الأربعاء، 15 يونيو 2022

مفاجآت مكشوفة



مفاجآتٌ مكشوفةْ
شعر: علاء نعيم الغول 

في النومِ كانت زهرةُ الرمانِ
 عاريةً وقد نحتتْ لها جسدًا شموعُ
 الليلِ كي تغوي بدايتنا فننهلَ 
من ينابيعِ الحصى والرملِ ماءً
 ترتوي منه النهاياتُ التي انفلتَ
 المدى منها ليلحقَ بالشموسِ المستديرةِ
 في سماءٍ برَّدَتْ شغفَ الظنونِ وكوَّرتْ
 أشلاءَ حبٍّ في رسائلَ دحرَجَتْها
 الريحُ حتى منتهى الوادي وكان النهرُ
 يصطحبُ النهارَ إلى مصبٍّ ثائرٍ
 لا شيءَ يوقفُ ما تحركَ بين ضفاتِ
 الحنينِ وما تراكمَ فوقَ نبضاتِ الهوى
 يا قلبُ يا بذراتِ هذا الوقتِ يا زحفَ
 النشيدِ على خيوطِ الحلمِ ماذا
 لو كشفنا ما لدينا الآن أو بعدَ
 الظهيرةِ هل سيكفينا العتابُ وهل
 سنفرحُ بالتخلي عن ملاحقةِ الذي
 قد ضاعَ من ماضٍ وهل سنكونُ
 أفضلَ بعد أيامٍ من البوحِ المفاجىءِ
 ليس للماضي المزيدُ من التبجحِ 
والتزلفِ كم هممنا بالتوقفِ عند بابٍ
 ما لنتركَ عندهَ آثارَ ما حملت خطانا
 من ذنوبٍ في الطريقِ إلى مخادعنا
 الوثيرةِ ما سمعنا من كلامٍ في المسافةِ
 بين جلدَيْنا مرارًا في هزيعِ الليلِ ما
 كتبتْ على الوردِ الفراشةُ من قصائدَ
 لم تعدْ مقروءةً يا قلبُ يا نورَ التزامنِ
 بين قبلاتٍ كفانا أنها لم تنتبهْ للبحرِ وهو
 يئنُّ من سهَرٍ على بابِ المدينةِ كانَ في
 نياتِنا تفتيتُ ما قدْ كان يومًاحائلًا بين
 التخيلِ والحقيقةِ كان في مقدورنا
 توسيعُ نياتٍ بحجمِ الشاطىءِ العشبيِّ
 والصدفِ الذي مَنَّى الهواءَ بشهقةٍ منا
 هناكَ هناكَ في الزمنِ البعيدِ وراءَ أحراشِ
 الندى والقلبُ يقوى في ظلالِ الزنزلختِ
 وفي حضورِ الأسكدنيا جئتُ من زمنٍ
 تشبثَ بالرياحينِ التي ملأتْ ممراتِ
 الأصيلِ وكنتُ ممتنًّا لنفسي ورائحةِ 
النهارِ وكنتُ أعرفُ أنني في رحلةٍ
 مفتوحةٍ لا تنتهي أو ينتهي فيها التغني
 بالصعودِ إلى المصابيحِ الكبيرةِ في شوارعَ
 أنكرتْ فينا البدايةَ كي نلاحقها ونتركَ
 ما سواها للهواءِ وهكذا للوقتِ ما يكفي
 ليخدعنا بهِ لنصدقَ التوتَ الذي كتمَ 
الحقيقةَ ألفَ صيفٍ في مذاقٍ فائضٍ
 بعذوبةٍ جعلتْ من الماضي بلادًا لا تنامُ 
ولا تُنيمُ ولا أزالُ أسيرُ بين حقيقتي ونهايتي
 مستسلمًا للحبِّ منكِ أعود من بيتٍ لبيتي
 حاملًا ما كان ينفعُ آنفًا ما زالَ يلزمُ
 للتعاطي مع فراغٍ ليس مختلفًا عن الغرفِ
 التي مُنِيَتْ بذاكرةٍ ترفرفُ في نسيجِ
 الروحِ تعبثُ بالحروفِ على سطورِ
 الوجدِ وانبجستْ عيونُ العطرِ من تحتِ
 الأسرَّةِ غير آبهةٍ بإفشاءِ السرائرِ
 والعهودِ وما الوعودُ سوى التحلي
 بالمزيدِ من التفاؤلِ والتناسي والتحررِ
 من شرانقِ وحدةٍ ممزوجةٍ بتوقعاتٍ نصفها
 يؤتي ثمارًا بينما قلبي يرقُّ لصوتِ
 دوريٍّ يعيدُ بهاءَ أيامي البعيدةِ في سراديبِ
 الشموعِ وهفهفاتِ النفسِ في لونِ
 الخريفِ وصارَ نومي كافيًا ليكونَ أيضًا
 عالمًا متراميَ اللهجاتِ أفهمها لوحدي
 مدركًا أنَّ الحياةَ تعيدُ معناها
 مرارًا في قوالبَ تجعلُ التفكيرَ
 فيها موجعًا جدًّا.
الجمعة ٣/٦/٢٠٢٢
كتابُ النائمْ 

 

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...