أهل الغدير
شعر: علاء نعيم الغول
لا تفكرْ في الإساءة مرتينِ
فقط توقعْ أن تمرَّ الشمسُ عن
سطحِ المدينةِ خمسَ مراتٍ
تخيلْ أن تطيرَ إلى مصبٍّ تحته
نهرٌ لتعرفَ كيف تختنقُ الطيورُ
من الرذاذِ وكيف تخضرُّ المسافةُ
بين سفحٍ ما وخيماتٍ تصير بُعيدَ
أيامٍ قرى من متعبين وغائبين
حبيبتي هيا نغادر من هنا فهناك
بيتٌ ما وأحلام تراودنا وتعصرنا
نبيذا في كؤوس الليل شهدا في
شفاه أُنهكت شغفا وتسويفًا ونبقى
في فراش الأمنياتِ إلى الظهيرةِ
نستحم هناك في غدرانِ وادٍ مترفٍ
بالظلِّ والنعناعِ نقطرُ فضةً في
الشمس يسحبنا هواءٌ باردٌ لنذوبَ
في لغة الأثير ونكهةٍ فيها شقوقٌ
تختبي حتى السماءُ وما بها فيها
تعالي يا حبيبتي الجميلةَ نسحب
الدنيا إلى باب الحديقة نغرفُ
الأشواق من وهج العناق ورغوةِ
التوتِ الشهيةِ لا نبالي باختلافات
الفصول على النوافذ لا نفكرُ في
اقتحام الجند للحي الملاصقِ
للمحطةِ إنها الحربُ الأخيرةُ بعدها
تتفككُ الطرقاتُ تنصهرُ المسافةُ
ثم ينشأ من رماد الرمل قومٌ آخرون
يكذِّبون الأمس يبتدعون حبًّا من
حكاياتٍ تليق بما تبقى من كلامٍ ذابلٍ
سنعود من سفر بعيد نقنعُ الدنيا
بأنا لم نكن متواطئين ولم نحابي
الذكرياتِ فقد توقعنا الكثيرَ
من الكثير وصار فينا ما تمناه
البنفسجُ للعصافير الصغيرةِ
كيف غزةُ بعد ما هدأت من الركض
السريع وراء موج البحر كيف لها
التغني بالبقاء على حدود الموتِ
واقفةً كظل الأسكدنيا تمسح البللَ
الذي غطى النوافذ بالهواءِ
وبين نهدي الحبيبة غربةٌ من زعفرانٍ
والنشيدِ تحولاتٌ في مصير النومِ
والشهواتِ تفسيرٌ لرؤيا الأمس عن سرب
النوارس تحمل البحر القديمَ إلى مكانٍ
ينبغي ألا تمرَّ الطيرُ منه وفي شفاه
حبيبتي قطع السفرنجل وانكشافُ
البر مفتونا بطيب الأقحوان ملونا
بالورد والغيماتِ ينقصنا الكثيرُ وغايةُ
الأحلامِ أن نحيا بعيدًا عن عيونِ
الريح وهي تهبُّ من هذا المكانِ
فلا تفكرْ من جديدٍ في الإساءةِ مرتينْ.
السبت ٢٨/١/٢٠٢٣
رواية صناديق النهر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق