الخميس، 18 يونيو 2020

أنثى على حافة حادة


أنثى على حافةٍ حادةْ
شعر: علاء نعيم الغول 

أنثى مغلفةٌ بأوراقِ الكاكاوِ
 هناكَ تنهضُ من بذورِ الحُلمِ
 آخذةً بداياتِ النهارِ من النهارِ
 طليقةٌ كحدائقِ التوتِ التي كانتْ
 لبابلَ منذُ أنْ كانَ الحمامُ مناسبًا للوقتِ
 تبتسمينَ ثمَّ يكونُ بحرٌ من هنا لمدينةٍ
 نجتازُها فيها نجارفُ بالكثيرِ وأنتِ
 أنثى الوقتِ تبريري لهذا العُمْرِ
 حين يفيضُ منكِ بما يعيدُ براءةَ الأشياءِ
 تبتسمينَ ثمُّ يصيرُ شَعْرُكِ رحلةً 
مفتوحةً للكستناءِ ونكهةِ الخروبِ
 في الماءِ المُثَلَّجِ فامنحيني الصيفَ
 هذا الصيفَ وانتبهي لصوتي وهو
 يهمسُ في شفاهكِ ما تمنينا وصارَ
 حكايةً أخرى كعطرٍ دافىءٍ يسري
 بطيئًا بين جلدكِ والقميصِ وأنتِ أنثى
 من جنونِ الشوقِ أو وهجِ القريحةِ 
في سطورِ قصيدةٍ مفتوحةٍ.
الخميس ١٨/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

شارع من الف باب وباب


شارعٌ من ألفِ بابْ
شعر: علاء نعيم الغول 

وقبلَ الشمسِ يأتي باعةٌ متجولونَ
 يُقَطِّعونَ النومَ يفترشونَ أرصفةَ الطريقِ
 وتبدأُ الدنيا ويندفعُ الصغارُ من البيوتِ
 إلى الشوارعِ مثلما نملٌ تنادى أَنَّ قوتَ
 شتائهمْ قدأمَّنَتْهُ الريحُ ثمَّ مكبراتُ
 الصوتِ تجعلُ من جهاتِ الحيِّ ساحاتٍ
 من الفوضى لساعاتٍ ونصفِ ظهيرةٍ
 تركتْ على مرأى من الأبوابِ رائحةَ
 النهارِ المُستَبَاحِ وهكذا تمتدُّ فينا رغبةٌ
 في أنْ نفتشَ عن هدوءٍ يشبهُ الطيرَ 
التي تأتي لتلهمَنا قليلًا كلُّ ما في 
الأمرِ أني أمقتُ الطرقاتِ وهي تعجُّ 
بالماشينَ أعشقُ شارعَ البحرِ الطويلَ
 وقد خلا من كلِّ شيءٍ مزعجٍ والليلُ يأتي
 يَكْفُرُ الخطواتِ يلهينا لننسى ما ترسبَ
 في العيونِ من اتهاماتٍ مغلفةٍ وحينَ نفيقُ
 نبدأُ مرةً أخرى ويأتي البائعونَ
 كأنَّ شيئًا لم يكنْ .
الخميس ١٨/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

سجلات وراحلون


سجلاتٌ وراحلونْ
شعر:علاء نعيم الغول 

وهل لاحظتَ شيئًا
 كلما زادتْ شوارعُنا تزيدُ حياتُنا
 سوءًا وحين أرى السماءَ أحنُّ 
مراتٍ وأبدأُ في تقصِّي غيمةٍ
 في كلِّ عامٍ أو يزيدُ تعودُ أكبرَ 
هل عليَّ البدءُ في تجديدِ رؤيايَ الأخيرةِ
 قبل وقتِ النومِ هل ساعاتُ هذا
 اليومِ تشبهُ كلَّ ساعاتِ القدامى
 هل أنا وحدي أُحِبُّ أمِ العلاقةُ بيننا
 تكفي لتدوينِ الذي لم نستطعْ تحقيقهُ
 يا قلبُ دعكَ من التوددِ لي فإني أعرفُ
 الطرقاتِ أكثرَ أسمعُ الأصواتَ عن بعدٍ
 فأدركُ أَنَّ مَنْ كانوا هنا لا لن يعودوا والذين 
هنا سيرتحلونَ فيما بعد ثم أنا سأبقى
 أشهَدُ الوجعَ الذي بعدَ الرحيلِ
 وقيلَ إنَّ الطيرَ تعرفُ سرَّ أني لا أموتُ
 ولا أغادرُ هكذا امتلأتْ سجلاتي
 بمن رحلوا وحين أروحُ لن أجدَ
 الذي سيقولُ كنتُ أنا وما كانوا.
الخميس ١٨/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

الأربعاء، 17 يونيو 2020

مصيدة


مصيدة
شعر: علاء نعيم الغول 

نتوسدُ التفكيرَ نأخذهُ ملاذًا
 أو فراغًا نستعيذُ بهِ من الضجرِ
 الصموتِ وإنهُ المحميُّ من زلاتِنا 
وهواجسِ الليلِ الكثيرةِ أيها المزروعُ
 فينا شوكةً وغوايةً ستظلُّ تنهشُنا 
متى ارتفعتْ عياراتُ  التوترِ
 إنهُ قلقُ الحروفِ مع الشفاهِ تقاطعاتُ
 النفسِ مع غاياتِها لا شيءَ متزنٌ
 معي لا شيءَ يتركُ فرصةً  لأعيدَ توزيعَ
 اهتماماتي بدونِ تحاملٍ فكرتُ
 في التفكيرِ كيف يكونُ كيفَ يثيرُ ما
 في العقلِ والشهواتِ ما في القلبِ والنياتِ
 يجمعني بنفسي أنني أستنزفُ الوقتَ
 الذي أُعطِيْتُهُ متخيلًا نفسي فقاعاتٍ
 تطيرُ هواءَ منطادٍ توزعَ في جهاتٍ
 لا توفقُ  بين أفكاري وما في الواقعِ
 العبثيِّ والتفكيرُ مصيدةُ
 العقولِ جميعها.
الخميس ١٨/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

ليلة باردة


ليلةٌ باردة
شعر: علاء نعيم الغول 

كم باردٌ هذا الهواءُ
 وغرفتي لا تحتملْ
 هذا المكيِّفُ أَثلجَ الأشياءَ فيها
 والوسادةُ كيف تدفَأُ بعدَ أنْ عرَّضْتُها
 للبردِ أخشى أنْ أنامَ فتعجزُ
 الأحلامُ عن تأمينِ مجراها لعقلي
 المستعدِّ لجولةٍ أخرى من التشويشِ
  قد يستغرقُ التفكيرُ لحظاتٍ لأبحثَ
 عن مكانٍ دافىءٍ في البيتِ لكنْ
 لن أضيعَ فرصةَ النومِ التي أحتاجها
 تحتَ اللحافِ بمفردي متكورًا كالقطِّ 
مرتعشًا كدوريٍّ على شباكِ مطبخِنا 
سأعرفُ هل سأحلُمُ أم تجمدتِ الإشاراتُ
  التي في الجوِّ هذا الوضعُ أفضلُ والسكونُ
 يفاجىءُ القدمينِ  يجعلني  أرتبُ أين أدفنُ
 رأسيَ المكشوفَ حتى لا أفيقَ وقد 
أضعتُ الليلَ في تأمينِ نومٍ هادىءٍ.
الخميس ١٨/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

سبيل العارفين


سبيلُ العارفينْ
شعر: علاء نعيم الغول 

مِنْ أينَ نبدأُ في تتبُّعِ
 ما تغيرَ هل لأنا الآنَ أوعى
 أم  حبيبتي انتهى
 ما عادَ  مايُخشَى عليهِ مؤثرًا
 لا تكترثْ أكثرْ فقد ضحيتَ حتى
 بتَّ وحدَكَ أنتَ منذ اليومَ وحدَكَ
 هكذا ستظلُّ
 غيرُكَ قد تدبرَ أمرهُ ونعم ستصحو
 وحدكَ اليومَ انتبهْ فالوقتُ ليس
 له مشاعر ليس مضطرًا ليعرفَ مَنْ
 تألمَّ أو تأثرَ كنْ جريئًا في أمانيكَ
 الكثيرةِ لا تخفْ فقطِ انتبهْ كيلا تُلامَ
 متى يمرُّ الآخرون وأنتَ تنظرُ 
 كيفَ نبدأُ دائمًا هذا السؤالُ المستفزُّ
 هنا أنا وحدي وجدَّا لا أرى غيري
 وجدَّا صرتُ أجملَ بعدما رتبتُ نفسي
 كي أكونَ أنا نعمْ ستموتُ وحدكَ 
هل تشكُّ إذا سأهديكَ السبيلَ لكي
 تكونَ الآنَ  وحدكَ وانتظرْ مني الطريقةَ
 في تمامِ السابعةْ
الأربعاء ١٧/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

أفكار مفاجئة


أفكارٌ مفاجئة
شعر: علاء نعيم الغول 

سفَرٌ على عجَلٍ ونصفُ
 حقيبتي ورقٌ وبعضُ ملابسي
 وبطاقةُ التأمينِ تذكرةُ العبورِ
 وعلبةُ الكبريتِ أولُ ساعةٍ أُهدِيتُها
 لابيدوسْ وأولد سبايسْ
 عطورٌ أستطيعُ بها التعاطي مع
 وجودي في مكانٍ مغلقٍ 
والهاتفُ المحمولُ أصبحَ مثقلًا
 ماذا سأفعلُ سوف أمحو منهُ أسماءَ
 الذين نسيتهمْ ما ليس ينفعني من
 الصورِ القديمةِ والقصائدِ هكذا سأحاولُ
 التخفيفَ عن نفسي فرأسي الآن محشوٌّ
 بآلافِ التفاصيلِ الغريبةِ كيف جاءتْ
 عبر هذا الوقتِ  هل هذا أنا أم كائنٌ
 متحولٌ من دونِ أنْ أدري فوجهي
 رغم ذلكَ نفسُهُ في كل يومٍ
  ربما سفري بعيدٌ قد يطولُ وربما
 أحتاجُ ذاكرةً تناسبُ هاتفي المحمولَ
 أفضلَ ربما هذي المدينةُ غير آمنةٍ
 ولا أدري فقط سأعوِّدُ القلبَ
 الصغيرَ على التفاؤلِ من جديدْ
الأربعاء ١٧/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

باب النهر


بابُ النهر
شعر: علاء نعيم الغول 

ما امتدَّ من ساقَيْكِ
 أغدَقَ واديًا يا أيها النهرُ امتلىءْ
 إنْ شئتَ أكثرَ نادِني لمصبِّكَ
 العلويِّ أغرقني بهِ حتى إذا ما
 فِضتَ دعني لابتهالاتي بأنْ تبقى
 ويُبقيني انسيابُ العاجِ فيكِ
 على مدارجِ مسحةٍ صوفيةٍ
 أتنشَّقُ الطلَّ الذي غسلَ القرَنْفُلَ
 إنهُ شبقٌ على جلدٍ وجلدُكِ مُنْعَمٌ
 ماءٌ يسيلُ عليهما يا ماءُ ماذا ذقتَ
 مما شُفْتَ فارْوِ بكَ الخزامى والعطاشَ
 من الشفاهِ أنا المُصَفَّدُ بالأماني
 و الرسولُ من الخيالِ وصاحبُ
 الجُمَلِ التي وشِمَتْ  على بابِ
 المصبِّ أَنِ اعْلِمِيني يا سماءُ بما يُقَالُ
 عن المساماتِ التي  فتحتْ أمامي شهوةً
 علْويةً وطفِقْتُ أمتدحُ اللذَيْنِ تجدَّلا بذَخًا
 ألا ساقاكِ بابُ النهرْ.
الأربعاء ١٧/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

حوارات مريحة


حواراتٌ مريحة
شعر: علاء نعيم الغول 

حاولتُ ما حاولتُ
 كيَ أصلَ الكلامَ ببعضهِ قبلَ
 اقترابي منكِ هل تجدين ما تجدينَ
 أم لا بأسَ في أنْ نبدأَ التفكيرَ
 في تقشيرِ ما غطى الأظافرَ 
من طلاءٍ غامقٍ أخشاهُ أنْ ينسابَ
 في ظهري متى نمنا معًا
 لا تنظري للأمرِ من بابِ التأففِ 
والتراخي عن مواصلةِ العناقِ
 حبيبتي فأنا أحبُّكِ جربي أنْ
 نأكلَ التفاحَ قبلَ النومِ قد نتذوقُ
 الأجواءَ أفضلَ بعدَ هذا الجهدِ بعدَ
 ذبولِ أطرافِ الأصابعِ في سخونتِنا
 فنحنُ مُكَوَّمَانِ الآنَ فوقَ سريرِنا كُرَتَيْنِ
 من صوفٍ وقطنٍ نُستَبَاحُ ولا نبوحُ ومنكِ من
 ساقيكِ أبدأُ رحلةَ التنقيبِ عن نفسي
 وكيفَ وقفتُ بينهما كأني عند بابِ
 الشمسِ أو وجهِ القمرْ.
الأربعاء ١٧/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

ملاءات واسعة


ملاءاتٌ واسعة
شعر: علاء نعيم الغول 

ساقاكِ ما سقتِ السماءُ
 مسافةٌ مفتوحةٌ حتى سقوفِ
 الليلِ توقيتٌ لتمتدَّ الملاءاتُ النظيفةُ
 من أصابعنا إلى رأسِ السريرِ
 وصورةٌ مأخوذةٌ من شهوةٍ لم تكتملْ
 وهما اهتزازُ القمحِ بين الشمسِ والجرنِ
 المقابلِ ملمَسٌ يستحضرُ الشبعَ المُرادَ
 وغايةً مكشوفةً كالصدرِ في وضحِ النهارِ
 يتوِّجانِ مواسمَ العشقِ
 التي أخذتْ تُقَلِّبُنا
 على بُسُطٍ من الصوفِ
 الطريِّ أراهما فيصيبُني
 ما قدْ أصابَ الشمعَ من عودِ الثقابِ
 تذكَّري ما صارَ من يومينِ حين كتبتُ
 عنكِ وبين نهديكِ السبيلُ إلى نداءِ
 النشوةِ الأولى وتصفيةُ العلاقاتِ
 الأخيرةِ بين نصفِ القلبِ والشغفِ
 الذي بدأَ العشيةَ هكذا ساقاكِ يلتفان
 بي وأنا الصريعُ المشتهِي.
الثلاثاء ١٦/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف     

تفاحتان


تفاحتان
شعر: علاء نعيم الغول 

تفاحتانِ ولي أنا الحمراءُ
 والخضراءُ لكْ
 لا تسأليني كيف صارتْ هكذا
 فقط المذاقُ هو الذي حسمَ القضيةَ
 بيننا والآن دعْكِ فقد تورطنا معًا
 إذْ نحنُ ما تحتَ القشورِ
 وليس في لمعانِها ستحاولين الآنَ
 نبشَ اللذةِ البيضاءِ ذاتِ السكَّرِ
 العفويِّ لن تجدي سوى ما
 نشتهيهِ وحين تمتلئينَ من ريقِ
 الشفاهِ تخيلي أنَّا هنا في شرفةٍ
 مفتوحةٍ لكنَّ شيئًا ما سيبقى في
 مخيلتي بعيدًا أنتِ تختلفينَ عن أنثى
 الخيالِ وتشبهينَ وسادةً ما جرَّبَتْ شعرًا
 طويلًا أو لقاءً بالَغَتْ فيهِ العيونُ
 وأفرطتْ في سحبِ ما في نيتي
 وأنا وأنتِ نحاولُ الآن التغاضي
 عن فروقِ الوقتِ بين القبلةِ الأولى
 وموعدِ ما سيأتي لاحقًا.
الثلاثاء ١٦/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

في الطريق


في الطريق
شعر: علاء نعيم الغول 

الحُبُّ حبَّةُ سُكَّرٍ
 هو نملةٌ جاعتْ فجرَّتْهُ على مهلٍ
 تدحرجهُ برفقٍ مُخجِلٍ وعلى
 الطريقِ إلى هناكَ ستهترىءْ
 وعلى الطريقِ نرى الطريقَ 
كما تعودنا ونتهمُ الحياةَ بكلِّ
 شيءٍ هكذا والحبُّ مُتَّهَمٌ كرائحةِ
 اللافندرِ في مناشفِنا على حبلِ 
الغسيلِ وفي الطريقِ نحبُّ تذويبَ الكلامِ
 وعادةً نجترُّ ما قلنا ربما نحتاجُ
 تبريرًا لهذا الإندفاعِ وراءَ ذاتٍ
 لا تراعي ما علينا أن نقومَ به ويبقى
 الحبُّ أولَ مَنْ يعيدُ حسابَهُ مع 
مَن يؤجلُ موعدًا مع مَنْ سيجبنُ 
حين تقتربُ الشفاهُ وفي الطريقِ
 نصيرُ أكثر عرضةً للإبتزازِ وبترِ أجزاءٍ 
من النصِّ الجريء وهكذا في الحبِّ
 نبذلُ ما علينا أَنْ نقومَ بهِ معًا.
الثلاثاء ١٦/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

لا تقرأ هذه السطور


لا تقرأْ هذه السطورْ
شعر: علاء نعيم الغول 

عيناي حائرتانِ
 شيءٌ ما يلاحقني سأنظرُ 
خلف ظهري بعد نصفِ دقيقةٍ
 لأرى حقيقةَ ما يدورُ
 الآنَ شيءٌ ما يهزُّ ستائري
 والساعةُ البنيةُ اختنقت تدقُّ كوقعِ
 عكازِ العجوزِ على الدرجْ 
وتضخمتْ حتى العقاربُ بالشهيقِ
 كأنما يتفصدُّ الوقتُ القديمُ
  من الدقائقِ لحظةٌ مشنوقةٌ كذبابةٍ
 علقتْ بخيطِ العنكبوتِ هناك قطراتٌ
 تهزُّ سكونَ هذا الليلِ في الحوضِ
 الصغيرِ ولا أزالُ أتابعُ الظلَّ الضعيفَ
 على الجدارِ كأنهُ أفعى صحتْ من نومها
 من ذاكَ يأتيني بقهوتيَ الثقيلةِ
 لا أزالُ كما أنا أحتاجُ أن أغفو
 قليلًا أو أجازفَ بالذهابِ ِ لمطبخي
 لأزيحَ عن عينيَّ هذا المشهدَ المأخوذَ
 من فيلمٍ لهيتشكوكْ.
الثلاثاء١٦/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

خرافة لامعة


خرافةٌ لامعةْ
شعر: علاء نعيم الغول 

للشمسِ ذائقةُ الخرافةِ
 منبعُ الغاياتِ والصورِ المُلِحَّةِ
 غربةٌ مفتوحةٌ للطيرِ
 ما ساقاكِ إلا لسعةُ البحرِ الشهيةُ
  ما تكسرَ من ظلالِ الغيمِ فوقَ
 مراكبِ الأفقِ البعيدةِ
 ناعمانِ كملمسِ العشبِ الذي يبتزُّ
 ماءَ الفجرِ كالملحِ الذي نحتَ الصخورَ
 ففاضَ منها مَشْقُ عشتارَ الذي
 فتحَ الخيالَ وهكذا ساقاكِ إرثُكِ
 من فينيقياتِ هذا الشاطىءِ الممتدِّ
 حتى خابياتِ الزيتِ إذْ غذَّتْ قداستهُ
 بهاءَ  الملمسِ المسكونِ
 بالليلِ المُمَسَّدِ والمُوَسَّدِ
 بالغي في أنْ يكونا ما يُجسدُ
 ما أراهُ غوايةً لا تنتهي
 والشمسُ تلمعُ فيهما قبلَ المغيبِ بطائرٍ
 تركَ السماءَ ولم يعدْ
 وأنا هنا وهناكَ أنتِ 
تقسمينَ عليهما بذخَ الهواءْ.
الثلاثاء ١٦/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف 

سيريالية لفظية


سيريالية لفظية
شعر: علاء نعيم الغول 

ستحاولينَ معي التخلصَ 
من علاقاتِنا بما يجري أمامَ
 البيتِ لسنا مجبرين على التكيفِ
 مع أمورٍ لا تمتُّ لنا بشيءٍ
 هل ترينَ موزعَ الغازِ القميءَ
 يغشُّ متفقًا مع المسؤولِ والبقَّالُ
 أغرقَنا بسلعتهِ التي اجتازتْ تاريخَ
 الإنتهاءِ يذوبُ ذاكَ الثلجُ مراتٍ عن
 السمكِ المجمَّدِ كم تسممَ منهُ أهلُ الحيِّ 
والقصصُ الكثيرةُ عن فسادِ السوقِ
 تتسعُ انتسابًا للذينَ يشكلونَ
 لهم ستارًا واقيًا هيا معي كي
 نكملَ الفيلمَ الذي لن يعرضوه مجددًا
 وأنا سأمشي بعدها حتى البريدِ
 لأشتري لكِ قصةً أخرى وأُرسلَ 
دعوةً مني ومنكِ لِمَنْ يودُّ حضورَ توقيعي
 على (قمرُ العسيسِ) وبعدها
 ستكونُ قهوتُنا معًا أيضًا.
الثلاثاء ١٦/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف     


على حافة الوقت


على حافةِ الوقت
شعر: علاء نعيم الغول 

بعضُ الكلامِ مناسبٌ
 نصفُ الحقيقةِ لا يفيدُ
 ونكهةُ النعناعِ تغلبُ طعمَ فنجانِ
 الصباحِ وما قرأنا في الصحيفةِ
 عن ظروفِ الحربِ كان بدونِ توثيقٍ
 وينقصنا حبيبتي التغاضي عن إساءاتِ
 الذين يطوِّقونَ قلوبَنا برسائلِ الماضي
 وتأخذُنا المدينةُ من شوارِعنا وتلقينا
 على ذاكَ الرصيفِ نسيرُ متجهينٍ نحو
 البحرِ حيثُ نرى بعيدًا صحوةَ الشفقِ
 الجريئةَ وهي تُمسكُ بالسماءِ وتنهي
 إذاكَ قافيةُ القصيدةِ تنتهي الكلماتُ
 من توسيعِ دائرةِ التأففِ
 هكذا سنعودُ بعدَ الليلِ نكتبُ
 ما فعلنا في النهارِ ونستزيدُ من الهدوءِ
 بفكرةٍ تهتزُّ أولَ ما نفيقُ
 وبعدَ ذلكَ لا نرى إلا المدينةَ
 وهي تلفظُ ساكنيها في ظهيرتِها
 التي لا تُحْتَمَلْ.
الإثنين ١٥/٦/٢٠٢٠
رواية العشبِ والخزف

حقائق أخرى


حقائقُ أخرى
شعر: علاء نعيم الغول 

على مهلٍ نحبُّ 
صدَقْتَ يا قلبي على مهلٍ سنصبحُ
 قادرينَ على احتمالِ الإنكساراتِ 
التي لم تنتبهْ لتشققاتِ الوقتِ
 في درجِ المحطةِ لا نعيشُ سوى على
 بعضِ احتمالاتٍ ونبحثُ عن بقيتِها
 وكيف لكلِّ هذا أنْ يُحَقَّقَ والحياةُ
 سريعةٌ وأنا وأنتِ نراقبُ الشرخَ
 الذي يمتدُّ في الدرجِ الطويلِ
 وإنهُ الزمنُ الذي لا يرحمُ التأنيبَ
 والتسويفَ والتفكيرَ فيما ليسَ يجدي
 والبدايةُ والنهايةُ عالمانِ مقيدانِ
 ونحنُ نلهثُ بين دقاتِ العقاربِ خائفينَ
 وحائرينَ وللقبيلةِ دورُها في جعلنا
 ورقًا خفيفًا في هواءٍ عابثٍ حتى إذا
 هدأتْ جهاتُ الحُبِّ نسقطُ بينَ جدرانِ
 المدينةِ قد فقدنا كلَّ ما كنا نجمِّعهُ
 ليومٍ مثل هذا واحتمالاتُ التعافي
 أصبحتْ معروفةً.
الإثنين ١٥/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف        


الأحد، 14 يونيو 2020

كلام لثورة


كلامٌ لثورةٍ
شعر: علاء نعيم الغول 

نتذوقُ الأشياءَ 
ننسى كم تغيرَ بعدَها أو قبلَها
 وجهُ الحياةِ وإنني أستقبلُ 
الماضي وما يأتي وحيدًا
 أستسيغُ الإستماعَ لما تبقى
 من إذاعاتٍ تكررُ نفسَها وأنا
 كما أبدو أهيءُ مفرداتي كي
 تصيرَ علاقةً أبديةً بينَ انتظارٍ
 فارغٍ وتأملاتٍ لا تراعي حجمَ
 ما في القلبِ من وهجٍ ونارٍ جمرةٌ لمعتْ
 على عتباتِ هذا العمرِ ليس أمامَنا
 إلا مرايا كلها ممحوةُ الأطرافِ ضيقةٌ 
وتكفي لاستداراتِ الوجوهِ كأنها
 أقراصُ عَبَّادٍ بلا شمسٍ وتكبرُ فكرتي
 عني وأكتبُ ما أشاءُ ولا يهمُّ فهمتني
 أو لستَ مضطرًا لهذا
 لا عتابَ ولا ملامةَ
 فالكلامُ الآن لا يجدي
 ولا يتغيرُ الناسُ اعترافًا
 أنهم يتغيرونَ وكلمةٌ تكفي
 لتصنعَ ثورةً.
الأحد ١٤/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف    

عادات سيئة

عاداتٌ سيئة
شعر: علاء نعيم الغول 

لم نختلفْ حولَ الحقيقةِ
 لم يكنْ قلبي سوى قلبي وأعرفُ
 كم تعاندكِ التقاليدُ التي لم
 تكترثْ للحبِّ ترفضُ أنْ تراعي
 النبضَ فيكِ وليس في مقدورنا
 تبريرُ ما يجري فقط نبقى كما
 يحتاجُنا هذا النظامُ المعنويُّ
 لأن نكونَ وسوف نبقى لا أساومُ 
فيكِ حبكِ لي ولا أنفاسَنا والفلُّ
 يبقى زهرةً والعوسجاتُ تحيطهُ والنارُ
 تبقى مثلما تقضي طبيعتها ونحنُ
 نغالطُ المكنونَ فينا نُستَبٍاحُ كأننا 
لا نستجيبُ لرغبةٍ لا بدَّ منها كي نعيش
 كما نريدُ وهذا أنتِ القريبةُ
 والتي امتلأتْ معانٍ لا تُفَسَّرُ
 نامتِ العينانِ وانطفأَ المكانُ
 ودقتِ الساعاتُ أنَّ الليلَ ليلٌ واكتفينا
 بالذي قلنا وإني أستعدُّ لقصةٍ
 من مفرداتٍ لا توافقُ ما تراهُ
 قبيلةٌ حفريةٌ.
الإثنين ١٥/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

Apocalypse Soon: Trailor


Apocalypse Soon: Trailer
شعر: علاء نعيم الغول 

أرجوحةٌ قفصٌ لعصفورٍ
 حياضٌ للقرَنفُلِ والحواكيرُ
 الصغيرةُ خابياتٌ مرةً للزيتِ
 مراتٍ لقمح الصيفِ بيتٌ سقفهُ
 الاسبَسْتُ في تموزَ يصبحُ مِرْجَلًا
 وعلى الرصيفِ مصاطبُ الفقراءِ
 أكشاكُ السجائرِ والشعاراتُ القديمةُ
 فوقَ جدرانِ المدارسِ صِبْيَةٌ
 يتقاذفونَ عبوةَ الغازِ المُسيلةَ
 للدموعِ وفوقَ أنقاضِ المخيمِ ترقدُ 
القططُ السِّمَانُ وغاسلُ الأموالِ أيضًا
 والذين يتاجرونَ بلقمةِ الشهداءِ والأسرى
 شوارعُ قد خلَتْ من أهلها إلا قليلًا
 مشهدٌ يعتادهُ من يسكنُ المدنَ
 التي تكتظُّ بالفوضى وآثارِ التباهي
 بالنضالِ وفوق هذا كلهِ ما زالَ خطُّ
 الهاتفِ المحمولِ موقوفًا
 وقُطَّاعُ الطريقِ سيظهرونَ 
من الأزقةِ فجأةً.
الأحد ١٤/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف

شامبو


شامبو
شعر: علاء نعيم الغول 

تتأهبين الآن
 رغوتُكِ التي عبقَ المكانُ بها
 تثيرُ فضولَ ما عندي
 ولونُكِ يستجيبُ لهُ الهواءُ تأهبي
 لأزيحَ عن شباكِ غرفتي الستائرَ
 واطلقي عصفورَكِ المائيَّ من جهةٍ
 تناسبُ زرقةَ البحرِ الشهيةَ 
جلدُكِ الغضُّ استكانَ لدفءِ ما في
 الخوحِ من بذخٍ ورائحةٍ تثيرُ ولا تغيبُ
 تأهبي ليكونَ ليلُكِ واسعًا ومناسبًا
 للبتِّ في أمرِ اشتهائي والتمني صعبةٌ
 هذي الحياةُ وفي نهاياتِ الطريقِ
 تشعباتٌ غير واضحةٍ وقلبي قارَبٌ قطعَ
 المسافةَ بيننا في نبضتينِ وأنتِ 
تحتَ الماءِ تنغمسينَ في شهواتهِ فمتى
 نعودُ ولا يعودُ الوهمُ كوني هكذا قِطَعًا
 من الحلوى مغلفةً وقهوتُنا هناكَ
 مليئةٌ بتوقعاتٍ صافيةْ.
الأحد ١٤/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف 

أوهام مناسبة


أوهامٌ مناسبة
شعر: علاء نعيم الغول 

تُستَأنَفُ الأحلامُ إنْ وجِدَتْ
 وتنمو مثلما ننمو وبين الحبِّ
 والتفكيرِ خطٌّ هاتفيٌّ دائمُ الرناتِ
 يوقظُني متى أرخيتُ أجفاني
 لنومٍ ليس يُشبِعُ والخيالُ متاهةٌ
 مرئيةٌ وجِدَتْ لتُذهبَ وحشةً في
 الصدرِ أو تخفي ندوبَ الظنِّ ساقاكِ
 الوصولُ إلى المجرةِ والعبورُ إلى زمانٍ
 غير هذا فكرةٌ طينيةٌ أرتاحُ في تشكيلها
 في كلِّ يومٍ مرتينِ على الأقلِّ وهكذا
 أستعذبُ السفرَ المباغتَ في مفاتنِكِ
 الثريةِ مدركًا أني فقط أحتالُ
 كي أجدَ الخيالَ حقيقةً وهمٌ يغذينا
 بوهمٍ إننا بسطاءُ ننسى كم علينا
 من وعودٍ كيف تُوفَى والمتاحُ يزيدُ
 في تعقيدها وأراكِ في نفسي وبين يديَّ
 دافئةً وهادئةً وفي عينيكِ
 حلمُ غدٍ وصوتٌ واسعٌ.
الأحد ١٤/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف  

السبت، 13 يونيو 2020

لقاء يُنتظر


لقاءٌ يُنْتَظَرْ
شعر: علاء نعيم الغول 

للبحرِ رائحةُ اللقاءاتِ 
الغريبةِ والتي في الغيبِ هل 
فكرتِ يومًا أننا صرنا أخيرًا
 في أجنداتِ الشواطىءِ
 سوفَ ننتظرُ اتصالًا ما لتنفتحَ
 الطريقُ إليكِ لا معنى لنورسةٍ بدونِ
 حكايةٍ لا تبحثي فيما سنفعلُ 
وقتها لا تحفري أسماءَنا في الرملِ
 حتى نستدلَّ على مكانٍ ليس
 فيهِ لغيرنا شيءٌ هناكَ ستعرفينَ 
كم الحياةُ بلا اتفاقٍ مع أحدْ 
نحنُ الذين نحركُ النياتِ نكتبُ ما
 نريدُ وما تحققَ فهو حظُّ الطامحينَ
 وقربي شفتيكِ مني الآنَ 
هذا البحرُ ليس بكاتمٍ للسرِّ 
لا تخشَيْ هواءَ الموجِ نمشي
 ثم نمشي والمدى لا يتسعْ 
عند اللقاءِ نكونُ نحنُ ولا نريدُ مساحةً
 أخرى فقط ظلِّي وظلُّكِ في عناقٍ
 واقفَيْنِ بدونِ خوفْ.
الأحد ١٤/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف   

حروف دافئة


حروف دافئة
شعر: علاء نعيم الغول 

تتساءلينَ الآنَ أم تتخيلينَ
 دعي التخيلَ جانبًا كوني كقلبِ
 الخوخِ أبيضَ مغريًا ومداعبًا
 كالشهوةِ الحمراءِ تنتظرين ماذا
 قد يمرُّ الوقتُ فانتهزي نضوجَ 
النكهةِ الملأى برائحةِ الغوايةِ
 رتبي ليلًا يليقُ بمغرياتكِ ناوليني
 زقَّ خمرِكِ كي نغيبَ عن الوجودِ
 نعيثَ في لهفاتِنا بذخًا
 ألا لا توقفي لمساتنا وتحرري
 من مفرداتكِ أسمعيني جرأةَ الشفتينِ
 واعتسلي بريقكِ ثمَّ قولي لي
 أحبكَ بعدها في قبلةٍ أو من ثلاثٍ
 لا عليكِ فقط لعاجكِ كلُّ دهشاتِ
 المساءِ و وشوشاتِ الليلِ
 فيهِ النارُ والنزواتُ فيهِ الإنقيادُ
 وراءَ زهوِ الشمعِ لونُكِ مُشبَعٌ بالدفءِ
 مُتَّقِدٌ كجمرٍ ربما نهداكِ 
يعترفانِ أكثرَ بي لأني فيكِ
 أعرفُ ما يراودني
 وأعرفُ ما السببْ.
السبت ١٣/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف   

قليل وقليل


قليلٌ وقليل
شعر: علاء نعيم الغول 

منذُ التقينا والسماءُ الآن
 تدنو كل يومٍ غيمةً 
وتزيدُ أعمارُ الطيورِ 
وتبدأُ الورداتُ في ترديدِ أغنيةٍ
 نغنيها معًا يومٌ بيومٍ والقليلُ
 من الكلامِ هو الكثيرُ من الشعورِ
 غدًا نُصَابُ بما أُصيبَ بهِ الرفاقُ
 السابقونَ وعاشقٌ يكفي ليروي ما
 توقعَ غير أني لا أرى مثلي
 ولا أحتاجُ داعيةً فقط أحتاجُ تنعيمَ
 انحناءاتٍ تسيلُ على قوامكِ ربما
 هذا القليلُ وحين تنعتقينَ أكثرَ
 نستطيعُ القفزَ عن ظهرِ الفراشةِ
 عن جنونِ البيلسانةِ هاربٌ هذا الخيالُ
 وجامحٌ قلبُ الغزالةِ جارحٌ هذا
 الشعورُ بأننا رهنُ الدقائقِ والحياةُ
 حبيبتي مرهونةٌ بالنومِ والتسويفِ
 والصورِ التي تنتابُنا حتى إذا
 نفدَ الهواءُ تأهبتْ كل النوافذِ
 للنهايةِ والوجعْ.
السبت ١٣/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف    

تداعيات خفيفة


تداعيات ٌ خفيفة
شعر: علاء نعيم الغول 

وجائعةٌ بداياتُ السطورِ
 وأسرعتْ كلُّ الحروفِ ولم تصلْ
 لشفاهنا كلماتُنا
 عيناكِ تقتسمانِ أسئلتي وبين
 يديكِ أعرفُ ما الذي سيكونُ
 قبلاتٌ على عنقٍ وأنفاسٌ تلاحقُ
 شهقةً مفتوحةً لتوقعاتٍ تشعلُ 
العطرَ الذي شغلَ المسافةَ بين نهديكِ
 ارتخي فوقَ الأريكةِ لحظتينِ ورطِّبي
 شفتيكِ وارتقبي رنينَ الهاتفِ الخلويِّ
 أحدهمُ سيأتينا ببعضِ فطائرِ التفاحِ
 والتوتِ اللذيذةِ لن نبالغَ في العناقِ
 فبعد لحظاتٍ سيأخذُنا النعاسُ
 إلى الوسادةِ كيفَ لم نكملْ قراءةَ
 مسرحياتِ كريستوفر مارلو وتوفيقَ
 الحكيمِ أنا سأنهي ما تبقى من قصيدتيَ
 الطويلةِ حولَ ما تحويهِ غزةُ 
من حكاياتٍ وشيءٍ للسهرْ.
السبت ١٣/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف     



وعود مريحة


وعودٌ مريحة
شعر: علاء نعيم الغول 

ولو كنا تواعدنا
 لغيرتُ اتجاهَ الريحِ واستثنيتُ
 نفسي من ملاماتِ الطيورِ
 وما كتبتُ مؤخرًا في دفتري
 عن مجملِ الأشواقِ والحاجاتِ في
 نفسي وفي نفسي اشتهاءاتٌ ومنها
 أنْ أضمَّكِ مرتينِ وربما أكثرْ وهذا
 موعدٌ آخرْ وإني الآنَ وحدي بين
 نفسي والطيوفِ وما أفضلُ أن أفكرَ
 فيهِ وحدي أستجيبُ لمفرداتي عنكِ
 أكتبُ ما سأكتبُ أقرأُ الأسماءَ
 وهي تمرُّ مسرعةً وبعدَ سويعةٍ أشتاقُ
 للزمنِ الذي قد ضاعَ يا قلبي الصغيرَ
 لكَ الخياراتُ التي تمتدُّ من بابِ الحديقةِ
 للمسافةِ بيننا وأنا أحبكِ وعدُ هذا الليلِ
 أصدقُ من بداياتِ النهارِ وبعد هذا كله
 سيكونُ وعدٌ بيننا لا بدَّ منه
 وبيننا لا ينتهي.
اليبت ١٣/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف 

أشياء أخرى


أشياءُ أخرى
شعر: علاء نعيم الغول 

سؤالي كيفَ أنتِ الآن
 يكشفُ كيف يقفزُ عقربُ
 الساعاتِ أسرعَ أو يُعيدُكِ للوراءِ
 لتفتحي صندوقَكِ الخشبيَّ حيثُ 
تخبئينَ قلادةَ الأسرارِ أو ورقًا
 قديمًا من رموزٍ لا يعيها غيرُكِ
 استكفيتِ بالكلماتِ عن أشياءَ 
أجهلُها ولكنْ لا عليكِ
 أراكِ في مقهىً يقدمُ ما يروقُ
 لنا هناك ستكملينَ حديثَكِ النثريَّ
 عن أشيائِكِ الأخرى وحبكِ للقراءةِ
 والحوارِ معي لأني مرةً أخرى
 أجيدُ الإستماعَ وساذَجٌ فيما
 تفضلُهُ النساءُ ولا أثيرُ شهيةً من أي
 نوعٍ يا حبيبتيَ الجميلةَ هل فطورُكِ
 جاهزٌ فأنا سآتي بعد عشرِ دقائقٍ
 سأكونُ وحدي
 في المساءِ إذا استطعتِ
 وعادةً ما أتركُ الأنوارَ خافتةً
 وقبلَ النومِ نعرفُ ما علينا دائمًا.
السبت ١٣/٦/٢٠٢٠
رواية العشب والخزف     




بداية ممكنة


بدايةٌ ممكنة
شعر: علاء نعيم الغول 

سنحبُّ أو لا نستطيعُ
 هي المدينةُ فيكِ تُنهِكُنا
 وتبحثُ فيكِ عن كلِّ الجهاتِ
 وهبَّ في قلبي الهواءُ ألا على
 هذي الطريقِ تقاطعتْ خطواتُنا
 بحرٌ على ورقٍ وأوتارٌ موزعةٌ على عنقِ
 القصيدةِ صَدِّقي أنِّي بعُمْرِ البرتقالةِ
 جرِّبي أَنْ تفتحي الماضي لتنتحبَ
 الفراشةُ قد نُفاجَأُ بالذي لم يكتملْ
 في ليلةٍ أَسْقَطتِّ فيها دمعتينِ 
على رحيلِ العاشقِ المشغولِ
 بالجملِ القديمةِ أقفلي بابَ الأماني
 الغائباتِ وقابليني عندَ حوضِ الفلِّ
 أو خلفَ المحطةِ فالمدينةُ لا تشي
 إلا بمن ناموا وفي أجفانهمْ نبتَ
 الفراغُ ولا يرونَ النافذاتِ الواسعاتِ
 تحوَّلي لحكايةٍ فيها نؤلفُ غربتينِ
 ومقطعًا متكررًا للحائرينَ
 الآنَ حانتْ ساعةُ النومِ التي لا تقبلُ 
التسويفَ حيثُ أراكِ في نفسي
 وفي غرَقي وكوني ما أُحِبْ.
السبت ١٣/٦/٢٠٢٠
روايةُ العشبِ والخزفْ 

الجمعة، 12 يونيو 2020

الواجهة العاشرة: عطر


الواجهة العاشرة: عطر
شعر: علاء نعيم الغول 

العِطْرُ مُعتَصَرُ الحقيقةِ شهوةٌ مفقودةٌ بين الفضيلةِ والغوايةِ لسعةٌ رغويةٌ تمتصُّ أولَ رعشةٍ نبتتْ على نهدٍ صغيرٍ واستجابتْ بعدها الرغباتُ وانفتقَ الغشاءُ وفُضَّ واندلقتْ بكاراتُ الأسرةِ وانتشى العقلُ الجموحُ مؤطرُّ اللذاتِ مبتكرُ افتتاحياتِ هذا الليلِ والعطرُ التزامنُ بينَ ألسنةٍ تلامسُ بعضها وَلَعًا وبينَ الماءِ والماءِ اللذيذِ وبين نهديكِ ارتأيتُ بدايتي في قطرةٍ يهتزُّ منها الظنُّ هل عيناكِ مغمضتانِ أم زاغَ البصرْ ⓪︎  ما كان يومًا من طعامٍ أو شرابٍ بل أثيرًا ليسَ يُحْبَسُ في صدورٍ أوحشَتْها كثرةُ النياتِ تنفثهُ الملائكةُ النبيلةُ في هواءٍ عاجزٍ فيصيرَ أكثرَ فتنةً يا حاديَ الزهراتِ عرِّجْ إنْ وددتَ على قرىً قد أنكرتْها الذكرياتُ هناكَ في بيتٍ قديمٍ مرأةٌ جاءت من البحرِ الملونِ والضبابِ ويُستَدَلُّ على نوافذِها برائحةِ الطريقِ الآنَ تكنُسُ بابَها هُدْبُ السماءِ هناكَ طيبٌ من قلوبٍ أيقنتْ أنَّ  الذي غذى الحياةَ من البدايةِ  وردةٌ ①︎ والعطرُ قولُ اللهِ في آياتِهِ وعدُ النبيينَ الذين اسْتُنْزِفوا بين الهدايةِ والرجاءِ وفاض في أرجائها طِيبُ  الدعاءِ تصاعدي سحبَ البخورِ فللملائكةِ العروجُ ولي هنا أملُ الولوجِ إلى هواءِ الزعفرانِ مبارَكًا أنَّى وطئتُ أماكنَ العشبِ النديةَ سابحًا في غيمةٍ عطريةٍ فتحتْ جلالَ الإنعتاقِ مرفرفًا في راحةٍ قدسيةٍ يا عطرُ زِدْ من شوقِكَ العلويِّ واصعدْع بي إلى حيثُ السماءِ أرى البعيدَ ولا يراهُ الآخرون ②︎ وعقولنا أيضًا عطورٌ أيها أزكى منوطٌ بالذي سارتْ بهِ أفكارُنا وأنا وأنتِ الآن عطرٌ من زهورِ البرتقالةِ والفانيلا غير أني في الشتاءِ أفضلُ العطرَ المُعَدَّ من الخشبْ كوني معي في الليلِ لن نحتاجَ أكثرَ من مكانٍ دافىءٍ سنكونُ ملتصقينِ هذا ما يراهُ الوقتُ ما تأتي بهِ النظراتُ لن يغتالَنا إلا الذي يغتالُنا عطرٌ وموسيقى وقهوتُنا وإنْ شئتِ المزيدُ من النبيذِ وكم أحبُّ اللوزَ أيضًا مالحًا شيئًا③︎   أبدو كما نبدو ويعبقُ بي فراشكِ حين ننزعُ قطعةً أخرى ويغلبُنا النعاسُ وتنتشي أفكارُنا بالورد أو ما ينبغي من قبلةٍ إذ لستُ أدري كيف تزدحمُ الحياةُ الآن في رأسي وبين يديكِ  ثم تهبُّ من خلفِ المدينةِ نسمةٌ من عشبِ بَحْرِكِ لا تقولي الآن شيئًا لا يزالُ الوقتُ أبكرَ هل تعلقنا ببعضٍ ربما أكثرْ وقالَ الصيفُ ما قال الخريفُ أنا أحبُّ البيلسانةَ واتقاءَ الحرِّ أجملَ في ظلالِ الزنزلختِ ④︎ توقعي ألا نحبَ سوى المُحَبِّ من القديمِ وما استجدَّ يكونُ مما كانَ تشبهنا العطورُ جميعها وتعيشُ فينا الذكرياتُ كما يعيشُ اللوتسُ الصيفيُّ فوق الماءِ هلْ جربتِ تعطيرَ المقاعدِ قبلَ أنْ يصلَ القطارُ فقد ننامُ لساعةٍ متوسِّدَيْنِ شعورَنا بالإحتماءِ ببعضنا مما يجيءُ هي الحقائبُ تستعدُّ لأن تغادرَ قبلنا وتوقعي أنْ نتركَ البحرَ الصغيرَ على وسادتنا ليروي قصةَ العشبِ الطويلةَ يومَ كان الموجُ يغري النورساتِ وكنتِ أنتِ تُطَيِّبينَ الرملَ من قدميكْ ⑤︎هذي الخلايا المجهريةُ ليس يشبعها الحنين ونحن أيضًا مجبرون على المنافي والرحيلِ ونحملُ الباقي من الباقي صداقاتٍ وذاكرةً وفي هذا الغيابِ نصيرُ رائحةً وعطرًا ربما للآخرين ومَنْ سيذكرُنا على سهوٍ ودون تحكمٍ بالقلبِ يا عطرَ المنافي ما السبيلُ إلى اغتسالكَ من ملابسنا القديمةِ والتخلصِ من خلايانا الثقيلةِ وهي ترشحُ بازديادٍ في ليالي الصيفِ في وهجِ الجلوسِ أمامَ هذا البحرِ تغرينا المقاهي والتسكعُ من مكانٍ ما لبيتٍ ما يناسبُ مَنْ يناديهِ الهروبُ إلى المحطاتِ البعيدةِ والمدنْ⑥︎حمَّامُكِ اليوميُّ من عطرِ اللافندرِ رغوةُ الصابونِ تنعشُ مفرداتِ العشقِ فيكِ  وأنتِ تنغمسينَ في حوضٍ تغطى بالهواءِ ومغرياتِ الماءِ ماذا بَعْدُ هذا المشهدُ المغمورُ بالبللِ اللذيذِ يثيرُ رائحةَ النعومةِ والفضولِ ورغبةً في أنْ نكونَ هناكَ جلدكِ ممسكٌ عطرَ الخزامى باشتهاءٍ يفتحُ التفكيرَ يخدشُ نشوةَ النظراتِ والصمتِ البليغِ وبالغي فيما أبالغُ في تأملهِ معكْ ⑦︎ كتبوا رواياتٍ ودُوِّنَتْ الأساطيرُ الغريبةُ عن عطورٍ كانَ منها السِّحْرُ أفسَدَتِ العلاقاتِ التي حكمتْ قديمًا أهلها فلتَحْذَري المشمومَ من بينِ الهدايا واحرقي ثوبًا رششتِ عليهِ عطرًا كان من غرباءَ مثلي قد سحَرْتُكِ مِنْ هنا وزرعتُ رائحةً تسافرُ في بياضِ الريشِ نحوكِ كلُّ نافذةٍ لها أسرارُها زوارُها وهواؤها وجعلتُ قلبَكِ لي ولي وحدي أنا خلَّطْتُ نوتاتِ العطورِ ببعضها وعبثتُ عمدًا بالمقاديرِ الدقيقةِ والنتيجةُ أننا في حوضِ ماءٍ واحدٍ وأنا وأنتِ الهاربانِ⑧︎الكائناتُ المجهريةُ مرةً أخرى تفيقُ ولا يغذيها سوى هذا الرذاذِ المُرِّ ينعشُها لتبدأَ في التهامِ منابتِ الضجرِ العميقةِ ثم تسبحُ في مشاعرِنا كنملٍ جائعٍ  والعطرُ يدفعها بعيدًا ثم أبعدَ هكذا أتخيلُ  الأمر البسيطَ كفكرةٍ تأتي إليَّ من الفضاءاتِ التي لم تُغْزَ بعدُ وأنتِ لي  لونُ المجرةِ وهي تلتهمُ النجومَ وتكسرُ الضوءَ المسافرَ في غياهبها وفي عينيكِ آخرُ ما أرى في الكونْ ⑨︎ هنا وهناكَ تتفقُ الحياةُ على مكانٍ بيننا فقط الذي نرجوه أن نبقى كما ذراتُ هذا المسكِ في مسماتنا تبقى ولا تبقى ولكن غُذِّيَتْ من طيبهِ أرواحنا يبدو البقاءُ هو اتزانُ القلبِ والرغباتِ توظيفُ الدقائقِ بيننا بمهارةٍ محسوبةٍ لا أنتِ تبتعدينَ عن دقاتِها ولا حتى أنا حبلُ المشيمةِ بيننا ماءٌ يمرُّ من المسافةِ للمسافةِ سائغًا وهنا هنا والباقياتُ من الدقائقِ شهوةٌ مفتوحةٌ لمكاشفاتٍ ممكنةْ ⑩︎ وعدٌ كما وعدُ الفراشةِ أنْ نطيرَ وقد حملنا وِزرَنا حُبَّا وشكوى والرفاهيةُ التي  في المسكِ أيضًا تستحقُّ وعودَنا حتى إذا بلغتْ سماءً غير غائمةٍ تخلصنا من الجملِ الأخيرةِ في تفاصيلِ العتابِ ولم نزلْ متفائلينَ وموقنينَ بأننا لم نرتكبْ سوءًا وفي نياتِنا أنْ نسحبَ الدنيا بعيدًا عن طريقِ الشوكِ نسلكَ شارعًا فيهِ الإضاءةُ شبه كافيةٍ لنقرأَ شاخصاتِ مدينةٍ مفتوحةٍ للبحرِ واتسعتْ خطانا وابتهلنا أيها العطرُ الذي فضحَ الليالي الباذخاتِ وعبَّقَ الصلواتِ خُذْ أحلامَنا منا ودعنا في نوافذنا الصغيرةِ قادرينَ على التعاطي مع بقايا القلبِ والصورِ التي أمتلأت بنا ⑪︎حتى إذا بلغَ الهواءُ اللوزَ قلنا لن نموتَ ولن نبالغَ في السكوتِ حبيبتي ماذا تبقى في زجاجةِ عطركِ الحمراءِ ماذا ينبغي تغييرهُ حتى تليقَ بنا الحياةُ هنا وفي الدنيا كما في كلِّ شيءٍ صورةٌ مخفيةٌ تبدو لنا مجروحةً ونقيةً أيضًا ألا هذي الحياةُ  مسافةٌ مقطوعةٌ وتعيدُ فينا الشوقَ مراتٍ ويبقى الحبُّ شمعتُنا التي لا تنطفىءْ ⑫︎
الجمعة /٦/٢٠٢٠
واجهات   









الأربعاء، 10 يونيو 2020

الواجهة التاسعة: قماش


الواجهة التاسعة: قماشْ
شعر: علاء نعيم الغول 

كنَّا عراةً كانَ يلفحُنا الهواءُ وتزدرينا الشمسُ تغسلُنا السماءُ وكان ما كنَّا عليهِ فلا نواري ما نواري الآن هل سوءاتُنا هي نفسها أم لا يجوزُ الخوضُ فيما لا نراهُ  وفي الكتاباتِ القديمةِ أننا لم نكترثْ نزلَ الكساءُ على الجلودِ وصارَ يزحفُ في خلايا العقلِ حتى صارَ رأسًا من قماشٍ نافشٍ⓪︎كانتْ خيوطُ الصوفِ تلمسُ حلمةَ النهدِ الرقيقةَ لمْ تكنْ لتريحَ أنثى النهرِ وهي تمرُّ من بينِ الهواءِ وسقسقاتِ الطيرِ تحجبُ عن مساماتِ الأنوثةِ عطرَ سوسنةٍ وظلَّ الغيمِ والعبثَ الوديعَ على خواصرِ نسوةٍ في الشمسِ في ماءِ البحيرةِ عائداتٍ من طقوسِ الزعفرانِ وشهوةِ اللوزِ التي لا تنقضي ①︎ ظلَّ النسيجُ يغازلُ الجسدَ المُعَدَّ لرقصةِ التانغو ولدغاتِ العقاربِ معلنًا أنَّ الذي قد فاتَ فاتَ وينبغي تعديلُ رائحةِ الأسِرَّةِ كي يعودَ الجلدُ مفتونًا بملمسهِ الشهيِّ ويتقي العشاقُ عاداتِ القبيلةِ هكذا بدأتْ مراسيمُ التهادي بالكساءِ وغُذِّيتْ خزُنُ النساءِ بما يفيضُ من الثيابِ ِ لأجلها سِيقتْ قوافلُ لا تُعَدُّ ولا تُرَدُّ وبِيعَ من ذهبٍ دمالجُ للتباهي بالمُقَصَّبِ والحريرِ ②︎ وأظهرتْ تلكَ الثيابُ سذاجةَ الفرحِ الذي ينتابُ مَنْ أخفَتْ بها ما لا يروقُ لناظرٍ والعيبُ يظهرُ بالثيابِ وغيرِها وكذا القلوبُ عيوبُها لا شيءَ يخفيها ولا تقوى مراوغةٌ على تبريرِ ما يؤذي وفي نفسي الكثيرُ من التساؤلِ حولَ مَنْ سنُّوا طرائقَ ليس يُعْرَفُ ما نهايتُها وأعرفُ أنني أستوقفُ الأفكارَ أنزعُ عن جوانبها بهاءً كاذبًا لأرى الحقيقةَ وهي تكشفُ ما عليها أنْ أراهُ متى أريدْ③︎يبدو العناقُ على الشفوفِ كمنْ تذوَّقَ سكَّرًا في الماءِ ما يُخْفَى من الجسدِ الشهيِّ يثيرُ رغباتٍ مُقَطَّعَةً وحالاتِ انتشاءِ غير واضحةٍ وتنغلقُ الليالي الساخناتُ على ارتخاءِ الجِلْدِ بين أصابعٍ ملساءَ  والقطعِ التي  تبتزُّ رائحةَ التوددِ والتعافي من قيودِ الخوفِ فالتصقي جلودَ الماءِ بالعرقِ الرحيمِ وثابري حتى يُعادَ إلى البدايةِ شوقُها شبَقًا يؤثثُ فرصةً للعشقْ ④︎ جعلَ البدائيونَ في أثوابهمْ ما كانَ في نياتِهمْ أَنْ يحرفوا بالبهرجاتِ العينَ عمَّا تحتَها خُبْثُ القبيلةِ خلفَ أستارِ الجمالِ أراهُ حينَ أرى حبيبتيَ البعيدةَ  في العباءاتِ التي تزدانُ بالترَفِ الملوَّنِ والحُليِّ وتحتهُ منحوتةٌ جسديةٌ تبدو كفينوسْ شعرُها في الشمسِ يلمعُ عاريًا هي هكذا تبدو العلاقاتُ البسيطةُ واضحةْ⑤︎دَرْبُ الحريرِ حكايةُ الجسدِ الخفيةُ نزعةٌ نُسِجَتْ على قلقٍ وتبريرٍ يساوي ألفَ رأسٍ في حروبٍ دُوِّنَتْ بالموتِ بالوشمِ الذي جعلَ الجلودَ ضحيةً للعابثينَ على تفاصيلِ الفضيلةِ سكبَ الحريرُ النشوةَ الأولى على صدرِ الصبيةِ ناعمًا كالحُبِّ منسدلًا كرعشاتِ التقاءٍ لم يكنْ مِنْ قَبْلُ أجملَ إنهُ دربُ النساءِ النائماتِ على غصونِ التوتِ في وهجِ المسافةِ بين ما يُعطِي ويُعطَى والحريرُ خيوطُ وهمٍ واعيةْ⑥︎لغةُ القماشِ تبينُ في لوحاتِ من رسموا الحياةَ وبين فُرشاةٍ ولونِ الزيتِ تنطبعُ المخيلةُ الغيورةُ تبدأُ الأفكارُ في تثبيتِ رائحةِ التغيرِ والتسامي كلهمْ صنعوا من المألوفِ أحلامًا وصاغوا من ندوبِ الوقتِ ذائقةً بطعمِ البرتقالةِ تحتَ سورٍ هادىءٍ في الشمسِ يا هذا التفاؤلُ لوِّنِ الأشياءَ ولا تَهَبْ من ملمَسِ الخيشِ الذي صمتتْ على مسماتهِ كلُّ الطقوسِ وغادرتها في متاحفَ أيقنتْ أنَّ الذي يأتي أتى والقلبُ أولُ تحفةٍ زيتيةٍ في بهوِ هذي الروحْ⑦︎وعلى القماشِ تناقلَ الجوعى شعاراتِ الصمودِ وبالغوا في رفعها حتى غدتْ يومًا بيارقَ مرةً أخرى لمن قتلوا وماتوا وقتها كفَنًا سرادقَ للتآمرِ والتنادي واختبارِ الشرِّ  فيما بعدُ راياتُ القبائلِ من قماشٍ والمشاعلُ رأسها كان القماشَ مبللًا بالزيتِ في زمنِ الكهوفِ وفي معابدَ أوغلتْ في سنِّ ما يجبي لها مالًا وغُلِّفتِ الدساتيرُ القديمةُ بالقطيفةِ والعصائبُ من نسيجِ البَّفْتِ ماذا ظلَّ كي يُحكَى توارثنا الذي قد كانَ والدنيا ستبقى هكذا ⑧︎ هذي مناشفُكِ الملونةُ التي افتتحتْ صباحًا هادئًا حملتْ بقيةَ عطركِ الليليِّ أو شغبَ السريرِ تلفُّ عاجَكِ والقوامَ وزهوَكِ النُّسَوِيَّ ما استثنيتُ شيئًا منكِ يغريني ويغوي نيَّتي في أنْ يدثِّرَنا هواءٌ واحدٌ وعلى السريرِ مُلاءةٌ بيضاءُ واسعةٌ كهاتيكَ المسافةِ بين ساقيكِ اللتينِ أراهمُا بابَ المجرةِ والصعودَ إلى أقاصي الشوقِ والشغفِ الشهيِّ ⑨︎ وفي المسافةِ بين نهديكِ اختبارٌ لي وتنقيةُ الشفاهِ من الكلامِ عن المباحِ وغايتي في أنْ أعيدَ سُلالتي من وردكِ البريِّ أجهَلُ مَنْ أكونُ فلملميني من شظاياكِ التي انتشرت على جسدي وقولي للستائرِ إننا لم نختصرْ آهاتِنا والليلُ طالَ كما نريدُ وحاولي تبريرَ طعمِ الأسكدنيا في شفاهكِ  واعتلي العرشَ الوثيرَ وراقبي نظراتِنا حتى ابتهالاتِ النهارِ الصاخبةْ⑩︎ وهل يكفي رداءٌ واحدٌ لا شيءَ يزعجُني  كَفَكِّ عُرَى القميصِ وأنْ أنامًًًً
 على اليسارِ وأنتِ بين أصابعي تتلَّمسينَ طريقَ عِطْرِكِ في الوسادةِ لا تنامي قبل أنْ نخفي معًا آثارَ ما اقترفتْ يدانا لا عليكِ فقط سأمحو من شفاهكِ قبلةً وعليكِ ترتيبُ البقيةِ ناوليني لو سمحتِ زجاجةَ العطرِ التي سقطتْ هناك ⑪︎ الظنُّ كلَّ الظنِّ أنَّا لن نحققَ ما تريدُ ثيابُنا منا حبيبتيَ الجميلةَ هل تريدين التحققَ من علاقتنا ببعضٍ هل أُشيدُ بما عليكِ أمِ الذي تخفينَ تحتَ قميصكِ الورديِّ صِدْقًا نحنُ في شَرَكِ الخيوطِ وزحمةِ الألوانِ في هذا الدوارِ المستفزِّ ورغبتي في أنْ نزيلَ عن الأصابعِ غربةً في أنها لا تلمسُ الجسدَ النقيَّ وقد تهيَّأَ للجنونِ وما تخيلناه ُ عن حبٍّ وقصدْ ⑫︎ وفي عينيكِ شيءٌ ما وهذا الأزرقُ المُخْضَرُّ يُغْرِقُني كما فعلت قديمًا بي مياهُ البحرِ أبحثُ فيهِ عما لا يُرَى  وأرى انتفاضاتِ الأنوثةِ بين ملمسهِ ولونكِ حَيْرَتي  وتخيلاتي إننا لا نبتغي عبثًا ولكنْ سطوةُ التفكيرِ أقوى من حدودِ النفسِ في شفتيكِ توقيتُ البنفسجِ واعتصارُ اللوزِ زيتًا دافئًا يروي مساماتٍ عطاشًا للمزيدِ وللمزيدِ وتحتَ هذا الأزرقِ الممتدِّ شهواتٌ نرتبها معًا لا أنتِ تعترفين من خفَرٍ ولا قلبي سيهدأُ عنكْ ⑬︎ لو كنتَ مثلي لاقتنعتَ بأنَّ ذاكرةَ الشعوبِ ضعيفةٌ والعُرْيُ ما كان القضيةَ يُستَغَلُّ الفكرُ تنقسمُ الحياةُ إلى مُشينٍ واضحٍ ومنافقٍ مُتَأنِّقٍ وثيابُنا ألواننا وتشوهاتُ النفسِ والفوضى التي في داخل القلبِ الصغيرِ وحين أنظرُ في مفاتنكِ الجميلةِ لا أرى إلا جمالًا في كساءٍ باذخٍ ومناوراتٍ غير مشبعةٍ ونهداكِ انحسارُ مخيلاتي نصفُ جهدِ العقلِ في تخفيفِ آثارِ اشتهاءٍ ليس يُنجَزُ والسلامُ على الذين تساقطوا موتى وغابِ الطيبون ولا أزالُ أتابعُ الجسدَ الذي أضحى كتابًا نافعًا يكفي ليكشفَ ما الذي يجري وكيف تصرفتْ كلُّ القبائلِ وانمحتْ⑭︎        
الأربعاء ١٠/٦/٢٠٢٠
واجهات




الواجهة الثامنة: ثلج


الواجهةُ الثامنةْ: ثلجْ
شعر: علاء نعيم الغول 

الثلجُ رئةُ الموتِ أنفاسُ الغريقِ ومرأةٌ تشكو تساقطَ شَعرِها لا لونَ فيهِ ولا بياضَ خديعةٌ باتتْ مناسبةً لأولِ فَقْمَةٍ تصحو على صوتِ الهوا والخرشناتِ هو الذي لم يختلفْ عن صورةٍ فيها وجوهٌ لم تعدْ موجودةً في الثلجِ ما زالَ الجنودُ يمارسونَ غيابَهمْ هم لن يفيقوا كي يموتوا مرةً أخرى وينتظرُ الرذاذُ الباردُ الطيرَ المهاجرَ من وراءِ صنوبراتِ الغيمِ كي تأتي بلونِ الشمسِ والماءُ الذي في الماءِ يشبهُ فكرةً في الرأسِ لم تنفعْ لتُحْدِثَ ثورةً⓪︎في الثلجِ أدركتِ الفراشةُ أنَّ رائحةً تهبُّ من الحديقةِ كان ذلكَ ما تخلَّفَ من مشاغبةِ السناجبِ بين أكياسِ القمامةِ  آهِ كم كان المكانُ مُكَرَّرًا ومُحَمَّلًا بكآبةٍ ممزوجةٍ بالدفءِ ترتفعُ المداخنُ في فراغٍ مثل رائحةِ العجينِ ومن بعيدٍ لا ترى إلا شوارعَ قد تعرَّتْ بابتذالٍ غيرَ أنَّ سناجبَ الحيِّ الصغيرةَ غالبًا تقتصُّ من هذا السكونِ على خطوطِ الكهرباءِ وعتْبةِ البابِ الذي في الخلفْ①︎  لا بدَّ أنَّ الثلجَ يخفي تحته نصفَ الحياةِ وعشبةً خضراءَ سوسنةً وآخر خطوةٍ كانتْ لطفلٍ لم يصلْ للبيتِ واتسَخَتْ حوافُّ السلمِ الخشبيِّ من فِعْلِ الدخانِ وعادمِ الباصِ الكثيفِ  وأجمَعُ العَفْصَ الصغيرَ لمِجْمَرٍ أشوي عليهِ الكستناءَ وهكذا في الليلِ تجتمعُ التفاصيلُ الثقيلةُ ثم ترغمني على تبريرِ ترجمةِ الأغاني في قصاصاتٍ وأحرقُها بُعَيْدَ سماعِ ما تعنيهِ (كارمينا بورانا)هكذا تبدو ليالي البردْ②︎نيوبي ربةَ الثلجِ  استعيدي ما استطعتِ بَنِيكِ من هذا الجفافِ الأبيضِ الممتدِّ هل مَنْ ماتَ يُصبحُ نُدفَةً تأتي مع الريحِ الخفيفةِ في الشتاءِ وكلما مات الرفاقُ يزيدُ بردُ الليلِ نشعرُ كم علينا أنَّ نُفَتِّحَ للهواءِ نوافذَ الصبحِ  البليلةَ إننا ماءُ الخرافةِ والتفاسيرُ القديمةُ في حكايا النسوةِ اللائي يَنَمْنَ كما يُرِدْنَ كما البدايةُ عارياتٍ تحتَ أغطيةٍ وعندَ النهرْ③︎لا دفءَ في هذا المكانِ سوى هنا والثلجُ قد عزلَ البيوتَ ونحنُ ننظرُ من زجاجِ الغرفةِ البيضاءِ نسمعُ بالعيونِ شفاهَنا نتبادلُ الرشفاتِ وهي تذوبُ نكهاتٍ وقهوتُنا تباغِتُنا كرائحةِ الوسادةِ نقتربْ أو هكذا قالتْ أصابعُنا وما زالتْ تقولُ وقد تركنا ما تبقى من روايتِنا الأخيرةِ فوقَ مِنشفةٍ على طرفِ السريرِ ونقتربْ حتى إذا صمتَ الهواءُ ترنحتْ أنفاسُنا وتشابكتْ آهاتُنا والثلجُ مَرَّرَ مفرداتِ الحبِّ في عينيكِ أوضحَ مرتينْ ④︎ دفءٌ بدفءٍ فلندوِّنْ رغبةً للبحرِ أخرى في حقائبنا الأخيرةِ حيثُ تنتظرُ المحطةُ أنْ يذوبَ الثلجُ شيئًا عن مقاعدِنا بعيدًا صافراتُ الحبِّ تُسْمِعُنا مصيرَ اللوزِ هبَّاتِ الهواءِ و وشوشاتِ عنادلِ الشجرِ البريئةِ كيفَ نهربُ من يدينا لا نعانقُ عطرَنا بعناقِنا فقطِ السكونُ ونحنُ والنبضُ الذي نادى البعيدَ من السَّفَرْ⑤︎في الثلجِ حين نكونُ ملتصقينِ يدركُنا المغيبُ الفوضويُّ وصُفْرَةٌ في الغيمِ نغرقُ في سكونٍ ذابلٍ وتحيطنا من كل صوبٍ رغبةٌ في أنْ نجازفَ بالبقاءِ هناكَ تحتَ الليلِ منتهكينِ ناموسَ المكانِ مكَلَّفَيْنِ بفكِّ شفراتِ الهوى والمغرياتُ قليلةٌ والواسعاتُ من الظنونِ تقولِ إنَّ الحبَّ جَرَّ الخائفينَ إلى هنا حتى إذا اختنقَ المكانُ بصمتهِ ذابتْ عن الشجرِ التعاويذُ الرقيقةُ واختفى قلقُ العيونِ الواجفةْ⑥︎أشياءُ تُجبرُنا على تقسيمِ وقتِ النومِ منها الثلجُ والأحلامُ والقلقُ الذي لا يكتفي بمساحةٍ بيضاءَ تنقذُنا لنبدأَ مرةً أخرى وما الدنيا سوى هذي البداياتِ التي بتنا نكررها وتتصلُ القلوبُ ببعضها لا شيءَ يكشفُ ما علينا أن نقومَ بهِ تجاهَ النفسِ حتى النفسُ أبعدُ ما تكونُ عن الحقيقةِ باردٌ ثلجُ المساءِ وأنتِ قهوتُكِ اكتفتْ بالإمتنانِ لما ارتشفتِ تركتِ من شفتيكِ طعمًا دافئًا وإليكِ من قلبي الكثيرُ ⑦︎تَرَيْنَ أنَّا نصنعُ العبثَ المهذَّبَ ثمَّ نجعلهُ طريقًا واسعًا لا الصيفُ يمنعُنا ولا هذا الصقيعُ ولا البروجُ العالياتُ من التظاهرِ بالرِّضا والإعتقادِ بأنَّنا بُرَءاءُ من هذي الرعونةِ كيف يبدو الثلجُ صورةَ عاشقَيْنِ ورغبةً في الحبِّ أحلامًا مطرزةً بألوانِ الخريفِ ولا نفكرُ فيهِ كيف يكونُ وقتَ الإنهيارِ تموتُ تحتَ ركامهِ نصفُ القبيلةِ والطيورُ ومنْ يمرُّ مسالمًا   أوَ ليسَ في شفتيكِ ما أرجوه من عبثٍ نغيبُ بهِ بعيدًا في زوايا الليلِ بين يديكِ في هذا العناقِ المشتعلْ⑧︎لا بدَّ أنكِ تعرفينَ متى اللقاءُ هناكَ بردٌ ما ثلوجٌ في الطريقِ وكوخُنا غطَّتهُ أغصانُ الصنوبرِ والمكانُ الآن َ أبعدُ من مسافاتِ الحنينِ وليسَ في الثلجِ المزيدُ من التوددِ جائعونَ هناكَ في بلدٍ وراءَ الماءِ يقتسمونَ آلامَ البقاءِ وشهوةَ النومِ التي ذابتْ على وجهِ الرصيفِ وسافرتْ بل غادرتْ أحلامُ مَنْ تعبوا وراحوا أيها الثلجُ اختصرْ ما أنتَ تقصدهُ ودعنا نختلي في الدفءِ في بيتٍ لنا والحبُّ وعدٌ موجِعٌ⑨︎نتأملُ الدنيا معًا أنتِ البعيدةُ أم أنا لم أقتربْ أستعجلُ الأشياءَ أمْ للشوقِ وقتٌ يُسْتَحَبُّ الإهتمامُ بهِ وصوتُكِ رعشةٌ وَتَريَّةٌ حمَلَتْ ترانيمَ الذي في القلبِ هل نهداكِ توقيتُ التحوُّلِ مِنْ عشيقٍ دافىءٍ لمغامرٍ يخفي ملامحَهُ وراءَ الوردةِ البيضاءِ في القصصِ القديمةِ كلُّ ما كتبوهُ من حزنٍ وخوفٍ كانَ زمنَ الثلجِ لا أدري لِمَ اختارَ الرواةُ الحبَّ دومًا من ضحايا الليلِ واللغةِ التي بعدَ الفواصلِ تنطفىءْ⑩︎سيذوبُ بعضُ الثلجِ ثم يعودُ كي ننسى ملاحقةَ الطيورِ لنا ونهدأَ في غيابٍ أبيضِ الغيماتِ مختنقٍ كرائحةِ الشراشفِ والملاءاتِ التي اقتسمَتْ شقوقَ الليلِ كيف تفسرينَ حنينَكِ الآنيَّ قلبَكِ حين يخفقُ فجأةً  رعشاتِ جلدِكِ تحت ماءٍ ساخنٍ عند الصباحِ وتنظرينَ إلى مفاتنِكِ الطريةِ في مرايا غير منكرةٍ لما قالتهُ لي عيناكِ في صوَرٍ من الماضي ويبقى الثلجُ مُتَّهمًا بما يكفي ⑪︎ ألا تتوسدينَ الريشَ أو صوفَ الخيالاتِ المُجَدَّلَ تُسْتباحُ الآنَ رائحةُ الهدوءِ على شفوفٍ تلبسينَ وتُغمضينَ على طيوفٍ غير آمنةٍ وآتي من وراءِ اللونِ أهمسُ في شفاهكِ قبلةً موشومةً بعبارتينِ وفُلةٍ بيضاءَ ثمَّ أغادرُ الوقتَ الذي أكلَ العقاربَ باشتهاءٍ مُقلِقٍ والشمسُ دافئةٌ على عتباتِ بيتِكِ أو زجاجِ النافذةْ⑫︎ والقلبُ من فوضى ويبدو الثلجُ أيضًا ناشفًا كالحلقِ بعد الإنتعاظِ وللمدينةِ ما يبررُ نومَها حتى الظهيرةِ ما النوارسُ والبطاريقُ الصغيرةُ بالتي تخشى هواءً باردًا وأنا رأيتُ سماءَها  والعشبَ كيف يكونُ في آذارَ ليتكِ كنتِ ترتشفينَ قهوتَكِ الغنيةَ بالكلامِ معي ونحنُ نلونُ الأفقَ السريعَ بما نريدُ وصرتِ لي أملًا طفوليَّ الملامحِ رغبةً أخرى وحبّاً نتقي ببياضهِ ثلجَ المدينةِ والقلقْ⑬︎
الثلاثاء ٩/٦/٢٠٢٠
واجهات  

الواجهة السابعة: رمل


الواجهة السابعة: رملْ
شعر: علاء نعيم الغول 

رملٌ على بابِ القيامةِ لا هواءَ ولا خطىً يدعو الحفاةَ لكي يمرُّوا حاسرينَ وهادئينَ لساحةٍ للأنبياءِ وساعةٍ رمليةٍ بدأت تسيلُ كما العَرَقْ مُرُّوا فرادى أو جماعاتٍ بعيدًا في جهاتٍ من فزَعْ والرملُ يبدو دَرْمَكًا في الشمسِ يلمعُ كالمرائي ثمَّ يأخذُنا العزيفُ من الهَيامِ المستعرْ ⓪︎ والرملُ قالَ البحرُ أنتَ وعائيَ الممتدُّ من شفتيَّ حتى فوهاتِ الغيمِ منعتقٌ أنا في صمتكَ المنسيِّ بين اللازوِرْدِ ولونِ هذا العُشبِ تجعلُني نقيًّا جامحًا كالتِّينِ في تشرينَ منفتحًا كصوتِ النورساتِ وموحشًا كالخروعِ العاري أمامَ الريحِ يا سري القديمَ كَتَبْتَني في شاطئيَّ بما تريدُ وما كتمْتَ من الخطايا والوعودِ وبيننا قمرٌ يمدُّ أناملي دومًا إليكْ①︎صغيرًا كنتُ أعرفُ أنني رملٌ وبي شغفٌ لأثقبَ رملةً حتى أرى قاعَ الوجودِ وأسمعَ الموتى وأصواتَ القبائلِ كنتُ أبني منهُ أحلامًا مُبلَّلَةً وبيتًا كاملًا للنملِ أبحثُ فيهِ عن أثرِ (السحاتيتِ)* القديمةِ منذ روما والأشوريينَ كنتُ أعدُّ رمْلَ البحرِ في ريشِ القطارسِ وارتكبتُ حماقةً لمَّا تركتُ الملحَ ينخرُ في شفاهِ الرملِ فانهارتْ قلاعي فجأةً وتركتُ ذاكرتي هناك بلا ورقْ②︎ عيناكِ صادقتانِ صفوُ النَّبْعِ في وجهِ المفازةِ جرأةٌ عَلِقَتْ بأذيالِ السرابِ وأشعلَتْ فيَّ التوقعَ والتقرَّبَ منْ شفاهكِ فاغمضي عينيكِ وابتعدي عن التفكيرِ في زمنِ العناقِ قد افترشنا الرملَ تحتَ الظلِّ وانغلقَ المكانُ بصمتِهِ حتى إذا بلغَ الرضابُ الحَلْقَ كانَ الليلُ قد فتحَ السماءَ لكي نرى ما قد حدثْ③︎والرملُ سرُّ اللهِ يبتلعُ الحياةَ وما يمَسُّ الرملَ يلمَسُهُ التآكلُ تحتَ غزةَ ما تشاءُ منَ المُدُنْ ليسَ الذي راحَ انتهى هو آيةُ اللهِ التي تُنبيكَ أنَّ الموتَ من رملٍ وخفقاتِ القلوبِ وما حوى هذا الجمالُ وحين أمشي حافيًا يتسرَّبُ السِّحْرُ الذي في الرملِ  بين أصابعي أستشعرُ الماءَ الذي يُمْتَصُّ مَنْ وئِدوا أمامَ الشمسِ مَنْ ركضوا وراءَ الطيرِ مَنْ سقطوا هنا صرعى التعلقِ بالهواءِ وظلِّهِ وأسيرُ أبعدَ مدركًا أني مَدِينٌ للتأمُّلِ علني أستوقفُ الريحَ التي ساقتْ إلى مدنٍ غيومًا أو روامسَ صامتةْ④︎شهيتي مفتوحةٌ للإعتذارِ لوردةٍ سقطتْ على رملٍ فأشبعَها انتظارًا كي تعودَ ولا يفي الغرباءُ دومًا بالوعودِ وكلما آنَسْتُ زهراتِ الصباحِ أُلامُ أَنِّي لا أرتبُ رملَها قبلَ المساءِ  وأكتفي بمديحها الفاني وما هذا الذي يُرْجَى ولا يُقْضَى وأعرفُ أنني متورطٌ في البوحِ أكثرَ عادَ صوتُكِ يستثيرُ الدفءَ فيَّ يحركُ الترفَ الذي يدعو الخيالَ وأنتهي وقدِ اختزلتُ الحبَّ في عينيكِ ⑤︎ ناديتُ الطريقَ ولا يُجيبُ النائمونَ أنا المُصدِّقُ والصديقُ ألاحقُ الرؤيا وأشبعُ من رقيقِ المَنِّ أصعدُ تلةً وأتوهُ عن أخرى وأفقدُ بعدَها أَثَري وأعرفُ ما ستعرفُهُ وأنسى ما ستنسى والتوددُ للحياةِ يضيِّعُ الأحلامَ  هل تقوى على الريحِ الثقوبُ وهل يطيبُ بقاءُ رملٍ في الجفونِ أنا الذي أفشى لهاتيكَ الفراشةِ ما تناجينا بهِ إذْ في مكانٍ ما سنُكْمِلُ ما تبقى من غزلْ⑥︎والرملُ يسمعُ وشوشاتِ الليلِ يجمعها على مهلٍ ويتركها لتسبحَ بين جدرانِ البيوتِ  وتسمعُ الطيرُ البقيةَ غيرَ أنَّ الصمتَ يفتحُ بابَهُ  ليعيقَ مجرى الريحِ يسلبَها المراوغةَ الطريةَ أَنَّ ما في الليلِ يبقى هكذا لليلِ يا قلبي الصغيرَ عليكَ تقسيمُ الضميرِ إلى وسائدَ لا تُسَرِّبُ ما تفاءلنا بهِ في الحلمِ تغييرُ البدايةِ في اللقاءاتِ الحميمةِ والقُبَلْ⑦︎ويسيلُ  هذا الرملُ في دمِنا شظايا أسمعَتْ أناتِنا للعارفينَ فألهبتْ كلماتِهم بالشوقِ وانكتبتْ رسائلُ لا تُعَدُّ توزعتْ بينَ القلوبِ وطُوِّيَتْ صحُفًا  تناقلَها الرعاةُ المنشِدونَ وصُوِّرَتْ بالنَّقشِ في جُدُرِ المعابدِ واستعادَ الواعظونَ الصدقَ منها  يا بقايا الجرحِ ماذا ينبغي تبليغُهُ للمقبلينَ على صباحٍ من ومَقْ⑧︎ويغريني على نهديكِ لونُ الرملِ بين مراكبِ الصيدِ القليلةِ حين تبدو الشمسُ ناضجةً على ريشِ النوارسِ في الظهيرةِ حيث يخلو البحرُ لا أحدًا سوانا نقتفي ملحَ الهواءِ على ملامحنا وننسى أننا كنا معًا في الرملِ نفقدُ فيهِ ماءَ الرغوةِ الممتدِّ فينا دافئًا⑨︎دائمًا في الرملِ طعمُ النارِ أشهى في المذاقاتِ التي نحتاجُ قهوتُكِ استعدتُ بها اندثارَ الفاتحينَ وصوتَ سهمٍ مارقٍ في الريحِ تفسيرَ انهيارِ الرملِ فوقَ الليلِ أنتِ الآنَ تعترفينَ بي وبنكهةٍ عفويةٍ تأتي من الشباكِ مغريةٍ كأنْ تضعي على كتفيكِ شالًا ما وتنتظرينني في شارعٍ يفضي لأقربِ مرفأٍ وهناكَ ما يكفي هناكْ ⑩︎لأنَّ لونَ الرملِ ألوانٌ سنظهرُ في وجوهٍ   تُنكرُ الماضي وتقبلُ بالقليلِ من التصالحِ ربما هذا الترابُ علاقةٌ رمزيةٌ بينَ الحياةِ ومفرداتِ الظنِّ بينَ القلبِ والصورِ التي في غرفةِ النومِ الصغيرةِ والتصالحُ ليس دومًا واضحًا أو ربما في النفسِ تفسيرٌ لما في النفسِ والأمرُ الذي لم يتضحْ لي لا يزالُ مدونًا في دفترٍ فوقَ الخزانةِ والقراءةُ بعد نصفِ الليلِ ممتعةٌ وتكفي للتكيفِ مع هدوءِ البيتِ والقمرِ الذي لا ينطفىءْ⑪︎عيناكِ أوقاتُ التأملِ واتساعُ الشاطىءِ المكتوبِ عن عمدٍ على رملٍ بلا وطنٍ ونحنُ نراهُ أوطانًا نموتُ لأجلها حتى إذا صرنا شواهدَ تحتَ راياتِ النضالِ يجيءُ من يمحو معالمها ونُنْسَى سخرياتٌ كم نلاحقها وتَسْخَرُ من تفانينا وأنتِ غدوتِ لي وطنًا ترابيَ الملامحِ كاملًا كشجيرةِ الرمانِ مأمونًا كألوانِ الشرقرَقِ سالمًا من كل سوءْ⑫︎يتساقطُ التفاحُ ثمَّ يجفُّ يصبحُ للعصافيرِ الجياعِ حكايةَ الشبعِ التي لم تختلفْ منذ اختلفنا حولَ ما يجدي وما لا نستطيعُ الآنَ تغييرًا لهُ وأمرُّ عن هذي الرسوبياتِ ما كانت هنا بالأمسِ أدركُ وقتَها أنَّ الهواءَ المالحَ انتظرَ الرمالَ على شفاهِ الوقتِ وانقسمَ المساءُ إلى فراغٍ باردٍ وممارساتٍ غير واعيةٍ ورائحةُ المكانِ أحبها وعلى الندى لمعَ المكانُ وما اكتملْ⑬︎ لم يكتملْ شيءٌ تحيتُّنا إليكَ أديمَنا الفطريَّ ها قُلْنا الكثيرَ وما اهتمَمْتَ ولا يغيرُكَ الذي قلنا وتبقى مثلما تبقى فلا أنتَ المُرَاعُ ولا الذي يخشى ونحنُ المنتمينَ لما نرى ونعيشُ نعرفُ ما يدورُ ولا بأيدينا الذي نهواهُ من عينيكِ أعرفُ ما تبقى من دقائقَ للرحيلِ وكم يطولُ عناقُنا لو مرةً صرنا معًا لا تنظري للخلفِ واتخذي معي هذي الوسادةَ فكرةً للإبتعادِ عن القلقْ⑭︎ما أجملَ الدنيا وأصبرَها على زلاتِنا ونسيرُ حيث نسيرُ تعلقُ في أصابعنا رمالُ البحرِ نغسلُها وتعلقُ مرةً أخرى وننسى ما الذي جئنا لهُ يا أيها الرملُ الأخيرُ تعالَ ننهي ما عليكَ وما علينا ثم نقفلُ صفحةَ العشاقِ من كتبِ الهوى يومًا نُصنفها ومراتٍ نبعثرها لتذروها الرياحُ حبيبتي لم تحتملْ هذا فأقفلتِ النوافذَ واكتفتْ بسماعِ أغنيةٍ لها قبلَ المطرْ⑮︎
السبت ٧/٦/٢٠٢٠
واجهات              






الخميس، 4 يونيو 2020

الواجهة السادسة: شمع



الواجهةُ السادسةْ: شمعْ
شعر: علاء نعيم الغول 

الشمعُ ماءُ الظهرِ حين تصَلَّبَتْ منهُ الجوانبُ ذابَ فيهِ الليلُ ليلًا وانطفأْ وتراختِ الأطرافُ من تحتِ الأظافرِ لحظتينِ وهكذا هدأَ الذي هدأَ ارتعاشًا ذُبْ على مهلٍ لتشهدَ منبتَ النعناعِ في ريقِ الصبيةِ واقتربْ من مغرياتِ البحرِ عن سهوٍ لتنطلقَ الذؤابةُ بعدها ورقًا وأجنحةَ الفراشةِ قبل أن يصلَ الصباحُ إلى الأفقْ ⓪︎ والشمعُ تنظيفُ الجدارِ من اعترافاتِ الظلامِ عليهِ بعدَ فحيحهِ الشَّبَحيِّ في مسماتهِ الخرساءِ  فلتوقَدْ شموعٌ في زوايا الفكرةِ الأولى عن الليلِ المعلقِ في مواءِ القطِّ في جرسٍِ على بابِ البنايةِ نستطيعُ الآن تبديلَ العلاقةِ  بيننا أنا أُدخِلُ القمرَ البعيدَ وأنتِ تنعتقينَ في نومٍ عميقْ①︎نهداكِ من شمعٍ ونيَّاتي هواءٌ دافىءٌ والصمتُ يستدعي انتظارًا عابثًا وللحظةٍ أنسى وعودًا بيننا هل تقبلين الآنَ فتحَ النافذاتِ نسيمُ ذاكَ البحرِ ينبشُ في  مخيلتي يبعثرُها كقشرِ اللوزِ يسحبني إليكِ وعندها يتثاءبُ الشمعُ انتهاءً من ترددهِ ويبدأُ في الذي بدأتْ به تلك الشفاهُ المورقةْ②︎ والشمعُ ماؤكِ مرةً أخرى رفاتُ العشقِ تبديلُ النهايةِ بالنهايةِ واستباقُ الظنِّ قبلَ البتِّ في فتحِ الستائرِ ثم ترميمُ الفراغِ بما يسيلُ على شقوقِ الروحِ فانتبهي معي للوقتِ كيف يذوبُ ينزلُ من على  كتفِ الدخانِ ولا نرى غير اتساعٍ في المدى وتأملاتٍ خاسرةْ③︎
عودُ الثقابِ علاقةٌ  بين النفادِ ورغبةِ اللهبِ الأنيقةِ بين ماضٍ ذاهبٍ وترنحاتٍ لا تعي معنى التلاشي إنها صورٌ تلاحقُ بعضَها بعضًا وتغرسُ في ملامحنا التعلقَ بالذي يبقى قليلًا إنه عودُ الثقابِ الشاعلُ المعروفُ بالعبثِ الشقيِّ وإنهُ الشمعُ الذي تركَ الأَسِرَّةَ دافئةْ④︎تتجردينَ كطائرٍ نزعَ الهواءَ عن الخوافي واكتفى بتقلباتِ الغيمِ تنغمسينَ في مِسْكِي وتنتصرينَ أكثرَ للغوايةِ في قوامكِ تستطيعينَ التماشي مع جنونِ البيلسانةِ وانزواءِ البحرِ بين مرافىءِ الخشبِ القديمةِ تشعلينَ أصابعَ الشمعِ اتقاءً للخرافةِ وهي تنمو بين أنسجةِ القميصِ قُبَيْلَ نومِكِ هكذا أو هكذا سنعودُ أجملَ أو أشدَّ تمسكًا بالحبْ⑤︎ تتوسدينَ الليلَ بي وعليَّ أنْ أعفي السماءَ من التظاهرِ بالتثاؤبِ  فالنجومُ الطالعاتُ روايةٌ محكيةٌ منذُ انقراضِ  الأرضِ أولَ مرةٍ وعليكِ تدوينُ اقتباساتِ الأناملِ من تفاصيلِ التعافي بيننا من قُبْلةٍ فتحتْ مصيرَ الأمسِ والتصقي بصوتِ العطرِ ما بين المسافةِ بيننا⑥︎قلبٌ من الكتَّانِ توقيتٌ يحركُ شارعًا وأنا أفتشُ عنكِ في الصورِ التي لم تنتبهْ للضوءِ والتاريخِ علَّ البحرَ يدهشني بشيءٍ ما وألوانُ الشموعِ مجازفاتٌ بيننا فالليلُ يعرفُ ما علينا فعلهُ  ويداي هادئتانِ أكتبُ باختصاٍرعن بداياتِ الشرانقِ وانزلاقِ المفرداتِ عن اللسانِ وقد تذوقَ طعمَها عندَ العناقِ وهكذا سأظلُّ منفردًا بدفئكِ جانبي⑦︎ أجسادُنا ليستْ سوى كُتَلٍ من الشمعِ المصفَّدِ بالذي لم نقترفهُ تذوبُ حينَ تهبُّ أولُ شعلةٍ في الرأسِ من أفكارنا وعواءِ أولِ رغبةٍ لم تنطفىءْ والوقتُ يعطيها الهواءَ لتأكلَ اللحظاتِ تحفرَها بآلامِ احتراقٍ غير آسفةٍ على ما قد تساقطَ من علائقِنا وأجملِ ما تبادلناهُ يومًا ⑧︎ إنما هذي نهاياتُ المسافةِ قارَبٌ وبحيرةٌ مكشوفةٌ للصمتِ أولُ طائرٍ عرفَ المكانَ فحطَّ عندَ شجيرةٍ حمراءَ هادئةٍ وليس هناكَ ما يكفي لما يكفي فلا الساعاتُ واضحةٌ ولا التأويلُ يسعفني هناكَ أنا البعيدُ وصاحبُ الدنيا التي هربت معي في لوحةٍ زيتيةٍ ومعي بقايا ما تبقى للكثيرِ من الكلامِ عن الفراغِ وشهوةٍ ممتدةٍ للنومِ ⑨︎آخرُ ما أراهُ الآنَ خيطُ الشمعِ وهو يموتُ بين الليلِ والرؤيا وتحملني الطيورُ إلى أعالي الصخرِ أبعدَ من ظنونِ الماءِأقربَ من رذاذِ الملحِ تتركني هناكَ أرممُ الشجرَ  الذي فقدَ السماءَ وقالَ لي بيتٌ ببيتٍ هاكَ عرزالُ البياضِ ومنفذُ الأحلامِ نحوَ الغَيْبِ هذا الصيفُ أوسعُ من هنا بل لا مكان هنا سوى هذا العروجِ إلى فراغِ الروحِ بهوِ المعجزاتِ ونكهةِ الغفرانِ والوقتِ الذي لا ينتهي أبدًا ⑩︎ متى كانت قدورُ التِّبْرِ تُملأُ هكذا بالشمعِ نشعلها أمامَ بيوتِنا حتى إذا فُقنا صباحًا لا نرى إلا الذي نخشاهُ يا عودَ الثقابِ لديكَ أسئلةٌ وتأبى أَنْ تُجيبَ وللشموعِ حقيقةٌ ليستْ كما ظنَّ القدامى الغابرونَ بأنها للحبِّ بلْ لغوايةٍ أنثى تُضاءُ على فتيلٍ لاهبٍ وتُحيلُ هذا الليلَ أجسادًا تصبَّبُ مرةً عرقًا ومراتٍ نبيذًا لاذعًا هذا اعتذاري أنني ما مرةً فرقتُ بينَ الوردِ والوردِ الذي في الحوضِ والدنيا حبيبتي البعيدةَ لي رموزٌ أينما وليتُ وجهي أبصرُ الأشياءَ مائعةً وأعرفُ أنَّ أسماءَ الشوارعِ لا تغيرُ ساكنيها والذي في القلبِ دومًا مختلفْ⑪︎ هذي أخيرًا شمعةٌ لا بأسَ في أنْ نجعلَ الأحلامَ أقصرَ أو أشدَّ تسارعًا حتى نرتبَ ما علينا نصفُ ما نحتاجهُ وقتٌ ونصفٌ فرصةٌ أخرى ونصفُ الحبِّ تسويةٌ لما بعدَ التهامسِ والذي بيني وبينكِ تعتريهِ الآنَ   أمنيةٌ تناسبُنا لبعضِ الصيفِ ثمَّ الليلُ موعدُنا المؤكدُ فيهِ نقرأُ ما علينا منهُ نقتبسُ الذي قد قيلَ والقلبُ المُذابُ حكايتي قبلَ السَّهرْ⑫︎ وتأملاتُكِ في الفراغِ هي الفراغُ وقطرةُ الشمعِ التي جفتْ على الورقِ المُسَطَّرِ لاتفسرُ كيفَ كانَ الليلُ يمزجُ بينَ ما قلنا وما أخذَ الحمامُ لِمَنْ نُحِبُّ من الرسائلِ ليسَ في الشمعِ الكثيرُ من التفاؤلِ لا أحبُّ الشمعَ في الغرفِ الأنيقةِ دائمًا هو جُمْلَةٌ منسيةٌ ما بين ذاكرةٍ وأخرى هاربًا من غرفةٍ ليست ببابٍ واحدٍ  متحيزًا للخوفِ أكثرَ بينما قلبي إليكِ مسافرٌ عبرَ اتهامكِ لي بأني ربما أنساكِ يومًا ما وقولي بعدها ما شئتِ كي أعطيكِ من قلبي الذي لا يُنتَسى⑬︎ما كان من حبٍّ تبادلناهُ أو صِدْقًا تحايلنا عليهِ لِنَأمَنَ التفكيرَ فيما بعدَ ذلكَ  والقرارُ الآنَ أفكارٌ نُعيدُ لها بداياتٍ مكررةً نهاياتٍ عليها ألفُ تعديلٍ ويبقى الحبُّ صورتَنا الأخيرةَ غربةً متهومةً بالإنحيازِ لما تركنا خلفنا ونظلُّ مُتَّهَمَيْنِ أيضًا بالوقوفِ أمامَ قلبٍ هكذا مُتَفَرِّجَيْنِ على التفاصيلِ القديمةِ والنهايةِ وهي تبدأُ والبدايةِ وهي تُحْتَضَرُ اشتياقًا كلُّ هذا صارَ في صحنٍ صغيرٍ في حوارٍ بينَ شمعٍ ما أُذيبَ وشعلةٍ تَفْنَى على مهلٍ وهذا ما جرى⑭︎بين الحياةِ وما علينا الآن تسويةٌ وتعديلُ اتفاقٍ كي نعودَ لكلِّ  ما عشنا لهُ سمعًا وطاعًا أيها الوقتُ الذي لا ينتمي للآخرينَ ولا يحسُّ بما يدورُ ونحنُ نبقى مثلما نبقى ونهربُ حيثُ يضعُ البحرُ نصفَ الموجِ عندَ بدايةِ الإسفلتِ ثمُّ يعيدهُ للرملِ  يا هذي الشموعُ تآكلي ما شئتِ واحترقي بعيدًا في الهواءِ أو اكتفي بالإنتظارِ وسافري في النفسِ أيامًا بلا نومٍ وأغنيةً بلا صوتٍ وعندَ الليلِ لا نبقى ولا يبقى الفراغُ وإننا ما ليسَ ينفعُ أنْ نقولَ وأنْ نفسرَ كيفَ كنا قبلَ لحظاتٍ وما سنكونُ بعدَ قليلْ⑮︎
الجمعة ٥/٦/٢٠٢٠
واجهات             

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...