أخبارٌ الصحفِ القديمة
شعر: علاء نعيم الغول
وجعلتَني أتملقُ الصحفَ التي لم تلتفتْ
يوماً لما قلناهُ وامتلأ الجدارُ بملصقاتِ الأمسِ
عن قتلى من الطرفينِ لكن ما الذي في الصفحةِ
الأولى وماذا عن قضيتِنا التي لم يستطيعوا
فهمَها هل هكذا سنظلُّ ننتظرُ التقاربَ
بين آراءِ الشيوعيينَ والداعينَ للفوضى وتبريرِ
التمردِ ربما يتوقعُ التجارُ توسيعَ المعابرِ والعلاقةَ
بين عمالِ النظافةِ والحراساتِ الخفيفةِ
للبنوكِ وفي الصحيفةِ ما يشيرُ إلى التخلي
عن شريطٍ واسعٍ عند الحدودِ وهكذا سيدومُ قضمُ
الأرضِ بالتدريجِ حتى لا يعودَ هناكَ ما يكفي
لزرعِ التوتِ والزيتونِ هل سنظلُّ مهتمينَ بالتضليلِ
والتسويفِ حتى تغلقَ الأبوابُ في وجهِ الذين
يطالبونَ بفتحِ أميالٍ من الصيدِ الغنيِّ بموسمِ
السردينِ والمرميرِ ماذا عن ملفاتِ المصابينَ
الذينَ تقطَّعَتْ أطرافهم وتحولوا كتلاً تحركها
الاطاراتُ البطيئةُ في الشوارعِ والصحيفةُ بالعريضِ
تقولُ إنَّ الحربَ قادمةٌ وبعضُ مناوراتٍ في
الشمالِ تهيِّىُ الأجواءَ للغاراتِ ليلاً أو نهاراً
والقضيةُ ليستِ الآنَ الذي سيكونُ بعدَ الحربِ
مَنْ ينجو ومَنْ يثرى ولكنْ كيفَ نبقى قادرين
على ابتلاعِ الوهمِ والكذبِ الذي سيعمُّ أوساطَ السياسيينَ
والحمقى وتجارِ الحروبِ ولجنةَ الاعمارِ حتى بين
حراسِ المقابرِ والذين سيكتبون الشعرَ في أمجادِنا
أما الصحيفةُ فهي بوقٌ فائضٌ بالزورِ والتأويلِ تحصي
في الحواشي كلَّ مَنْ يُسدي برأيٍ أو ينافقُ
فالمناصبُ بعدما تضعُ الحروبُ الحِمْلَ
تكثرُ والتنافسُ طاحنٌ والبائعونَ ضميرَهم يتسابقونَ
الى منصاتِ الخطابةِ كي يُشَارَ إلى جمالِ
البدلةِ السوداءَ تخفي زيفَهمْ حتى الصحيفةُ
لن تجاملَ هؤلاءِ المارقينَ على العذاباتِ
التي ستصيبُنا والحربُ ليستْ للتخلصِ من نظامٍ ما
ولكن كي يزيدَ الوضعُ سوءاً كي نُجَرَّ إلى المزيدِ
من التنازلِ وامتهانِ السعي خلف معونةٍ ومعونةٍ
ووكالةِ الغوثِ التي خلطتْ لنا الغثَّ الكثيرَ بما تبقى
من سمينٍ هكذا تبدو الصحيفةُ لي وهذا ما قرأتُ
على الجدارِ وربما العددُ الجديدُ يكونُ أكثرَ صحةً
مما سرَدْتُ على مسامعكم رفاقي البائسينَ
لكم سلامي تصبحون على هدوءْ.
الجمعة ٩/٢/٢٠١٨
علاقات ممكنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق