الاثنين، 28 مايو 2007

السماءُ و مَرْيَمُ و حِكَايةُ القَمَرْ

هذي سماءُ بُيوتِنا كانتْ هُنا مُنذُ الشتاءِ و لمْ تَزَلْ.


كانتْ تَبِيتُ معَ الأزِقَّةِ حالُها كقُلُوبِنا :

لَيْسَتْ أَماكنَ للعَبَثْ.

مَرَّتْ قديماً مِنْ هُنا و الغيمُ يأكلُ وَجْهَهَا فَتَشَبَّثَتْ

بهشاشةِ الوردِ المُبَعْثَرِ في ندى طُرُقاتِنا

و مسافةٍ لا تَنْتَهِي.

نَسِيَتْ بدايَتَها و صارتْ قِصةً فيها نُخَبّيُء كلَّ شيءْ.

تَأتي مواسِمُنا فتسألُ أَيْنَ أَهْلُوهَا وَ قَدْ

رَحَلُوا إلى أوقاتِهِمْ.

فتوقَّفَتْ بِهِمُ الأماكِنُ عند مَقْبَرَةٍ بشرقِ بلادِنا

كَيْ يُكْمِلُوا أَشواقَهَمْ قَبْلَ اختفاءِ التيِن مِنْ

لُغَةِ التُّرَابِ و لا يُرَى .


لِشُبَاطَ عادَتُهُ و يُفسِدُهَا بما يَرْويهِ عَنْ قَمَرٍ أَتَى

قَبْوَاً بِهِ إحدَى الخوابِي قَدْ تَشَرَّخَ جَنْبُهَا

و الطِّينُ ينزِفُ لاهِثاً

فَتَبَلَّلَتْ ُقبُلاتُه و تراجَعَت للأمسِ يُفزِعُها المكانْ.

البابُ لم يُفْتَحْ و ذابَ الَّلونُ في أثوابِهِ

ليَسْتَفِزَّ العنكبوتْ.

و تناقلَ الأحياءُ ما يجري هناك و أجمعوا أن يصبِغُوا

قُبَلَ القمرْ . حملوا بقاياها جنوباً والتقَوْا

بندى القرنفُلِ من جديدْ.

فتجاهلَ الأيدي و أخفى نفسَهُ بوشاحِ مريمَ ريثَما

تختارُ من أيامِها ألوانَ همستِها كما

تهوى ، و موعدهُم ضُحىً .

عادوا وأعينُهم تفتشُ في الصغارِ عن الوجودِ و غربةٍ

قَذَفتْ بهم في الصمتِ و الصوتِ البعيدِ و لَيلُهم

يقضونَهُ يتساءلونْ :

يا مريمَ الوقتِ المشقَّقِ و الظنونُ تطلُّ من أحشائِهِ

ماذا يغيرُ وجْهَهُ فالشمسُ تختلقُ الكذِبْ

و الريحُ أنهكَها السفَرْ

و الماءُ يوشِكُ أن يُصَلَّبَ و الهواءُ يجفَّ في حلقِ الرمالْ

و خباءُ راعيةٍ تقاسمُهُ الطيورُ ظلالَهُ

و النومُ نصفُ حديثِها

تتقيَّأُ الفجرَ الملوثَ بالشوارعِ و الوجوهِ و غيرِها

فتسابقت و الموجِ خارجَ زهوِنا المبتورِ لا

ينسون أغنيةَ الشَّفقْ .

ليست هناك تعليقات:

قناعات الطيور

 قناعات الطيور لا تكترثْ  يتسابقُ الموتى  ولا تجدُ الطيورُ لها مكانًا  في السماءِ وأنتَ قلبي دائمًا في حيرةٍ  وتطيرُ أبعدَ حيث يغلبكَ الفرحْ...