الجمعة، 28 نوفمبر 2014

وشاية من شفاه ضيقة




وشايةُ من شفاهٍ ضيقة
شعر: علاء نعيم الغول 

دوماً أرى نفسي بعيداً لستُ أعرفُ أينَ سوفَ أكونُ بعدَ غدٍ
و أمضي لستُ مضطراً لأسألَ أينَ آخرُ شارعٍ لأعودَ أو أبقى
هناكَ بلا اتجاهٍ أنتِ بَوْصَلَتي على هذي الطريقِ و في السما نجمُ
الشمالِ و حينَ أُبْحِرُ ضَوْءُ مصباحِ الفنارِ و أينما ولَّيْتُ وجهيَ لا
أرى إلَّاكِ يا وجهَ البدايةِ و النهايةِ كيفَ لي ألَّا أحبّكِ و الحياةُ كما
تَرَيْنَ قليلةٌ أحتاجُ فيكِ إلى فضاءٍ يحتوي فيَّ الذي لا حدَّ يعرفهُ
و لا حتى المسافةُ بينَ خدِّكِ و الوسادةِ بينَ قلبي و احتراقِ غلافِ
هذي الأرضِ بالشهبِ السريعةِ كلما فكَّرْتُ فيكِ تذوبُ أولُ قطعةٍ
من ثلجِ تشرينَ البريءِ و أكتفي بالإعتذارِ إليكِ من نفسي التي لا
تستطيعُ البوحَ أكثرَ فامنحيها الريحَ كي تقوى على كسرِ الزجاجِ
و تعبرَ الماضي إليكِ و جرِّبي توسيعَ أوردةِ البنفسجِ كي تفوحَ على
يديكِ معَ المساءِ و لوني شجرَ الخريفِ بزهرتينِ و لا تشي بشفاهِنا
للشَّهْدِ كيلا ييأسَ الوردُ الجميلُ فلا يعودُ النحلُ يطلبهُ لنا زهرٌ
على طرفِ الكلامِ و همسةٍ من طيفكِ الآتي إليَّ أنا أحبكِ نَجْمَتي.       
الخميس ٣١/٧/٢٠١٤














حب على طريقة دون كيشوت




حبٌّ على طريقة دون كيشوت
شعر: علاء نعيم الغول 

لو كنتُ أقدرُ ما انتظرتُ لكي أفكرَ مرتينِ و ما استمعتُ
لأي صوتٍ ليسَ يعرفُ كم أريدُ الآن أن ألقي بنفسي فوق
صدرِكِ تاركاً خلفي طريقاً لا ملامحَ للحياةِ على جوانبِهِ أمُدُّ 
يديَّ نحوكِ من وراءِ ستائرٍ مسدولةٍ فوقَ المواقيتِ العنيدةِ لامساً
بهما هواءَكِ مدركاً أني أحبُّكِ حاملاً رمحي أفتشُ عن طواحينِ
الهواءِ لكي أحاربَ ظلَّهَا و أدوِّنَ السهرَ الطويلَ على صهيلِ الليلِ
في ورقِ القصيدةِ أشتهي يوماً بقربِكِ أستعيدُ بهِ طيوراً هاجرتْ
منِّي إلى ما لستُ أدري ليتني وحدي فأحفرَ في فراغِ العمرِ
أولَ معبرٍ لأكونَ عندَكِ حاملاً حلمي إليكِ و ناسياً وجعي لأبدأَ
هكذا متحرراً من كل شيءٍ من وجوهٍ أنكرتْني مرةً و توقعاتٍ لم
تطاوعْ رغبتي و مسافةٍ لم تعطني غير التشردِ أنتِ حُبِّي دونَ
توقيعٍ على ورقِ الرحيلِ هنا أراكِ وثيقةَ السفرِ الذي أشتاقُهُ
لمسافةٍ أخرى نكونُ معاً بعيداً دونما قلقٍ على لونِ الفراشةِ
و انحسارِ الثلجِ عن فَرْخِ الإِوَزِّ و أنتِ لي هذي الحياةُ و ما أُحِبْ.
الاربعاء ٣٠/٧/٢٩١٤  

وشوشات دافئة




وشوشاتٌ دافئة
شعر: علاء نعيم الغول 

في الحربِ يقوى الحبُّ تُخْتَبَرُ القلوبُ و تبدأُ الكلماتُ في
تغييرِ أحرفِها لتبدو غير ما كانت و هذي الحربُ مسرعةٌ كدقَّةِ
قلبِها وقتَ التوتُّرِ و احتراقِ الشمعِ في غرفٍ نبادلُ بعضنا
فيها الوجوهَ و قُبْلَتينِ  تؤرخانِ النومَ من غيرِ اضطرابٍ قبلَ نصفِ
الليلِ قبلَ تنهداتِ التينِ في أيلولَ لا أقوى على تحييدِ ذاكرتي
لتعريةِ الحقيقةِ حولَ ما في القلبِ نحوكِ أنتِ تنتقلينَ بي لحدودِ
دنيا لا تناسبُ غيرَنا فلنا حكايتُنا التي بدأتْ على مهلٍ و من غيرِ
انفعالاتٍ تغيرُ من مسارِ الريحِ تنقصُنا حدودٌ غير مقفلةٍ تهيِّأنا لأولِ
رحلةٍ بينَ الموانىءِ فالبسي ورقَ الخريفِ على قميصِكِ و اتركي 
للشمسِ شعْرَكِ و انسخي همسَ الشواطىءِ في وشاحٍ هاربٍ في
لونِ عينيكِ الغريبِ كما تحياتِ المسافةِ بيننا مهما أقولُ فلا أجاملُ
في هوايَ و أنتِ حبي المُشْتَهَى كثمارِ خطِ الإستواءِ و وشوشاتِ
وسادةٍ محشوةٍ بالأمنياتِ و وحدةٍ تُخْفي انتظاراً خائفاً لا شيءَ 
أقسى من لقاءٍ لا يُحَقَّقُ بيننا سأظلُ أنتظرُ الوسادةَ وشوشاتٍ دافئةْ.
الثلاثاء ٢٩/٧/٢٠١٤ 

غزال على سفح بعيد




غزالٌ على سفحٍ بعيد
شعر: علاء نعيم الغول 

هل تعرفونَ متى يفيقُ البحرُّ في عينَيِّ نورسةٍ و يعبرُ طائرٌ
عن شِلْحِ زنبقةٍ وراءَ تلالِنا هذا الصباح ألا ترونَ هناكَ لوناً 
فاتحاً في زرقةِ الوردِ الخجولِ على الطريقِ و هل لديكم أغنياتٌ 
غير كافرةٍ ببُحَّةِ صوتِ عاشقةٍ ترددها بحُرقةِ مَنْ نأى عنها
 الحبيبُ و هل  وجدتم في مياهِ النهرِ أوراقاً بأطرافٍ ملونةٍ 
و أشرطةٍ من الكتانِ هل في الشمسِ وجهُ غزالةٍ ركضتْ على
أطرافِ هذا السفحِ هل جربتمُ الشِّعْرَ المُقَفَّى عندَ نافذةِ الحبيبةِ
مثلما جرَّبتُ طعمَ الشايِ بعد الكستناءِ هل اعترفتمْ مرةً مثلي
على عتباتِ ذاكرتي لها و أنا غريبٌ مثلها نحتاجُ وقتاً لا يضيقُ
بنا هلِ الدنيا تساوي أنْ نعاندَها و نهربَ آمِنَيْنِ هل استطعتم
أنْ تعيقوا الليلَ يوماً واحداً كلُّ الإجاباتِ التي أحتاجُها مرهونةٌ
بحبيبتي ذاتِ الهواءِ السرمديِّ أنا بها و لها و تشفيني إجابتُها
المليئةُ بانعتاقي من قيودِ اللحظةِ الأولى و أسألتي البريئةِ عن
بداياتي و ما أهواهُ في عيْنَيْكِ يجعلني قريباً مِنْكِ يا نبعي النقِيْ .
الثلاثاء ٢٨/٧/٢٠١٤     











قلوب و مجلات رخيصة




قلوبٌ و مجلاتٌ رخيصة
شعر: علاء نعيم الغول 

وخزٌ خفيفٌ أسفلَ القلبِ الصغيرِ و رغبةٌ في النومِ صوتُ
قذيفةٍ يهتزُ منها البيتُ مراتٍ و تبدو الكهرباءُ اليومَ غائبةً عن
الحيِّ المقطعِ مثلَ أشلاءِ الضحايا و الهواءُ الرطبُ في تموزَ لا
يعطي بشائرَ بانتهاءِ الحرْبِ أعرفُ أن رأيي باتَ مختلفاً عن الماضي
و أقبلُ أن أغامرَ شاهراً وجهي المناضلَ في مرايا لا تُعَدُّ كأنه سيفٌ
أجردُهُ لأقطعَ نيَّتي للإنهزامِ أمام نفسي سوفَ أمعنُ في اجتيازِ حدودَ 
ظليَ نحو ظلِّكِ فاقبليني لاجئاً من سطوةِ الزمنِ الذي لم يعطني غيرَ
التحسُّرِ و الهروبِ إلى الوراءِ وجدتُ فيكِ تناثري و تسامحَ النوارِ مع
لونِ الغمامةِ بعد عامٍ واحدٍ سنكونُ قدْ صُغنا الحقيقةَ من تعلقنا هنا
بخيوطِ قَلْبَيْنا ضحايا نحنُ ما يجري و نفقدُ كلَّ يومٍ ما نحبُّ بلا
مقابلَ و السماءُ بعيدةٌ و الصوتُ يبعدُ في متاهاتِ التخاذلِ صوبَ
أحلامِ القرَنفُلِ من سواكِ يمدُّني بهدوءِ بالٍ لا توفرهُ المدينةُ لي و لا
هذي المجلاتُ الرخيصةُ و الجرائدُ فيكِ أتركُ ما يعيدُ لي التوترَ و التساؤلَ
حول جدوى العيشِ في بلدٍ تفيقُ على مواءِ القطِّ بين خرائبٍ و مقابرٍ.
الاثنين ٢٨/٧/٢٠١٤     






كما الظل عند باب مقفل




 

كما الظل عند بابٍ مقفل
شعر: علاء نعيم الغول  

هذا أنا و أنا الذي أسندتُ ظهري للعمودِ أمامَ بابِكِ تحتَ ضوءٍ
خافتٍ ظلي ورائي يعبرُ الماشونَ فوقَ حدودهِ متجاهلينَ متى تركتُ
لهُ الرصيفَ و بتُّ أنتظرُ الدقائقَ و هي تلسعُني برائحةِ الضبابِ
و معطفي يقتاتُ من دفئي الغنيِّ بعطرِها ماذا جرى قدماي يسري
فيهما الخَدَلُ المراوغُ كيفَ أقنعُهُ بأني عاشقٌ من آخرِ الليلِ الطويلِ
و سوف أبقى هكذا متعلقا بنوافذٍ مقفولةٍ لا تتركيني مثقلاً بالضوءِ
تدفعني الشوارعُ لارتكابِ حماقةٍ فأدقَّ بابَكِ عنوةً لأقولَ إني قد 
مللتُ الإنتظارَ فعجِّلي بذهابِنا لمحطةِ المطرِ القريبةِ فالقطارُ الآنَ
يشبهُ ظليَ المُلقى هنا في البردِ أنتِ مسافتي و الإقترابُ من 
البقيةِ في ملامحيَ التي لم تكتملْ إلا على مرآتِكِ اشترطي الذي
تبغينَ من وجهي المقسمِ بينَ هذا الإتجاهِ و ذاكَ بينَ غدٍ نلاحقهُ
معاً و يديكِ لا تقفي أمامي بيننا هذا الهواءُ لطالما حاولتُ تعطيلَ
العقاربِ كي نظلَّ بلا زمانٍ أو مكانٍ نختفي فيما تبقى من دقائقِنا
و ليسَ لديَّ غيريَ كي أجيءَ بهِ إليكِ لأنتهي في دفءِ عطرِكِ من جديدْ.
الاثنين ٢٨/٧/٢٠١٤    







ترددات ما قبل البوح




تردداتُ ما قبل البوح
شعر: علاء نعيم الغول 

إصبِرْ عليَّ لكَ الكثيرُ بداخلي دعني أرتبُ قلبيَ الموصودَ
من زمنٍ يحيطُ بهِ جدارُ النارِ يحرقُهُ جوىً و يصدُّ عنهُ الطامعينَ
و أتقي بلهيبِهِ شرَّ الذينَ لهم مآربُ غيرُ صافيةٍ و أجْهَدُ في استعادةِ
ما يتيحُ لي التعاطي مع مشاعرَ هشةٍ لمستْ شفاهُكَ طرفَها فتساقطتْ
كلآلىءِ العِقْدِ الثمينِ على القطيفةِ مَلْمَسِ الخدينِ منيَ و اليدينِ أنا
أحبُّكَ غير أني لا أبوحُ أريدُ وقتاً كي أفككَ ما تجمَّد من حروفِ العشقِ
في لغتي و في صمتِ الوسادةِ كنْ رؤوفاً بي قليلاً و احتملْني سوفَ
أفلتُ من قيودِ الوقتِ أفتحُ دِفْتَري لأرى متى دوَّنْتُ آخر همسةٍ ساُريكَ
من قلبي قطوفَ الصيفِ دانيةً و تعرفَ أنَّ طعمَ الشهدِ فيَّ اليومَ أشهى
هذه صوري قديماً يومَ كنتُ أرى السماءَ و لا ترى وجهي النقيَّ كما
تراهُ الآنَ خذني من يديَّ و ضُمَّني لندورَ حولَ الأرضِ كالقمرِ المُشردِ
نسبقَ الشُّهبَ المضيئةَ أيهذا الحبُّ يامنْ جئتَ توقظُنا نحسُّ برعشةِ 
تزدادُ فينا أولَ البوحِ المُعَذَّبِ من مخاوفِنا و جرأتِنا الضعيفةِ كم تعاني
من تردُّدِنا الحروفُ و كم أنا أحتاجُ بوحاً لا يَعدُّ على أصابعِهِ ليعطي كلمةً.
الاحد ٢٧/٧/٢٠١٤
  

جدارية الوقت و الحب




جداريةُ الوقتِ و الحبِّ
شعر: علاء نعيم الغول  

إنْ كان ذا حباً فهيا نُشْهِدُ التاريخَ نُفشي سرَّنا للطيرِ نختطفُ
الخرافةَ من طقوسِ العاشقينَ و زخرفاتِ حُليِّ مَنْ ألقوا بهنَّ
ليهدأَ النيلُ القديمُ و نجعلُ الدنيا أخيراً قارباً نجتازُ فيهِ موانىءَ 
المدنِ المُعَدَّةِ للهروبِ إلى بياضِ الثلجِ نركضُ مرةً في الريحِ ننسى
أين كنا تحتَ شلالٍ صغيرٍ نغسلُ الوقتَ الملوثَ بالتقاليدٍ الكسيحةِ
في بلادٍ لا تعي صوتَ الشواطىءِ في عروقِ الرملِ نقتسمُ العناقَ
بدونِ أسئلةٍ عن الوقتِ الذي نحتاجهُ لننامَ أطولَ فوقَ هذا العشبِ 
يوقظُنا حفيفُ القَيْقَبِ الممتدِّ في خطواتِنا صوبَ الفراغِ الرحبِ 
أنتِ بدايةُ الصفصافِ و الشمسُ التي التصقتْ بألوانِ الرخامِ
على مداخلِ معبدٍ تركوه في وادٍ على طرفِ المجرةِ دائماً في الحبِّ
تنتصرُ الإرادةُ في الصباحِ الأغنياتُ تردُّ للنعناعِ نكهتَهُ الجريئةَ
فافتحي طُرُقَ الفراشِ لصوتِ فيروزَ النديِّ كما الصلاة و صوتِ
بوتشيللي الخفيِّ كما الحقيقة في سطورِ رسالةٍ مجروحةٍ بالوردِ
أنتِ حبيبتي فدعي المساءَ يمرُّ أجملَ بينَ قَلْبَيْنا و قولي إنَّ حبَّكِ لي.
الأمد ٢٧/٧/٢٠١٤     

معاني في حروف خائفة




معاني في حروف خائفة
شعر: علاء نعيم الغول 

شقيٌّ أنتَ يا حبَّ اللذيْن تقابلا من غيرِ قصدٍ ثم لم يجدا مكاناً
كي يقولا ما يُقالُ و حين أسمعُها أحاولُ أن أقَشِّرَ ما تقولُ لكي
أرى ما قلبُها يخفي و أعرفُ أنه الخجلُ المُقَيِّدُ و المبادرةُ التي تخشى
القيامَ بها مخافةَ أن أقولَ تحبُّني هذا اعترافُكِ حرِّري شفَتَيْكِ قولي ما
أحبُّ سماعَهُ لأقولَ أكثرَ كي أبادرَ في التنازلِ عن قلاعي و البروجِ و كلِّ
ما شيَّدْتُهُ و أقولُ كم في القلبِ من وَمَقٍ فنحن مخبَّآنِ بجوزةِ الهندِ التي 
في الشمسِ فلْنكسرْ صلابتَها و نرشفْ ماءَها الرَّغويَّ نغتسلِ انعتاقاً من
مخاوِفِنا و نغرفُ من مَعِينِ شفاهِناً قُبَلاً و حُباً مثل سيلٍ دافقٍ لا قطرةٌ
 صبحاً تليها قطرةٌ وقتَ المساءِ و ينفدُ الوقتُ انتظاراً قالها من نَيْسَبورَ 
نديمُنا الخيَّامُ "ما أضيعَ اليومَ الذي مرَّ بي من غيرِ أنْ أهوى و أن أَعْشقا"
هيَّا المكانُ الآنَ يشبهُ وجهَنا و صفاءَ بلَّورٍ على شمعِ العَشاءِ و صوتِ عزفٍ
خافتٍ من آلةٍ شرقيةٍ في مطعمٍ يرتادهُ مثلي و مثلكِ من بلادٍ أنكرَتْ فينا
المسافةَ و ارتياحَ اللونِ في لمساتِ أيدينا أحبُّكِ ليس يكفي أنْ أظلَّ أقولها
و يداكِ ترتجفانِ من حَرفَيْنِ في كلماتِ حُبٍّ في تحياتِ الصباحِ المُسْتَباحْ.
الأحد ٢٧/٧/٣٠١٤    
   








بدائيون و عشاق




بدائيون و عشاق
شعر: علاء نعيم الغول 

قالوا قديماً حينَ تعشقُ عُدْ لأولِ غابةٍ عاشَ البدائيونَ فيها و اسألِ
الباقينَ عنْ أنصافِ ما أخفوهُ منْ ورقِ الرسائلِ كيفَ كانوا يقرأونَ
الحبَّ من دونِ التزامٍ بالفواصلِ بينَ آهاتِ اللقاءِ و بعدَ أناتِ الفراقِ 
و قبلَ شهقاتِ العناقِ و لا تقلْ إنا هنا لا شيءَ يجمعنا سوى حُلُمٍ
نرى النجماتِ أقربَ منهُ و اكتمْ عنهمُ الخوفَ الذي ينتابُنا في لحظةِ
البوحِ القصيرةِ كم نخافُ الآخرينَ ننافقُ الوقتَ القليلَ لكي يتيحَ لنا
فراغاً ليسَ يسمعنا هناكَ سوى الفراغُ و لا تقلْ إنا نفكرُ كيفَ صرنا
عاشقَيْنِ كأنما في الأمرِ ما يدعو ليرهقَنا التساؤلُ لم يكنْ عندَ البدائيينَ
ما نخشاهُ نحنُ اللاهثونَ وراءَ أقنعةِ الحضارةِ كم تحاصرُنا العيونُ و كم
تضيقُ بنا المساحاتُ التي نحتاجُها لنكونَ أوضحَ ليتنا في غابةٍ لا نشتهي
فيها الخروجَ إلى السواحلِ كي نرى سفُنَ النجاةِ و لا نلوحُ للقراصنةِ ابتغاءَ
بنادقٍ أخرى تقينا بأْسَ مَنْ قدموا لأكلِ لحومِنا لِمَ كلما جئنا نحبُّ نرى
المعيقاتِ الكثيرةَ بيننا في وجهنا و نصيرُ نبحثُ عن ثقوبِ الضوءِ في هذا
الجدارِ و بينَ أحضانِ القصيدةِ كي نعوضَ فيهِ عتمةَ حُلْمِنا في غابةٍ مُتَقَدِّمةْ.
السبت ٢٦/٦/٢٠١٤      

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...