لأنكَ لا تسافرُ كلَّ يومْ
شعر: علاء نعيم الغول
سفرٌ على جُنْحٍ
نسافرُ
كلُّ ما في الأمرِ أنَّا
للطريقِ غذاؤها ولكلِ مرتَحَلٍ
مذاقٌ والطريقُ نوافذُ الأرواحِ
ممتعةٌ أغاني الإشتياقِ كأنها
جوعُ السنابلِ للهواءِ كأنها ماءُ
الشفاهِ كأنني ما مرةً جربتُ
هذا الحبَّ واستوعبتُ أني فجأةً
سأكونُ ذاكرةً لقلبٍ ما
وذكرى بين أوراقِ القصائدِ
ربما هذا نداءُ الصمتِ فِيَّ
ولا أبالغُ في التحلِّي بالهدوءِ
أمامَ هذا البيتِ أنظرُ في مصيرِ
الشمسِ وهي تذوبُ في الشفقِ
العزيزِ وفي جفونِ الغيمِ ثمَّ تدقُّ
ساعاتُ الرحيلِ كأنها صوتٌ
وجيبٌ في قلوبٍ زاحمتها الإحتمالاتُ
العديدةُ قادني للفِكْرِ هذا الوَجْدُ
تدفعُني الحياةُ لأنْ أكونَ على حدودِ
النورِ والظلماتِ بين مهابطِ النياتِ والجبلِ
الأشمِّ وبين قلبي والتساؤلِ وانقسمتُ
إلى شظايا في مناقيرِ الطيورِ على شِفَارِ
العشبِ واستوقفتُ أحلامي ببطءٍ
لا لشيءٍ بل لأعرفَ أنَّ ما قد قلتُ
كان حقيقةً والبحرَ غذَّى الصيفَ مراتٍ
وحين أعودُ أسرعَ للفراغِ أرى الفراغَ
مناسبًا وأغيبُ في حلمي عميقًا
أو عميقًا مرةً أخرى ولا أنسى الصباحَ
وكيف كنتُ ألازمُ النوارَ حتى أسمعَ
الأناتِ في صوتِ العصافيرِ الحبيسةِ
في هواءِ مدينةٍ مسقوفةٍ بالقشِّ والشَّرَرِ
العنيدِ وبين جدرانٍ من الإسمنتِ
والبارودِ جدرانِ الصفيحِ ولهفةِ العشاقِ
وامتدَّ الرحيلُ إلى أقاصي
الريقِ في حلقٍ يجفُّ ولا يُبَلْ.
الخميس ٤/١١/٢٠٢١
خمسة ونقطتان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق