الجمعة، 31 ديسمبر 2021

ثقوب الوقت




ثقوب الوقت
شعر: علاء نعيم الغول 

الوقتُ رائحةُ المسيرِ 
ورعشةُ الدراقِ في شمسِ
 الصباحِ ترنحاتُ الريشِ بين الغيمِ
 والعشبِ المليءِ بلونهِ والماءِ
 هذا الوقتُ يزحفُ في شرايينِ
 المسافةِ تاركًا ألمَ الهروبِ على
 الوجوهِ وفي تفاصيلِ الحياةِ
 لطالما دونتُهُ في الريحِ في صفحاتِ
 عُمْرٍ طائرٍ كنهاية مفتوحةٍ كتوقعاتٍ
 لا تراعي البحثَ عن سببٍ لأسئلتي
 عن الماضي وما قد فاتَ من أشياءَ
 واضحةٍ وإني الآن وحدي في مواجهةِ
 الضميرِ ومغرياتِ الدفءِ في زمنِ الهواءِ
 وبردهِ القُطْبِيِّ لأني أعرفُ الدنيا
 أحاولُ نبْشَ أنقاضي هنا وهناكَ
 أكتبُ ما فعلتُ وما تبقى من حكاياتٍ
 تبينَ أنها محفورةٌ في زهرةٍ لا ينتهي
 عطرُ الندى منها وفي قلبي حكاياتي
 وفي نفسي الكثير لأفعلهْ.
الجمعة ٣١/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان  


الخميس، 30 ديسمبر 2021

أماكن للحنين


أماكنُ للحنينْ 
شعر: علاء نعيم الغول 

لا تُغلَقُ الأبوابُ من تلقاءِ 
أنفسها ولا تأتي الرياحُ متى
 تشاءُ ولا تغيبُ الشمسُ أيضًا 
مرتينِ هي النواميسُ القديمةُ لا تزالُ
 تعيدُنا ونعيدها والأمر لا يحتاجُ
 معرفةً فقط لحظاتِ قلبٍ هادىءٍ
 وتأملاتٍ في سماءٍ غير صافيةٍ أحلقُ
 في هواءٍ باردٍ في الفجرِ بعد الليلِ
 قبلَ ظهيرةٍ فتحتْ لهذا الغيمِ أقفالَ
 المدينةِ عاد بي هذا الشتاءُ إلى ممراتِ
 الطفولةِ للشواطىءِ وهي عاريةٌ كطعمِ 
الرملِ هاربةٌ كلونِ الملحِ غامقةٌ كأسماءِ
 المواسمِ دائما أشتاقُ أكثرَ للبعيدِ
 من الفضاءِ ورغبةٍ كانت معلقةً 
على شجرٍ له ما لي من الأوقاتِ 
أسمعني برفقٍ في سطورٍ
 مشبعاتٍ بالحنينِ وبالمزيد
 من الجنونِ المستبِدْ.
الخميس ٣٠/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان 


الأربعاء، 29 ديسمبر 2021

ورد العشيق


وردُ العشيقْ
شعر: علاء نعيم الغول 

القادرونَ على اجتيازِ
 النهرِ كانوا مؤمنين بأنهم
 سيجازفونَ بما لديهم يعرفونَ
 بدايةَ الأحلامِ ينحازونَ للفرصِ
 القليلةِ وهي تلمعُ من بعيدٍ مثلما
 قطعٌ من الذهبِ النقيِّ وهم
 كما وُصِفوا قديمًا يبصرونَ حدودَ
 آخرِ غيمةٍ ويجدلونَ نسائمَ النعناعِ 
والدنيا اتهاماتٌ ونافذةٌ وأوراقٌ من
 الشجرِ البعيدِ وفي ضميرِ الريحِ
 ألوانٌ تغيرُ مفرداتِ البحثِ عن صورٍ 
من الماضي تناسبُ ما سيأتي بعد
 ذلكَ والمسافةُ بين صوتِ القلبِ والصوتِ
 الذي يأتي من الأحلامِ أطولُ من أصابعِ
 مرأةٍ عزفتْ على وترِ الندى أنشودةً بيضاءَ
 تحملها الفراشةُ ربما قدرُ العشيقِ 
البحثُ عن وردٍ وعن أسماءَ تنفعُ دائمًا.
الأربعاء ٢٩/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان  


الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021

رفيق سيء جدا



رفيقٌ سيءٌ جدًا
شعر: علاء نعيم الغول 

متورطان أنا وأنتَ
 وذاهبانِ معًا إلى ما لستَ
 تعرفُ سوف تبقى هكذا من غير
 وجهاتٍ تقودكَ سوف تتهمُ الهواءَ
 بأنهُ سببُ اضطرابكَ والتآمرِ
 تدعي ما لستَ تدركُ ثم تغرقنا
 كصندوقٍ ثقيلٍ ثم تمضي 
لائمًا مَنْ كان قبلَكَ هكذا يتذمرُ
 الضعفاءُ لا يبكونَ من صِدْقٍ 
وينتحلونَ أوصافًا بلا معنىً
 ويغترفونَ مِنْ هفواتهمْ شيئًا كثيرًا
 ثمَّ أنتَ تنافقُ الطرقاتِ تبتهلُ انتحارًا
 سادرًا في غيِّكَ المكشوفِ لي للآخرين
 ولا تفرقُ بينَ مَنْ عرفوكَ والموتى
 وأشعرُ كم أنا متورطٌ في أنني
 لا أستطيعُ الآنَ منعكَ من مواصلةِ 
ادعائكَ ظلُّكَ الممتدُّ يكفي للتخفي
 عن نقاءِ الروحِ يدفعُ فيكَ جهلَكَ
 للمزيدِ من الضياعِ 
وللقليلِ من الفرحْ.
الثلاثاء ٢٨/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان  


الاثنين، 27 ديسمبر 2021

لا نهاية فاطمئن


لا نهايةَ فاطمئنْ
شعر: علاء نعيم الغول 

لهذا النهرِ مجرىً واحدٌ
 آمنتُ أنَّ النهرَ يعرفُ منتهاهُ 
وأنني لا شكَّ أعرفُ مَنْ أنا لو مرةً
 شاهدتُ نفسي في مرايا
 في مكانٍ ما وفي قلبي حكاياتٌ
 وأسرارٌ وفي نفسي الكثيرُ من الأماني
 الواعداتِ وفي النهارِ يطيبُ لي تدوينُ
 أسماءِ الطيورِ وفي المساءِ أرددُ
 الأحلامَ أنتزعُ الأغاني من بقايا
 الوردِ في حوضٍ صغيرٍ إنها الدنيا 
الصغيرةُ لا تقلْ ما أكبرَ الدنيا فقط
 ستظلُّ تصغرُ والنهايةُ لا تقلُّ بساطةً
 عما اعتقدتُ وللبدايةِ سحرها وكذا
 النهايةُ لا تمكننا من التفكيرِ في أشياءَ
 يمكنُ أن نغيرَها وننهيها ولكنْ لا نهايةَ
 هكذا جئنا بدأنا ثمَّ لو فكرتَ مثلي
 سوفَ تعلمُ أننا لا ننتهي.
الإثنين ٢٧/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان 


إحتمالات


إحتمالات
شعر: علاء نعيم الغول 

كم هادىءٌ هذا المكانُ
 ودافىءٌ كوسادةٍ قطنيةٍ 
متمددٌ كسحابةٍ في الصيفِ
 مختلفٌ كأفكاري عن الدنيا ومنعتقٌ
 كأشرعةٍ تنادي في النوارسِ كي
 ترافقها بعيدًا دائمًا وحدي أحاولُ
 جعلَ نافذتي هروبًا ممكنًا جدا
ويبدو الجوُّ أفضلَ في الظهيرةِ دائمًا
 تنسابُ في قلبي مشاعرُ شبهُ
 ممتعةٍ وصادقةٍ وحقًا لستُ أبحثُ
 في المعاني دائمًا أرتاحُ من تفسيرِ
 ما يجري وأعرفُ أن أولَ ما يريعُ 
الحبَّ تأويلاتُ ما لا ينبغي تأويلهُ
 وقت العتابِ لطالما فكرتُ في هذا 
الهدوءِ وخلتُ نفسي قادرًا دومًا
 على تزيينهِ بالصمتِ واحتجتُ
 الكثيرَ من التفاؤلِ والتجاهلِ
 كي أظلَّ كما أنا
 متمتعًا بهدوءِ قلبٍ مورقٍ.
الأحد ٢٦/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان 








السبت، 25 ديسمبر 2021

فكرة عن الشمس


فكرةٌ عن الشمسْ
شعر: علاء نعيم الغول 

الشمس تنهكُ نفسَها
 والشمسُ تلمعُ من بعيدٍ 
زرقةٌ بعدَ الغيومِ الآنَ تفتحُ لي
 طريقًا مُفرِحًا أمشي وتُدهِشُني
 السماءُ بكلِّ ما فيها وأنسى أنني
 بالأمسِ أغلقتُ النوافذَ كلها
 أنزلتُ نفسي تحتَ أغطيةٍ
 ولم أسمعْ سوى مطرٍ وبرقٍ 
كان ليلًا داكنًا ومشجعًا
 والبحرُ في كانونَ يُغري بالحكاياتِ
 التي ابتلعتْ حكاياتٍ ودومًا حين
 أمشي هكذا وحدي أرى الدنيا وقد
 صارتْ مناسبةً لتغييرِ اتجاهاتِ المكانِ 
وما أفكرُ فيهِ من زمنٍ وللدنيا وجوهٌ
 لا نراها كلها أبدًا ولا حتى ستكشفُ
 عن حقيقتِنا ويكفي أن يكونَ نهارُنا
 متسامحًا حتى نرتبَ ما سنفعلهُ
 وكم من مرةٍ سنظلُّ نشعرُ أننا
 غرباءُ أكثرَ في أماكنَ واضحةْ.
السبت ٢٥/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان    


الجمعة، 24 ديسمبر 2021

في الكأس


في الكأسْ
شعر: علاء نعيم الغول 

وحين أنظرُ من بعيدٍ في
 حدودِ اللونِ أدركُ ما الذي لم
 أنتبهْ لذهابهِ مني وأدركُ وقتها
 كم أستحقُّ من السماءِ الكشفَ لي
 عما توارى خلفها لا أكتفي من أي
 شيءٍ والحياةٌ قليلةٌ جدا كآخرِ قطرةٍ
 في الكأسِ لا تروي وحقا ما نقومُ بهِ
 هو التكرارُ نفعلُ ما سنفعلهُ غدًا 
فعلًا بلا شغفٍ وتغييرٍ وأنظرُ في الطيورِ
 على السقوفِ كأنها بلهاءُ تجهلُ ما 
يدورُ وما فهمنا غير أني لا أرى
 فيها الحنينَ ولا التعلقَ هكذا سأظلُّ
 مكتفيًا بهذا القدرِ من ولعٍ بأسئلتي
 وفي عينيكِ أسئلةٌ ويكفيني البقاءُ
 على حدودِ اللونِ أنتظرُ الإجاباتِ 
التي فيها انتظارٌ
 واعترافاتٌ على مهلٍ
 على أملٍ على علمٍ بأني بين
 نفسي والحقيقةِ دائمًا.
الجمعة ٢٤/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان  

 




الخميس، 23 ديسمبر 2021

Cryptomania


Cryptomania
شعر: علاء نعيم الغول 

هي عادةٌ لا تُشتَرَى 
أنْ أختفي عن نيَّتي حتى
 نمارسَ ما نشاءُ بلا قيودٍ 
عادتي تحميلُ نفسي ما عليها
 كي يواجهني الضميرُ وقد محوتُ
 عن المرايا كيف كنتُ من الصباحِ 
إلى الظهيرةِ عادتي تقديمُ لائحةِ اتهامي
 للوسادةِ قبل نومي كي أمرَّ كما اتفقنا
 عاريًا من غير سوءٍ للمناماتِ التي
 انتظرَتْ طويلًا عودتي فأنا اتفاقي كان
 ألا أستعيدَ النومَ حتى أنتهي مما
 عليَّ من اعترافاتٍ لنفسي أنني قسمتُ
 أحلامي على ظلِّ الطيورِ وما تبقى
 من فراشاتٍ على بابِ النهارِ
 وعادتي ألا أبوحَ بما فعلتُ فذكرياتي
 جِدُّ آمنةٍ وتمنعُ أنْ يُسَرَّبَ ما حفرنا
 في جدارِ الصمتِ من أشياءَ
 يجدرُ أنْ تُصانْ.
الخميس ٢٣/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان 


الأربعاء، 22 ديسمبر 2021

شيء عن النوم


شيءٌ عن النوم
شعر: علاء نعيم الغول 

سيبقى النومُ أغربَ ما نقومُ بهِ
 كأنا فجأةً نُمْتَصُّ نصبحُ غير ما
 كنا عليهِ هناكَ ليس هناكَ من بابٍ
 لنرجعَ منهُ نقفلهُ فلا يأتي وحين
 ننامُ نصبحُ مِلْكَ من يختارُنا للحلمِ
 يأخذنا بسطوته ويتركنا لننهي
 ما يريدُ وما يُرادُ لطالما علقَ 
الرفاقُ هناكَ ظلُّوا خلف ذاكَ
 الغامضِ المجهولِ ما عادوا
 وينتظروننا لكنَّ أكثرهمْ تلاشى
 في غياهبَ لا يُرادُ لنا الوصولُ
 إلى منافذها ومن عبروا إليها
 كلُّ ما في النومِ حتمًا مُقْلِقٌ
 ومُحَيِّرٌ تتزامنُ الأحلامُ مع رغباتِنا
 لكننا لا نملكُ التوقيتَ لا نقوى على
 تأمينٍ أحلامٍ تريحُ تطلعاتِ النفسِ
 سوفَ نعيشُ أسرارًا ونقبلُها
 على عجزٍ يزيدُ بنا اغترابًا
 واقترابًا من حدودٍ داكنةْ.
الأربعاء ٢٢/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان


الثلاثاء، 21 ديسمبر 2021

شغف على باب الصباح


شغفٌ على بابِ الصباحْ
شعر: علاء نعيم الغول 

من الأحلامِ دنيانا
 ومن أسمائنا نُبْتَزُّ ثمَّ نمرُّ
 في عجلٍ على ما لن نعودَ إليه
 يومًا فانثني يا غصنُ وانزلْ
 أيها الشادي فقد صرنا على بابِ
 الشتاءِ وداعبي قلبي قليلًا
 يا نُغَيماتِ المساءِ لعلني
 أغفو وأعرفُ كيف تُبْتَكَرُ المناجاةُ 
الرقيقةُ كيف تمتلىءُ القواريرُ الصغيرةُ
 بالعطورِ وتختفي حتى الصباحِ 
لعلني أشتاقُ أكثر للموانىءِ وهي
 تدفعني لأغرقَ مرةً أخرى
 ولكن بعدما أنجو سأكتبُ عن 
تفاصيلي التي لا تعرفونَ وعن
 مغامرةٍ هنا لم ينتبهْ لجنونها
 أحدٌ سواي وهكذا الأحلامُ لا تُنْجي
 ولا تعطي سوى هذا التمردِ والحنينِ
 وبعد عامٍ من هدوءٍ تبدأُ الأحلامُ
 في ترتيبِ نومي والسهرْ.
الثلاثاء ٢١/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان    


الاثنين، 20 ديسمبر 2021

ما قلته وكتبته للريح


ما قلتُ وكتبتُهُ للريحْ
شعر: علاء نعيم الغول 

كان الشتاءُ وصيةَ العشاقِ
 أولَ ما تنزَّلَ في الحكاياتِ التي
 نبتت على طرفِ الحياةِ
 وشهوةَ النارِ المضيئةِ في كهوفِ
 الوقتِ كان يُعِدُّ أسماءَ الذين سيكتبونَ
 الحبَّ في عصبِ الحروفِ على
 جذوعِ الريحِ ثمَّ يشدُّ لونَ الغيمِ
 فوقَ نوافذِ السَّهرِ العتيقةِ مدركًا
 أنَّ الذي في القلبِ أدفأَ من تلاواتِ
 القصيدةِ في هواءٍ دافىءٍ
 كان الشتاءُ ولا يزالُ فضيلةَ
 البحرِ الذي ينسابُ جرحًا واسعًا
 في الذكرياتِ وفي قشورِ الكستناءِ
 وحين يأتي تستعدُّ له المداخلُ
 تهربُ الطرقاتُ منهُ إلى أقاصي
 النومِ بين وسائدِ الأحلامِ وهي تفيضُ
 لومًا تارةً وتنازلاتٍ تارةً أخرى
 وهذا ما يُعَادُ وما يُقَالُ
 لمن يُحبُّ ومَنْ يسيرُ مع الشتاءِ
 على رصيفٍ باردٍ.
الإثنين ٢٠/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان  


الأحد، 19 ديسمبر 2021

تسكعات متزامنة



تسكعاتٌ متزامنة
شعر: علاء نعيم الغول 

لمَ دائمًا
 سأمرُّ من نفس ِالأماكنِ
 عائدًا للبيتِ أنظرُ في بيوتٍ
 لا تراني أسمعُ الأصواتَ 
دعواتٍ تلازمني كظلٍّ جائعٍ
 وأسيرُ ممتلئًا بأنفاسي ورائحةِ
 الهواءِ وأشتهي تبريرَ نوباتِ
 الحنينِ كأنها وخزاتُ صدرٍ في ليالي
 البردِ أمشي صاحبًا معي الشوارعَ
 وهي تلهثُ من خطى الماشينَ تعوي
 مثلما فعلَ العسيسُ على تلالِ الليلِ
 ثمَّ تقودني قدماي أبعدَ في حواري
 الشمسِ في هذا الفراغِ المستبدِّ
 بلهفتي لأعودَ أسرعَ تاركًا هذا الخليطَ
 على رصيفٍ يستطيعُ الإمتدادَ
 إلى أقاصي الصمتِ ثمَّ يجيءُ يومٌ
 بعد ذلكَ كي ألبي دعوةً مفتوحةً
 بين الشوارعِ مرةً أخرى كأنَّ
 تسكعاتِ الروحِ تشبهُ
 ما أقومُ بهِ وتلحقِ بي.
الأحد ١٩/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان 


















السبت، 18 ديسمبر 2021

واقع وجودي


واقعٌ وجوديّ
شعر: علاء نعيم الغول 

قلبانِ لي أم ألفُ نورسةٍ
 على بابِ الشتاءِ نهارُكِ الغافي
 على وجهِ الوسادةِ كاملٌ أم رغبةُ
 الدرَّاقِ في تأويلِ فاتحةِ الهوى
 أشهى من التفكيرِ في سِرِّ العناقِ
 ولي على بابِ المحطةِ مقعدٌ من ألف
 عامٍ سابقٍ كم راحلٍ قبلي مشى هذي
 المسافةَ كم سأبقى في المكانِ على
 شريطِ الوقتِ أنتظرُ الغيابَ
 حبيبتي وجهانِ لي أم ألفُ مرآةٍ 
أرى فيها اختلافاتِ النهارِ وما تبقى
 من فراشاتٍ على غصنٍ وأمضي في
 سؤالي عنكِ مقتسمًا خيوطَ الريحِ
 مع لونِ الظهيرةِ جالسًا 
وحدي على حجرٍ بعيدٍ
 في مكانٍ ما مكانٍ بين أحلامِ
 السماءِ وقسوةِ الصمتِ الذي
 ينتابني وقتَ السؤالِ عن 
السؤالِ المُنتَظَرْ.
السبت ١٨/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان


الجمعة، 17 ديسمبر 2021

أشياء وأشياء


أشياءُ وأشياءْ
شعر: علاء نعيم الغول 

وأحبُّ أشيائي 
وتربطني بها أشياءُ من فرحٍ
 وذكرى عابرٌ زمني من الصورِ
 القديمةِ في تفاصيلِ الحروفِ على
 رسائلَ في الصناديقِ القديمةِ 
بين طياتِ الثيابِ وفي جيوبِ معاطفي
 ولطالما فتشتُ عن أشياءَ تسحبني
 إلى ماضٍ سحيقٍ في بداياتٍ 
من الغيمِ البعيدِ ومن وجوهٍ لا أراها 
الآن لا يبدو سينفعُ ما أقومُ به من 
التفتيشِ عن نفسي هنا في كومةٍ 
من الأشياءِ ماذا لو تذكرتُ الذي قد
 راحَ ماذا لو بكيتُ ولو ضحكتُ لربما 
في النفس غاياتٌ تُلحُّ عليَّ أنْ أُفضي
 إلى نفسي كثيرًا علها ترتاحُ من أشياءَ 
توجعها ومَنْ أدرى بأوجاعِ الفتى
 من نفسهِ وأحبُّ أشيائي
 وما زالتْ  تلاحقني وتأخدني
 إلى الزمنِ البعيدْ.
الجمعة ١٧/١٢/٢٠٢١
حمسة ونقطتان    


الخميس، 16 ديسمبر 2021

مناشدات واحدة


مناشداتٌ واحدة 
شعر: علاء نعيم الغول 

عمري طريقُ بنفسجاتكَ
 يا هوائي يا نصيرَ العشبِ
 والقِلْعِ المسافرِ في بياضِ 
النورساتِ تعالَ يا صوتي البعيدَ
 من الحدودِ إليَّ أسْمِعْني دعائي
 يومَ كنتُ أرى السماءَ طريةً كعجينةٍ
 بيضاءَ في لونِ الصباحِ
 إليَّ يا دوريُّ خذني من هنا
 لهناكَ حيثُ السروُ فاتحةُ الظهيرةِ 
حيثُ رائحةُ القرنفلِ تسحبُ النياتِ
 منِّي يا سمائي هل لديكِ مواصفاتُ
 القلبِ كيف يكونُ أيامَ الشتاءِ وقبلَ
 وقتِ النومِ عند مجيئهِ ساعي
 البريدِ من المداخلِ حاملًا عتَبَ
 الرسائلِ آخذًا مني خطايَ
 وفي الأثيرِ تصاعدتْ آياتُ قلبي
 علها تصلُ التصاقَ الغيمِ
 بالغيماتِ تتركُ لي مساءً
 خاليًا مما يسيءُ لنافذاتٍ واسعةْ.
الخميس ١٦/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان

    

الأربعاء، 15 ديسمبر 2021

سؤال ولا أجوبة


سؤالٌ ولا أجوبة
شعر: علاء نعيم الغول 

هل أنتَ من سيقولُ لي
 كنْ ما تحبُّ وسوف أبقى حافظًا 
لكَ ذكرياتِكَ حاملًا لغةً تقربُنا
 كثيرًا موقنًا أنَّ الذي نحتاجهُ أبدًا
 سيجعلنا رفاقًا طيبينَ
 فقط علينا أنْ نرتبَ مفرداتِ
 الوردِ شيئًا أنْ نبادرَ في النشيدِ
 مع السنابلِ والظهيرةِ
 لا لشيءٍ بلْ لنجعلَ ما تبقى
 من دقائقَ يستحقُّ عناءَنا
 والبحثَ عن بابٍ يقودُ إلى القيامةِ
 دونما قلقٍ وتبقى نافذاتُ الحبِّ 
قادرةً على توصيفِ ما في القلبِ
 من صورٍ لهذا البحرِ والصِّدْقِ
 الذي يكفي لتأخذنا الحياةُ
 إلى أماكنَ تشبهُ العشبَ الذي
 غطى مروجَ الروحِ 
هل ستقولُ لي
 لكَ ما يريحُكَ
 تاركًا بابَ الحديقةِ واسعًا
 لفراشتينِ وصوتِ دوريٍّ صغيرْ.
الأربعاء ١٥/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان  


الثلاثاء، 14 ديسمبر 2021

وادي الشياطين


وادي الشياطين
شعر: علاء نعيم الغول 

أين الشياطينُ الصغيرةُ
 كيف أجمعها معًا في قمقمٍ
 في قاعِ بحرٍ معتمٍ 
هل هكذا سنكونُ أفضلَ 
هل ستمتنعُ الحياةُ عن ارتكابِ
 الموتِ والفوضى وهل سيعودُ شارعُنا
 طويلًا واسعًا كالظلِّ هل سأرى 
الخيالاتِ القديمةَ بين نفسي 
والسماءِ قريبةً مألوفةً ونقيةً
 كهواءِ تشرينَ المعلقِ في سقوفِ 
مدينةٍ مفتوحةٍ لمجازفاتٍ غير 
واضحةٍ وتتسعُ الحكايةُ من جديدٍ 
أستعيدُ علاقتي بشهيتي وتأملاتي
 إنها لحظاتُ عمرٍ ضيقٍ وتساؤلاتٌ
 غير كافيةٍ لشيءٍ غير أني الآن 
لا أحتاجُ أكثرَ من فراغٍ واسعٍ
 ينسابُ في هذا الشعورِ الحرِّ 
يأخذني إلى ما ليسَ معروفًا
 ويتركني هناكَ إلى الأبدْ.
الثلاثاء ١٤/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان  


الاثنين، 13 ديسمبر 2021

نداء والندى



نداءٌ والندى
شعر: علاء نعيم الغول 

ألا إنَّ الندى قلبٌ
 وقلبُ الوردةِ الحمراءِ لوزُ
 الصيفِ والصيفُ اعترافُ الماءِ
 بين الرملِ والرملُ البدايةُ منذ أنْ
 بدأ الطريقُ من القرى لمدينةٍ معزولةٍ
 مُدُنِ الرحيلِ تحيطُنا بالضعفِ
 فينا تزدري أحلامَنا وقد اختزلناها
 كثيرًا والندى طعمُ احتياجاتي 
القديمةِ لا أظنُّ الوقتَ يمنعنا فقط 
نحتاجُ ما لا يجعلُ الأرواحَ تخبو
 والطريقُ طويلةٌ دومًا 
طويلٌ شعرُكِ المتروكُ بين النومِ
 والتفكيرِ في طولِ العناقِ
 وللندى لونُ المجازاتِ الكثيفةِ 
وهي تلمعُ في ثنايا فكرةٍ ركَّبْتُها
 لتكونَ ممتعةً ويبقى القلبُ أولَ 
مَنْ يراعي أنني سيشدني هربي
 إليكِ وأنتهي عطرًا يلامسُ فيكِ
 ملمَسَكِ المشبَّعَ بالهواءِ وبالندىْ.
الإثنين ١٣/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان  

















الأحد، 12 ديسمبر 2021

أطراف متنافرة


أطرافٌ متنافرة
شعر: علاء نعيم الغول 

لونٌ من الزهرِ والألوانُ
 خادعةٌ صوتٌ من الحبِّ والأصواتُ
 ضفَّاتُ الحنينِ علامةٌ في البحرِ
 والبحرُ اتجاهٌ واحدٌ عيناكِ
 ملهِمتان والعينان زاويةُ الخروجِ
 من السماءِ إلى فضاءِ النرجساتِ
 ظهيرةٌ للطيرِ والطيرُ الدعاءُ
 على طريقِ الريحِ
 في قلبي انعطافاتٌ لألفِ
 حقيقةٍ وحكايةٍ لكنها لم تكتملْ
 لتصيرَ واجهةَ المسافةِ 
رغبتي في النومِ رغباتٌ تناسبُ 
حالةَ الترفِ التي فيها الخريفُ
 بدايةٌ وشهيةٌ للكستناءِ أحبُّ فيكِ 
الشوقَ والشوقُ النشيدُ أمامَ مرآةِ
 الصباحِ وقدْ تغذى الشَّعْرُ
 منكِ بعطْرِ ليلاتٍ طوالٍ تحتَ 
ضوءٍ باردٍ والآن يغمرُنا الصدى 
وصدى الفراغِ يصمُّ آذانَ النوافذِ كلها
 وأنا هناكَ إذا أتيتِ سأنتظرْ.
الأحد ١٢/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان








السبت، 11 ديسمبر 2021

ما هادىء إلا القمر


ما هادىءٌ إلا القمرْ
شعر: علاء نعيم الغول 

في غابةٍ بين الخيالِ
 وشارعٍ في الحيِّ كنتُ أخبِّىءُ
 الساعاتِ أطويها كما ورقٌ
 رقيقٌ كان لي فيها مكانٌ للقمرْ
 بل كنتُ أعبرُ في الجذوعِ
 إلى أماكنَ لا تقلُّ غرابةً عن
 مغرياتِ البرتقالةِ وهي تشملني
 برائحةٍ من الغيبِ البعيدِ وراءَ
 ذيَّاكَ البياضِ الجامحِ المجدولِ
 بينَ القلبِ أنفاسي وشوقي المستعرْ
 بلغَ الهوى مني جنوني بالظهيرةِ
 وهي تعجنُ في الهواءِ المسكَ
 تأتي بالسنونوةِ الطليقةِ كي ترافقني
 إلى الكوخِ الذي قلنا سيجمعنا قريبًا
 والخيالُ يطيبُ في غرفِ الشتاءِ
 وجنبَ مدفأةٍ من الطوبِ المجففِ والحجرْ
 بلْ إنها النارُ التي فتحتْ تفاصيلَ 
الهدوءِ لنا ورغباتِ التعلقِ
 بالذي لا يُنْتَظَرْ.
السبت ١١/٢٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان  


الجمعة، 10 ديسمبر 2021

كلمات على طابع البريد


كلماتٌ على طابعِ البريد
شعر: علاء نعيم الغول 

في الليلِ
 يبدو الليلُ أطولَ
 في النهارِ تغيبُ عنا نافذاتُ
 الوقتِ تبتلعُ الدقائقُ ما تبقى من
 صدى الخطواتِ ثم تطيرُ أغلفةُ 
الرسائلِ في هواءٍ ليس يعرفُ كيف
 كُنَّا قبلَ هذا الوقتِ نجمعُ بين 
أنفسنا ورائحةِ الشواطىءِ
 بين أغنيةٍ تلاحقنا وأسوارِ المدينةِ 
بين ما في النفسِ من أوهامها
 والحبِّ يبقى الليلُ فاتحةَ المجرةِ 
غرفةً ممسوسةً فيها هواجسُنا الخفيةُ
 والترددُ فيها انهياراتُ الشتاءِ وذكرياتُ
 الصيفِ فيها كلُّ أمتعةِ الرحيلِ وكم 
نحبُّ البحثَ عن أفكارِنا بعد الهزائمِ
 وانتهاءِ الحربِ بعدَ مكاشفاتٍ لا تؤدي
 للكثيرِ من الهدوءِ لقدْ تغيرتِ الحياةُ
 ولم تعدْ تكفي
 ونحنُ لنا الكثيرُ لنفعلهْ.
الجمعة ١٠/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان


الخميس، 9 ديسمبر 2021

أسئلة مناسبة


أسئلةٌ مناسبة
شعر: علاء نعيم الغول 

سأحبُّ من قلبي
 ويبقى القلبُ كأسَ الزهرةِ
 الأولى ونبضَ الفجرِ في أيارَ
 في هذا المساءِ تسابقتْ كلُّ الجهاتِ
 وأغرقتني في صداها في تفاصيلِ
 المواسمِ كيفَ تختارُ البيوتَ وكيفَ 
تسكنُ في النوافذِ كيفَ تنفذُ في
 الزجاجِ بكلِّ لونٍ باردٍ سأطلُّ 
من قلبي على ذاكَ المدى أستوقفُ 
الطيرَ الذي سبقَ الغمامةَ
 هل رأى وجهَ المدينةِ وهي تنهضُ
 في الصباحِ وهلْ رأى صورًا
 تلاحقُ نورساتِ الظُّهْرِ هل سمع
 النداءاتِ التي عَلِقَتْ بأسلاكِ الندى
 والكهرباءِ لديَّ أسئلةٌ وفي قلبي
 تسابقتِ الحياةُ مع الرغائبِ
 لا أرى شيئًا يساوي غربتي وتفاؤلي
 ما زلتُ معترفًا بأني فكرةٌ نبتتْ 
على جنبِ الرصيفْ.
الخميس ٩/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان    



الأربعاء، 8 ديسمبر 2021

أماكن فارغة

 
أماكنُ فارغة
شعر: علاء نعيم الغول 

هي لحظةٌ للحبِّ 
ما للخوفِ أمكنةٌ سوى في
 القلب في هذا المكانِ الشاسعِ
 المتروكِ منذُ الصيفِ للعبثِ الذي
 لا ينتهي وإذا بقيتُ لكلِّ عامٍ سوفَ 
أنفضُ عنهُ آثارَ البقاءِ بلا هدوءٍ 
كلَّ هذا النومِ في الأحلامِ ما
 نحتاجُ في الآلامِ ما نخشاهُ
 في الباقي من العمرِ الجميلِ
 مناسباتٌ للتلاقي مرةً أخرى 
على الطرفِ النقيِّ وهكذا تأبى 
الحكاياتُ التي بيني وبينكِ أنْ تكونَ
 بلا حكاياتٍ أحبكِ هكذا قلنا وقلتُ أنا
 الذي سيظلُّ مرتكبًا لهذا الوعدِ 
مراتٍ ولا أنسى متى جئنا معًا لمدينةٍ 
مفتوحةٍ للريحِ للشمسِ البعيدةِ
 لحظةُ الحبِّ التي كانت
 تعيدُ لنا من الدفءِ الكثيرَ
 ولا يعودُ سوى الذي نحتاجهُ
 لنعيشْ.
الأربعاء ٨/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان


الثلاثاء، 7 ديسمبر 2021

فراغات وفجوات


فراغاتٌ وفجوات
شعر: علاء نعيم الغول 

كم واسعٌ هذا الأفقْ
 كم فيه من طيرٍ ومن غيمٍ
 وفي هذا الخيالِ عوالمُ الليلِ البهيمِ
 وزرقةُ البحرِ العميقِ تآمرَتْ 
في النارِ رائحةُ السطورِ وحبرُها
 وتصاعدتْ آهاتُها لهبًا وفيها
 جاهدتْ أنفاسُ من عشقوا ومن كتبوا
 وغامرنا معًا والصوتُ كم أذكى لهيبًا ما 
وفي نياتنا هذي المساحاتُ الكبيرةُ 
من شرودٍ واضحٍ وغفوتُ قبل هنيهةٍ 
ورأيتُ أني في مكانٍ غير هذا
 لستُ أعرفهُ
 غريبٌ أننا بسهولةٍ نجتازُ فوهةَ
 المنامِ نمرُّ من حلمٍ لآخرَ
 غير أنَّ الوقتَ يبدو وقتها وهمًا كبيرًا 
واسعٌ هذا الوجودُ بنا
 وفي أحلامنا ما ليس نفهمه
 أو ليس ينفعنا
 ولكن في النهايةِ لا هروبَ من النهايةِ
 والحقيقةُ أننا لا وقتَ نملكهُ 
لنبدأَ من جديدْ.
الثلاثاء ٧/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان   



الاثنين، 6 ديسمبر 2021

مجازات ملونة


مجازاتٌ ملونة
شعر: علاء نعيم الغول 

هذا هدوءٌ ناخرٌ في الصمتِ
 في هذي الظهيرةِ غرفتي تمتدُّ فيها
 خلفَ ذاكرةٍ مُعَبَّدَةٍ كطرقاتِ الخيالِ
 كما الشوارعُ في مخيلتي البهيجةِ
 جالسٌ وحدي وأنظرُ في بياضِ
 السقفِ فيما بعدهُ متسلقًا وهمي
 بأني أستطيعُ الموتَ أيضًا والبقاءَ
 وفكرتي عني تدورُ كما النواعيرُ 
البعيدةُ في حقولٍ جاعَ فيها الوقتُ
 وامتلأتْ حواصلُ طيرها فاستمهلتْ
 صيفًا طويلًا غير أنَّ البحرَ دومًا يُفشلُ
 العشاقَ يغريهمْ ويأخذُ ظلَّهمْ ليحوكَ
 منهُ أسى الفِراقِ وأغنياتٍ للنوارسِ 
هكذا يبدو الهدوءُ مراوغًا ويثيرُ فيَّ 
الذائقاتِ لكلِّ ما في القلبِ من صورٍ
 وفي لغتي مجازاتٌ 
ولونٌ لا يميلُ لأيِّ لونْ.
الإثنين ٦/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان 


الأحد، 5 ديسمبر 2021

حقائق لم تكن


حقائقُ لم تكنْ
شعر: علاء نعيم الغول 

لم تنهمرْ بعدُ السماءُ
 ولم نعدْ للبيتِ لم نعثرْ على 
بابِ الحديقةِ رغم أنَّ الوصفَ كان
 مفصَّلًا لا بأسَ هذا الأمرُ مألوفٌ
 سنتْبَعُ دائمًا ما ليسَ موجودًا 
ونخسرُ من دقائقِنا الكثيرَ 
فقطْ لأنَّا رَهْنُ منظوماتِ فِكْرٍ
 أفسدَتْ ما كان يمكنُ أنْ يكونَ
 كما نريدُ فقطْ علينا أنْ نفكرَ كيفَ
 نعطبُها ونبدأُ من هنا وهنا
 انعطافُ البحرِ بادئةُ الفراغِ وغرفةٌ
 فيها أنا ورسائلي وأَسِرَّةٌ لا تنتهي قد 
رُتِّبَتْ للوقتِ للزمنِ الذي حفرَ الخيالَ
 على الجدارِ وقسَّمَ الأحلامَ بين
 وسائدي وهربتُ في نفسي مرارًا 
باسطًا للريحِ أجنحتي وللأمواجِ رَمْثًا 
طافيًا سيجوبُ بي جُزُرًا 
علَتْها الريحُ واختفتِ الحقيقةِ 
منذُ أنْ بدأَ النهارْ.
الأحد ٥/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان  


السبت، 4 ديسمبر 2021

أشياء بيضاء


أشياءُ بيضاء
شعر: علاء نعيم الغول 

ما زالَ قلبي صورةً بيضاءَ
 ما زلتُ المراقَبُ من بياضِ اللونِ
 ما زلتُ البعيدَ هناكَ خلفَ حدودِ
 أمنيةٍ تربَّتْ في زوايا من حنينٍ
 وانعتاقٍ أيهذا الوردُ كيف لكلِّ 
هذا الوقتِ أنْ يأتي بما في النفسِ
 من أشياءَ لو رغباتُنا تمتدُّ فينا 
مثلما فعلتْ جذورُ الآسِ في أحواضها
 لتعاظمتْ فينا النهاياتُ الأكيدةُ
 لاقتربنا من نوافذَ تكشفُ المجهولَ
 فينا تقلبُ التفكيرَ تجعلُ أمنياتِ 
الروحِ شكلًا غير عاديٍّ وفي قلبي
 تفاصيلي التي حفرت لها مجرىً 
عميقًا في عروقٍ من هواءٍ ناعمٍ في
 الروحِ لا أنسى اتهاماتي لنفسي ولا حتى
 أراني واحدًا بل ألفَ زاويةٍ وتبقى صورتي
 بيضاءَ خاليةً كوجهِ البحرِ
 من فوقِ التلالِ العاليةْ.
السبت ٤/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان   


الجمعة، 3 ديسمبر 2021

على ورق سميك


على ورقٍ سميك
شعر: علاء نعيم الغول 

في لحظةٍ تقعُ المدينةُ كلها
 في بركةِ الماءِ الصغيرةِ كلها 
تحتِ الركامِ  وكلها في النومِ
 تختنقُ المدينةُ كلها في أي وقتٍ
 ربما ظلُّ العصافيرِ الصغيرةِ قد
 يعيقُ نموَّها هي بقعةٌ زيتيةٌ تطفو
 على وجهِ الحقيقةِ أنها لم تكتملْ 
يومًا ولا حتى لها بابٌ لنخرجَ منهُ
 أضحتْ كتلةً حجريةً منحوتةً في الوهمِ
 والفوضى وأضحتْ صورةً مطعونةً
 في وجهها الورقيِّ كم من مرةٍ سقطتْ 
على مرأى من الماضي 
وما يدريكَ قد تنهارُ
 أكثرَ بعد حينٍ إنها المدنُ التي عبثت
 خفافيشُ الهلاكِ بها فأضحتْ ما ترى
 وأرى المدينةَ مرةً أخرى بلا سقفٍ
 وتأبى أنْ تواجهنا بما فيها
 وفيها ما يعيدُ لنا الحياةَ
 وفي الحياةِ بقيةٌ من كل شيءْ.
الجمعة ٣/١٢/٢٠٢١


الخميس، 2 ديسمبر 2021

حياة على موجة مالحة



حياةٌ على موجةٍ مالحة
شعر: علاء نعيم الغول 

شوقٌ إلى الماضي
 إلى ما ليسَ يرجعُ إنه
 الباقي على أشواكِنا وظهورِنا
 بل إنهُ الموصولُ حتمًا بالشهيقِ 
وبالرؤى والإنتظارِ وبالتخيلِ والتغاضي
 عن أمورٍ ليس يُجدي أنْ نعودَ لها 
مرارًا ليس ينفعُ أنْ نحاسبَ ما اقترفنا
 في زمانٍ لم يكنْ بالفعلِ شيئًا سيئًا
 لم نكنْ إلا الذي كُنَّاهُ يكفينا الذي
 يكفي لعُمْرٍ قادمٍ لحكايةٍ تأتي 
بما تأتي بهِ إني أرى الماضي طيورًا
 من بعيدٍ ربما طيفًا بلونٍ لا يُرَى
 في النومِ أو حتى النهارِ لقد عزمتُ
 على التخلي عنْ إراداتي التي 
ارتبطتْ بهذا الوقتِ والتفكيرِ في هذي
 الضوابطِ كلها حلمي حياةٌ لا يُرَاعى
 الوقتُ فيها والقوانينُ التي
 وضِعَتْ وصارتْ
 بعد ذلكَ قوقعةْ.
الخميس ٢/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان




الأربعاء، 1 ديسمبر 2021

على باب المدينة


على باب المدينة
شعر: علاء نعيم الغول 

ما زال يومًا باردًا
 ما زال في الرأسِ الكثيرُ
 من التخيلِ كلُّ شيءٍ هادىءٌ هذا
 الصباحُ وكلُّ شيءٍ يستحقُّ توقعاتِ
 الغيمِ حيثُ هناكَ رائحةُ الهواءِ
 تمرُّ من بينِ النوافذِ صوتُ
 قطراتِ المياهِ على الرصيفِ يقولُ
 لي ما زالَ لونُ الشمسِ مختلفًا
 وما زلنا نحاولُ فهمَ أو طمسَ
 الحقيقةِ باردٌ وجهُ المدينةِ
 ربما هذي نهايةُ ما نعبِّرُ عنهُ
 في زمنِ الشتاءِ وفي كتابتِنا
 لأسماءِ الذين تسببوا في كلِّ هذا 
البردِ تمتنعُ المدينةُ عن ملاطفةِ
 المسافةِ بين هذا البحرِ والفرحِ
 العميقِ غداةَ صرتُ مناسبًا لعلاقتي
 هي ذكرياتٌ لو تعودُ أُعادُ لكنْ قد 
عرفنا ما مضى والقادمُ المفتوحُ
 للأحلامِ يجعلني محقًّا 
في الكثيرِ من التفاؤلِ والفرحْ.
الأربعاء ١/١٢/٢٠٢١
خمسة ونقطتان   








الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

فلوريا

فلوريا
(إستهلالْ)
شعر: علاء نعيم الغول 

تهبُ الظهيرةُ لي مكانًا للفرحْ
 كُنَّا معًا وأنا وأنتِ وبيننا هذي 
المسافةُ من هواءِ القهوةِ الدافىءْ
 وفي عينيكِ أبعدُ ما يكونُ البحرُ 
في الشمسِ الصغيرةِ كنتُ أقرأُ 
فيهما معنى الحياةِ مع الدقائقِ 
كيفَ نكبرُ تاركينَ على الرصيفِ 
خطى السنينِ المستحيلةِ كان 
وجهُكِ زهرةً بريةً وعلى ابتسامتكِ 
اختلفتُ معَ المكانِ هي انعتاقُ 
الروحِ تبريرُ الجنونِ ولهفةٌ مكشوفةٌ 
وتداعياتُ القلبِ وهو يفيضُ مشتعلًا
 كأعوادِ الثقابِ على الورقْ
 ويداكِ ناعمتانِ كالسَّهَرِ الخفيفِ 
وأغنياتِ الشوقِ في ضوءِ القمرْ 
هي قُبلةٌ كانتْ تساوي ما انتظرتُ 
وما اعتقدنا أنهُ سيكونُ فاتحةَ البداياتِ 
الجميلةِ وارتكبنا الحبَّ حتى صارَ 
ذائقةَ الفراغِ الواسعةْ
نستقبلُ الدنيا معًا 
كانت قديمًا فكرةً لنمرَّ منها 
وافترقنا كلَّ هذا الوقتِ أنتِ على 
الضفافِ المستحيلةِ تحفرينَ الريحَ 
تنهمرينَ بين مدينةٍ ومحطةٍ 
وتجدفينَ قواربَ النورِ السريعةَ 
في بحارِ الوقتِ والأحلامِ أعرفُ كم 
عليكِ من انتظارٍ كي تجفَّ رسائلُ 
الماضي على مهلٍ وكنتُ أجرُّ وقتي 
مدركًا أنا سنقتسمُ الطريقَ ونلتقي 
مُتسلِّقَيْنِ ضفائرَ الفرحِ الأكيدِ وكنتُ 
أرسمُ غربتي في لحظةٍ صدقتُها أنا 
سنختطفُ المصيرَ ونستعيدُ هشاشةَ 
النظراتِ وهي تذيبُنا في نكهةٍ تزدادُ 
بين شفاهِنا أنتِ انتصارُ الذكرياتِ 
أنا احتراقُ الوقتِ مراتٍ على أطرافِ 
أيامي وقد دونتُها شوقًا إليكِ تنهداتٍ 
لا تنامُ وأغنياتٍ لا أقاومها وقلبي 
لا يزالُ يدقُّ من حبٍّ ومن شغفٍ 
ليومٍ جاءَ من خلفِ الفصولِ لنلتقي
من ذاكَ يعرفُ كيف قلبي الآن 
كيف أنا وكيف أرى المدينةَ من 
زجاجكَ أيها المقهى المعدُّ  لكل 
هذا الحبِّ كيف لكل هذا القلبِ أن 
يحوي الذي ينتابني وأنا أفكرُ في 
المسافةِ كيف كانت بيننا وأنا أراها
 بعد طول الإنتظار هنا أمامي غربةً
 مطويةً كرسائل الماضي القديمةِ 
كان وجهُكِ قادماً من خلف هذا العمرِ
 يدعوني لأكتبَ فيكِ كيف تشقق الوقتُ
 العنيدُ وكيف تقتربُ البدايةُ من نهايتها
 وكيف يعودُ ما جئنا له لا بد من تدوينِ
 نزفِ الروحِ وهي تئنُّ من شوقٍ وحرقاتٍ 
بحجم شوارعِ الأمسِ البعيدةِ كان وجهُكِ
 يستمد ظهيرتي من لحظة فتحت
 خوابي الليلِ والسفرِ الذي ابتلع المحطاتِ
 الغريبةَ والقريبةَ كيف أبدو الآن والصورُ
 التي في الرأس تنسى كم أنا في نشوةٍ
 غرست جذور النار في جفنيَّ
 أشعلت اعترافاتي بأني لم أعد متيقنًا
 مما أرى لا بدَّ من فوضى ومن قلبٍ ضعيفٍ
 كي نحبَّ بلا وعودٍ مسبقةْ
 أو قد نجاملُ بعضَنا شيئًا ونخفي
 في المآقي دمعةً أخرى ونظراتٍ بلا
 معنى ونحملُ بسمةً مفتوحةَ التأويلِ
 أنتِ كما المدينةُ تستحينَ من التعلقِ بالغرامِ
 أنا علقتُ على طريقِكِ منذ أنْ كنا صغارًا 
باردينَ وذرةٌ في القلبِ أضحتْ ما عليهِ الآنَ
 من نارٍ وسلوى لا عزاءَ مع المسافةِ
 أنتِ تنتقلينَ بين الريحِ والمدنِ السريعةِ 
كم أمرُّ متى ارتحلتِ ببالكِ المملوءِ بالخطواتِ
 أضواءِ الشوارعِ والوجوهِ 
لربما أنا نقطةٌ في لحظةِ العبثِ 
التي تطفو على وجهِ التذاكرِ
 في محطاتِ الغيابِ
 حبيبتي أنا دائمُ التفكيرِ فيكِ وسوف أبقى
 حاملًا عمري وأنتِ وما تبقى في قشورِ
 البرتقالةِ للشتاءِ وفي صفاءِ اللوزِ للصيفِ البعيدْ
ما هادىءٌ إلا الفراغُ
 ومُتعَبٌ قلبي قليلًا 
غارقٌ في البحثِ عنِّي ربما أنتِ
 الطريقُ وربما نحنُ النهايةُ
 ما لديكِ الآنَ كي نرتاحَ شيئًا من عناءِ
 النومِ حتى الظهرِ ماذا بعدَ هذا الإعترافِ
 بأننا أشلاءُ ماضٍ يجعلُ الدنيا
 على غصنٍ يميلُ مع اهتزازِ الوقتِ
 والريحِ الخفيفةِ هادىءٌ وجهُ السفرجلِ
 أو أنا متأثرٌ بمدى العلاقةِ بيننا
 غامقٌ لونُ الغمامِ أمِ السماءُ الآنَ تعجزُ
 عن ملاحقةِ الفراشةِ
 إنها أوقاتُ بردٍ والشتاءُ حبيبتي يكفي
 لنحلمَ أو نفكرَ بالبقاءِ كما تعودنا معًا
 قلبي وقلبكِ خاليانِ من الترهلِ وانعدامِ
 اللينِ قلبانا مكانٌ واحدٌ للوردةِ الحمراءِ
 أعرفُ أن روحي لا تسافرُ بل تقيمُ هنا
 وعندَكِ هكذا نبقى معًا
في وجهها
لا بوحَ كالنسيانِ
 لا نسيانَ ينفعُ
 هكذا قلبي وقلبكِ هادىءٌ
 وأنا الوحيدُ كما ترينَ
 مسافرٌ في الروحِ
 تبدو الروحُ واقفةً كعرباتٍ معطلةٍ
 وبين توقعاتي منكِ والحبِّ الكبيرِ
 توقعاتٌ غير معلنةٍ
 ويدفعني النهارُ إليكِ
 يبدأُ عامُنا بحكايةٍ
 حرفانِ يرتشفانِ قهوتَنا وتأبى مفرداتي
 أن تطاوعني وأعجزُ عن ملاحقةِ
 الذي في القلبِ
 آسرةٌ ملامحكِ البعيدةُ
 لا أراكِ ولا أراها لستُ أعرفُ من أنا
 لا بدَّ من حالٍ نغيرهُ معًا يومًا
 يُرينا أولَ الدربِ الطويلِ وبعدها
 سنحبُّ ما يأتي ونعتنقُ الهواءَ
 ونختفي بين الوسائدِ غارقينِ ومؤمنينِ
 بأننا كنا معًا من قبل هذا
 واتفقنا أن نعودَ وسوف نرجعُ عن قريبْ
والثلجُ كان حكايةً بيضاءَ
 كان الصمتُ يتبعُ ظلَّكِ الممتدَّ بين
 مقاعدِ الغرباءِ والشجرِ العتيقِ
 وكان قلبي يتبعُكْ
 والليلُ كان حكايةً أخرى
 وأحلامي تلاحقُ أغنياتِكِ بين ألوانِ
 الوسائدِ والشموعِ
 وكان قلبي يسمعُكْ 
هي لحظةٌ بيني وبينكِ
 عالمٌ من ألفِ نورسةٍ تعيدُ لنا
 السماءَ وذكرياتِ البحرِ والدنيا
 وقلبي كانَ يبحثُ في الهواءِ ليمسِكَكْ
 عيناي أنتِ وخطوتي 
عدلًا أحبكِ
 قلتُها وعرفتُ أني في هواكِ
 أعودُ أجملَ قلتُها 
ويدايَ من خلفِ الطيوفِ ستلمسُكْ
 هذي ثلوجُ الروحِ يكسوها الهروبُ
 يذيبُها دفءُ العناقِ على يقينٍ
 أننا لا ننتمي للخوفِ للوقتِ الذي أخفى
 الحقيقةَ مثلما أخفت ثلوجُ الليلِ عشبًا
 من بعيدٍ يعرفُكْ
لا تنسَ أنكَ كنتَ يومًا عاشقًا
 يُنسيكَ وقتُكَ ما عليكَ من التفاؤلِ
 والصمودِ وأنتِ عدلًا لوزةٌ بريةٌ
 قلبي يناسبهُ التماهي فيكِ
 يعرفُ أنَّ لونَ الحبِّ ليس مفاجئًا
 في الصيفِ أو تشرينَ يعرفُ أنَّ عينيكِ
 الهروبُ وفي الهروبِ بدايةٌ دومًا
 وتضحيةٌ تساوي غربةً مفتوحةً للطيرِ
 والعبثِ الطبيعيِّ المغلفِ بالعتابِ ونزوةٍ
 مخفيةٍ بيني وبينكِ في زوايا الصمتِ
 في هذا المكانِ المستباحِ وفي الجنونِ حكايةٌ
 وحياتُنا والنافذاتُ الآن تكبرُ ثم تكبرُ
 ثم يأخذنا الحنينُ إلى الوراءِ ولحظةٌ فيها 
نحبُّ تصيبُنا بتوقعاتٍ أصبحتْ سببًا
 لأن نحيا ونحيا إنما الدنيا لنا
 ما ليس يعرفه سوانا
 يا حبيبتي التي كم أشرقت أنوارُها
 في القلبِ في سفري هناك ومن هنا
لا تأخذي بوساوسِ الليلِ الكئيبةِ
 لا تنامي والنوافذُ غير مقفلةٍ
 وكوني في السريرِ مبكرًا أو قبلَ
 نصفِ الليلِ ذلكَ يمنعُ الشمعاتِ
 من فضحِ المرايا والوسادةِ
 خبئيني بين جلدِكِ والغطاءِ ورافقيني
 في منامكِ أو منامي أو على طرفِ
 البحيرةِ وانزلي في مائها بهدوئكِ
 الورديِّ وحدَكِ تحتَ شمسِ الصيفِ
 أرسمُ عاجَكِ المبلولَ في غرفِ الخيالِ
 وأنتشي في لحظةٍ عفويةٍ هذا الجمالُ
 حكايةٌ مأخوذةٌ من عاشقَيْنِ توغلا في الصمتِ
 وانتزعا أنينَ الوردِ من نابِ الأماني
 وانتزعتُكِ من جفونِ الأمسِ كيلا يغمضَ
 الماضي علينا والتمستُ الحبَّ فيكِ ونمتُ
 في شفتيكِ همسًا لستُ أسمعهُ وأنتِ تلامسينَ
 ملامحي بطيوفِ ليلِكِ والمساءْ
في وجهكِ البحرُ العميقُ 
ولم تضعْ تلك السماءُ كما اعتقدنا
 لم نكنْ شهداءَ يومَ تآمروا حولَ المدينةِ
 وهْيَ عاريةٌ كما نراها الآنَ كاشفةً
 أمام العابرينَ نوافذَ الجوعى
 وأبوابَ الذين يقطِّعونَ النومَ بين صغارهم
 أنتِ اختصارُ القلبِ في حرفينِ
 لا أقوى على تبديدِ ما في القلبِ
 كيلا أنتهي ورقًا على رفِّ الغيابِ 
وبيننا دفءُ اليدينِ وقبلةٌ لم تكتملْ
 وطريقُنا فتحَ المواعيدَ القليلةَ
 لا جنونَ كقصةٍ نسعى إلى تدوينِها
 بحروفِنا والوقتِ يا هذا الكلامُ تعالَ
 نفتعلُ الحنينَ أمامَ مَنْ ليسوا لنا
 بمُصدقينَ تعالَ نملأُ صفحتينِ من الأنينِ
 على مسامعِ مَنْ أصمَّهمُ الخمولُ وضاعَ
 من تفكيرهم معنى الحياةِ 
وللحياةِ الآن طعمٌ مختلفْ
حتمًا تجاوزنا معًا وجعَ الأماكنِ
 لم يعدْ يجدي السؤالُ عن الهوى
 في القلبِ باقٍ لم يُصَبْ بالسوءِ يومًا 
يا جميلتي البعيدةَ خلفَ هذي الريحِ
 بين الصوتِ والمدنِ الغريبةِ
 كنتِ لي وجهَ السماءِ ولهفةَ البحرِ
 العميقةَ عُمْقَ ما في النفسِ من أشواقِها
 ليديكِ والماضي وإني أستمدُّ الإنعتاقَ 
من التساؤلِ من طيوفكِ فاغمريني
 ما استطعتِ بدفءِ قلبِكِ
 إنني ما عاد لي سَكَنٌ سوى أنفاسكِ
 الحرَّى وصوتِكِ في ليالي البردِ
 يا وقتي الذي أنفقتهُ هربًا إليكِ وباحثًا 
عن لونِكِ البريِّ في عينيكِ
 واقتربي قليلًا من وسادتيَ التي أوجعتُها
 سهَرًاوفِكْرًا واهمسي فيها لتأخذَني
 الطيوفُ إليكِ يا حبي الذي لا ينتهي
لا بدَّ أنكِ تنكرينَ عليَّ شوقي
 لا سبيلَ لأنْ أعودَ إلى الوراءِ وأنتِ أصداءُ
 الذي بيني وبينكِ لا فراغَ ولا مكانَ
 ولا هدوءَ ولا جنونَ سوى الذي ينتابني
 هربًا إليكِ بعيدتي وحبيبتي وتقلباتِ الموجِ
 في صدري أنا الغافي على دمعي ومتبعُ
 الطريقةَ كي أكونَكِ أو أكونَ المستباحَ
 على شفاهكِ واليدينِ أراكِ لي ما لا يُرَى
 وأعودُ من حلمي بوجهكِ موغلاً في الصمتِ
 منقلبًا على نفسي ومرآتي فماذا
 لو جمعنا في المدى القلبينِ 
خلَّصنا العتابَ من العتابِ
 وليس من طبعِ الهوى هذي الملامةَ
 ردني شوقي أليكِ وعادني في الليلِ
 طيفُكِ هكذا تمضي الليالي الناعساتُ
 وهكذا في الحبِّ تحيا الذكرياتْ
تتكسَّرُ الأوقاتُ 
تفقدُ شكلَها وأنا أفتشُ عنكِ
 أعرفُ أنَّ معنى اليومِ ضاعَ وأنتِ
 خلفَ زجاجِ هذي النفسِ أخشى
 أن يحطمها القلقْ
 قلقي عليكِ من الهواءِ بأنْ يجفَّ
 وأنْ يصيرَ الوردُ لونَ الحائطِ العاري
 حبيبتي النقيةَ في مدينتنا الصغيرةِ
 مقعدٌ وأنا وأنتِ أمامَ لونِ البحرِ
 نرسمُ مَهْرَبًا في الغيمِ نعبرُ في تجاويفِ
 الملوحةِ وهي تلفحُ ريشَ نورسةٍ
 وقلبي هزَّهُ شوقي إليكِ
 كم الحياةُ ضعيفةٌ في منحها أشياءَ تكفي
 للبقاءِ بدون شكوى
 فيكِ أحلامي تزيدُ
 وأنتِ عدلًا تُقبلينَ عليَّ من خلف الغيابِ
 المستحيلِ ومن شقوقِ البرتقالةِ من غلافِ
 روايةٍ كنا نتابعها معًا عن عالمٍ متغيرٍ
 وحقيقةٍ مكسورةٍ كالوقتِ
ماذا كلُّ هذا الماءِ
 ماذا أنَّ لونَ البحرِ يصبحُ فاتحًا بعد المطرْ
 ماذا علينا لو تراضينا قليلًا واختلفنا
 حولَ جدوى الحبِّ في زمنِ التحولِ
 وانتهاكِ الذكرياتِ
 مؤكدٌ بعضُ الإجابةِ صادقٌ 
أو مربكٌ والناسُ ينشغلونَ أسرعَ
 بالعلاقاتِ الخفيفةِ 
لا يهمهمُ الكثيرُ من التفاصيلِ المثيرةِ
 والدليلُ حبيبتي هذا الفتورُ مع المدينةِ
 والتخاذلُ في التعاطي مع بلادةِ وجهِ
 هذا الغيمِ في هذا الصباحِ الباردِ القاتمْ
 لعلكِ تعرفينَ لمَ التقينا واستعدنا ما لدينا
 أو تركنا كم أحبكِ والتساؤلُ نصفُ ماءِ
 البرتقالةِ ما تحاولُ أن تترجمَهُ الفراشةُ فوقَ جلدكِ
 صورةً وشمًا بلونِ الليْلَكِ البريِّ
 فانتفضي من العبثِ المعتَّقِ في فِراشِكِ
 وانهضي قبل الظهيرةِ كي يكونَ غناؤكِ
 اليوميُّ مكسوٍّا برائحةِ الشتاءِ
 أنا أحبُّكِ
 تعرفين الآن أسمائي ومعنى أنني أعطيتُكِ
 الثقةَ التي ما مرةً أُعْطِيتِها فاستمسكي بالوردِ
 لا تقفي على طرفِ البحيرةِ قبلَ ساعاتِ
 المساءِ هناك أمنيةٌ وقلبي طائرٌ من قبلِ
 هذا الوقتِ فاتحةُ الشموعِ ومهرجانُ الضوءِ
 في لون الشفقْ 
أنثايَ أنتِ ورغبتي والروحُ
 ثالوثُ القداسةِ في العلاقةِ بيننا
 تزدادُ فيكِ النارُ تزدادينَ أوسمةً
 من الفرحِ المعلقِ بين نافذةٍ وأخرى
 إنها الدنيا حبيبتي البعيدةَ 
تستطيعُ البحثَ عنا لا تورطُنا كثيرًا في دروبِ البعدِ
 حقا لا أحنُّ متى حييتُ سوى ليومِ كان يجمعنا معًا.


في وجهها تتسابقُ الأوقاتُ

 تختصرُ الدقائقُ ما عليها من مداراتٍ

 ونبقى مثلما كنا على طرفِ النهارِ

 وأنتِ تنتهزينَ فرصةَ أننا نحتاجُ

 أكثرَ للبقاءِ معًا بعيدًا في مكانٍ ما

 قريبًا عند هذا البحرِ لا نحتاجُ 

للتفكيرِ في أشياء نفقدها بفعلِ البُعْدِ

 تنتهكُ المسافةُ مجرياتِ البحثِ

 عن جدوى التفاؤلِ في الطريقِ

 إلى المكانِ الحرِّ هذا ما أردنا أن نحاولَ

 فهمه ما أجملَ الدنيا ولكن كلما أمعنتُ

 في التفكيرِ أفقدُ لحظةً أخرى من الفرحِ

 القديمِ وأنتِ حبي مرةً أخرى أقولُ

 وأنتِ تبتعدينَ خلفَ ظنونكِ البيضاءِ 

وحدي في ابطريقِ إليكِ وحدي أسمعُ

 الأصواتَ من بينِ البيوتِ ومن نوافذَ 

أشعلتْ ليلَ الحنينِ وأوقدتْ فينا الأملْ.




قلبي قديمٌ حائرٌ شيئًا

 يحبكِ صادقٌ جداً بعيدٌ مثلما

 طارت سنونوةٌ قريبٌ كالقمرْ

 قلبي نديمُكِ منذُ أن كان النبيذُ

 مفاجئاً لليلِ يعرفُ عنكِ ما أخفيتِ

 بين الوردِ والسورِ المحيطِ بشاطىءِ

 البحرِ النؤومِ كمرأةٍ نسيتْ دقائقَها

 على طرفِ العقاربِ واستجابت للضحى

 قلبي تطاردهُ القبائلِ أهدرتْ دمه مراراً

 غير أني في هواكِ محاربٌ متفائلٌ

 كالسهمِ ينفذُ مشعلًا مسكَ الغزالةِ

 لا أهابُ البحثَ عنكِ ولا أخافُ الوقتَ

 أن يمضي فقلبي قطعةٌ من فضةٍ 

مصفوفةٌ رقميةٌ في رحلةِ الضوءِ الذي جابَ 

المجرةَ واستقرَّ نجيمةً بيضاءَ تمسكها النوافذُ

 بالعيونِ وربما قلبي السماءُ وما حوتْ

 قلبي الذي سيطلُّ لكْ.



يا سائلي عني وعن زمنٍ بعيدٍ

 كل أشيائي الجميلةِ سوف تبقى ماضياً

 زمني الذي رتبتُ فيهِ ملامحي وبدايةَ الرمانِ

 يأخذني لمنتصفِ التواجدِ أصعدُ الرؤيا

 ويربكني التأملُ يا صفاءَ المدهشِ 

المجروحِ بالتحنانِ يا قلبي المُفَدَّى

 زادُكَ السلوى وراعيكَ التصابي

 صُنتَ عهْدًا وانتشيتَ مع ابتهالاتِ المنى 

أملُ اللقاءِ نشيدُنا العلويُّ سجداتُ

 الجفونِ على هواءِ الربِّ تنشدُ مهرباً ترجو

 نجاةً إذ إليكِ صغى الفؤادُ عٌراهُ وثقى

 في هواكِ حبيبتي ناديتُ نفسي فيكِ

 ما أخطأتُ في عشقي أنادي دائمًا

 أني إليكِ حملتُ في قلبي احتراقي

 وانشغالي في جنونِ محبتي

 للحبِّ بين يديكْ.

هيَ هكذا

 كانتْ ومرَّتْ من هنا

 بيضاءُ تشبهُني وأشبهُ لونَها

 كُنَّا معًا والحبُّ يبدأُ من هنا

 من لحظةٍ أو بعضِ ما قلنا على طولِ

 الطريقِ من البدايةِ أمنياتٌ والنهاياتُ البدايةُ

 بيننا عذلُ الورودِ زجاجةٌ مملوءةٌ بالعطرِ

 عَدْلُ الوقتِ أنْ نبقى كما شئنا وعودًا 

هانئاتٍ غايتي هي غايةُ العينينِ منكِ

 ونزهتي في العمرِ أنِّي في جِنانِكِ سادرٌ

 متنعمٌ في القلبِ ما في القلبِ 

ما مِنْ فرصةٍ تكفي وما من خفقةٍ

 في القلبِ تحملُ زهرةً أخرى هنيئًا للودادِ

 وللرؤى طُبِعَتْ على الخدينِ قبلاتٌ

 وفي شفتيكِ نصفُ الإعترافِ ورشفةُ

 الشهدِ الغنيةُ بالمعاني الذائباتِ

 وهكذا كُنَّا وجئنا من بعيدٍ أو قريبٍ بيننا

 ما كان منَّا والذي سيكونُ 

حتمًا بعد لحظاتٍ وحُبْ.


فلوريا

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...