في تفاصيلِ
 الذي لم يكتملْ بيني وبينكَ 
لا نفكرَ في القلقْ 
سأكونُ أكثرَ جرأةً لو قلتَ لي 
كيف استطعتَ القفزَ عن ظلِّ 
الفراشةِ واستجبتَ لصوتيَ المسموعَ
 من خلفِ المسافةِ والزجاجِ المنكسِرْ.
الجمعة ١٨/١٢/٢٠٢٠
أشواق المدن وشوك المسافة

لحظة أخرى


لحظةٌ أخرى
شعر: علاء نعيم الغول 

ستُحِبُّني أم بعدَ عامٍ 
لن تجيبَ على سؤالٍ مثل هذا
 كيف يبدو الجوُّ عندكَ 
باردٌ هذا النهارُ وصامتٌ قلبي 
كقطٍّ نائمٍ لا بدَّ أنكَ هادىءٌ أيضًا 
تفكرُ في التخلصِ من رفاتِ النومِ مثلي
 كيف يمكننا امتصاصُ الذبذباتِ
 بدونِ رعشاتٍ تهزُّ أصابعي
 وعلى الشفاهِ تكلَّسَتْ حتى الحروفُ
 وفي السماءِ أرى ندوبًا من غيومٍ 
قد تكونُ بطيئةً في غيثها لكنني
 أحتاجُ منكَ لقصةٍ بيضاءَ تحملُني 
إليكَ مع الخيالِ إلى أعالي الريحِ 
والقممِ البعيدةِ والحياةُ رتيبةٌ جدًا
 بدونِ مغامراتٍ بيننا كلُّ الذي
 سيكونُ حتمًا لن يثيرَ تحفظاتِ 
النفسِ حولَ الوقتِ ترتيباتُ 
هذا القلبِ تكشفُ أنني لم أستطعْ 
تدوينَ ذاكرتي بما يكفي وأقبَلُ 
أَنْ تكونَ لنا محطتُنا هناكَ 
وحبن تصحو باكرًا.
الخميس ١٧/١٢/٢٠٢٠
أشواق المدن وشوك المسافة


أسئلة عن الوقت

أسئلةٌ عن الوقْت
شعر: علاء نعيم الغول 

سيكونُ وعدٌ 
والوعودُ تناسبُ الغرباءَ أيضًا
 هل تفكِّرُ في المواقيتِ التي تختارُنا 
لا بأسَ في أنْ نحتسي دفءَ المقاهي
 في الطريقِ إلى طريقٍ ربما تكفي
 لنختبرَ الذي في القلبِ
 كيف سنلتقي لو كان ينفعُ
 أنتَ مثلي لا تفكرُ في استباقِ
 الوقتِ فالأشياءُ تعرفُ ما عليها
 كم سيبلغُ عمرُنا بعدَ الشتاءِ 
وحيدةٌ أحلامُنا وغريبةٌ نياتُنا 
ويقولُ هذا البحرُ إنَّا أبعدُ
 العشاقِ عنهُ وفي الدقائقِ قبل
 أنْ نغفو نعيدُ الذكرياتِ بسرعةٍ
 ونحبُّها بطريقةٍ نختارُها 
وننامُ أسرعَ حين يرهقُنا الفراغُ 
وحين نصبحُ عرضةً لنهايةٍ أخرى 
تعالَ معي لنعبرَ غيمةً أخرى 
نَعَمْ سيكونُ أفضلَ لو تعلقنا معًا
 بفراشةٍ ماذا عليكَ لو استمعتَ 
اليومَ لي وتركتَني أختارُ أغنيةً
 تناسبُنا وتسحبُنا المسافةُ فجأةً.
الخميس ١٧/١٢/٢٠٢٠
أشواق المدن وشوك المسافة

شتاء أول

شتاءٌ أوَّلْ
شعر: علاء نعيم الغول 

ما مرةً كنا معًا
 لا أنتَ تعرفُني ولا حتى التقينا 
سوف نبقى هكذا بين المسافةِ
 والحكايةِ بين أوهامِ المكانِ ورحلةٍ
 مفتوحةٍ متواعدَيْنِ مع الحقيقةِ
 هاربَيْنِ من الوجوهِ كصافراتِ 
محطةٍ هربتْ بعيدًا بالحقائبِ 
لا وجودَ لنا مع الماضي
 فقط سأراكَ في هذي الحروفِ
 وأنتَ تسمعُني متى حاولتَ 
فتحَ النافذاتِ مع الصباحِ 
ولستُ أعرفُ ما إذا الوقتُ 
الذي يغتالُنا سيكونُ أفضلَ 
لو تقابلنا وإنكَ تستطيعُ الآنَ
 فهمَ علاقتي بتحولاتِ القلبِ 
في المدنِ البعيدةِ في بلادٍ أَنْكَرَتْنا 
في البدايةِ واختلفنا في النهايةِ 
مع ضمائرنا وماذا سوف تكتبُ 
حين تقرأُ وجهيَ المنحوتَ في هذا
 السكونِ وحين يدركُنا المساءُ 
نكونُ قدْ صرنا أشدَّ تعلقًا بغدٍ 
سيأتي واسعًا لنعيدَ فيهِ
 حديثَنا عن كل شيءْ.
الخميس ١٧/١٢/٢٠٢٠
أشواق المدن وشوك المسافة

الاثنين، 7 ديسمبر 2020

المشهد الثاني

(في تلك الأثناء والإله مردوخ ينظر من شرفته يرى في الأفق النسر يحمل الإله تليبينو غاضبا يعبر في الضبابِ وينفذُ من البرق ويقف على حافة الشرفة البيضاء قائلًا:)

أنا ارتضيتُ الجُّوعَ للجوعى
 وقد جاؤوكَ من كلِّ الفجاجِ 
توسَّلوكَ وجِئْتَ بي لأعيدَ في 
الأرحامِ ما فقدوهُ أجعلُ في 
سنابلهمْ رؤوسًا مُشْبَعَاتٍ كيف
 هذا يا إلهَ المعجزاتِ وقد نسوكَ
 ألا ترى أنِّي نصيرُكَ يومَ كانوا 
يعصرونَ الخمرَ وامتلأتْ من 
الترفِ النهودُ تآمروا واستُنْصِروا 
فتخاذلوا والآنَ ماذا تنتظرْ دعني
 أعودُ لكي أذيقَ صغارَهمْ
 ما ليس في حسبانهمْ فأنا 
بطانتُكَ التي توليكَ طاعتَها 
ونحنُ الدائمونَ وهمْ قريبًا 
يهلكونَ فقطْ سأجعلها ديارًا
 بلقعًا ينمو بها القصوانُ تملأها
 الحصى والشمسُ حقًّا لست 
مضطرًّا لهمْ يستمطرونَكَ هكذا
 من ذلةٍ لا خاشعينَ ولا تراهمْ 
مؤمنينَ بأنَّ ما قدَّمْتَ كانَ عطيةَ
 الربِّ الذي فتحَ السماءَ لهمْ 
وأنجاهمْ وظلوا في الغوايةِ سادرينْ.
الإثنين ٢٦/١٠/٢٠٢٠
رؤوس من ورق
٢. (ملاحظة: تليبينو إله المناخ والخصب عند الحوثيين)

المشهد الأول

(يظهرُ مردوخْ في شرفةِ معبدهِ وحيدًا ينظرُ في الإتجاهات البعيدة بعد أن وضعَ نظامًا جديدًا للعالم)


(المشهد الأول)

أنا مردوخْ 

أقيكمْ شرَّ أنفسكمْ بنفسي 

واهبُ النعماتِ والنقماتِ 

أعرفكمْ وأعرفُ من أنا ستكونُ

 أرضٌ ليس فيها مَنْ يغيرُ 

أو يُبَدِّلُ ما سَنَنْتُ وما أَسُنُّ 

وحيدُكمْ وجموعكمْ من فرَّ 

منكم واختفى أو عادَ عن غِيٍّ

 إليَّ أو اهتدى لكمُ الحياةُ 

مشيئةً مني أُطاعُ ولا أُطيعُ

 أخذتُ بالشرِّ الولاءَ تركتُ 

للضعفاءِ كلَّ الخيرِ فانتفعوا 

بهِ زلفى إليَّ كما نقمتُ عفوتُ 

فالتمسوا على بابي الرجاءَ

 أنا شفارُ سيوفكم وأنا الطرائدُ 

والسماءُ وزمهريرُ الليلِ والماءُ 

الذي يجري ورائحتي جلودكمُ 

التي نضجتْ على سفُّودِ ما شرَّعْتُ 

فاقتسموا بأمري كلَّ أمرٍ ليس يخفى

 ما ضمرتمْ فاقنعوا بالظلمِ 

يا من تسمعونَ أنا هنا والريحُ 

والخيراتُ جَلَّ إلهكم 

وعلا وخاب المرجِفونْ.

الأحد ٢٥/١٠/٢٠٢٠

رؤوس من ورقْ

١.(ملاحظة: مردوخ كبير الآلهة في بابل وقد كان المنافس الأوحد والأقوى للإلهة عشتار فى المدة من (2067 -2025) قبل الميلاد، ومع امتداد حجم مملكة بابل ازداد نفوذ (الاله مردوخ) الذى قفز إلى مرتبة العظمة أيضا وامتص نفوذ جميع الآلهة المحيطة بها فسلبها قوتها وحكمتها.)

تمهيد


(رؤوسُ من ورقْ)

مسرحية غير حوارية من مائة مشهد تدور في اللامكان واللازمان واللاتسلسل تقول كل شيء وتخفي كل شيء تحاكي زماننا وكل زمان هي نحن والسابقون ومن سيأتي فقط علينا أن نستقبل أنفسنا بين سطورها بدون ضجر أو خوف هي ملحمة البداية والنهايات جمال البدايات ورهبة النهاية ...


(تمهيد)

نحن الحقيقةُ والبقاءُ

 ونحن قلبُ الوردةِ الحمراءِ

 من شوقٍ سننمو من تصالحنا

 مع الدنيا سنبقى لا جنونَ ولا إساءاتٍ 

فقط في وردةٍ ننمو معًا في غابةٍ

 عطريةٍ بين الهدوءِ وملمسٍ 

لا يخدشُ الحناءَ أو ظهرَ الفراشةِ 

والتقينا هكذا لنكونَ أو لنظلَّ 

أقربَ للهواءِ وللفرحْ.

الصادقون يراهنون على القليلِ 

يراهن العشاقُ ما اسطاعوا على 

أوراقهم في الماءِ أو تحت الرمادِ 

وكلما فقد الرفاقُ تحيةً ضاعوا 

بدون ترددٍ فُقِدَ الكثيرُ ولم يعد 

في الحبرِ لونٌ للتحققِ من ملائمةِ

 الحروفِ لما نقولُ هي اعتباراتٌ 

نساهمُ في تبادلها لنعرفَ هل 

ستتسعُ الروايةُ للمزيدِ من الشخوصِ 

فقط لدينا فرصتانِ وليلةٌ.

الخميس، 15 أكتوبر 2020

لقطة عابرة

لقطة عابرة

شعر: علاء نعيم الغول

صِدْقًا معك ولأنتِ لافتةُ

البدايةِ ساعتي الأولى وتبديلُ

الحروفِ إلى لغةْ

وإليكِ تأخذني مسافاتُ الحنينِ

بلِ الحياةُ هناك واسعةٌ معكْ

ولأنتِ أولُ فرصةٍ للقلبِ كي يبقى

المجيبَ لكلِّ ما يبدو مريحًا

والغناء طبيعةُ الأشواقِ فيكِ حبيبتي.

الخميس، 18 يونيو 2020

أنثى على حافة حادة


أنثى على حافةٍ حادةْ
شعر: علاء نعيم الغول 

أنثى مغلفةٌ بأوراقِ الكاكاوِ
 هناكَ تنهضُ من بذورِ الحُلمِ
 آخذةً بداياتِ النهارِ من النهارِ
 طليقةٌ كحدائقِ التوتِ التي كانتْ
 لبابلَ منذُ أنْ كانَ الحمامُ مناسبًا للوقتِ
 تبتسمينَ ثمَّ يكونُ بحرٌ من هنا لمدينةٍ
 نجتازُها فيها نجارفُ بالكثيرِ وأنتِ
 أنثى الوقتِ تبريري لهذا العُمْرِ
 حين يفيضُ منكِ بما يعيدُ براءةَ الأشياءِ
 تبتسمينَ ثمُّ يصيرُ شَعْرُكِ رحلةً 
مفتوحةً للكستناءِ ونكهةِ الخروبِ
 في الماءِ المُثَلَّجِ فامنحيني الصيفَ
 هذا الصيفَ وانتبهي لصوتي وهو
 يهمسُ في شفاهكِ ما تمنينا وصارَ
 حكايةً أخرى كعطرٍ دافىءٍ يسري
 بطيئًا بين جلدكِ والقميصِ وأنتِ أنثى
 من جنونِ الشوقِ أو وهجِ القريحةِ 
في سطورِ قصيدةٍ مفتوحةٍ.
الخميس ١٨/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

شارع من الف باب وباب


شارعٌ من ألفِ بابْ
شعر: علاء نعيم الغول 

وقبلَ الشمسِ يأتي باعةٌ متجولونَ
 يُقَطِّعونَ النومَ يفترشونَ أرصفةَ الطريقِ
 وتبدأُ الدنيا ويندفعُ الصغارُ من البيوتِ
 إلى الشوارعِ مثلما نملٌ تنادى أَنَّ قوتَ
 شتائهمْ قدأمَّنَتْهُ الريحُ ثمَّ مكبراتُ
 الصوتِ تجعلُ من جهاتِ الحيِّ ساحاتٍ
 من الفوضى لساعاتٍ ونصفِ ظهيرةٍ
 تركتْ على مرأى من الأبوابِ رائحةَ
 النهارِ المُستَبَاحِ وهكذا تمتدُّ فينا رغبةٌ
 في أنْ نفتشَ عن هدوءٍ يشبهُ الطيرَ 
التي تأتي لتلهمَنا قليلًا كلُّ ما في 
الأمرِ أني أمقتُ الطرقاتِ وهي تعجُّ 
بالماشينَ أعشقُ شارعَ البحرِ الطويلَ
 وقد خلا من كلِّ شيءٍ مزعجٍ والليلُ يأتي
 يَكْفُرُ الخطواتِ يلهينا لننسى ما ترسبَ
 في العيونِ من اتهاماتٍ مغلفةٍ وحينَ نفيقُ
 نبدأُ مرةً أخرى ويأتي البائعونَ
 كأنَّ شيئًا لم يكنْ .
الخميس ١٨/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

سجلات وراحلون


سجلاتٌ وراحلونْ
شعر:علاء نعيم الغول 

وهل لاحظتَ شيئًا
 كلما زادتْ شوارعُنا تزيدُ حياتُنا
 سوءًا وحين أرى السماءَ أحنُّ 
مراتٍ وأبدأُ في تقصِّي غيمةٍ
 في كلِّ عامٍ أو يزيدُ تعودُ أكبرَ 
هل عليَّ البدءُ في تجديدِ رؤيايَ الأخيرةِ
 قبل وقتِ النومِ هل ساعاتُ هذا
 اليومِ تشبهُ كلَّ ساعاتِ القدامى
 هل أنا وحدي أُحِبُّ أمِ العلاقةُ بيننا
 تكفي لتدوينِ الذي لم نستطعْ تحقيقهُ
 يا قلبُ دعكَ من التوددِ لي فإني أعرفُ
 الطرقاتِ أكثرَ أسمعُ الأصواتَ عن بعدٍ
 فأدركُ أَنَّ مَنْ كانوا هنا لا لن يعودوا والذين 
هنا سيرتحلونَ فيما بعد ثم أنا سأبقى
 أشهَدُ الوجعَ الذي بعدَ الرحيلِ
 وقيلَ إنَّ الطيرَ تعرفُ سرَّ أني لا أموتُ
 ولا أغادرُ هكذا امتلأتْ سجلاتي
 بمن رحلوا وحين أروحُ لن أجدَ
 الذي سيقولُ كنتُ أنا وما كانوا.
الخميس ١٨/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

الأربعاء، 17 يونيو 2020

مصيدة


مصيدة
شعر: علاء نعيم الغول 

نتوسدُ التفكيرَ نأخذهُ ملاذًا
 أو فراغًا نستعيذُ بهِ من الضجرِ
 الصموتِ وإنهُ المحميُّ من زلاتِنا 
وهواجسِ الليلِ الكثيرةِ أيها المزروعُ
 فينا شوكةً وغوايةً ستظلُّ تنهشُنا 
متى ارتفعتْ عياراتُ  التوترِ
 إنهُ قلقُ الحروفِ مع الشفاهِ تقاطعاتُ
 النفسِ مع غاياتِها لا شيءَ متزنٌ
 معي لا شيءَ يتركُ فرصةً  لأعيدَ توزيعَ
 اهتماماتي بدونِ تحاملٍ فكرتُ
 في التفكيرِ كيف يكونُ كيفَ يثيرُ ما
 في العقلِ والشهواتِ ما في القلبِ والنياتِ
 يجمعني بنفسي أنني أستنزفُ الوقتَ
 الذي أُعطِيْتُهُ متخيلًا نفسي فقاعاتٍ
 تطيرُ هواءَ منطادٍ توزعَ في جهاتٍ
 لا توفقُ  بين أفكاري وما في الواقعِ
 العبثيِّ والتفكيرُ مصيدةُ
 العقولِ جميعها.
الخميس ١٨/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

ليلة باردة


ليلةٌ باردة
شعر: علاء نعيم الغول 

كم باردٌ هذا الهواءُ
 وغرفتي لا تحتملْ
 هذا المكيِّفُ أَثلجَ الأشياءَ فيها
 والوسادةُ كيف تدفَأُ بعدَ أنْ عرَّضْتُها
 للبردِ أخشى أنْ أنامَ فتعجزُ
 الأحلامُ عن تأمينِ مجراها لعقلي
 المستعدِّ لجولةٍ أخرى من التشويشِ
  قد يستغرقُ التفكيرُ لحظاتٍ لأبحثَ
 عن مكانٍ دافىءٍ في البيتِ لكنْ
 لن أضيعَ فرصةَ النومِ التي أحتاجها
 تحتَ اللحافِ بمفردي متكورًا كالقطِّ 
مرتعشًا كدوريٍّ على شباكِ مطبخِنا 
سأعرفُ هل سأحلُمُ أم تجمدتِ الإشاراتُ
  التي في الجوِّ هذا الوضعُ أفضلُ والسكونُ
 يفاجىءُ القدمينِ  يجعلني  أرتبُ أين أدفنُ
 رأسيَ المكشوفَ حتى لا أفيقَ وقد 
أضعتُ الليلَ في تأمينِ نومٍ هادىءٍ.
الخميس ١٨/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

سبيل العارفين


سبيلُ العارفينْ
شعر: علاء نعيم الغول 

مِنْ أينَ نبدأُ في تتبُّعِ
 ما تغيرَ هل لأنا الآنَ أوعى
 أم  حبيبتي انتهى
 ما عادَ  مايُخشَى عليهِ مؤثرًا
 لا تكترثْ أكثرْ فقد ضحيتَ حتى
 بتَّ وحدَكَ أنتَ منذ اليومَ وحدَكَ
 هكذا ستظلُّ
 غيرُكَ قد تدبرَ أمرهُ ونعم ستصحو
 وحدكَ اليومَ انتبهْ فالوقتُ ليس
 له مشاعر ليس مضطرًا ليعرفَ مَنْ
 تألمَّ أو تأثرَ كنْ جريئًا في أمانيكَ
 الكثيرةِ لا تخفْ فقطِ انتبهْ كيلا تُلامَ
 متى يمرُّ الآخرون وأنتَ تنظرُ 
 كيفَ نبدأُ دائمًا هذا السؤالُ المستفزُّ
 هنا أنا وحدي وجدَّا لا أرى غيري
 وجدَّا صرتُ أجملَ بعدما رتبتُ نفسي
 كي أكونَ أنا نعمْ ستموتُ وحدكَ 
هل تشكُّ إذا سأهديكَ السبيلَ لكي
 تكونَ الآنَ  وحدكَ وانتظرْ مني الطريقةَ
 في تمامِ السابعةْ
الأربعاء ١٧/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

أفكار مفاجئة


أفكارٌ مفاجئة
شعر: علاء نعيم الغول 

سفَرٌ على عجَلٍ ونصفُ
 حقيبتي ورقٌ وبعضُ ملابسي
 وبطاقةُ التأمينِ تذكرةُ العبورِ
 وعلبةُ الكبريتِ أولُ ساعةٍ أُهدِيتُها
 لابيدوسْ وأولد سبايسْ
 عطورٌ أستطيعُ بها التعاطي مع
 وجودي في مكانٍ مغلقٍ 
والهاتفُ المحمولُ أصبحَ مثقلًا
 ماذا سأفعلُ سوف أمحو منهُ أسماءَ
 الذين نسيتهمْ ما ليس ينفعني من
 الصورِ القديمةِ والقصائدِ هكذا سأحاولُ
 التخفيفَ عن نفسي فرأسي الآن محشوٌّ
 بآلافِ التفاصيلِ الغريبةِ كيف جاءتْ
 عبر هذا الوقتِ  هل هذا أنا أم كائنٌ
 متحولٌ من دونِ أنْ أدري فوجهي
 رغم ذلكَ نفسُهُ في كل يومٍ
  ربما سفري بعيدٌ قد يطولُ وربما
 أحتاجُ ذاكرةً تناسبُ هاتفي المحمولَ
 أفضلَ ربما هذي المدينةُ غير آمنةٍ
 ولا أدري فقط سأعوِّدُ القلبَ
 الصغيرَ على التفاؤلِ من جديدْ
الأربعاء ١٧/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

باب النهر


بابُ النهر
شعر: علاء نعيم الغول 

ما امتدَّ من ساقَيْكِ
 أغدَقَ واديًا يا أيها النهرُ امتلىءْ
 إنْ شئتَ أكثرَ نادِني لمصبِّكَ
 العلويِّ أغرقني بهِ حتى إذا ما
 فِضتَ دعني لابتهالاتي بأنْ تبقى
 ويُبقيني انسيابُ العاجِ فيكِ
 على مدارجِ مسحةٍ صوفيةٍ
 أتنشَّقُ الطلَّ الذي غسلَ القرَنْفُلَ
 إنهُ شبقٌ على جلدٍ وجلدُكِ مُنْعَمٌ
 ماءٌ يسيلُ عليهما يا ماءُ ماذا ذقتَ
 مما شُفْتَ فارْوِ بكَ الخزامى والعطاشَ
 من الشفاهِ أنا المُصَفَّدُ بالأماني
 و الرسولُ من الخيالِ وصاحبُ
 الجُمَلِ التي وشِمَتْ  على بابِ
 المصبِّ أَنِ اعْلِمِيني يا سماءُ بما يُقَالُ
 عن المساماتِ التي  فتحتْ أمامي شهوةً
 علْويةً وطفِقْتُ أمتدحُ اللذَيْنِ تجدَّلا بذَخًا
 ألا ساقاكِ بابُ النهرْ.
الأربعاء ١٧/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

حوارات مريحة


حواراتٌ مريحة
شعر: علاء نعيم الغول 

حاولتُ ما حاولتُ
 كيَ أصلَ الكلامَ ببعضهِ قبلَ
 اقترابي منكِ هل تجدين ما تجدينَ
 أم لا بأسَ في أنْ نبدأَ التفكيرَ
 في تقشيرِ ما غطى الأظافرَ 
من طلاءٍ غامقٍ أخشاهُ أنْ ينسابَ
 في ظهري متى نمنا معًا
 لا تنظري للأمرِ من بابِ التأففِ 
والتراخي عن مواصلةِ العناقِ
 حبيبتي فأنا أحبُّكِ جربي أنْ
 نأكلَ التفاحَ قبلَ النومِ قد نتذوقُ
 الأجواءَ أفضلَ بعدَ هذا الجهدِ بعدَ
 ذبولِ أطرافِ الأصابعِ في سخونتِنا
 فنحنُ مُكَوَّمَانِ الآنَ فوقَ سريرِنا كُرَتَيْنِ
 من صوفٍ وقطنٍ نُستَبَاحُ ولا نبوحُ ومنكِ من
 ساقيكِ أبدأُ رحلةَ التنقيبِ عن نفسي
 وكيفَ وقفتُ بينهما كأني عند بابِ
 الشمسِ أو وجهِ القمرْ.
الأربعاء ١٧/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

ملاءات واسعة


ملاءاتٌ واسعة
شعر: علاء نعيم الغول 

ساقاكِ ما سقتِ السماءُ
 مسافةٌ مفتوحةٌ حتى سقوفِ
 الليلِ توقيتٌ لتمتدَّ الملاءاتُ النظيفةُ
 من أصابعنا إلى رأسِ السريرِ
 وصورةٌ مأخوذةٌ من شهوةٍ لم تكتملْ
 وهما اهتزازُ القمحِ بين الشمسِ والجرنِ
 المقابلِ ملمَسٌ يستحضرُ الشبعَ المُرادَ
 وغايةً مكشوفةً كالصدرِ في وضحِ النهارِ
 يتوِّجانِ مواسمَ العشقِ
 التي أخذتْ تُقَلِّبُنا
 على بُسُطٍ من الصوفِ
 الطريِّ أراهما فيصيبُني
 ما قدْ أصابَ الشمعَ من عودِ الثقابِ
 تذكَّري ما صارَ من يومينِ حين كتبتُ
 عنكِ وبين نهديكِ السبيلُ إلى نداءِ
 النشوةِ الأولى وتصفيةُ العلاقاتِ
 الأخيرةِ بين نصفِ القلبِ والشغفِ
 الذي بدأَ العشيةَ هكذا ساقاكِ يلتفان
 بي وأنا الصريعُ المشتهِي.
الثلاثاء ١٦/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف     

تفاحتان


تفاحتان
شعر: علاء نعيم الغول 

تفاحتانِ ولي أنا الحمراءُ
 والخضراءُ لكْ
 لا تسأليني كيف صارتْ هكذا
 فقط المذاقُ هو الذي حسمَ القضيةَ
 بيننا والآن دعْكِ فقد تورطنا معًا
 إذْ نحنُ ما تحتَ القشورِ
 وليس في لمعانِها ستحاولين الآنَ
 نبشَ اللذةِ البيضاءِ ذاتِ السكَّرِ
 العفويِّ لن تجدي سوى ما
 نشتهيهِ وحين تمتلئينَ من ريقِ
 الشفاهِ تخيلي أنَّا هنا في شرفةٍ
 مفتوحةٍ لكنَّ شيئًا ما سيبقى في
 مخيلتي بعيدًا أنتِ تختلفينَ عن أنثى
 الخيالِ وتشبهينَ وسادةً ما جرَّبَتْ شعرًا
 طويلًا أو لقاءً بالَغَتْ فيهِ العيونُ
 وأفرطتْ في سحبِ ما في نيتي
 وأنا وأنتِ نحاولُ الآن التغاضي
 عن فروقِ الوقتِ بين القبلةِ الأولى
 وموعدِ ما سيأتي لاحقًا.
الثلاثاء ١٦/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

في الطريق


في الطريق
شعر: علاء نعيم الغول 

الحُبُّ حبَّةُ سُكَّرٍ
 هو نملةٌ جاعتْ فجرَّتْهُ على مهلٍ
 تدحرجهُ برفقٍ مُخجِلٍ وعلى
 الطريقِ إلى هناكَ ستهترىءْ
 وعلى الطريقِ نرى الطريقَ 
كما تعودنا ونتهمُ الحياةَ بكلِّ
 شيءٍ هكذا والحبُّ مُتَّهَمٌ كرائحةِ
 اللافندرِ في مناشفِنا على حبلِ 
الغسيلِ وفي الطريقِ نحبُّ تذويبَ الكلامِ
 وعادةً نجترُّ ما قلنا ربما نحتاجُ
 تبريرًا لهذا الإندفاعِ وراءَ ذاتٍ
 لا تراعي ما علينا أن نقومَ به ويبقى
 الحبُّ أولَ مَنْ يعيدُ حسابَهُ مع 
مَن يؤجلُ موعدًا مع مَنْ سيجبنُ 
حين تقتربُ الشفاهُ وفي الطريقِ
 نصيرُ أكثر عرضةً للإبتزازِ وبترِ أجزاءٍ 
من النصِّ الجريء وهكذا في الحبِّ
 نبذلُ ما علينا أَنْ نقومَ بهِ معًا.
الثلاثاء ١٦/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

لا تقرأ هذه السطور


لا تقرأْ هذه السطورْ
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناي حائرتانِ
 شيءٌ ما يلاحقني سأنظرُ 
خلف ظهري بعد نصفِ دقيقةٍ
 لأرى حقيقةَ ما يدورُ
 الآنَ شيءٌ ما يهزُّ ستائري
 والساعةُ البنيةُ اختنقت تدقُّ كوقعِ
 عكازِ العجوزِ على الدرجْ 
وتضخمتْ حتى العقاربُ بالشهيقِ
 كأنما يتفصدُّ الوقتُ القديمُ
  من الدقائقِ لحظةٌ مشنوقةٌ كذبابةٍ
 علقتْ بخيطِ العنكبوتِ هناك قطراتٌ
 تهزُّ سكونَ هذا الليلِ في الحوضِ
 الصغيرِ ولا أزالُ أتابعُ الظلَّ الضعيفَ
 على الجدارِ كأنهُ أفعى صحتْ من نومها
 من ذاكَ يأتيني بقهوتيَ الثقيلةِ
 لا أزالُ كما أنا أحتاجُ أن أغفو
 قليلًا أو أجازفَ بالذهابِ ِ لمطبخي
 لأزيحَ عن عينيَّ هذا المشهدَ المأخوذَ
 من فيلمٍ لهيتشكوكْ.
الثلاثاء١٦/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

خرافة لامعة


خرافةٌ لامعةْ
شعر: علاء نعيم الغول 

للشمسِ ذائقةُ الخرافةِ
 منبعُ الغاياتِ والصورِ المُلِحَّةِ
 غربةٌ مفتوحةٌ للطيرِ
 ما ساقاكِ إلا لسعةُ البحرِ الشهيةُ
  ما تكسرَ من ظلالِ الغيمِ فوقَ
 مراكبِ الأفقِ البعيدةِ
 ناعمانِ كملمسِ العشبِ الذي يبتزُّ
 ماءَ الفجرِ كالملحِ الذي نحتَ الصخورَ
 ففاضَ منها مَشْقُ عشتارَ الذي
 فتحَ الخيالَ وهكذا ساقاكِ إرثُكِ
 من فينيقياتِ هذا الشاطىءِ الممتدِّ
 حتى خابياتِ الزيتِ إذْ غذَّتْ قداستهُ
 بهاءَ  الملمسِ المسكونِ
 بالليلِ المُمَسَّدِ والمُوَسَّدِ
 بالغي في أنْ يكونا ما يُجسدُ
 ما أراهُ غوايةً لا تنتهي
 والشمسُ تلمعُ فيهما قبلَ المغيبِ بطائرٍ
 تركَ السماءَ ولم يعدْ
 وأنا هنا وهناكَ أنتِ 
تقسمينَ عليهما بذخَ الهواءْ.
الثلاثاء ١٦/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف 

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...