بدائيون و عشاق
شعر: علاء نعيم الغول
قالوا قديماً حينَ تعشقُ عُدْ لأولِ غابةٍ عاشَ البدائيونَ فيها و اسألِ
الباقينَ عنْ أنصافِ ما أخفوهُ منْ ورقِ الرسائلِ كيفَ كانوا يقرأونَ
الحبَّ من دونِ التزامٍ بالفواصلِ بينَ آهاتِ اللقاءِ و بعدَ أناتِ الفراقِ
و قبلَ شهقاتِ العناقِ و لا تقلْ إنا هنا لا شيءَ يجمعنا سوى حُلُمٍ
نرى النجماتِ أقربَ منهُ و اكتمْ عنهمُ الخوفَ الذي ينتابُنا في لحظةِ
البوحِ القصيرةِ كم نخافُ الآخرينَ ننافقُ الوقتَ القليلَ لكي يتيحَ لنا
فراغاً ليسَ يسمعنا هناكَ سوى الفراغُ و لا تقلْ إنا نفكرُ كيفَ صرنا
عاشقَيْنِ كأنما في الأمرِ ما يدعو ليرهقَنا التساؤلُ لم يكنْ عندَ البدائيينَ
ما نخشاهُ نحنُ اللاهثونَ وراءَ أقنعةِ الحضارةِ كم تحاصرُنا العيونُ و كم
تضيقُ بنا المساحاتُ التي نحتاجُها لنكونَ أوضحَ ليتنا في غابةٍ لا نشتهي
فيها الخروجَ إلى السواحلِ كي نرى سفُنَ النجاةِ و لا نلوحُ للقراصنةِ ابتغاءَ
بنادقٍ أخرى تقينا بأْسَ مَنْ قدموا لأكلِ لحومِنا لِمَ كلما جئنا نحبُّ نرى
المعيقاتِ الكثيرةَ بيننا في وجهنا و نصيرُ نبحثُ عن ثقوبِ الضوءِ في هذا
الجدارِ و بينَ أحضانِ القصيدةِ كي نعوضَ فيهِ عتمةَ حُلْمِنا في غابةٍ مُتَقَدِّمةْ.
السبت ٢٦/٦/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق