الخميس، 7 مايو 2020

كل الشراب ولي مذاق مختلف



كلُّ الشرابِ ولي مذاقٌ مختلفْ
شعر: علاء نعيم الغول 

قالت ولم تكشفْ حكاياتُ الهوى
 شيئًا ومَنْ قُتلوا على بابِ المدينةِ
 لم يكونوا الأولين ولن يكونوا الآخرينَ
 وللحقيقةِ ألفُ معنىً واختبارٌ واحدٌ
 ولذلكَ اختارُ الكثيرُ الموتَ مراتٍ على
 أنْ يبدأوا في العيشِ أفضلَ وانغمَسْنا
 في تفاصيلِ الغرامِ وذابَ عنَّا الشمعُ 
وانكشفتْ أصابعُنا ونحنُ نضفرُ
 النعناعَ بين وسادتينِ وحين عدنا
 من ظلالِ التوتِ لم تكنِ المذاقاتُ العتيقةُ
 في الشفاهِ كما اعتقدنا واتخذنا الليلَ
 صهوتَنا الوحيدةَ للهروبِ من انهيارِ
 حكايةِ الورقِ التي اشتعلتْ رسائلَ
 قالَ مَنْ قالَ افترقْنا فجأةً وتجمَّعَ العشاقُ
 عند البحرِ واعترفَ الكثيرُ بجبنِهمْ وتسلقَ
 الباقي السفينةَ واختفتْ خلفَ النوارسِ
 هكذا أو هكذا سأظلُّ أنسى كيفَ
 فسَّرتُ الغروبَ بدايةً وتركتُ ساعاتي
 الثمينةَ في الصناديقِ الصغيرةِ موقنًا أنَّ
 النهايةَ فكرةٌ والحبَّ تسويةُ الخلافِ مع
 المشاعرِ أنتَ مِنِّي يا فؤادي خذْ خطاكَ
 من الطريقِ وخذْ مناديلَ اللقاءاتِ التي فشلتْ
 وهيا نختفي خلفَ القشورِ وفي شرانقَ
 أُوْدِعَتْ سِرَّ التعلقِ بالعناقِ وجاعَ أكثرُ
 مَنْ نسوا طعمَ السفرجلِ في الشتاءِ وضلَّ
 نصفُ العائدينَ من المحطةِ والسماءُ ترى
 الذي فتحَ النوافذَ للعصافيرِ البريئةِ من تلعثمِ
 عاشقٍ بقصيدةٍ كُتِبَتْ لمن لا يحسنونَ
 الكشفَ عن أشواقهمْ هذا نهارٌ من نهارٍ
 وانتهينا وانتهى المطرُ الذي غسلَ السطوحَ 
وجاءَ لونُ الشمسِ مراتٍ بلونِ البرتقالةِ أو أرقَّ
 بزهرةٍ بيضاءَ فيها نلتقي فيها ارتأينا
 أنْ نغيرَ ما علينا من ثيابٍ لم تعدْ 
تقوى على منعِ الهواءِ من امتصاصِ العطرِ
 منها ساعةٌ وتمنياتٌ فرصةٌ وتوسلاتٌ
 غربةٌ وأنا وأنتِ وسائقُ الأحلامِ في أيَّارَ
 والمنفى حبيبتيَ البعيدةَ ليسَ في بلدٍ وبيتٍ
 بل هنا في غرفةٍ فيها انتظرنا كلَّ أغنيةٍ من
 الماضي وما مضتِ الدقائقُ مثلما نحتاجُ
 فاشتعلي معي شبٍقًا ونشوى كي نعيقَ
 تشنجاتِ النفسِ وانعتقَ الضميرُ من الشفاهِ
 وبانتِ الرؤيا ألا هذا الكلامُ نهايةٌ وتأملاتٌ في
 الهوى ولسوفَ تعلمُ يا فتى
 أنَّ الحياةَ هنا مذاقٌ مختلفْ.
الجمعة ٨/٥/٢٠٢٠
مذاق مختلف         

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...