الخميس، 8 مارس 2018

نشيد الملذات


نشيدُ الملذات
شعر: علاء نعيم الغول 
Usus tyrannus

في شعرِها نُقِضَتْ عهودٌ أتعبتْ فِكْراً
 تغذى حين جاعَ على الصورْ
 هل هذه متعُ الحياةِ وما تمنَّى القلبُ هل
 أنتِ الجريئةُ أم أنا متهورٌ أيضاً وهل عيناكِ
 شَرْكٌ ليس يُفْلِتُني معاً كنا وكان الصُّبْحُ
 يغوينا كأنا نعجنُ اللذاتِ في طبقٍ من الخزفِ
 الرقيقِ وطعمُ هذا الحبِّ يشبهُ مرةً حلوى
 ومراتٍ ثمارَ اللوزِ ثمَّ تتابعتْ نِعَمُ اللقاءاتِ
 الغنيةِ بالملذاتِ السريعةِ تذكرينَ متى
 اشتعلنا مثل أعوادِ الثقابِ على شفاهِ 
الانتشاءِ وغرَّقَتْنا شهوةُ العبثِ الأخيرةُ بالرذاذِ
 العذْبِ كالتينِ العِناقيِّ الغنيِّ المُشْتَهَى من قريةِ
 التلِّ الحياةُ حبيبتي أسطورةٌ منسوجةٌ 
بالخوفِ أحياناً ورغباتٍ منافيةٍ لما في النفسِ
 من أشياءَ محرجةٍ ويبقى الغيبُ ذائقةَ الوجودِ
 ولهفةً معدورةً إذْ كلُّ ما في هذه الدنيا
 رتيبٌ مزعجٌ والغيبُ يصفي لمسةً من سحرهِ
 فنصيرُ مُمْتَنِّينَ للعقلِ الذي يجتاحُ أخيلةً
 مبعثرةً يجمعها لتصبحَ جوقةً الانشادِ في
 سفْرِ التمردِ والبقاءِ ودعوةً محفوفةً بالابتزازِ كم 
النهارُ مراوغٌ وكم المساءُ مداعبٌ للنارِ فينا فَلْتَنَمْ 
يا خوفُ يا ألمَ التنقُّلِ بين ما تُعطي الحياةُ 
وما تضِنُّ بهِ كأنا نعتلي ظهرَ الهواءِ حبيبتي أنتِ
 اعتذارُ الشمْسِ عنْ تمُّوزَ عمّا مرَّ من أعمارِنا
 لكِ سطوةُ الماضي وعنفُ المسْكِ تبدأُ فيكِ ذاكرةُ
 المِدادِ على الورَقْ وتنامُ في جفنيكِ أذكارُ الضحى
 وبراءةُ الدوريِّ هل جرِّبْتِ مثلي النومَ بين العشبِ
 والنارينجِ تحتَ السروِ والرمانِ يبدو البحرُ 
صفحاتٍ من التاريخِ عاريةً تنادي في ضحايا 
العشقِ أرواحاً كما الريشُ الذي قطعَ المسافةَ خمسَ
 مراتٍ لينسى أنَّ نصفَ الطيرِ لم يرجعْ أنا لم 
أَسْتَعِدْ نِصفي الذي قال انتظرْني تحتَ نافذةٍ 
وفتشْ في عيونِ العابرينَ عن الحقيقةِ فالمدينةُ 
أرهقتني وانتشلتُ الصيفَ منها في أغانٍ بيننا
 وتركتُ آلامي على جنبِ الذريقِ ولُذْتُ بالأملِ الذي
 قطعَ الذريقَ على المخاوفِ كلُّ ما أرجوهُ أَنْ نبقى معاً
 متعانقَيْنِ وعندما أحببتُها لمعتْ مخيلةُ السماءِ وسارتِ
 الفُلْكُ اليريعةُ نحو غايتِها البعيدةِ واكتفيتُ أنا بقلبِكِ مرفأً.
الثلاثاء ٢٠/٢/٢٠١٨
توقعات محايدة              

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...