السبت، 24 فبراير 2018

لون النبيذ على الورق


لونُ النبيذِ على الورق
شعر: علاء نعيم الغول 

في شعرِها نبتت بذورُ الليلِ
 إذْ جعلتْ لهُ قلبَ المشاغبِ صومعاتِ العابدِ
 المشغولِ بالعشقِ الالهيِّ المشبعِ بالصلاةِ وشعرها
 قسَمُ الجمالِ المصطفَى جهَرَتْ بهِ في الشمسِ
 وهي تمرُّ منه ونفسُنا طابتْ بهذا الالتقاءِ
 معاً جُبِلْنا قطعةً من غيمةٍ ومحارةً في عتمةِ
 الملحِ العميقِ وإنَّ هذا الخَلْقَ حمَّلَنا التعلقَ
 بالغيابِ وبعدها بالغيبِ تأسرُنا حقيقتُنا
 وتنكرُنا بدايتُنا ويحرمُنا النهارُ من التعففِ 
واقتباسِ مقولةٍ في الحبِّ لا أدري ولا أبغي سوى 
ترتيبِ نفسي بعدَ هذا الصيفِ قُلْ للبحرِ أنْ
 يحتلَّ أرصفةَ الشوارعِ يطلقَ البجعَ الذي
 التهمَ الغروبَ وراءَ قرصِ الشمسِ وهو يذوبُ 
أسرعَ إنني أستعذبُ الصحوَ المبكرَ لا لشيءٍ 
بل لأني لا أرى في النومِ ما يكفي ليجعلني
 أرَقَّ وهادئاً والناسُ يصطفونَ خلفَ طباعهمِ
 ومناوراتِ القلبِ قالوا كي تغيرَ في الحياةِ 
عليكَ أنْ تبقى إذاً قَلِقَاً تحاولُ أنْ تعيدَ توازناتِكَ
 كي تغادرَكَ الرتابةُ شَعْرُها وكأنه ترَفُ النبيذِ
 ونكهةُ العِنبِ الذي أخذَ المدينةَ من ذوائبِها وأغرقنا
 معاً في ليلةٍ هي آخرُ القمرِ الذي ملأ النوافذَ 
رغبةً في جعلنا حبقا عليه تكاثر النحل الصغير
 وزارني في الحلم مَنْ علقوا بذاكرتي كرائحةِ
 النبيذِ على شفاهِ الليلِ في أنفاسِكِ العطشى
 لنشواتٍ تؤجلُنا وتبعدنا عن المألوفِ والغيبيِّ 
أنتِ الانغماسُ أمامَ عيني في ضبابِ الروحِ والعسلِ
 المصفى في نهارٍ ليس مضطراً لكشفِ السرِّ خلفَ
 تعلقي بالقادمِ المأمولِ في عينيكِ شعرُكِ رغوةُ
 الصابونِ تحملُ رائحاتِ الظنِّ أو قلقَ الصحى
 وبراءةَ الأسواقِ إنْ طالَ العناقُ وذابتِ الذكرى
 وألقانا التسكعُ بينَ ضَوْءٍ اسعٍ وترنحاتِ الوردِ
 نفلتُ من نزاعِ الوقتِ في ساعاتِنا وعقاربِ الفوضى
 وشعرُكِ جائعٌ في السوقِ يخشى أنْ يمدَّ يديهِ حتى
 لا يُصَدُّ وجائعٌ لكِ قلبي المخبوءُ كم غطيتُهُ من بردِ هذا 
العمرِ ثمَّ رشَشتُهُ بالعطرِ كي يأتيكِ أبهى طائعاً
 كالماءِ في ريق من العطشِ انتشى يا حبيَ الورديَّ
 يا زهراتِ لوزٍ أبيضَ الخدينِ عشقي ما حييتُ
 هو الذي سيكونُ لكْ.
الأربعاء ١٤/٢/٢٠١٨
توقعات محايدة        

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...