Pollo Toscano
شعر: علاء نعيم الغول
في شَعْرها أُدْعَى إلى حفلِ العَشاءِ
يُصَبُّ لي كأسُ النبيذِ بحمرةٍ صبغتْ شفاهاً
نصفُها كرزٌ ونصفٌ فاضَ من خفَرٍ
طعامٌ فيه خَلٌّ بالضرورةِ أنْ يسرِّعَ رغبةَ
الوجناتِ في تلوينِ جلدٍ باردٍ في خلْطِ
أمزجةِ التراضي بالعناقِ ونشوةٍ مدهونةٍ بالزبدِ
مُشْبَعةٍ بروزماري وثومٍ ذبَّلَتْهُ النارُ شيئاً
هكذا تتكونُ الأحلامُ تصبحُ قطعةً مشويةً
من صَدْرِ طيرٍ شُرِّبَتْ بعصارةٍ بيضاءَ
وهمُ الجائعينَ وحُلْمُهم يُطْهَى على نارٍ
من الخشبِ الذي سرعانَ ما يخبو
يُمَنَّى النائمونَ بليلةٍ محشوةٍ بالدفءِ كالكبشِ
الذي يشوى على السفودِ آلامُ البلادِ الآنَ
تشبهُ خلطةَ الكراثِ بالزيتِ المُصَفَّى ربما مُرُّ النبيذِ
يزيدُ فيها دعوةَ الروحِ الشهيةِ للتعاطي مع شموعِ
الليلِ والسهرِ الغنائيِّ الطويلِ وأيها الفقراءُ
ندعوكمْ على طبقٍ غنيٍّ مُتَرَفٍ في أيِّ مقهىً
ترغبونَ وبعدها ستَرَوْنَ في زوجاتكمْ ما لم
تكونوا تعرفونَ هي الحقيقةُ يا رفاقي ما عليكم
لو غسلنا البحْرَ نشفناهُ من ملحٍ يسيلُ على
صخورِ الشاطىءِ المحشورِ بينَ الرملِ والغيمِ الذي
فتَحَ المغيبَ وشَعْرُها متورطٌ في حفلةٍ أخرى
من الوجهاءِ في فنِّ اختيارِ مكوناتِ المطبخِ
الآتي لفتحِ شهيةِ الجوعى وعمالِ الكباري
والذينَ تحملوا وزرَ اللصوصِ المتخمينَ بوجبةٍ
من أنَّةٍ من ساكني هذي القرى والدامعينَ
أمامَ شباكِ الإعانةِ هكذا تبدو المدينةُ عندَنا
مقهىً وطاولةً ورائحةًٌ تجرُّ الليلَ تجعلهُ يسيلُ
كما لعابُ الراكضينَ وراءَ حفناتٍ من الذهبِ
العفيِّ كقبعاتٍ للطهاةِ وفي أياديهمْ مناديلٌ برائحةِ
التوابلِ هكذا في الحبِّ نارٌ تحتَ قلبٍ قد تقلبَ فوقها
والنارُ أنتِ حبيبتي والقلبُ أوراقٌ من الغارِ المبللِ بالندى
قِرْفٌ لرمانٍ وسِدْرٍ زعفرانكِ في قدورٍ محكماتٍ
في خوابي لا تهابُ الشمسَ إنْ حَمِيَتْ ولا بردَ
الليالي في شُباطَ كم السماءُ الآنَ ضيقةٌ وغامقةٌ
وشعرُكِ عالمٌ متناثرٌ كمسافةٍ ليست بكافيةٍ لزرعِ
كرومِ بلدتنا القديمةِ يوم كنا طائعينَ ونعرفُ الأسماءَ
في أشياءَ نعشقها وأعشقُ فيكِ
ما لا أستطيعُ الآن وصفاً لهْ.
الأمد ١٨/٢/٢٠١٨
توقعات محايدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق