رسالةُ ولّادة بنت المستكفي
شعر: علاء نعيم الغول
هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
عَشِقَتْهُ حتى ذاعَ بينَ الوردِ أنّ شِهادَها شفتانِ يقطرُ منهما
شَهْدٌ فَيَعْسُلَ منهما ريقُ المُحِبِّ و إِنْ مَشَتْ فعَسِيلُ عطَّارٍ بطرفِ ردائِها
و القلبُ أُشْغِلَ بابنِ زيدونَ الذي لمْ يَرْعَ في عَيْنَيْكِ زُرقَةَ موجةٍ و أحبَّ دونكِ
من جواري القصرِ جاريةً بجلدٍ أسودٍ ليغيظَ قلبَكِ و انتهتْ إذَّاكَ جذوةُ عشقِكِ
المحفورِ في ورقِ الخمائلِ في كثيبِ الرملِ ليلاً يومَ كنتِ تعانقينَ هناكَ دفءَ
يديهِ و القمرُ البعيدُ يحومُ فوق النخلِ يدنو من شهيقِ القُبلةِ الأولى و يكتبُ
عنكِ مَنْ شَهِدَ الهوى و الانتقامَ و مالَ قلبُكِ لابنِ عبدوسَ الكريهِ نكايةً فيمنْ
تنكَّرَ للعيونِ الزُّرْق و القدِّ النحيلِ و صُهْبةِ الشعرِ الطويلِ و شمسِ إسبانيا
القديمةِ في عروقِكِ يا ابن زيدونَ انتهى ما ليسَ يرجعُ و اعترفتَ بما اقترفتَ
و لم تصُنْ همسَ اللقاءاتِ النقيةِ و الشهيةِ أهدروا دمكَ النبيلَ و صرتَ تبحثُ
عن مكانٍ تتقي فيه الرماةَ و لم يحرِّكْ قلبَها ما قُلْتَ من شِعْرٍ يُنَعِّمُ قلبها شيئاً
و نقرأُ عنكما قصصاً تناقلَها الزمانُ و مُنشداتُ العشقِ في زمنِ الدسائسِ
و المجونِ و نكتفي بالحبِّ كي نحيا بهِ متفائلينَ و هاربينَ من الملالةِ و الضّجَرْ.
-----
شهاد: قطع العسل في الشمع قبل عصره؛ العسيل: مكنسة العطار التي
يكنس بها العطر؛ صهبة: صفرة
الجمعة:١٠/٧/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق