السبت، 24 فبراير 2018

لون النبيذ على الورق


لونُ النبيذِ على الورق
شعر: علاء نعيم الغول 

في شعرِها نبتت بذورُ الليلِ
 إذْ جعلتْ لهُ قلبَ المشاغبِ صومعاتِ العابدِ
 المشغولِ بالعشقِ الالهيِّ المشبعِ بالصلاةِ وشعرها
 قسَمُ الجمالِ المصطفَى جهَرَتْ بهِ في الشمسِ
 وهي تمرُّ منه ونفسُنا طابتْ بهذا الالتقاءِ
 معاً جُبِلْنا قطعةً من غيمةٍ ومحارةً في عتمةِ
 الملحِ العميقِ وإنَّ هذا الخَلْقَ حمَّلَنا التعلقَ
 بالغيابِ وبعدها بالغيبِ تأسرُنا حقيقتُنا
 وتنكرُنا بدايتُنا ويحرمُنا النهارُ من التعففِ 
واقتباسِ مقولةٍ في الحبِّ لا أدري ولا أبغي سوى 
ترتيبِ نفسي بعدَ هذا الصيفِ قُلْ للبحرِ أنْ
 يحتلَّ أرصفةَ الشوارعِ يطلقَ البجعَ الذي
 التهمَ الغروبَ وراءَ قرصِ الشمسِ وهو يذوبُ 
أسرعَ إنني أستعذبُ الصحوَ المبكرَ لا لشيءٍ 
بل لأني لا أرى في النومِ ما يكفي ليجعلني
 أرَقَّ وهادئاً والناسُ يصطفونَ خلفَ طباعهمِ
 ومناوراتِ القلبِ قالوا كي تغيرَ في الحياةِ 
عليكَ أنْ تبقى إذاً قَلِقَاً تحاولُ أنْ تعيدَ توازناتِكَ
 كي تغادرَكَ الرتابةُ شَعْرُها وكأنه ترَفُ النبيذِ
 ونكهةُ العِنبِ الذي أخذَ المدينةَ من ذوائبِها وأغرقنا
 معاً في ليلةٍ هي آخرُ القمرِ الذي ملأ النوافذَ 
رغبةً في جعلنا حبقا عليه تكاثر النحل الصغير
 وزارني في الحلم مَنْ علقوا بذاكرتي كرائحةِ
 النبيذِ على شفاهِ الليلِ في أنفاسِكِ العطشى
 لنشواتٍ تؤجلُنا وتبعدنا عن المألوفِ والغيبيِّ 
أنتِ الانغماسُ أمامَ عيني في ضبابِ الروحِ والعسلِ
 المصفى في نهارٍ ليس مضطراً لكشفِ السرِّ خلفَ
 تعلقي بالقادمِ المأمولِ في عينيكِ شعرُكِ رغوةُ
 الصابونِ تحملُ رائحاتِ الظنِّ أو قلقَ الصحى
 وبراءةَ الأسواقِ إنْ طالَ العناقُ وذابتِ الذكرى
 وألقانا التسكعُ بينَ ضَوْءٍ اسعٍ وترنحاتِ الوردِ
 نفلتُ من نزاعِ الوقتِ في ساعاتِنا وعقاربِ الفوضى
 وشعرُكِ جائعٌ في السوقِ يخشى أنْ يمدَّ يديهِ حتى
 لا يُصَدُّ وجائعٌ لكِ قلبي المخبوءُ كم غطيتُهُ من بردِ هذا 
العمرِ ثمَّ رشَشتُهُ بالعطرِ كي يأتيكِ أبهى طائعاً
 كالماءِ في ريق من العطشِ انتشى يا حبيَ الورديَّ
 يا زهراتِ لوزٍ أبيضَ الخدينِ عشقي ما حييتُ
 هو الذي سيكونُ لكْ.
الأربعاء ١٤/٢/٢٠١٨
توقعات محايدة        

توقعات محايدة


توقعاتٌ محايدة
شعر: علاء نعيم الغول 

في شَعْرِها تتنقَّلُ المدنُ التي لم تتهمْ أحداً بموتي
 شَعْرُها قطعَ الطريقَ على الخيالِ فلَفَّني كسجارةٍ
 محشوةٍ بالتبغِ أو ورقٍ من الحناءِ جفَّ ليشتعلْ
 والنارُ ذائقةُ المُرَبَّى حين تُطْهَى حبةُ الدراقِ 
بين الصيفِ والنِكتارِ في ساحاتِ هذا البيتِ
 أو خلفَ القرى في شعرها اعتلتِ المدينةُ ظلَّها
 وتخيَّلَتْنا صِبْيةً يتدافعونَ ليعبروا بوابةَ الحقلِ
 الكبيرةَ ما علينا لو تركنا الحُبَّ ينمو مثلما
 فعلَتْ عصافيرُ الشتاءِ ففي شفاهي الآن همساتٌ
 موزعةٌ على نصفِ الحروفِ وقبلةٌ أيقنتُ أني 
أستعيدُ بها البدايةَ ثمَّ مرَّتْ من هنا عرباتُ 
جُندٍ حائرينَ يلوحونَ بفوهاتِ بنادقٍ مخنوقةٍ
 بالوقتِ بالصمتِ الذي ضربَ البيوتَ وكنتُ
 أنظرُ من وراءِ البابِ حين تناوبوا قنْصَ النساءِ 
العائداتِ ببعضِ أكياسِ الدقيقِ وما تيسرَ من زيوتِ 
الطَّهْيِ والفولِ المُعَلَّبِ كانَ لونُ القتلِ أوضحَ
 من مصابيحِ الشوارعِ واختلفتُ مع الرفاقِ
 على الكثيرِ من التفاصيلِ التي تبعتْ قرارَ الحربِ 
أشعرُ دائما بتوتراتٍ تشبهُ التصفيقَ مضطراً وتشبهُ
 قطعةَ اللحمِ التي تحمَرُّ فوقَ الفحمِ شيءٌ ما
 عميقٌ داخلي لا تُسْبَرُ الأغوارُ في نفْسٍ تحبُّ
 الاعتمادَ على التحفظِ واكتسابِ الوقتِ والتقليلِ
 من شأنِ الضغوطِ هي الحياةُ حبيبتي محفورةٌ
 كالمغرياتِ شهيةٌ كعصيرِ ليمونٍ ببعضِ الثلجِ 
تسحبُنا كنملٍ جائعٍ لفتاتِ خبزٍ ناشفٍ وأسيرُ
 وحدي في شوارعَ لا أرى فيها سواي ولا أحبُّ 
الإدعاءَ بأنني جربتُ ألفَ طريقةٍ لأصيرَ ظلاً
 فاكتفيتُ بأنْ أكونَ محايداً فالبحرُ أعتَقَ فكرةً 
من ملحهِ و وجدتها تطفو على وجهِ الصباحِ
 فصغتُ منها ما أحبُّ من الحكايا شعرُها فتحَ
 الخرافةَ لي وشقَّ الشمسَ حتى أصبحتْ ليلاً 
وسالَ على الهواءِ فصارَ أشجاراً من الخروبِ صارَ
 غزالةَ المسكِ التي تعدو وراءَ فراشةٍ بيضاءَ بين العشبِ
 أو صفراءَ عندَ النهرِ أو حمراءَ فوقَ الغصنِ والنعناعِ
 هل قَبِلَ الجنودُ بأنْ يظلوا عرضةً للجائعينَ القادرينَ
 على احتمالِ الصدمةِ الأخرى وغاراتِ 
المساءِ وحبهمْ لتوقعاتِ الصيفْ.
الاثنين ١٢/٢/٢٠١٨
توقعات محايدة      

الجمعة، 16 فبراير 2018

بعض العلاقات الممكنة


بعضُ العلاقاتِ الممكنةْ
شعر: علاء نعيم الغول 

 تتبدلُ الأشياءُ تتركُنا معاً 
وموزَّعينَ على مقاعدَ بعضها خشبٌ
 وبعضٌ من حجارةِ ما تهدمَ من بيوتٍ 
صدَّقَتْ أنَّ الذي سيروحُ يرجعُ والذين قضَوا
 جميعاً صادقينَ وحين ننزلُ من بروجِ 
الوهمِ ندركُ أنَّ في الأوهامِ شيئاً غير مؤذٍ 
أيُّنا لم يختلقْ دنيا له وإذا فتحتَ النافذاتِ
 ترى احتراقَاً في المدى هو ذكرياتُكَ أو علاقاتُ
 اشتهائِكَ للذي لا تستطيعُ الكشفَ عنهُ وفيكَ
 أسرارٌ بحجمِ النارِ في لونِ الظهيرةِ والسماءِ
 وماءِ تمُّوزَ النقيِّ كبذرةِ الكتانِ تُعصَرُ في وعاءِ 
اللاجئينَ على العَشاءِ كمٍ الذي شُفْناهُ ليسَ هو
 الذي نرجوهُ لستُ موفقاً في سردِ نفسي وابتزازِ
 دموعِنا قبلَ اللقاءِ وبعدهُ وكتبتُ أكثرَ ما أريدُ
 وبعضُ أحلامي تهاوتْ بعضُها بلغَ الذرى
 والحبُّ ليس منافياً للعيشِ بين حديقةٍ ومدينةٍ
 تنسى مفاتحَها على رفِّ الصباحِ وتختفي حتى
 المساءِ وحين ترجعُ لا تكونُ كما تركناها
 نرتبها وننزعُ عن ملامحها الطريقَ ومرةً كانت هنا
 جمَّيْزةٌ وحفرتُ فيها نصفَ بابٍ لا يراهُ سوايَ 
أعبرُ منهُ للماضي وأقضي ساعتينِ على ضفافٍ
 لا تجفُّ وفي زمانٍ ليس يمشي هادىءٌ حتى 
الهواءُ وكلُّ ما أحتاجهُ يأتي إليَّ كأنني في جنةٍ
 وكَبِرْتُ حتى لم يعدْ بابي الصغيرُ بحجمِ
 رأسي واختفى في جذعها لا بدَّ أنَّ العالقينَ هنا 
سيفتقدونني كم كنتُ آتيهمْ بأخبارِ البلادِ وحفنةٍ
 من لوزِ هذي الأرضِ أسقيهمْ من البئرِ التي قد
 عطَّلتها الحربُ ثمَّ سألتُ عن جُمَّيْزَتي فعرفتُ
 أنَّ النارَ قد زحفتْ وأحرقتِ المكانَ ككومةِ الورقِ
 الصغيرةِ والعلاقاتُ التي رتبتُها تزدادُ يوماً بعد 
يومٍ في تجاوزها لهذا القلبِ أعشقُ فيكِ ما قالَتْهُ
 سنبلةٌ لدوريٍّ وما عرفَتْهُ أصدافُ الشواطىءِ عن جنونِ 
البحرِ ما قرأَتْهُ نورسةٌ على وجهِ الفنارِ ومن سيعرفُ
 كلَّ هذا عنكِ غيري يا حبيبتيَ الحميلةَ يا مزارَ النفسِ 
والأمَلَ الذي يُرْجَى بعيداً خلفَ هذا الليلِ ليلٌ ما وقبلَ 
الفجرِ تنتهزُ الطيورَ مساحةَ الحبِّ التي تكفي لتجعلَ
 من مدينتِنا مكاناً واسعاً وتطيرُ أبعدَ من سقوفِ 
الريحِ من وجعِ الندى والصيفْ.
الاثنين ١٢/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة        


رصيف الحب والصيف


رصيفُ الحبَّ والصيف
شعر: علاء نعيم الغول 

ومنَ الرصيفِ الى الصيفِ مسافةٌ
 دعني أعيدُ على مسامعِكَ الحكايةَ 
لا تدققْ في معاني الشرِّ يبدو الخيرُ شراً
 والعلاقاتُ التي تمتازُ بالتقوى تفاجىءُ
 حين تنكشفُ الحقيقةُ والسعادةُ نصفُ مرآةٍ
 وقلبٌ عاصفٌ ومهدَّدٌ بتنهداتٍ لا تقفْ
 وعلى الرصيفِ بنيتُ من ظلي قباباً 
أستظلُّ بها بعيداً عن هواءٍ ساخنٍ في الحيِّ
 وامتلأ الرصيفُ بعابرينَ تعودوا تركَ البيوتِ 
بدونٍ أبوابٍ تردُّ عيونَ ناسٍ مارقينَ كم البلادُ 
تغيرتْ وكم الحياةُ تناثرَتْ كالريشِ وابتلعتْ أقاصي
 الحُلْمِ كم من مرةٍ حاولتُ فيها وضعَ أسماءِ
 الذين تسببوا في كلِّ هذا في قوائمَ كي يموتوا
 كاذبينَ وغارقينَ وللرصيفِ الذكرياتُ ولي عناقيدُ
 الكرومِ الناضجاتُ الحاملاتُ الصيفَ أو بعضي
 ومن هذا المكانِ رأيتُ صورتيَ الكبيرةَ في وجوهِ
 المنكرينَ لسطوةِ الماضي علينا والرصيفُ حبيبتي
 يجري بعيداً يلعقُ الوقتَ الذي سكبَ التبيذَ
 على الخطى فترنحتْ أقدارُنا وتوسعتْ آلامُنا
 وبقيتُ وحدي عند رأسِ الشارعِ العاري
 أحدقُ في انهيارِ الليلِ والأنوارِ فوقَ النائمينَ
 وليس غيري يدركُ الفوضى التي تمتدُّ في هذا
 النسيجِ وفي جفونِ الكاعباتِ وصاحباتِ 
الشَّعْرِ والنزَقِ الشهيِّ حبيبتي كلُّ الأماكنِ لي
 وأنتِ قرارُ عودتيَ الأخيرُ لهذهِ الغرفُ التي
 نحتاجُها لتكونَ معبدَنا وساحاتِ التمردِ
 وانفلاتِ الروحِ من عنقِ الزجاجةِ من فضاءِ القُمْقُمِ
 المدفونِ في رملِ كساهُ الخِرْوَعُ المفتونُ بالظلِّ
 القديمِ حبيبتي أوصافُنا معروفةٌ للطيرِ لن تنسى
 لنا لونَ الأناملِ وهي تلمسُ زهرةً بريةً لونَ الصباحِ
 وقد بدأنا فيهِ عالمَنا المنوَّرَ كابتسامتِكِ العميقةِ
 مثلَ بحرٍ واسعٍ وأنا أحبكِ حاملاً كلِّي إليكِ
 وناسياً كيف ابتدأنا هذهِ الأحلامَ أين تعانقتْ 
أنفاسُنا وتحركتْ فينا الحياةُ حبيبتي عند الرصيفِ
 تركتُ أوراقي الكثيرةَ وانبريتُ أرتبُ النعناعَ ارتشفُ
 الظهيرةَ من كؤوسِ الماءِ من عطشي أمامَ الشمسِ
 في عينيكِ أصبحتِ الحقيقةُ مثلَ ورداتِ القرنفُلِ
 مثلَ دوريٍّ يحومُ على السطوحِ على الرصيفِ
 تقابلتْ أحلامُنا وتعانقتْ.
الأحد ١١/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة               

بشائر من ورق وبرق


بشائرُ من ورقٍ وبرق
شعر: علاء نعيم الغول 

ما أَنْ فتحتُ البابَ حتى أمطرَتْ
 هل هذه البشرى التي وعِدَ الذين اسْتُنْزِفوا
 والقابعونَ أمامَ وهْجِ النارِ والناجونَ
 من بين القذائفِ والذين تمكنوا من قطعِ 
أميالٍ على الأقدامٍ واجتازوا الحدودَ إلى بلادٍ
 أوقفَتْ ساعاتِها وانهارتِ الأحلامُ عندَ المفترَقْ
 ماذا لديكِ الآنَ كي ننجو حبيبتيَ الجميلةَ
 من برودِ الماءِ من غبَشِ الضحى وسذاجةِ العشاقِ
 والتفكيرِ في أشياءَ تجعلُنا أقلَّ تفاؤلاً وتصنُّعاً
 وعلى صعيدِ الحبِّ نشهدُ بالكثيرِ من التوددِ والتمادي
 في اتباعِ الضوْءِ أياماً وأعواماً ونكبرُ في مساماتِ
 الصباحِ نصيرُ أجرأَ قادِرَيْنِ على التجاهلِ 
إنْ تعرَّضْنا لقومٍ عاكفينَ على جهالتهمْ
 بعيداً كلُّ شيءٍ يختلفْ
 ما أَنْ ختمتُ مرافعاتي حولَ صِدْقِ القلبِ
 حتى لاحَ برقٌ في السماءِ وهبتِ الريحُ التي 
حجبتْ عن الطيرِ المسافةَ واختفينا خلفَ أشجارٍ
 الصنوبرِ عندَ كوخٍ دافىءٍ وهنا بلادٌ لا تفرقُ 
بينَ من ماتوا ومن رحلوا وأنصافِ الشوارعِ
 والبيوتِ هنا الحقيقةُ تشبهُ الشجرَ الذي طرحَ 
المزيدَ من العصافيرِ الصغيرةِ والقليلَ من الغصونِ
 ولاحَ لي مما يلوحُ جزيرتانِ قريبتانِ أراهما 
فيما أرى والقاربُ المربوطُ يكفينا لنبلغَ شاطئاً
 متواضعاً من صخرتينِ ورغوةٍ هل هذه أحلامُنا
 أم لحظةُ الهربِ التي نرجو لنشعرَ بالحياةِ وبالتماهي
 مع حدودِ الحبِّ أذكرُ أنني فتشتُ في قنِّ الدجاجِ
 عن البيوضِ وكان مصباحٌ صغيرٌ يجعلُ الأجواءَ
 هادئةً وفي الليلِ الكثيرُ من التأمُّلِ والقليلُ 
من التوقعِ كان عمري وقتها عددَ الأصابعِ في يدي
 هل كنتُ أعرفُ أنني سأصيرُ يوماً شاعراً
 أحصي حروفَ العمرِ في كلماتِ من مروا
 ومن عاشوا معي والمفرداتُ تزيدُ والمعنى يقلُّ
 وما الذي يجري هنا فمدينتي منزوعةُ الجلدِ اعتباراً
 من صباحِ السبتِ حتى السبتِ ثمَّ أنا أحبُّكِ مغرقاً
 قلمي بحبرٍ غامقٍ دونتُ عنكِ الفرقَ ما بينَ الشفاهِ
 بحُمْرَةٍ وبدونها ووجدتُ أنكِ تشبهينَ شهيتي للنومِ
 سبعَ دقائقٍ فالحلمُ يكفيهِ الدقيقةُ أو أقلَّ بغفوةٍ والحبُّ
 لا يكفيهِ عمْرٌ واحدٌ ومدينتي ستظلُّ تنتظرُ
 المصابيحَ التي لا تنطفىءْ.
السبت ١٠/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة     


أحداث من صحف قديمة


أخبارٌ الصحفِ القديمة
شعر: علاء نعيم الغول 

وجعلتَني أتملقُ الصحفَ التي لم تلتفتْ 
يوماً لما قلناهُ وامتلأ الجدارُ بملصقاتِ الأمسِ
 عن قتلى من الطرفينِ لكن ما الذي في الصفحةِ 
الأولى وماذا عن قضيتِنا التي لم يستطيعوا
 فهمَها هل هكذا سنظلُّ ننتظرُ التقاربَ
 بين آراءِ الشيوعيينَ والداعينَ للفوضى وتبريرِ
 التمردِ ربما يتوقعُ التجارُ توسيعَ المعابرِ والعلاقةَ
 بين عمالِ النظافةِ والحراساتِ الخفيفةِ 
للبنوكِ وفي الصحيفةِ ما يشيرُ إلى التخلي 
عن شريطٍ واسعٍ عند الحدودِ وهكذا سيدومُ قضمُ
 الأرضِ بالتدريجِ حتى لا يعودَ هناكَ ما يكفي
 لزرعِ التوتِ والزيتونِ هل سنظلُّ مهتمينَ بالتضليلِ
 والتسويفِ حتى تغلقَ الأبوابُ في وجهِ الذين
 يطالبونَ بفتحِ أميالٍ من الصيدِ الغنيِّ بموسمِ
 السردينِ والمرميرِ ماذا عن ملفاتِ المصابينَ
 الذينَ تقطَّعَتْ أطرافهم وتحولوا كتلاً تحركها
 الاطاراتُ البطيئةُ في الشوارعِ والصحيفةُ بالعريضِ
 تقولُ إنَّ الحربَ قادمةٌ وبعضُ مناوراتٍ في
 الشمالِ تهيِّىُ الأجواءَ للغاراتِ ليلاً أو نهاراً 
والقضيةُ ليستِ الآنَ الذي سيكونُ بعدَ الحربِ
 مَنْ ينجو ومَنْ يثرى ولكنْ كيفَ نبقى قادرين
 على ابتلاعِ الوهمِ والكذبِ الذي سيعمُّ أوساطَ السياسيينَ
 والحمقى وتجارِ الحروبِ ولجنةَ الاعمارِ حتى بين 
حراسِ المقابرِ والذين سيكتبون الشعرَ في أمجادِنا
 أما الصحيفةُ فهي بوقٌ فائضٌ بالزورِ والتأويلِ تحصي
 في الحواشي كلَّ مَنْ يُسدي برأيٍ أو ينافقُ
 فالمناصبُ بعدما تضعُ الحروبُ الحِمْلَ
 تكثرُ والتنافسُ طاحنٌ والبائعونَ ضميرَهم يتسابقونَ
 الى منصاتِ الخطابةِ كي يُشَارَ إلى جمالِ
 البدلةِ السوداءَ تخفي زيفَهمْ حتى الصحيفةُ
 لن تجاملَ هؤلاءِ المارقينَ على العذاباتِ
 التي ستصيبُنا والحربُ ليستْ للتخلصِ من نظامٍ ما
 ولكن كي يزيدَ الوضعُ سوءاً كي نُجَرَّ إلى المزيدِ
 من التنازلِ وامتهانِ السعي خلف معونةٍ ومعونةٍ
 ووكالةِ الغوثِ التي خلطتْ لنا الغثَّ الكثيرَ بما تبقى
 من سمينٍ هكذا تبدو الصحيفةُ لي وهذا ما قرأتُ
 على الجدارِ وربما العددُ الجديدُ يكونُ أكثرَ صحةً
 مما سرَدْتُ على مسامعكم رفاقي البائسينَ 
لكم سلامي تصبحون على هدوءْ.
الجمعة ٩/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة         


أحداث مسجلة


أحداثٌ مسجلة
شعر: علاء نعيم الغول 

حتى إذا نُقِضَتْ عهودٌ بيننا حافظْتُ
 في نفسي عليكِ وقلتُ للحبِّ اتخذْ من مخدعي
 سَكَنَاً وبلِّغْ أمنياتِكَ حازماً في أمرِ قلبي كيف
 كانَ وما تأمَّلَ فُضَّتْ الشكوى كذلكَ نحنُ
 بينَ الماءِ والغرقِ الأكيدِ وبينَ ألواحِ الهواءِ وشدةِ
 الشمسِ التي تمشي كما ثورٌ سمينٌ فوقَنا
 وتسارعتْ أيامُنا حتى فقدنا الوقتَ واتسعتْ
 ثقوبُ الذكرياتِ وسالَ منها كلُّ شيءٍ مثلما 
العرَقُ الذي نقَعَ القميصَ بمائهِ وتبللتْ أطرافُنا
 في البحثِ عن لمساتِنا وتجاوزَ الصبرُ المسافةَ
  وانكفأتُ على رسائلَ في جوانبها حواشٍ
 فسَّرَتْ ما كان سرَّاً طالَ ليلي في قراءتِها
 ولكنْ ما الذي يجدي وقدْ نسيَ الذين تبادلوها
 أنهم كانوا ضحايا زهدهمْ في البوحِ
 وانهارتْ بروجُ الليلِ وارتسمتْ على القمرِ
 البيوتُ الحاسراتُ كمرأةٍ تجري وقد أخذَ الهواءُ
 بشَعْرِها وأنا بممحاتي أنظِّفُ من على ورقِ
 الفراغِ طفولتي والخربشاتِ أزيلُ نصفَ 
فواصلِ الألمِ القديمةِ أنزعُ الفوضى من
 الجملِ التي فضحتْ ملامحَنا وغيرتْ المعاني
 دائماً عيناي في عينيكِ أبصرُ فيهما جيشاً
 من الفقراءِ جاؤوا من بعيدٍ كي يموتوا في لحاظِكِ
 والرموشِ تسابقوا لينالَ أولُّهم وسامَ الموتِ
 في جفنيكِ هل شفتاكِ جوزُ الهندِ أم لُبٌّ لكُمَّثْرَى
 وزبدةُ فُستُقٍ وعجينةُ الكاكاوِ في ورقٍ
 من السولوفانِ أسمعُ قرمشاتِ البندقِ الصافي
 متى تتكلمينَ وفيهما عبَثُ الدوالي الغافياتِ
 وقد تعتقَ حاملاً طعمَ الجنونِ ورقةَ السَّهَرِ
 المدللِ في مساءِ الانعتاقِ من المرايا والشفوفِ 
وفي شفاهكِ دعوةٌ للارتجالِ بكلِّ ما في معجمِي
 من مفرداتٍ قد نَحَتُّ لكي تلائمَ وشوشاتِ الفجرِ
 أولَ ما يفيقُ الوجْدُ فيكِ وحينَ أقرأُ وشمَكِ
 الممتدَّ من عنُقِ البياضِ إلى مصبِّ النهرِ
 بين يديكِ تنفتحُ السماءُ عليَّ تدهشُني بما في
 عاجكِ المصقولِ من لمعانِ برجِ العقربِ المملوءِ
 صدْقاً هكذا حتى إذا رتبتُ أمري كي نطيرَ معاً
 وجدتُ السقفَ لا يكفي لنعرجَ منهُ هذا أنتِ ساقيتي
 وتقويمُ المواسمِ والهروبُ على متونِ الوردِ أبعدَ
 ثمَّ أبعدَ أو هنا لا بأسَ يكفينا مكانٌ واحدٌ.
الجمعة ٩/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة           


وطن وقط وأغنية


وطنٌ وقطٌّ وأغنية
شعر: علاء نعيم الغول 
 
صورُ الرفاقِ الغائبينَ حكايةُ الوطنِ
 الذي ألقتهُ في الجُبِّ النساءُ الصائماتُ
 عن التفوِّهِ بالذي يجري على مرأى من الليلِ
 الغَيورِ وصورتي بالأمسِ عندَ البحرِ تنبشُ
 ذكرياتِ الحبِّ والغرقِ البعيدةِ
 دائماً في كلِّ شيءٍ ذاهبٍ نبكي على شيءٍ
 نُحِبُّ وغربتي كانتْ هروباً مرةً بحثاً عن الآتي
 مراراً أختفي في كلِّ شيءٍ كي أرى
 ما ليسَ يبصرهُ سوايَ أنا الدُّوريُّ فوقَ الشوكِ
 في قَسَمِ الشتاءِ بأننا خُنَّا ضحايانا ومَنْ
 سقطوا على بقعٍ من الحِبْرِ الذي كتبَ
 الخيانةَ وانطوتْ صفحاتُ ماضٍ ليس يكذبُ
 نحنُ جوعى الشَّمسِ أطرافُ المدينةِ وهي تضمرُ 
في الصقيعِ وخوفُنا ليس اعترافاً بالهزيمةِ
 بل لأنا نكرهُ الموتَ الذي لا يعطي ثماراً
 أثمنُ الأشياءِ أنْ تحيا وتتركَ ما يقولُ مرَرْتَ يوماً
 من هنا والرملُ ليسَ بممسكٍ بالماءِ والدنيا
 كذلكَ غير مخلصةٍ لنا فلنقتسِمْ أنا سنرحلُ باردينَ
 وطافحينَ بما فعلنا بين أنفسِنا وبينَ الآخرينَ
 أنا مَدينٌ للمسافةِ بيننا وللحظةٍ فيها تخلصنا
 أخيراً من علاماتِ النفاقِ وما يحرِّمُهُ الذين توقفوا
 عن حبِّهِمْ وعن الحياةِ ففيكِ دنيا لم أعِشْها قبل هذا
 فَلْنَسِرْ أنَّى نريدُ متى نشاءُ وكيفما يحلو لنا 
فالآخرونَ مهدَّدونَ بضعفهم والخوفِ 
من فهم الذي عشناهُ حتى الآنَ فاشتعلي
 معي ليفوحَ منا الزعفرانُ ويرتوي في الظلِّ
 لونُ الأيهُقانِ ونكتسي بالهالةِ البيضاءَ
 نَعْرَى كالحقيقةِ بين نفسَيْنا ورائحةِ الستائرِ
 وهي تغرقُ في البخورِ ورغوةِ الظنِّ المباحِ
 عن الليالي المُنهَكاتِ عن الترانيمِ الخفيةِ في أنينِ
 الشمعةِ الحمراءَ والوطنُ الذي أحببتهُ متكوِّرٌ كالقطِّ 
تحتَ البردِ يبحثُ عن مكانٍ دافىءٍ بين الوسائدِ
 تحتَ أغطيةِ الصغارِ الضائعينَ على حدودِ
 الحلمِ والبذخِ الذي في مفرداتِ منافقٍ متشَدِّقٍ
 بمناقبِ الموتى الذين قَضَوا دفاعاً عن مداخلِنا
 وفي الوطنِ الصغيرِ مكاننا لنعيشَ أجملَ
 هكذا قالتْ ليَ الورداتُ قالتْ لي عيونُكِ 
في الصباحِ فهل لديكِ الآن أغنيةٌ تحاكي نصفَ
 قلبي والمُنَى في النفسِ يا وطني الذي لا يُنْتَسى.
الجمعة ٩/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة   


درج البياض


درجُ البياض
شعر: علاء نعيم الغول 

على درجِ البياضِ أنا انتظرتُكِ
 وحديَ الآتي وقلبي قطعةٌ من وجهِ ذاكَ
 الصيفِ قلبي حبَّةُ المانجو
 على درجٍ من الفوضى جلستُ كضفةٍ أخذتْ
 من الدنيا المكانَ وأقعدَتني في وضوحِ الشمسِ
 قلبي غابةٌ خضراءْ
 ومن درجٍ إلى درجٍ لأعبرَ نقطةَ عمياءَ تفتحُ 
لي متاهاتِ البقاءِ على ملاءَتٍكِ النقيةِ 
تاركاً للطيرِ كلَّ البرِّ قلبي صورةٌ أخرى
 على درجٍ وجدتُكِ فاقتسمنا بقعةً بيضاءَ
 واخترنا من الظلِّ القريبِ توقعاتٍ لا تغيرُنا
 فقلبي ساعةٌ من عقربٍ ودقيقتينْ 
كما الدرجُ المغطى بالهواءِ وبعضِ أوراقِ النارينجِ
 تجدَّلَتْ نظراتُنا وتبللتْ فينا المسافةُ كان قلبي بذرةً
 منها نَبَتُّ وفيكِ أثمرَ حاملاً عنباً وكَرْزْ
 درجٌ كما نهوى فسيحٌ كانكسارِ الضوءِ فوقَ 
نوافذِ العشاقِ في قمرِ الحصادِ وشهوةٍ فينا لشيءٍ ما
 وقلبي هكذا فرَسُ النبيِّ على الشجرْ 
درجٌ بطيءٌ أنتِ لي فيهِ الصعودُ إلى أعالي
 الوقتِ ننظرُ من هناكَ نرى البعيدَ نرى المدينةَ ننكرُ
 الأشياءَ وهي تذوبُ نتركها ونعلو
 صار قلبي مِشْجَباً للأمسِ 
في الدرجِ الذي أكلَ المدى قطراتُ ماءٍ
 ربما من غيمةٍ أو ريشةٍ سقطتْ عن السقفِ المجاورِ
 ظلَّ قلبي يقرأُ الوجعَ المُقَفَّى تاركاً كلَّ السماءِ مبعثرةْ
 درجٌ يناديني فأسمعُ صوتَكِ المحفورَ في لبلابِ
 هذا السورِ في نومِ العَلَنْدَى واصفرارِ الموزِ
 قلبي أغنياتُ الرملِ
 من درجٍ قديمٍ ثمّ بعدَ الليلِ نختطفُ الحكايةَ 
من مناقيرِ الحمائمِ نقتفي أثرَ المنادي كي
 يكافِئنا بنصفِ الحبِّ أو بعضِ النبيذِ
 وفاضَ قلبي سلسبيلاً 
ربما الدرجُ الذي نعلوهُ يأخذُنا لساحاتِ النذورِ
 ومغرياتِ العشقِ والترفِ الذي نرجوهُ
 من هذا التفاني في العناقِ نرتلُ الوجعَ ابتهالاً
 نقطفُ الوردَ انتحاراً نذرفُ الدمعاتِ وجْداً
 نامَ قلبي بين طيَّاتِ الورقْ 
درجٌ من الياسْمينِ من فلٍّ ونرجسةٍ من الضِّرْعِ 
الذي درَّ الحليبَ لجائعينَ على الطريقِ ونسوةٍ
 يحملنَ سلَّاتِ القرابينِ المليئةِ بالبخورِ وبالضفائرِ
 للتقربِ من مصبِّ النهرِ قلبي شرنقاتٌ ناضجةْ
 درجٌ بألفِ خطيئةٍ وفضيلةٍ
 يومٌ بيومٍ هكذا حتى نصِلْ.
الخميس ٨/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة    


بيوت المرايا الضريرة


بيوتُ المرايا الضريرة
شعر: علاء نعيم الغول 

لغةُ المرايا صورةٌ مقلوبةٌ
 وهمُ الاضاءةِ بين وجهِكَ والفراغِ
 وحين نعبرُها نرى قاعَ الحقيقةِ إنما
 نحنُ اليقينُ وضدُّهُ أوَ كلما فكرتُ في
 تصفيفِ شَعْري أستعيرُ حقيقةً أخرى
 لماذ كلُّ هذا البعدِ بيني والبدايةِ ما افترَيتُ
 على المرايا الناعماتِ ولا على نفسي فقط 
ينتابُني هذا السؤالُ ولا أظنُّ إجابتي تحمي
 ظنوني من هديرِ الخوفِ من أني أساساً
 لستُ موجوداً وأجهدُ في التغاضي عن ملامستي
 لجدرانِ الفقاعةِ هل تراني واضحاً أم كلَّ يومٍ
 لي وجوهٌ لا تُعَدُّ ولا تجاملُني المرايا فهْيَ
 يشغَلُها التخلُّصُ من بقايا ما عليها من وجوهٍ
 وانعكاساتٍ فما من ذكرياتٍ بينها والآخرينَ
 وكلما واجهتَها ستكونُ ممتعةً لأنكَ لا تُعلِّلُها
 بشيءٍ لا تبادلُها مشاعركَ الصغيرةَ لن تعاتبَ
 فيكَ نصفَ الابتسامةِ والتجهمَ واهتراءَ
 قميصِكَ المصبوغِ من عامينِ غيرْ لونَ مصباحِ
 الممرِّ وعندها ستراكَ مَسْخاً أو مزيجاً من شخوصٍ
 لا تجانسَ بينها ولكي تريحَ فؤادَكَ المثقوبَ
 حاولْ أنْ تجربَ غرفةً لا شيءَ فيها غير
 نافذةٍ وبابٍ لن تعاني وقتها مما تخبؤهُ 
المرايا هذه الصورُ التي لا تنتهي هي قصةُ
 الدنيا وأرشيفُ الحياةِ ضريرةٌ كلُّ المرايا
 فاغمِضِ العينين حتى تهدأَ الفوضى وينقلبَ
 الفراغُ على الفراغِ وتستعيدَ سلامَكَ العاديَّ
 مرآتي الجميلةَ أين أنتِ الآنَ هل عيناكِ واسعتانِ 
أيضاً شَعْرُكِ المائيُّ أسودُ أم به ما في الندى
 والكستناءِ أمرُّ من عينيكِ نحوي لا أراني أحسنُ 
التفكيرَ حتى أرتوي من صِدْقِ روحكِ والتغني بالهواءِ
 على شفاهِكِ والهدوءُ أراهُ نسجاً بارداً من مفرداتِكِ
 واحتضانكِ لي بعيداً عن مرايا لن ترى فينا
 الحقيقةَ لن تصدقَ أننا لا ننتمي للسوءِ في ظنِّ 
الفراشةِ والنهايةِ في شريطٍ من أغان أرهقَتْنا 
بالتكلفِ حين نعبرُ في المرايا يا حبيبتيَ الجميلةَ 
نفقدُ الماضي ونعجزُ عن مجاراةِ النهارِ وأنتِ
 لي ما الماءُ لي ما الموجُ للزبدِ الذي جعلَ الهواءَ 
مملَّحاً كالبندقاتِ تكسَّرتْ في أمسياتِ الحبِّ
 طعمُكِ ليسَ طعمَ الثلجِ بلْ حلوٌ كقطعةِ
 مَلْبَنٍ سُقِيَتْ بماءِ الوردْ.
الخميس ٨/٢/٣٠١٨
علاقات ممكنة            


Graviola


Graviola
شعر: علاء نعيم الغول 

عشقي وزاويةُ الاضاءةِ
 حبُّ قلبي المنشغلْ
 قِشْرٌ من الجبنِ المجففِ في الصباحِ 
ونكهةُ النعناعِ في شاي الشتاءِ 
هي احمرارُ البُسْرِ في أيلولَ 
تدوينُ اعترافي كاملاً هي صورتي
 في الماءِ صوتي الفاترُ المشقوقُ مثل
 الكستناءِ على صفيحٍ ساخنٍ 
لونُ الخريفِ على البحيرةِ وامتلاءُ القشطةِ
 الخضراءَ ثمَّ أنا بملعقتي أذيقُكِ لُبَّها
 أنتِ امتطائي للأماني العابراتِ ونقطةُ 
التفتيشِ ثمَّ أمرُّ منها سالماً
 هل تعرفينَ النومَ بعدَ الانتشاءِ ورغبةُ
 العينينِ في تجفيفِ آخرِ صورةٍ في الليلِ
 هذا أنتِ بعد الانعتاقِ من النهارِ 
وفتحِ نافذةِ العبيرِ أراكِ في نفسي
 مداراتِ السماءِ ورغوةً في قهوةٍ أخرى.
الأربعاء ٧/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة      

ما كان يمكنه الحدوث


ما كان يمكنُهُ الحدوث
شعر: علاء نعيم الغول 

لِمَ هكذا الموتى ضِعافٌ يقنطون بسرعةٍ
 يتوددونَ لعابرٍ لا يحفظُ السورَ القصيرةَ 
ثمَّ يغلبهمْ ظلامُ الوقتِ والأبديةِ الملأى ركاماً
 من خطايا من بعيدٍ كالعيونِ اللامعاتِ يرونها
 فيسابقونَ دعاءَنا حتى تُكَفَّرَ 
لن يعودوا هكذا قضتِ الحياةُ ورتبَ النسيانُ
 أرففَهمْ جدارٌ بيننا من لحظةٍ مثقوبةٍ منها نمرُّ 
طريقُ هذا البحرِ يشهدُ لي بذاكرةٍ تساوي
 نصف أفئدةِ الطيورِ وكلَّ أسماءِ الذين
 تركتهم يتكاثرونَ على ضفافِ الموتِ فاختزلَ
 النهارُ البائدينَ وزينَ الباقينَ في عيني
 ولكنْ ما الذي سيكونُ بعدَ الحربِ
 كم من مرأةٍ ستظلُّ تذكرُ لي حكاياتِ
 المدينةِ يوم كنا لا نحبُّ النومَ نكرهُ أن يجيءَ
 الليلُ وانطفأَ السراجُ على نساءٍ أخرياتٍ
 لن أجاهدَ في الحفاظِ على تفاصيلِ الطقوسِ
 المهمَلاتِ كم انتظرتُكِ كلَّ هذا الوقتِ في صمتِ
 الزنابقِ في عصافيرِ الصباحِ وصوتِ قنبلةٍ تهزُّ
 النائمينَ ككيسِ قطنٍ والتعلقُ باحتمالاتِ 
التغيرِ فجأةً سيزيدنا خوفاً لأنَّ العابثينَ
 تجاهلوا الماضي وأحلامَ المكانِ ونافقوا
 من ليس منا وانتظرتكِ ليلةً أخرى ويوماً صائفاً
 وعلى الرصيفِ وقفتُ أسألُ عن شوارعَ صدقتني
 مرةً فمشيتُ فيها للنهايةِ مدركاً أني سأعثرُ إن
 صبرتُ على بيوتٍ كنتُ أعرفُ ساكنيها
 غير أنَّ التصفياتِ تعجلتْ في محوِ أرقامِ الضحايا
 من كشوفِ الحربِ وانتهتِ الاطاراتُ الأخيرةُ من عناقيدِ
 الدخانِ وبانَ من خانوا ومن باعوا ومن كتبوا
 رسائلَ للعشيقاتِ اللواتي لم يُعِدْنَ على مسامعِنا
 حواراتِ المساءِ وكيفَ لانَ الظلُّ تحتَ البرتقالةِ
 تعرفينَ حبيبتي أني هنا متصالحٌ مع مفرداتي
 صامتُ عما يضيِّعُ وقتَنا ومحاصَرٌ بالحبِّ 
ينقصُنا القليلُ من الغناءِ وبعضُ أسماءِ المقاهي
 والتناسقُ بينَ لونِ قميصِكِ الورديِّ و القطِّ
 الذي تحتَ الأريكةِ وانشغلتُ مؤخراً بالبحثِ
 عن وجهي فقد أزعجتُهُ بملامحي فاستاءَ 
من صِدْقِ المرايا واختفى فيما أنا أستحضرُ
 الأحلامَ فيكِ بنزعةٍ مأهولةٍ بثمارِكِ العطشى لماءِ
 النهرِ يا هذي المدينةُ شاركينا النارَ والفوضى 
ورائحةَ الدخانِ وثورةَ الموتى علينا
 قد أسأنا حينَ صدَّقْنا الذين يتاجرونَ بنا جميعاً
 والدعاءَ لنا بطولِ العُمْرْ.
الأربعاء ٧/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة        


مذاقات على غصون دافئة


مذاقاتٌ على غصونٍ دافئة
شعر: علاء نعيم الغول 

الصوتُ ذائقةٌ وطعمٌ نكهةٌ وروائحُ
 الليمونِ أو ما شئتِ من هذي البراري
 رغبةٌ معجونةٌ بين الشفاهِ ولحظةٍ يهتزُّ فيها
 الريقُ تهربُ نبرةٌ معلولةٌ بالجمرِ يشعلُ
 لهفةَ كنسائمِ الليلِ الطريةِ بينَ رعشاتِ الفِراشِ
 وما تبقى من بخورِ الغرفةِ الملأى بنشواتِ 
التأملِ والتغاضي عن ضجيجِ القلبِ
 صوتُكِ حينَ ينتفضُ احمرارُكِ هائجاً
 كالعاجِ تحتَ الشمسِ يربكُني وينذرُني
 بنارٍ من هواكِ لظىً فيحملُني على طوْفٍ أحاولُ
 فيهِ قطعِ النهرِ وهو يفيضُ منكِ أنا الغريقُ
 وقشةٌ وأنا الصريخُ ولوعةٌ أنتِ احتضاري
 والبراءةُ كلُّ أربطةِ التحلي بالهدوءِ تنسَّلَتْ وانتابني
 هذا الدوارُ تبتَّلي بالصَّفْحِ وانتشلي نقائي
 من أتونِكِ واخلعي نعليكِ إنكِ في حمى
 نفسٍ تمنَّتْ فاستباحتْ أوهمتني فاستغلَّتْ
 جردتني فانتهيتُ بها طريدَكِ والغريبَ
 فسيفساءَكِ والنقوشَ على جداركِ والمداخلِ
 فافرشي لي وردةً حمراءَ أو ضمي إلى نهديكِ شوقي
 واعتذارَ الماءِ واعتصري انغماسَ اللهفةِ الحرَّى
 بعيداً عن نداءِ ضميرِكِ المنسوجِ من وجعِ الترددِ
 واهتراءِ ستائرِ البوحِ الأخيرةِ صوتُكِ التيهُ
 الذي طمسَ الحدودَ فلا طريقَ ولا وهادَ ولا سبيلَ
 لعودةٍ وأنا قبلتُ فأينَ مني المَنُّ والسلوى وأسفارُ
 التهجدِ في سكونِ الليلِ صوتُكِ نشوةُ الخروبِ تدفعني
 لأجعلهُ نبيذاً سائغاً كالشهدِ يسعفُني بلا ثمَلٍ 
ويُسْليني بلا عتَبٍ وأزرعُ في هوائكِ نخلةً للصيفِ
 نجهضها برغباتٍ مضرجةٍ بآهاتِ الصباحِ
 ولذعةٍ في طعمِ رشفتِنا الأخيرةِ من شفاهِ الحبِّ
 صوتُكِ عُرْيُ ما في نيتي أو شهوةٌ مبثوثةٌ كالصوفِ
 تحتَكِ فاضمني أني نزيلُكِ ليلةً أخرى ورافعُكِ المعلقُ
 في سقوفِ العطرِ في نجَفٍ يضيءُ الروحَ
 من عتماتِها في صوتِكِ ابتدعَ القرنفلُ صورةَ الدنيا
 بلا وجعٍ ونياتٍ ملفقةٍ كهذا البحرِ وهو يقيسُ ما بيني
 وبينكِ بالغروبِ وريشِ نورسةٍ تطايرَ فوقَ ملحِ الموجِ
 في نهديكِ ما لا أستطيعُ الإرتجالَ هنا وأهربُ فيهما
 مني وأعذرُني لأني أجهلُ التفريقَ بينَ اللوزِ والتفاحِ
 والماءِ الذي في قشرةِ الدراقِ والعنبِ الشهيْ.
الثلاثاء ٦/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة    


ساعات سريعة


ساعاتٌ سريعة
شعر: علاء نعيم الغول 

هل تذكرينَ متى أفقنا أو تصارحنا 
لأني من دخانِ العشقِ أجهلُ كيف ترتسمُ
 البدايةُ هل لديكِ إجابةٌ عني فإني بعدما
 جربتُ شهدَكِ لم أعدْ في هيأتي الأولى
 أنا ما عدتُ أأبهُ للفراشةِ هل تطيرُ
 وهل تحطُّ فقط وجودي دائراتٌ منكِ فيها 
أستعيد مسارَ روحي التائهةْ 
قد تعجبون لما أقولُ ولا ألومُ 
فمَنْ له مثلي بهاءُ صباحِها وجمالُها
 وأنا إليكِ نذرتُ قلبي أشتهي فيكِ الذي
 ما لستُ أعرفُ دائماً في الغيبِ شيءٌ 
مدهشٌ ومفاجىءٌ وأراكِ نبعاً ليس ينضبُ 
أرتوي من صفوهِ فأصيرُ أقربَ للجنونِ
 وللتصوفِ لاجتيازِ المعجزاتِ وملهياتِ القلبِ
 أنسى فيكِ ساعاتي وقد مرتْ سريعاً
 ثمَّ فيكِ الحبُّ أعذبُ دائماً.
الثلاثاء ٦/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة 


محاريب للصلاة وعوسجة


محاريبُ للصلاةِ وعوسجةْ
شعر: علاء نعيم الغول 

وكأنَّ لونَ البحرِ ليس مفاجئاً 
وكأنني حُمِّلْتُ وِزْرَ الأزرقِ الباهتْ
 كأني لستُ أعرفهُ وهذا الشارعَ الممتدَّ
 ليس هو الذي قطعَ النهايةَ وانزوى بين
 التلالِ وكان يسألني فأخفي عنه ما أفضتْ
 بهِ نصفُ النساءِ المؤمناتِ بحظهنَّ وفي
 الكتابِ قرأتُ أني لستُ من نَسْلٍ قديمٍ
 لي أبٌ ورفاقُ دربٍ صالحون وأمي انتزعتْ
 بكارتَها بصوتيَ لي ضحايا بين أشلاءِ 
القصائدِ لي هنا ما ليسَ للموتى ومَنْ
 وعدوا ولم يوفوا ورائي البحرُ يهدرُ بالتعاويذِ 
التي حفِظَتْهُ من أسماكِهِ والفاتحينَ ومنْ جنودٍ
 غارقينَ ببزةٍ مثقوبةٍ برصاصِ من قُتِلوا 
هنا أيضاً يتمتمُ فاغراً فاهاً بحجمِ مدينتي
 وتهيؤاتي فالصباحُ علاقةٌ بيني وبينكِ 
رقصةُ السالسا وأفراحُ القرى والعائدينَ مكللينَ
 بهالةٍ مزعومةٍ نهبوا بها الحمقى وعاثوا في 
مخيلةِ الصغارِ وحين جئتُ البحرَ حرَّضَ
 غيمَهُ وانتابني حسُّ الغريبِ ولم أكنْ قد قلتُ
 بعدُ تعالَ يا طيرَ الشمالِ لتأخذَ الأسرارَ منِّي
 كلُّ ما يجري هناكَ عرفتهُ سلفاً وحذرتُ السماءَ
 من الذينَ استعملوا اللهَ ابتغاءَ الفانيةْ 
واللهُ يعرفُ ما سنعرفهُ
 بدأنا في التكلُّسِ واحترافِ الموتِ والتسويفِ
 رائحةُ الحياةِ مصيرها أنا ننام ونقفل الابوابَ
 في وجه الطريق ولا نفكرُ في الاساءةِ
 كان صوتُ البحرِ يعصرُ عوسجاتِ الريحِ 
ينسى أنني أحببتُ فيكِ الزعفرانَ ونافذاتِ
 الوقتِ ينقذُني هواؤكِ من جنونِ الانتظارِ 
ومن فراغِ العُمْرِ والعتَبِ الذي في ليلةٍ ملأتْ 
ملامحنا صفاءً نشتهي الغرفَ المضيئةَ نشوةً
 مفلوتةً من سلسلاتِ الصمتِ من ركْضِ الخيالاتِ
 الشهيدةِ في محاريبِ الصلاةِ على زهورِ
 العشقِ دوماً أستعيدُ بكِ العُلا قممَ الغيومِ 
ورنةَ الخلخالِ أعرفُ  أنَّ عاجَكِ أشعلَ الرغباتِ 
في ماءِ الضحى نفثَ البخورَ على الوسائدِ وانثنتْ
 أعطافُكِ البيضاءُ فانفتحَ العناقُ تراقصتْ 
آمالُنا ثمِلَتْ رؤانا واضمحَلَّ الخوفُ في نظراتِنا
 هذا اشتهاءٌ نافذٌ ما أوسعَ الدنيا معكْ 
هي صورةٌ ممنوعةٌ من وصفِنا كالآخرينَ أنا
 وأنتِ ملائمانِ للحظةٍ فيها البدايةُ والهدوءُ
 ولا نهايةَ بيننا.
الاثنين ٥/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة  


كما قال البحر للضفدع


كما قالَ البحرُ للضفدعْ
شعر: علاء نعيم الغول 

قُلنا تعلقنا ببعضٍ
 هادىءٌ بركانُ قلبِكِ ثمَّ فاحتْ نكهةُ
 التفاحِ من بينِ الثيابِ ومن ثقوبِ البابِ 
كانَ القاطنونَ هنا رعاةً دافئينَ يقلمونَ 
أظافرَ الريحِ الطويلةَ يأنسونَ لنارِ مدفأةٍ من 
الخشبِ المُقشَّرِ من جذوعِ البرتقالِ تآلفَتْ أحلامُنا
 وتقطعتْ حتى الحبائلُ وهي تسحبُ فكرةَ
 الليلِ الثقيلةَ فوقَ ظهرِ الوقتِ أما الحبُّ فهو 
مغامراتٌ من بياضِ الحُلمِ من شلالِكِ الأزرَقْ
 كفانا البحرُ عبءَ البحثِ عن فوضى تليقُ
 برغبةِ السفرِ البعيدِ وحين أنظرُ في وجوهِ العائدينَ
 من الصلاةِ أعيدُ أسئلتي مراراً
 ما الذي في الروحِ نجهلهُ ونَعْلَقُ فيهِ
 أجوبةٌ بلا معنى وأيامٌ تسوقُ ملامحي كقطيعِ
 حُمْرِ الوحشِ والفوضى على بابِ المدينةِ مرةً
 أخرى تحمِّلُنا نصيباً زائداً من لعنةٍ وتوقعاتٍ فاشلةْ
 يترددُ الناسُ اتقاءً للنتيجةِ ما ترتبَ في الحياةِ
 مخالفٌ للظنِّ نكرهُ أنْ نعيشَ وأن نموتَ
 قضيةٌ أزليةٌ معقوصةٌ كالشعرِ فوق نحورِ
 نسوتنا القديماتِ اللواتي لم يلدنَ لنا صغاراً
 معجبينَ بنا وتمشي الشمسُ أياماً على دربِ
 الحبيبةِ ثمَّ ترجعُ من وراءِ السروِ منهكةً وعاريةً
 وإنَّ السرَّ في عينيكِ في هذا التغنِّي بالهدوءِ
 المستعادِ كحليةٍ مفقودةٍ وأعودُ في عينيكِ 
للبشرى ورائعةِ النهارِ أراكِ تنتقلينَ من وادٍ لوادٍ
 كالفراشةِ لا كأوراقِ الخريفِ كأنَّ في قدميكِ
 أعذارَ الخرافةِ تحملينَ القوسَ والنشابَ
 تفترشينَ عشبَ الغابِ تحملكِ الغزالةُ 
ربةُ الصيدِ اجْتَبَتْكِ فصرتِ راعيةَ البراري والسماءِ
 وحين جئنا للمدينةِ كانت القططُ العجافُ تموءُ
 بين الليلِ والجُدُرِ الضريرةِ كان أهلوها نياماً 
أو عراةً في أسرَّتِهمْ سكارى ضامرين
 يجرجرونَ ظلالهمْ ويرتبونَ ضميرَهمْ قبل الصباحِ
 ليستعيدوا من شوارعهمْ بقايا سعيهم خلفَ المعوناتِ
 القليلةِ خلفَ حاويةِ السرابِ يسيلُ منها الوهمُ
 يا وطني الصغيرَ كحبةِ القمحِ الأخيرةِ
 إننا نملُ الشتاءِ وسوفَ نحملكَ الغداةَ إلى مساكننا
 لتنبتَ إنْ أردتَ لنا سنابلَ كي نردَّ الجوعَ عنا
 يا حبيبتي الجميلةَ لا عليكِ من التأملِ في الحقيقةِ
 كلُّ ما في الأمرِ أني لا أحبُّ سوى الذي حفرتهُ
 لي عيناكِ في قلبي الصغيرْ.
الأحد ٤/١/٢٠١٨
علاقات ممكنة            


بروج عالية


بروجٌ عالية
شعر: علاء نعيم الغول 

قلبي يدقُّ 
يدقُّ هل لأعيشَ أم للبحثِ عني
 في عروقِكِ في ضميركِ في نداءِ المفرداتِ
 على سطوركِ شعركِ المسدولُ مثل الليلِ
 أصعدهُ اليكِ أبيتُ بين نجومِ هذا الصيفِ
 في عينيكِ سوف نفرُّ شاءَ الوقتُ أم كرهَ
 الشتاءُ وبُرجُكِ العالي بعيدٌ لا نوافذَ غير
 شرفتكِ المضيئةِ أعتليه على ضفائركِ التي
 غُمِسَتْ بماءِ التِّبْرِ أو في صبغةِ الخروبِ
 شيءٌ ما يقولُ لي البروجُ أماكنُ العشاقِ
 أوقاتٌ معطلةٌ بعيداً ترحلُ الأسماءُ تفتحُ 
ذكرياتِ النومِ تدهشُنا براءَتُها وننزفُها لأنا
 عاجزونَ عن ابتكارِ مرادفاتٍ نستردُّ بها الذي
 قد فاتَ شعرُكِ نازفٌ أيضاً قديمٌ كالحياةِ ودافىءٌ
 كَدُمَى الصغارِ وهادىءٌ كالوردْ.
السبت ٣/١/٢٠١٨
علاقات ممكنة    


حديث الحب والمغفرة


حديثُ الحبِّ والمغفرة
شعر: علاء نعيم الغول 

هل تذكرينَ معي شتاءً قبل هذا
 كنتُ أقرأ كل يومٍ قصةً لكِ عندَ نومكِ
 ناسياً إنْ كان رأسك فوق صدري وقتها أم
 ربما ثِقلُ الظنونِ حسِبتها أنتِ التي غرقت
 معي ليلاً فأنجانا التعلقُ بالندى
 ما كنت أعرف أن قُبلتكِ النجاةُ فصرتُ
 ألهو بين صفحاتِ القصصْ
 هي هكذا والوقتُ مقصلةٌ كما أن الترددَ طعنةٌ
 في الظهرِ فاقتربي اليّ فحبةُ التوتِ
 الأخيرةُ لا تزال هناكَ أذكرها أنا لو تذكرينَ
 غرقتُ فيكِ أرى برودَ الموتِ في القاعِ العميقِ
 أراهُ أوضحَ كلما ابتعدَ الصباحُ ولا أراكِ تذكَّري
 أني أعاني الآنَ من عينيكِ أغرقُ فيهما
 أيضاً ويسحبُني إلى أعماقِكِ التيارُ 
عن سهوٍ وعمدٍ وانتهازٍ باردٍ فأبيتُ ليلِي
 في قواقعَ من ظنونٍ في محاراتِ التأملِ بين 
أعشابِ التمردِ فوقَ أصدافِ الهروبِ إليكِ
 بحري أنتِ فاتسعي وضيقي بي لتلقمني
 من الحيتانِ أعتاها وتلفظني على شطآنِكِ 
البيضاءَ تنبتُ في هوائكِ شجْرةٌ كالتوتِ جلدي
 قد تقرحَ من ملوحةِ ما اقترفتُ من المراوغةِ
 النبيلةِ بين مرجانٍ وأسماكٍ تضيءُ لي المسالكَ
 فاهتديتُ إلى سفينتِكِ التي غرقَتْ بنا وبحثتُ
 فيها عن بقايانا وآثارِ الكتاباتِ التي دونتُها
 لكِ مرةً هذي الصناديقُ الكثيرةُ لا تشابهَ بينها
 وأخافُ مما قد يكونُ وراءها لا خيرَ في أشياءَ
 نتركُها ونغنمُ غيرَها والبحرُ حوضٌ معتمٌ متورطٌ
 فيما تجمعَ فيهِ كالقلبِ الذي تجري به سفنُ 
الغيابِ ويعتلي أمواجَهُ زبدُ الرجاءِ ورغبةٌ في
 البدءِ من حيثُ انتهينا هكذا قصصُ الهوى مسكونةٌ
 بتوقعات واحتمالاتٍ وريشٍ للنوارسِ والذي في
 القلبِ منكِ يزيدُني ترفاً ونوماً واعتناقاً للمغامرةِ التي
 تحتاجُ قلباً لا ينقبُ في الذرائعِ كي يهادنَ واتبعتُكِ
 حيثُ أنتِ مقسماً ظلِّي إلى رأسٍ وخطواتٍ ويبقى
 البحرُ قصتَنا الطويلةَ أنتِ أندروميدا الحكايةِ جئتُ
 ممتطياً حصانَ المعجزاتِ فلنْ يصيبَكِ شرُّ وحشِ 
البحرِ مراتٍ حلمتُ بأنني بيرسيوسْ على ظهرِ
 المجنَّحِ إنها القصصُ التي في الحبِّ تجعلُنا ضحايا
 الحلمِ أشلاءَ البدايةِ والبدايةِ لا أظنُّ هناكَ شيءٌ 
ينتهي هي سلسلاتٌ بعضها يفضي لبعضٍ
 و الحياةُ حبيبتي ماءٌ ونارْ.
الجمعة ٢/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة               


باكو


باكو
شعر: علاء نعيم الغول 

تعالَ يا باكو
 التهمْ هذي الكوابيسَ الرفيعةَ وابتلعْ أحلاميَ
 الملأى بأوجاعِ النهارِ ومُبطلاتِ الإشتهاءِ 
لِنَتَّفِقْ ألا تجيءَ مبكراً فقطِ انتظرْ
 حتى تئنَّ دقائقُ النومِ الأخيرةُ 
وانزلقْ في رغوةِ التفكيرِ في فوضى التأملِ
 بعد كلِّ مسافةٍ يزدادُ فيها الحبُّ 
يا باكو المُطَهِّرُ من تراكمِ أحجياتِ النَّفْسِ 
حاذرْ وابتعدْ عن نيَّتي فأنا الذي أعطيتكَ
 الغرفَ التي تشتمُّ فيها رقةَ الجلدِ الذي
 يندى مع الأحلامِ يجعلنا أسارى الوقتِ
 يا باكو المغيثُ تريحُنا من سطوةِ التمييزِ
 بين الحلم والرؤيا مريحٌ أن ننامَ وأن نفيقَ وقد
 مررنا سالمينَ من النفقْ
 هي هكذا الأحلامُ يا باكو الصغيرُ
 تعالَ دوماً إنْ قَدِرْتْ.
الخميس ١/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة
Baku حيوان خرافي يلتهم الاحلام والكوابيس في الحكايات اليابانية       


السبت، 10 فبراير 2018

نداء النار نصف العشق


نداءُ النارِ نصف العشق
شعر: علاء نعيم الغول 

النارُ نزوتُكَ الأخيرةُ 
نصفُ خوخاتِ الطَبَقْ
 هل أنتَ مقتنعٌ بأنكَ باردٌ أو تستطيعُ 
النومَ في هذي الثيابِ 
ترنَّحَتْ أفكارُكَ السَّكْرى على ورقِ الجدارِ
 وقد تقشرَ بالرطوبةِ 
إنني لكِ عاشقٌ كيف النبيذُ يغيرُ
 التفاحَ إنْ ما ذقتُهُ قبلَ العناقِ وبعدَ 
تدوينِ القصيدةِ لا أفكرُ في النهارِ الآنَ
 يعنيني الصباحُ لأنه يُقْضَى معَكْ
 هل تعرفينَ الماءَ مثلي قد تقاسمنا الكثيرَ
 من الحكاياتِ البطيئةِ والتي نمتصها بشفاهِنا
 حلوى وأسراراً وإنكِ غايتي والمنتَهى شوقي
 وأغنيتي وجمرُ الليلِ أو صِدْقُ التعلقِ بالحقيقةِ
 أنتِ لي بذخُ المكانِ وصحوُ قلبي
 نكهةٌ مملوءةٌ بالصدْقِ أيضاً
 واشتعالاتِ المُنى والحبْ.
الأربعاء ٣١/١/٢٠١٨
علاقات ممكنة  

قبل النعاس


قبل النعاسْ 
شعر:علاء نعيم الغول 

يقفُ النعاسُ على الجفونِ
 كطائرٍ السمَّانِ أنهكهُ السفَرْ
 وتجفُّ أمزجةُ البراءةِ حين تغلبُنا
 الوسادةُ مثلما صرعَ الهِزَبْرُ غزالةَ
 المِسْكِ الصغيرةَ إنه النومُ المباغتُ كالتنفُّسِ 
بعدَ ما ينجو الغريقُ تتابعتْ كلُّ الحكاياتِ
 البعيدةِ يومَ كنتُ أُهرِّبُ القمحاتِ في جيبي
 لعصفورٍ وجدتُ وهكذا للنومِ معنى الحربِ
 لستَ بخاسرٍ حتى تفيقَ وقدْ أصابتكَ 
الكوابيسُ المريعةُ بالتوترِ والنعاسُ قصيدةٌ
 فقدت قوافيها التي لم تتفقْ مع رعشةِ
 الشوقِ التي تنتابني وإليكِ ينفذُ من حدودٍ 
بيننا هذا الجوى ما ضرَّ قلبي غير أنَّ 
هناكَ أوجاعَ التفكرِ في مدينتنا التي
 أحببتها وأراكِ في ضوءِ الطريقِ
 وعند نافذةِ الشتاءْ. 
الثلاثاء ٣٠/١/٢٠١٨
علاقات ممكنة     


حروف مدهشة


حروفٌ مدهشة
شعر: علاء نعيم الغول 

هذا انتظاري فاقرئيهِ الحُبَّ
 أو ما شئتِ من هذي الحروفِ المُبْهَمَةْ
 لكِ أنْ تُميطي عن معانيها الغرابةَ 
واندهاشَ اللحظةِ الملأى ظنوناً وابتهالاً
 فاتسعْ يا مذبحَ الآهاتِ للفوضى
 التي أكلتْ جدارَ الروحِ 
كالحمضِ الذي ابتلعَ الصدأْ
 هي لحظةٌ لا العُمْرُ ينكرها ولا حتى أنا
 سأمرُّ عنها مُتْرَفاً مدي يديكِ أمُدُّ
 شِلْحَ الزنبقِ البريِّ هذي الزهرةُ البيضاءُ
 حادثةُ التقاءِ الماءِ بالعشقِ الذي في الأرضِ
 يا رملَ المسافةِ ما الذي لا ينتهي في الحُبِّ 
ماذا يفقدُ العشاقُ لو طال العناقُ وأرختِ 
الدنيا المزيدَ من التوددِ وانتظرتُكِ في نهاري والمساءِ
 وقلتُ في نفسي أحبكِ فاقتربتُ من الحقيقةِ
 وارتشفتُكِ نبعةً والشَّهْدْ. 
الثلاثاء ٣٠/١/٢٠١٨
علاقات ممكنة      


أوقات صافية


أوقاتٌ صافية
شعر: علاء نعيم الغول 

ما كان يوماً كومةً للريشِ تذروهُ الرياحُ
 وبعد ساعاتٍ يلبِّدها المطرْ
 ما كان صندوقاً لسقطِ متاعِ هذا
 الوقتِ أو خِرَقاً من الأسمالِ باليةً 
وكانَ الزاجرَ الملتاعَ والناهي وصِنْوَ الجمرةِ
 العطشى لرائحةِ الهواءِ وكان مفترَقاً لأيةِ
 وجْهَةٍ ولَّيْتُ شطرَ البحرِ فانهرتُ احتراقاً
 ربما من فكرةِ السفرِ المفاجىءِ واحترافِ
 السعي خلفَ الغامضِ المأهولِ بالأحلامِ 
ما كان الغريبَ المستبدِّ وظلَّ أوهى من خيوطِ
 العنكبوتِ تجدلتْ فيهِ النياطُ ضفائراً للوهمِ
 فاصعدْ يا نهارُ وقابلِ الشغفَ المُصفَّى
 في أوانيهِ التي رشحتْ ندىً وفالقلبُ أنتِ وزهرةُ 
الحبَقِ الوديعةُ دمعةٌ رقَّتْ فطاوعها الغناءُ
 وبللتْ روحي معَكْ.
الثلاثاء ٣٠/١/٢٠١٨
علاقات ممكنة   


غزة مدينة وموعد


غزةُ مدينةٌ وموعدٌ
شعر: علاء نعيم الغول 

جوعى وبارودٌ ونصفُ حقيقةٍ 
ومدينةٌ منهوبةٌ والموتُ ليس بمؤمنٍ بالذكرياتِ
 ولا بأحلامِ الصبايا المنهكاتِ من الحنينِ
 وغزةُ انغلقت على أبوابها هي علبةُ
 الكبريتِ تعرفُ أنها مرهونةٌ للنارِ
 والفوضى وآلامِ النوافذِ والنساءِ الصادقاتِ
 مع المرايا والمساحيقِ الخفيفةِ في المساءِ
 كأنني لا أعرفُ الموتى وأصحابي القدامى
 أين أنتِ حبيبتي هل زهرةُ الرمانِ تشبهُ قطةً 
تمشي على سورِ الحكايةِ هل بياضُ 
الثلجِ ينكرُ صوتَ نورسةٍ وهل عيناكِ لؤلؤتانِ 
صافيتانِ يأخذني البريقُ ولا أحبُّ سواكِ 
يا قلبي المقسمَ شارعينِ وغربةً تحتاجُ منكِ 
الدفءَ أنتِ مدينتي والوردُ بين تلالِها
 والموعدُ الآتي قريبٌ ربما.
الاثنين ٢٩/١/٢٠١٨
علاقات ممكنة  


حياة ملونة


حياةٌ ملونة
شعر: علاء نعيم الغول 

إنَّ الحياةَ تعيدُنا بالحبِّ أبهى
 أو أقلَّ تذمراً وتوتراً ومعانداتٍ خاسرةْ
 وبكِ استعدتُ بدايتي ورؤى الجمالِ بلونهِ
 مازالَ هذا القلبُ يحملُ نفسَهُ وبكِ استحالَ
 الى هواءٍ باردٍ وفراشتينِ على الطريقِ
 وفي شفاهي كلُّ أسماءِ الطيورِ
 وفيهما طعمُ التغني باسمكِ المائيِّ
 تجبرني الحياةُ على اتخاذِ مواقفٍ أستاءُ
 منها غير أنكِ تمنعينَ بدفئكِ الشتويِّ هذا 
الحسَّ بالوجعٍ المفاجىءِ كم بسيطٌ بوحيَ
 اليومَ انتهازاً للهدوءِ ورغبتي في أنْ أحبكِ
 مدركاً أنَّ ابيضاضَ الغيمِ يعني أننا
 في الصيفِ أو قبلَ السنونوةِ الصغيرةِ
 والنهارُ حبيبتي عيناكِ أيضاً
 زخرفاتٌ أشبعت روحي بطيفكِ
 يستمرُّ الوردُ في جعلي قريباً منكْ.
الاثنين ٢٩/١/٢٠١٨
علاقات ممكنة   


صلاة اليمامة


صلاةُ اليمامة
شعر: علاء نعيم الغول 

ماضٍ إليكِ تحفني هذي اليماماتُ الغريبةُ
 عن غصونِ البرتقالِ وسابحٌ قلبي بعيداً
 في مياهِكِ نائمٌ ظلِّي على ممشاكِ
 تسألني المرايا مَنْ ترى في الليلِ
 وقتَ تفيقُ عند الظهرِ قبل غروبِ هذي الشمسِ
 تسبقُنى الاجابةُ
 أنتِ
 ثمَّ أعودُ طيفاً هكذا متحولاً كفراشةٍ
 صفراءَ بين اللوزِ كالودقِ الذي شقَّ السماءَ 
إلى مدائنَ من غيومٍ لا نرى أشلاءها
 إلا اذا انهمرتْ وهبتْ نسمةُ الرملِ المبللِ
 عندها سأذوبُ فيكِ حبيبتي وأسيلُ
 في واديكِ أحملُ طَلْعَ زهركِ كي أراكِ هناكَ
 ورداً ما وأشجاراً لها ألوانُ صيفٍ واسعٍ ماضٍ
 إلى عينيكِ يا مأوايَ كلِّي مستباحٌ منكِ
 فانتشلي بقائي فيكِ واستمعي لما يُتْلَى
 على أبوابِ قلبكِ من صلاةٍ خافتةْ.
الأحد ٢٨/١/٢٠١٨
علاقات ممكنة        


نحو مسافات ضيقة


نحو مسافاتٍ ضيقة
شعر: علاء نعيم الغول 

هذي المسافةُ شوكةٌ في الحلْقِ
 ما بيني وبينَكِ ليس بحراً أو قفاراً
 من جليدٍ ليس ناراً في حقولِ القمحِ
 أو ليلاً بلا قمرٍ كأني ظلكِ الماشي وخفقةُ
 قلبكِ المسكونِ بالنوَّارِ أشعرُ أنني أتنفسُكْ
 كم مؤلمٌ أنَّ المسافةَ بيننا لا شيءَ
 لكنْ لا أراكِ وموجعٌ أيضاً وقوفي هكذا
 لا حولَ لي وأنا الطموحُ تعودتْ نفسي على
 فتحِ الهواءِ وشقِّ صدرِ الغيمِ
 كم أشتاقُ لَكْ 
ما بيننا جعلَ الحياةَ مريحةً مبلولةً
 بندى البنفسجِ أوقفَ القلقَ احتياجاً للبقاءِ
 ودوَّنَ الحبَّ انتقالاً للبداياتِ النقيةِ 
مثلما النبعُ الجريءُ يفيضُ ممتلئاً بفكرةِ
 أنهُ لا شيء يمنعهُ وقلبُكِ لي فنارٌ قادمٌ 
من زهرةِ اللوزِ البسيطةِ مؤنسٌ ومُبَشِّرٌ.
الأحد ٢٨/١/٢٠١٨
علاقات ممكنة  

عذب فرات


عذبٌ فراتْ
شعر: علاء نعيم الغول 

الصادقُ المَعْنِيُّ بالتحنانِ يُسْقَى 
من جنانكِ إنهُ قلبي المُعَادُ إليَّ كانَ
 كقطعةِ الخشبِ القديمةِ مورِقٌ يستقبلُ 
الماءَ الفراتَ من ارتقائكِ في ذراهُ الآن غيماتٍ
 نياطي قد تشابكتِ اشتياقاً إذْ تقطعتِ
 انتظاراً فائضٌ كالسلسبيلِ توحدتْ فيه
 العظاتُ مع الرغائبِ
 والتعلقُ شهوةٌ أخرى دِنانُ الخمْرِ
 يا قلبي ارتشفْ من عِذْقِها هذا الجنونَ
 تغنَّتِ الأحلامُ بالسلوى بريقُ الحبِّ في عينيكِ
 أقوى ربما شفتاكِ أيضاً مشهدٌ للنارٍ لا تخبو
 وقلبي كهرمانُ حُلِيِّكِ المصقولُ يلمعُ فوقَ نحرِكِ 
في أصابعكِ البريئةِ إنهُ إذْ قُدَّ من صمْغٍِ
 سيبقى فيكِ ملتصقاً بروحكِ لا فكاكَ
 استعذبَتْ فيهِ الجوى ألماً وماءً لا يجفْ. 
السبت ٢٧/١/٢٠١٨
علاقات ممكنة       


سطور واسعة


سطورٌ واسعة
شعر: علاء نعيم الغول 

تجري على الورقِ السطورُ
 كأنها طُرُقُ الهروبِ وعودةِ الوحيِ 
الذي ملأ الوريدَ دماً وفوضى إنها شعرٌ 
على كِتْفَيْكِ ماذا تكتبُ اللغةُ التي أشعلتِ
 فيها رغبتي وأنا بكِ الرؤيا لكِ الشغفُ 
الطريُّ كجُبْنةٍ بيضاءَ في طبقِ الفطورِ هي
 السطورُ العارياتُ علامةُ الترقيمِ تشطرها 
الى نصفِ الوعودِ وأنتِ ناصعةُ الكلامِ على
 شفاهِ الفلِّ يُتَّهَمُ الصباحُ أمامَ وجهِكِ هكذا
 تروي السطورُ العشقَ أسرعَ أيها الورقُ
 الرقيقُ متى استطعتَ الانفصالَ عن الهواءِ 
وصرتَ وجهاً ناعماً للبوحِ للتفسيرِ والرؤيا 
ووجهكِ دائمُ الفرحِ الذي نحتاجهُ للحبِّ 
للدنيا التي لم تحتملْ هذا المكانَ بدونِنا 
وأنا وأنتِ على سطورٍ ضيقةْ.
الجمعة ٢٦/١/٢٠١٨
علاقات ممكنة       

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...