الثلاثاء، 30 نوفمبر 2021

فلوريا

فلوريا
(إستهلالْ)
شعر: علاء نعيم الغول 

تهبُ الظهيرةُ لي مكانًا للفرحْ
 كُنَّا معًا وأنا وأنتِ وبيننا هذي 
المسافةُ من هواءِ القهوةِ الدافىءْ
 وفي عينيكِ أبعدُ ما يكونُ البحرُ 
في الشمسِ الصغيرةِ كنتُ أقرأُ 
فيهما معنى الحياةِ مع الدقائقِ 
كيفَ نكبرُ تاركينَ على الرصيفِ 
خطى السنينِ المستحيلةِ كان 
وجهُكِ زهرةً بريةً وعلى ابتسامتكِ 
اختلفتُ معَ المكانِ هي انعتاقُ 
الروحِ تبريرُ الجنونِ ولهفةٌ مكشوفةٌ 
وتداعياتُ القلبِ وهو يفيضُ مشتعلًا
 كأعوادِ الثقابِ على الورقْ
 ويداكِ ناعمتانِ كالسَّهَرِ الخفيفِ 
وأغنياتِ الشوقِ في ضوءِ القمرْ 
هي قُبلةٌ كانتْ تساوي ما انتظرتُ 
وما اعتقدنا أنهُ سيكونُ فاتحةَ البداياتِ 
الجميلةِ وارتكبنا الحبَّ حتى صارَ 
ذائقةَ الفراغِ الواسعةْ
نستقبلُ الدنيا معًا 
كانت قديمًا فكرةً لنمرَّ منها 
وافترقنا كلَّ هذا الوقتِ أنتِ على 
الضفافِ المستحيلةِ تحفرينَ الريحَ 
تنهمرينَ بين مدينةٍ ومحطةٍ 
وتجدفينَ قواربَ النورِ السريعةَ 
في بحارِ الوقتِ والأحلامِ أعرفُ كم 
عليكِ من انتظارٍ كي تجفَّ رسائلُ 
الماضي على مهلٍ وكنتُ أجرُّ وقتي 
مدركًا أنا سنقتسمُ الطريقَ ونلتقي 
مُتسلِّقَيْنِ ضفائرَ الفرحِ الأكيدِ وكنتُ 
أرسمُ غربتي في لحظةٍ صدقتُها أنا 
سنختطفُ المصيرَ ونستعيدُ هشاشةَ 
النظراتِ وهي تذيبُنا في نكهةٍ تزدادُ 
بين شفاهِنا أنتِ انتصارُ الذكرياتِ 
أنا احتراقُ الوقتِ مراتٍ على أطرافِ 
أيامي وقد دونتُها شوقًا إليكِ تنهداتٍ 
لا تنامُ وأغنياتٍ لا أقاومها وقلبي 
لا يزالُ يدقُّ من حبٍّ ومن شغفٍ 
ليومٍ جاءَ من خلفِ الفصولِ لنلتقي
من ذاكَ يعرفُ كيف قلبي الآن 
كيف أنا وكيف أرى المدينةَ من 
زجاجكَ أيها المقهى المعدُّ  لكل 
هذا الحبِّ كيف لكل هذا القلبِ أن 
يحوي الذي ينتابني وأنا أفكرُ في 
المسافةِ كيف كانت بيننا وأنا أراها
 بعد طول الإنتظار هنا أمامي غربةً
 مطويةً كرسائل الماضي القديمةِ 
كان وجهُكِ قادماً من خلف هذا العمرِ
 يدعوني لأكتبَ فيكِ كيف تشقق الوقتُ
 العنيدُ وكيف تقتربُ البدايةُ من نهايتها
 وكيف يعودُ ما جئنا له لا بد من تدوينِ
 نزفِ الروحِ وهي تئنُّ من شوقٍ وحرقاتٍ 
بحجم شوارعِ الأمسِ البعيدةِ كان وجهُكِ
 يستمد ظهيرتي من لحظة فتحت
 خوابي الليلِ والسفرِ الذي ابتلع المحطاتِ
 الغريبةَ والقريبةَ كيف أبدو الآن والصورُ
 التي في الرأس تنسى كم أنا في نشوةٍ
 غرست جذور النار في جفنيَّ
 أشعلت اعترافاتي بأني لم أعد متيقنًا
 مما أرى لا بدَّ من فوضى ومن قلبٍ ضعيفٍ
 كي نحبَّ بلا وعودٍ مسبقةْ
 أو قد نجاملُ بعضَنا شيئًا ونخفي
 في المآقي دمعةً أخرى ونظراتٍ بلا
 معنى ونحملُ بسمةً مفتوحةَ التأويلِ
 أنتِ كما المدينةُ تستحينَ من التعلقِ بالغرامِ
 أنا علقتُ على طريقِكِ منذ أنْ كنا صغارًا 
باردينَ وذرةٌ في القلبِ أضحتْ ما عليهِ الآنَ
 من نارٍ وسلوى لا عزاءَ مع المسافةِ
 أنتِ تنتقلينَ بين الريحِ والمدنِ السريعةِ 
كم أمرُّ متى ارتحلتِ ببالكِ المملوءِ بالخطواتِ
 أضواءِ الشوارعِ والوجوهِ 
لربما أنا نقطةٌ في لحظةِ العبثِ 
التي تطفو على وجهِ التذاكرِ
 في محطاتِ الغيابِ
 حبيبتي أنا دائمُ التفكيرِ فيكِ وسوف أبقى
 حاملًا عمري وأنتِ وما تبقى في قشورِ
 البرتقالةِ للشتاءِ وفي صفاءِ اللوزِ للصيفِ البعيدْ
ما هادىءٌ إلا الفراغُ
 ومُتعَبٌ قلبي قليلًا 
غارقٌ في البحثِ عنِّي ربما أنتِ
 الطريقُ وربما نحنُ النهايةُ
 ما لديكِ الآنَ كي نرتاحَ شيئًا من عناءِ
 النومِ حتى الظهرِ ماذا بعدَ هذا الإعترافِ
 بأننا أشلاءُ ماضٍ يجعلُ الدنيا
 على غصنٍ يميلُ مع اهتزازِ الوقتِ
 والريحِ الخفيفةِ هادىءٌ وجهُ السفرجلِ
 أو أنا متأثرٌ بمدى العلاقةِ بيننا
 غامقٌ لونُ الغمامِ أمِ السماءُ الآنَ تعجزُ
 عن ملاحقةِ الفراشةِ
 إنها أوقاتُ بردٍ والشتاءُ حبيبتي يكفي
 لنحلمَ أو نفكرَ بالبقاءِ كما تعودنا معًا
 قلبي وقلبكِ خاليانِ من الترهلِ وانعدامِ
 اللينِ قلبانا مكانٌ واحدٌ للوردةِ الحمراءِ
 أعرفُ أن روحي لا تسافرُ بل تقيمُ هنا
 وعندَكِ هكذا نبقى معًا
في وجهها
لا بوحَ كالنسيانِ
 لا نسيانَ ينفعُ
 هكذا قلبي وقلبكِ هادىءٌ
 وأنا الوحيدُ كما ترينَ
 مسافرٌ في الروحِ
 تبدو الروحُ واقفةً كعرباتٍ معطلةٍ
 وبين توقعاتي منكِ والحبِّ الكبيرِ
 توقعاتٌ غير معلنةٍ
 ويدفعني النهارُ إليكِ
 يبدأُ عامُنا بحكايةٍ
 حرفانِ يرتشفانِ قهوتَنا وتأبى مفرداتي
 أن تطاوعني وأعجزُ عن ملاحقةِ
 الذي في القلبِ
 آسرةٌ ملامحكِ البعيدةُ
 لا أراكِ ولا أراها لستُ أعرفُ من أنا
 لا بدَّ من حالٍ نغيرهُ معًا يومًا
 يُرينا أولَ الدربِ الطويلِ وبعدها
 سنحبُّ ما يأتي ونعتنقُ الهواءَ
 ونختفي بين الوسائدِ غارقينِ ومؤمنينِ
 بأننا كنا معًا من قبل هذا
 واتفقنا أن نعودَ وسوف نرجعُ عن قريبْ
والثلجُ كان حكايةً بيضاءَ
 كان الصمتُ يتبعُ ظلَّكِ الممتدَّ بين
 مقاعدِ الغرباءِ والشجرِ العتيقِ
 وكان قلبي يتبعُكْ
 والليلُ كان حكايةً أخرى
 وأحلامي تلاحقُ أغنياتِكِ بين ألوانِ
 الوسائدِ والشموعِ
 وكان قلبي يسمعُكْ 
هي لحظةٌ بيني وبينكِ
 عالمٌ من ألفِ نورسةٍ تعيدُ لنا
 السماءَ وذكرياتِ البحرِ والدنيا
 وقلبي كانَ يبحثُ في الهواءِ ليمسِكَكْ
 عيناي أنتِ وخطوتي 
عدلًا أحبكِ
 قلتُها وعرفتُ أني في هواكِ
 أعودُ أجملَ قلتُها 
ويدايَ من خلفِ الطيوفِ ستلمسُكْ
 هذي ثلوجُ الروحِ يكسوها الهروبُ
 يذيبُها دفءُ العناقِ على يقينٍ
 أننا لا ننتمي للخوفِ للوقتِ الذي أخفى
 الحقيقةَ مثلما أخفت ثلوجُ الليلِ عشبًا
 من بعيدٍ يعرفُكْ
لا تنسَ أنكَ كنتَ يومًا عاشقًا
 يُنسيكَ وقتُكَ ما عليكَ من التفاؤلِ
 والصمودِ وأنتِ عدلًا لوزةٌ بريةٌ
 قلبي يناسبهُ التماهي فيكِ
 يعرفُ أنَّ لونَ الحبِّ ليس مفاجئًا
 في الصيفِ أو تشرينَ يعرفُ أنَّ عينيكِ
 الهروبُ وفي الهروبِ بدايةٌ دومًا
 وتضحيةٌ تساوي غربةً مفتوحةً للطيرِ
 والعبثِ الطبيعيِّ المغلفِ بالعتابِ ونزوةٍ
 مخفيةٍ بيني وبينكِ في زوايا الصمتِ
 في هذا المكانِ المستباحِ وفي الجنونِ حكايةٌ
 وحياتُنا والنافذاتُ الآن تكبرُ ثم تكبرُ
 ثم يأخذنا الحنينُ إلى الوراءِ ولحظةٌ فيها 
نحبُّ تصيبُنا بتوقعاتٍ أصبحتْ سببًا
 لأن نحيا ونحيا إنما الدنيا لنا
 ما ليس يعرفه سوانا
 يا حبيبتي التي كم أشرقت أنوارُها
 في القلبِ في سفري هناك ومن هنا
لا تأخذي بوساوسِ الليلِ الكئيبةِ
 لا تنامي والنوافذُ غير مقفلةٍ
 وكوني في السريرِ مبكرًا أو قبلَ
 نصفِ الليلِ ذلكَ يمنعُ الشمعاتِ
 من فضحِ المرايا والوسادةِ
 خبئيني بين جلدِكِ والغطاءِ ورافقيني
 في منامكِ أو منامي أو على طرفِ
 البحيرةِ وانزلي في مائها بهدوئكِ
 الورديِّ وحدَكِ تحتَ شمسِ الصيفِ
 أرسمُ عاجَكِ المبلولَ في غرفِ الخيالِ
 وأنتشي في لحظةٍ عفويةٍ هذا الجمالُ
 حكايةٌ مأخوذةٌ من عاشقَيْنِ توغلا في الصمتِ
 وانتزعا أنينَ الوردِ من نابِ الأماني
 وانتزعتُكِ من جفونِ الأمسِ كيلا يغمضَ
 الماضي علينا والتمستُ الحبَّ فيكِ ونمتُ
 في شفتيكِ همسًا لستُ أسمعهُ وأنتِ تلامسينَ
 ملامحي بطيوفِ ليلِكِ والمساءْ
في وجهكِ البحرُ العميقُ 
ولم تضعْ تلك السماءُ كما اعتقدنا
 لم نكنْ شهداءَ يومَ تآمروا حولَ المدينةِ
 وهْيَ عاريةٌ كما نراها الآنَ كاشفةً
 أمام العابرينَ نوافذَ الجوعى
 وأبوابَ الذين يقطِّعونَ النومَ بين صغارهم
 أنتِ اختصارُ القلبِ في حرفينِ
 لا أقوى على تبديدِ ما في القلبِ
 كيلا أنتهي ورقًا على رفِّ الغيابِ 
وبيننا دفءُ اليدينِ وقبلةٌ لم تكتملْ
 وطريقُنا فتحَ المواعيدَ القليلةَ
 لا جنونَ كقصةٍ نسعى إلى تدوينِها
 بحروفِنا والوقتِ يا هذا الكلامُ تعالَ
 نفتعلُ الحنينَ أمامَ مَنْ ليسوا لنا
 بمُصدقينَ تعالَ نملأُ صفحتينِ من الأنينِ
 على مسامعِ مَنْ أصمَّهمُ الخمولُ وضاعَ
 من تفكيرهم معنى الحياةِ 
وللحياةِ الآن طعمٌ مختلفْ
حتمًا تجاوزنا معًا وجعَ الأماكنِ
 لم يعدْ يجدي السؤالُ عن الهوى
 في القلبِ باقٍ لم يُصَبْ بالسوءِ يومًا 
يا جميلتي البعيدةَ خلفَ هذي الريحِ
 بين الصوتِ والمدنِ الغريبةِ
 كنتِ لي وجهَ السماءِ ولهفةَ البحرِ
 العميقةَ عُمْقَ ما في النفسِ من أشواقِها
 ليديكِ والماضي وإني أستمدُّ الإنعتاقَ 
من التساؤلِ من طيوفكِ فاغمريني
 ما استطعتِ بدفءِ قلبِكِ
 إنني ما عاد لي سَكَنٌ سوى أنفاسكِ
 الحرَّى وصوتِكِ في ليالي البردِ
 يا وقتي الذي أنفقتهُ هربًا إليكِ وباحثًا 
عن لونِكِ البريِّ في عينيكِ
 واقتربي قليلًا من وسادتيَ التي أوجعتُها
 سهَرًاوفِكْرًا واهمسي فيها لتأخذَني
 الطيوفُ إليكِ يا حبي الذي لا ينتهي
لا بدَّ أنكِ تنكرينَ عليَّ شوقي
 لا سبيلَ لأنْ أعودَ إلى الوراءِ وأنتِ أصداءُ
 الذي بيني وبينكِ لا فراغَ ولا مكانَ
 ولا هدوءَ ولا جنونَ سوى الذي ينتابني
 هربًا إليكِ بعيدتي وحبيبتي وتقلباتِ الموجِ
 في صدري أنا الغافي على دمعي ومتبعُ
 الطريقةَ كي أكونَكِ أو أكونَ المستباحَ
 على شفاهكِ واليدينِ أراكِ لي ما لا يُرَى
 وأعودُ من حلمي بوجهكِ موغلاً في الصمتِ
 منقلبًا على نفسي ومرآتي فماذا
 لو جمعنا في المدى القلبينِ 
خلَّصنا العتابَ من العتابِ
 وليس من طبعِ الهوى هذي الملامةَ
 ردني شوقي أليكِ وعادني في الليلِ
 طيفُكِ هكذا تمضي الليالي الناعساتُ
 وهكذا في الحبِّ تحيا الذكرياتْ
تتكسَّرُ الأوقاتُ 
تفقدُ شكلَها وأنا أفتشُ عنكِ
 أعرفُ أنَّ معنى اليومِ ضاعَ وأنتِ
 خلفَ زجاجِ هذي النفسِ أخشى
 أن يحطمها القلقْ
 قلقي عليكِ من الهواءِ بأنْ يجفَّ
 وأنْ يصيرَ الوردُ لونَ الحائطِ العاري
 حبيبتي النقيةَ في مدينتنا الصغيرةِ
 مقعدٌ وأنا وأنتِ أمامَ لونِ البحرِ
 نرسمُ مَهْرَبًا في الغيمِ نعبرُ في تجاويفِ
 الملوحةِ وهي تلفحُ ريشَ نورسةٍ
 وقلبي هزَّهُ شوقي إليكِ
 كم الحياةُ ضعيفةٌ في منحها أشياءَ تكفي
 للبقاءِ بدون شكوى
 فيكِ أحلامي تزيدُ
 وأنتِ عدلًا تُقبلينَ عليَّ من خلف الغيابِ
 المستحيلِ ومن شقوقِ البرتقالةِ من غلافِ
 روايةٍ كنا نتابعها معًا عن عالمٍ متغيرٍ
 وحقيقةٍ مكسورةٍ كالوقتِ
ماذا كلُّ هذا الماءِ
 ماذا أنَّ لونَ البحرِ يصبحُ فاتحًا بعد المطرْ
 ماذا علينا لو تراضينا قليلًا واختلفنا
 حولَ جدوى الحبِّ في زمنِ التحولِ
 وانتهاكِ الذكرياتِ
 مؤكدٌ بعضُ الإجابةِ صادقٌ 
أو مربكٌ والناسُ ينشغلونَ أسرعَ
 بالعلاقاتِ الخفيفةِ 
لا يهمهمُ الكثيرُ من التفاصيلِ المثيرةِ
 والدليلُ حبيبتي هذا الفتورُ مع المدينةِ
 والتخاذلُ في التعاطي مع بلادةِ وجهِ
 هذا الغيمِ في هذا الصباحِ الباردِ القاتمْ
 لعلكِ تعرفينَ لمَ التقينا واستعدنا ما لدينا
 أو تركنا كم أحبكِ والتساؤلُ نصفُ ماءِ
 البرتقالةِ ما تحاولُ أن تترجمَهُ الفراشةُ فوقَ جلدكِ
 صورةً وشمًا بلونِ الليْلَكِ البريِّ
 فانتفضي من العبثِ المعتَّقِ في فِراشِكِ
 وانهضي قبل الظهيرةِ كي يكونَ غناؤكِ
 اليوميُّ مكسوٍّا برائحةِ الشتاءِ
 أنا أحبُّكِ
 تعرفين الآن أسمائي ومعنى أنني أعطيتُكِ
 الثقةَ التي ما مرةً أُعْطِيتِها فاستمسكي بالوردِ
 لا تقفي على طرفِ البحيرةِ قبلَ ساعاتِ
 المساءِ هناك أمنيةٌ وقلبي طائرٌ من قبلِ
 هذا الوقتِ فاتحةُ الشموعِ ومهرجانُ الضوءِ
 في لون الشفقْ 
أنثايَ أنتِ ورغبتي والروحُ
 ثالوثُ القداسةِ في العلاقةِ بيننا
 تزدادُ فيكِ النارُ تزدادينَ أوسمةً
 من الفرحِ المعلقِ بين نافذةٍ وأخرى
 إنها الدنيا حبيبتي البعيدةَ 
تستطيعُ البحثَ عنا لا تورطُنا كثيرًا في دروبِ البعدِ
 حقا لا أحنُّ متى حييتُ سوى ليومِ كان يجمعنا معًا.


في وجهها تتسابقُ الأوقاتُ

 تختصرُ الدقائقُ ما عليها من مداراتٍ

 ونبقى مثلما كنا على طرفِ النهارِ

 وأنتِ تنتهزينَ فرصةَ أننا نحتاجُ

 أكثرَ للبقاءِ معًا بعيدًا في مكانٍ ما

 قريبًا عند هذا البحرِ لا نحتاجُ 

للتفكيرِ في أشياء نفقدها بفعلِ البُعْدِ

 تنتهكُ المسافةُ مجرياتِ البحثِ

 عن جدوى التفاؤلِ في الطريقِ

 إلى المكانِ الحرِّ هذا ما أردنا أن نحاولَ

 فهمه ما أجملَ الدنيا ولكن كلما أمعنتُ

 في التفكيرِ أفقدُ لحظةً أخرى من الفرحِ

 القديمِ وأنتِ حبي مرةً أخرى أقولُ

 وأنتِ تبتعدينَ خلفَ ظنونكِ البيضاءِ 

وحدي في ابطريقِ إليكِ وحدي أسمعُ

 الأصواتَ من بينِ البيوتِ ومن نوافذَ 

أشعلتْ ليلَ الحنينِ وأوقدتْ فينا الأملْ.




قلبي قديمٌ حائرٌ شيئًا

 يحبكِ صادقٌ جداً بعيدٌ مثلما

 طارت سنونوةٌ قريبٌ كالقمرْ

 قلبي نديمُكِ منذُ أن كان النبيذُ

 مفاجئاً لليلِ يعرفُ عنكِ ما أخفيتِ

 بين الوردِ والسورِ المحيطِ بشاطىءِ

 البحرِ النؤومِ كمرأةٍ نسيتْ دقائقَها

 على طرفِ العقاربِ واستجابت للضحى

 قلبي تطاردهُ القبائلِ أهدرتْ دمه مراراً

 غير أني في هواكِ محاربٌ متفائلٌ

 كالسهمِ ينفذُ مشعلًا مسكَ الغزالةِ

 لا أهابُ البحثَ عنكِ ولا أخافُ الوقتَ

 أن يمضي فقلبي قطعةٌ من فضةٍ 

مصفوفةٌ رقميةٌ في رحلةِ الضوءِ الذي جابَ 

المجرةَ واستقرَّ نجيمةً بيضاءَ تمسكها النوافذُ

 بالعيونِ وربما قلبي السماءُ وما حوتْ

 قلبي الذي سيطلُّ لكْ.



يا سائلي عني وعن زمنٍ بعيدٍ

 كل أشيائي الجميلةِ سوف تبقى ماضياً

 زمني الذي رتبتُ فيهِ ملامحي وبدايةَ الرمانِ

 يأخذني لمنتصفِ التواجدِ أصعدُ الرؤيا

 ويربكني التأملُ يا صفاءَ المدهشِ 

المجروحِ بالتحنانِ يا قلبي المُفَدَّى

 زادُكَ السلوى وراعيكَ التصابي

 صُنتَ عهْدًا وانتشيتَ مع ابتهالاتِ المنى 

أملُ اللقاءِ نشيدُنا العلويُّ سجداتُ

 الجفونِ على هواءِ الربِّ تنشدُ مهرباً ترجو

 نجاةً إذ إليكِ صغى الفؤادُ عٌراهُ وثقى

 في هواكِ حبيبتي ناديتُ نفسي فيكِ

 ما أخطأتُ في عشقي أنادي دائمًا

 أني إليكِ حملتُ في قلبي احتراقي

 وانشغالي في جنونِ محبتي

 للحبِّ بين يديكْ.

هيَ هكذا

 كانتْ ومرَّتْ من هنا

 بيضاءُ تشبهُني وأشبهُ لونَها

 كُنَّا معًا والحبُّ يبدأُ من هنا

 من لحظةٍ أو بعضِ ما قلنا على طولِ

 الطريقِ من البدايةِ أمنياتٌ والنهاياتُ البدايةُ

 بيننا عذلُ الورودِ زجاجةٌ مملوءةٌ بالعطرِ

 عَدْلُ الوقتِ أنْ نبقى كما شئنا وعودًا 

هانئاتٍ غايتي هي غايةُ العينينِ منكِ

 ونزهتي في العمرِ أنِّي في جِنانِكِ سادرٌ

 متنعمٌ في القلبِ ما في القلبِ 

ما مِنْ فرصةٍ تكفي وما من خفقةٍ

 في القلبِ تحملُ زهرةً أخرى هنيئًا للودادِ

 وللرؤى طُبِعَتْ على الخدينِ قبلاتٌ

 وفي شفتيكِ نصفُ الإعترافِ ورشفةُ

 الشهدِ الغنيةُ بالمعاني الذائباتِ

 وهكذا كُنَّا وجئنا من بعيدٍ أو قريبٍ بيننا

 ما كان منَّا والذي سيكونُ 

حتمًا بعد لحظاتٍ وحُبْ.


فلوريا

بيوت في صباح مختلف


بيوتٌ في صباحٍ مختلف
شعر: علاء نعيم الغول 

ولا نبدو على ماكان
 يمكنُ أنْ نكونَ عليهِ نبدو باردين
 وعالقين على الحدودِ وفي
 الزحامِ وتحت أنقاضِ البناياتِ التي
 كانتْ تُرَى مأهولةً بالنومِ والقصصِ
 الوفيرةِ والغنيةِ والتي ما عادَ ينفعُ 
أنْ نرددها فقط علينا أنْ نعيدَ لكلِّ
 وقتٍ ما عرفنا منذُ أنْ بدأَ النزاعُ
 على الفراغِ ومغرياتِ البحرِ والفرصِ
 التي تأتي وتمنعنا من العزفِ الطويلِ 
على شعورٍ دافىءٍ في النفسِ 
يا قلبي ستبدو مثلما تبدو بطيئًا
 بارعًا في جعلِ وجهي واضحًا
 في الشمسِ في هذا المدى المحفورِ
 في صوتِ الصباحِ لطالما فتشتُ في
 هذي الحروفِ وفي تفاصيلي التي
 لا تنتهي فيها السماءُ بلونها
 وشقوقها والغيمْ.
الثلاثاء ٣٠/١١/٢٠٢١
خمسة ونقطتان

 



الاثنين، 29 نوفمبر 2021

أسترولوجيا


أسترولوجيا
شعر: علاء نعيم الغول 

سينجو دائمًا
 قلبي المغلفُ بالضبابِ
 وقشرةٍ صدفيةٍ وحقولِ أطيافٍ
 ستمنعهُ من الموتِ المفاجىءِ 
من علاقاتٍ تحاولُ أنْ تلامسهُ
 فتصعقُ ليس قلبًا نابضًا كبقيةِ
 المضغاتِ دومًا فيهِ ما لا أستطيعُ 
الإعتمادَ عليهِ كم أخشاهُ في سوراتهِ
 وتنهداتِ البردِ يجمعُ بينَ ما في
 النارِ والأبنوسِ ما في الماءِ 
والملحِ الذي شَقَّ الشفاهَ 
نزعتُ منهُ الوقتَ لا يحتاجُ للزمنِ
 الذي يقتاتُ من وجعٍ وذاكرةٍ 
فقط يحتاجُ أنْ يبقى كهذا الكونِ 
ممتدًّا ويزحفُ في فراغٍ صامتٍ
 سيصيرُ يومًا ما شريكًا للمجرةِ 
في كواكبها يثيرُ شهيةَ الأبراجِ 
يجعلها أشدَ ضراوةً وتنافسًا 
فيما العشيقانِ اللذانِ يصارعانِ الوقتَ
 ينتظرانِ في فلَكٍ من الأشواقِ
 ينتظرانِ فَتْحًا من نجومٍ
 لم تعدْ موجودةً.
الإثنين ٢٩/١١/٢٠٢١
خمسة ونقطتان 


الأحد، 28 نوفمبر 2021

رغبات كما لو أنها


رغباتٌ كما لو أنها
شعر: علاء نعيم الغول 

في بقعةٍ متروكةٍ لتوقعاتِ
 الحالمينَ أمرُّ عنها في خيالي 
حاملًا بعضي وبعضي جارفٌ
 للذكرياتِ وغامرٌ للدفءِ في مَتْنِ
 الرسائلِ بقعةٌ مفتوحةٌ كذُرى الخزامى
 في هواءٍ ممتعٍ وأنا المسافرُ في
 اتجاهاتٍ كم تُفَسِّرُني وكم أحتاجُني
 فيها لأختصرَ المعاني كلها وأعودَ
 مختليًا بنفسي مرةً أخرى بعيدًا
 ثمَّ أبعدَ في أماكنَ لا أرى فيها دروبًا
 قد تذكرني بشيءٍ قد مضى لا شيءَ 
في الماضي سوى الماضي سوى بللِ
 الغصونِ وزرقةِ البحرِ القديمةِ والشحوبِ
 على وجوهِ الراحلينَ فقط أريدُ توسعاتٍ في
 خيالي تألفُ المجهولَ تأخذني إلى ما بعدَ
 نفسي قد أرى وجهي الحقيقيَّ
 الذي هو لي ولي من غير خوفْ.
الأحد ٢٨/١١/٢٠٢١
خمسة ونقطتان 


السبت، 27 نوفمبر 2021

عناوين هادئة


عناوينُ هادئةْ
شعر: علاء نعيم الغول 

الهادىءُ الظمآنُ
 والغافي على درجِ البنايةِ
 والمساءُ يحلُّ أسرعَ في الشتاءِ 
وصاعدٌ هذا المُصَفَّى بالأثيرِ
 وحاملُ المعنى لهذا الإندثارِ
 وسادنُ الغاياتِ وهي تصيرُ
 بيتًا من حريرٍ شرفةً علويةً للريحِ
 أجملُ ما لديَّ لديَّ أسوأُ ما على
 ورقِ الرسالةِ لونُها المصبوغُ بالوقتِ
 المبدَّدِ إنَّ في أعماقِ هذا الوردِ
 غاباتٍ من النورِ البعيدِ بلا قرارٍ
 لا نهايةَ لا مكانَ فقط مسافاتٌ 
ستحكمُ ما تبقى من رفاتِ الصمتِ 
فينا هادىءٌ بل نصفُ قلبي غربةٌ 
منزوعةُ الطرقاتِ والأحلامُ تنثرُ
 في الهواءِ رداذَ نومٍ ساخنٍ وأنا
 الطليقُ بدونِ أسماءٍ ولا أحتاجُ
 من نفسي سوى الصورِ
 التي عبرتْ كما كانتْ
 وكان القلبُ دومًا هادئًا.
السبت ٢٧/١١/٢٠٢١
خمسة ونقطتان  


الجمعة، 26 نوفمبر 2021

في الدروب الممكنة


في الدروبِ الممكنة
شعر: علاء نعيم الغول 

ما حاجةُ الأرواحِ
 ما الماضي وما الآتي وما
 هذا المُكَرَّرُ لا إجابةَ تحسمُ
 التفكيرَ تُنهي رغبتي في أنْ ألاحقَ
 كلَّ معنى ثم أكتشفُ الحقيقةَ 
من جديدٍ ثمَّ أتركها وأرجعُ للتساؤلِ
 واستجبتُ لرغبتي في أنْ نحبَّ معًا
 وأنْ نبقى بلا أسماءَ تكشفنا ونعلمُ
 كم تفاجِئُنا الحياةُ بذكرياتٍ 
لا تمكننا من التفكير في تغييرِ
 مجرى الوقتِ من هذي الثقوبِ
 إلى ثقوبٍ غير ضيقةٍ وننسى في 
النهايةِ أننا سعداءُ نبحثُ في ملامحنا 
عن الفرحِ المُرَادِ وما نريدُ سوى التفاؤلِ 
رغبةً في أنْ نعيدَ لكلِّ هذا العمرِ فكرتهُ
 ونشوتَهُ وهذا العمرُ يجعلنا نفكرُ 
في الكثيرِ من الكثيرِ ولا غرابةَ
 أننا سعداءُ حقًا رغم أنَّ 
حدودَنا مقفولةٌ.
الجمعة ٢٦/١١/٢٠٢١
خمسةُ ونقطتان


الخميس، 25 نوفمبر 2021

وعود حين يأتي الليل


وعودٌ حين يأتي الليلْ
شعر: علاء نعيم الغول 

وعدُ الحياةِ وعودُ قلبي
 والنجاةِ وما لديَّ الآنَ يُكسِبُني
 وضوحًا فائقَ الألوانِ تُدهشُني 
مواقيتُ الرجوعِ إلى البدايةِ
 أكتفي بتفاهماتِ الوردِ مع صوتِ 
الهواءِ لإنني أشتاقُ مراتٍ
 سأبقى سائرًا في العشبِ ممتلئًا 
بما قد كنتُ أطلبهُ من الدنيا
 وفي الدنيا اشتهاءاتٌ وما 
في القلبِ ينفعُ للبقاءِ بلا ندوبٍ
 تكشفُ الألمَ الذي غطى الخطى
 وسألتُ نفسي كيفَ ينسى البحرُ
 مَنْ غرقوا ومَنْ رحلوا وكيفَ يذوقُ 
طعمَ الإنتصارِ على الطيورِ وظلِّها
 والشمسُ لا تقتاتُ من أنفاسِها
 وكذا السماءُ تعيشُ أطولَ 
في الشتاءِ ينامُ فيها الليلُ مستترًا
 عن الأحلامِ مختبئًا وراءَ الغيمةِ 
الأولى ولا تقفُ الحياةُ على
 حدودٍ واضحةْ.
الخميس ٢٥/١١/٢٠٢١
خمسة ونقطتان 


الأربعاء، 24 نوفمبر 2021

ندى العاطرات


ندىً والعاطراتْ
شعر: علاء نعيم الغول 

أولى بنفسي أنْ تغامرَ بي
 وبي يُسْتَأْنَسُ الليلُ المُغَطَّى
 سامري ماذا رأيتَ من الذي بين
 الشموعِ ورغوةٍ في الكأسِ ماذا
 في المسافةِ بين هذا القلبِ والممشى
 الطويلِ لقد سكبتُ من العبيرِ
 على الملاءاتِ النظيفةِ في ليالٍ
 كنتُ فيها دافئًا كالريشِ مختلفًا
 بدونِ تعلقٍ بالوقتِ يا هذا المكانُ
 لكَ الرسومُ الغامقاتُ ولي بصيصُ
 الحبِّ من بين الأزاهيرِ الرقيقةِ إنني
 أستجمعُ الأسماءَ من ورقٍ بلا ورقٍ 
ومن صورٍ بلا معنى وهذا شأنهُ أَنْ تنتهي
 الأحلامُ في لحظاتِ شوقٍ غير واضحةٍ
 وبعد توقعاتٍ غير كافيةٍ تعانقنا
 على صوتِ الندى وتراجعتْ 
هالاتُ أقمارِ الليالي العاطراتْ.
الأربعاء ٩/١١/٢٠٢١
خمسة ونقطتان

الثلاثاء، 9 نوفمبر 2021

لا شروط ولا كلام

لا شروطَ ولا كلامْ
شعر: علاء نعيم الغول 

لا وقتَ كي أحصي فتاتَ
 الوقتِ كيف تسربتْ دقاتهُ
 كيف انتهتْ في لحظةٍ وكأنها
 رمشاتُ عينٍ قُرِّحَتْ سهَرًا
 ولي في لحظةٍ ما ليس في سنةٍ
 ولي في لهفةٍ ما ليسَ أذكرهُ 
وإني قد كتبتُ عن الذي جربتُهُ
 وشعرتُ أني قد جمعتُ من المحطاتِ
 الصغيرةِ ما جمعتُ من النهاياتِ الكثيرةِ
 والبدايةُ غير واضحةٍ لهذا لا أفكرُ
 في اشتراطاتٍ مجددةٍ ولا أحتاجُ
 تبريرًا لما قد صارَ
 في الدنيا تفاصيلُ المحاكاةِ
 الدقيقةِ بين نفسي واختلافاتِ المواسمِ
 بين قلبي وانهيارِ مناجمِ الفحمِ القديمةِ
 بين وجهي واتساعِ مساحةِ العشبِ القريبةِ
 من بيوتِ النملِ بين يدي وصاريةِ الشراعِ
 وقد تمادى البحرُ في تصديقهِ للريحْ.
الثلاثاء ٩/١١/٢٠٢١
خمسة ونقطتان


إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...