بعضُ العلاقاتِ الممكنةْ
شعر: علاء نعيم الغول
تتبدلُ الأشياءُ تتركُنا معاً
وموزَّعينَ على مقاعدَ بعضها خشبٌ
وبعضٌ من حجارةِ ما تهدمَ من بيوتٍ
صدَّقَتْ أنَّ الذي سيروحُ يرجعُ والذين قضَوا
جميعاً صادقينَ وحين ننزلُ من بروجِ
الوهمِ ندركُ أنَّ في الأوهامِ شيئاً غير مؤذٍ
أيُّنا لم يختلقْ دنيا له وإذا فتحتَ النافذاتِ
ترى احتراقَاً في المدى هو ذكرياتُكَ أو علاقاتُ
اشتهائِكَ للذي لا تستطيعُ الكشفَ عنهُ وفيكَ
أسرارٌ بحجمِ النارِ في لونِ الظهيرةِ والسماءِ
وماءِ تمُّوزَ النقيِّ كبذرةِ الكتانِ تُعصَرُ في وعاءِ
اللاجئينَ على العَشاءِ كمٍ الذي شُفْناهُ ليسَ هو
الذي نرجوهُ لستُ موفقاً في سردِ نفسي وابتزازِ
دموعِنا قبلَ اللقاءِ وبعدهُ وكتبتُ أكثرَ ما أريدُ
وبعضُ أحلامي تهاوتْ بعضُها بلغَ الذرى
والحبُّ ليس منافياً للعيشِ بين حديقةٍ ومدينةٍ
تنسى مفاتحَها على رفِّ الصباحِ وتختفي حتى
المساءِ وحين ترجعُ لا تكونُ كما تركناها
نرتبها وننزعُ عن ملامحها الطريقَ ومرةً كانت هنا
جمَّيْزةٌ وحفرتُ فيها نصفَ بابٍ لا يراهُ سوايَ
أعبرُ منهُ للماضي وأقضي ساعتينِ على ضفافٍ
لا تجفُّ وفي زمانٍ ليس يمشي هادىءٌ حتى
الهواءُ وكلُّ ما أحتاجهُ يأتي إليَّ كأنني في جنةٍ
وكَبِرْتُ حتى لم يعدْ بابي الصغيرُ بحجمِ
رأسي واختفى في جذعها لا بدَّ أنَّ العالقينَ هنا
سيفتقدونني كم كنتُ آتيهمْ بأخبارِ البلادِ وحفنةٍ
من لوزِ هذي الأرضِ أسقيهمْ من البئرِ التي قد
عطَّلتها الحربُ ثمَّ سألتُ عن جُمَّيْزَتي فعرفتُ
أنَّ النارَ قد زحفتْ وأحرقتِ المكانَ ككومةِ الورقِ
الصغيرةِ والعلاقاتُ التي رتبتُها تزدادُ يوماً بعد
يومٍ في تجاوزها لهذا القلبِ أعشقُ فيكِ ما قالَتْهُ
سنبلةٌ لدوريٍّ وما عرفَتْهُ أصدافُ الشواطىءِ عن جنونِ
البحرِ ما قرأَتْهُ نورسةٌ على وجهِ الفنارِ ومن سيعرفُ
كلَّ هذا عنكِ غيري يا حبيبتيَ الحميلةَ يا مزارَ النفسِ
والأمَلَ الذي يُرْجَى بعيداً خلفَ هذا الليلِ ليلٌ ما وقبلَ
الفجرِ تنتهزُ الطيورَ مساحةَ الحبِّ التي تكفي لتجعلَ
من مدينتِنا مكاناً واسعاً وتطيرُ أبعدَ من سقوفِ
الريحِ من وجعِ الندى والصيفْ.
الاثنين ١٢/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق