عمعموت
شعر: علاء نعيم الغول
في شعرِها قد أُودِعَ المدفونُ في جوفِ
الحقيقةِ إنهُ المجهولُ والموتُ المفاجىءُ
والحسابُ على موازينِ القيامةِ
عمعموتُ الوحشُ يلتهمُ القلوبَ الآثمةْ
يا هذهِ الأسفارُ يا فحوى وجودي هكذا
متورطاً لا شيءَ يحميني كما لا شيءَ يمكنُ
أنْ يُطَمْئِنَ سائرٌ فأُحرِّكُ الدنيا وهلْ أنا
واقفٌ ويُقادُ لي هذا المصيرُ أم الجوابُ متاهةٌ
أخرى ويبقى القلبُ غِرَّاً سادراً في الوهمِ
يُتْرَعُ من أوانٍ للقرابينِ التي لم تعطِنا سبباً
لِطَقْسِ يرهقُ الموتى ويشقينا فإنا نجهلُ الآتي
نعيشُ كأننا عبءٌ نفتشُ عن قشورِ الموزِ
في وقتِ البعوضِ وعن دعاءٍ صادقٍ تهتزُّ
أعمدةُ السما لخضوعهِ وعنِ المبَرِّرِ للتهاونِ
في الضميرِ حبيبتي جرَّبْتُ نفسي دائماً و وجدتُها
مطويةً كشراشفِ الصيفِ الطريةِ كالحواكيرِ
البعيدةِ في مخيلةِ البلادِ ومَنْ حرثوا الهواءَ فصارَ
ينبتُ مرةً حبَقاً ومراتٍ سنابلَ والطريقُ الى الخلاصِ
يمرُّ من وديانِ هذي الروحِ من نَفْسٍ تتوبُ وتنغوي
وتتوبُ والحبْلُ الذي يُدعَى الحياةَ يلفنا ويقودُنا
ونجوبُ أمكنةً بلا عددٍ ولكنْ رأسُنا في آخرِ الحبلِ
الطويلِ وهكذا ستظلُّ تخدعُنا الحياةُ حبيبتي
ماذا عليكِ الآن هل قلبي الذي يهواكِ ممتلىءٌ بذنبٍ
ما قريبٌ من شفاهِ النارِ منغمسٌ بشهدِكِ عمعموتُ
يحومُ حولي فانقذيهِ بطُهْركِ الصافي وغيماتِ
البخورِ وجنبيهِ مساربَ العثراتِ أنتِ حبيبتي
وقرنفلاتُ العَصْرِ أذكرُ أنني لم أتخذْ قلبي مشاجبَ
للعلاقاتِ التي قد عُلِّقَتْ سهواً عليهِ ودائماً سيكونُ
قلبي مُفْرَداً لكِ وحدَكِ الآن المدينةُ لم تعدْ مسؤولةً
عنا أضاعتنا وقالت إننا لقطاءُ هذا الوقتِ أشلاءُ
الطموحاتِ التي لم تنتبهْ للموجِ فانجرفتْ كأخشابِ
المراكبِ يا إلهي ما ادَّعَيتُ عفافَ نفسٍ أُتْرِفَتْ
في نعمةٍ مما وهبتَ أنا المطيعُ لما أمرتَ وما نهيتَ
فقطْ محوفٌ بالغواياتِ التي تبتزني وتغيظني
أيضاً ولا أنسى نصيبي من ملذاتِ المدينةِ غرَّني
هذا البهاءُ وقد أظلُّ كما أنا متأرجحاً بينَ الفضيلةِ
والفضيلةِ آبقاً يوماً وأوَّاباً مراراً هكذا حتى نُرَدَّ
إليكَ جنبنا إلهي عمعموتْ.
الجمعة ١٦/٢/٣٠١٨
توقعات محايدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق