الثلاثاء، 29 مايو 2007

ضوْءُ القمر

على ضوْءِ القمرْ،


و ضفافُ هذا الليلِ باردةٌ على الشرفاتِ،

يأتي الطائرُ الفضيُّ من خلف المدينةِ حاملاً

حوريةَ البحرِ الجميلةَ؛ أختبي خلف الستارةِ

و هي تنزعُ ريشةً في صدرهِ و تلفها في ورقةٍ ذهبيةٍ،

و يطيرُ ثانيةَ ليرجعَ بعدها من دون شيءٍ. ثم تنثرُ من

لفافتها نجوماً فوقه و أراه ينبتُ في الهواءِ بصورتي،

قد صارني أيام كان العمرُ يملأُ ربعَ قرنٍ أو أقلَّ بشارعين من البنفسجِ.

(هؤلاء القادمون من البعيدِ، من الدروبِ الضيقةْ،

يتسلقون الضوءَ نحو النافذةْ. و تسارعت دقاتُ قلبي خائفاً،

و تشبثت مني الأصابعُ بالستارةِ. أين كانوا قبل ذلك

هؤلاء القادمون لمخدعي؟ لا بد من هربٍ سريعٍ

بيد أن الوقتَ يعطيني احتمالاتٍ تزيد من القلقْ.

أتحسسُ الجدرانَ منسحباً الى ركنٍ تُرى منه السماءُ بهيةً)

و أرى أموراً لا تُصَدَّقُ، إنها محبوبتي تلك الجميلة، إنها أمسي

و قلبي المستباحُ بطَلَّةٍ منها. و يندلقُ النهارُ على الشوارعِ

شاهراً في الشمسِ واقعَه المثيرَ و أنتهي في زحمةِ الطرقاتِ مشتبهاً

بظلِّيَ و هو ينشلُ نفسَه من تحت خطواتِ المشاةِ،

و أختفي بين البيوتِ بسرعةٍ ليعودَ ذاك الليلُ ثانيةً و يأتي الطائرُ

الفضِّيُّ مرتخياً على ضوْءِ القمرْ.

ليست هناك تعليقات:

قناعات الطيور

 قناعات الطيور لا تكترثْ  يتسابقُ الموتى  ولا تجدُ الطيورُ لها مكانًا  في السماءِ وأنتَ قلبي دائمًا في حيرةٍ  وتطيرُ أبعدَ حيث يغلبكَ الفرحْ...