حديثُ الحبِّ والمغفرة
شعر: علاء نعيم الغول
هل تذكرينَ معي شتاءً قبل هذا
كنتُ أقرأ كل يومٍ قصةً لكِ عندَ نومكِ
ناسياً إنْ كان رأسك فوق صدري وقتها أم
ربما ثِقلُ الظنونِ حسِبتها أنتِ التي غرقت
معي ليلاً فأنجانا التعلقُ بالندى
ما كنت أعرف أن قُبلتكِ النجاةُ فصرتُ
ألهو بين صفحاتِ القصصْ
هي هكذا والوقتُ مقصلةٌ كما أن الترددَ طعنةٌ
في الظهرِ فاقتربي اليّ فحبةُ التوتِ
الأخيرةُ لا تزال هناكَ أذكرها أنا لو تذكرينَ
غرقتُ فيكِ أرى برودَ الموتِ في القاعِ العميقِ
أراهُ أوضحَ كلما ابتعدَ الصباحُ ولا أراكِ تذكَّري
أني أعاني الآنَ من عينيكِ أغرقُ فيهما
أيضاً ويسحبُني إلى أعماقِكِ التيارُ
عن سهوٍ وعمدٍ وانتهازٍ باردٍ فأبيتُ ليلِي
في قواقعَ من ظنونٍ في محاراتِ التأملِ بين
أعشابِ التمردِ فوقَ أصدافِ الهروبِ إليكِ
بحري أنتِ فاتسعي وضيقي بي لتلقمني
من الحيتانِ أعتاها وتلفظني على شطآنِكِ
البيضاءَ تنبتُ في هوائكِ شجْرةٌ كالتوتِ جلدي
قد تقرحَ من ملوحةِ ما اقترفتُ من المراوغةِ
النبيلةِ بين مرجانٍ وأسماكٍ تضيءُ لي المسالكَ
فاهتديتُ إلى سفينتِكِ التي غرقَتْ بنا وبحثتُ
فيها عن بقايانا وآثارِ الكتاباتِ التي دونتُها
لكِ مرةً هذي الصناديقُ الكثيرةُ لا تشابهَ بينها
وأخافُ مما قد يكونُ وراءها لا خيرَ في أشياءَ
نتركُها ونغنمُ غيرَها والبحرُ حوضٌ معتمٌ متورطٌ
فيما تجمعَ فيهِ كالقلبِ الذي تجري به سفنُ
الغيابِ ويعتلي أمواجَهُ زبدُ الرجاءِ ورغبةٌ في
البدءِ من حيثُ انتهينا هكذا قصصُ الهوى مسكونةٌ
بتوقعات واحتمالاتٍ وريشٍ للنوارسِ والذي في
القلبِ منكِ يزيدُني ترفاً ونوماً واعتناقاً للمغامرةِ التي
تحتاجُ قلباً لا ينقبُ في الذرائعِ كي يهادنَ واتبعتُكِ
حيثُ أنتِ مقسماً ظلِّي إلى رأسٍ وخطواتٍ ويبقى
البحرُ قصتَنا الطويلةَ أنتِ أندروميدا الحكايةِ جئتُ
ممتطياً حصانَ المعجزاتِ فلنْ يصيبَكِ شرُّ وحشِ
البحرِ مراتٍ حلمتُ بأنني بيرسيوسْ على ظهرِ
المجنَّحِ إنها القصصُ التي في الحبِّ تجعلُنا ضحايا
الحلمِ أشلاءَ البدايةِ والبدايةِ لا أظنُّ هناكَ شيءٌ
ينتهي هي سلسلاتٌ بعضها يفضي لبعضٍ
و الحياةُ حبيبتي ماءٌ ونارْ.
الجمعة ٢/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق