توقعاتٌ محايدة
شعر: علاء نعيم الغول
في شَعْرِها تتنقَّلُ المدنُ التي لم تتهمْ أحداً بموتي
شَعْرُها قطعَ الطريقَ على الخيالِ فلَفَّني كسجارةٍ
محشوةٍ بالتبغِ أو ورقٍ من الحناءِ جفَّ ليشتعلْ
والنارُ ذائقةُ المُرَبَّى حين تُطْهَى حبةُ الدراقِ
بين الصيفِ والنِكتارِ في ساحاتِ هذا البيتِ
أو خلفَ القرى في شعرها اعتلتِ المدينةُ ظلَّها
وتخيَّلَتْنا صِبْيةً يتدافعونَ ليعبروا بوابةَ الحقلِ
الكبيرةَ ما علينا لو تركنا الحُبَّ ينمو مثلما
فعلَتْ عصافيرُ الشتاءِ ففي شفاهي الآن همساتٌ
موزعةٌ على نصفِ الحروفِ وقبلةٌ أيقنتُ أني
أستعيدُ بها البدايةَ ثمَّ مرَّتْ من هنا عرباتُ
جُندٍ حائرينَ يلوحونَ بفوهاتِ بنادقٍ مخنوقةٍ
بالوقتِ بالصمتِ الذي ضربَ البيوتَ وكنتُ
أنظرُ من وراءِ البابِ حين تناوبوا قنْصَ النساءِ
العائداتِ ببعضِ أكياسِ الدقيقِ وما تيسرَ من زيوتِ
الطَّهْيِ والفولِ المُعَلَّبِ كانَ لونُ القتلِ أوضحَ
من مصابيحِ الشوارعِ واختلفتُ مع الرفاقِ
على الكثيرِ من التفاصيلِ التي تبعتْ قرارَ الحربِ
أشعرُ دائما بتوتراتٍ تشبهُ التصفيقَ مضطراً وتشبهُ
قطعةَ اللحمِ التي تحمَرُّ فوقَ الفحمِ شيءٌ ما
عميقٌ داخلي لا تُسْبَرُ الأغوارُ في نفْسٍ تحبُّ
الاعتمادَ على التحفظِ واكتسابِ الوقتِ والتقليلِ
من شأنِ الضغوطِ هي الحياةُ حبيبتي محفورةٌ
كالمغرياتِ شهيةٌ كعصيرِ ليمونٍ ببعضِ الثلجِ
تسحبُنا كنملٍ جائعٍ لفتاتِ خبزٍ ناشفٍ وأسيرُ
وحدي في شوارعَ لا أرى فيها سواي ولا أحبُّ
الإدعاءَ بأنني جربتُ ألفَ طريقةٍ لأصيرَ ظلاً
فاكتفيتُ بأنْ أكونَ محايداً فالبحرُ أعتَقَ فكرةً
من ملحهِ و وجدتها تطفو على وجهِ الصباحِ
فصغتُ منها ما أحبُّ من الحكايا شعرُها فتحَ
الخرافةَ لي وشقَّ الشمسَ حتى أصبحتْ ليلاً
وسالَ على الهواءِ فصارَ أشجاراً من الخروبِ صارَ
غزالةَ المسكِ التي تعدو وراءَ فراشةٍ بيضاءَ بين العشبِ
أو صفراءَ عندَ النهرِ أو حمراءَ فوقَ الغصنِ والنعناعِ
هل قَبِلَ الجنودُ بأنْ يظلوا عرضةً للجائعينَ القادرينَ
على احتمالِ الصدمةِ الأخرى وغاراتِ
المساءِ وحبهمْ لتوقعاتِ الصيفْ.
الاثنين ١٢/٢/٢٠١٨
توقعات محايدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق