اقتباساتٌ من كتابِ الموتى
شعر: علاء نعيم الغول
في شعرِها قلقٌ تباطَأَ والتقى في عاميَ
الخمسينَ بالطاهي الذي لم يقتنعْ أني أفضلُ
كعكةَ التفاحِ ثمَّ سمعتُ إيقاعاً خفيضاً خلفَ
ظهري صوتُها فتَقَ القميصَ وبانَ جلدي
ليس موشوماً وصَدِّقْ أنني ما مرةً جربتُهُ
فالزيتُ يجعلُني شبيهاً بالفراعنةِ الذين تدَّهنوا
متقرِّبينَ به ليهدأَ ربُّهُمْ آمونُ
أعرفُ أنَّهُ الكهنوتُ يدفعنا لنعصيَ
كي يظلَّ وسيطَنا عندَ الإلهِ
وبعدما وليتُ قلبي للسماءِ
سمعتُ أوجاعَ العصاةِ يقولُ أحدهمُ
"إلهي ،،، لم أُجعْ ممن خلقتَ حرصتُ ألا تنزلَ الدمعاتُ من أحدٍ وحَقِّكَ ماقتلتُ وماغدرتُ
ولم أحرضْ قاتلاً يوماً وإني ما سرقتُ
من المعابدِ خبزها لم أرتكبِ فُحشاً وما
دنستُ شيئاً قد تقدسَ إنني لم أغتصبْ مالاً
حراماً ما انتهكتُ لمن تُوفُّوا حرمةً إني عفَفْتُ
ولم أبعْ قمحاً بسعرٍ فاحشٍ قَطٌّ وما طففتُ في كيلٍ
وإني طاهرٌ أنا طاهرٌ أنا طاهرٌ
ما دمتُ يا ربي بريئاً من ذنوبي فاستجبْ
لي يا إلهي أنْ أفوزَ برحمتكْ"
هذا أتاني في المنامِ أنا اقتبستُ
ولم أُطِلْ في السردِ شَعْرُكِ معبدٌ للنَّثْرِ والغَزَلِ
المُقَفَّى للتسابيحِ التي يحتاجُها الموتى
على درجِ الصعودِ إلى القيامةِ تائبينَ وآثمينَ
وفي الشفاهِ الخائفون يرددُونَ
"لك السلامُ إلهنا وعظُمْتَ أنتَ الحقُّ
جئتكَ ياإلهي خاضعاً لأرى جلالكَ
جئتُ ربي ماشياً بالحقِّ أنفضُ
عنيَ الباطلْ فلم أظلمْ ولم أسلكْ سبيلَ
الآثمينْ ولستُ أحنثُ في يمينٍ ما ضللتُ لشهوةٍ"
هذا وشعرُكِ يافعٌ كقوامِ أنثى ناضحٍ بالطُّهْرِ
والطيبِ الحَيِيِّ كخدّها الورديِّ أقرأُ عن زمانٍ
كان فيهِ الوقتُ ممتلئاً فقط باللهِ كانَ مناسباً
للبحرِ كي يصحو من الرملِ العميقِ وحفرةِ الموتى
ويصبحَ ما يشاءُ وما أريدُ ويصبحَ طارئاً
كالنورساتِ وجالَ في فكري الكثيرُ من الفضولِ
وزادَتِ النارُ اشتعالاً داخلي بعد الغيابِ وطرتُ
من توِّي لأقربٍ شجرةٍ تبدو كظلِّ الزنزلختِ ومن هنا
كالمَنْغَروفِ ومن هناكَ كشجرةِ التنُّوبِ أنتظرُ
اعترافَ الحُبِّ لي بحقيقةِ الليلِ الذي يهتزُّ في لونِ
الرسائلِ والشموعِ المستفيضةِ بالدموعِ المالحاتِ
وحين صرتُ مناسباً للحبِّ غيرتُ الطريقَ
لكي أراكِ ونعرفَ الدنيا معاً.
الأربعاء ١٤/٢/٢٠١٨
توقعات محايدة
(كتاب الموتى عند القدماء المصريين)
الاقتباسات حولتها شعراً بتصرف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق