مفارقاتٌ قاسية
شعر: علاء نعيم الغول
في شَعْرِها تمشي على أطرافها الساعاتُ
نسمعها فنعرفَ أنَّ قلباً ما يدقُّ وفي الطريقِ
تعرجاتٌ قصةٌ محروقةٌ كجذوعِ نخلٍ دائماً
تتآكلُ الصورُ التي في الرأسٍ نفقدُها
على مهلٍ ومراتٍ سريعاً والنهايةُ صورةٌ
بيضاءُ تخلو من تعابيرِ الملامةِ والفرحْ
هذي الجسورُ جميعها تمتدُّ فوقَ النهرِ أينَ الضفةُ
الأخرى وكيفَ سنعبرُ (ستيكْسَ) المعلقَ بينَ أهدابِ
الفراغِ وفوقَ جدرانِ الهواءِ ونحنُ نغرفُ من مياهٍ
ملحُها يغلي وطعمُ النارِ يصعدُ في قشورِ
الموزِ مَنْ يأتي لنا بكؤوسِ شطآنِ الكاريبي
آهِ يا (بينيا كولادا) يا مزيجَ الصيفِ بالرمانِ
والأناناسِ هل ستبلُّ ريقَ الآثمينَ فكلنا عَطْشَى
ويعلونا الدخانُ وما الفناءُ سوى اعتذارٍ سافر
عما وجدنا في الحياةِ وليس يُقنعُني صدى هذا
الكلامِ أنا وأنتِ ملائمانِ لرحلةِ الزمنِ السريعةِ
للتحولِ بعد هذا كلهِ لمُجَنَّحٍ يعلو ويعلو ثمَّ يخبو
في المدى والروحُ بندولٌ طويلٌ لا يحركهُ سوى
السرِّ الالهيِّ القديمِ إلى اليمينِ نذوبُ شمعاً قاسياً
وإلى الشمالِ نصيرُ قطرةَ زئبقٍ أو بقعةَ الزيتِ
التي تطفو على وجهِ المحيطِ وهكذا حتى إذا صمتَ
المكانُ نكونُ قدْ رُحْنا ولا نأسى على ما فاتَ هيا
نهدمُ الماضي بمعولِنا الذي سيطالُ أيضاً ما سيأتي
فالفناءُ مصيرُ هذا الكونِ فلنقطعْ بنصْلِ الرَّفْشِ
جَذْرَ البرتقالةِ ثمَّ نردمُ حفرةَ الماءِ التي نروي بها
حوضَ القَرَنْفُلِ شعرُكِ الشتويُّ دَغْلٌ معتمٌ بلعَ الهدوءَ
وصاريكْثُفُ كالدخانِ كماردٍ سكنَ المصابيحَ
الثقيلةَ في خرافاتِ الثراءِ وكثرةِ العَجْزِ الذي يمتصنا
فنصير نحلمُ بالعصا السحريةِ الصماءِ
أو (أبراكادابرا) ما الذي سيكونُ لو صرنا جميعاً
خارقينَ نفوقُ زرقاءَ اليمامةِ نخدعُ الأبصارَ بالحيلِ
التي استهوت (هوديني) مدهشٌ هذا الوجودُ وعاجزٌ
أيضاً وشعرُكِ جائعٌ للشمسِ يأخذُني إلى وجعٍِ
من الحبِّ الذي لا ينبغي تبديلهُ وبكِ الخياةُ تكونُ
أطولَ مرتين وغالباً سأظلُّ أحملُ ما حملتُ من الهوى
متسللاً من بينِ خصلاتٍ تطيرُ مع الهواءِ كهُدبِ ريشٍ ناعمٍ.
السبت ٢٤/٢/٢٠١٨
توقعات محايدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق