الخميس، 8 مارس 2018

مناجاة



مناجاة
شعر: علاء نعيم الغول 
Dum spiro, spero

في شَعْرها باح الهوى واستوقفَكْ 
هل كنتَ تعلمُ أنَّ حبَّكَ سوف يغدو مَقْتَلَكْ 
ماذا وجدتَ على ذوائبها فقضَّ من التأوهِ مضجعَكْ
 فعلَ الفؤادُ بكَ الذي من حرِّ شكواهُ العشيةَ أوجعَكْ
 يا صاحِ قلْ لي كيف أنتَ الآن هل أغراكَ
 أنكَ لم تجدْ إلا الغوايةَ مرتعَكْ
 دعني أرى عينيكِ يا هذا البياضُ المستعرْ
 أوقدتَ فيَّ جنونَ ناركَ فاستشِرْ
 باغتَّني وجعلتَني ما لستُ أعرفُ فانهمِرْ 
يا ظلها فوقي فقد لمعتْ علاماتُ الظهيرةِ فاعتصرْ
 ألمي لأني في ملامحها ارتسمتُ
 وبللتني غادياتُكِ في انتظاركِ واحتملتُ
 غيابَ طيفِكِ عن لياليَّ الطوالِ وقد سهرتُ 
مناجياً فيكِ الأماني واحتسبتُ 
وشعرُها قلقٌ عميقٌ كيفَ أبلغُ منبتَهْ
 وتركتُ قلبي يتبعُ الآياتِ في جفنيكِ عاماً وانتبَهْ
 أني بطيءٌ في الملامةِ كي أقولَ متى
 شربتُ من الندى ما أطيبَهْ
 ونداكِ ريقٌ سالَ من شفتيكِ خمراً قد تعتَّقَ
 واستبدَّ بغفوتي والصحوِ ليلاً أو نهاراً كيفَ علَّقَ
 كلَّ أحلامي عليكِ وفِضْتُ من شوقٍ إليكِ وقد تفتَّقَ
 خافقي من دفئهِ وسمَوتُ في علياءِ نوركِ تاركاً
 طينَ البدايةِ للرياحِ وللسيولِ إلى سقوفكِ أصعدُ
 النوارَ أتخذُ المعارجَ لي سبيلاً كي أجيءَ وقد
 تماهينا معاً في الضوءِ نبغي الانفلاتَ
 من القيودِ ومن تراكيبِ الكلامِ وفيكِ من طِيبِ
 المكانِ الزعفرانُ ولي أنا هذا الخزامى نائماً
 ومشيتُ في دربِ الحياةِ إليكِ دوماً ظامئاً متودداً
 لا شيءَ ينفعني إذا ما عشتُ دونكِ هائماً في
 شعرِكِ امتدتْ خرافاتُ البدايةِ أين كنتُ وأنتِ 
في هذا الغيابِ وكيف ننجو من ضمائرِنا
 ونفلتُ من زمامِ الممكنِ العاديِّ نسبحُ في نسيجِ 
اللانهايةِ حيثُ لا الأعمارُ نحسبُها ولا أسماؤنا ستظلُّ
 تجبرُنا على ترميمِ رائحةِ المسافةِ بين قلبينا
 فقد صرنا هلاميينِ ما عادت تهددنا الحياةُ
 بقسوةِ الموتِ المجففِ مثلما السمكُ الذي يُلقَى
 على موجِ النوارسِ كي يحلقَ عائداً من حيث
 جاءَ ولي أنا هذا الفراغُ ومن يقولُ لي الفراغُ هوايةُ
 العشاقِ يسحبهم اليهِ كقطعةِ الاسفنجِ للماءِ
 الذي غطى مساحاتِ الرخامِ وإنَّ لي في الحبِّ
 هذا المبتغَى والوقتْ.
الاثنين ١٩/٢/٢٠١٨
توقعات محايدة              

ليست هناك تعليقات:

إنزلاقات مرورية

انزلاقات مرورية شعر: علاء نعيم الغول أحميكَ أم أحمي دقائقَ في ضلوعي تحترقْ أنفاسُنا ليست هواءً بل دخانَ الوقتِ مشتعلًا كما فعلت رسائلُنا ...