حين يخدعنا القمر
شعر: علاء نعيم الغول
في النومِ لا نزدادُ أوزانًا
ولا طولًا ولا أعمارُنا تزدادُ بل
نجتازُ في أحلامنا حتى الحنينَ
نصيرُ أيضًا قطعةً خشبيةً
تطفو على وجهِ الأثيرِ تفيضُ فينا
الذكرياتُ تفيضُ حتى تغرقَ
الأنفاسُ بين الدفءِ والماضي
وأغرقُ في هدوءٍ لستُ أسمعُ فيهِ
غيرَ عقاربِ الساعاتِ وهي تدقُّ
آكلةً وضوحَ الوقتِ تنهشهُ برفقٍ
خادعٍ تمتصُّ أوردةَ الشروقِ إلى
المغيبِ وبعدهُ وأنا أفكرُ في اجتيازِ
الوقتِ في تعليبهِ تغليفهِ أقتاتُ منهُ
متى أريدُ كحبةِ التمْرِ الطريةِ وهي
تعطي القلبَ لذتَها فتدفعهُ لينبضَ
تارةً أخرى ويحدثُ كلُّ هذا في خيالي
كاحتراقِ العطرِ في عودِ البخورِ
كنزوةٍ منِّي تملكتِ الجوارجَ والجوانحَ
ثم تتعبُنا الأحاديثُ المعادةُ هل يناسبنا
البقاءُ على رصيفٍ ضائعٍ بين المسافةِ
والأماني بين أسماءِ الشوارعِ والخطى
بين الهروبِ ونزعةٍ للبحثِ عن سببٍ
لهذا النومِ عن معنىً لأحلامٍ تراكمتِ
الكثيرَ على الوسادةِ في الشعورِ
الغضِّ في أنفاسنا وعيونِ من ماتوا
ومن كانوا حبيبتي البعيدةَ شدني
للشوقِ نارُ الشوقِ يا سفري الجميلَ
إليكِ في نومي وفي صحوي هنا وقعَ
الندى واغرورقتْ عيناكَ يا قمرَ المدينةِ
بالدموعِ الفائضاتِ وللطيورِ على النوافذِ
ذكرياتٌ غير كاملةٍ وننسى دائمًا ما كان
منا في أماكنَ عاشَ فيها القلبُ أيامًا
من النشوى وما زلنا نلاحقُ مغرياتٍ كاملةْ.
السبت ٧/٥/٢٠٢٢
كتابُ النائمْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق