رسالة لوليا بولينا
شعر: علاء نعيم الغول
هذي أنا و يقولُ عاشقُكِ الكثيرَ فما تَرَيْنَ يقولُ قد:
كانت ترى الجَوْعى أمام عيونها يتساقطونَ و عُقْدها يكفي
لإطعامِ المدينةِ عشرَ أعوامٍ و تلبسُ للعَشاءِ الثوبَ ترفلُ فيه يكفي
كي يخوضَ الجيشُ حرباً ثم يُأْتَى من بلادِ الهندِ بالياقوتِ و اليَشَمِ
الثمينِ إلى خزائنها المليئةِ و الغِنَى فقرٌ يصيبُ الآخرينَ و يغرسُ الكُرْهَ
الذي سيكونُ شوكاً في مضاجعِ مَنْ نسوا أنَّ الحياةَ تدورُ مسرعةً
و ينزلُ عنكِ زوجُكِ مُكْرَهاً من أجلِ كَلِيغولا الذي ملأَ المدينةَ بالفواحشِ
أنتِ فاتنةُ المكانِ لكِ الذي لم يملكوهُ و تُجْبَرينَ على انتحارٍ مؤسفٍ حتى
تُصادَرَ كلُّ ثروتِكِ التي لم تستطعْ دفعَ المكائدِ عنكِ و انتهتِ الحكايةُ
دونما أسفٍ عليكِ و حينَ يُذْكَرُ مُسْرِفٌ تأتينَ قبل الآخرينَ و كيفَ يقبلُ
قلبُكِ الترفَ الشهيُّ و فيه قوتُ المُعْوزينَ و أنَّةُ الجَوْعى على أطرافِ مُلْكٍ
واسعٍ و قرأتُ عنكِ الشِّعْرَ مرَّاتٍ لأعرفَ وجهَكِ المدفونَ في لونِ الزمردِ
و العقيقِ و في أسرَّتِكِ الطريةِ حشوها ريشُ النعامِ و ما غلا من قُطْنِ
مصْرَ و أنتِ يا لوليا انتهيتِ كما سيقضي الكلُّ عاريةً خشبٍ و مِحْرَقَةٍ.
السبت ١١/٧/٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق